logo
"ما بعد غزة"... حيرة عظيمة من انهيار أخلاقي شامل

"ما بعد غزة"... حيرة عظيمة من انهيار أخلاقي شامل

Independent عربية١٧-٠٢-٢٠٢٥

لو اكتمل للرئيس الأميركي دونالد ترمب ما يدعو إليه فقد يتحتم تغيير عنوان الكتاب الأحدث للكاتب الهندي بانكاج ميشرا من "العالم بعد غزة" إلى "العالم بغير غزة" أو "العالم ذي الريفييرا الشرق أوسطية" أو "العالم وقد مات ضميره"، إذ صدر الكتاب أخيراً في 300 صفحة عن "دار بنغوين" وقوبل على الفور باهتمام كبير.
نشأ الكاتب والروائي بانكاج ميشرا خلال سبعينيات القرن الماضي في أسرة من القوميين الهندوس تكن إعجاباً عظيماً لإسرائيل على رغم مناصرة الزعماء الهنود للقضية الفلسطينية، ومن خلال جدّه تشرب بانكاج في صباه قصص بطولات الحركة الصهيونية في إقامة دولة إسرائيل لتكون ملاذاً آمناً لليهود في عالم يعاديهم وجيشاً يضرب أعداءهم، فوصل إعجاب الشاب ميشرا بإسرائيل حد أنه كان يعلق في غرفة نومه صورة لوزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان.
غير أننا نصادف ميشرا الآن في حوار مع موقع "الديمقراطية الآن" يعلق على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" بنبرة تتنافر تماماً مع ما نشأ عليه، "أعتقد أن وقف إطلاق النار في غاية الهشاشة بسبب إعلان ترمب خططه لتطهير غزة عرقياً، فقد تضاءل في اعتقادي حافز 'حماس' وغيرها من الجماعات المسلحة للثبات على الاتفاق، كما أننا نعلم أن النظام اليميني المتطرف في إسرائيل يقر تماماً خطة ترمب ويتلهف لبدئها، فلا أعتقد أننا ينبغي أن نندهش إذا ما انهار الاتفاق بأسرع مما نتوقع الآن".
وليست هذه بالنبرة المنتظرة من مناصر للدولة الإسرائيلية، فلقد تغير ميشرا مع مرور السنين وعدل عن الإعجاب إلى الانتقاد الشديد لإسرائيل ولكل ما ومن يناصرها، ويوضح دافعه إلى تأليف كتاب "العالم بعد غزة" فيقول "أعتقد أن الدافع الأساس هو أن أنهي هذه الوحدة الرهيبة التي شعرت بها شأن كثير من الناس، أعني حال الخواء الناجمة عن حقيقة أن الأقوياء من الساسة في البلاد الديمقراطية والصحافيين والمثقفين إما صمتوا عما يحدث في غزة من إبادة جماعية أو دعموها دعماً شديداً، فأرغم ذلك كثيرين على إعادة النظر لا في سرديات تاريخ الشرق الأوسط أو التاريخ الإسرائيلي أو التاريخ الفلسطيني وحسب، وإنما في التاريخ الأوسع للتفوق الغربي وحركة إنهاء الاستعمار، كما شهدنا انقساما عالمياً هائلاً في المواقف حيال الأعمال الوحشية في غزة، فكانت جنوب أفريقيا هي الرائدة في رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، ونرى الآن عقاب ترمب وماسك الشديد لها لاجترائها على ذلك".
ويضيف ميشرا "رأينا أيضاً فزع الرأي العام في معظم العالم من فداحة الرد الإسرائيلي وعدم تناسبه مع الفعل نفسه، ورأينا الرأي العام يطرح أسئلة عن الديمقراطيات الغربية نفسها من قبيل: ما الذي حدث هنا؟ ولماذا تدعمون هذه المجزرة اللانهائية لآلاف البشر؟ أعتقد أنني وجدت نفسي في موقف كثير من المتحيرين في الرد الإسرائيلي على السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وكان لدي في الأقل خيار أن أحول ألمي وحيرتي إلى محاولة للفهم من خلال الكتابة، لكن الواقعة تبقى محيرة ونحن الآن في طريقنا إلى الجزء الأكثر احتداماً فيها".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويكتب بن هوبارد مستعرضا ًالكتاب "نيويورك تايمز - 9 فبراير (شباط) 2025" فيقول إن القوميين الهندوس من حول ميشرا كانوا ينظرون إلى نجاحات دولة إسرائيل فتتعاظم في أعينهم إخفاقات الهند، وفي ذلك يكتب ميشرا أن "القومية الهندوسية بدت بالمقارنة مع إسرائيل أشبه بمأساة، إذ حرمها الانفصاليون المسلمون من دولة موحدة بعد أن سمح تراخي غاندي ونهرو بتقسيم كارثي للهند عام 1947".
ويضيف بن هوبارد "كانت قراءة الأدب هي التي ساقت ميشرا إلى تجاوز دروس أسرته، فبقراءة منتقدي القومية من أمثال رابندرانت طاغور والكاتب الصهيوني آحاد هاعام، ضاق بما يعده الآن نموذجاً للهيمنة العرقية في الهند وإسرائيل، وتغيرت قناعاته أكثر عندما زار الضفة الغربية عام 2008 وشهد بنفسه المعاناة الفلسطينية في ظل سيطرة الجيش الإسرائيلي، وكتب أنه شعر بالانزعاج لأن "من يضطهدونهم الآن هم ضحايا الغرب السابقين، وأنه شعر بنبرات عرقية عميقة كان لها أثر فيه بوصفه منتمياً إلى بلد له تجربة سابقة مع الاستعمار، فرأى ميشرا أن الفلسطينيين يشبهونه وأنهم 'يعيشون كابوساً بات بالنسبة إلي ولأسلافي في ذمة الماضي' فرجع إلى وطنه بإحساس من أفاق بعد غفلة".
ويكتب ميشرا عن زيارته إلى الضفة الغربية التي أسهمت كثيراً في تغيير قناعاته تجاه إسرائيل فيقول "ما كان لشيء أن يهيئني لوحشية ووضاعة الاحتلال الإسرائيلي والجدار الملتوي وحواجز الطرق العديدة وكل ما يعذب الفلسطينيين في أرضهم، والشبكة الحصرية العنصرية من الطرق الممهدة اللامعة وشبكات الكهرباء وأنظمة المياه التي تربط المستوطنات اليهودية غير الشرعية بإسرائيل".
ويكتب بن هوبارد أن "الكتاب يستكشف خيوط التاريخ والذاكرة والهوية والسياسة المتشابكة، ساعياً إلى إلقاء الضوء على دلالة الحرب بين إسرائيل و'حماس'، وعلى رغم أن تفكيره في إسرائيل قد تغير فقد بقي رأيه ثابتاً في أن العنف في الشرق الأوسط يتعلق بما هو أكثر من قتال طائفي محدد في جزء من الكوكب بإرث حروب كبرى، وبانهيار الـ 'كولونيالية' وظلال الـ 'هولوكوست' وظل دائماً مثقلاً بصراعات أخرى تمثل مرايا له، وكلما تعمق ميشرا في بحثه ازدادت تأملاته تنوعاً".
وفي حين يسيطر الإحساس بالغضب على الكتاب الذي ألفه ميشرا قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الراهن بين إسرائيل و"حماس"، "فما كان لهذا الاتفاق أن يخفف حدة الانتقاد الذي يكيله للحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة التي ينتقد إمدادها إسرائيل بالسلاح الذي دمر حياة المدنيين"، ويكتب هوبارد أن الكتاب أكثر من محض سيرة لميشرا أو استعراض لتطوره الشخصي، فهو يكتب في المقدمة عن الأثر الكبير لأحداث السابع من أكتوبر 2023 وما تلاها من حرب، محدداً غاية إضافية للكتاب في " شعرت أني شبه مرغم على تأليف هذا الكتاب، لأخفف حيرتي وإحباطي من هذا الانهيار الأخلاقي الشامل".
وأضاف في ما ينقل عنه هوبارد أنه أراد لكتابه أن يكون دعوة إلى "التضامن بين البشر" بما يتجاوز الانقسامات العنصرية والعرقية، لكن الكتاب أيضاً "اتهام غاضب ورصين لدور الغرب في إنشاء إسرائيل وكل ما نجم عنه".
ولكي يحقق ميشرا غايته الطموحة بأن يكون كتابه عودة للتضامن بين البشر تتجاوز الاختلافات العرقية والعنصرية، فإنه يتسلح، بحسب ما يكتب هوبارد، بقائمة ببليوغرافية واسعة النطاق، وبخاصة في ما يتعلق بحقائق الـ "هولوكوست" قبل أن "تشوهها هوليوود فتتحول إلى أداة للمدافعين عن إسرائيل يصدون بها أي نقد".
ويستقوي ميشرا أيضاً باقتباسات من عدد كبير من الناجين من الـ "هولوكوست" والمؤرخين والمثقفين الإسرائيليين والفلسطينيين والكُتاب الأفرو- أميركيين، بل وتمتد قائمته لتشمل وودي آلن، "ويبدو أن الهدف من ذلك هو أن يفاجئ القراء بانتقادات لإسرائيل من مصادر غير متوقعة، عسى أن يكون ذلك سبيلاً إلى أن يتقبلوا سبلاً أخرى لفهم التاريخ".
يكتب رئيس قسم الأخبار الدولية السابق في "صحيفة غارديان" البريطانية تشارلي إنغليش مستعرضاً الكتاب (غارديان - 8 فبراير 2025) فيقول إن "شرور الـ 'كولونيالية' الغربية هي أساس تحليل ميشرا الذي يؤكد أن جميع القوى الغربية عملت متآزرة من أجل دعم نظام عنصري عالمي بات الطبيعي فيه تماماً للآسيويين والأفارقة أن يتعرضوا للإبادة والإرهاب والسجن والنبذ، بل إن النازية في رأيه لم تكن إلا امتداداً للـ 'كولونيالية' استوردها هتلر إلى أوروبا، وما كانت الـ 'هولوكوست' إلا تدفقا طبيعياً لإبادات أخرى اقترفها البيض في حق شعوب بأنحاء العالم".
وفي حواره مع موقع "الديمقراطية الآن" يقول ميشرا "إنني أعتقد أنه من المهم بحق ألا نقتصر على التفكير في الماضي أو التاريخ، أي التاريخ الأوسع لما يجري اليوم في غزة، فعلينا أن نفكر أيضاً في الحاضر، وهذا أيضاً بعض مما أتناوله في الكتاب، فهل غزة تشير إلى شيء أكبر من محض الحلقة الأحدث في حلقات صراع قديم في الشرق الأوسط؟ وهل هي نذير بوصول أنظمة حكم عنصرية عرقية يمينية متطرفة إلى السلطة في أرجاء العالم الغربي؟ إنني أقول في الكتاب إننا نشهد انهياراً أخلاقياً وسياسياً بل أقول إنه أيضاً انهيار فكري، وانهيار أكبر وأشمل مما سبق أن عرفنا على مدى أعمارنا بلا أدنى شك".
ويضيف "العالم منذ القرن الـ 19 يقوم على نظام واضح العنصرية من الإمبريالية والرأسمالية، وأعتقد أن بعض أفضل الناس في آسيا وأفريقيا قد قاوموا هذا النظام العالمي وانتصروا في نهاية المطاف، وبدءاً من منتصف القرن الـ 20 أقاموا الدول القومية التي نجدها الآن في أرجاء آسيا وأفريقيا والتي باتت سياسياً واقتصادياً وجيو-سياسياً أشد رسوخاً، فضلاً عن ثورة عقلية أراها قائمة ومستمرة منذ عقود عدة، لكن من أغرب الأمور على الإطلاق أننا نرى الولايات المتحدة ترجع للوراء، وهذا جزء من التفكك الأميركي الكبير، إذ ترجع إلى نظام القرن الـ19 والإمبريالية الجشعة الحريصة على الاستيلاء على الأرض"، كما نرى في طرح الاستيلاء على غزة حين قال دونالد ترمب حرفياً "سنأخذ غزة ولن يكون علينا أن نشتريها، فما من شيء يشترى، سنأخذ غزة" وحينما يسأله صحافي عما يعنيه بهذا يقول "ما من سبب للشراء، فما من شيء ليشترى، إنها غزة، منطقة مزقتها الحرب وسنأخذها".
ويقول ميشرا إن "الناس يتكلمون منذ وقت طويل عن أن هياكل الإمبريالية العنصرية وعقلياتها التي تكونت في القرن الـ 19 لا تزال حية إلى حد كبير، فكان من يقولون ذلك يتعرضون للاستخفاف لكننا الآن نرى عياناً بياناً ما يثبت صحة هذه الأفكار، فما يقوله ترمب اليوم واضح للغاية ويمكننا أن نرى كيف تراكمت هذه الثروة، وهذه السلطة العظيمة على مهل، ونرى كيف أن بعضهم خائفون من فقدان تلك السلطة بسبب صعود الصين وسيطرتها، وعلى رغم أنهم الأقوى في العالم فهم يرجعون لأكثر أشكال التوسع سفوراً".
ويرى بن هوبارد أن إنهاء الاستعمار إطار شديد الضخامة للعقود الثمانية أو نحو ذلك من التاريخ الإنساني، ويقر بأن ذلك الإطار يوسع نطاق البحث في كتاب ميشرا لكنه لا يطرح كثيراً من الرؤى لتفسير صراع الشرق الأوسط، فميشرا نفسه "بعد أن يصف حركة إنهاء الاستعمار بأنها 'ثورة لا يمكن إيقافها' يخلص إلى أنها قد لا تحدث فارقاً كبيراً على أية حال، فيتنبأ بأن إسرائيل في نهاية المطاف ستطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة".
ويكتب بن هوبارد أن هذه النبوءة صدمته عند قراءته الكتاب للمرة الأولى، ولم يخفف من هذه الصدمة إلا دعوة الرئيس الأميركي إلى نقل الفلسطينيين وتجاوزه إلى حد القول بالاستيلاء على غزة، "قد يتوقع المرء من ميشرا بعد الاحتجاج بالغ القوة بأن إنهاء الاستعمار غير وجهات النظر العالمية تغييرا عميقاً أن يتنبأ بمقاومة جديدة وفعالة للتهجير الجماعي أو يتوقع في الأقل قدراً من الأمل في أن دعوته إلى نظرة أكثر تعقيداً إلى الماضي قد تلهم بتغيير ما لولا أن التشاؤم يغلب التفاؤل عند ميشرا".
غير أن الأمر قد يكون بعيداً من بساطة التفاؤل أو التشاؤم، فلو صح أن نضال الفلسطينيين من أجل حريتهم جزء من نضال مماثل لشعوب العالم المضطهدة منذ منتصف القرن الـ 20، ولو صح أن إسرائيل محض جزء متخلف عن المشروع الاستعماري الغربي فقد لا يكون غريباً الخروج من هذا التحليل بنتيجة مفادها أن حركة التاريخ نفسها منحازة لأحد طرفي هذا الصراع، وأن فيها غنى للفلسطينيين عن التفاؤل ووقاية أكيدة من التشاؤم.
العنوان: THE WORLD AFTER GAZA: A History
تأليف: Pankaj Mishra
الناشر: Penguin

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماكرون عقد اجتماعا في الإليزيه لمناقشة الأزمة مع الجزائر
ماكرون عقد اجتماعا في الإليزيه لمناقشة الأزمة مع الجزائر

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

ماكرون عقد اجتماعا في الإليزيه لمناقشة الأزمة مع الجزائر

عقد اجتماع خصص للأزمة مع الجزائر ليل أول من أمس الأربعاء داخل الإليزيه في خضم تعليق كل صور التعاون بين باريس والجزائر، وفق ما أفادت مصادر حكومية أمس الخميس. وقالت هذه المصادر إن "اجتماعاً عقد في الإليزيه لمناقشة الوضع مع الجزائر"، موضحة أن الاجتماع ضم إلى الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء فرنسوا بايرو ووزير الخارجية جان نويل بارو ووزير الداخلية برونو ريتايو ووزير العدل جيرالد دارمانان. تشهد العلاقات بين فرنسا والجزائر منذ نحو 10 أشهر أزمة دبلوماسية غير مسبوقة تخللها طرد متبادل لموظفين، واستدعاء سفيري البلدين، وفرض قيود على حملة التأشيرات الدبلوماسية. وأدى تأييد ماكرون خلال الـ30 من يوليو (تموز) 2024 خطة للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للصحراء الغربية إلى أزمة حادة بين الجزائر وفرنسا. والصحراء الغربية مصنفة من ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" بحسب الأمم المتحدة، وهي مستعمرة إسبانية سابقة مطلة على المحيط الأطلسي ويسيطر المغرب على 80 في المئة من أراضيها. وتطالب الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو" المدعومة من الجزائر باستقلالها منذ 50 عاماً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في مطلع أبريل (نيسان)، أحيا اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الجزائري عبدالمجيد تبون الأمل في إرساء مصالحة. لكن مجدداً قُطعت كل قنوات التواصل. وفي حين كان من الممكن الإبقاء على مستوى معين من التعاون في مجال الهجرة بداية العام، على رغم الخلافات تراجع هذا التعاون إلى أدنى مستوى. تسعى وزارة الداخلية إلى ترحيل عشرات الجزائريين الصادرة في حقهم قرارات إبعاد، لكن السلطات الجزائرية تعيد من هؤلاء أكثر مما تستقبل خشية تخطي الطاقة الاستيعابية لمراكز الاحتجاز. إلى ذلك يشكل مصير الروائي بوعلام صنصال مصدراً إضافياً للتوتر. أوقف صنصال (75 سنة) في مطار الجزائر خلال الـ16 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وحكم عليه في الـ27 من مارس (آذار) الماضي بالحبس خمسة أعوام لإدانته بتهمة "المساس بوحدة الوطن" في تصريحات لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية المعروفة بقربها من اليمين المتطرف، تبنى فيها موقف المغرب الذي يفيد بأن أراضيه سلخت عنه لمصلحة الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي. وإلى الآن لم تلق دعوات فرنسية عدة أطلقت، لا سيما من جانب ماكرون شخصياً، من أجل إطلاق سراحه أو منحه عفواً رئاسياً، أي تجاوب.

ترمب يفرض 50 في المئة رسوما تجارية على الاتحاد الأوروبي من أول يونيو
ترمب يفرض 50 في المئة رسوما تجارية على الاتحاد الأوروبي من أول يونيو

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

ترمب يفرض 50 في المئة رسوما تجارية على الاتحاد الأوروبي من أول يونيو

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الجمعة إنه يوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على السلع المقبلة من الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من يونيو (حزيران) المقبل، مشيراً إلى أن التعامل مع التكتل في شأن التجارة صعب. وذكر ترمب على منصة "تروث سوشيال" التي يمتلكها، أن "التعامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي تشكل بالأساس لاستغلال الولايات المتحدة من الناحية التجارية، صعب جداً... مناقشاتنا معهم لا تفضي إلى أي نتيجة!". وذكرت صحيفة "فايننشيال تايمز" اليوم أن المفاوضين التجاريين للرئيس الأميركي يضغطون على الاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية من جانب واحد على السلع الأميركية. ووفقاً للصحيفة، فإن المفاوضين يقولون إنه من دون تنازلات لن يحرز الاتحاد تقدماً في المحادثات لتجنب رسوم مضادة إضافية بنسبة 20 في المئة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها القول إن الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير يستعد لإبلاغ المفوض التجاري الأوروبي ماروش شفتشوفيتش اليوم بأن "مذكرة توضيحية" قدمتها بروكسل في الآونة الأخيرة للمحادثات لا ترقى إلى مستوى التوقعات الأميركية. ولم تتمكن وكالة "رويترز" من التأكد من صحة التقرير على الفور، ولم يرد مكتب الممثل التجاري الأميركي بعد على طلب الوكالة للتعليق الذي أرسل خارج ساعات العمل الرسمية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية لشؤون التجارة أولوف جيل لـ"رويترز" عبر البريد الإلكتروني "أولوية الاتحاد الأوروبي هي السعي إلى اتفاق عادل ومتوازن مع الولايات المتحدة... اتفاق تستحقه علاقاتنا التجارية والاستثمارية الضخمة". وأضاف أن الاتحاد يواصل التفاعل بصورة نشطة مع الولايات المتحدة، وأنه من المقرر أن يتحدث شفتشوفيتش مع جرير اليوم. وذكرت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى التوصل إلى نص إطاري متفق عليه بصورة مشتركة للمحادثات، لكن الجانبين لا يزالان متباعدين إلى حد كبير. وفرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على السيارات والصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) و20 في المئة على سلع أخرى من الاتحاد في أبريل (نيسان). وخفضت بعد ذلك الرسوم البالغة 20 في المئة إلى النصف حتى الثامن من يوليو (تموز)، مما أعطى مهلة 90 يوماً لإجراء محادثات للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً في شأن الرسوم الجمركية. ورداً على ذلك، علق الاتحاد الذي يضم 27 دولة خططه لفرض رسوم جمركية مضادة على بعض السلع الأميركية، واقترح إلغاء جميع الرسوم الجمركية على السلع الصناعية من كلا الجانبين، غير أن إعلان ترمب اليوم يشكل مواجهة جديدة في العلاقات التجارية بين الطرفين.

أكثر من 54 ألف جندي أوكراني تدربوا في بريطانيا لقتال الروس
أكثر من 54 ألف جندي أوكراني تدربوا في بريطانيا لقتال الروس

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

أكثر من 54 ألف جندي أوكراني تدربوا في بريطانيا لقتال الروس

مرت نحو ثلاثة أعوام على إطلاق المملكة المتحدة برنامج تدريب الأوكرانيين على أراضيها، إذ ينضمون إلى أحد المعسكرات السرية مدة خمسة أسابيع يتلقون خلالها تدريبات مكثفة تقدم للجنود البريطانيين عادة على مدى ستة أشهر، لكن الوقت رفاهية لا يملكها من تنتظرهم جبهات القتال ضد الغزو الروسي في وطنهم الأم. تشير الإحصاءات إلى أن البرنامج المسمى "عملية إنترفليكس" درب حتى الآن أكثر من 54 ألف شخص تطوعوا دون خبرة في الجيش الأوكراني، وبدأوا رحلتهم العسكرية من بريطانيا التي تأخذ على عاتقها تهيئتهم ليس فقط للقتال وإنما أيضاً لمواجهة الصدمات والخوف الذي يمكن أن يلاقوه في الحرب الواقعية أمام الجنود الروس. في معسكر سري بمنطقة "شرق إنجيليا" تقول صحيفة "التايمز" إن أعضاء حيوانات ميتة من المسالخ تعلق على الجدران، ويؤدي مبتورو الأطراف دور مصابين يصرخون طلباً للنجدة، وسط أصوات لإطلاق النار ومحركات المسيرات تنتشر في الأجواء عبر مكبرات الصوت، ليتدرب الجنود الأوكرانيون على الصدمة والعنف. القائد المسؤول عن هذا التدريب، المقدم بن إروين كلارك، يقول للصحيفة البريطانية إن البيئة التي تجري فيها هذه التدريبات تجعلها تبدو واقعية جداً، والقائد كلارك هذا كان يأخذ الجنود الإيرلنديين إلى فحوصات تشريح الجثث كي يعتادوا صور الموت قبل أن يرسلهم إلى العراق وأفغانستان عندما كانت تدور حروب على أرض الدولتين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في معسكرات بريطانيا تعلم الأوكرانيون كيفية البقاء على قيد الحياة، وتدربوا على ما يوصف بـ"القوة القاتلة" لهزيمة العدو باستخدام قدراتهم البشرية وذكائهم ومعدات قليلة، ونتائج هذا ظهرت في جبهات القتال فشجعت كثراً على القدوم لتعلم ما قال أحد المشاركين لـ"التايمز" إنه "خبرة وتجربة تميز من يحوزها وتزيده قدرة على الصمود". ومعسكرات تدريب الأوكرانيين تبقى سرية خشية من استهداف غير عسكري إن جاز التعبير، مثل محاولة الاغتيال التي تعرض لها الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال وابنته يوليا بمدينة سالزبري البريطانية في الرابع من مارس (آذار) 2018، إذ اتهمت حينها موسكو بمحاولة قتله باستخدام غاز الأعصاب السوفياتي الصنع "نوفيتشوك". انطلقت "عملية إنترفليكس" في التاسع من يوليو (تموز) 2022، وكان مقرراً لها أن تنتهي عام 2024، لكن الحكومة البريطانية الجديدة اختارت تمديدها في سبتمبر (أيلول) 2024 لتستمر طوال عام 2025، وقال وزير الدفاع جون هيلي حينها إن "التمديد هو لتأكيد دعم المملكة المتحدة المستمر لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي". بريطانيا لا تدرب فقط الجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون على الأرض، وإنما أيضاً الطيارين الذين يقودون المقاتلات وبينها "أف 16" لمواجهة الخصوم في الجو، يعلمونهم مبادئ الملاحة والتحكم بالطائرات المقاتلة، كذلك يوفرون لهم دورات مكثفة لتعلم اللغة الإنجليزية كي يتمكنوا من الانتظام في دورات أخرى تقدمها دول حلف الناتو. تعتبر المملكة المتحدة من أبرز الدول الداعمة لأوكرانيا، ومنذ بداية الغزو الروسي في الـ22 من فبراير (شباط) 2022، تعهدت بريطانيا بـ18 مليار جنيه استرليني لدعم كييف، مقسمة بين 13 ملياراً للدعم العسكري و5 مليارات للمساعدات الإنسانية، إضافة إلى الدعم السياسي والدبلوماسي بمفردها أو ضمن جهود "الناتو" أو بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store