
الدعم السريع يُعزز سيطرته على مطار نيالا ويحوّله إلى مركز استراتيجي في دارفور
كتبت: د. هيام الإبس
منذ سيطرتها على مدينة نيالا، ثاني أكبر مدن السودان، في أكتوبر 2023، عملت قوات الدعم السريع على تعزيز قبضتها العسكرية والأمنية على مطار نيالا الدولي، وتحويله إلى منشأة استراتيجية متعددة الاستخدامات في قلب إقليم دارفور.
تشغيل متكامل للمطار وإعادة تأهيله
أعادت قوات الدعم السريع تشغيل المطار رسميًا في 21 سبتمبر 2024، بعد توقف طويل نتيجة الاشتباكات، لتصبح أول طائرة تهبط فيه بعد السيطرة عليه إيذانًا ببداية جديدة كمركز عملياتي متكامل.
تأمين صارم ومنظومات دفاع متقدمة
اتخذت قوات الدعم السريع سلسلة من الإجراءات الأمنية المشددة لحماية المطار من الهجمات الجوية والبرية، شملت:
-تركيب أنظمة تشويش إلكترونية متطورة للتصدي للطائرات المسيرة.
-إنشاء دفاع جوي متكامل حول محيط المطار.
-نشر قوات حماية وارتكازات عسكرية في محيط المطار ومداخله.
-استخدام مهبط 'اليوناميد' السابق ضمن البنية التشغيلية للمطار.
-تقييد وصول المدنيين إلى المرافق الحساسة بالمطار.
وقد أثبتت هذه الإجراءات فاعليتها، حيث تمكنت القوات في 24 فبراير 2025 من إسقاط طائرة حربية سودانية كانت تحاول قصف المطار، ما أدى إلى توقف مؤقت للغارات الجوية عليه.
استخدامات استراتيجية متعددة للمطار
استقبال الأسلحة والمعدات عبر 'الجسر الجوي'
حولت قوات الدعم السريع مطار نيالا إلى منفذ رئيسي لتلقي الإمدادات العسكرية من الخارج. وكشفت صور أقمار صناعية نشرتها جامعة ييل الأمريكية في أبريل 2025 عن تمركز ست طائرات مسيرة متطورة صينية الصنع (Ch-95 أو FH-95)، قادرة على تنفيذ مهام المراقبة والهجوم بعيد المدى.
تهريب الذهب والموارد الطبيعية
كشفت مصادر محلية عن استخدام المطار في تهريب الذهب المستخرج من مناجم سنقو والردوم بجنوب دارفور، وهو ما يعزز الدور الاقتصادي للمطار في تمويل عمليات الدعم السريع.
نقل القادة وإجلاء الجرحى
أصبح مطار نيالا بوابة حيوية لـ:
-إجلاء جرحى العمليات العسكرية إلى الخارج للعلاج.
-تنقل قيادات الدعم السريع بين مناطق سيطرتهم داخل السودان وخارجه.
-استقبال وفود أجنبية وعناصر داعمة من الخارج.
-تدخلات أجنبية ودعم لوجستي عبر المطار
وتشير تقارير ميدانية إلى دعم خارجي واضح لقوات الدعم السريع عبر المطار، حيث:
هبطت طائرات أجنبية لنقل معدات عسكرية.
قصفت القوات الجوية السودانية طائرة شحن إماراتية من طراز بوينج في 4 مايو 2025 أثناء تفريغ معدات عسكرية، ما أسفر عن مقتل أربعة ضباط إماراتيين وإصابة ستة آخرين.
تحصينات ومناورات للتصدي لهجمات الجيش
في مواجهة محاولات الجيش السوداني لاستعادة السيطرة على المطار، اتخذت قوات الدعم السريع عدة تدابير:
-نشر آلاف المقاتلين في محيط نيالا والممرات المؤدية إلى المطار.
-تشغيل طائرات مسيرة لمواجهة الغارات الجوية.
-تنفيذ حملات أمنية واعتقالات بعد كل محاولة استهداف.
-تطوير الدفاعات الجوية، ما أدى لإسقاط طائرة حربية في فبراير 2025.
مستقبل مطار نيالا في معادلة الصراع
يبدو أن قوات الدعم السريع حولت مطار نيالا الدولي إلى منشأة استراتيجية متكاملة تخدم أهدافها العسكرية والاقتصادية والسياسية، ما يجعله ركيزة أساسية في خططها للسيطرة على دارفور. ورغم محاولات الجيش السوداني ضرب هذا الموقع، فإن السيطرة المتماسكة عليه تعكس أهمية المطار في موازين الصراع السوداني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 2 ساعات
- اليوم السابع
نيويورك تايمز: قطر أرادت "بيع" طائرتها الفاخرة حتى وضع ترامب عينيه عليها
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن قطر أرادت "بيع" طائرتها الفاخرة بوينج 474-8، والتى تبلغ قيمتها نحو 400 مليون دولار، لكن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعلن قبل زيارته للخليج مؤخراً أن الطائرة، التى توصف بـ " القصر الطائر"، هدية مجانية. وسردت الصحيفة فى تحقيق مطول كيف أراد ترامب طائرة جديدة للرئاسة، وقالت إن ترامب كان يريد حلاً سريعاً لمشكلة طائرة الرئاسة الأمريكية"إير فورس وان". فقد وقعت الولايات المتحدة عقداً مع شركة بوينج فى عام 2018 بقيمة 3.9 مليار دولار مقابل طائرتين للرئاسة، إلا أن سلسلة من التأجيلات أخرت العمل لما بعد الموعد النهائى لتسليم الطائرتين فى 2024، إلى ربما ما بعد فترة ترامب الثانية فى الحكم. فكان على ترامب أن يحلق بنفس الطائرات القديمة التى كانت تقل الرئيس جورج بوش الأب قبل 35 عاما. هذه الطائرات، التى لم يعد يتم إنتاجها، تتطلب خدمات واسعة وإصلاحات متكررة، وسعى مسئولون من كلا الحزبين وعلى مدار أكثر من 10 سنوات إلى تغييرها. لكن ترامب أراد طائرة جديدة وهو فى المنصب. وقال بشكل واضح هذا الشهر: "نحن الولايات المتحدة الأمريكية، وأعتقد أنه ينبغى أن نمتلك الطائرة الأجمل". وذهبت الصحيفة إلى القول بأن قصة قبول إدارة ترامب للطائرة الفاخرة مجاناً من قطر لتكون طائرة الرئاسة الأمريكية استغرقت أسابيع من التنسيق السرى بين واشنطن والدوحة. وتدخل فى الأمر البنتاجون والمكتب العسكرى للبيت الأبيض، كما لعب مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفين ويتكوف دوراً محورياً. وبحسب تحقيق نيويورك تايمز، فإن المسئولين العسكريين بدأوا بعد فترة وجيزة من تولى ترامب مهام منصبه، فى مناقشة كيفية شراء طائرة مؤقتة يستخدمها ترامب. لكن بحلول 11 مايو، عندما أعلن الرئيس ترامب أن قطر ستوفر للولايات المتحدة طائرة، وصفها بأنها هدية مجانية. ولم يتضح كيف تحولت خطة افترض مسئولو البنتاجون وأخرون داخل الإدارة الأمريكية فى البداية أنها ستتضمن "شراء" الطائرة من قطر إلى هدية مقترحة من الدوحة. ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها إن المكتب العسكرى للبيت الأبيض، المشرف على السفر الرئاسى، بدأ العمل مع شركة بوينج والبنتاجون لتجميع قائمة بكل الطائرات طراز 747 الحديثة المتاحة فى السوق بتصميم طائرة رجال الأعمال، والتى يمكن تحويلها سريعا إلى طائرة رئاسية. ووجدوا أن هناك ثمانى طائرات فقط فى العالم بالمواصفات المطلوبة، منها طائرة فاخرة ذات طابقين كانت قطر تحاول بيعها لسنوات دون جدوى. وشرح كتيب عن الطائرة مدى الفخامة، التى يفضلها ترامب، فكانت هناك أقمشة ناعمة من أعلى مستويات الجودة فى غرفة النوم إلى جانب جلد فاخر وقشور خشبية رائعة، وحمام مصمم ببذخ يكاد يكون قطعة فنية. وتواصل ويتكوف، وصديق أخر لترامب كان على صلة بالقطريين، مع الدوحة. ووافقت قطر فى منتصف فبراير على إرسال الطائرة لفلوريدا حتى يراها ترامب، فوقع فى حبها من أول نظرة، وفقا لتعبير الصحيفة. وذكرت الصحيفة أنه بعد أن قام ترامب بجولة فى الطائرة فى 15 فبراير، تغيرت النقاشات بشأن كيفية الحصول علها، وتحول الحديث بين كبار مساعدى ترامب من بيع بين حكومتين إلى "تبرع".


بوابة ماسبيرو
منذ 9 ساعات
- بوابة ماسبيرو
"زعيم الديموقراطية" يحذر "ترامب" من الحصول على طائرة رئاسية هدية من قطر
طرح زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي السناتور تشاك شومر الإثنين اقتراح قانون لمنع الرئيس الجمهوري دونالد ترامب من الحصول على طائرة رئاسية جديدة هدية من قطر. وينصّ مقترح السناتور الديموقراطي على منع وزارة الدفاع (البنتاجون) من استخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لتحويل أيّ طائرة، كانت في السابق مملوكة لحكومة أجنبية، إلى طائرة رئاسية. وتعتزم قطر أن تقدّم إلى البنتاجون طائرة بوينغ 747 فاخرة تقدّر قيمتها بنحو 400 مليون دولار لكي يحولّها إلى طائرة رئاسية لكي يستخدمها الرئيس الجمهوري. ويريد ترامب قبول هذه الهدية في خطوة لقي بسببها انتقادات شديدة. وينتقد ترامب قِدم الطائرتين اللتين يستخدمهما حاليا والتأخير الذي تعاني منه شركة بوينج في تسليمه طائرتين جديدتين، معتبرا أنّه سيكون من "الغباء" رفض مثل هذه الهدية. لكنّ رغبة ترامب هذه أثارت عاصفة احتجاجات في صفوف المعارضة الديموقراطية وأثارت عددا من الأسئلة حول مدى دستوريتها وأخلاقياتها. وبحسب الصحافة الأمريكية فإنّ قبول ترامب هذه الطائرة سيجلعها أغلى هدية على الإطلاق يتم تقديمها لحكومة الولايات المتحدة. وكتب شومر في بيان أنّ "ترامب أظهر مرارا أنه على استعداد لبيع الشعب الأمريكي والرئاسة إذا كان ذلك سيملأ جيوبه"، محذّرا أيضا من المخاطر الأمنية المحتملة من جراء قبول مثل هكذا هدية. وأضاف السناتور الديموقراطي أنّ "تجهيز هذه الطائرة لن يكلّف مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب فحسب، بل ليس هناك أيّ ضمان على الإطلاق بأنها ستكون آمنة على الرغم من كل هذه التعديلات". وليس على زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثون، الموالي لترامب، أيّ التزام بطرح مشروع القانون هذا على التصويت. وسبق لشومر أن ندّد بهذه الهدية القطرية، ووصفها بأنها "فساد محض"، معلنا أنه سيبطئ عملية المصادقة على الترشيحات الرئاسية لوزارة العدل احتجاجا على ذلك.


وضوح
منذ يوم واحد
- وضوح
أوكرانيا توسّع نفوذها في أفريقيا عبر بوابة السودان
كييف تنفذ خطط دبلوماسية وأمنية في أفريقيا تتجاوز العلاقات التقليدية كتبت: د. هيام الإبس تشير تقارير وتحليلات سياسية متواترة إلى أن أوكرانيا تسعى، بشكل متسارع، لتعزيز حضورها ونفوذها في القارة الأفريقية، لا سيما من خلال الصراع السوداني، الذي يبدو أنه بات يشكّل ساحة غير مباشرة لصراعات القوى الدولية، بما فيها كييف وموسكو. أوكرانيا وعرض الطائرات المسيّرة للجيش السوداني في خضم الأزمة السودانية، برز اسم أوكرانيا كطرف غير مباشر متورط في النزاع، وسط تقارير استخباراتية وإعلامية متقاطعة تتحدث عن دعم قدمته كييف لقوات الدعم السريع. ووفقًا للباحث في العلاقات الدولية محمد صادق، فإن السفارة الأوكرانية في مصر قدّمت عرضًا للجيش السوداني لشراء طائرات مسيّرة، متضمنًا مواصفات تقنية دقيقة، أُرسل عبر وزارة الخارجية السودانية في 22 أبريل الماضي. ويشير صادق إلى أن هذا العرض يأتي بالتزامن مع تداول معلومات مؤكدة عن مشاركة مقاتلين أجانب ومرتزقة إلى جانب قوات الدعم السريع، بمن فيهم خبراء أوكران. دعم مباشر لقوات الدعم السريع كشف صادق أن تصريحات رسمية سابقة صادرة عن مسؤولين أوكران، تؤكد تورط بلادهم في الصراع السوداني. وقد أشار وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني إلى أن كييف سبق أن عرضت بيع مليون طائرة انتحارية بدون طيار لحلف الناتو، وعندما لم يُستجب لهذا العرض، لجأت أوكرانيا إلى الترويج لتلك الطائرات في مناطق النزاعات، بما في ذلك السودان. ويرى صادق أن كييف تسعى من خلال هذه العروض لإخفاء دورها الحقيقي في دعم قوات الدعم السريع، وتقديم نفسها كطرف محايد مهتم بالعلاقات الدبلوماسية، لا كطرف يشارك بشكل غير مباشر في الصراع. دلائل استخباراتية: مرتزقة أوكران في السودان من جانبه، يؤكد الخبير العسكري حسن عبد الله الأحمر أن تقريرًا نشره موقع 'إنتليجنس أونلاين' يكشف بشكل صريح وجود مرتزقة أوكرانيين في السودان وعدة دول أفريقية، يعملون لصالح أجهزة استخبارات غربية، في مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة. وأشار الأحمر إلى أن أوكرانيا، بعد تراجعها عسكريًا على جبهات القتال ضد روسيا، تحاول تنفيذ استراتيجيات جديدة لتقويض النفوذ الروسي في أفريقيا، من خلال فتح سفارات واستخدامها كمراكز تنسيق لوجستي وأمني لدعم حلفائها المحليين. خطة لتقويض روسيا دبلوماسيًا وعسكريًا تؤكد تقارير متخصصة أن كييف تعمل على تنفيذ خطة استخباراتية محكمة في أفريقيا، عبر افتتاح ممثليات وسفارات جديدة تحت غطاء التعاون الدبلوماسي، لكنها تُستخدم لاحقًا لتجنيد المرتزقة، وتوفير الدعم الفني لحركات التمرد، ومواجهة التمدد الروسي. وهذا ما يُفسر طلب أوكرانيا، وفقًا لتقرير 'إنتليجنس أونلاين'، دعماً استخباراتيًا من فرنسا لمواجهة النفوذ الروسي في القارة. رفض شعبي سوداني للتمثيل الدبلوماسي الأوكراني يرى الناشط السياسي محمد سعد الدين أن مجرد الحديث عن افتتاح سفارة أوكرانية في السودان يُعد استفزازًا كبيرًا، بالنظر إلى ما تم كشفه من تورط مباشر لأوكرانيا في دعم طرف على حساب آخر في الحرب الدائرة. ويشدد سعد الدين على ضرورة اتخاذ خطوات رسمية، منها تقديم شكوى لمجلس الأمن والأمم المتحدة ضد التدخل الأوكراني في الشأن السوداني، أسوة بما فعلت الخرطوم سابقًا تجاه دعم الإمارات لقوات الدعم السريع. مالي.. مثال على قطع العلاقات مع كييف تجدر الإشارة إلى أن مالي كانت قد أعلنت في أغسطس 2024 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، بعد ثبوت تورط الأخيرة في هجوم استهدف جنودًا ماليين ومدنيين. وتُعد هذه الحادثة مثالًا واضحًا على ما وصفه الخبراء بـ'الدبلوماسية العدوانية' التي تنتهجها كييف في القارة السمراء. تشاد و'فاكت'.. شبكة دعم متمدد ويُعتقد أن كييف قدمت دعمًا لحركة 'فاكت' المتمردة في تشاد، ضمن خطة فرنسية تهدف إلى زعزعة استقرار الأنظمة الأفريقية المتحالفة مع موسكو، بعد تراجع النفوذ الفرنسي في منطقة الساحل. خلاصة في ضوء ما سبق، يتضح أن الدور الأوكراني في السودان لم يعد يقتصر على مجرد الدعم الفني أو بيع الأسلحة، بل يمتد ليشمل محاولات ممنهجة لتوسيع النفوذ، والتأثير على موازين القوى في القارة، في سياق صراع دولي متصاعد بين موسكو وكييف. وتشير الدلائل إلى أن أفريقيا، وخصوصًا السودان، أصبحت ساحة خلفية لصراع النفوذ بين الشرق والغرب، بأدوات جديدة وأهداف استراتيجية بعيدة المدى.