logo
"النيوبلاستيكية".. عودة خطوط موندريان الهندسية

"النيوبلاستيكية".. عودة خطوط موندريان الهندسية

بيعت لوحة نادرة للفنان الهولندي بيت موندريان، بمبلغ 47.6 مليون دولار في "دار كريستيز" في نيويورك، وذلك بأقل من السعر القياسي المتوقّع لها.
تنتمي اللوحة إلى مجموعة لويز ريجيو، مؤسس "بارنز أند نوبل"، ورئيس مؤسسة "ديا" للفنون، الذي توفي عام 2024، عن عمر ناهز 83 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً فنياً هائلاً.
تعدّ هذه المجموعة الفنية المنفردة هي الأكبر لهذا الموسم، وتضم 39 عملاً، وتقدّر قيمتها بمبلغ يتراوح بين 252 مليون دولار و326 مليون دولار.
وقال هوغو ناثان، الخبير الفني في نيويورك ولندن: "إنها لوحة رائعة، لكن السوق في هذه المستويات المرتفعة جداً، محفوف بالمخاطر".
"البلاستيكية الجديدة"
تنتمي اللوحة إلى "النيوبلاستيكية"، المشتقة من نظرية "نيوي بيلدينغ" أو البناء الجديد الهولندية، وهي نظرية فنية طليعية طرحها موندريان عام 1917، واستخدمتها في البداية حركة "دي ستيل" الفنية.
دعت "النيوبلاستيكية" إلى فن تجريدي نقي، من خلال تطبيق مجموعة من المبادئ الأساسية. وهكذا، فإن اللوحة التي تلتزم بتلك النظرية، تتكوّن من تركيبة متوازنة، ومن أشكال هندسية بسيطة، وعلاقات قائمة بين الزوايا، والألوان الأساسية.
بعد الحرب العالمية الأولى، عاش موندريان في باريس، وكان رائداً في مجال التجريدية أو "البلاستيكية الجديدة". وكتب حينها: "المهمة اليوم هي خلق تعبير مباشر عن الجمال واضح وعالمي قدر الإمكان، جمال تشكيلي يتم التعبير عنه حصرياً من خلال الخطوط والسطوح والأحجام والألوان، إنه فن تجريدي بحت".
قدّمت كريستيز ضمانات لورثة ريجيو للفوز بالمجموعة، وباعت نحو ثلثي القطع للمستثمرين، من خلال عروض أسعار غير قابلة للإلغاء، لتعويض مخاطرها. ووفقاً للدار فإن لوحة موندريان "كانت مضمونة من قِبل طرف ثالث، ما يعني أنها ستُباع بالتأكيد".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

افتتاح النسخة الأولى من معرض "داون تاون ديزاين الرياض"
افتتاح النسخة الأولى من معرض "داون تاون ديزاين الرياض"

الرجل

timeمنذ 3 ساعات

  • الرجل

افتتاح النسخة الأولى من معرض "داون تاون ديزاين الرياض"

افتتح اليوم معرض "داون تاون ديزاين الرياض" أبوابه أمام الزوار، ليقدّم أول فعالية متخصصة في التصاميم المعاصرة وعالية الجودة في المملكة. يُقام المعرض في قلب حي جاكس، الحي الثقافي في الرياض، في الفترة من 20 إلى 23 مايو، بالشراكة مع هيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة السعودية. ويؤكد المعرض التزامه بتقديم التصميم المعاصر المتميز، من خلال برنامج متكامل يضم علامات تجارية عالمية، ومواهب صاعدة من المنطقة، إلى جانب فعاليات وتجارب تقام في مختلف أنحاء الحي، ضمن مساحات داخلية وخارجية. الدكتورة سمية السليمان - Downtown Design Riyadh وقالت الدكتورة سمية السليمان، الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم: "يمثّل معرض داون تاون ديزاين الرياض خطوة مهمة ضمن مساعينا لبناء ثقافة تصميم تنبثق من الهوية السعودية وتتفاعل بانفتاح مع العالم. يركّز المعرض من خلال برامجه المتنوعة على هذه الرؤية، حيث يجمع بين أعمال مصممين سعوديين، من الجيلين الصاعد والمخضرم، إلى جانب أسماء عالمية مرموقة، ضمن إطار يدعم الإنتاج الإبداعي ويحفّز على التبادل المعرفي. وتأتي رعايتنا الاستراتيجية للمعرض تجسيداً لدعمنا للقطاع، ومن مستهدفاتنا في استقطاب أبرز المعارض والأحداث العالمية المتخصصة في قطاع العمارة والتصميم، لتعزيز مكانتنا الراهنة وطموحاتنا المستقبلية، في وقتٍ يُصبح فيه التصميم عنصراً محورياً في المشهدين الثقافي والاقتصادي للمملكة". أبرز فعاليات البرنامج يقدّم "كوزنتينو" تركيبًا فنيًا بعنوان "معالم القمر"، من تصميم استوديو "بابنيمنيم" الكويتي. بينما تعرض "لاسفيت" العمل التركيبي الضوئي "سبلاش"، من تصميم مارتن جالو. ويقدم "ناتوزي إيطاليا" مشروع "أمامة"، وهو تصميم جديد لأريكة ثنائية الجوانب، بالتعاون مع المصمم أندريا ستايدل. وتُطلق دار "ميزون لويس دراكر" تعاونًا مبتكرًا يجمع بين منصة التصنيع الرقمي "ترام" واستوديو التصميم أراندا/لاسش، يمزج بين التصميم الخوارزمي والحرفية التقليدية. ويقدّم "جوتن" معرضًا تجريبيًا للألوان بالتعاون مع مصمم محلي. فيما تتعاون "كليكتك" و"أسمبلي" في عرض منسّق يُبرز تفاعل التصميم المعاصر مع المقتنيات الكلاسيكية الشهيرة. وفي أول مشاركة له بالمعرض، يعرض استوديو "جراي جاردن بلانت" مجموعة من الأواني والمزهريات المصنوعة يدويًا من خامات طبيعية، ضمن رؤية جمالية تعكس التوازن بين البساطة والطبيعة. يعرض "جايبور راجز" مجموعة من التصاميم المستوحاة من "جاردان دو موند" لتاتيانا دي نيكولاي، إلى جانب أعمال أخرى مختارة. كما تكشف دار سانت لويس عن مجموعة "تورساد"، وهي تشكيلة مبتكرة جاءت بالتعاون مع الفنانة الإيطالية ستيفانيا دي بيتريلو. وتعرض شركة "إيوان مكتبي" تعاوناتها المتميزة مع كل من "بلو أركيتكتس"، و"ديفيد/نيكولاس"، و"رولا سلمون"، ضمن رؤى تصميمية تعكس تنوع الأساليب والأسواق. وتشهد الفعالية الإقليمية الأولى للعلامة "سكارليت سبليندور"، التي تكشف عن تشكيلة جريئة تضم قطعًا مصنوعة من النحاس الخالص من تصميم ريتشارد هاتن، في تعبير معاصر عن الفخامة والحرفية. أما "سيرافيني"، فتُقدّم نماذج راقية من الحرفية الإيطالية الأصيلة، من خلال قطع أثاث وتصاميم تتميز بالوظيفية والجمال المتقن. وفي معرض يضم مجموعة متنوعة من العلامات التجارية، تقدم "هدى للإنارة" أبرز الأسماء في مجال الإضاءة المعمارية والديكورية، منها "بروكيس" و"إيتالامب" و"بانزيري" و"بوما". في حين تعرض "ذا باوري كومباني" علامات اسكندنافية معاصرة مثل "أودو كوبنهاجن"، و"جوبي"، و"آند تراديشن". وعلّقت ميت ديجن كريستنسن، مديرة معرض داون تاون ديزاين، قائلة: "تجمع النسخة الافتتاحية من معرضنا في الرياض بين أبرز ما يميز داون تاون ديزاين، من خلال تقديم مزيج متوازن ومدروس، يجمع بين العلامات التجارية العالمية والمواهب الناشئة والتصاميم محدودة الإصدار. نحن فخورون بتوفير منصة تعكس روح التصميم عالي الجودة في إطار محلي خاص، بدءًا من التركيبات الفنية والتعاونات المبتكرة، مرورًا ببرنامج الأنشطة المتنوع ومفاهيم المتاجر المؤقتة، يشكل المبدعون السعوديون والسوق المحلي المزدهر حجر الزاوية في هذا البرنامج، مما يخلق تجربة متجذرة في التراث ومبنية على رؤية مستقبلية طموحة". يضم المعرض عارضين من المصممين المقيمين في السعودية، منهم "هوبال"، و"لوكاس بارسيلو"، بالإضافة إلى استوديو التصميم الداخلي الذي شاركت في تأسيسه المصممة السعودية نورا سليمان. وتتميز أعمال هؤلاء المصممين بتنوعها بين العمارة وتصميم المنتجات والأشياء، مع تقديم رؤى معاصرة مستوحاة من التراث الثقافي. إلى جانب ذلك، يبرز جناح 'صُمّم في السعودية" الذي يسلط الضوء على تطور القطاع الصناعي في المملكة، والمبادرات الرئيسية الداعمة له. ويستضيف معرض داون تاون ديزاين الرياض نخبة من أبرز المواهب من مجتمعات التصميم العالمية والإقليمية. وفي قسم مخصص بالمعرض، تُعرض أعمال فنية نادرة وتصاميم فائقة الجودة من خلال معارض فنية عالمية واستوديوهات مستقلة وشركات مصنعة. يعرض قسم "جاليري كوليكشونال" قطعًا بإصدارات محدودة لمصممين معروفين عالميًا، من بينهم كريستوف ديلكورت، وأباراتوس ستوديو، ودراجا وأوريل، إلى جانب أسماء مرموقة مثل لوريدس جالي، وماريو تساي، وسبين مارسيلس، وستيفن جون كلارك، وريفراكتوري. ويتضمن عرض فينيني أعمالاً زجاجيةً صُنعت بالتعاون مع أسماء مرموقة مثل ميشيل دي لوتشي وبيتر مارينو، ويسلط معرض "فيزيونير" الضوء على مجموعات لمصممين مثل أليساندرو لا سبادا ومارك أنج. ويقدم معرض هيلين تشيسليت مجموعة واسعة من أبرز أسماء التصميم البريطانية، بما في ذلك أعمال توماس هيذرويك، بالإضافة إلى قطع من روم لندن، وتوم فولكنر، وأوبجيكت ستوديو، وأتيليه 001. بينما يُقدم استوديو النسيج الإيطالي دينودو، بإصداراته المحدودة، أول ظهور إقليمي له، مُسلطاً الضوء على التعاون مع فنانين مشهورين. ويقدم الثنائي الأردني "مجموعة نقش" في مجال التصميم مزيجًا من الجماليات المعاصرة والحرفية العربية التقليدية، ويعرض أعمالًا تعكس الذاكرة الثقافية من خلال الشكل الحديث. أبرز محطات البرنامج افتتاح النسخة الأولى من معرض "داون تاون ديزاين الرياض" - Downtown Design Riyadh تقدم بي إم دبليو السعودية تجربة مكانية آسرة، ضمن مشاركتها الأولى في معرض داون تاون ديزاين الرياض، من خلال "ردهة بي إم دبليو"، وهي مفهوم ضيافة مبتكر من تصميم المصممة السعودية أماني الإبراهيم، الشريكة والمديرة التنفيذية في كريستينا زانيك للاستشارات، وتجسّد هذه الرؤية الإبداعية لغة التصميم المستقبلية لعلامة بي إم دبليو، وتعكس حوارها المستمر مع عوالم الإبداع والعمارة والابتكار، في مساحة تفاعلية تدمج بين التقنية والجمال والهوية المعمارية المعاصرة. كما يتعاون الثنائي الإبداعي اللندني بومباس آند بار مع ذا لايتهاوس، لتقديم تجربة مأكولات متعددة الحواس في المعرض، تمزج بين الفن والعلم والطهي بأسلوب غامر وغير تقليدي. وقد جرى ابتكار هذا المفهوم المؤقت بالتعاون مع شركة التصميم السعودية لايتا إنتيريور، ليمنح الزوار تجربة فريدة من نوعها، تشمل حلويات متوهجة في الظلام، مستوحاة من الروح الحُلمية لحركة باوهاوس. كما يتضمن البرنامج متجرًا مؤقتًا يسلط الضوء على مشهد القهوة المتخصصة في المملكة، من خلال أوريجين روسترز وماربل × إيزي بيكري، في لقاء يجمع الذوق المحلي بالتصميم العصري. يُقدّم الاستوديو متعدد التخصصات "كريم + إلياس"، بقيادة المصممين كريم تامرجي وإلياس حاج، عملاً تركيبيًا خارجيًا بعنوان "ستراتا"، مصنوعًا من الرمال السعودية باستخدام تقنية التربة المدكوكة التقليدية، ويعرض هذا العمل في الساحات الخارجية الرئيسية في حي جاكس، حيث يمزج بين الحرفية التراثية والتصميم المعاصر، ليمنح الزوار تجربة غامرة تستحضر العلاقة بين ماضي الرياض وحاضرها، يُجسّد "ستراتا" التزام "كريم + إلياس" بتقديم أعمال فنية تقوم على المواد وتركّز على التصميم المرتبط بالمكان. وتسلّط الفعالية الضوء أيضًا على تركيبات معمارية وأعمال تفاعلية سبق أن كُلّفت بها مؤسسات ثقافية سعودية، في تجسيد لتطور المشهد الإبداعي في المملكة. وتُقدّم هيئة فنون العمارة والتصميم معرضًا يُعرّف الزوّار بمبادراتها المتنوعة، إلى جانب تركيب تعاوني بعنوان "رواية منسوجة" للمصممتين رُبى الخالدي ولجين رافع، يتضمن نولًا تفاعليًا يُستخدم مباشرة خلال أيام المعرض. كما يشارك مركز "إثراء" من خلال عرض أوبن سيجمنت من تنفيذ استوديو سين آركيتكتس، وجناح "إيوان"، ومبادرة "أديم". ويجمع المنتدى، منصة الريادة الفكرية للمعرض، نخبة من رواد عالم التصميم لاستكشاف الأفكار التي تُشكّل مستقبل المنطقة الإبداعي، وقد صُمّم ليكون منصةً للحوار والاستكشاف، ويتضمن برنامجًا يوميًا من الجلسات الحوارية، يستكشف كيف يبرز التصميم القابل للتحصيل كقوة ثقافية واقتصادية جديدة في الشرق الأوسط، ودور التصميم الجرافيكي في الحفاظ على التراث الإقليمي وإعادة تصوره، وما يتطلبه الأمر لتقديم تصميم متميز على نطاق واسع في المشهد سريع التطور في المملكة العربية السعودية، من بين أمور أخرى. كما يجمع المنتدى نخبة من المهندسين المعماريين والمصممين والمفكرين الثقافيين من جميع أنحاء المملكة وخارجها، ليُتيح مساحةً مثاليةً للتبادل والأفكار البناءة. يضم المعرض أيضًا مجموعةً مختارةً من ورش العمل العملية التي تُقدّمها إثراء، بما في ذلك صناعة المقاعد من خلال تقنيات الطي، ومقدمة عن الطباعة الحريرية، وجلسة تُركّز على الاستدامة، وتستكشف التغليف الصالح للأكل كاستجابة إبداعية للنفايات العالمية.

مع رحيله عن البرنامج.. استثمارات مارك كوبان عبر شارك تانك نمت بأكثر من 700%
مع رحيله عن البرنامج.. استثمارات مارك كوبان عبر شارك تانك نمت بأكثر من 700%

أرقام

timeمنذ 4 ساعات

  • أرقام

مع رحيله عن البرنامج.. استثمارات مارك كوبان عبر شارك تانك نمت بأكثر من 700%

عُرضت الحلقة الأخيرة التي يظهر بها رائد الأعمال والمستثمر الملياردير "مارك كوبان" ضمن برنامج "شارك تانك"، على قناة "إيه بي سي" الجمعة الماضية، مُختتمًا بذلك 15 موسمًا من البرنامج الشهير. وكانت هذه الرحلة الطويلة للملياردير الأمريكي مع برنامج ريادة الأعمال، مليئة بالإخفاقات والنجاح بطبيعة الحال، ومع ذلك، يقول "كوبان" إنه سينهي هذه المسيرة بمحفظة استثمارية قوية. وقال "كوبان" في مقابلة مع "سي إن بي سي"، الثلاثاء، إنه استثمر حوالي 33 مليون دولار إجمالًا خلال فترة مشاركته في البرنامج، ويُقدّر عوائده النقدية من هذه الاستثمارات بنحو 35 مليون دولار. ووفقًا لـ "كوبان" فإن قيمة أسهمه في هذه الأعمال تبلغ 250 مليون دولار على الأقل الآن، أي أن إجمالي العائد على استثماراته تجاوز 760%. في يناير، علق "كوبان" على مشاركته في البرنامج خلال مقابلة: "أُحقق نجاحًا باهرًا"، مُشيرًا إلى القيمة السوقية الإجمالية لعشرات الشركات التي استثمر فيها منذ انضمامه إلى برنامج "شارك تانك" عام 2011. أمام الكاميرا، استثمر "كوبان" ما يصل إلى 61.9 مليون دولار في أكثر من 200 صفقة، وفقًا لموقع "شارك تانك إنسايتس"، لكن الصفقات التي تُعقد على الشاشة لا تُثمر دائمًا عن استثمارات مكتملة. الأهم من ذلك، أن "كوبان" صرّح بأن هدفه الأساسي من استثمارات "شارك تانك" لم يكن حتى جني الأرباح، وقال في يوليو 2022: "لا أشارك في البرنامج للحصول على أفضل الاستثمارات، ولا أستثمر دائمًا لأنني أعتقد أنني سأجني أرباحًا، أحيانًا تكون صفقاتي لمساعدة أو توجيه رسالة".

محمد شرف في «ذكريات أشجار بعلبك»: الفنّ ضد الأسمنت واليباس
محمد شرف في «ذكريات أشجار بعلبك»: الفنّ ضد الأسمنت واليباس

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

محمد شرف في «ذكريات أشجار بعلبك»: الفنّ ضد الأسمنت واليباس

يتعمَّد الفنان التشكيلي اللبناني محمد شرف أن يجعل من مدينته بعلبك امتداداً حيّاً لمعرضه المُقام حالياً فيها. فهي لم تَعُد بالنسبة إليه مجرَّد موطن، وإنما ملاذٌ يُلهمه، وملجأ يحتضنه بعد أن جرّب الإقامة البيروتية، قبل أن يُقرّر «هجرها» تحت وطأة صخبها، وضجيجها الأسمنتي. بعلبك الآن حاضرة في لوحاته، وفي ظلال طبيعتها يُقدّم معرضه الجديد بعنوان: «من ذكريات أشجار بعلبك وآثاره»، حيث يتجلّى الاخضرار بتقلّباته، وتظهر المساحات الحرجية تحت وطأة المعاناة، وجشع الإنسان. بعلبك حاضرة في لوحاته وفي ظلال طبيعتها يُقدّم معرضه (محمد شرف) في حواره مع «الشرق الأوسط»، تبدو نبرته مُثقلة بما يُشبه الندم الجماعي على ما جرى في المدينة. كان يتنقّل في الحديث عن اللوحات كما لو أنه يتفقّد أشجاراً حيّة، يطمئنّ على جذوعها، وأوراقها، ويتأمّل صمتها الناطق. الأشجار في لوحات شرف مُتخيَّلة أكثر منها واقعية، لكنها مُشبَّعة بروحية المكان الذي يألفه، وينتمي إليه. ليست انعكاساً لزمن مناخي واحد، رغم قُرب زمن تنفيذها؛ ففيها ضوء النهار الذي يخفت أحياناً، ويترك أثره على اللون، واللون نفسه يبدو كأنه يشيخ مع الزمن، ويتواطأ معه. والشجر عنده مسائيّ أيضاً، يُبدّل ألوانه كما تتبدّل أوراقه تحت سطوة المواسم. لا يرسم شرف أشجاراً لتكون نسخاً عن واقعها، فهو يُحمِّلها رمزية، ويمنحها صوتاً، لتقول ما يشاء هو أن يقوله، وتعترض كما يريد لفنّه أن يعترض. يجعل من مدينته بعلبك امتداداً حيّاً لمعرضه المُقام حالياً فيها (محمد شرف) في أعماله، يطلّ اليباس، فيُستَدعى الرسم لتجسيد الشرّ البشري بحقّ الثروة الحرجية. أشجاره يابسة، ومقطوعة، في إشارة فنّية صريحة إلى همجية ما يُرتكب ضدَّ الطبيعة. يروي شيئاً من ذاكرته، بصوت سرعان ما يعكس انفعالاته: «حدث ذلك قبل 30 عاماً تقريباً. أُسمّيها مجزرة، ولا أجد تعبيراً ألطف. في شارع رأس العين بمدينة بعلبك، قُطِعت أشجار صفصاف وحور ضخمة. ذلك القَطْع الفظيع غيَّر معالم المكان. تذرَّعوا بالحاجة إلى توسيع الطريق، رغم أنه كان ممكناً إيجاد حلّ آخر يُبقي الأشجار. أهالي بعلبك لا يزالون يبكون تلك الفجيعة. هي راسخة في ذاكرتنا الجماعية، فأردتُ من هذا المعرض مَنْح بعض العزاء للنزيف المستمر». تظهر المساحات الحرجية تحت وطأة المعاناة وجشع الإنسان (محمد شرف) ورغم أنّ ذاكرته مُثقَلة بصورة تلك الأشجار الضخمة، لا يرسم محمد شرف نسخاً عنها. فالشجرة لديه تُستعاد برمزها قبل حجمها. يتحدَّث عنها بشغف مثل مَن يتحدَّث عن كائن حيّ يسري الدم في عروقه. هي بالنسبة إليه مرادفة للحياة؛ لكن تلك التي تُحدِثها الطبيعة من دون تدخُّل بشري. فالشجرة التي تُروى أو تُشذّب بيد إنسان، تختلف عن تلك التي تنمو وحدها في البرّية. يُسمّي عملية نموّها «حرّية تامة». وبمجرّد حضورها في المشهد، تُعيد تشكيله، فتفرض جماليّتها، وسكينتها، وتستردّ السلطة من الأسمنت. المعرض يبدو تعويضاً ما عن عجزٍ سابق تمثَّل في عدم قدرته على إنقاذ الأشجار المقطوعة قبل 3 عقود. لذلك يرسم، لعلّه يُخفّف من قسوة الذاكرة. وفي مجموعة أخرى من أعماله، يُطلق صرخة لا تقلّ دويّاً يُجسّد فيها تغوّل المشهد الأسمنتي على الواقع. من بين اللوحات، عمل يُصوّر «الحيّ المسيحي» في بعلبك، حيث يقع منزل الشاعر خليل مطران، فيُعيد المكان إلى الذاكرة ما يحمله من دلالات: «يذكّرني بمشاوير السينما، والهدوء المفقود»، يقول. تغيَّر كل شيء. لم تَعُد أعمدة بعلبك مرئية كما كانت، فقد حجبتها كتل الباطون. تبدّلت الإطلالات، وحلّ الأسمنت مكان المساحات الخضراء، لتتحوَّل المدينة في وصفه إلى «ترسانة باطون مسلّح». الأشجار في اللوحات مُتخيَّلة أكثر منها واقعية (محمد شرف) محمد شرف، المُدافع الشرس عن التراث المعماري الشعبي، لا يكتفي بتوثيق الجمال فحسب، ليُواجِه ما يُرتكب بحقّه. شكَّل هذا التدمير الممنهج موضوعه لدكتوراه الفنّ، وهو لا يتردّد في أن يكون صوتاً مناهضاً في وجه من يُحاول أن يُطفئ ملامح الهوية. وإنْ عاد إلى قريته البعلبكية بعد عقد من الزمن في بيروت، فلكي يُرمِّم في روحه ما تصدَّع. يرسم أشجارها كما لو أنه يُرمِّم الطبيعة ذاتها. تجربة المدينة لم تمرّ من دون أثر، فرسم فيها مباني تتسلّل منها شجرة وحيدة، كأنها متروكة لمصير بائس. بهذا الرسم، يُسجِّل اعتراضاً آخر على مشهد الشُّرفات البيروتية التي تحجب الرؤية، مُفضّلاً أن يستفيق صباحاً في بعلبك ليراها أمامه بانورامية، عظيمة، شاسعة، لا كما يراها أبناء العاصمة: شظايا من باطون، وجدران، ومشهدية مبتورة. أسلوبه اليوم أقرب إلى الواقعية (محمد شرف) أسلوب محمد شرف اليوم أقرب إلى الواقعية، بعدما جرّب التجريد، واكتشف أنه يستهلك نفسه فيه من دون أن يفي بمهمّته. موضوعاته لا تولد من فكرة مُسبَقة، فهي شرارة حسّية تبدأ بلوحة ثم تتسلسل إلى مجموعة. يريد من فنّه أن يُوجِّه الأذواق نحو الجمال الحقيقي، ويكفيه أن يُثير وعياً ما، أو يُحدث ارتجاجاً في الوعي الثقافي حيال ما يجري حولنا. في لوحات محمد شرف، لا تنمو الأشجار فقط على الوسيط الفنّي، فهي تمتدّ مثل جذور في ضمير المكان، كأنها تحاول أن تستعيد هواءها، وأن تنهض من ركام الذاكرة. الفنّ هنا فعل مقاومة، يصرخ في وجه الأسمنت، ويبكي الأشجار المقطوعة، ويقيم لها مقاماً في الجمال، حيث لا تجرؤ الجرافات على الوصول. وبين قسوة الماضي وفورة الحنين، يترك شرف فرشاته مثل وصيّة خضراء لكلّ مَن لا يزال يؤمن بأنَّ للظلّ حقاً في الحياة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store