البيت الأبيض يحذر إيران من "عواقب وخيمة" حال رفض مقترح ويتكوف
حذر البيت الأبيض، إيران، الثلاثاء، من مواجهة "عواقب وخيمة إذا رفضت مقترح" المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وقال البيت الأبيض إن "ويتكوف أرسل مقترحا شاملا إلى إيران، وعليها الموافقة عليه".
وإلى ذلك، قالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم حضور قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، المقرر عقدها في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وفي ملف النووي الإيراني، اعتبرت 10 مصادر مطلعة على أنشطة إيران الذرية، من بينهم مسؤولون ودبلوماسيون ومحللون، أن نجاح أي اتفاق مرهون بمعالجة نقاط الغموض تلك بالنسبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتظهر التقارير الفصلية للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن نقاط الغموض الرئيسية تتمثل في عدم معرفة عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران أو مكان إنتاج وتخزين هذه الأجهزة وأجزائها. ولم يكن بمقدور الوكالة أيضاً إجراء عمليات تفتيش مفاجئة في مواقع لم تعلن عنها إيران.
واجه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة المكلفون بمراقبة موقع فوردو النووي الإيراني فجوة كبيرة في معلوماتهم بشأنه العام الماضي عندما شاهدوا شاحنات تحمل أجهزة طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم تدخل إلى المنشأة المقامة داخل جبل جنوب طهران.
وقال مسؤول مطلع على أعمال المراقبة التي تقوم بها الوكالة لرويترز، مع اشتراط عدم الكشف عن هويته، إن إيران كانت قد أخطرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه سيتم تركيب المئات من أجهزة الطرد المركزي الإضافية من طراز آي.آر-6 في منشأة فوردو، لكن المفتشين لم تكن لديهم أي فكرة عن مصدر تلك الأجهزة المتطورة.
وسلطت هذه الواقعة الضوء على حجم الفجوة والغموض في متابعة الوكالة لمسار بعض العناصر الحاسمة في أنشطة إيران النووية منذ أن أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق عام 2015 الذي فرض قيودا صارمة وإشرافا دقيقا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنشطة إيران.
وبدأت الولايات المتحدة محادثات جديدة مع إيران بهدف فرض قيود نووية جديدة على طهران.
وقال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "هناك ثغرات في معرفتنا بالبرنامج النووي الإيراني يجب معالجتها من أجل الحصول على فهم أساسي لحجمه ونطاقه الحاليين".
وأضاف: "قد نحتاج إلى شهور لمعرفة ذلك، لكنه أمر بالغ الأهمية إذا ما أرادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأطراف المشاركة في المفاوضات أن تكون لديهم الثقة في مزايا عدم الانتشار النووي التي يحققها الاتفاق".
وترى إيران منذ فترة طويلة أنه يحق لها التخلي عن التزاماتها بتعزيز إشراف الوكالة بموجب اتفاق عام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاق. وتنفي طهران اتهامات الغرب لها بأنها تبقي على الأقل خيار صنع سلاح نووي قائما، وتقول إن أهدافها سلمية بحتة.
غير أن الجمهورية الإسلامية حققت قفزات كبيرة في مجال تخصيب اليورانيوم في السنوات القليلة الماضية.
وعند إبرام الاتفاق النووي عام 2015 سعت الولايات المتحدة والقوى العالمية إلى تقليص المدة التي ستحتاجها طهران لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة إلى عام على الأقل. وكان ذلك من خلال تحديد درجة النقاء، التي يمكن أن تصل إليها في تخصيب اليورانيوم عند أقل من 4 بالمئة.
لكن تلك الفترة الزمنية انتهت تقريبا إذ ركَّبت إيران أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا من أي وقت مضى وتخصّب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، أي ما يقارب 90 بالمئة من الدرجة المطلوبة لصنع أسلحة نووية.
وذكر تقرير سري أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع هذا الأسبوع أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لمستوى 60 بالمئة والذي يمكن، في حالة تخصيبه لمستوى أعلى، أن يُستخدم في صنع 9 أسلحة نووية.
وأضافت الوكالة أنه لا يوجد بلد آخر خصَّب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي من دون إنتاج أسلحة نووية. وغالبا ما تستخدم محطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية وقودا مخصبا بنسبة تتراوح بين 3 بالمئة و5 بالمئة.
وقال مسؤول أوروبي متابع للبرنامج النووي الإيراني لرويترز إن برنامج التخصيب صار الآن متقدما جدا لدرجة أنه حتى لو تم وقفه بالكامل، فإن الإيرانيين يمكنهم إعادة بنائه وتشغيله في غضون بضعة أشهر.
وبعد 5 جولات من المناقشات بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين، لا تزال هناك عدة عقبات منها رفض إيران لمطلب أميركي بأن تلتزم بوقف التخصيب، ورفضها شحن مخزونها الحالي من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج.
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة، أنه في ظل صعوبة استعادة تطبيق "القيود الزمنية" الواردة في اتفاق 2015 والتي تحد من قدرة إيران على إنتاج مواد انشطارية لصنع سلاح نووي، فإن أي اتفاق جديد سيتطلب تعزيز إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البرنامج النووي.
وقبل ما يقرب من 3 سنوات أمرت إيران بإزالة جميع معدات المراقبة والرصد التي جرى تركيبها بموجب اتفاق عام 2015، بما في ذلك كاميرات المراقبة في الورش التي تصنع أجزاء أجهزة الطرد المركزي. وبحلول ذلك الوقت، لم تكن الوكالة قد اطلعت على تسجيلات تلك الكاميرات لما يزيد على عام.
وتعلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأمر تركيب ما يقرب من 20 ألف جهاز طرد مركزي في منشآت التخصيب الإيرانية، لكنها لا تعرف عدد الأجهزة الأخرى التي تم إنتاجها في السنوات الماضية أو أماكن وجودها.
وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن رقابة الوكالة أمر بالغ الأهمية للمجتمع الدولي لفهم المدى الكامل للبرنامج النووي الإيراني، لكنه أضاف أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة "التفاوض بشأن هذه المسائل علنا".
إيران ترفض طلب الولايات المتحدة لوقف التخصيب
حدد الاتفاق المبرم عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما درجة النقاء المسموح بها لإيران لتخصيب اليورانيوم عند 3.67 بالمئة، وهي أقل بكثير من نسبة 20 بالمئة التي وصلت إليها آنذاك، وقيد الاتفاق أيضا عدد ونوع أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لإيران استخدامها ومكانها. ولم يُسمح بالتخصيب في منشأة فوردو.
وفي الوقت نفسه، وافقت إيران على عمليات التفتيش المفاجئة وتوسيع نطاق إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليشمل مجالات مثل إنتاج أجهزة الطرد المركزي ومخزون إيران من المادة التي يطلق عليها الكعكة الصفراء من اليورانيوم غير المخصب.
وأظهرت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران التزمت بالقيود المفروضة على العناصر الرئيسية لبرنامجها النووي، ومنها التخصيب، حتى بعد أكثر من عام من انسحاب ترامب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى.
وندد الرئيس الأميركي بالاتفاق ووصفه بأنه "اتفاق أحادي الجانب مروع" كونه لم يعالج قضايا أخرى مثل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أو دورها في الصراعات الإقليمية.
ودفع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق طهران إلى الرد، سواء من خلال تجاوز حدود التخصيب والقيود على عدد أجهزة الطرد المركزي أو بإلغاء تصاريح الإشراف الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي وضع بعد اتفاق عام 2015.
ومع ذلك، لا تزال إيران تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول المنتظم إلى منشآتها في إطار التزاماتها طويلة الأمد كونها أحد الأطراف الموقعة على معاهدة عدم الانتشار النووي والتي لا يوجد بموجبها قيود على مستوى التخصيب، ولكنها تقصر استخدام التكنولوجيا النووية على الأغراض السلمية.
وبدأ المفاوضون الأميركيون والإيرانيون محادثاتهم النووية الجديدة في أبريل (نيسان)، فيما هدد ترامب بعمل عسكري في حالة عدم التوصل إلى اتفاق.
وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في واشنطن في أبريل (نيسان) إنه من المهم أن تقبل إيران بقيود "لا يمكن التنصل منها" لتمكين الوكالة من طمأنة العالم بشأن نوايا إيران، من دون أن يحدد القيود.
وأعلن الأسبوع الماضي أن أي اتفاق جديد يجب أن ينص على "تفتيش دقيق للغاية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وتؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تستطيع حاليا "تقديم ضمانات بأن برنامج إيران النووي سلمي تماما".
حل اللغز
يتوقع دبلوماسيون منذ سنوات أن يكلف أي اتفاق جديد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمهمة إنشاء ما يسمى بخط الأساس، أي تكوين صورة كاملة عن حالة جميع جوانب البرنامج النووي الإيراني وسد الثغرات في المعلومات التي تملكها الوكالة قدر الإمكان.
وسيمثل وضع خط أساس تحديا كبيرا على وجه الخصوص، نظرا لأن بعض النقاط الغامضة قائمة منذ وقت طويل ولا يمكن استيضاحها بالكامل.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقارير فصلية للدول الأعضاء أنها فقدت "استمرارية المعرفة" ولن تكون قادرة على استعادتها بشأن إنتاج ومخزون أجهزة الطرد المركزي وبعض أجزاء أجهزة الطرد المركزي ومادة الكعكة الصفراء.
وقال إريك بروير، وهو محلل استخباراتي أميركي سابق يعمل حاليا في مبادرة التهديد النووي: "سيكون تجميع هذا اللغز جزءا أساسيا من أي اتفاق. نعلم أن إنشاء خط الأساس الجديد سيكون صعبا". ومبادرة التهديد النووي منظمة غير حكومية تركز على الأمن ومقرها واشنطن.
وأضاف: "سيعتمد ذلك جزئيا على مدى تعاون إيران".
وتابع أنه حتى في هذه الحالة، من المحتمل بشكل كبير ألا تحصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على صورة كاملة لأنشطة طهران.
وقال بروير: "هل هذا الغموض مقبول بالنسبة للولايات المتحدة؟.. سؤال مهم".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التحري
منذ 2 ساعات
- التحري
إيران أمام لحظة الحسم
كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى لصحيفة 'الديار'، انه كلما عارض الوفد المفاوض الايراني صيغة اميركية معينة فستكون ايران عرضة لامرين: مزيد من العقوبات الاميركية والاوروبية والتي قد تشترك فيها بعض الدول العربية او احتمال حصول ضربة عسكرية اما ان تكون 'اسرائيلية' بموافقة واشنطن وإما اميركية – 'اسرائيلية' في آن واحد. واشارت المصادر انه يجب على الايرانيين اعادة النظر في نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم ومدى قدرتهم على الصمود كيلا يسقط النظام. فاذا كان الايرانيون لديهم قدرات يجهلها العالم قادرة على الحاق خسائر فادحة بالقوات المعتدية على الجمهورية الاسلامية الايرانية، عندئذ يمكن للوفد الايراني ان يناور بهدف التمسك بمطالبه. اما اذا كان الايرانيون يدركون في قرارة أنفسهم انهم لا يملكون مقومات تمكنهم من ردع عدوان اسرائيلي او اميركي والصمود والحفاظ على وجودهم، عندئذ الامر الواقع يفرض نفسه بأن يقدم الايرانيون تنازلات للوصول الى اتفاق مع اميركا. وهذا الاتفاق يكون وفقا للشروط الاميركية وفي الوقت ذاته يحفظ ماء الوجه لايران والتي تكون برفع بعض العقوبات. ذلك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبمساعدة بعض الحلفاء، ترتكز على ان حق ايران في تخصيب اليورانيوم امر لا تراجع عنه وغير قابل للنقاش، في حين ان نسبة التخصيب والمخزون وتطوير اجهزة الطرد المركزي قابلة للنقاش. وفي هذه الحال، اذا سمح الاميركيون لايران بمبدأ تخفيض التخصيب لليورانيوم ضمن رقابة متشددة اكثر، وهذا الامر يؤدي الى ابرام اتفاق مؤقت بين اميركا وايران. ذلك ان المصادر الديبلوماسية تساءلت ما اذا سيكون هناك 'كونسورتيوم –اتحاد عربي اسلامي' بحيث تكون ايران جزءًا منه، او ان الامور ذاهبة نحو دخول دولة ثالثة غير ايران وغير اميركا، بحيث تنتقل الى هذه الدولة مخزونات اليورانيوم المخصب الايراني. وعلى الارجح ان تكون هذه الدولة الثالثة إما روسيا وإما الصين لتجنب الحرب في المنطقة. فهل اللقاءات الحاصلة بين التقنيين الايرانيين والاميركيين ستجنب المنطقة حربا وتتوصل الى اتفاق، ام ان طبول الحرب تقرع والامور ذاهبة نحو الانفجار الكبير؟ بيد ان تحديد موعد جديد للمفاوضات الاميركية الايرانية هو امر ايجابي يخفض خطر الحرب. اما اذا لم يحدد اي موعد في المستقبل القريب، فهذا امر يشير الى ان المنطقة دخلت الخطر الحقيقي.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
ترامب معجب بالهجوم الأوكراني.. ولكن!
اعتبر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن هجوم الطائرات المسيرة المفاجئ لأوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع كان قويا ومبهرا، لكنه يخشى من تأثيره على فرص وقف إطلاق النار. ووفق ما ذكر موقع أكسيوس، فإن العملية التي استهدفت أكثر القواعد الجوية الروسية استراتيجية، والتي نفذت على بعد آلاف الأميال، أوحت بأن لدى أوكرانيا أوراقا أكثر مما كان ترامب يظن، لكن ذلك سيدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتصعيد. وقال ترامب، الأربعاء، إن بوتين أخبره "بقوة شديدة" أنه سيرد، وأضاف ترامب عن مكالمة جمعته ببوتين: "كانت محادثة جيدة، لكنها ليست محادثة ستؤدي إلى السلام الفوري". ونقل أكسيوس عن مصادر مطلعة قولها، إن ترامب صمت بشكل مثير للدهشة بشأن الهجوم الأوكراني، لكنه في الخفاء أبدى إعجابه بالعملية. وأضافت المصادر أن ترامب قال لأحد المقربين منه: "العملية كانت قوية جدا، اعتبرها مبهرة". وقال مصدر مطلع، إن ترامب أخبر أشخاصا التقاهم في الأيام الأخيرة أن هجوم الطائرات المسيرة قد يدفع بوتين للرد بشكل كبير جدا. وأضاف المصدر، أن ترامب قلق من أن هذا السيناريو سيؤخر مبادرته الدبلوماسية، التي أدت إلى أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ ثلاث سنوات. وقال مصدر آخر تحدث إلى ترامب: "نريد لهذه الحرب أن تنتهي. نريد خفض التصعيد. لذا إذا فقد بوتين أعصابه ردا على ذلك، نعم، لدى الرئيس مخاوف". وقال بوتين، يوم الأربعاء، خلال اجتماع تم بثه على التلفزيون الروسي والأوكراني إن الهجمات تضع موضع الشك أي وقف لإطلاق النار، أو اجتماع على مستوى القادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما أن أحد أسباب قلق البيت الأبيض من الهجوم الأوكراني هو أنه استهدف قاذفات بعيدة المدى قادرة على حمل أسلحة نووية، وهي عنصر رئيسي في الردع النووي الروسي، ما جعل مسؤول أميركي يعلق بأن: "هذه نقطة خطيرة جدا". وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض: "الهجوم بالطائرات المسيرة لم يفاجئه، لأن هذا ما يحدث عندما تستمر الحرب، لكنه قلق من أنه سيطيل أمد القتال. هو يريد أن يتوقف القتال، لذا فإنه يشعر بخيبة أمل كلما وقع هجوم كهذا". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


بيروت نيوز
منذ 2 ساعات
- بيروت نيوز
ظلّه كشفه.. هكذا انتهت رحلة 10 سنوات للبحث عن أسامة بن لادن
بالرغم من مرور 14 عامًا على العملية الأميركية التي أدت إلى مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق، لا تزال تفاصيل كثيرة من عملية المطاردة الطويلة طي الكتمان. وفي وثائقي جديد بعنوان 'مطاردة أميركية: أسامة بن لادن'، عُرض مؤخرًا على منصة نتفليكس، يتم الكشف عن خيوط جديدة تتعلق بتتبع 'المطلوب الأول في العالم' آنذاك. الوثائقي، المؤلف من ثلاثة أجزاء، يتضمن شهادات من مسؤولين في البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون، يروون كيف استمر العمل المضني لأكثر من عقد من الزمن في سبيل الوصول إلى بن لادن. وكانت نقطة التحول الأساسية في هذه العملية، التي بدأت مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في عهد الرئيس جورج بوش الابن وتكثفت لاحقًا خلال ولاية باراك أوباما، هي حادثة تفجير قاعدة خوست الواقعة على الحدود بين أفغانستان وباكستان. حينها كان ليون بانيتا رئيس جهاز السي آي إي، عندما وصلتهم معلومة بوجود طبيب (يدعى البلوي) مؤيد للقاعدة موقوف في الأردن. إذ أبلغت السلطات الأردنية نظيرتها الأميركية بإمكانية تجنيده كمخبر. فأرسل الرجل إلى أفغانستان، عساه يأتيهم بمعلومات عن كبار قادة القاعدة وعلى رأسهم بن لادن. إلا أن الرجل اختفى لفترة طويلة امتدت أشهرا، ليتصل بهم فجأة بين ليلة وضحاها، ويتفق على لقائه في قاعدة خوسنت الأميركية. وهكذا كان فأتى الرجل ودخل الموقع شديد الحراسة، دون تفتيش سبق، لكن عندما طلب منه الترجل من السيارة فجر نفسه، ليقتل 7 ضباط أميركيين في حادثة قلبت الموازين، وحثت واشنطن على المضي قدما. لتظهر لاحقا تسجيلات للطبيب المذكور تحت اسم 'أبو دجانة الخرساني'، متوعدا الأميركيين. 'مسألة شخصية' فيما قال أحد المسؤولين الأميركيين المتابعين للقضية: 'تحول الأمر عندها إلى مسألة شخصية' بمعنى ثأر شخصي. لتبدأ رحلة طويلة من جمع الداتا والمداهمات المتعددة في أفغانستان استناداً إلى معلومات مخبرين على الأرض تبين أنها كانت زائفة. فقد كان كل فيديو يظهر فيه بن لادن يحلل بدقة، لتسمع فيه عبر تقنيات متطورة كل شاردة وواردة من صوت العصافير في الخلفية أو المعامل، أو حتى أي تفصيل يظهر إلى جانبه. تسجيلات بن لادن ثم راحت المراقبة تتركز على كيفية إرسال تلك التسجيلات إلى إحدى محطات التلفزة العربية آنذاك، وهوية 'الساعي الموثوق' الذي يتسلمها من بن لادن. إلا أن البحث المضني لم يسفر سوى عن معلومة واحدة وهي أن كنية الساعي 'أبو أحمد'. وكان البحث عن أبو أحمد بدأ سابقا في 2002 دون نتيجة. فاستكمل جمع المعلومات عبر التحقيق مع القيادي في القاعدة خالد شيخ محمد الذي كان معتقلا في غوانتانامو، إلا أن الأخير أكد أن أبو أحمد تقاعد منذ فترة ولم يعد يعمل مع القاعدة. مكالمة أبو أحمد لكن مجتمع المخابرات الأميركية استكمل بحثه عنه، حتى تلقف مكالمة هاتفية عام 2010 بين 'الساعي المتقاعد' وأحد أصدقائه القدامى، الذي أصر على معرفة أحواله وماذا يفعل حاليا، فما كان منه إلا أن قال له بعد إلحاح، أنه 'عاد إلى عمله السابق'.. ففهم عناصر السي آي إي حينها أنه عاد لخدمة بن لادن. عندها بدأ ترقب تحركاته بالتفصيل من بيشاور إلى آبوت آباد في باكستان، عبر الأقمار الصناعية. وعندما تكثفت زياراته لأبوت آباد، وتحديدا إلى مجمع كبير في المنطقة مسيج بجدران عالية، بدأت الشكوك تتصاعد. 'منطقة سياحية' لاسيما أن آبوت آباد منطقة جميلة بجبالها الخضراء لا بل سياحية أيضا وفق ما أكد بانيت في الوثائقي، متسائلا 'من يبني أسوارا عالية 5 أمتار في منطقة سياحية ويحجب المناظر الخلابة'. ليخلص إلى نتيجة مفادها أن هناك بالتأكيد شخص مختبئ في المكان. حينها تركز التدقيق في هذا المكان، إلا أنه لم يكن بحوزة المخابرات إلا المراقبة عبر الأقمار الصناعية. لاسيما أن المجمع كان خاليا من الهواتف أو الإنترنت، كما أن أبو أحمد كان يفصل هاتفه عن البطارية عند التوجه إلى المجمع. ظل 'المتمشي' إلا أن عناصر السي آي إي لاحظوا وجود 3 عائلات في المجمع الكبير الأبيض، عائلتان تخرجان وتدخلان وعائلة لا تتحرك من المكان أبدا. ومع استمرار المراقبة، لوحظ خروج رجل بشكل يومي لكي يمشي في حديقة المجمع، على شكل دوائر أو حلقات وكأنه حبيس في سجن. فأطلقوا على الرجل اسم المتمشي. وفي يوم مشمس لوحظ 'ظل' الرجل أو خياله، فبدأت دراسة طوله وترجيح حجم قامته، ليتبين أنه طوله قريب جدا من طول بن لادن. إلا أن السي آي أي أرادت التأكد فطلبت من الصحافي جون ميلر الذي قابل بن لادن عام 1998 الإتيان بكل ما لديه من تسجيلات مصورة أيضا للتثبت من المعلومة التي توصلوا إليها، ومعرفة من يرافقه عادة ويحيط به أيضا. فتثبتوا من 'عرجة خفيفة' في مشيته مطابقة لطريقة سير 'المتمشي'. عندها بدأ التخطيط الجدي لاقتحام المجمع. فكلف مدير السي آي إي أنذاك (ليون بانيتا) قائدا في البحرية الأميركية بوضع المخطط التنفيذي واختيار الجنود المناسبين والمدربين لمثل تلك المهمات. 'جيرونيمو' فكانت وحدة 'سيل 6' التي ترأسها روبرت أونيل، وبدأ التدريب على عملية 'رمح نبتون'، وأطلق على بن لادن اسم 'جيرونيمو'. فأنشئ مجمع مشابه تماما من الخارج لمجمع أبوت آباد. لكن تقسيمات المجمع من الداخل بقيت مجهولة. فتدرب الجنود على 100 محاكاة مع تغيير تقسيم الجدران من الداخل. وبعد أشهر قليلة من التدريبات المكثفة، أعطى أوباما الأمر بالمضي في عملية الانزال، فيما رفض حينها الرئيس السابق جو بايدن الأمر معتبراً أنه يحمل مخاطر كبيرة وغير مضمونة. فوضعت المخططات وبدأ العمل في قاعدة جلال آباد في أفغانستان، البعيدة عن الحدود الباكستانية بنحو ساعة. ووضعت مروحيتان شبحيتان تستعملان لأول مرة، لقدرتهما على تجنب الرادارات الباكستانية، في دلالة على أهمية التكنولوجيا في مثل تلك العمليات الاستخباراتية. وفي الأول من أيار عند الساعة 11 تقريبا انطلقت المروحيات نحو الهدف، مجمع أبوت آباد. تعطل مروحية لتصل قرابة الساعة 12 ونصف إلى المجمع. وفيما كان يرتقب أن تحط على سطحه، ترنحت إحدى المروحيات إذ اضطرت إلى الهبوط دون أن تنفجر. ما أحدث بلبلة، لاسيما أن بعض الأخبار بدأت ترشح على مواقع التواصل حول تحطم مروحية عسكرية باكستانية. عندها تغيرت المخططات ونزلت مروحية أخرى أمام المجمع، وترجل منها جنود البحرية ودخلوا المجمع عبر باب 'موقف للسيارات'. 'دروع بشرية' وحين دخلت الفرقة ظهر في وجهها أولا 'أبو أحمد'، فأردوه قتيلا، ثم ارتمت زوجته أمامهم، وكأنها درع بشري بحسب ما وصف أونيل اللحظة، قائلا 'النساء تحولت دروعا بشرية'. ثم ظهر لاحقا نجل بن لادن، خالد ابن العشرين عاماً، فأردوه أيضا، وتوجهوا نحو الطابق الثالث من المبنى، مرجحين وجود بن لادن هناك. فما كان من زعيم القاعدة إلا أن ظهر أمام أونيل، فأطلق رصاصه نحوه وقتله. لكن المهمة لم تنته هنا فعمد الجنود إلى جمع كل ما أمكن من وثائق وصور ومحفوظات موجودة في المجمع، ثم غادروا عائدين إلى جلال آباد. ويصف أونيل تلك اللحظات، لاسيما بعدما حلقت الطائرات الباكستانية في السماء، إثر اكتشافها لدخول المروحيات الأميركية، قائلا إنه راح يعد الدقائق. 'أهلا بكم في افغانستان' وبعد نحو 80 دقيقة دخلت المروحيات الأجواء الأفغانية، فتنفس أونيل وفريقه الصعداء، قائلا في الوثائقي: 'كانت المرة الأولى التي أسعد فيها لسماع عبارة 'أهلا بكم في أفغانستان'! هكذا انتهت رحلة 10 سنوات من البحث عن مفجر برجي التجارة الأميركيين، ومبنى في البنتاغون يوم 11 أيلول 2001. (العربية)