logo
كيف تؤثر حرب السودان على جارته الجنوبية؟

كيف تؤثر حرب السودان على جارته الجنوبية؟

الجزيرةمنذ 2 أيام
جوبا- رغم مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب في السودان ، تتزايد انعكاساتها على دولة جنوب السودان التي أصبحت تعيش مرحلة جديدة من التحديات الأمنية والاقتصادية، إذ يواجه خط أنابيب النفط -الشريان الرئيسي ل جوبا – مخاطر تهدد استمرار تصدير النفط الخام عبر الأراضي السودانية بفعل توسّع رقعة المعارك قرب مساره، وسط تصاعد عمليات تهريب السلاح عبر الحدود المترامية.
كما فاقم تدفق اللاجئين الفارِّين من مناطق القتال الأعباء الإنسانية والضغط على الخدمات الأساسية المحدودة أصلا، في أزمة متشابكة تدفع البلاد نحو مزيد من الكوارث.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان: إن الحرب في السودان دفعت نحو 750 ألف لاجئ لدخول أراضي البلاد، مستفيدين من قرار رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت ، بالسماح لهم بالعبور من دون تأشيرات أو رسوم، تقديرا للعلاقات الوثيقة بين الشعبين.
وفي استجابة سريعة، خصصت السلطات في جوبا، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية، معسكرات في ولايات أعالي النيل وشمال بحر الغزال، إلى جانب معسكر داخل العاصمة، لتوفير المأوى والخدمات الأساسية للنازحين الفارّين من القتال المتصاعد، وسط تزايد الاحتياجات الإنسانية الطارئة.
كما طالبت حكومة جنوب السودان المنظمات الدولية بتوفير 1.7 مليار دولار لمقابلة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.
وقال وزير الشؤون الإنسانية، البينو أتاك أكول، في بيان رسمي، إن هذا الدعم ضروري لتوفير الحاجات الأساسية، مشيرا إلى أن "الأعداد المتزايدة تجاوزت قدرات الحكومة المحدودة"، وأن "أوضاع اللاجئين داخل المعسكرات بدأت تتدهور بسبب نقص الموارد وانعدام الخدمات الضرورية"، وهذا يفاقم الأزمة الإنسانية التي تواجهها البلاد.
من جانبه، قال الناشط السوداني في قضايا السلام والمقيم بالعاصمة جوبا، أنس عبد الصمد، إن الحرب السودانية خلَّفت آثارا كارثية على جنوب السودان، من تدفق للاجئين وتعثر صادرات النفط عبر خط بورتسودان ، ما أدى لانهيار الاقتصاد وتدهور الأوضاع الأمنية.
إعلان
وأضاف للجزيرة نت أن "الجانب الإنساني شهد آثارا كارثية وسط عجز المنظمات الدولية عن توفير أساسيات الحياة في المخيمات، كما تسبب تعثر تصدير النفط بانهيار سعر الصرف وارتفاع تكاليف المعيشة، في حين تأثَّر الوضع الأمني مباشرة بالضغوط الاقتصادية، خاصة بسبب الحدود المشتركة والطويلة مع السودان".
تحديات وتأثيرات
وفي مؤشر على اتساع نطاق الأزمة، حذَّر صندوق النقد الدولي من التأثيرات السلبية للحرب السودانية على اقتصاد جنوب السودان، الذي يعاني أصلا تحديات كبرى أبرزها:
ارتفاع الديون الخارجية التي اقتربت من 3 مليارات دولار.
انعدام الاستقرار في سوق النقد، بعد أن عطَّلت الحرب صادرات النفط، التي تُمثِّل نحو 98% من الإيرادات، ما تسبب بخسائر مالية هائلة، وانهيار للعملة المحلية بتضخم تجاوز 80%.
تراجع النمو وتدهور البنية التحتية.
ارتفاع معدلات الفقر والجوع وازدادت تكلفة المعيشة بشكل غير مسبوق.
وبحسب المحاضر بكلية الاقتصاد بجامعة جوبا، دينق ماكور، فإن التأثيرات الاقتصادية للحرب السودانية على دولة جنوب السودان تمثَّلت بتعثر تصدير النفط عبر خط الأنابيب الذي يمر بالسودان، ما أفقد الدولة إيرادات ضخمة وتأخر رواتب موظفي الحكومة لأكثر من عام، إضافة لزيادة الضغط على الخدمات الأساسية مع تدفق أكثر من 750 ألف لاجئ، الشيء الذي فاقم من أزمة الأمن الغذائي.
وأجمل ماكور في حديثه للجزيرة نت التأثيرات الاقتصادية للحرب السودانية على جنوب السودان بنقاط أهمها:
التضخم وانخفاض قيمة الجنيه الجنوب سوداني، أدى لارتفاع أسعار السلع وتدهور الأوضاع المعيشية.
تأخر دفع الرواتب تسبب بإضرابات في القطاعات الحيوية كالتعليم، إذ نفذ الأساتذة إضرابا عاما لأكثر من 10 أشهر.
انسحاب الشركات الأجنبية، أبرزها شركة "بتروناس" الماليزية بعد 14 عاما، ما يعكس تدهور بيئة الاستثمار في البلاد.
الخطر الأمني
ومع تصاعد حدة القتال في السودان، برزت مخاوف أمنية جديدة في جنوب السودان، مع اقتراب العمليات العسكرية من المناطق الحدودية المتنازع عليها مثل أبيي وكافيا كنجي والميل 14، لا سيما بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على ولايتي جنوب وشرق دارفور وتمددها في غرب كردفان.
وهو ما ألقى بأعباء إضافية على الحكومة لضبط الحدود ومنع تدفق الأسلحة إلى المليشيات التي تنشط من حين لآخر في تلك المناطق الحدودية، وكخطوة احترازية، نشرت وزارة الدفاع في جنوب السودان قواتها على الشريط الحدودي تحسبا لأي طارئ.
وقال المتحدث باسم الجيش بجنوب السودان، الجنرال لول رواي كونغ، للجزيرة نت "منذ بداية الحرب في السودان وضعنا قواتنا في حالة تأهب قصوى على الحدود، للسيطرة على الأوضاع ومنع تدفق الأسلحة إلى أراضينا".
وفي السياق ذاته، أوضح رئيس تحرير صحيفة واجوما نيوز، باطومي أيول، أن اندلاع الحرب في السودان انعكس سلبا على جنوب السودان خاصة في الجانب الأمني، إذ إن ضعف الرقابة الحدودية يسمح بتدفق الأسلحة وارتفاع معدلات الجرائم العابرة للحدود، ما قد يدعم المجموعات المسلحة ويهدد أمن واستقرار البلاد.
وأضاف للجزيرة نت "الحاجة لتحقيق سلام عادل وشامل في السودان لم تعد مسألة داخلية فحسب، بل غدت ضرورة إقليمية لضمان استقرار المنطقة بأسرها، وفي مقدمتها جنوب السودان التي تقف على خط النار وتدفع ثمن الحرب نيابة عن الجميع".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جنوب السودان وإسرائيل.. علاقة تعاون أم تقاطع مصالح؟
جنوب السودان وإسرائيل.. علاقة تعاون أم تقاطع مصالح؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

جنوب السودان وإسرائيل.. علاقة تعاون أم تقاطع مصالح؟

جوبا – منذ انفصال البلاد عن السودان في يوليو/تموز 2011، سعت سلطات دولة جنوب السودان إلى بناء علاقات خارجية متحررة من إرث الماضي، وكان لإسرائيل حضور مبكر في هذا المسار، باعتبارها من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الوليدة، وقدّمت دعما في مجالات الزراعة والأمن والتعليم. وتعود جذور تلك العلاقة إلى ما قبل الانفصال، وتشهد اليوم تطورا لافتا تجلّى مؤخرا في زيارة وزير خارجية جنوب السودان ماندي سيمايا كومبا إلى تل أبيب. وتوجه الوزير سيمايا كومبا في 28 يوليو/تموز الماضي إلى إسرائيل، في أول زيارة رسمية من نوعها منذ انفصال البلاد عام 2011، بهدف تعزيز العلاقات وتوسيع التعاون الثنائي بين البلدين، مما يضفي على الزيارة بعدا سياسيا ورمزيا مهما. علاقات ورسائل وهذا التقارب يطرح تساؤلات حول طبيعة الانفتاح الدبلوماسي ل جوبا ، وتوازناتها الإقليمية، ودلالات هذا الحراك في سياق المصالح والتحالفات الدولية. وفي تصريحات للصحفيين قبيل مغادرة الوزير والوفد المرافق له، أكد نائب وزير الخارجية أكوي بونا ملوال أن الزيارة تأتي ضمن جهود جنوب السودان لتعزيز علاقاتها مع الدول الصديقة، مشيرا إلى أن "العلاقة مع إسرائيل شهدت تقدما ملحوظا، وهذه الزيارة تهدف للبناء على ذلك ضمن رؤية إستراتيجية أوسع للسياسة الخارجية". وخلال زيارته لإسرائيل، والتي امتدت لعدة أيام، عقد الوزير سيمايا كومبا مباحثات دبلوماسية رفيعة المستوى في إسرائيل، حيث سلم رسائل رسمية من رئيس جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت ، إلى كل من رئيس دولة إسرائيل إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- وأكدت الاجتماعات على استمرار التواصل الدبلوماسي بين البلدين وتركيزها على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. كما شملت الزيارة جولة في عدد من المواقع التاريخية والثقافية المهمة، منها المتحف التذكاري للهولوكوست "ياد فاشيم"، والبلدة القديمة في القدس، إضافة لمركز التكنولوجيا الزراعية، حيث اطلع الوفد على التجارب الإسرائيلية المتقدمة في الزراعة وإدارة المياه، مما يعكس حرص الوفد على تعزيز الفهم المشترك والتقارب الثقافي والتنمية بين البلدين. ويقول المحلل السياسي المختص في العلاقات الدولية فرانسيس مييك إن إسرائيل دعمت حركة التمرد في جنوب السودان في ستينيات القرن الماضي، وكانت من أولى الدول التي اعترفت بجنوب السودان بعد انفصاله. وأوضح أنه رغم زيارات التعاون، فإن العلاقة بين البلدين كانت قد شهدت بعض التوتر بسبب مواقف الجنوب من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة بعد تصويت نائب مندوب جنوب السودان لصالح فلسطين (تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو) عام 2012، ما دفع الحكومة لإقالته لتجنب الأزمة. ويضيف مييك للجزيرة نت "العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان لا تزال في مراحل مبكرة، ولا يمكن تصنيفها كإستراتيجية بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي، لكن هناك أمل بتطويرها لتشمل مجالات التعليم والزراعة والأمن، للاستفادة من خبرات إسرائيل وتنويع اقتصاد جنوب السودان المعتمد حاليا على النفط". وقد شهدت العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان تطورا لافتا بزيارة السفير الإسرائيلي غرشون كيدار إلى جوبا الشهر الماضي، حيث التقى بالرئيس سلفاكير، وأكد الجانبان التزامهما بتوسيع التعاون، وأعلنت السفارة الإسرائيلية خلال الزيارة عن منح دراسية لـ50 طالبا، وتمويل مشروع صحي بقيمة 1.2 مليون دولار لدعم المراكز الطبية. من جهته، يرى الكاتب الصحفي ماركو أنقوك أن زيارة وزير خارجية جنوب السودان إلى تل أبيب تمثل خطوة دبلوماسية مهمة لتنويع شراكات جوبا خارج الإطار الأفريقي والعربي التقليدي، لأنها تأتي في ظل تحديات داخلية وإقليمية ودولية، في وقت تعتبر فيه إسرائيل جنوب السودان حليفا محتملا بسبب موقعها الجيوسياسي الحيوي في حوض النيل و القرن الأفريقي. كما تهدف الزيارة -يقول أنقوك للجزيرة نت- "لتخفيف التوتر مع واشنطن وتعزيز العلاقات مع إسرائيل، لأن العلاقة بينهما تقوم حاليا على مصالح، ولا تشكل تحالفا إستراتيجيا واضحا، عليه، فإن هذا التقارب قد يؤثر سلبا على علاقات جوبا مع بعض الدول العربية، ويجب تحويله إلى شراكات فعلية تحافظ على التوازنات الإقليمية والنسيج الداخلي".

صحيفة إسبانية: الكارثة الإنسانية في السودان تتفاقم في ظل انتشار الجوع والكوليرا
صحيفة إسبانية: الكارثة الإنسانية في السودان تتفاقم في ظل انتشار الجوع والكوليرا

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

صحيفة إسبانية: الكارثة الإنسانية في السودان تتفاقم في ظل انتشار الجوع والكوليرا

سلطت صحيفة "إل موندو" الإسبانية الضوء على تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان ، في ظل استمرار "الحرب الأهلية" وانتشار الجوع والكوليرا وصعوبة إيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين بين طرفي الصراع في عدة مناطق. وقالت الصحيفة إن أنظار العالم تتركز على الدمار الذي يُلحقه بوتين بالمدن الأوكرانية، والمجاعة المفروضة على غزّة، لكن كارثة أخرى تتفاقم بعيدا عن الأضواء. وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب التي تدخل عامها الثالث أسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين، فيما تصفه الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". وأدّى انعدام الثقة المتبادل والطموح للسيطرة على مؤسسات الدولة بين القوى المتحاربة إلى اندلاع حرب مفتوحة امتدت سريعا إلى أنحاء البلاد، مما أغرق السودان في أزمة إنسانية وأمنية بالغة الخطورة. وأضافت الصحيفة أن العاصمة الخرطوم ، التي كان يقطنها نحو 6 ملايين نسمة، تحوّلت إلى مدينة شبه خالية، لم يبقَ فيها سوى بضع مئات الآلاف بعد أن تعرضت أحياء بأكملها للتدمير. فظائع في الفاشر وفي إقليم دارفور ، تعدّ مدينة الفاشر من أكثر المناطق تضررًا، حيث تخضع لحصار قوات الدعم السريع ، ويرفض جنود الجيش السوداني التخلي عنها، بينما يعيش المدنيون منذ شهور ظروفا قاسية دون أي منفذ لدخول المساعدات الإنسانية. وقالت منظمة "محامو الطوارئ" غير الحكومية إن ما لا يقل عن 14 مدنيًا قُتلوا خلال عطلة نهاية الأسبوع على يد من وصفتها بـ"مليشيات حميدتي"، أثناء محاولتهم الفرار من المدينة المحاصرة. وذكرت المنظمة التي توثّق الفظائع منذ بداية الحرب، أن الهجوم وقع يوم السبت في قرية "قرني" الواقعة على طريق خارج المدينة. وكانت قوات الدعم السريع قد شنت هجوما جديدا في الأيام الأخيرة على المدينة التي تحاصرها منذ مايو/أيار 2024 دون أن تتمكن من انتزاعها من الجيش. إعلان وقبل يومين فقط من الهجوم الأخير، دعت الإدارة السياسية لقوات الدعم السريع المدنيين إلى إخلاء المدينة نحو قرية قرني، إلا أن انعدام الثقة حال دون استجابة الأهالي لهذه الدعوة، وفقا للصحيفة. إل موندو: العاصمة الخرطوم، التي كان يقطنها نحو 6 ملايين نسمة، تحوّلت إلى مدينة شبه خالية، لم يبقَ فيها سوى بضع مئات الآلاف بعد أن تعرضت أحياء بأكملها للتدمير. الجوع والكوليرا وقال طبيب رفض الكشف عن هويته لوكالة "رويترز"، إن الجوع بات أخطر من القصف، مضيفا: "الأطفال يعانون من سوء التغذية، والبالغون كذلك. حتى أنا، لم أتناول الفطور اليوم لأنني لم أجد شيئا آكله". وقد حذرت منظمة "اليونيسيف" الأحد من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان بسبب انتشار الكوليرا بين النازحين والسكان المحاصرين في ولاية شمال دارفور، بما يهدد حياة آلاف الأطفال. وتشير التقارير إلى تسجيل أكثر من 1180 إصابة بالكوليرا، منها نحو 300 إصابة بين الأطفال، و20 حالة وفاة على الأقل في مدينة طويلة التي تؤوي أكثر من نصف مليون نازح. أما على مستوى دارفور بأكملها، فقد تم تسجيل نحو 2140 إصابة، و80 وفاة على الأقل حتى 30 يوليو/تموز. وقال شيلدون يت، ممثل منظمة اليونيسيف في السودان: "رغم أن الكوليرا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة، فإنه ينتشر في طويلة وأجزاء أخرى من دارفور، مهددا حياة الأطفال، خصوصا الأصغر سنا والأكثر هشاشة".

الأمم المتحدة تدعو لدخول مئات الشاحنات الإنسانية والتجارية لغزة يوميا
الأمم المتحدة تدعو لدخول مئات الشاحنات الإنسانية والتجارية لغزة يوميا

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

الأمم المتحدة تدعو لدخول مئات الشاحنات الإنسانية والتجارية لغزة يوميا

دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لدخول مئات الشاحنات الإنسانية والتجارية لقطاع غزة يوميا، "بسرعة ودون عوائق". وعلى الأرض، لا تسمح إسرائيل منذ أيام إلا بدخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرتها شرق مدينة رفح ، في حين يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى نحو 600 شاحنة يوميا كحد أدنى. وقال المكتب الأممي إنه "على الرغم من الوقف التكتيكي للقتال الذي أعلنته إسرائيل مؤخرا لتيسير مرور القوافل الإنسانية، فإن كمية المساعدات التي دخلت غزة لا تزال غير كافية لإغاثة السكان الجائعين، ولا تزال شاحنات الأمم المتحدة تواجه عراقيل تعيق توصيل المساعدة". وأضاف أن نقص الإمدادات لا يقتصر على الغذاء، إذ تشتد الحاجة أيضا إلى الوقود كي تتمكن العمليات الإنسانية من مواصلة عملها، بما في ذلك لتشغيل شاحنات الإغاثة والمستشفيات، بالإضافة إلى عمليات تحلية المياه والصرف الصحي والنظافة. وقد تمكنت الأمم المتحدة يوم الاثنين من جمع حوالي 200 ألف لتر من الوقود من معبر كرم أبو سالم، لكن الكميات المحدودة التي دخلت غزة خلال الأسبوع الماضي 29 ألف لتر فقط، وهي كميات لا تكفي لسد حاجة القطاع، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وفي مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، سُئل يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأوتشا عن الوقود الذي دخل غزة خلال الأسبوع الماضي، فقال "يتوقع الجميع مني التصفيق والشكر.. الفرق بين كمية المساعدات الضئيلة جدا التي وصلت الآن والاحتياجات الهائلة -التي يموت الناس بسببها فعليا كل يوم- هو فرق غير متناسب حقا". وقال لاركيه إن الاحتياجات داخل غزة هائلة إلى درجة تستدعي دخول "مئات ومئات ومئات الشاحنات، ليس فقط يوميا، وليس فقط أسبوعيا، بل لأشهر، وربما لسنوات قادمة". وذكر بأن غزة على شفا المجاعة. وفقا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، هناك حاجة إلى 600 شاحنة يوميا على الأقل لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لأكثر من مليوني شخص في قطاع غزة. وقال لاركيه إن "إعلان إسرائيل السماح بدخول بضائع تجارية إلى غزة لن يحل المشكلة"، مشددا على أهمية دخول الإمدادات التجارية، مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الإمدادات تكلف المال وأن الغالبية العظمى من سكان غزة عاطلون عن العمل. وأردف قائلا "المساعدات مجانية، ولدينا آلاف الأطنان منها، بما في ذلك المساعدات الغذائية، على مشارف غزة. وقد سددت الجهات المانحة ثمنها بالفعل. ويتوقع المانحون أن تقدم هذه المساعدات مجانا للمحتاجين. ومن واجبنا القيام بذلك، لكننا لا نحصل على التسهيلات اللازمة". معاناة الأطفال ومع دخول بعض الإمدادات الغذائية إلى غزة خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك البسكويت عالي الطاقة للنساء الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى حليب الأطفال ومستلزمات النظافة، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن ذلك يمثل جزءا ضئيلا مما هو مطلوب. وقالت اليونيسيف إن "سوء التغذية بين الأطفال في غزة يصل إلى مستويات كارثية، وإن سوء التغذية الحاد بينهم ينتشر بسرعة تفوق قدرة المساعدات على الوصول إليهم". وأفادت بزيادة عدد الأطفال الذين ماتوا جوعا. وتحذر اليونيسيف من أن الغالبية العظمى من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد سيموتون في نهاية المطاف لأسباب أخرى، فهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي أو الحصبة أو غيرها من الأمراض الفتاكة بـ10 مرات. ولن يتم الإبلاغ عن معظم هذه الوفيات لأن غالبية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لا يستطيعون حتى الوصول إلى المستشفيات. وشدد جيمس إلدر المتحدث باسم اليونيسيف على ضرورة زيادة الضغط الآن من العديد من الحكومات في ظل الحرمان والوضع الغذائي لدى الأطفال والأمهات والنساء وكبار السن. وأضاف "يجب ألا ننسى أيضا أنه في المتوسط، تُقتل فتاة أو فتى في هذا القصف كل ساعة منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول". وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، وتجوّع الفلسطينيين، في حين شددت إجراءاتها في الثاني من مارس/آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، مما تسبب بتفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store