logo
الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟

الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟

BBC عربية٠٨-٠٤-٢٠٢٥

يعتبر انخفاض الرغبة الجنسية وجفاف المهبل، والتقلبات المزاجية الحادة بعضاً من الأعراض التي تواجهها النساء في فترة انقطاع الطمث.
وبالنسبة للعديد من النساء، قد تبدأ هذه التغيرات قبل عشر سنوات من انقطاع الطمث، وهي المرحلة المعروفة بفترة "ما قبل انقطاع الطمث".
سوزان، امرأة في منتصف الأربعينيات من عمرها وتعيش في فانكوفر بكندا، تمر الآن بهذه المرحلة، وتقول: "أصبح الجماع مؤلماً للغاية، رغم أنني لا زلت أشعر بالرغبة الجنسية إلا أن الألم يبعدني عن ممارسة العلاقة، لم أكن أدرك ما الذي يحدث، ولأكون صادقة، استغرق الأمر وقتاً قبل أن أخبر طبيبتي عن ذلك".
ومع ارتفاع متوسط عمر البشر، قد تعيش المرأة ما يقارب ثلث حياتها بعد انقطاع الطمث.
ويُعرف انقطاع الطمث بتوقف الدورة الشهرية نتيجة لانخفاض مستويات الهرمونات، مما يُشير إلى نهاية مرحلة الإنجاب لدى المرأة، وقد يصاحبه العديد من التغيرات الجسدية والنفسية.
وتقول الدكتورة عزيزة سيساي، وهي طبيبة عامة ومتخصصة في التثقيف الصحي في المملكة المتحدة، إن جفاف المهبل الذي يمكن أن يسبب ألماً أثناء الجماع، هو نتيجة مباشرة لانخفاض مستويات هرمون الأستروجين. وتضيف: بما أن الحديث عن الحياة الجنسية يُعتبر من المحرمات في العديد من الثقافات، "لا تزال هناك نساء يعتقدن أن الألم أثناء الجماع أمر طبيعي، وأنه من مسؤوليتنا كنساء في العلاقات الجنسية تحمل هذا الألم لإرضاء شركائنا".
وتضيف الدكتورة عزيزة أنه بسبب هذه المعتقدات، قد لا تلجأ العديد من النساء إلى الطبيب مباشرةً لمعالجة هذه المشاكل، و"قد تستمر معاناتهن في صمت".
الهرمونات والأعراض الخفية
يعتبر هرمون الأستروجين المسؤول الرئيسي عن الرغبة الجنسية، إلى جانب هرمون التستوستيرون الذي تفرزه المبايض. وعندما تبدأ مستويات هذه الهرمونات في الانخفاض، تشعر النساء بتغيرات في رغبتهن الجنسية.
روزي، التي تبلغ من العمر 45 عاماً وتعيش في ألمانيا، خضعت لعملية استئصال الرحم في سن الثلاثين بعد تشخيصها بسرطان المبيض، وأدى هذا الإجراء إلى انقطاع الطمث المبكر بشكل مفاجئ.
وقالت في حديثها مع بي بي سي إن التغيرات التي مرت بها كانت جذرية، وتوضح: "كنت أستمتع بالجنس كثيراً، وفجأة اختفت المتعة تماماً، لم أعد أشعر بأي تحفيز جسدي".
وتقول الاختصاصية النفسية والمعالجة الجنسية في كاليفورنيا، الدكتورة نازانين معالي، إن النساء اللواتي يمررن بفترة انقطاع الطمث يتوجهن إليها في أغلب الأحيان بسبب نقص الرغبة الجنسية والألم أثناء الجماع.
وتوضح قائلةً: "في العديد من الحالات، يشعرن بالعجز. لكن هناك العديد من النساء اللاتي يرغبن في ممارسة الجنس، لكنهن ببساطة لم يعدن مهتمات بالجماع".
ولا يعد جفاف المهبل أو انخفاض الرغبة الجنسية فقط هما ما يجعلان الجنس أقل رغبة لدى النساء في هذه المرحلة من حياتهن، فبالنسبة لياس، البالغة من العمر 49 عاماً والمقيمة في المملكة المتحدة، كانت التهابات المسالك البولية المتكررة سبباً لفقدانها الرغبة في ممارسة الجنس.
وتقول لبي بي سي: "فقدت تماماً اهتمامي بالجنس لأنه في كل مرة يتبعه التهاب مؤلم للغاية"، وتضيف أن الأطباء لم يشخصوا مشكلتها حتى فترة طويلة، على أنها مرتبطة بانقطاع الطمث.
وتوضح الدكتورة سيساي أن التهابات المسالك البولية تعتبر من الآثار الجانبية لانخفاض مستويات هرمون الأستروجين، وتضيف: "عندما يفكر الناس في الأستروجين، غالباً ما يتبادر إلى أذهانهم الدورة الشهرية أو الجوانب التناسلية فقط، لكن الأستروجين هو هرمون قوي يعمل في مختلف أنحاء الجسم".
وتوضح أنه "مسؤول عن ترطيب المهبل والإحليل، وعندما تنخفض مستوياته، تصبح الأنسجة المحيطة بالإحليل رقيقة وجافة وأكثر عرضة للإصابة بالعدوى".
وفي العديد من الثقافات، يُنظر إلى الحياة الجنسية للمرأة على أنها مرتبطة بالإنجاب فقط، وهو ما يؤدي إلى الاعتقاد الخاطئ بأن حياة المرأة الجنسية تنتهي بعد انقطاع الطمث.
وتضيف الدكتورة معالي أن اهتمام المرأة بأن تبدو في مرحلة الشباب قد يجعل هذه المرحلة من حياتها صعبة، حيث "تشعر بعض النساء بالحزن". لكنها تؤكد أن بعد النساء اللاتي يترددن عليها "يبدأن أفضل تجربة جنسية في حياتهن بعد انقطاع الطمث".
ما هي العلاجات المتوفرة؟
ووفقاً للدكتورة معالي، "توجد حلول لجميع تحديات انقطاع الطمث، وهناك العديد من التدخلات الطبية وغير الطبية التي يمكن أن تساعد النساء في مواصلة حياة جنسية نشطة والاستمتاع أكثر".
تعيش هالديتا، البالغة من العمر 65 عاماً، في لندن، وتقول إن حياتها الجنسية ازدهرت مع انقطاع الطمث، الذي تزامن مع طلاقها، وتضيف لبي بي سي: "انفصلت في سن 43، وبدأت أعراض ما قبل انقطاع الطمث تظهر عليّ في سن 45-46. شعرتُ بسعادة غامرة، أخيراً تحررتُ. في الواقع، بدأتُ أتمتع بحياة جنسية صحية ومثيرة للغاية في ذلك الوقت".
وعندما يتعلق الأمر بشغف الحياة الجنسية، فإن نصيحة الدكتورة معالي الأهم هي "إعادة تقييم نمط حياتك الجنسية". تقول "جميعنا لنا تصور لما ينبغي أن يكون عليه الجنس وما هو الجنس الجيد، ولكن مع تغير أجسامنا، نحتاج إلى تطوير وتعديل هذا النمط الذهني. في هذه المرحلة من حياتك، اسأل نفسك: ما هو الجنس الجيد بالنسبة لي؟"
كما تؤكد على أهمية المداعبة واستكشاف المتعة غير الاختراقية. "قد تُؤدي التغيرات في أنسجة المهبل إلى انخفاض حساسيتها، لذا يمكن أن يساعد استخدام ألعاب جنسية مثل الهزازات في تحسين التجربة".
إذا كانت أعراض انقطاع الطمث تؤثر سلباً على حياتك الجنسية، تنصح الدكتورة عزيزة سيساي "بالاستشارة الطبية، وتغيير الطبيب إذا لزم الأمر، وعدم الاستسلام أو الشعور بالحرج".
وتؤكد الدكتورة سيساي أن "العلاج الهرموني البديل (HRT) هو الخيار الأمثل، ويتوفر بعدة أشكال: اللصقات، الجل، والحبوب، وقد لا يُسمح لبعض النساء باستخدام الهرمونات التي تنتقل عبر مجرى الدم مثل الحبوب، ولكن هناك دائماً علاجات موضعية يمكن استخدامها مباشرة على المهبل".
نيدا التي تعيش في نيوزيلندا، لم تستطع تناول حبوب العلاج الهرموني البديل بسبب إصابتها بالسرطان، تقول: "لكنني تلقيت علاجاً موضعياً عندما أصريت على رغبتي في العلاج الهرموني البديل لتحسين حياتي الجنسية، وتشخيصي بنوع خبيث من السرطان جعل الأطباء لا يعطون حياتي الجنسية الأولوية".
توضح الدكتورة عزيزة أن هناك أيضاً علاجات متاحة دون الحاجة لوصفة طبية، مثل المرطبات والمرطبات المهبلية، لكنها تنصح بالتحقق من مكوناتها لتفادي أي حساسية.
بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ضعف في عضلات قاع الحوض، يتوفر العلاج الطبيعي لقاع الحوض. ومع ذلك، ما تنصح به الدكتورة سواء في فترة انقطاع الطمث أم لا، هو "تغيير نمط الحياة: ممارسة الرياضة، تناول الفاكهة والخضراوات، التقليل من شرب الكحول أو الامتناع عنه تماماً، الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على الوزن".
ومن أبرز الأمور التي تُشدد عليها الدكتورة سيساي هي أهمية العناية بالنفس، إذ ترى أن "العناية بالنفس ليست أنانية. حاولي أن تزيلي التوتر من بيئتك. كثيراً ما تحاول النساء تحمّل الكثير كما لو كنّ خارقات. اطلبن المساعدة، وإذا لم تشعرن بالرغبة في طلبها، فاقبلنها على الأقل عندما تُعرض عليكن".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لوبي أدوية أميركا... الشركات تنتفض ضد ترامب وتوظف 1455 جماعة ضغط
لوبي أدوية أميركا... الشركات تنتفض ضد ترامب وتوظف 1455 جماعة ضغط

العربي الجديد

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

لوبي أدوية أميركا... الشركات تنتفض ضد ترامب وتوظف 1455 جماعة ضغط

منذ توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً، يوم الأحد، يعطي شركات الأدوية مهلة 30 يوماً لخفض أسعار أدويتها في الولايات المتحدة بنسب ما بين 59 و90% أو مواجهة عقوبات، والحديث يدور في الأوساط الأميركية حول حجم هذه الشركات وقوتها، واستثماراتها وصادراتها، وكيف سيتصدى "لوبي الدواء" في الولايات المتحدة لإدارة البيت الأبيض. وتعتبر أسعار الأدوية في الولايات المتحدة أعلى بثلاث مرات تقريباً من أسعارها في الدول المتقدمة الأخرى، وفقاً لبيانات الحكومة الأميركية ، وتزيد أسعار الأدوية ذات العلامات التجارية بأكثر من ثلاثة أضعاف. ويستند قرار ترامب إلى أن الحكومة الاتحادية تنفق مئات المليارات من الدولارات على الأدوية الموصوفة والحقن وعمليات نقل الدم والأدوية الأخرى كل عام عبر برنامج الرعاية الطبية، والتي تغطي نحو 70 مليوناً من كبار السن، ومن ثم فهي تتمتع بقدر كبير من السلطة في تحديد السعر الذي تدفعه مقابل الأدوية التي يغطيها برنامجي الرعاية الطبية "ميدي كير" و"ميديك أيد". ووصف اللوبي البارز المحتكر لتجارة الأدوية في أميركا قرار ترامب بأنه "اتفاق سيئ" للمرضى الأميركيين، وحذر من أن أي تهديدات لأرباحهم يمكن أن تؤثر على الأبحاث التي يقومون بها لتطوير أدوية جديدة، وهو ما سخر منه الرئيس الأميركي. ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" في 11 مايو/ أيار، عن مصادر في شركات صناعة الدواء قولها إن "فرض هذه السياسة سيلحق ضرراً كبيراً بقدرات الشركات على تمويل الأبحاث والتطوير". وقال أحد التنفيذيين من دون كشف اسمه إنّ "سياسات ضبط الأسعار بهذا الشكل ستقضي على قدرتنا على الابتكار في المستقبل". اقتصاد دولي التحديثات الحية ارتفاع التضخم في أميركا وسط ضغوط الرسوم الجمركية وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إن هذا التوجه "قد يؤدي إلى انسحاب بعض الشركات من برامج التأمين الحكومية ويؤثر سلباً على الابتكار وتطوير العلاجات"، بعدما أثار قرار ترامب فرض سياسة "الدولة الأكثر تفضيلاً" في تسعير الأدوية "صدمة واسعة في أسواق الأدوية العالمية". وفي محاولة للحفاظ على أرباحها في الولايات المتحدة، قد تنسحب شركات الأدوية من الدول الأخرى التي تبيع منتجاتها فيها بأسعار أرخص، وفقاً لما قال الباحثان في جامعة جنوب كاليفورنيا داريوس لاكداوالا ودانا غولدمان، لموقع بي بي سي، أمس. وقال البيت الأبيض إن تطبيق قواعد تفرض تسعير الدولة الأكثر رعاية سيدفع وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي جونيور إلى أن "يتخذ تدابير عدوانية أخرى لخفض كلفة الأدوية الموصوفة بشكل كبير للمستهلك الأميركي وإنهاء الممارسات المناهضة للمنافسة". ويوضح محللون اقتصاديون لمجلة بارونز أن السياسة الجديدة ستعتمد في تسعير أدوية "ميدي كير" على مقارنة الأسعار في الولايات المتحدة مع تلك المعتمدة في دول مثل ألمانيا وكندا، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في تعويضات شركات الأدوية. وبحسب مسؤولين في شركات أدوية، قد تزيد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب لتهديد الدول الأخرى التكاليف في صناعة الدواء. وكان ترامب قد صرّح سابقاً بأنّه سيفرض ضرائب على الأدوية المستوردة إلى الولايات المتحدة. وقالت مجموعة الضغط في قطاع الأدوية "فارما" إنّ "تحديد الحكومة للأسعار، بأي شكل من الأشكال، يضر بالمرضى الأميركيين"، وأضافت أنّه "لخفض تكاليف الأدوية على الأميركيين، يجب معالجة تزايد حصة تكاليف الأدوية التي تذهب إلى الوسطاء في النظام"، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز. وأشار موقع ديلي بيست إلى أن قرار ترامب يعيد إحياء سياسة كان يعتزم تنفيذها خلال ولايته الأولى عام 2020، قبل أن يُوقفها قاض فيدرالي بسبب خلل في الإجراءات، ثم ألغيت نهائياً في عهد الرئيس السابق جو بايدن. هل تأثر لوبي الدواء؟ عقب قرار ترامب، حدث تراجع حاد لأسعار أسهم شركات الأدوية في أميركا وحول العالم، تحسباً لانخفاض أرباحها، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال. وجاء التراجع بعدما كشف ترامب، الأحد، عن سياسة جديدة بشأن الأدوية اعتبر أنها ستخفض أسعارها في الولايات المتحدة بنسبة تراوح بين 30 و80%. وسجلت أسهم الشركات الأميركية تراجعاً ملحوظاً، فحسب وكالة بلومبيرغ هبطت أسهم شركات "فايزر" و"ميرك" و"أمجين" ما بين 3% إلى 6%. وأكدت منصة ماركيت ووتش أن الإعلان أثار مخاوف المستثمرين من تقلص الهوامش الربحية وغياب الوضوح بشأن آليات التطبيق. وكان من بين أسهم شركات الأدوية العالمية المتراجعة أسهم إيلي ليلي (LLY)، وفايزر (PFE)، وأبفي (ABBV)، وميرك (MERK)، ونوفو نورديسكوالتي (NVO). وأكد موقع إنفيستوبيديا الاستثماري أن سبب عودة أسهم شركات الأدوية العالمية للارتفاع والقفز مجددا يرجع لتيقن المستثمرين من وجود عقبات ستواجه تنفيذ خطة ترامب لخفض أسعار الأدوية بقرار رئاسي. ووفق محللين في مجموعة سيتي غروب المصرفية، فإنّ تطبيق الأمر التنفيذي لترامب سيواجه "تحديات تطبيقية ورياحاً معاكسة محتملة في المحاكم"، وهو ما أدى إلى انتعاش أسهم الأدوية في وقت لاحق. سيارات التحديثات الحية خيبة أمل أميركية.. الاتفاق التجاري مع بريطانيا يضر بصناعة السيارات وقال روب سميث، محلل الرعاية الصحية والشريك الإداري في "كابيتال ألفا بارتنرز"، إن الأمر الجديد الذي أصدرته إدارة ترامب "يفتقر إلى أي نوع من تفاصيل السياسة الاقتصادية لخفض السعر، ما يجعل من الصعب تقييم احتمال تنفيذه". وتشكَّكَ كريس ميكينز، المحلل في شركة رايموند جيمس، في تنفيذ القرار قائلاً: "كلما كانت الإجراءات التنفيذية التي يقترحها ترامب أكثر ضخامة، كلما قل احتمال تنفيذها، حيث ستكون الطعون القضائية الناجحة أكثر احتمالاً". ويرى العديد من الخبراء الآخرين أن تنفيذ قرار ترامب يصطدم بعقبات قانونية وتشريعية، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الاستثمار في قطاع الأدوية العالمي. حجم صناعة الأدوية في الولايات المتحدة هناك أكثر من 5000 شركة أدوية تعمل في صناعة الأدوية في الولايات المتحدة، التي تشكل أكبر سوق للأدوية في العالم، وقُدر حجم سوق الأدوية الأميركي عام 2023 بـ602.19 مليار دولار، مع توقعات تشير إلى نمو كبير يصل إلى 1.093.79 مليار دولار، وهو ما يعكس معدل نمو سنوي مركب قدره 6.15%. ويعود هذا النمو في المقام الأول إلى شيخوخة السكان، مع تركيز ملحوظ بنسبة 60% من استخدام الأدوية بين البالغين الذين تراوح أعمارهم بين 40 و79 عاماً. وهناك تقديرات أخرى تفيد بأن قيمة صناعة الأدوية في الولايات المتحدة تصل لأكثر من تريليون دولار، من بين 1.2 تريليون دولار هي قيمة صناعة الأدوية العالمية. ويشير تقرير إحصائي لموقع ماغنيتابا إلى أن سوق الأدوية الأميركي يلعب دوراً محورياً في الساحة العالمية، حيث يمثل نحو 30-40% من إجمالي السوق، ومن حيث المبيعات، يرتفع الرقم إلى نحو 45% من مبيعات الأدوية العالمية و22% من الإنتاج العالمي. وتشير التوقعات إلى أن سوق الأدوية قد يرتفع إلى 2.363.25 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يعكس الطلب القوي والحيوي على الأدوية في السنوات القادمة. ووفقاً للتقرير ذاته، استثمرت شركات الأدوية الأميركية نحو 102 مليار دولار في البحث والتطوير، للحلول الطبية، دون تحديد تاريخ هذه المساهمة، لكن تقديرات أخرى أشارت الى إنفاق 40 مليار دولار كل عام على البحث والتطوير. وحققت صناعة الأدوية الأميركية إيرادات تجاوزت 550 مليار دولار في عام 2021، ويبلغ متوسط معدل النمو السنوي لصناعة الأدوية في الولايات المتحدة 55.4%، بحسب موقع كروس، في فبراير/ شباط الماضي. ووفق هذه الإحصاءات، من المتوقع أن تنفق الولايات المتحدة ما بين 605 و635 مليار دولار على الأدوية في عام 2025. 1455 لوبي دواء بحسب إحصاءات شركة أوبن سيكريتس، واستناداً إلى بيانات من مكتب السجلات العامة بمجلس الشيوخ لعام 2025، يبلغ عدد جماعات الضغط التابعة لشركات الدواء الأميركية والمنتجات الصحية، 1455 جماعة ضغط. وأكبر جماعات ضغط هي البحوث الصيدلانية، ومصنّعو أميركا، وويرك وشركاه، وفايزر، وباير إيه جي. ويشير تقرير آخر لموقع ستاتيستا في فبراير/ شباط الماضي، إلى أنه في عام 2024 أنفق قطاع الأدوية والمنتجات الصحية في الولايات المتحدة أكبر مبلغ على جهود الضغط، بإجمالي نحو 293 مليون دولار، وفي العام نفسه، أنفق قطاع التأمين نحو 117.31 مليون دولار على جهود الضغط. ويقدر موقع الإحصاءات زيبيا أن أكبر خمس شركات دواء أميركية عملاقة ستدخل في صراع مع ترامب، هي: "جونسون آند جونسون" وأرباحها السنوية 82.1 مليار دولار، و"فايزر" وأرباحها 51.8 مليار دولار، و"روش" (63.5 مليار دولار)، و"نوفارتس" (47.5 مليار دولار)، و"ميرك وشركاه" (46.8 مليار دولار). ووفقاً لهذه الإحصاءات، تعد صناعة الدواء في الولايات المتحدة واحدة من أكبر الصناعات من حيث حجم السوق، ومن بين نحو 500 مليار دولار هي قيمة صناعة الأدوية الحيوية العالمية، تمثل صناعة الدواء في الولايات المتحدة ما يقرب من ثلث سوق الأدوية الحيوية العالمية، وتشكل شركات الأدوية الحيوية العشر الكبرى الأميركية ما يزيد عن 25% من السوق العالمية. ويوضح تقرير لموقع بوليتيكو، في إبريل/ نيسان الماضي، أن شركات الأدوية تهيمن على أكبر حجم للإنفاق على جماعات الضغط، وأن 17 من بين 29 شركة ومجموعة أدوية أنفقت 500 ألف دولار أو أكثر في الربع الأول من عام 2024 على جماعات الضغط. على سبيل المثال، نمت نفقات مجموعة فارما الصناعية للأدوية على جماعات الضغط بنسبة 20% في الربع الأول من عام 2024 مقارنة بالربع الأول من عام 2023، وأنفقت شركة نوفارتس 44% أكثر على الضغط في الربع الأخير مقارنة بعام 2023، لتقفز إلى قائمة أكبر عشرة منفقين على الضغط في مجال الصحة لأول مرة منذ سنوات. اقتصاد دولي التحديثات الحية قاضية أميركية تجمّد مؤقتاً خطط ترامب لتقليص الموظفين الحكوميين ويبلغ إجمالي الإنفاق في أميركا على الأدوية 118.549.436 دولاراً، وعدد جماعات الضغط مقارنة بنسبة الموظفين الحكوميين 1455 (قرابة 56%)، وتشكل شركات الأدوية العشر الأميركية الكبرى ما يزيد عن 35% من سوق الأدوية العالمية، وتولّد صناعة الأدوية العالمية إيرادات تزيد عن تريليون دولار سنوياً، وتوظف صناعة الأدوية في الولايات المتحدة أكثر من 1.3 مليون شخص، وذلك من بين أكثر من خمسة ملايين يعملون في صناعة الأدوية العالمية، بحسب موقع كروس ريفر ثيرابي، في فبراير الماضي. وتنفق الولايات المتحدة ما يزيد عن 323 مليار دولار على الأدوية الموصوفة طبياً كل عام، ويتصدر قطاع المنتجات الصيدلانية والصحية (مُصنّعو الأدوية وتجار المنتجات الطبية والمكملات الغذائية والغذائية)، باستمرار قائمة المنفقين في الحملات الانتخابية ونفقات جماعات الضغط. لذا ينفق مُصنّعو الأدوية وتجار المنتجات الطبية والمكملات الغذائية مبالغ طائلة للضغط على الحكومة الفيدرالية، وهو ما يخشى منه ترامب، خاصة إذا جرى التصويت في الكونغرس على قراراته، حيث يدعم اللوبي نواب الحزب الديمقراطي بنسبة 61% منهم، و55% من نواب الحزب الجمهوري، وفق مجموعة "دي شو للأبحاث".

"بي بي سي" تُغيّر عنوان خبرها حول قصف "المعمداني" في غزة بعد انتقادات
"بي بي سي" تُغيّر عنوان خبرها حول قصف "المعمداني" في غزة بعد انتقادات

العربي الجديد

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

"بي بي سي" تُغيّر عنوان خبرها حول قصف "المعمداني" في غزة بعد انتقادات

غيّرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عنوانها الرئيسي لخبر القصف الإسرائيلي الذي استهدف المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، الذي كان المستشفى المركزي الوحيد الذي يقدم الخدمة الطبية في مدينة غزة ومناطق شمالي القطاع، منذ تدمير مجمع الشفاء الطبي ومستشفى كمال عدوان و المستشفى الإندونيسي . القصف أخرج المستشفى عن الخدمة وأثار تنديداً دولياً، لكن "بي بي سي" قدّمت عنواناً يشكّك في صحة الخبر. عنوان "بي بي سي" شكّك في خبر قصف المعمداني تلقّت "بي بي سي" انتقاداتٍ لاذعة خلال الأيام الأخيرة بعدما نشرت الخبر بعنوان "مستشفى غزة يُصاب بغارة إسرائيلية، كما تقول وزارة الصحة التي تُديرها حماس". وتناول الخبر الغارة الإسرائيلية على المستشفى المعمداني، التي تركت المرضى في حالة حرجة في الشارع بعد فرارهم من الهجوم في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي. وأورد العنوان عبارة "كما تقول وزارة الصحة التي تُديرها حماس "، بما يوحي أن الخبر غير صحيح ومجرّد ادعاء، وكأن العالم كله لم يَرَ أثر القصف ولم يُدِنه. ‼️BBC, @BBCWorld you are not just complicit—you are disgraceful.‼️ 🔴A hospital is obliterated. The wounded are burnt alive. Children are pulled out in pieces. And you still have the audacity to write: 'Gaza hospital hit by israeli strike, Hamas says'? 🔴Hamas says? No. Gaza… — shameen suleman (@shameensuleman) April 13, 2025 إعلام وحريات التحديثات الحية "بي بي سي" لا تدفع مستحقات متعاونين معها في غزة أثار العنوان، بهذه الصيغة، ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف الغاضبون "بي بي سي" بأنها متواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه. جاء في تعليق: "لقد دُمر مستشفى بالكامل. أُحرق الجرحى أحياءً. انتُزع الأطفال أشلاءً. وما زلتم تتجرّؤون على كتابة: "مستشفى غزة تعرّض لغارة إسرائيلية، كما تقول حماس؟. تقول حماس؟ لا. غزة تصرخ. العالم يراقب. وأنتم تعمّقون الجرح بعنوانكم المُصمّم بعناية"، "بوصلتكم الأخلاقية غائبة، والتاريخ لن ينسى دوركم في إخفاء هذا الرعب". ووصف آخرون العنوان بأنه "هزلي"، و"مُضلّل"، وأضافوا سياقاً على "إكس" يفيد بأن إسرائيل نفسها اعترفت باستهداف المستشفى. "بي بي سي" تغيّر العنوان وتبرّر بعد غضب رواد مواقع التواصل، غيّرت "بي بي سي" العنوان إلى "غارة جوية إسرائيلية تُدمّر جزءاً من آخر مستشفى عامل في مدينة غزة" . وقالت "بي بي سي" إنّ العنوان قد تغيّر بعد أن "تأكدت" من أن إسرائيل شنّت غارة جوية. ونقلت صحيفة ناشيونال الإسكتلندية عن متحدث باسم "بي بي سي" قوله إنّ الأخيرة "مُنعت، إلى جانب مؤسسات إخبارية دولية أخرى، من الوصول المستقل إلى غزة (بقرار من الاحتلال). ولذلك، يُعدّ نسب الأقوال إلى أصحابها مهماً في تقاريرنا الأولية. بمجرد أن تأكدنا من شنّ إسرائيل غارة جوية، تغيّر العنوان".

هجرة الأطباء من مصر، مكسب مادي أم هرب من ظروف عمل قاسية؟
هجرة الأطباء من مصر، مكسب مادي أم هرب من ظروف عمل قاسية؟

BBC عربية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • BBC عربية

هجرة الأطباء من مصر، مكسب مادي أم هرب من ظروف عمل قاسية؟

لا يتخيل الطبيب محمد محيسن العودة لممارسة الطب في مصر في وقت قريب، كان محمد من أوائل دفعته، عمل كطبيب مقيم في أحد المستشفيات الجامعية في مصر لسبع سنوات قبل أن يسافر إلى بريطانيا لاستكمال دراسته العليا في عام 2016، ثم قرر الاستقرار ومواصلة عمله هناك. يعمل محيسن، حاليا كاستشاري لأمراض القلب في مستشفى "سومرست" التابعة لهيئة الصحة الوطنية البريطانية، ويقول في حديث مع بي بي سي إن السفر لم يكن هدفه من البداية، لكنه وجد ظروف العمل في مصر صعبة وطاردة. ويضيف أن "ظروف عمل الأطباء سيئة للغاية، إضافة إلى ذلك نتعرض لاعتداءات متكررة، إذا مر علينا أسبوع دون التعرض لاعتداء كنا نحمد الله، إضافة إلى تعرضنا للضرب، كثيرا ما تعرضنا للشتم والإهانة من أهالي المرضى". محمد واحد من آلاف الأطباء المصريين الذين هجروا الطب في مصر في السنوات الأخيرة، حيث يشتكي الأطباء من رواتب متدنية للغاية وبيئة عمل قاسية واعتداءات متكررة على الطواقم الطبية ونقص في فرص التدريب والتعلم. وتشير الأرقام إلى أن أكثر من 60 في المئة من الأطباء المصريين باتوا يعملون بالخارج، بحسب وزارة الصحة المصرية، كما تتزايد أعداد الأطباء الذين يتقدمون باستقالاتهم من وزارة الصحة سنويا بغرض السفر، إذ يسافر أغلب الأطباء للعمل في دول الخليج، وبريطانيا، وألمانيا، وأمريكا. وفي بريطانيا، يحتل الأطباء المصريون المركز الثالث في عدد الأطباء الأجانب العاملين بالنظام الوطني الصحي في المملكة المتحدة، حيث يبلغ عددهم نحو 4 آلاف طبيب. "تجربة صعبة لكن علمتني" يصف محمد سنوات عمله في الطب في مصر بالتجربة "الصعبة"، لكنه يقول إنه تعلم منها الكثير، ويضيف أن "الدخل المادي للطبيب حديث التخرج لا يكفيه حتى لشراء طعام من المستشفى خلال ساعات العمل، ليس لبناء أو بدء حياة، أهالينا يستمرون في دفع مصاريفنا حتى بعد تخرجنا من الجامعة"، وتابع أن رواتب الأطباء في مصر، أو حتى ظروف العمل لا يمكن مجرد مقارنتها براتب أي طبيب يسافر للعمل في الخارج". يتذكر محيسن أنه في بداية عمله كان لا يعود لمنزله إلا مرة واحدة أسبوعيا، "في مصر كنت مقيماً في المستشفى كانت هناك غرفة فوق العناية المركزة كنا نعيش بها، في بداية عملي كنت أذهب إلى المنزل مرة واحدة في الأسبوع، وبعد نحو عامين أصبحت أذهب للمنزل مرتين". إضافة إلى ذلك يتذكر محمد اعتداءات متكررة تعرض لها أو شهدها، حيث يقول: "طوارئ أي مستشفى حكومي أو جامعي هي مكان مرعب، في وقت ما كنت أعمل كنائب إداري وهو الشخص الذي يكون مسؤولا عن المستشفى بعد رحيل مدير المستشفى، أحيانا كنت أخبيء الأطباء خوفا على حياتهم، وفي إحدى المرات اضطررت للسفر لمدينة بورسعيد (نحو 220 كيلو مترًا بعيدا عن القاهرة) لإنقاذ طبيب من أهالي مريض تُوفي أثناء تلقيه العلاج". ويفسر محيسن الاعتداءات المتكررة على الأطباء، بغياب نظام يحمي الأطباء والمرضى، ويقول: "الناس في مصر لا تثق في النظام، فالمريض يأتي فاقداً الثقة في المستشفى والطبيب والمنظومة الصحية بأكملها، أيضا لا أحد يعاقب على جريمة إهانة الأطباء والتعدي عليهم، يتم التعامل مع الاعتداءات على أنها أمر عادي"، كما يطالب محيسن بمسار واضح ومعروف يمكن لأهالي المرضي الشكوى من خلاله في حالة حدوث مشكلة، "حق المريض معرفة طرق المحاسبة، بدلا من صب الغضب على الأطباء". رغم "صعوبة التجربة" يقول محيسن إنه تعلم منها الكثير، "فالضغط والعدد الكبير من المرضى الذي كان يتعامل معهم يوميا رفع من مهارته الطبية بشكل ملحوظ" كما يقول. محاولات مبكرة للخروج منذ التحاقها بكلية الطب تخطط الطبيبة نهى (اسم مستعار) للخروج من البلاد فور تخرجها، تعمل نهى الآن كمعيدة في إحدى الجامعات الخاصة، بعدما رفضت العمل كطبيبة في وزارة الصحة واختارت هذا المسار لأنه يوفر لها دخلا أعلى يمكنها من خلاله الادخار لإجراء امتحانات المعادلات اللازمة للسفر. تقول نهى في حديث مع بي بي سي إن "ممارسة الطب في مصر صعبة، وأنا لا أريد أن أقضي حياتي كلها أعمل اليوم بأكمله فقط لأتمكن من توفير الحد الأدنى للحياة" . وتتذكر نهى أنها فور تخرجها عملت كمساعدة في عدد من عيادات التجميل، تقول: "كنت أعمل لنحو 16 ساعة يوميا لأحصل على ما يوازي 20 دولارا في اليوم الواحد، وفي طريق عودتي للمنزل كنت استخدم المواصلات العامة، مهما كان الوقت متأخرا، حتى أتمكن من ادخار المبلغ". وتبلغ رسوم امتحانات المعادلة التي تسعى نهى للتقدم لها للسفر إلى الولايات المتحدة نحو 1000 دولار، إضافة إلى تكاليف الدورات التدريبية والاختبارات التقييمية التي تحتاجها إلى السفر للعمل هناك. تقول نهى إن غالبية زملائها من الأطباء إما يستعدون للسفر أو يفكرون في السفر، "حتى في الجامعة أشجع طلابي على إجراء اختبارات المعادلات اللازمة للسفر في وقت مبكر، وأخبرهم أن هناك طريقاً للخروج إذا كانت الظروف في مصر صعبة". تشجيع حكومي وبينما تتعالى التحذيرات من الارتفاع المستمر في أعداد الأطباء المصريين المهاجرين سنويا، وتأثيره على النظام الصحي بالبلاد، تشجّع الحكومة المصرية هذا الاتجاه، وتقول إنها تعمل على رفع رواتب الأطباء وزيادة أعداد الخريجين من كليات الطب لسد العجز في أعداد الأطباء بالداخل. ويبلغ معدل الأطباء في مصر نحو 9 أطباء لكل 10 آلاف مواطن وهو أقل من نصف المعدل العالمي المحدد ب 23 طبيبا، بحسب النقابة العامة لأطباء مصر. وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي إن الحكومة المصرية تعمل على زيادة عدد خريجي كليات الطب من نحو 10 آلاف طالب سنويا في الوقت الحالي إلى 29 ألف خريج سنويا بعد 6 سنوات. وأضاف مدبولي: "إذا هاجر منهم 7 أو 8 آلاف طبيب سنويا، فهذا شيء جيد، أن يخرج جزء من شباب مصر وقوتها الناعمة للعمل بالخارج، ويحقق عائداً مالياً واقتصادياً، هذا يعود بالنفع على الدولة، نحن نرى ارتفاعاً في تحويلات المصريين بالخارج". وأوضح مدبولي أن "هذا جزء من سياسة الدولة، أن نشجع شبابنا على السفر وإيجاد فرص عمل جيدة في كل مكان". كما تقول الحكومة إنها أقرت قانون المسؤولية الطبية الذي شدد من عقوبة الاعتداء على الطواقم الطبية، وينظم عمل الأطباء ومسارات لشكوى المرضى في حال وقوع الأخطاء الطبية، كما يضع القانون تعريفات محددة للأخطاء الطبية. زيادة الأعداد ليست حلا على الجانب الآخر، تقول نقابة الأطباء في مصر إن الزيادة في أعداد خريجي كلية الطب دون توفير التدريب اللازم ومعالجة الأسباب التي تدفع الأطباء للسفر، هو أمر قد يفاقم المشكلة ولا يحلها. ويقول نقيب الأطباء المصريين أسامة عبد الحي في حديث مع بي بي سي إن "أي زيادة في أعداد طلاب كليات الطب يجب أن تكون مشروطة بزيادة في فرص التدريب والتعليم، لأنه بدون التدريب ستضر هذه الزيادة بالنظام الصحي، وستؤثر على مهارة الطبيب، لأن هؤلاء الأطباء لن يتلقوا تعليما أو تدريبا كافيا، ولن يكون هناك إقبال على جذبهم للعمل من الدول الخليجية أو الأوروبية". وأضاف عبد الحي: "حاليا نرى أطباء يهاجرون فور تخرجهم، وقبل حتى أن يبدأوا العمل في مصر، يعملون على الإعداد للشهادات المطلوبة للسفر وهم في مراحل الدراسة، ويسافرون فور التخرج". ويطالب نقيب الأطباء بضرورة تحسين بيئة عمل الأطباء ومعالجة الأسباب التي تدفعهم للهجرة، ويقول إن الدخل المادي ليس هو السبب الوحيد لهجرة الأطباء، أيضا الاعتداءات المتكررة في المستشفيات من أهم أسباب هجرتهم، يجب تأمين المستشفيات وتحسين وتنظيم العمل فيها لتخفيف العبء على الأطباء، سيحسن ذلك من بيئة العمل ويقلل من الأسباب التي تدفع الأطباء للهجرة". استمرار هجرة الأطباء المصريين بهذه المعدلات يطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل القطاع الصحي في مصر، ومدى تأثر حق المصريين في تلقي العلاج على أيدي أطباء يشعرون بالأمان والتقدير أثناء تأدية عملهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store