logo
الهند على صهوة فيل

الهند على صهوة فيل

جريدة الرؤيةمنذ 3 أيام

الطليعة الشحرية
انتفض فارس هندي نبيل على صهوة فيله الرقمي متزودًا بأنظمة تحديد المواقع يُعلن بدء معركته العنصرية المُقدسة في استماتة لاستعادة مجدٍ لم يملكه يومًا. حمل الفارس خريطة استعمارية بريطانية صفراء و"شاي ماسالا" ويتطلع بكل جبروت سافر نحو الخليج صارخًا "إليكم أيها الناس، أنا وريث الإمبراطورية، حامي الديانة، مُحرر البحار، وآخذ مباركة قداسة البقرة قبل أيّ مُهمة دبلوماسية".
ويمتلك الفارس الهندي جيوشًا خفية في موانئ ليست ببعيدة تنتظر إشارة البدء، فتلك الحقول النفطية والثروات ما هي إلا تيجان لا تزهو سوى على رأس الفارس الهندي الوطني النبيل، وحين تسأل النبيل عن الأقليات المُضطهدة في بلاده يتمتم باستخفاف: "أوه، تلك مجرد رياح… لا تستحق القتال، الطواحين الأهم هناك، في الموانئ ليست ببعيدة!".
وهكذا يُواصل مغامرته المقدسة، غير مدرك أن خوذته مصنوعة من قدر ضغط، وسيفه من ملعقة فضية مسروقة من مائدة التاج البريطاني، فهل نلوم "دون كيشوت الهند"، أم نلوم من يصفق له؟
منذ أيام كنَّا أمام كوميديا استعلائية بتمويل نووي فحين نرى دولة كانت ضحية الاستعمار البريطاني لأكثر من 200 عام تُقلّد مستعمرها بنفس الأدوات، ولكن بلغة بوليوُدية.
الهند التي كانت تصرخ من "قهر الرجل الأبيض"، قررت اليوم أن ترتدي زيه العسكري، وتمسك دفتره الاستعماري، وتضيف عليه بهارات هندوسية قومية بطعم العنصرية، تريد أن تصبح إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، لا حبًا في الشمس؛ بل لتسطع فوق رؤوس الأقليات والمجتمعات المجاورة، تمامًا كما فعل تشرشل ولكن بنكهة اليوغا والكاري.
استقلت الهند عام 1947، وزودت فترة الاستعمار الهند بميراث مؤسساتي وقانوني وثقافي ما زالت تستثمره حتى اليوم. شرعت الهند في رحلة بناء الدولة الحديثة ومع اقتصاد يُعد من الأسرع نموًا في العالم، وجيش ضخم، وقوة ناعمة ممتدة، بدأت الهند تتحول من دولة نامية إلى قوة عالمية تسعى لقيادة العالم من الجنوب وأن تعادل ميزان القوى مع الصين.
ومع رغبتها في لعب دور عالمي، بدأت الهند صناعة نسخة خاصة بها من الإمبراطورية البريطانية، ولكن بأسلوبها العصري، وأدواتها الخاصة مثل الاقتصاد، والتكنولوجيا، والجاليات، والدبلوماسية. وفي عهد ناريندرا مودي منذ 2014، أصبح هذا الطموح أوضح، مدعومًا بخطاب قومي شعبوي يدعو إلى "استعادة عظمة الهند". وثيقة السياسة البحرية الهندية 2020. تمثَّلت خطة العمل الأولى لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بَعْد إعادة انتخابه لولاية ثالثة في تعزيز الشراكات الاستراتيجية للهند مع الدول الجُزرية في منطقة المحيط الهندي، وهو ما يأتي في سياق أشمل يرتبط بتعزيز مكانة الهند في قارة إفريقيا باعتبارها جزءًا مُهمًا من الجنوب العالمي الذي تسعى الهند إلى قيادته.
وإن كانت استراتيجية مودي تَستهدِف بالأساس حماية المصالح البحرية الهندية وتعميق تعاونها الاقتصادي والعسكري مع شركائها الأفارقة، إلّا أنها تشكل ذراع نفوذ للوبي الغربي بقيادة الولايات المتحدة ويطوق الخليج العربي جغرافيًا؛ مما يوفر للهند إمكانية النفاذ غير المُقيَّد إلى تلك المنطقة الحيوية؛ ومن ثم مساعدتها على تحقيق أهدافها وأهداف الإمبريالية الرأسمالية الغربية. ولم يكن هذا التموضع والاستراتيجية الهندية البحرية إلّا استكمالًا مما يعرف بـ"سياسية الجوار أولًا Neighborhood First Policy"" الهندية، وقد أدى إنشاء الصين أول قاعدة عسكرية لها خارج أراضيها في جيبوتي في عام 2017 بمقربة من جزر المالديف، إلى دفع الهند نحو تكثيف علاقاتها مع موريشيوس إلى ما هو أبعد من الشراكة التقليدية؛ إذ قدَّمت الهند لها 100 مليون دولار لشراء مُنتجات دفاعية. كما افتتحت الدولتان بشكل مُشترَك مهبطًا للطائرات ورصيفًا على جزيرتي "أغاليغا" الواقعتين في المحيط الهندي، حتى تتمكن الهند من مراقبة الأنشطة الصينية عن كثب.
وعلى الرغم من أن الهند تتفادى أية توترات ظاهرة مع الصين، وتتفادى كذلك الدخول معها في منافسة مباشرة، فإنَّ التحركات الصينية تُمثِّل للهند بوصلة للتحرك، وليس أدل على ذلك من فَتْح الهند خط شراكة جديد مع تنزانيا وموزمبيق في جنوب شرق القارة الإفريقية، ودخولها معهما في تدريبات مُشترَكَة؛ وهو ما ردت عليها الصين بالمثل، ومع نفس الدولتين، من خلال إجراء تدريبات بحرية مُشترَكَة مما يُمثِّل جولة من جولات المنافسة المحتدمة بين الصين والهند داخل وخارج محيطهما الجغرافي.
بناءً على ما سبق، يمكن لنا تفهُّم سبب المناوشات الأخيرة بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان؛ فالهند بقيادة "دون كيشوت مودي" تسير بخطى واثقة وفق استراتيجية إمبريالية عنصرية، فلن تقوم دول عظمي تدَّعي الديمقراطية بتوسيخ كفيها في نِزال لا تعلم نتيجته، وعليه سيتم إرسال أول مهرج نبيل يمتلك طموحًا عنصريًا مُقدسًا ليستكشف ساحة النزال. قد تَمنع الأسلحة النووية الحرب الشاملة، لكنها لا تمنع الضربات المحدودة أو المناوشات الجوية والبرية. وقد شهدت العلاقات الهندية الباكستانية تصعيدًا خطيرًا عسكريًا حادًا يُعد الأخطر منذ عقود، مما أثار مخاوف من اندلاع نزاع شامل بين القوتين النوويتين.
الأزمة بدأت في 22 أبريل الماضي بهجوم إرهابي في منطقة باهالجام بكشمير الهندية، أسفر عن مقتل 26 سائحًا، معظمهم من الهندوس. واتهمت الهند جماعات متطرفة مقرها باكستان بالمسؤولية عن الهجوم، مما دفعها إلى إطلاق عملية "سندور" في 7 مايو؛ حيث شنت ضربات جوية استهدفت ما وصفته بـ"بنى تحتية إرهابية" داخل باكستان ومناطق كشمير الخاضعة لإدارتها. وردت باكستان بإسقاط خمس طائرات هندية، بينها 3 من طراز "رافال" الفرنسية، وشنّت هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على مناطق هندية، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين.
تزامنًا مع العمليات العسكرية، تعرضت الهند لهجمات سيبرانية واسعة النطاق، استهدفت بنى تحتية حيوية مثل السكك الحديدية والمطارات وشبكات الاتصالات أشارت تقارير إلى تورط مجموعات هاكرز مدعومة من دول مثل باكستان وتركيا والصين في هذه الهجمات.
وأظهرت الأزمة هشاشة الاستقرار في جنوب آسيا وفي هذه البيئة، والطرف الذي يُبدع في استخدام القوة المحدودة، دون أن يتجاوز "الخط الأحمر النووي"، سيكون هو المُتفوِّق سياسيًا وعسكريًا. وقد أظهرت باكستان تفوقت تكتيكيًا في لحظة حرجة، وأظهرت فعالية عسكرية سريعة ومُوجَّهة.
ويتضح أن تيار التغير قادم في آليات الردع واستراتيجية التوسع والنفوذ والحلم بأن تكون الهند العنصرية المقدسة قوة عالمية لا مجرد قوة إقليمية سيدفع كل تلك الآمال والطموح بـ"دون كيشوت الهند" إلى تعزيز التحالف مع واشطن وتل أبيب؛ لدمج أدوات جديدة في استراتيجيتها منها الحرب السيبرانية والتفوق الفضائي.
الفشل الذي حاق بشركات التصنيع العسكرية الغربية مثل Lockheed Martin، Dassault، Raytheon، وغيرها والتي استمدت قوتها من "هيبة الردع لا بيع السلاح"، ذلك الفشل الذريع في تحقيق تفوق واضح، ضربَ سمعة التصنيع الغربي، خصوصًا في أعين الدول الصاعدة التي تبحث عن جودة وكفاءة قبل الولاء السياسي.
أحرج التفوق الباكستاني الصيني شركة Dassault Aviation الفرنسية وهزت هيبة عرش الثقة بسقوط طائرات رفال الفرنسية واختراق الأنظمة الدفاعية الهندية، فكل دولة تخطط لشراء الرافال ستُعيد حسابتها. وقد تبدأ دول صغيرة ومتوسطة بالنظر بجدية إلى السوق الصيني والتركي وحتى الروسي. الصين وباكستان استفادتا إعلاميًا من تصوير إسقاط رافال ونجاح المسيرات، وروّجت لذلك كمؤشر على نهاية التفوق الغربي.
قد تشهد الأسواق العالمية طفرة تكنولوجية عالية ويرتفع الاستثمار في الحروب السيبرانية والمسيّرات؛ فالحرب الحديثة لم تعد تعتمد فقط على الطائرات المأهولة؛ بل على إعادة تصميم أنظمة دفاعية هجينة مثل الأنظمة متعددة المهام القادرة على التعامل مع المسيرات الصغيرة، الهجمات الإلكترونية، والتشويش.
غيَّر التفوق الباكستاني- المدعوم تكنولوجيًا من الصين- مشهد المعركة، وضرب في عمق "عقيدة السوق" الغربية القائمة على الهيمنة التكنولوجية وكبح جماح أحلام فارس هندي نبيل يعتلي صهوة فيله يحاول الولوج عبر بوابة الاستعلاء القومي؛ ليُصحح التاريخ ويقود ما كانت مستعمَرة إلى إمبراطورية طموحة!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهند على صهوة فيل
الهند على صهوة فيل

جريدة الرؤية

timeمنذ 3 أيام

  • جريدة الرؤية

الهند على صهوة فيل

الطليعة الشحرية انتفض فارس هندي نبيل على صهوة فيله الرقمي متزودًا بأنظمة تحديد المواقع يُعلن بدء معركته العنصرية المُقدسة في استماتة لاستعادة مجدٍ لم يملكه يومًا. حمل الفارس خريطة استعمارية بريطانية صفراء و"شاي ماسالا" ويتطلع بكل جبروت سافر نحو الخليج صارخًا "إليكم أيها الناس، أنا وريث الإمبراطورية، حامي الديانة، مُحرر البحار، وآخذ مباركة قداسة البقرة قبل أيّ مُهمة دبلوماسية". ويمتلك الفارس الهندي جيوشًا خفية في موانئ ليست ببعيدة تنتظر إشارة البدء، فتلك الحقول النفطية والثروات ما هي إلا تيجان لا تزهو سوى على رأس الفارس الهندي الوطني النبيل، وحين تسأل النبيل عن الأقليات المُضطهدة في بلاده يتمتم باستخفاف: "أوه، تلك مجرد رياح… لا تستحق القتال، الطواحين الأهم هناك، في الموانئ ليست ببعيدة!". وهكذا يُواصل مغامرته المقدسة، غير مدرك أن خوذته مصنوعة من قدر ضغط، وسيفه من ملعقة فضية مسروقة من مائدة التاج البريطاني، فهل نلوم "دون كيشوت الهند"، أم نلوم من يصفق له؟ منذ أيام كنَّا أمام كوميديا استعلائية بتمويل نووي فحين نرى دولة كانت ضحية الاستعمار البريطاني لأكثر من 200 عام تُقلّد مستعمرها بنفس الأدوات، ولكن بلغة بوليوُدية. الهند التي كانت تصرخ من "قهر الرجل الأبيض"، قررت اليوم أن ترتدي زيه العسكري، وتمسك دفتره الاستعماري، وتضيف عليه بهارات هندوسية قومية بطعم العنصرية، تريد أن تصبح إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، لا حبًا في الشمس؛ بل لتسطع فوق رؤوس الأقليات والمجتمعات المجاورة، تمامًا كما فعل تشرشل ولكن بنكهة اليوغا والكاري. استقلت الهند عام 1947، وزودت فترة الاستعمار الهند بميراث مؤسساتي وقانوني وثقافي ما زالت تستثمره حتى اليوم. شرعت الهند في رحلة بناء الدولة الحديثة ومع اقتصاد يُعد من الأسرع نموًا في العالم، وجيش ضخم، وقوة ناعمة ممتدة، بدأت الهند تتحول من دولة نامية إلى قوة عالمية تسعى لقيادة العالم من الجنوب وأن تعادل ميزان القوى مع الصين. ومع رغبتها في لعب دور عالمي، بدأت الهند صناعة نسخة خاصة بها من الإمبراطورية البريطانية، ولكن بأسلوبها العصري، وأدواتها الخاصة مثل الاقتصاد، والتكنولوجيا، والجاليات، والدبلوماسية. وفي عهد ناريندرا مودي منذ 2014، أصبح هذا الطموح أوضح، مدعومًا بخطاب قومي شعبوي يدعو إلى "استعادة عظمة الهند". وثيقة السياسة البحرية الهندية 2020. تمثَّلت خطة العمل الأولى لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بَعْد إعادة انتخابه لولاية ثالثة في تعزيز الشراكات الاستراتيجية للهند مع الدول الجُزرية في منطقة المحيط الهندي، وهو ما يأتي في سياق أشمل يرتبط بتعزيز مكانة الهند في قارة إفريقيا باعتبارها جزءًا مُهمًا من الجنوب العالمي الذي تسعى الهند إلى قيادته. وإن كانت استراتيجية مودي تَستهدِف بالأساس حماية المصالح البحرية الهندية وتعميق تعاونها الاقتصادي والعسكري مع شركائها الأفارقة، إلّا أنها تشكل ذراع نفوذ للوبي الغربي بقيادة الولايات المتحدة ويطوق الخليج العربي جغرافيًا؛ مما يوفر للهند إمكانية النفاذ غير المُقيَّد إلى تلك المنطقة الحيوية؛ ومن ثم مساعدتها على تحقيق أهدافها وأهداف الإمبريالية الرأسمالية الغربية. ولم يكن هذا التموضع والاستراتيجية الهندية البحرية إلّا استكمالًا مما يعرف بـ"سياسية الجوار أولًا Neighborhood First Policy"" الهندية، وقد أدى إنشاء الصين أول قاعدة عسكرية لها خارج أراضيها في جيبوتي في عام 2017 بمقربة من جزر المالديف، إلى دفع الهند نحو تكثيف علاقاتها مع موريشيوس إلى ما هو أبعد من الشراكة التقليدية؛ إذ قدَّمت الهند لها 100 مليون دولار لشراء مُنتجات دفاعية. كما افتتحت الدولتان بشكل مُشترَك مهبطًا للطائرات ورصيفًا على جزيرتي "أغاليغا" الواقعتين في المحيط الهندي، حتى تتمكن الهند من مراقبة الأنشطة الصينية عن كثب. وعلى الرغم من أن الهند تتفادى أية توترات ظاهرة مع الصين، وتتفادى كذلك الدخول معها في منافسة مباشرة، فإنَّ التحركات الصينية تُمثِّل للهند بوصلة للتحرك، وليس أدل على ذلك من فَتْح الهند خط شراكة جديد مع تنزانيا وموزمبيق في جنوب شرق القارة الإفريقية، ودخولها معهما في تدريبات مُشترَكَة؛ وهو ما ردت عليها الصين بالمثل، ومع نفس الدولتين، من خلال إجراء تدريبات بحرية مُشترَكَة مما يُمثِّل جولة من جولات المنافسة المحتدمة بين الصين والهند داخل وخارج محيطهما الجغرافي. بناءً على ما سبق، يمكن لنا تفهُّم سبب المناوشات الأخيرة بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان؛ فالهند بقيادة "دون كيشوت مودي" تسير بخطى واثقة وفق استراتيجية إمبريالية عنصرية، فلن تقوم دول عظمي تدَّعي الديمقراطية بتوسيخ كفيها في نِزال لا تعلم نتيجته، وعليه سيتم إرسال أول مهرج نبيل يمتلك طموحًا عنصريًا مُقدسًا ليستكشف ساحة النزال. قد تَمنع الأسلحة النووية الحرب الشاملة، لكنها لا تمنع الضربات المحدودة أو المناوشات الجوية والبرية. وقد شهدت العلاقات الهندية الباكستانية تصعيدًا خطيرًا عسكريًا حادًا يُعد الأخطر منذ عقود، مما أثار مخاوف من اندلاع نزاع شامل بين القوتين النوويتين. الأزمة بدأت في 22 أبريل الماضي بهجوم إرهابي في منطقة باهالجام بكشمير الهندية، أسفر عن مقتل 26 سائحًا، معظمهم من الهندوس. واتهمت الهند جماعات متطرفة مقرها باكستان بالمسؤولية عن الهجوم، مما دفعها إلى إطلاق عملية "سندور" في 7 مايو؛ حيث شنت ضربات جوية استهدفت ما وصفته بـ"بنى تحتية إرهابية" داخل باكستان ومناطق كشمير الخاضعة لإدارتها. وردت باكستان بإسقاط خمس طائرات هندية، بينها 3 من طراز "رافال" الفرنسية، وشنّت هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على مناطق هندية، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين. تزامنًا مع العمليات العسكرية، تعرضت الهند لهجمات سيبرانية واسعة النطاق، استهدفت بنى تحتية حيوية مثل السكك الحديدية والمطارات وشبكات الاتصالات أشارت تقارير إلى تورط مجموعات هاكرز مدعومة من دول مثل باكستان وتركيا والصين في هذه الهجمات. وأظهرت الأزمة هشاشة الاستقرار في جنوب آسيا وفي هذه البيئة، والطرف الذي يُبدع في استخدام القوة المحدودة، دون أن يتجاوز "الخط الأحمر النووي"، سيكون هو المُتفوِّق سياسيًا وعسكريًا. وقد أظهرت باكستان تفوقت تكتيكيًا في لحظة حرجة، وأظهرت فعالية عسكرية سريعة ومُوجَّهة. ويتضح أن تيار التغير قادم في آليات الردع واستراتيجية التوسع والنفوذ والحلم بأن تكون الهند العنصرية المقدسة قوة عالمية لا مجرد قوة إقليمية سيدفع كل تلك الآمال والطموح بـ"دون كيشوت الهند" إلى تعزيز التحالف مع واشطن وتل أبيب؛ لدمج أدوات جديدة في استراتيجيتها منها الحرب السيبرانية والتفوق الفضائي. الفشل الذي حاق بشركات التصنيع العسكرية الغربية مثل Lockheed Martin، Dassault، Raytheon، وغيرها والتي استمدت قوتها من "هيبة الردع لا بيع السلاح"، ذلك الفشل الذريع في تحقيق تفوق واضح، ضربَ سمعة التصنيع الغربي، خصوصًا في أعين الدول الصاعدة التي تبحث عن جودة وكفاءة قبل الولاء السياسي. أحرج التفوق الباكستاني الصيني شركة Dassault Aviation الفرنسية وهزت هيبة عرش الثقة بسقوط طائرات رفال الفرنسية واختراق الأنظمة الدفاعية الهندية، فكل دولة تخطط لشراء الرافال ستُعيد حسابتها. وقد تبدأ دول صغيرة ومتوسطة بالنظر بجدية إلى السوق الصيني والتركي وحتى الروسي. الصين وباكستان استفادتا إعلاميًا من تصوير إسقاط رافال ونجاح المسيرات، وروّجت لذلك كمؤشر على نهاية التفوق الغربي. قد تشهد الأسواق العالمية طفرة تكنولوجية عالية ويرتفع الاستثمار في الحروب السيبرانية والمسيّرات؛ فالحرب الحديثة لم تعد تعتمد فقط على الطائرات المأهولة؛ بل على إعادة تصميم أنظمة دفاعية هجينة مثل الأنظمة متعددة المهام القادرة على التعامل مع المسيرات الصغيرة، الهجمات الإلكترونية، والتشويش. غيَّر التفوق الباكستاني- المدعوم تكنولوجيًا من الصين- مشهد المعركة، وضرب في عمق "عقيدة السوق" الغربية القائمة على الهيمنة التكنولوجية وكبح جماح أحلام فارس هندي نبيل يعتلي صهوة فيله يحاول الولوج عبر بوابة الاستعلاء القومي؛ ليُصحح التاريخ ويقود ما كانت مستعمَرة إلى إمبراطورية طموحة!

الهشاشة الاجتماعية
الهشاشة الاجتماعية

وهج الخليج

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • وهج الخليج

الهشاشة الاجتماعية

بقلم: مسلم بن أحمد العوائد الهشاشة، تعني حالة من الضعف الشامل في جوانب متعددة من حياة الفرد، نفسية، وصحية، واقتصادية،و ثقافية وامنية، وغيرها، وعندما تتغلغل هذه الهشاشة في المجتمع، فإن تداعياتها تؤدي الى تفكك النسيج الاجتماعي، فتظهر العصبيات، وتسوء العلاقات والشك بين المجتمع والسلطات، و يبرز الطغاة من الرويبضات، حينها ينقسم المجتمع الى فئات منها: فئة الأقوياء: الذين يُمنحون الفرص الاقتصادية والمناصب الرسمية المهمة والخاصة، ويتمتعون بالحماية الأمنية والحصانة القانونية. وفئة التابعين: الذين يقبلون بأن يكونوا تبعًا للأقوياء، وغايتهم إرضاء 'الكبار' لتحقيق مصالح شخصية ضيقة. وفئة المطبلين: الذين يتولون مهمة التبرير والدفاع عن الأقوياء. وفئة التنكيل، الذين يتولون التنكيل بخصوم المطبلين وأسيادهم. ثم فئة الحائرين: الذين اصابهم الصم من التطبيل والبكم من التنكيل. هذا قبل.. اما بعد.. المجتمعات هي الشعوب، والشعوب هي الأوطان. فماذا لو أصيب مجتمع ما، في وطن ما، بفيروس الهشاشة الاجتماعية؟ وكيف سيكون ترتيبه بين الدول في لوائح النمو والازدهار والتنمية المستدامة؟الإجابة واضحة: لن يكون له مكان في محافل النجاح، حتى لو تغنى المطبلون بتاريخ يمتد آلاف السنين، وهتفوا وكتبوا تقارير اعلامية مزخرفة ومؤشرات لامثيل لها في العالم. فالهشاشة تَجِّبُ ما قبلها. ولكن كيف تصاب المجتمعات بالهشاشة؟ اجمع الخبراء على أن الفساد، وخاصة القانوني، من أبرز أسباب الهشاشة الاجتماعية. فالقانون مثلا لا يُطبق على القوي الذي يأخذ ولا يعطي، بل ويمنحهم الحصانة التامة، وكذلك الفقر الناتج عن جشع الأقوياء، والعنصرية أو المذهبية الحارقة، التي تنخر في الجسد الاجتماعي، حتى لا تبقي به لحما او عظما، وكذلك الازدواجية في التعامل مع مكونات المجتمع المختلفة. حيث يُحاسَب بعض الأفراد أو الجماعات حساباً عسيراً على أفعال قانونية أو حتى بسيطة، بينما يُغضّ الطرف عن مخالفات واضحة وصريحة يرتكبها آخرون، لا لشيء إلا لانتمائهم لمكون قريب من فئة الاقوياء. مع العلم ان هذه الازدواجية والتناقضات واضحة للصغير والكبير والقريب والبعيد، في الفضاء الرقمي، هذا الغبن في التعامل يقوّض ثقة المكونات الاجتماعية بمؤسسات الدولة، و يعمّق من هشاشة المجتمع. اخيرا… الخطط والإستراتيجيات الوطنية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والصحية والتقنية وغيرها. لكن، مهما بلغت من اتقان مهني وفني ومالي واداري، فإنها تظل حبرًا على ورق، إذا استشرى الفساد، حيث يعتبر الخبراء أن انتشار ثقافة الفساد يُعتبر مؤشرًا حتميًا على انتهاء مرحلة وبداية مرحلة. ختامًا… علاج الهشاشة الاجتماعية؛ يبدأ بقرارات حازمة من السلطات العليا، و اهمها اختيار قيادات مؤهلة ونزيهة تمتلك عقيدة راسخة لا تتزعزع أمام المال أو المنصب أو التهديد أو الاتهامات الملفقة. وفي ذات الوقت، ازالة اسباب الفساد، ومن ذلك؛ محاسبة الفاسدين واعوانهم على رؤوس الاشهاد، هذا العلاج السريع، اما العلاج الطويل الأمد: تشكيل لجان عامة وسرية لمتابعة تطبيق الاستراتيجيات الوطنية، والأداء الفعلي للمسؤولين الكبار والصغار، وفتح الابواب المغلقة. غير أن الحصن الحصين هو نزاهة القضاء. فمتى ما كان القضاء عادلاً ومستقلاً، تراجعت آثار الهشاشة وتماسَك المجتمع من جديد. وقد عبّر عن هذه الحقيقة الزعيمان تشرشل وديغول عقب الحرب العالمية الثانية بقولهم: 'إذا كان القضاء بخير، فالبلاد بخير.' ذلك أن العدل هو أساس الاستقرار، وهو صمّام الأمان في وجه الفوضى والتفكك. فعلى كل رجل رشيد يخاف على دينه ووطنه ومجتمعه وتاريخه أن يتحمل مسؤوليته في الوقاية من الهشاشة الاجتماعية، وإذا ظهرت بوادرها، فيجب الإسراع باجتثاث الفساد وأهله دون تأخير، فالتأجيل يُغلغل الهشاشة في الجسد الاجتماعي، وتبدأ اعصابه بالضمور التدريجي حتى يصبح عاجزا تماما.

حتّا تستضيف الدورة الثانية من تحدي دبي للتجديف ضمن فعاليات تحدي دبي للياقة 2024
حتّا تستضيف الدورة الثانية من تحدي دبي للتجديف ضمن فعاليات تحدي دبي للياقة 2024

جريدة الرؤية

time٠٤-١١-٢٠٢٤

  • جريدة الرؤية

حتّا تستضيف الدورة الثانية من تحدي دبي للتجديف ضمن فعاليات تحدي دبي للياقة 2024

دبي - الرؤية استضافت حتّا أمس، الدورة الثانية من تحدي دبي للتجديف، حيث حقق التحدي نجاحاً لافتاً متفوقاً على نتائج الدورة السابقة في ضوء الإقبال الكبير، ومعززاً مكانته كأحد الفعاليات المميزة ضمن تحدي دبي للياقة 2024. واستضاف التحدي 2,330 جدّافاً من المتمرسين والجدد، استمتعوا خلالها بتجربة التجديف بين المناظر الجبلية الخلابة، وهو ما مثّل مشاركة كبيرة مقارنةً بعدد المشاركين في الدورة الأولى في العام الماضي والذي بلغ 1,000 مشارك، مما جعله من الفعاليات المميزة في تحدي دبي للياقة. استهدف التحدي الذي اقيم برعاية هيئة الطرق والمواصلات في دبي جميع الأعمار والقدرات، من مبتدئين ومحترفين، وتضمن برنامجاً حافلاً بالأنشطة، من أبرزها جلسات تدريبية للكبار والعائلات تحت إشراف مدربين معتمدين، وتحديات جماعية، وجلسات تجديف بقوارب الكاياك مجاناً لأول مرة. واختتمت فعاليات التحدي بجلسة يوغا هادئة عند غروب الشمس على الماء، مما سمح للجميع بالاسترخاء والاستمتاع بجمال طبيعة حتّا. وقال سعادة سعيد حارب، الأمين العام لمجلس دبي الرياضي: "لم يقتصر تحدي دبي للتجديف هذا العام على تحقيق التوقعات، بل تجاوزها، مما يعكس التزام دبي بإرساء ثقافة الصحة واللياقة البدنية. وتعكس أعداد المشاركين هذا العام بوضوح حيوية مجتمعنا والتزامه بأسلوب حياة نشط. ومع ختام دورته الثانية، يواصل التحدي تحقيق نجاح متزايد، وأنا متحمس لرؤية كيف سيتطور هذا التحدي في المستقبل". من جهته، قال أحمد الخاجة، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة: "لقد استطاع تحدي دبي للتجديف أن يجسد روح تحدي دبي للياقة. واستقطب مجموعة متنوعة من المشاركين في يوم مليء بالصحة والسعادة وروح المجتمع ضمن إحدى أجمل الوجهات الطبيعية في الإمارات. ولا يعتبر هذا التحدي مجرد فرصة لممارسة الرياضة، بل إنه يشجع كذلك على الالتزام بممارسة أنواع متنوعة من الأنشطة الرياضية التي نحافظ من خلالها على صحتنا. ويتركز هدفنا في إبراز أسلوب الحياة النشط والصحي في دبي، وتعزيز اللياقة البدنية وتحفيز الجميع من سكان دبي وزوارها على جعل النشاط البدني ضمن أسلوب حياتهم اليومي، وهو ما يعكس تأثير وأهداف تحدي دبي للياقة". ومن أبرز الفعاليات الجديدة في التحدي، جلسات التجديف بقوارب الكاياك مجاناً لأول مرة في حتا، والتي أضافت فرصة رائعة للحضور للاستمتاع بمجموعة متنوعة من الرياضات المائية. ولاقت هذه الفعالية الجديدة استحساناً كبيراً، مما أضفى طابعاً حيوياً على برنامج الفعالية. كما كانت جلسات تحدي التجديف محور التركيز، حيث تجمّع المشاركون لإظهار مهاراتهم وتعزيز الروابط الاجتماعية. واستمتع المشاركون، من مبتدئين ومحترفين، بتحسين أساليبهم في ركوب الأمواج تحت إشراف محترفين، مما جعل الأجواء مليئة بالمتعة والتميز المهني. ومع انتهاء الأنشطة، شكّلت جلسات اليوغا عند غروب الشمس نهاية مثالية للتحدي، مما أتاح للزوار تجربة لحظات هادئة والتواصل مع الطبيعة في قلب جمال جبال حتّا. ولم تنتهِ أجواء المغامرة مع أنشطة التجديف في يوم التحدي، حيث تم تشجيع المشاركين على تمديد مدة إقامتهم في حتّا للاستمتاع بأنشطة خارجية أخرى مثل الرمي بالرمح وأيضا بالبندقية الهوائية، وعروض ترفيهية حصرية للأصدقاء والعائلات. ومع تمديد أوقات نشاطات الرماية وتسلق الجدار، وحديقة حتّا للمغامرات الجوية، بالإضافة إلى نشاطات أخرى مثل الانزلاق المزدوج بالحبال، ومنتزه "حتّا دروب إن" للقفز المائي، والتي انتهت مع غروب الشمس، كانت التجارب مليئة بالمتعة والحيوية. من جهة أخرى قدّمت العديد من عربات الطعام مجموعة متنوعة من الأطباق المحلية والمأكولات العالمية لضمان أن يبقى الجميع في حالة من النشاط. كما عاش الأشخاص الذين قضوا عطلة نهاية الأسبوع في حتّا أجواء مميزة مع خيارات أنشطة التخييم، والفنادق وشقق الإيجار عبر منصة Airbnb، وتأجير لمعدات الشواء. وتنظّم دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي ومجلس دبي الرياضي الدورة الثانية من تحدي دبي للتجديف برعاية هيئة الطرق والمواصلات في دبي بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين: حتّا وحتّا كاياك؛ والشريك الرسمي: ماي دبي؛ والشركاء الحكوميين: مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وبلدية دبي، وشرطة دبي، ووزارة التربية والتعليم، ولجنة تأمين الفعاليات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store