logo
البابا فرانسيس وسيط السلام وراعي المصالحات في أفريقيا

البابا فرانسيس وسيط السلام وراعي المصالحات في أفريقيا

Independent عربية١٩-٠٣-٢٠٢٥

"ارفعوا أيديكم عن أفريقيا"... بهذه الكلمات صرخ البابا فرنسيس (خورخي برغوليو) في عام 2023 من العاصمة الكونغولية، كينشاسا، بوجه القوى التي تتزاحم على النفوذ في القارة السمراء الغنيّة بثرواتها الباطنية.
وقد عكست هذه التصريحات شأنها شأن غيرها من المواقف حجم الاهتمام الذي يوليه البابا فرنسيس تجاه أفريقيا، التي تعاني من اضطرابات مزمنة. وتسلط الانتكاسة الصحية التي تعرض لها أخيراً وألزمته المستشفى، الضوء على إرثه في هذه القارة التي لم يتردد يوماً في زيارة دولها وإطلاق وساطات ودعوات لإسكات البنادق التي تشعل حروباً بلا نهاية.
اندفاعة البابا فرنسيس صوب أفريقيا ليست وليدة اللحظة، إذ قاد منذ أعوام زيارات وتحركات مثيرة ولافتة للقارة حين زار جمهورية أفريقيا الوسطى في عام 2015 بينما كانت تمزقها آنذاك حرب أهلية طاحنة، ودعا إلى وقف القتال و"التعايش مع الآخر مهما كان دينه".
اهتمامه بأفريقيا ترافق وإجراءات ملموسة أسهمت في ترسيخ حضور أبناء القارة السمراء في الكنيسة الكاثوليكية على غرار تعيين 2 كرادلة منها، وهما الكاردينال فريدولين أمبونغو من الكونغو الديمقراطية، والكاردينال ديودوني نزابالينغا من جمهورية أفريقيا الوسطى.
تجدر الإشارة إلى أن أفريقيا تشكل مركز ثقل مهماً للمسيحية حيث يعيش نحو 480 مليون مسيحي، ما يشكل نحو نصف سكان القارة السمراء، وتراوح ظروف عيش هؤلاء بين التعايش مع بقية الأديان أو حالات نزاع مثل ما حصل في العديد من الدول على غرار أفريقيا الوسطى التي يشكل فيها المسيحيون غالبية السكان.
دور حاسم
وبعد زيارته جمهورية أفريقيا الوسطى وأدائه الصلاة في كاتدرائية العاصمة بانغي في عام 2015، وزيارته مسجداً ذائع الصيت في حي "بي كي 5" الذي كان من أكثر الأحياء تضرراً بالعنف الطائفي في هذا البلد، أجرت أفريقيا الوسطى انتخابات عامة عبدت الطريق نحو مسار المصالحة الوطنية.
كثير من المتابعين والمُهتمين بالوضع الأفريقي استبقوا زيارة البابا بالتحذير من انفجار دوامة العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
يعيش نحو 480 مليون مسيحي في أفريقيا ما يشكل نحو نصف سكان القارة السمراء (رويترز)
واعتبر تقرير لتلفزيون "تي في 5 موند" الفرنسي أن "البابا فرانسيس كان أكثر اهتماماً وانخراطاً بالقضايا الأفريقية من سلفه بندكت السادس عشر الذي قاد الكنيسة الكاثوليكية في الفترة الممتدة من 2005 إلى 2013.
وكانت مواقفه أكثر حسماً من قضية التدخلات الأجنبية في أفريقيا حيث سبق وقال إن "القارة ليست أرضاً للنهب، وإن على قوى الشر أن تتخلى عن أدوات الموت في أفريقيا".
كما قال إن "الكثير من القوى العالمية تركز على نهب أفريقيا إلا أنها لا ترى ذكاء الشعب وعظمته وفنه"، موضحاً أن "القارة السمراء ليست غنية بالموارد الطبيعية فحسب، بل تمتلك ثروة روحية".
رئيس تحرير مجلة "لوديبلومات ميديا" والباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، رولان لومباردي، اعتبر أن "البابا فرنسيس عمل بالفعل على تكثيف مشاركة الكنيسة الكاثوليكية في أفريقيا، ولا سيما من خلال لعب دور الوسيط في العديد من الصراعات والسعي إلى تعزيز نموذج كنسي أقل مركزية على أوروبا، ما يؤكد أنه لعب دوراً حاسماً بالفعل في هذه القارة".
وتابع لامباردي في حديث لـ"اندبندنت عربية" أنه "من ناحية أخرى، حاول البابا فرنسيس أن يضع تحركاته وأفعاله في إطار دبلوماسية الحوار والمصالحة، وهو ما يتوافق مع تقاليد الفاتيكان، لكن مع التركيز بصورة أكبر على الحقائق الأفريقية المحلية. وقد زاد من زياراته الميدانية التي شملت جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان في عام 2023، وشجع عمليات السلام في البلدان التي تعاني من الصراعات، وبخاصة في جمهورية أفريقيا الوسطى".
واستدرك قائلاً "على رغم أن تأثيرها الأخلاقي والروحي لا يمكن إنكاره، لكن تأثيرها الملموس على حل الصراعات يظل محدوداً".
عقبات سياسية وقبلية واقتصادية
في المقابل، يبدو أن جهود البابا فرنسيس لإحلال السلام في أفريقيا تصطدم بالعديد من العقبات سواء التاريخية أو طبيعة الحروب والنزاعات التي تعرفها القارة السمراء حيث تزيد التدخلات الأجنبية وأنشطة الجماعات الإرهابية من حدة الصراعات، وفق كثير من المراقبين.
وعلى رغم دعواته المتكررة إلى إنهاء القتال في هذه القارة، إلا أن الحروب لا تزال تفتك بالعديد من الدول على غرار تشاد والنيجر وبوركينا فاسو والكونغو الديمقراطية، ما يسلط الضوء على حجم التحديات التي تواجه دور البابا فرنسيس شأنه شأن بقية الوسطاء والساعين لإنهاء مآسي أفريقيا.
وقال الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الدولية، نزار مقني "عموماً دور الفاتيكان أصبح محدوداً في حسم الصراعات منذ أن تم فك الارتباط بين السياسة والكنيسة في القرن الـ18".
ولفت مقني في تصريح خاص إلى أن "البابا فرنسيس يريد أن يتوسط للسلام، لكن لا أظن أن مساعيه على رغم جديتها ستحقق شيئاً لأن الصراعات في أفريقيا اليوم لا تخص المسيحيين فقط بل تشمل طوائف أخرى".
وأكد أن "البابا اليوم بدوره هذا يرسخ صورة أخرى عن الكنيسة للكاثوليكية التي كانت قبل ذلك هي نفسها مصدراً للصراعات، وهذا تاريخياً دور لعبته الكنيسة في الحروب الصليبية أو حتى في عمليات الاستعمار من قبل الدول الأوروبية، إضافة إلى ما سجل من تجاوزات أثرت في صورتها".
وبيّن مقني أن "دور البابا في الدعوة للسلام قد لا يتجاوز عتبة الدعوة إلى العمل على مقترحات عملية لحل الصراعات، خصوصاً أن أسبابها سياسية وقبلية واقتصادية وجيوسياسية".
يعاني البابا فرنسيس من التهاب رئوي وسط تكهنات في شأن مصير حبريته (أ ف ب)
أثر عميق
ويُعاني البابا فرنسيس، الذي دخل مستشفى في روما يوم الـ14 من فبراير (شباط) الماضي، من التهاب رئوي وسط تكهنات واسعة في شأن مصير حبريته التي بدأت في الـ13 من مارس (آذار) 2013 وامتدت حتى الآن لتكون شاهدة على واحدة من أخطر المراحل في العالم مع تصاعد النزاعات ما جعل مآسي الكثيرين تتفاقم وسط العجز عن حلها.
والسبت، قال الفاتيكان إن "البابا فرنسيس يتحسن ببطء في المستشفى من إصابته بالتهاب رئوي ويقلل من استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي خلال الليل، لكنه سيتغيب عن عظته الأسبوعية للأسبوع الخامس على التوالي".
وتثار تساؤلات حول حصيلة تحركاته في العديد من المناطق المشتعلة، وأهمها أفريقيا التي شهدت فيها دول مثل ليبيا والسودان وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى، وغيرها الكثير التي تعاني من حروب ونزاعات راح ضحيتها عشرات آلاف القتلى والجرحى.
الباحث السياسي اللبناني خالد زين الدين، يعتقد أن "البابا فرنسيس كان له أثر عميق في أفريقيا من خلال زياراته الدبلوماسية المتعددة ومواقفه المعلنة تجاه القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها القارة".
وأوضح زين الدين أن "البابا رسخ العديد من الرسائل والقيم من خلال العلاقات الدولية وخصوصاً الأفريقية، حيث كان له نهج وتاريخ في الوقوف بوجه الظلم والحرب والاضطهاد، وكان مؤيداً وداعياً إلى السلام والتعايش بين القبائل والدول المتناحرة، ووجه رسائل ملحة إلى الوحدة وقبول الآخر باختلاف العرق والدين والثقافة، ودعا إلى ضبط النفس".
وشدد على أن "هذا يذكرنا بالبابا يوحنا بولس الثاني الذي قام بنقلة نوعية للكنيسة الكاثوليكية أو بالسياسة الدولية عندما أتى في ذروة الصراع بين الشيوعية والرأسمالية وبين الشرق والغرب، وهو بولندي يعرف ما معنى الاضطهاد الذي عاشه في دولته الأم من قبل الشيوعية، ونذكر أنه في أول خطاباته عندما أصبح بابا الفاتيكان، قال إنه سيجعل الفاتيكان القوة العالمية الثالثة".
خطوات مهمة نحو السلام
ولم يكتف البابا فرنسيس بالدعوات إلى السلام في أفريقيا حيث كانت له زيارات ميدانية محفوفة بالأخطار لقيادة وساطات ومحاولات لتقريب الفرقاء المحليين مثل ما حدث في جنوب السودان، البلد الذي زاره في عام 2023.
وخلال خطاب له في هذا البلد الذي نال استقلاله عن السودان في عام 2011، دعا البابا فرنسيس قادة جوبا إلى "نبذ العنف وحماية حقوق النازحين والنساء".
وقال الباحث السياسي التشادي المتخصص في الشؤون الأفريقية يامينغاي باتينباي، إن "البابا فرنسيس زار معظم البلدان التي تهتز بسبب الصراعات المتزايدة في القارة السمراء، ونتذكر هنا رحلته إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في عام 2015، وهي الرحلة التي نصحه محيطه المباشر بعدم القيام بها، لكنه ذهب بنفسه، وكانت آنذاك الجراح لا تزال مفتوحة في هذا البلد".
وأشار باتينباي في حديث خاص إلى أن "البابا فرانسيس تجاهل آنذاك حال انعدام الأمن في بانغي، وتجاهل أمنه الخاص من أجل لقاء القادة المتنازعين وحثهم على وقف القتال والعنف".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال "هكذا أسهم البابا فرانسيس بصورة كبيرة في الدفع بقضية جمهورية أفريقيا الوسطى إلى الواجهة، من أجل المصالحة بين المسيحيين والمسلمين في هذا البلد، والأمر نفسه تكرّر مع انطلاق شرارة النزاع في دولة جنوب السودان حين بذل جهوداً كبيرة من أجل حل الصراع".
وتابع "نتذكر كيف التقى طرفا الصراع في جنوب السودان عام 2020، رياك مشار والرئيس سيلفا كير آنذاك، حين رفع الصلوات وتمنى منهما وقف القتال في خطوة ساعدت بشكل كبير على تهدئة التوترات في هذا البلد".
وزاد باتينباي قائلاً "أعتقد أن عمل البابا فرنسيس كان مفيداً لأنه جمع بين طرفي الصراع الرئيسيين في جنوب السودان، وإذا ما نريد الحديث عن جهود البابا فرانسيس في أفريقيا فيمكننا أن نتحدث عن حالة جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويمكننا أيضاً أن نتحدث عن كينيا أو مصر، التي زارهما البابا، والتي لم تكن بالضرورة بلداناً في حال صراع، لكنها كانت في وضع مثير للاهتمام للغاية في إدارة الصراعات".
وأردف "فمصر على سبيل المثال تعد قوة إقليمية ومؤثرة في المنطقة، لذلك كانت زيارته إليها تهدف لحث القاهرة على لعب دور مهم في أزمات مثل أزمة السودان وجنوب السودان، وهنا تكمُن أهمية البابا وتفكيره في المفاتيح المتاحة لحل أزمات القارة".
بعض التقدم
ويعد البابا فرنسيس من الجهات الفاعلة النادرة التي نددت مراراً بـ "عمليات نهب واستغلال" أفريقيا من قبل القوى الأجنبية، في وقت يشتد الصراع على النفوذ داخل القارة.
ففي الوقت الذي تفقد فيه فرنسا مكانتها في أفريقيا، تدخل قوى أخرى على خط الصراع على النفوذ في مقدمتها روسيا وتركيا وإيران والصين، وهي دول تسعى إلى ملء الفراغ الذي تتركه باريس ما يثير تكهنات في شأن مصير الوضع في أفريقيا.
وتضرر مئات الآلاف من الحروب والنزاعات التي تعرفها أفريقيا منذ عقود حيث انتهى الأمر بهؤلاء إما قتلى أو نازحين إلى دول مجاورة، فيما تتزايد المآسي في عرض البحر الأبيض المتوسط عندما يحاول كثر من أبناء القارة السمراء العبور إلى السواحل الأوروبية.
ويرى باتينباي أنه "من الواضح أن البابا فرانسيس من خلال تحركاته ومواقفه في القارة، قام بتوعية جهات فاعلة أخرى بخطورة الوضع وجعلها تدرك أهمية التواصل مع المستفيدين من النزاعات في هذه القارة، لذلك يمكننا أن نقول بحزم إن جهوده أثمرت، وخصوصاً في رحلات البحث عن السلام، حتى وإن كانت النتائج ربما تظل ضئيلة، لكن كانت هناك بعض التقدمات التي تحققت بفضل عمله".
وبين أن "من المؤكد أن البابا فرنسيس بذل جهوداً ملحوظة خلال حبريته للمساهمة في تعزيز إدارة الصراعات والتدخل في اتجاه تحقيق المزيد من العدالة وأيضاً في اتجاه تحقيق المزيد من الحماية للمدنيين والنأي بالقارة عن الصراعات".
اصطدم بقيود مؤسساتية
دينياً، كان لافتاً سعي البابا فرنسيس إلى تعزيز مشاركة الأفارقة في الكنيسة الكاثوليكية وأيضاً انفتاحها على أفريقيا، وذلك في سياق محاولاته النأي بالكنيسة عن الهيمنة الأوروبية وتكريس انفتاحها على هويات أخرى أفريقية وغيرها.
لكن يبدو أن مساعيه تلك واجهت عقبات، إذ تصاعدت الانتقادات في الأعوام الماضية ضد البابا فرانسيس وخططه سواء من داخل الفاتيكان أو خارجه في أفريقيا، حيث لم تقبل الكثير من الأسقفيات المحلية في القارة السمراء مواقف فرانسيس في قضايا مثل تقديم بركة للأزواج من الجنس نفسه وغير ذلك.
لذلك يعتقد رولان لومباردي، المؤرخ الفرنسي، أن "طموحات البابا فرانسيس في جعل الكنيسة الكاثوليكية مؤسسة أقل اعتماداً على النماذج الغربية، قوبلت بالمقاومة، بما في ذلك داخل الفاتيكان نفسه".
وشدد على أن "البابا فرنسيس دعم بشكل كبير اللامركزية الكنسية، وكان مُفضّلاً للكاثوليكية الأكثر ترسيخاً في الخصوصيات الثقافية المحلية، والتي كانت في بعض الأحيان متعارضة مع المحافظين. كما سعى إلى إعطاء مساحة أكبر للعلمانيين والنساء في إدارة الكنيسة، مما تسبب في توترات لدى بعض الأساقفة الأفارقة، التي لا تزال متمسكة بنموذج أكثر هرمية وأبوية للكنيسة".
وأضاف "كما تلقى انتقادات من جانب العديد من المسيحيين المرتبطين بالتقاليد والقيم المحافظة، حتى في أفريقيا نفسها، ومع ذلك، فإن أفريقيا تشكل اليوم قضية حاسمة بالنسبة لمستقبل الكاثوليكية، إنها قارة تنمو فيها الكنيسة بسرعة، بينما تتراجع في أوروبا".
وقال "لذلك رأى فرنسيس أن أفريقيا تشكل رافعة استراتيجية لضمان استدامة المؤسسة، لكن الانتقادات الداخلية خصوصاً في ما يتصل بالقضايا العقائدية مثل انفتاحه على المطلقين المتزوجين مرة أخرى أو المثليين جنسياً، أعاقت رغبته في إصلاح الكنيسة وتكييفها مع الحقائق الأفريقية".
واستنتج المتحدث أنه "باختصار، في حين أحدث فرنسيس تحولاً في نهج الفاتيكان تجاه القارة، وبخاصة من خلال اهتمامه بالعدالة الاجتماعية والحوار بين الأديان، فإن نفوذه اصطدم بالقيود المؤسساتية للكنيسة والتحديات الجيوسياسية في أفريقيا. لذلك واجه هذا النموذج الأكثر استقلالية وانفتاحاً، صعوبة في ترسيخ نفسه في مواجهة المقاومة الداخلية والتعقيدات المحلية".
وفي ظل مرض البابا فرانسيس وتزايد التكهنات في شأن مصير حبريته، تتركز التساؤلات الآن حول من سيخلفه وما إذا كان سيولي الأهمية ذاتها تجاه القارة السمراء التي تواجه مرحلة مفصلية في تاريخها.
وقال مقني إنه "من الممكن بالفعل أن يخلف فرانسيس بابا آخر يولي اهتماماً بأفريقيا، لكن هذا يتوقف على موقف الفاتيكان ككل تجاه القارة، إذ يجب أن يكون هناك إجماع داخل الفاتيكان على ضرورة لعب دور في أفريقيا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل تعتمد ليبيا "تجربة رواندا" لنزع السلاح المتفلت؟
هل تعتمد ليبيا "تجربة رواندا" لنزع السلاح المتفلت؟

Independent عربية

timeمنذ 19 ساعات

  • Independent عربية

هل تعتمد ليبيا "تجربة رواندا" لنزع السلاح المتفلت؟

أكدت البعثة الأممية للدعم في ليبيا مساء الأحد أن المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، وبالتعاون مع البعثة "شكل لجنة هدنة برئاسة رئيس الأركان محمد الحداد بالبناء على التهدئة الهشة التي جرى التوصل إليها الأسبوع الماضي" بعد الاشتباكات التي شهدتها مدينة طرابلس. وشدد رئيس المجلس الرئاسي والقائد الأعلى للجيش الليبي محمد المنفي، على ضرورة العمل المشترك بين كل الأطراف العسكرية والأمنية لضمان عدم تكرار الأحداث الأخيرة والحفاظ على الأمن العام، مؤكداً أهمية دور المؤسسة العسكرية في حماية المواطنين وضبط الأوضاع بما يخدم مسار الاستقرار السياسي والأمني، وذلك إثر اجتماع للمجلس الرئاسي مع المبعوثة الأممية، هانا تيتيه، مساء الأحد، خصص لبحث سبل التعامل مع تداعيات التطورات الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس وإطلاق آلية لتثبيت الهدنة ودعم ترتيبات أمنية تفضي إلى تهدئة دائمة وتعزيز الاستقرار. وشهدت العاصمة طرابلس خلال الأيام القليلة الماضية اشتباكات مسلحة بين اللواء 444 التابع لحكومة "الوحدة الوطنية" برئاسة عبدالحميد وعناصر من جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب الموالي للمجلس الرئاسي الذي يقوده محمد المنفي، أعمالاً مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير في الممتلكات الخاصة والعامة. نزع السلاح وللتخلص من الميليشيات المسلحة في ليبيا التي يناهز عددها 300 ميليشيا، في حين يصل عدد قطع السلاح الموجودة خارج الشرعية الأمنية إلى 29 مليون قطعة وفق تقارير أممية، يرى مراقبون أن ليبيا باتت بحاجة إلى تطبيق "تجربة رواندا" التي تبنت برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج المعروف ببرنامج DDR. وأشرفت الأمم المتحدة على تنفيذ عدد من مهام نزع السلاح في دول عدة على غرار رواندا التي عاشت حرباً أهلية في تسعينيات القرن الماضي. ولضمان نجاح خطة حل الميليشيات في ليبيا، يقول المتخصص بالشأن العسكري العميد عادل عبدالكافي، إن "تحقيق هذا الهدف رهن الإرادة الدولية باعتبار أن برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج المعروف ببرنامج DDR، لا يمكن أن تنفذه إلا الأمم المتحدة، مؤكداً أن استقرار الدولة وأمنها هما نتيجة جمع السلاح وإدماج جميع التشكيلات المسلحة والأجهزة الأمنية التي تشكلت بعد انتفاضة فبراير (شباط) عام 2011، فهناك سلاح منتشر وانقسام عسكري داخل الأراضي الليبية أديا إلى حالة من التفلت عند الحدود الليبية". ويؤكد العميد الليبي لـ"اندبندنت عربية" أن أولى خطوات بناء الدولة تبدأ بعملية إعادة جمع الأسلحة وإدماج العناصر المسلحة، بمؤسسات الدولة، منوهاً بأن هذا الأمر يرتكز على عوامل رئيسة، أولها إعادة التأهيل وبخاصة للعناصر التي لم ترتكب جرائم حرب أو أسهمت في نهب المال العام، لأن هذا الموضوع من اختصاص القضاء وهو الذي يفصل في مثل هذه الأمور. عقد مصالحة ويرى أنه في الحال الليبية هناك بعض التشكيلات المسلحة التي فرضت نفسها على بعض الوزارات والوزراء، وتغولت في إدارات الدولة وأصبح لها صلاحيات، مستفيدة من قرارات شرعنتها الصادرة عن المجلس الرئاسي ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وهو أمر ينطبق على الشرق والغرب والجنوب. ويقول عبدالكافي إن أولى الخطوات تكون عبر عقد مصالحة والجلوس مع قادة الميليشيات، ثم تُدمج العناصر الصالحون منهم في مؤسسات الدولة عبر إعادة تأهيل عناصرها من خلال الهيكلية الهرمية للجهاز الأمني أو القوات العسكرية، مضيفاً أن إعادة الإدماج تبدأ بعملية جمع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من أجل أن يكون هناك تكوين لوحدات عسكرية وأمنية تعمل بمهنية بعيداً من سطوة السلاح، ويتابع "إذا قبل قادة هذه الميليشيات المسلحة وعناصرها الاندماج الفعلي بإدارات الدولة، سواء كانت أجهزة أمنية أو عسكرية، ثم خضوعهم لعملية إعادة التأهيل التي ستتولاها الأمم المتحدة، وقتها ستنتهي عملية انتشار السلاح وستتفكك هذه التشكيلات". عقبات ويقول المحلل السياسي إبراهيم لاصيفر إن عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج اللبنة الأولى لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا، ويستدرك قائلاً إن عملية دخول السلاح إلى البلد بطريقة غير شرعية على رغم فرض حظر الأسلحة على ليبيا منذ عام 2011 وفق القرار رقم 2292، هي العقبة الكبرى أمام تطبيق برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في ليبيا. ويؤكد أن عملية "إيرني" فشلت في تطبيق القرار رقم 2292 القاضي بفرض حظر توريد السلاح إلى ليبيا، إذ سبق ووجدت صواريخ "جافلن" في غريان خلال حرب قائد قوات الشرق خليفة حفتر على طرابلس عام 2019، موضحاً أن تركيا وروسيا متورطتان في تزويد أطراف الصراع الليبي بالسلاح وخرق قرار حظر توريد الأسلحة المفروض على ليبيا، معتبراً أن الذهاب نحو نزع السلاح لن ينجح في ظل استمرار دخول الأسلحة إلى ليبيا بطريقة غير شرعية. ويرى أن "عملية تذويب الميليشيات في ليبيا ضرورة حتمية ليس للعملية السياسية فقط، بل هي واجب إنساني يجب أن يتكفل به المجتمع الدولي، لأن السلاح في ليبيا معضلة دولية قبل أن تكون ليبية، فعملية نزع السلاح هي منظومة كاملة يجب تطبيقها بحذافيرها"، ورأى أنه "من المفترض أن تكون في سياق برنامج متكامل لا ضمن عملية جزئية أو نوعية، لأن أي خلل أو قصور قد يحول المشكلة إلى اجتماعية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) المراحل ويقول لاصيفر إن عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج يجب أن تمر بثلاث مراحل مهمة، أولاها تطبيق قرار منع دخول الأسلحة إلى ليبيا لأن ما يحدث الآن وحتى مع قرار مجلس الأمن رقم 2292، القاضي بفرض حظر الأسلحة على ليبيا، ما هو إلا حبر على ورق، فتدفق السلاح لم يتوقف من خارج ليبيا إلى داخلها. أما المرحلة الثانية لنجاح برنامج نزع السلاح فتتمثل بإيجاد جسم تنفيذي عبر تشكيل حكومة غرضها الرئيس نزع السلاح وتكون لها قوات أمنية أقوى من هذه الميليشيات. ويتابع أن المرحلة الثالثة تتمثل في تغيير مهام بعثة الأمم المتحدة من بعثة للدعم إلى بعثة إدارة أزمة مثلما حدث في رواندا، وتكون البعثة الأممية مزودة بعناصر القبعات الزرقاء وهي قوات فض النزاع، تضبط العنف ويكون الحكم بيد قوة شرعية دولية. ويوضح لاصيفر أن "المجموعات المسلحة لا تعد فقط حاضنة مسلحة بل أصبحت حاضنة اجتماعية واقتصادية، فهناك أفراد من المجتمع الليبي تعتمد على هذه الميليشيات المسلحة، وليس لها مورد رزق سوى المرتب الذي تحصل عليه من العمل لصالح تلك المجموعات". ويوصي لاصيفر بمعالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية لحل هذه الميليشيات، بحيث يجب توفير بدائل وظيفية لعناصر هذه المجموعات المسلحة التي لا تصلح للالتحاق بمؤسسات الدولة مثل دعم المشاريع الصغرى وتنمية الاقتصاد، وهذه مشاريع يجب تمويلها من المجتمع الدولي. "فمن يقاتل في صفوف هذه الميليشيات هو من فئة الشباب العاطل عن العمل، لأن الدولة عاجزة عن استيعاب هذا الكم من الشباب، والقطاع الخاص غير منظم، الأمر الذي دفع كثيراً منهم للتوجه إلى هذه المجموعات المسلحة من أجل لقمة العيش، فما يجري في ليبيا ليس أمراً جديداً على العالم، والمجتمع الدولي نجح في احتواء هذه الظواهر في دول عدة، مثل أنغولا والبوسنة والهرسك ورواندا، وهو يملك الأدوات الضرورية لمعالجة هذا الأمر، لكن ما يحدث بالبلد هو ارتداد للانقسام الدولي حول ليبيا".

رصاص لبنان "الطائش" لا توقفه "تشريعات جادة"
رصاص لبنان "الطائش" لا توقفه "تشريعات جادة"

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

رصاص لبنان "الطائش" لا توقفه "تشريعات جادة"

نايا ومهدي وحسين وتاتيانا وسعاد ومحمد وغيرهم من عشرات الضحايا غدر بهم الرصاص الذي يطلق في لبنان ابتهاجاً أو حزناً أو اعتزازاً بخطاب سياسي، واللائحة تطول عاماً بعد عام ومناسبة تلو الأخرى، في ظاهرة متوارثة عبر الأجيال يواصل فيها الرصاص الطائش تهديد حياة المواطنين بغياب الإجراءات الحاسمة والجدية التي يمكن أن تضع حداً له. وتسبب الرصاص الطائش في إزهاق أرواح عدد كبير من الأبرياء على مر الأعوام، في متوسط سنوي مقلق يقارب الثمانية وأكثر من 15 جريحاً، بحسب أرقام منظمة "الدولية للمعلومات"، فإذا بالأفراح تتحول إلى مآتم ومراسم التشييع تحصد ضحايا إضافيين من أطفال وأمهات وآباء وشباب، حين يقرر بعضهم التعبير عن فرحه أو حزنه بإطلاق النار. وكأن المناسبات على اختلافها تتحول في لبنان إلى مصدر خطر ومآسٍ، كان آخرها صدور نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية وإطلاق النار ابتهاجاً بالأسماء الفائزة، وكانت النتيجة سقوط ضحايا في عكار شمال لبنان ما بين طفل قتيل، وآخر موجود في العناية الفائقة في المستشفى بسبب خطورة حالته، ومن المصابين برصاص مطلقي النار ابتهاجاً الإعلامية ندى أندراوس عزيز أثناء تغطيتها الإعلامية للانتخابات، فكادت تفقد حياتها أيضاً، إذ أصيبت بالرصاص في قدمها على رغم وجودها داخل السيارة. مأساة تتكرر والرادع مفقود تلك التجربة الصعبة التي مرت بها الإعلامية ندى أندراوس كادت تتحول إلى مأساة حقيقية بفقدان أم لا يزال أطفالها الصغار في أشد الحاجة إليها، لو تبدل مسار الرصاصة الطائشة ميليمترات قليلة. وشاءت العناية الإلهية أن تحط الرصاصة في ساقها لتبقى إلى جانب عائلتها، وتستمر بمسيرتها المهنية. في رسالتها عبر "اندبندنت عربية" شددت أندراوس على أن القانون يجب أن يكون أكثر حزماً في المحاسبة ليكون العقاب موجعاً ويشكل رادعاً حقيقياً، قائلة "اتصل بي أحد النواب مؤكداً طرح تعديل للقانون في مجلس النواب من أجلي عبر زيادة الغرامة وعقوبة السجن، لكن هدفي ليس تعديل القانون من أجلي بل من أجل كل مواطن يمكن أن يعيش التجربة نفسها ويفقد حياته بسبب الرصاص الطائش، ولائحة الضحايا تطول خلال الأعوام الأخيرة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت، "أنا مواطنة كغيري، وما نريده هو وضع رادع فعلي لهذا التفلت والاستهتار بحياة المواطنين. يجب ألا يقتصر العقاب على التوقيف، بل على مصادرة الأسلحة وعلى غرامة موجعة، والسجن الملزم بحيث لا يكون من الممكن لمطلق النار الخروج منه، ولو بكفالة. يكفي أن مطلق النار يعرض حياة عائلات للخطر، وبسببه تخسر أمهات أطفالهن، ويخسر أطفال أمهاتهم. كما أدعو إلى التشهير بهؤلاء الأشخاص الذين يقدمون على عمل مماثل مع ضرورة تسليط الضوء عليهم ليكون ذلك درساً لهم. فهم مجرمون وجريمتهم لا تقل فظاعة عن تلك التي يقوم بها من يرتكب جريمة عن سابق إصرار وتصميم". في كل مناسبة ضحايا وفي كل مناسبة يسقط مزيد من الضحايا بسبب الرصاص الطائش، وتصبح أسماؤهم متداولة بكثرة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتتحرك الأجهزة الأمنية، ونسمع عن عشرات المعتقلين، لكن سرعان ما تصبح أسماء الضحايا في طي النسيان، ولا تزال ثقافة السلاح تسيطر في مختلف المناطق اللبنانية لتعكس أزمة حقيقية في البلاد، حيث يبدو الرصاص وسيلة يتفاخر بها بعضهم ويشكل مظهراً من مظاهر القوة الكاذبة بدلاً من أن يكون أداة تستخدم عند الضرورة القصوى، وفي حالات محدودة، لذلك تتكرر المآسي من دون رادع ومعها المشاهد الصادمة. تقول المحامية فداء عبدالفتاح إن "المحكمة العسكرية تصدر قرارات بملاحقة مطلقي النار، وهناك توقيفات لمئات من مطلقي النار، وكان من المفترض أن يشكل ذلك رادعاً، إنما في الواقع تكون تلك التوقيفات موقتة من دون معالجة جدية بعيدة المدى لهذه القضية، وخلال عام 2017 كان هناك اتجاه جدي لتحويل إطلاق النار إلى جناية، كرد فعل على مقتل فتاة بالرصاص العشوائي، ففي قانون العقوبات يعد إطلاق النار في الهواء جنحة، وعقوبتها السجن لمدة شهر مع حجز السلاح، وغرامة تصل إلى 1500 دولار أميركي، ما لم تحصل إصابة أو ضرر". وتضيف أنه "من السهل شراء السلاح في أي مكان في لبنان من دون ضوابط، وهو موجود في حوزة معظم الناس داخل المنازل بلا تراخيص. وخلال الانتخابات البلدية والاختيارية في عكار، الكل يعرف المنازل التي أطلق منها الرصاص، لكن يغيب الدور الرقابي ويغلب التخاذل، وأجزم أنه على رغم مئات التوقيفات لمطلقي النار خلال الأعوام الأخيرة، لم يحصل مرة أن اعتقل مطلق نار تسبب بوفاة، أو إصابة، أو ضرر. يضاف إلى ذلك أن التوقيفات تحصل أيضاً بطريقة عشوائية من دون إثباتات أن هؤلاء الأشخاص أطلقوا النار فعلاً". تراخيص السلاح بالجملة يبقى السلاح المتفلت أساس المشكلة هنا، ففي لبنان يباع السلاح عشوائياً لأي كان، وتعطى التراخيص بالواسطة بدلاً من أن يكون ترخيص السلاح محصوراً بفئات معينة. وعلى سبيل المثال، يعد تجار الذهب من الفئات التي يحق لها اقتناء السلاح والحصول على تراخيص بعد تقديم الأوراق الشخصية إلى وزارة الدفاع مع سجل عدلي يؤكد أن الشخص المعني لا حكم سابق عليه، وينطبق ذلك على الحالات التي يكون فيها العمل ليلياً، وحتى في المنازل، ففي حال اقتناء قطعة سلاح للدفاع عن النفس، من المفترض أن يكون السلاح مرخصاً، وإلا سيكون غير قانوني، وفق عبدالفتاح. وتشدد المحامية على أن "حيازة السلاح تستدعي الحصول على ترخيص، ولا يمكن أن يكون السلاح بيد أي كان، ويبيعه في أية زاوية كأي غرض آخر، كما يحصل في لبنان حيث يمكن لمن يعرف مسؤولاً أن يحصل على رخصة سلاح، ولو لم يكُن يحق له ذلك. فتجارة السلاح موجودة في كل مكان، وهي متنقلة وبيد كثر". وتضيف أنه "لبناء البلد لا بد من إجراءات متعددة الاتجاهات والجوانب، بدءاً من التوعية لإلغاء ثقافة السلاح التي تربط بين الرجولة واستخدام السلاح. وهنا يأتي دور الإعلام والبلديات لتوعية الشباب، مع أهمية التشديد على ضرورة أن يتقدم بشكوى كل من يكون شاهداً على أعمال شغب مماثلة يمكن أن تهدد حياة كثر". من جهتها توضح المحققة الجنائية الوحيدة المعتمدة من قبل وزارة العدل في لبنان جنان الخطيب أنه "من المفترض تتبع البصمة الباليستية للكشف عن مطلق النار، فهي الطريقة الوحيدة المجدية التي يستند إليها العلم الجنائي. بغير ذلك، خصوصاً في حال أصاب الرصاص أحد الأشخاص أو تسبب بضرر ما، لن يكون من الممكن معرفة مصدر الرصاص". وتذكر الخطيب أنه في إحدى المرات توفيت فتاة بسبب الرصاص الطائش الذي أطلق أثناء تشييع فتاة أقدمت على الانتحار لتصبح المأساة مضاعفة. "ما دام أن سياسة الإفلات من العقاب موجودة وبغياب المحاسبة، ستبقى هذه الظاهرة موجودة، ولن يكون من الممكن وضع حد لها. فلم يحصل مرة أن جرت محاسبة شخص بعد توقيف مطلق نار تسبب بوفاة. فكيف يردع من يطلقون النار عندها؟". وتأسف الخطيب لأنه "حتى اليوم لا يستخدم التحقيق الباليستي في لبنان للكشف عن مطلقي النار، فيسهّل تحديد موقع مطلق النار والمسافة التي تفصله عن الضحية واتجاه الرصاصة. ويؤخذ عندها في الاعتبار الهواء والمطر وغيرهما من العوامل التي يمكن أن تؤثر في مسار الرصاصة. فلكل مسدس بصمة باليستية يمكن الاعتماد عليها في التحقيقات للوصول إلى القاتل بصورة علمية وسريعة، في ما يعرف بـ'العلم الجنائي الباليستي'".

ليو الرابع عشر ينتقد أنماطاً اقتصادية «تستغل موارد الأرض وتهمش الأكثر فقراً»
ليو الرابع عشر ينتقد أنماطاً اقتصادية «تستغل موارد الأرض وتهمش الأكثر فقراً»

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 أيام

  • الشرق الأوسط

ليو الرابع عشر ينتقد أنماطاً اقتصادية «تستغل موارد الأرض وتهمش الأكثر فقراً»

تعهد بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر، خلال قداس الاحتفال بتنصيبه، اليوم (الأحد)، بالحفاظ على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، والحث على مواجهة التحديات العصرية. وفي كلمة أمام آلاف في ساحة القديس بطرس، أكد البابا ليو على ضرورة أن تظل الكنيسة التي يتبعها 1.4 مليار عضو متمسكة بإرثها المتجذر دون أن تصبح منعزلة، قائلاً إنه لا مجال للدعاية الدينية أو استخدام القوة في مستقبل المؤسسة. ليو الرابع عشر خلال تنصيبه بابا للكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان (أ.ب) ومكرراً أولويات سلفه البابا الراحل فرنسيس، انتقد البابا ليو الأنماط الاقتصادية التي «تستغل موارد الأرض وتهمش الأكثر فقراً». تجمع آلاف الأشخاص في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لحضور مراسم تنصيب البابا ليو الرابع عشر (إ.ب.أ) كما حذَّر -وفقاً لوكالة «رويترز»- من مركزية السلطة في الفاتيكان، قائلاً إنه سيسعى إلى الحكم «دون استسلام لإغراء الاستبداد». وقام البابا ليو الرابع عشر -وهو أول بابا أميركي في التاريخ- بأول جولة بالسيارة الباباوية عبر ساحة القديس بطرس قبل تنصيبه. آلاف الأشخاص يشاركون في أول قداس في حبرية البابا ليو الرابع عشر بساحة القديس بطرس في الفاتيكان (أ.ف.ب) وتدفق عشرات الآلاف من الأشخاص إلى ساحة القديس بطرس في وقت مبكر من صباح اليوم (الأحد) لتنصيب البابا ليو الرابع عشر، وانضموا إلى الرؤساء والأمراء في الاحتفال بأول بابا أميركي في التاريخ، بمراسم تنصيب رسمية. وبدأ البابا ليو الرابع عشر اليوم جولة أولى في الساحة بالسيارة البابوية. وأصبحت هذه السيارة المكشوفة رمزاً للامتداد العالمي للبابوية وجاذبيتها الإعلامية؛ حيث تستخدم داخل وخارج الفاتيكان لتقريب الباباوات من رعيتهم. ودقت أجراس كاتدرائية القديس بطرس، بينما لوَّح ليو بيديه من السيارة التي كانت تدور ببطء في الساحة. وهتف الحشد، واختلطت أعلام بيرو وأميركا والكرسي الرسولي بأعلام دول أخرى ولافتات، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». في الساحة نفسها وبالسيارة المكشوفة، قام البابا فرنسيس بآخر جولة له على متن سيارة بابوية في عيد الفصح. ونُقل نعشه في سيارة مكشوفة عبر روما الشهر الماضي إلى مثواه الأخير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store