logo
ترامب يربك صناعة الدواء العالمية.. بين الحماية المحلية وتهديد الابتكار

ترامب يربك صناعة الدواء العالمية.. بين الحماية المحلية وتهديد الابتكار

العربية١٣-٠٥-٢٠٢٥

في الوقت الذي تسعى فيه كبرى شركات الأدوية العالمية إلى استعادة توازنها بعد سنوات من الاضطرابات، جاءت سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية لتضيف طبقة جديدة من التعقيد، وربما التهديد، على مستقبل الصناعة. فبين فرض رسوم جمركية على الأدوية المستوردة، وربط الأسعار الأميركية بالمعدلات الدولية، تتأرجح شركات الأدوية بين القلق والتأقلم، وسط مخاوف من أن تتحول هذه السياسات إلى نقطة مفصلية في مشهد الرعاية الصحية العالمي.
أولى الضربات جاءت من إعلان إدارة ترامب نيتها فرض رسوم جمركية على الأدوية المستوردة، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على التصنيع الأجنبي وتعزيز الإنتاج المحلي. ورغم أن هذه الخطوة قد تبدو منطقية من منظور الأمن القومي، إلا أن تداعياتها على السوق العالمي كانت فورية. فقد حذرت شركات أدوية كبرى من أن هذه الرسوم قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتعطيل سلاسل التوريد، بل وحتى نقص في بعض الأدوية الحيوية.
تسعير مرجعي دولي
لكن الرسوم الجمركية لم تكن سوى البداية. فقد أعادت إدارة ترامب إحياء خطة قديمة لربط أسعار الأدوية في الولايات المتحدة بالمعدلات الدولية، وهي سياسة تُعرف بـ"التسعير المرجعي الدولي". وتهدف هذه الخطة إلى خفض أسعار الأدوية في السوق الأميركي، التي تُعد الأعلى عالمياً، من خلال اعتماد متوسط أسعار نفس الأدوية في دول متقدمة مثل ألمانيا وكندا واليابان.
ووعد ترامب بأن خطته - التي من المرجح أن تربط أسعار الأدوية التي يغطيها برنامج الرعاية الصحية (ميديكير) وتُصرف في عيادة الطبيب بأقل سعر تدفعه الدول الأخرى - ستخفض أسعار الأدوية بشكل كبير.
ونشر الرئيس الجمهوري على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد: "سأُرسي سياسة الدولة الأكثر رعاية، حيث تدفع الولايات المتحدة نفس سعر الدولة التي تدفع أقل سعر في العالم"، متعهداً بتوقيع الأمر صباح الاثنين في البيت الأبيض.
وتواجه خطة الرئيس دونالد ترامب لتغيير نموذج تسعير بعض الأدوية انتقادات شديدة من صناعة الأدوية حتى قبل توقيعه على الأمر التنفيذي المقرر صدوره يوم الاثنين، والذي قد يؤدي، في حال تنفيذه، إلى خفض أسعار بعض الأدوية، وفقاً لما ذكره موقع "ABC"، واطلعت عليه "العربية Business".
تهديد وجودي للقطاع
ورغم أن هذه الخطوة قد تبدو جذابة للمستهلك الأميركي، إلا أن شركات الأدوية ترى فيها تهديداً وجودياً. أحد التنفيذيين وصفها بأنها "أكبر خطر يواجه الصناعة"، مشيراً إلى أن تطبيقها قد يُربك سوق الرعاية الصحية بأكمله، ويُقوّض قدرة الشركات على تمويل الابتكار.
وقال الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية الأدوية الأميركية (PhRMA)، ستيفن جيه أوبل، في بيان: "إن استيراد أسعار أجنبية سيُقلل مليارات الدولارات من برنامج الرعاية الطبية (Medicare) دون أي ضمانات بأنه يُساعد المرضى أو يُحسّن وصولهم إلى الأدوية". وأضاف: "إنه يُهدد مئات المليارات التي تُخطط شركاتنا الأعضاء لاستثمارها في أميركا، مما يجعلنا أكثر اعتماداً على الصين في الأدوية المبتكرة".
أثار نهج ترامب، المعروف باسم "الدولة الأكثر تفضيلاً"، في تسعير أدوية الرعاية الطبية جدلاً منذ أن حاول تطبيقه لأول مرة خلال ولايته الأولى. وقد وقّع أمراً تنفيذياً مُماثلاً في الأسابيع الأخيرة من رئاسته، لكن أمراً قضائياً منع لاحقاً دخول القاعدة حيز التنفيذ في عهد إدارة الرئيس جو بايدن.
جادلت صناعة الأدوية بأن محاولة ترامب عام 2020 ستمنح الحكومات الأجنبية "الأفضلية" في تحديد قيمة الأدوية في الولايات المتحدة.
من المرجح أن يؤثر الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب يوم الاثنين فقط على الأدوية التي يغطيها الجزء "ب" من برنامج الرعاية الطبية (ميديكير)، وهو التأمين الذي يغطي زيارات الأطباء. يتحمل المستفيدون من برنامج الرعاية الطبية (ميديكير) مسؤولية تحمّل بعض تكاليف الحصول على هذه الأدوية أثناء زيارات الأطباء، ولا يوجد حد أقصى سنوي للنفقات الشخصية للمسجلين في برنامج الرعاية الطبية التقليدي.
أظهر تقرير صادر عن إدارة ترامب الأولى أن الولايات المتحدة تنفق ضعف ما تنفقه بعض الدول الأخرى على تغطية هذه الأدوية. وقد تجاوز إنفاق أدوية الجزء "ب" من برنامج الرعاية الطبية 33 مليار دولار في عام 2021. وبالغ ترامب في تقدير أهمية هذا الإعلان، قائلاً إنه سيوفر على دافعي الضرائب مبالغ طائلة.
وأضاف ترامب: "سيتم أخيراً معاملة بلدنا بإنصاف، وستنخفض تكاليف الرعاية الصحية لمواطنينا بأرقام لم نكن لنتخيلها من قبل". لكن العديد من الأميركيين لن يلمسوا هذه الوفورات.
من المرجح أن يؤثر اقتراح ترامب فقط على بعض الأدوية التي يغطيها برنامج الرعاية الصحية (ميديكير) والتي تُصرف في العيادات - مثل المحاليل الوريدية لعلاج السرطان، وغيرها من الحقن. لكنه قد يوفر مليارات الدولارات للحكومة - وليس بالضرورة "تريليونات الدولارات" التي تفاخر بها ترامب في منشوره.
يوفر برنامج الرعاية الصحية (ميديكير) تأميناً صحياً لنحو 70 مليون أميركي مسن. لطالما أثارت الشكاوى من ارتفاع أسعار الأدوية في الولايات المتحدة، حتى بالمقارنة مع دول أخرى كبيرة وثرية، غضب كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين، لكن حلاً دائماً لم يُقره الكونغرس.
الاستثمار المحلي.. فرصة للبعض ومأزق لآخرين
في المقابل، تسعى بعض الشركات إلى تحويل الأزمة إلى فرصة، من خلال تعزيز استثماراتها في التصنيع داخل الولايات المتحدة. فقد أعلنت شركات مثل "إيلي ليلي" و"أبوت" عن خطط لتوسيع منشآتها الأميركية، في محاولة للتأقلم مع السياسات الجديدة وكسب رضا الإدارة. لكن هذا الخيار ليس متاحاً للجميع، خاصة للشركات الصغيرة أو تلك التي تعتمد على سلاسل توريد عالمية منخفضة التكلفة.
القلق الأكبر في أوساط الصناعة لا يتعلق فقط بالأرباح، بل بمستقبل الابتكار. فمع تراجع هوامش الربح، وتزايد الضغوط التنظيمية، قد تجد الشركات نفسها مضطرة لتقليص استثماراتها في الأبحاث، ما يُهدد بإبطاء وتيرة تطوير أدوية جديدة، خاصة في مجالات معقدة مثل السرطان والأمراض النادرة.
وفي ظل هذه التحديات، تتجه الأنظار إلى كيفية تفاعل الأسواق العالمية مع هذه السياسات، وإلى ما إذا كانت دول أخرى ستتبع النهج الأميركي، أم ستسعى إلى ملء الفراغ الذي قد تتركه الشركات الأميركية في الأسواق الدولية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة تحذّر.. استخدام الهاتف في الحمَّام يزيد خطر الأمراض
دراسة تحذّر.. استخدام الهاتف في الحمَّام يزيد خطر الأمراض

العربية

timeمنذ 31 دقائق

  • العربية

دراسة تحذّر.. استخدام الهاتف في الحمَّام يزيد خطر الأمراض

يستخدم الكثير من الناس الهاتف النقال داخل الحمام، وتحديداً عند الجلوس على كرسي المرحاض، وهو ما يؤدي بهم الى قضاء وقت أطول داخل الحمَّام، فيما خلصت دراسة علمية أجريت مؤخراً إلى التحذير من هذه الظاهرة حيث إنها ترفع بشكل كبير من مخاطر الإصابة بمرض "البواسير". وأظهرت دراسة استقصائية جديدة أن من يستخدمون هواتفهم في الحمَّام يواجهون خطراً مضاعفاً بنسبة 46 بالمئة للإصابة بالبواسير، وهي حالة صحية يُعتقد أنها ناجمة عن الضغط الزائد، وقد تحدث بسبب الجلوس الطويل على كرسي المرحاض. وقال تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" العلمي، إن الدراسة الاستقصائية عُرضت مؤخراً في مؤتمر أسبوع أمراض الجهاز الهضمي في سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية، وشملت 125 مشاركاً خضعوا لتنظير القولون من أجل التوصل إلى هذه النتائج. وكان أكثر من 40 بالمئة منهم مصابون بالبواسير، فيما قال 93 بالمئة إنهم استخدموا هواتفهم خلال جلوسهم على كرسي المرحاض مرة واحدة على الأقل أسبوعياً. وأفاد حوالي نصف هذه المجموعة بأنهم يقرأون الأخبار خلال قضاء حاجتهم في الحمّام، بينما أفاد حوالي 44 بالمئة أنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وحوالي 30 بالمئة يستخدمون البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، وفقاً للباحثة تريشا ساتيا باسريشا من مركز "بيث إسرائيل ديكونيس" الطبي في بوسطن بالولايات المتحدة. صحة علماء يؤكدون أن جذور الخرف تعود إلى الطفولة.. وأن الوقاية ممكنة وأفاد بعض المشاركين أنهم يقضون أكثر من 6 دقائق على المرحاض في كل زيارة للحمام، وأعرب كثيرون عن اعتقادهم بأنهم يقضون وقتاً أطول على المرحاض بسبب هواتفهم الذكية. ولا يمكن لمسح صغير كهذا إلا أن يُظهر الارتباطات وعوامل الخطر المحتملة. أما معرفة ما إذا كان استخدام الهائف لعدة دقائق خلال الجلوس على المرحاض يُهيئ الشخص للإصابة بالبواسير أم لا، فهذا أمر يحتاج إلى مزيد من البحث. والبواسير عبارة عن تجمعات من الأوعية الدموية والعضلات الملساء والأنسجة الضامة في الجزء السفلي من جسم الإنسان. وبينما يمتلك كل شخص هذه التجمعات، تُعرف البواسير عادةً عندما تتورم أو تنزف. ومع أن هناك عوامل مُتعددة تُؤدي إلى البواسير، إلا أن العلماء يعتقدون عموماً أنها ناجمة عن الإجهاد المفرط، أو إطالة وقت الجلوس على المرحاض. وتشير بعض الدراسات، على سبيل المثال، إلى أن الجلوس لفترات طويلة قد يكون عاملاً مُساهماً بظهورها، ولذلك، ينصح بعض الأطباء بعدم قضاء أكثر من 10 دقائق في المرحاض، بينما يُوصي خبراء آخرون بعدم قضاء أكثر من 3 دقائق، بحسب تقرير "ساينس أليرت". وتستند هذه التوصية الأخيرة إلى دراسة أجريت على 100 مريض مُصاب بالبواسير، والذين قضوا وقتاً أطول في القراءة على المرحاض مُقارنةً بنظرائهم المُطابقين لهم في العمر والجنس وغير المُصابين بالبواسير.

«لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟
«لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 41 دقائق

  • الشرق الأوسط

«لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟

شكك وزير الصحة (الأميركي) روبرت إف كيندي الابن مراراً وتكراراً في سلامة لقاحات «آر إن إيه المرسال mRNA (الحمض النووي الريبي المرسال)، التي طورت ضد «كوفيد - 19». كما وجه النصيحة للعلماء الذين يحصلون على تمويل من المعاهد الوطنية للصحة بحذف أي إشارة إلى «آر إن إيه المرسال» من منحهم، كما كتبت نينا أغراوال(*). وفي جميع أنحاء البلاد، تدرس الهيئات التشريعية للولايات مشاريع قوانين لحظر أو تقييد هذه اللقاحات، ووصفتها إحدى هذه الهيئات بأنها «أسلحة دمار شامل». وقد حظي الحمض النووي الريبوزي المرسال باهتمام واسع النطاق في السنوات الأخيرة، رغم اكتشافه لأول مرة عام 1961. ويدرسه العلماء منذ ذلك الحين، ويستكشفون إمكاناته الواعدة في الوقاية من الأمراض المعدية، وعلاج السرطان، والأمراض النادرة. * ما الحمض النووي الريبوزي المرسال؟ - يُستخدم هذا الحمض، وهو جزيء كبير موجود في جميع خلايانا، في صنع جميع البروتينات التي يوجّه الحمض النووي المنقوص الأكسجين (دي إن إيه) DNA أجسامنا لبنائها. وهو يقوم بذلك عن طريق نقل المعلومات من الحمض النووي «دي إن إيه» في النواة إلى الآليات المنتجة للبروتين الموجودة في الخلية. ويقول جيف كولر، أستاذ بيولوجيا الحمض النووي الريبوزي (RNA) والعلاجات في جامعة جونز هوبكنز والمؤسس المشارك لشركة متخصصة في علاجات الحمض النووي الريبوزي، إنه يمكن استخدام جزيء واحد من الحمض النووي الريبوزي المرسال لإنتاج نسخ عديدة من البروتين، ولكنه مُبرمج بشكل طبيعي ليموت في النهاية. *كيف تعمل لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال؟ -تتوفر حالياً ثلاثة لقاحات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية تستخدم الحمض النووي الريبوزي المرسال: لقاحان لكوفيد – 19، ولقاح واحد لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) لدى كبار السن. وتتكون هذه اللقاحات من خيوط من الحمض النووي الريبوزي المرسال، التي يمكن تشفيرها للتوجه ضد بروتينات فيروسية محددة. الخلايا الدهنية بأنواعها التي تحمل الحمض النووي الريبوزي المرسال في داخل اللقاحات لنفترض أنك تلقيت لقاح كوفيد - 19، وفي هذه الحالة فإن خيوط الحمض النووي الريبوزي، المُغلفة في جزيئات دهنية صغيرة، تدخل إلى خلايا العضلات والجهاز المناعي لجسمك، كما يقول روبرت ألكسندر ويسيلهوفت، مدير علاجات الحمض النووي الريبوزي المرسال في معهد العلاج الجيني والخلوي في مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام. وفي داخل الجسم تتلقى مصانع إنتاج البروتين في الخلايا بعد ذلك تعليمات من هذا الحمض النووي الريبوزي المرسال لكي تُنتج بروتيناً مشابهاً للبروتين الموجود على سطح فيروس كوفيد - 19. وعندما يتعرف الجسم على هذا البروتين على أنه غريب، فإنه سيطلق استجابة (ردة فعل) مناعية. وقال جيف كولر إن معظم الحمض النووي الريبوزي المرسال سيختفي من الجسم في غضون أيام قليلة، لكن الجسم يحتفظ بـ«ذاكرة» له على شكل أجسام مضادة. وكما هو الحال مع أنواع أخرى من اللقاحات، تتضاءل المناعة بمرور الوقت، وكذلك مع تطوير الفيروس لسلالات جديدة. * لماذا تُستخدم لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال حالياً؟ -في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اكتشف علماء في جامعة بنسلفانيا كيفية إدخال الحمض النووي الريبوزي المرسال الغريب إلى الخلايا البشرية دون أن يتحلل أولاً. ومكّن ذلك الباحثين من تطويره لاستخدامه في اللقاحات. وقال ويسيلهوفت، الذي أسس شركة تُطوّر علاجات الحمض النووي الريبوزي، إن الاستخدام الرئيس لهذه اللقاحات حالياً هو الوقاية من الأمراض المُعدية، مثل كوفيد – 19، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي. ويمكن تصنيع هذه اللقاحات بسرعة كبيرة لأن جميع المكونات، باستثناء تسلسل الحمض النووي الريبوزي، تبقى كما هي في مختلف اللقاحات. وصرح فلوريان كرامر، عالم الفيروسات في كلية طب إيكان في ماونت سيناي، الذي عمل سابقاً مستشاراً لشركتي «فايزر» و«كيورفاك» بشأن علاجات mRNA، بأن هذه الميزة قد تكون مفيدة لتطوير لقاح الإنفلونزا السنوي. عادةً، يقرر العلماء في فبراير (شباط) أو مارس (آذار) سلالات فيروس الإنفلونزا التي سيُدرجها في لقاح يُطرح في الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول). ولكن بحلول ذلك الوقت، قد تكون سلالة مختلفة هي السائدة. ولأن لقاح mRNA يُمكن تصنيعه بسرعة أكبر من لقاح الإنفلونزا الحالي، فقد ينتظر العلماء حتى مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) لمعرفة السلالات المنتشرة، كما قال كرامر، ما يزيد من احتمالية فعالية اللقاح. *هل لهذه اللقاحات مخاطر؟ - من الأسئلة الشائعة التي يطرحها المرضى ما إذا كان لقاح mRNA يمكن أن يؤثر على حمضهم النووي، وفقاً للدكتور ريتشارد بوشيه، أخصائي أمراض الرئة في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل. لا خطر للاندماج مع الجينوم الإجابة هي لا. لأن خلايانا لا تستطيع تحويل mRNA إلى حمض نووي، ما يعني أنه لا يمكن دمجه في جينومنا. وقال كرامر إن لقاح كوفيد-19 يمكن أن يسبب آلاماً في العضلات، وأعراضاً تشبه أعراض الإنفلونزا، لكن هذه آثار جانبية متوقعة للقاحات بشكل عام. من جهته قال الدكتور آدم راتنر، أخصائي الأمراض المعدية للأطفال في نيويورك، إنه مر أكثر من أربع سنوات منذ طرح لقاح كوفيد-19 لأول مرة، «ولا توجد مؤشرات على (الخطر على) سلامته على المدى الطويل». كان العديد من الآباء قلقين بشأن التهاب عضلة القلب، وهو التهاب في عضلة القلب تم الإبلاغ عنه بصفة أنه أثر جانبي محتمل للقاح. لكن راتنر قال إن خطر حدوث هذا الالتهاب نتيجة إصابة فعلية بكوفيد - 19، أو متلازمة كوفيد الطويلة، أو الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال، كان أكبر بكثير. *ما الاستخدامات الأخرى لـ«آر إن إيه المرسال»؟ -تُدرس حالياً اللقاحات التي تستخدم mRNA لمجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات المناعة الذاتية، مثل داء السكري من النوع الأول، وأمراض نادرة مثل التليف الكيسي cystic fibrosis، وهي حالة وراثية تُنتج مخاطاً كثيفاً ولزجاً للغاية، يمكن أن يسد المسالك الهوائية، ويتلف الرئتين. في السرطان، تكمن الفكرة في أن «آر إن إيه المرسال» يُمكن أن ينتج رموز بروتين للأورام يتعرف عليه الجهاز المناعي على أنه غريب، مُطالباً الجسم بمهاجمة الورم. أما في اضطراب وراثي مثل التليف الكيسي، فإنه يُنتج رموز نسخة فعالة من البروتين الناقص ليحل محل البروتين المعيب، ويُعيد المخاط إلى حالته الصحية. لقاح تجريبي ضد سرطان البنكرياس أظهرت دراسة نُشرت في مجلة «نيتشر» في وقت سابق من هذا العام أن لقاحاً تجريبياً قائماً على «آر إن إيه المرسال» لعلاج سرطان البنكرياس قد أثار استجابة مناعية لدى بعض المرضى بعد خضوعهم لجراحة السرطان. وعاش المرضى الذين اختبروا هذه الاستجابة المناعية فترة أطول دون الإصابة بالسرطان مقارنةً بمن لم يختبروها. لا يزال هذا البحث في مراحله الأولى: فقد شملت دراسة سرطان البنكرياس، وهي تجربة من المرحلة الأولى، 16 مريضاً فقط، وربما كانت هناك اختلافات أخرى بين المجموعتين تُفسر اختلاف فترات البقاء على قيد الحياة. وأوضح الدكتور ستيفن روزنبرغ، رئيس قسم الجراحة في المعهد الوطني للسرطان وخبير العلاج المناعي للسرطان، أن هناك تاريخاً طويلاً من الأبحاث التي تُظهر أن التدخلات قد تُؤدي إلى استجابات مناعية دون تغيير نتائج المرضى فعلياً. علاج اضطراب تنفسي وأظهرت دراسة حديثة أخرى أن العلاج بـ«آر إن إيه المرسال» المُستنشق لدى القرود يمكن أن يُنتج بروتيناً ضرورياً لتكوين الأهداب، وهي هياكل شبيهة بالشعر تبطن مجاري الهواء وتُخرج المخاط منها. وتتعطل هذه البروتينات في اضطراب تنفسي مُنهك يُسمى خلل الحركة الهدبية الأولي primary ciliary dyskinesia. وأشار بوشيه إلى أنه في أمراض الرئة، من الصعب للغاية إدخال الجسيمات الحاملة لـ«آر إن إيه المرسال» بأمان إلى الخلايا المناسبة تماماً. من جهته قال راتنر إن لقاحات mRNA «آر إن إيه المرسال»، بشكل عام، «مثيرة للاهتمام»، لأنها تُعطي أملاً في علاجات الأمراض التي فشلت التقنيات السابقة في علاجها. لكن العلاج بهذا الحمض لا يزال تقنية دوائية كغيرها: ففي بعض الأمراض يُحتمل أن ينجح، كما قال، «وفي حالات أخرى، يُحتمل ألا ينجح». * خدمة «نيويورك تايمز»

من الولادة للأسنان .. تعرف على تغطية الحالات الطارئة في وثيقة الضمان الصحي
من الولادة للأسنان .. تعرف على تغطية الحالات الطارئة في وثيقة الضمان الصحي

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

من الولادة للأسنان .. تعرف على تغطية الحالات الطارئة في وثيقة الضمان الصحي

أكد مجلس الضمان الصحي أن صحة المستفيد تمثل أولوية قصوى في إطار وثيقة الضمان الصحي الإلزامية، حيث تشمل الوثيقة تغطية شاملة للحالات الطارئة، بما يضمن تقديم الرعاية الصحية دون تأخير أو عوائق تنظيمية. وأوضح المجلس عبر أنفوجرافيك توعوي اليوم أن الوثيقة تتيح للمستفيدين الحصول الفوري على خدمات الرعاية الصحية اللازمة وقت الطوارئ، سواء داخل نطاق شبكة مقدمي الخدمة أو خارجها عند الضرورة. وتشمل التغطية أيضًا حالات الطوارئ المتعلقة بالحمل والولادة، مما يضمن الأمان للنساء الحوامل في جميع الأوقات الحرجة. كما تتضمن الوثيقة توفير علاج طوارئ الأسنان بجميع أنواعها مع ضمان وصول سريع وفعّال إلى العلاج المناسب. ويُسهم هذا النظام في تقليل فترات الانتظار وضمان تقديم الدعم الطبي العاجل في لحظته، وهو ما يعكس التزام المجلس بتحقيق أعلى معايير الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية. وأشار المجلس إلى أن هذه التغطيات المتنوعة تندرج ضمن جهود تحسين تجربة المستفيد، وتعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة، بما يتماشى مع أهداف نظام الضمان الصحي في المملكة لضمان رعاية صحية مستدامة وشاملة لجميع المواطنين والمقيمين. صحة المستفيد أولاً؛ تعرف على تغطية الحالات الطارئة في وثيقة الضمان الصحي الإلزامية، لضمان رعايتك وصحتك. #الضمان_يضمنك #مجلس_الضمان_الصحي — مجلس الضمان الصحي (@SaudiCHI) May 20, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store