logo
اتفاق لوقف إطلاق النار بالسويداء بعد تدخّل الجيش وقصف إسرائيلي

اتفاق لوقف إطلاق النار بالسويداء بعد تدخّل الجيش وقصف إسرائيلي

الجزيرةمنذ 14 ساعات
أعلنت وزارة الدفاع السورية وقف إطلاق النار في السويداء بعد ساعات من دخول الجيش المدينة الواقعة جنوبي البلاد بهدف وضع حد لاشتباكات أوقعت عشرات القتلى، وتزامن ذلك مع تجدد الغارات الإسرائيلية على المنطقة وعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعات عاجلة لبحث الوضع في السويداء.
وقال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة"نعلن عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء"، وأكد الرد على "مصادر النيران والتعامل مع أي استهداف من المجموعات الخارجة عن القانون".
وأشار أبو قصرة إلى أن دخول القوات الحكومية إلى السويداء يهدف إلى ضبط الأوضاع وحماية الأهالي وبسط الأمن، وتحدّث عن إصدار تعليمات صارمة إلى القوات بضرورة تأمين الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي.
وأكد الوزير بدء انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري، وقال إن أحياء المدينة ستسلّم إلى قوى الأمن الداخلي عند الانتهاء من عمليات التمشيط.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الجيش بدأ سحب الآليات الثقيلة من السويداء تمهيدا لتسليم أحياء المدينة إلى قوى الأمن الداخلي، في حين حذرت وزارة الداخلية من أي تجاوزات أو تعديات على الممتلكات العامة أو الخاصة تحت أي ذريعة في السويداء.
جاء ذلك بعد ساعات من فرض حظر تجول، ونقلت الداخلية السورية عن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي قوله إن حظر التجول فرض في المدينة بداية من الساعة الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي ويستمر إلى إشعار آخر.
ودعا الدالاتي "قادة الفصائل والمجموعات الخارجة عن القانون" إلى عدم عرقلة دخول القوات إلى المحافظة وتسليم أسلحتها.
ورحبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في سوريا بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع لفرض السيطرة في السويداء، ودعت الفصائل في المنطقة إلى التعاون مع تلك القوات وعدم المقاومة وتسليم سلاحها للداخلية.
إعلان
كما دعت الرئاسة الروحية إلى حوار مع الحكومة بشأن تداعيات أحداث السويداء، وطالبت بتفعيل مؤسسات الدولة في المحافظة بالتعاون مع أبنائها.
وأقر حكمت الهجري -وهو أحد مشايخ العقل الثلاثة (القادة الدينيون) لطائفة الموحدين الدروز في سوريا- بداية بالبيان، ولكنه تراجع لاحقا وقال إن البيان فرض عليه بعد مفاوضات عديدة مع الحكومة السورية وبضغوط خارجية من دول لم يحددها.
وحرض الهجري أبناء الطائفة الدرزية على التصدي للقوات الحكومية بزعم أنها "نكثت الاتفاق وواصلت القصف العشوائي للمدنيين".
ويُعرف الهجري بمواقفه المحرضة ضد الحكومة السورية التي تدير البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، وعادة ما يستدعي التدخل الخارجي بزعم حماية أبناء طائفته رغم إبداء العديد من قادة الطائفة عبر بيانات وتصريحات سابقة رفضهم أي تدخل خارجي في البلاد، وتأكيد الحكومة السورية حرصها على ضمان حقوق جميع الطوائف في البلاد.
الحل الأخير
وكان وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى قد قال للجزيرة في وقت سابق إن تدخّل القوات الأمنية في محافظة السويداء كان بمنزلة الحل الأخير، مبديا أسفه على استنجاد أطراف في المحافظة بأطراف خارجية طلبا لحماية دولية.
ودخلت قوات من الأمن العام ووزارة الدفاع السورية مناطق عدة في ريف محافظة السويداء بعد اشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى من عشائر بدوية.
وأعلنت السلطات السورية أن الاشتباكات أدت إلى مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة نحو 100، في حين تحدثت مصادر إعلامية سورية عن حصيلة أكبر من الضحايا تقارب 90 قتيلا.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية مقتل 18 جنديا وإصابة آخرين بجروح خلال فض النزاع في السويداء.
عدوان إسرائيلي
في الأثناء، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو قصف دبابة تابعة للنظام السوري في منطقة السويداء.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه هاجم "دبابات عدة في منطقة قرية سميع بمنطقة السويداء في جنوب سوريا"، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس أن الضربات التي نفذها الجيش في جنوب سوريا "تحذير واضح للنظام السوري" لعدم استهداف الدروز.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اليوم اجتماعات عاجلة مع وزير الدفاع ورئيس الأركان إيال زامير على خلفية التطورات في السويداء.
وسبق لإسرائيل أن أكدت أنها ستتدخل لحماية الأقلية الدرزية في حال تعرضها للتهديد، وحذرت السلطات السورية من نشر قواتها في مناطق بجنوب البلاد محاذية لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
خلفيات الأزمة
من جهته، قال الباحث في مركز جسور وائل علوان للجزيرة نت إن تفجر الأوضاع في السويداء ناتج عن منع أطراف محلية الدولة من بسط سيطرتها على المحافظة، مشيرا إلى أن الدولة السورية تعاملت بمرونة ولم ترغب في مواجهات عسكرية، لكن الأطراف المحلية -ومنها المجلس العسكري في السويداء- دفعتها إلى التدخل العسكري الواسع.
وأضاف علوان أن الأزمة في السويداء مرتبطة بمشكلات داخلية معقدة وتنافسات، فضلا عن توتر بين أهالي السويداء والعشائر البدوية المحيطة بها.
وأوضح أن إسرائيل تستثمر دائما في أي صراع داخلي، لافتا إلى أن جميع الأطراف التي لا ترغب باستقرار الحكومة السورية تسعى إلى استغلال النزاعات الداخلية لتقوية موقفها والحصول على مكتسبات.
وأكد علوان أن الحكومة السورية تحاول ضبط سلطتها واحتكار السلاح والعنف وإدارة الشأن العام دون الدخول في مواجهات عسكرية، سواء في السويداء أو شمال شرقي سوريا، لكنها ستذهب إلى موقف أكثر حسما عندما تضطر إلى ذلك، معتبرا أن وجود سلطة موازية للدولة أمر مرفوض، لأنه يهدد استقرار سوريا ككل وليس فقط الجنوب أو مناطق أخرى.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد في تحقيقات جرائم ضد الإنسانية
القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد في تحقيقات جرائم ضد الإنسانية

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد في تحقيقات جرائم ضد الإنسانية

طلبت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب تحديد مكان الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، ضمن لائحة تضم 20 شخصا مرتبطا بالنظام السابق، في سياق تحقيقات بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ووفق مصدر قضائي، فإن التحقيقات تتعلق بمقتل صحفيين وسط سوريا عام 2012، حيث تشتبه النيابة العامة لمكافحة الإرهاب في "وجود خطة مشتركة" لقصف مركز الصحافة في حي بابا عمرو في مدينة حمص ، وهو هجوم سبق اجتماعا مع "جميع قادة القوات العسكرية والأمنية" في المدينة. وإلى جانب بشار الأسد، طلب من قضاة التحقيق المكلفين الملف تحديد مكان وجود نحو 20 شخصا بينهم أفراد من دائرة الحكم الضيقة، وذلك في لائحة اتهام تكميلية مؤرخة في 7 يوليو/تموز. ومن بين المتهمين ماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع وقائد الفرقة الرابعة المدرعة السورية في حينها، وعلي مملوك مدير المخابرات العامة السورية، وعلي أيوب رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حمص في فبراير/شباط 2012، ورفيق شحادة رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حمص عند حصول الوقائع المذكورة. وقال ماتيو باغار وماري دوزيه اللذان يمثلان الصحفية إديت بوفييه التي أصيبت بجروح خطيرة خلال القصف، إن مبادرة النيابة العامة لمكافحة الإرهاب تُمثل "خطوة مهمة للتصدي للإفلات من العقاب"، وأضافت دوزيه "حان الوقت لإصدار مذكرات توقيف". مذكرة توقيف وأوردت كليمانس بيكتارت محامية عائلة ريمي أوشليك (الذي قُتل في القصف) والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، "لقد طلبنا في مارس/آذار إصدار مذكرات التوقيف". وقُتل الصحفيان ماري كولفان (56 عاما) وريمي أوشليك (28 عاما)، في 21 فبراير/شباط 2012، بقذيفة هاون في منزل داخل حي بابا عمرو بعد قصف الحي من قبل النظام. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أصدرت مذكرة توقيف أولى ضد بشار الأسد بسبب هجمات كيميائية بغاز السارين، اتهم نظامه بتنفيذها في 5 أغسطس/آب في عدرا ودوما شمالي دمشق، وأصيب فيها نحو 450 شخصا، وأيضا في 21 أغسطس/آب 2013 في الغوطة الشرقية شمالي دمشق أيضا، حيث قُتل أكثر من ألف شخص. بشار الأسد. وفي باريس ، فتح القضاء تحقيقا في جرائم قتل ومحاولة قتل رعايا فرنسيين في مارس/آذار 2012، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014 وسع التحقيق ليشمل جرائم حرب، وفي ديسمبر/كانون الأول 2024 جرائم ضد الإنسانية.

هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويداء؟
هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويداء؟

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويداء؟

يستمر الوضع الأمني في محافظة السويداء بجنوب سوريا في التوتر بسبب تجدد الاشتباكات بين القوات السورية ومجموعات مسلحة تتهمها دمشق بالخروج عن القانون وعصيان الدولة. ويأتي ذلك وسط استمرار إسرائيل في اعتداءاتها على الأراضي السورية بزعم حماية الدروز. ورغم إعلان وزارة الدفاع السورية عن اتفاق لوقف إطلاق النار قالت إنها توصلت إليه بالتعاون مع الوجهاء والأعيان في المحافظة الواقعة في جنوب سوريا، فقد تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة في أحياء بمدينة السويداء، كما أكد مراسل الجزيرة. ويرجع مراقبون ومحللون تجدد الاشتباكات في السويداء إلى عدة عوامل أبرزها، كما يقول الأكاديمي والسياسي، جمال درويش لبرنامج "ما وراء الخبر" هو عدم وجود آلية لتنفيذ هذا الاتفاق وبسط سلطة الدولية، وحصول ما سماها تجاوزات على الأرض، ويعتبر أن من شأن هذه التجاوزات أن تستفز الناس في السويداء، خاصة أن المرحلة تتطلب إعادة بناء الثقة بين المواطن والحكومة. وتفجرت هذه الأحداث عقب مواجهات مسلحة بين مجموعات درزية وأخرى بدوية شهدتها مدينة السويداء، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، منذ الأحد وخلفت قتلى وجرحى، وعلى إثرها دخلت قوات تابعة للجيش ووزارة الداخلية السورية سعيا لضبط الأمن في المدينة. ومنذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، لم تصدر السويداء موقفا واحدا، وفق درويش، بل ظهرت مواقف متعددة لقوى سياسية ولقيادات، بعضها يدعو للاندماج مع الدولة وتطبيق القانون، وبعضها الآخر أظهر تحفظات على الأسس التي تسير عليها العملية السياسية، وهناك من تبنى مواقف وسطية، بدعوته إلى إعطاء الحكومة الجديدة فرصة للعمل. وتشدد بعض الأطراف على ضرورة الاستماع والتواصل مع الأصوات التي تقول إنه تم تغييبها من الساحة في محافظة السويداء، ومن بين من يتبنون هذا الموقف الكاتب والباحث السياسي، الدكتور عبد المنعم زين الدين، الذي يتهم في المقابل أطرافا قال إنها رفضت كل الأطروحات والمبادرات المنطقية وتشبثت بأطروحات خارج نطاق منطق الدولة والمواطنة، معتبرا أن غياب وإقصاء سلطة الدولة في المدينة أدى إلى نشوب الأحداث الأخيرة. افتعال إسرائيلي وبينما تحاول الدولة السورية احتواء الأوضاع داخل السويداء وأعلن الجيش كبادرة لحسن النية البدء في سحب الآليات الثقيلة وتسليم المناطق لقوى الأمن الداخلي، جدد الطيران الإسرائيلي بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس غاراته على السويداء و درعا جنوبي سوريا. كما شن صباح الثلاثاء غارات على مناطق مختلفة بالسويداء، واستهدفت إحدى الغارات الطريق المؤدي إلى داخل المدينة وآليات عسكرية. وزعم نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) ووزير دفاعه أن "إدخال الأسلحة للسويداء يخالف سياسة نزع السلاح التي أقرت سابقا"، وجددا التزام إسرائيل بحماية دروز سوريا "بناء على تحالف الأخوة مع دروز إسرائيل"، وفق تعبيرهما. ولا يستبعد مراقبون ومحللون ومن بينهم الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، أن يكون الاحتلال الإسرائيلي قد افتعل هذه الأزمة واستخدم عناصره في السويداء لإزعاج السلطة الجديدة في سوريا، لأنه طلب منها -كما يؤكد مكي- عدة إجراءات ورفضت تنفيذها، وهي "التطبيع والقيام بعمليات عسكرية ضد حزب الله داخل لبنان". وتسعى إسرائيلي إلى تقسيم سوريا وتشكيل كيان درزي يعزل عن بقية سوريا، لكن هذا الأمر تراجع، مع تشكيل علاقات سورية أميركية ولقاء الرئيس أحمد الشرع مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في الرياض، ورفع العقوبات عن سوريا، وفق ما جاء في تحليل مكي ضمن برنامج "ما وراء الخبر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store