
أضاءة حول .. فكر ' أبو الأعلى المودودي '
يعتبر المودودي أحد أهم منابع الحركات الأسلامية ، وقد دعا في مؤلفاته أن يكون ' الأسلام نظاما شاملا للبشرية ' ، ومن أهم مؤلفاته كتاب – المصطلحات الأربعة ، التي يتمحور على موضوعة ' الإله والرب والدين والعبادة ' ( هذه الكلمات الأربع أساس المصطلح القرآني وقوامه ، والقطب الذي تدور حوله دعوة القرآن . فجماع ما يدعو إليه القرآن الكريم هو أن الله تعالى هو الإله الواحد الأحد والرب الفرد الصمد ، لا إله إلا هو ، ولا رب سواه ، ولا يشاركه في ألوهيته ولا في ربوبيته أحد . فيجب على الإنسان أن يرضى به إلهاً وأن يتخذه دون سواه رباً ، ويكفر بألوهية غيره ويجحد ربوبية من سواه ، وأن يعبده وحده ولا يعبد أحداً غيره ويخلص دينه لله تعالى ويرفض كل دين غيره / نقل من موقع المكتبة الشاملة).
نبذة عن سيرته : أبو الأعلى المودودي هو مؤسس الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية ( ولد عام 1903م وتوفي عام 1979م ، تلقى تعليمه وتربيته الأولى على يد والده السيد أحمد حسن الذي يرجع بنسبه إلى عائلة قطب الدين مودود الشهيرة بتدينها ومكانتها الروحية .. وفي عام 1941م وجه دعوة لعلماء المسلمين وقادتهم لحضور مؤتمر عقد بلاهور بحضور 75 شخصاً يمثلون مختلف بلاد الهند ، وتأسست في هذا المؤتمر الجماعة الإسلامية ، وأنتخب المودودي أميراً لها . تعرض المودودي للاعتقال وحكم عليه بالإعدام من قبل أعداء الإسلام ، ثم خفف الحكم بعد ذلك ، في عام 1972م أعفي المودودي من منصبه كأمير للجماعة الإسلامية بناء على طلبه .. / نقل باختصار من موقع أسلام ويب ) .
الموضوع : سيكون الموضوع على شكل أضاءأت لدوره الفكري بالأسلام كحركة دينية وسياسة ، وساورد التالي على سبيل المثال : * يعتبر المودودي الملهم والأب الروحي لسيد قطب ، الذي استعار منه مبادئه في ' الحاكمية 'و' الجاهلية ' و' الخلافة ' ، والصديق لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا الذي أسس لجماعته الإسلامية بباكستان بعد 13 عاماً من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر ، والتي نهل منها تنظيم القاعدة و داعش ، بحسب ما تؤكده العبارات ' القطبية ' على جداريات الرقة والموصل ، وإشادة الظواهري زعيم القاعدة بأدبيات قطب والمودودي . ولم يقتصر أثره وتأثيره على جماعة الإخوان المسلمين ، وإنما وإضافة إلى ذلك كله كان لافتاً صلة الوصل ما بين الفكر الثوري للخميني والمودودي نفسه ، والذي بلغ إلى حد الإشادة من قبل المودودي ./ نقل بتصرف مع أضافات للكاتب من موقع العربية نت . * أن التواصل الفكري بين المودودي والخميني ، قد يرجع الى أن الأثنين معا ذو أصول هندية ، وقد جاء بكتاب ' الفروق المنيعة بين مهدى السنة ومهدى الشيعة ' للكاتب محمد طه فويلة ، أنقل منه التالي بأختصار { يوضح أن اسم الخمينى الرسمى روزبة بسنديدة ، ووالده من جنوب الهند من السيخ وأمه بنت أحد كبار كهنة السيخ فى كشمير . هاجر والده إلى بلدة خمين وكان فقيرا فنزل بجوار معمم ينتسب للموسوية ( أحد الفرق الشيعية ) .. وكان والده قبل أن يتحول إلى الشيعة اسمه سينكا وسمى نفسه أحمد خادم الموسوى بعد إسلامه ، بينما ظل أسم شقيق الخمينى آية الله مرتضى بسنديدة .. } . * خطورة المودودي تتمثل بدعوته الى كل العالم بحدوث تغيير جوهري وتحويلهم للأسلام . والدعوة من أن الحاكمية لله ، وسجل ذلك في كتابه ' تذكرة يا دعاة الإسلام ' { جاء فيه بعضا من مطالبه : دعوتنا لجميع أهل الأرض أن يحدثوا انقلاباً عاماً في أصول الحكم الحاضر الذي استبد به الطواغيت والفجرة الذين ملأوا الأرض فساداً ، وأن ينتزعوا هذه الإمامة الفكرية والعلمية من أيديهم .. / نقل من موقع العربية نت } . * الرد التالي ، يبين أن المودودي ، أتبع قاعدة ' الغاية تبرر الوسيلة ' ، في موضوعة من أن ' الحاكمية لله ' فبين أن العبادات ، هي الطريق للوصول لحاكمية الله ، وهنا تقوقع الله ، على أنه مجرد حاكم ، فأنبرى { أبو الحسن الندوي المفكر والداعية الإسلامي الهندي ، بالردّ على شبهة 'إسلاموية' توسّلت بآليات الدين الإسلامي نفسه ، من خلال كتابه الصادر سنة 1978 بعنوان : ' التفسير السياسي للإسلام ' . أفرز ذلك فهما 'محدودا' و'سطحيًّا' للمودودي ، من خلال كتابه المذكور . وبين أيضا ' اختزالٌ لله في حكم وسلطة ؟ .. من أوجه النّقد التي تمّ توجيهها للمودودي ، الاقتصار على حاكمية الإله أو الربّ ، وجعلها محور المصطلحات القرآنية الأربعة الأساسية وفكرتها المركزية الأساسية. أما 'الدين' و'العبادة' ، فهما ، فيما يراه المودودي ، مجرد طرق تؤدي إلى إقرار حاكمية الله . وهنا يحدث اختزال فكرة الله في حكم وسلطة ' } .
القراءة : 1 . يظهر أن التطرف فكريا يتلاقى ويتلاقح مع بعضه البعض ، فالمودودي 1903 – 1979وحسن البنا 1906 – 1949 و سيد قطب 1906 – 1966 .. كلهم كفكر ونهج .. في بودقة وطريق واحد ، وهم زخما دافعا ، للتطرف والجهاد في أقامة حكم الشريعة الأسلامية – وهي بشكل أو بأخر تعطي ذات مفهوم الحاكمية ، فالمتطرفون يتشابهون ويتماثلون ، مع الأختلاف في بعض الخطوط الثانوية بينهم ، فقد جاء في موقع / العربية { .. المتطرفون يتشابهون .. وقد وجد حسن البنا في كتاب ' الجهاد في الإسلام ' الذي ألفه المودودي تطابقاً بينه وبين أفكاره التي يحملها عن الجهاد ، وأبدى إعجابه به . كما أن هناك أشبه ما يكون بالأرتباط الروحي بسيد قطب ، حتى بلغ تبني قطب المودودية . فبحسب مارواه ' خليل الحامدي سكرتير الشيخ المودودي ' ، قال : ' في أحد أعوام الستينيات الميلادية ، دخل شاب عربي على الأستاذ المودودي ، وقدم له كتاب ' معالم في الطريق ' لمؤلفه سيد قطب ، وقرأه الأستاذ المودودي في ليلة واحدة . وفي الصباح قال لي : ' كأني أنا الذي الذي ألفت هذا الكتاب ' ، وأبدى دهشته من التقارب الفكري بينه وبين سيد قطب .. } . 2 . قاد فكر المودودي و حسن البنا وسيد قطب ، الى أيجاد مفهوم لثقافة العنف ، التي تبنتها المنظمات الأرهابية الأسلامية / القاعدة وداعش .. في الصلب ونحر الرقاب والرمي من شاهق والسحل . ولم يوجدوا ثقافة للتسامح والمحبة والتعايش . 3 . وأنا لأتعجب وأستغرب من مفهوم الحاكميه لله ، فكل الأديان والمعتقدات ، متيقنة من أن الله هو ' أيمان ' ، وليس الله حاكما ، وأذا كان كذلك ، أين طاقمه السلطوي ، وأرى .. أن رجال وشيوخ الدين – يقنعون العامة ، من أنهم هم هذا الطاقم السلطوي/ نيابة عن الله ، وذلك خدمة لمصالحهم ومنافعهم الشخصية ، وهم بذات الوقت يقتادون من هذه الأفكار الظلامية .
خلاصة : * التساؤل كيف لفرد هندي / ثقافة وبيئة ومجتمعا ، أن يسعى على جعل ' الأسلام نظاما شاملا للبشرية ' ، عمليا ومنطقيا ، لو كانت له هذه الأمكانية ، لكان وحد موطنه الهند والباكستان ، تحت راية الأسلام ف ' الأقربون أولى بالمعروف ' . * التساؤل الأخير .. كيف لفرد أن يسحب قيادة العالم الفكرية والعلمية / من الذين وصفهم بالفجرة والطواغيت ، من دول وصلوا للقمر ، وأوجدوا كل الاكتشافات العلمية ، وبنوا حضارة خلاقة ، ليمنحها الى أولئك الذين ، لم ينتجوا ولو ' أبرة للخياطة ' ، وهولاء البشر ، لا زالوا عقليا ، يعيشون في فكر الحقبة الماضوية – التي تمتد لأكثر من 1400 سنة .. وهم متفرقون مشتتون متمذهبون متطاحنون ، ويكفر بعضهم البعض ! . نقطة رأس السطر .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 11 دقائق
- موقع كتابات
مستقبل حزب الله
في قلب العاصفة اللبنانية، ومع تصاعد رياح التحولات الإقليمية، يقف حزب الله أمام مفترق طرق تاريخي. لم تعد المسألة متعلقةً فقط بخطاب المقاومة، بل باتت مسألة بقاءٍ، وهويةٍ، وشرعيةٍ داخل بيتٍ يتصدّع من الداخل وتحيط به الشكوك من الخارج. في سبتمبر 2024، سقطت قامة الحزب الكبرى، حسن نصر الله، ثم تبعه اغتيال هاشم صفي الدين، الرجل الذي وُصف بالظلّ الثقيل لخليفة الأمين العام. ومع هذا الغياب القيادي المفاجئ، تفجّرت الخلافات، وبرزت الانقسامات التي كانت تختبئ طويلاً خلف خطاب الوحدة والانضباط. تَشظّى الحزب إلى جناحين متصارعين: الجناح الأول تمثّله شخصيات متجذّرة في العقل العسكري والأمني للحزب، وعلى رأسها 'الشبح' طلال حميّة، رجل الظلّ الذي قاد 'الوحدة 910' المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. هذا الجناح يتمسّك بصلب العلاقة مع إيران، يرى في طهران ليست فقط الداعمة، بل المرجعية، والمصدر العقائدي والمالي والاستراتيجي. الجناح الثاني يقوده الشيخ نعيم قاسم، الرجل الذي ارتدى عباءة القيادة بعد نصر الله، لكنه لم يرث كاريزماه ولا صلابته. قاسم يدفع نحو براغماتيةٍ سياسية، ينادي بتقليص التورط الإقليمي، ويدعو لتقاربٍ محسوبٍ مع بعض الدول العربية، علّه يخفف عزلة الحزب ويُنعش بيئته المنهكة. بين هذين الجناحين، يقف وفيق صفا، رجل العلاقات المعقّدة، الذي يعرف كيف يدير الأمن والسياسة في آن. يحاول أن يوازن بين التوجهين، لكنه لا يملك بعدُ قوة الحسم. أما البيئة الحاضنة، فلم تعد كما كانت. فالدخان المتصاعد من حرب 2024 لم يُخمده وعدٌ بالمقاومة. الضاحية الجنوبية، صور، النبطية، والهرمل بدأت تُعبّر عن ضجرها. النسبة المتدنية في الانتخابات، الاحتجاجات التي خرجت من داخل المعاقل، والتذمّر من الخدمات والفساد… كلها رسائل واضحة: الصمت لم يعد ولاءً، والتذمّر لم يعد خيانةً. فأيّ مستقبلٍ ينتظر حزب الله؟ هل يعود إلى الداخل اللبناني، حزباً سياسياً له جمهور، ومكانٌ في البرلمان لا في الجبهات؟ أم يُعيد الاصطفاف مع محوره الإقليمي، ويُغلق أذنيه عن أصوات أهله؟ هل تتغلب لغة البندقية، أم لغة البراغماتية؟ وهل الحزب الذي اعتاد القيادة من فوق، قادرٌ على قبول صوتٍ من القاعدة؟ الجواب، كما هو الحال في لبنان، ليس قراراً استراتيجياً فقط… بل معركةُ بقاءٍ.


ساحة التحرير
منذ 2 ساعات
- ساحة التحرير
الجيش الإيراني: سنرد بحزم على أي تهديد أو عدوان!
الجيش الإيراني: سنرد بحزم على أي تهديد أو عدوان! الجيش الإيراني أكد استعداده إلى جانب القوات المسلحة الأخرى، للدفاع عن وحدة أراضي البلاد واستقلالها وأمنها أكد جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أن 'الجيش، إلى جانب القوات المسلحة الأخرى، مستعد للدفاع عن وحدة أراضي البلاد واستقلالها وأمنها، وسيرد بحزم على أي تهديد أو عدوان، ولن يسمح أبدًا بتحقيق الأعمال الشريرة لأعداء الجمهورية الإسلامية في إيران'. وأصدر الجيش الإيراني بيانًا اليوم السبت 24 أيار/مايو 2025، بمناسبة ذكرى ملحمة تحرير مدينة خرّمشهر التي تصادف (اليوم 24 أيار)، قال فيه: 'ذكرى ملحمة تحرير مدينة خرّمشهر، هي رمز الصمود والمقاومة وانتصار الدم على السيف. لقد كان هذا اليوم العظيم تذكيرًا بالمآثر الملحمية التي حققها محاربو الإسلام في عملية القدس وتجليًا للرسالة التاريخية للإمام الخميني (ره): 'الله حرر خرّمشهر''. ورأى البيان أن تحرير خرّمشهر كان 'نقطة تحوّل في تاريخ عصر الدفاع المقدس ودليلًا على أنه بالوحدة والإيمان والتوكل على الله يمكن هزيمة أي قوة. ولذلك أكد القائد العام للقوات المسلحة الإمام الخامنئي في توجيهاته الحكيمة على ضرورة الحفاظ على هذا الإنجاز العظيم وحمايته'. وأضاف البيان: 'لم يكن هذا النصر العظيم مجرد استعادة مدينة، بل كان رمزًا للشرف والحماسة وانتصار الحق على الباطل، ولقّن أعداء هذه البلاد درسًا لا يُنسى، لنفي فكرة غزو الأراضي الإيرانية'. وتابع: 'جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بناءً على أوامر قائد الثورة الإسلامية، وبالاعتماد على القوة الداخلية، ومع مراقبة التحركات عن كثب، سوف يرد بحزم على أي تهديد أو عدوان، وهو مستعد، إلى جانب القوات المسلحة الأخرى، للدفاع عن وحدة أراضي البلاد واستقلالها وأمنها، ولن يسمح أبدًا بتحقيق الأعمال الشريرة لأعداء الجمهورية الإسلامية'. وجدد الجيش الإيراني التزامه بمبادئ الإمام الخميني (ره) والشهداء الأبرار، ومؤكدًا عهده مع الشعب الإيراني بالدفاع عن البلاد 'حتى آخر قطرة من دمه ولن يدخر جهدًا من أجل كرامة وفخر إيران'. العميد خاموشي: حققنا الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع أجزاء المروحيات وللمناسبة، تحدث قائد طيران الجيش الإيراني العميد الطيار قاسم خاموشي في مؤتمر حول دور وأداء القوات الجوية في تحرير خرّمشهر، معلنًا أن القوات الجوية حققت 'الاكتفاء الذاتي في مجال جاهزية المروحيات وتدريب الطيارين ومهندسي الطيران، وكذلك في مجال تصنيع أجزاء المروحيات وأنظمة الصواريخ والمعدات'. وقال: 'نحن اليوم في وضع جيد وقيّم للغاية، وحيثما دعت الحاجة، وحيثما أصدرت القيادة والقائد العام الأوامر، فإن أفراد القوات الجوية سينفذون المهام الموكلة إليهم بكل قوتهم، كما في الماضي'. 2025-05-24


الزمان
منذ 5 ساعات
- الزمان
جورج أورويل .. وچاي وچذب العراقيين
يحدد جورج اورويل صفتين للمجتمعات الشموليه: الكذب والفصام عن الواقع. فالكذب في هذه المجتمعات عملية منظمة وليست تكتيكاً ويتطلب باستمرار اعادة كتابة الماضي لاحتواء الحاضر. فحاضرنا المزري هو نتاج مظلومية الماضي. ولان التاريخ لم ينصفنا بتنا غير قادرين على انصاف انفسنا. اما الفصام فهو يتجسد باقامة نظام فكري فصامي يعتمد على قوانين الفطرة السليمة ليمكن احتواء الفرد والتخفيف من معاناته النفسية وهو يرى يومياً التعارض بين قوانين العدالة التي يؤمن بها وتربى عليها،وبين الواقع غير العادل الذي يعيشه. لذا يلجأ للتبرير والانفصال عن الواقع. نحن واقعون تحت انياب المؤامرة….العدو يتربص بنا لذا علينا المحافظة على وحدتنا وعدم انتقاد قادتنا…كل ما فيه نحن من سوء هو نتاج المظلومية التاريخية…الله يمتحن صبرنا ويمحصّنا قبل ان نرى الخير الوارف،وغير ذلك من السرديات التاريخية والمؤدلجة والمصممة خصيصاً لنرضى بالواقع الاليم وندافع عن الظلم العميم دون ان تهتز ضمائرنا او تتأذى مشاعرنا. شخصية ازدواجية هذا ما يسميه اورويل التفكير المزدوج ويسميه الوردي و نجيب محفوظ الشخصية الازدواجية،في حين اسميته الدور الاجتماعي في كتابي (ثقافة التصلب:منظور جديد لفهم المجتمع العراقي). تهتم النظم الشمولية جميعها بتنشئة الفرد ليس فقط على حب القائد،او الرمز الديني او الدنيوي،وانما ايضاً تنميط دماغه وسلوكه ليعكس مجموعة المبادىء والمعايير والقيم التي تتناسب مع ما يريده الاخ الاكبر. وسواءً من خلال المدارس او الاعلام او المنابر او معسكرات الشبيبة والتجنيد فان المطلوب خلق أجيال من الروبوتات البشرية المنمطة التي تستخدم الايدلوجيا التي تمت برمجة عقولهم وسلوكهم بها لكي يبرروا هذا الكذب الذي يعيشوه ويمارسوه وهم يرون القائد واولاده واحفاده وزبانيته يركبون افره السيارات ويسكنون افخم القصور ليخاطبوهم من شرفاتها ويدعونهم للجهاد والدفاع عن الحق والفقراء والمظلومين!! انهم يريدون تصديق ان قائدهم،او ملهمهم،او شيخهم،او بابهم الى الله وطريقهم لجنات الخلد يعاني اكثر منهم فلا يجد مالاً ليزوج به ابنه المدلل،ولا ينام الا بعد ان يقوم الليل كله، ولا يأكل سوى كسرة خبز لتقيه الجوع، ولا يسافر بطائراته الخاصة الى منتجعات العالم الا ليسهر على حل مشاكل الشعب الفقير والامة المظلومة. لا طريق لحل هذا التنافر الفكري cognitive dissonance بين ما تربّوا عليه ويؤمنون به،وبين ما يرونه من سلوك قادتهم وسُراتهم والعالمين بدينهم ودنياهم الا بتكذيب ما يرون والانفصال عن الواقع الذي يعيشون. والادهى من ذلك ان هذا السلوك التبريري ثنائي القطب يجري استبطانه وتقليده من قبل افراد الشعب ذاته. آليات منهجية ففي النهار هم المبشِّرون(بكسر الشين) بالورع والجهاد والشرف والنزاهة،وفي الليل هم اهل الرقص والمجون،والسُكرِ والفنون،والفساد والجنون. انهم شعب الچاي والچذب،حيث يكذبون وهم يشربون السُكّر في شايهم،ويصدقون وهم يشربون السَكَرْ في مجلسهم. اعادة صياغة الماضي والعيش فيه،والكذب والتبرير والانفصال عن الواقع اليات دفاعية يتم تنظيمها على وفق آليات منهجية مستمرة في المجتمعات الشمولية لادامة التخدير وادمان التبرير. العقل في صيامٍ دائم،والخرافة والوهم هي الحق القائم.