
"الحزب" يدرس تقليص دوره كـ"حركة مسلّحة".. بماذا سيحتفظ؟
وتعكس المناقشات الداخلية، التي لم تكتمل بعد ولم يتم الكشف عنها من قبل، الضغوط الهائلة التي تتعرّض لها الجماعة المدعومة من إيران منذ التوصّل إلى هدنة في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتواصل القوّات الإسرائيلية قصف المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، متّهمة إيّاها بانتهاك وقف إطلاق النار، وهو ما تنفيه الجماعة التي تواجه أيضاً ضغوطاً مالية شديدة ومطالب أميركية بتسليم سلاحها وتراجع نفوذها السياسي منذ تولّي حكومة جديدة السلطة في شباط/ فبراير بدعم أميركي.
وزادت الصعوبات على "حزب الله" بسبب التحوّلات الكبرى في ميزان القوى بالمنطقة منذ أن قضت إسرائيل على قيادتها وقتلت الآلاف من مقاتليها ودمّرت جزءاً كبيراً من ترسانتها العام الماضي.
وأطاح فصيل من المعارضة السورية المسلّحة ببشار الأسد حليف "حزب الله" في كانون الأول/ ديسمبر 2024 ما أسفر عن قطع خط رئيسي لإمدادات الأسلحة من إيران.
وقال مصدر أمني في المنطقة ومسؤول لبناني رفيع المستوى لـ"رويترز" إن هناك أيضاً شكوكاً بشأن حجم الدعم الذي يمكن أن تقدّمه طهران التي تخرج الآن من حرب ضروس مع إسرائيل.
وذكر مسؤول كبير آخر مطّلع على المداولات الداخلية لـ"حزب الله"، أن الجماعة تجري مناقشات سرّية عن خطواتها التالية.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن لجاناً صغيرة تجتمع شخصياً أو عن بعد لمناقشة مسائل، مثل هيكل الجماعة القيادي ودورها السياسي وعملها الاجتماعي والتنموي وأسلحتها.
ولفت المسؤول ومصدران آخران مطّلعان على المناقشات أن إلى أن "حزب الله" خلص إلى أن ترسانة الأسلحة التي جمعها لردع إسرائيل ومنعها من مهاجمة لبنان أصبحت عبئاً.
وقال المسؤول "كان لدى حزب الله فائض قوة، كل تلك القوة تحوّلت إلى نقطة نقمة"، موضحاً أن حزب الله "ليس انتحارياً".
ونما "حزب الله" تحت قيادة الأمين العام حسن نصرالله، الذي اغتيل العام الماضي، ليصبح لاعباً عسكرياً في المنطقة بعشرات الآلاف من المقاتلين والصواريخ والطائرات المسيّرة المستعدة لقصف إسرائيل. وقدّم الدعم لحلفائه في سوريا والعراق واليمن.
وأصبحت إسرائيل تعتبر "حزب الله" تهديداً كبيراً. وعندما فتحت الجماعة النار تضامناً مع حليفتها حركة "حماس" في بداية حرب غزة عام 2023، ردّت إسرائيل بغارات جوية في لبنان والتي تطوّرت لاحقاً إلى هجوم بري.
وتخلّى "حزب الله" منذ ذلك الحين عن عدد من مستودعات الأسلحة في جنوب لبنان وسلّمها للقوّات المسلّحة اللبنانية كما هو منصوص عليه في هدنة العام الماضي، وتقول إسرائيل إنّها تقصف بنية تحتية عسكرية لا تزال مرتبطة بالجماعة.
وأوضحت المصادر أن "حزب الله" يدرس الآن تسليم بعض الأسلحة التي يمتلكها في مناطق أخرى من البلاد، لاسيما الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تعتبر أكبر تهديد لإسرائيل، بشرط انسحابها من الجنوب ووقف هجماتها.
لكن المصادر قالت إن الجماعة لن تسلّم ترسانتها بالكامل. ولفت "حزب الله" إلى أنّه يعتزم على سبيل المثال الاحتفاظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدبّابات باعتبارها وسيلة لصد أي هجمات في المستقبل.
ولم يرد المكتب الإعلامي لـ"حزب الله" على أسئلة ترتبط بهذه التغطية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه سيواصل عمليّاته على طول حدوده الشمالية وفقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، بهدف القضاء على أي تهديد وحماية المواطنين الإسرائيليين.
وأحجمت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة، وأحالت الأسئلة إلى الرئاسة اللبنانية التي لم ترد أيضاً.
وينظر إلى احتفاظ "حزب الله" بأي قدرات عسكرية على أنّه لا يرقى لمستوى الطموحات الإسرائيلية والأميركية. وبموجب بنود وقف إطلاق النار، الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، يتعيّن على القوّات المسلّحة اللبنانية مصادرة كل الأسلحة غير المصرّح بها بدءاً من المنطقة الواقعة في جنوب نهر الليطاني، وهي المنطقة الأقرب إلى إسرائيل.
وتطالب الحكومة اللبنانية "حزب الله" بتسليم ما تبقى من أسلحته في إطار سعيها لترسيخ مبدأ أن يكون السلاح بيد الدولة حصراً. وقد يثير عدم القيام بذلك توتّراً مع خصوم الجماعة داخل لبنان، والذين يتّهمونها باستغلال قوّتها العسكرية لفرض إرادتها في شؤون الدولة وجر لبنان إلى صراعات متكرّرة.
وتؤكد جميع الأطراف أنّها لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار رغم تبادل الاتّهامات بانتهاكه.
جزء من "هوية حزب الله"
السلاح من أساسيات عقيدة "حزب الله" منذ أن أسّسه الحرس الثوري الإيراني لمحاربة القوّات الإسرائيلية التي غزت لبنان في 1982 في ذروة الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت رحاها بين 1975 و1990. وأشعل التوتّر بشأن ترسانة الجماعة الشيعية صراعاً أهلياً قصيراً آخر في 2008.
وتصنّف الولايات المتحدة وإسرائيل "حزب الله" جماعة إرهابية.
وقال نيكولاس بلانفورد الذي كتب كتاباً عن تاريخ "حزب الله" إنّه سيتعيّن على الجماعة، من أجل إعادة بناء نفسها، تبرير احتفاظها بالأسلحة في ظل بيئة سياسية تزداد عدائية بينما تعمل على مواجهة الخروقات المخابراتية التي تسبّبت في إلحاق أضرار بالجماعة وضمان تمويلها على المدى الطويل.
وأضاف بلانفورد الباحث في المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث أميركي، أن الجماعة "واجهت تحدّيات من قبل لكن ليس بهذا الحجم في آن واحد".
ولفت مسؤول أوروبي مطّلع على تقييمات مخابراتية إلى أن الجماعة تجري الكثير من النقاشات بشأن مستقبلها لكن من دون نتائج واضحة. ووصف المسؤول وضع "حزب الله" كجماعة مسلّحة بأنّه جزء من هويتها، قائلاً إنّه سيكون من الصعب عليها أن تصبح حزباً سياسياً بحتاً.
وأفاد نحو اثني عشر مصدراً مطلّعاً على نهج تفكير "حزب الله" بأن الجماعة تريد الاحتفاظ ببعض الأسلحة ليس فقط تحسّباً لتهديدات من إسرائيل في المستقبل، لكن أيضاً لقلقها من أن يستغل مسلّحون سنّة في سوريا المجاورة التراخي الأمني لمهاجمة شرق لبنان، وهي منطقة ذات أغلبية شيعية.
ورغم النتائج الكارثية للحرب في الآونة الأخيرة مع إسرائيل، من نزوح عشرات الآلاف وتدمير مساحات شاسعة من الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، فإن الكثير من أنصار "حزب الله" الأساسيين يريدون أن يظل مسلّحاً.
وأشارت أم حسين، التي قتل ابنها أثناء القتال في صفوف "حزب الله" والتي لا يزال أفراد من عائلتها ينتمون للجماعة، إلى التهديد الذي لا تزال تشكّله إسرائيل وتاريخ الصراع مع الخصوم اللبنانيين ضمن أسباب هذه الرغبة.
وقالت "حزب الله هو ضهر الشيعة، حتى لو ضعف الآن... كنّا جماعة فقيرة ضعيفة ما حدا يحكي فينا، هلق العالم صارت تتوسط وتقدم لنا ورق للحلول، ليش برأيك؟ لأن حزب الله موجود".
وأفادت مصادر مطّلعة على مشاورات "حزب الله" بأن الأولوية العاجلة هي تلبية احتياجات الفئات التي تحملت وطأة الحرب.
وقال الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم في كانون الأول/ديسمبر إن الجماعة دفعت أكثر من 50 مليون دولار للأسر المتضرّرة، بينما لا يزال يتعيّن تقديم أكثر من 25 مليون دولار أخرى. لكن هناك مؤشرات على نقص الأموال لدى الجماعة.
وصرّح أحد سكان بيروت أنّه دفع تكاليف إصلاح شقته في الضاحية الجنوبية الخاضعة لسيطرة "حزب الله" بعد أن لحقت بها أضرار خلال الحرب، وذلك قبل أن يرى المبنى بأكمله يتدمّر جراء غارة جوية إسرائيلية في حزيران/ يونيو.
وقال الرجل، الذي رفض الكشف عن هويته خشية أن تهدّد شكواه فرصه في الحصول على تعويض، "العالم صارت مشتتة بلا مأوى، وبعد ما في حدا وعدنا بالدفع ثمن إيواء أبداً".
وأضاف أنّه تلقّى شيكات من "حزب الله" لكن مؤسسة القرض الحسن التابعة للجماعة أبلغته بعدم توفّر الأموال لصرفها.
ولم يتسنَ لـ"رويترز" التواصل مع المؤسسة بعد للتعليق.
وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة إن من بين المؤشرات الأخرى على وجود ضائقة مالية التخفيضات في الأدوية المجانية التي تقدّمها صيدليات تديرها جماعة "حزب الله".
خنق موارد حزب الله المالية
تحمّل جماعة "حزب الله" الحكومة اللبنانية مسؤولية توفير تمويل إعادة الإعمار. لكن وزير الخارجية يوسف رجي قال إنّه لن تكون هناك مساعدات من المانحين الأجانب حتى يكون السلاح بيد الدولة وحدها.
وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية في أيار/مايو إن انخراط واشنطن في دعم إعادة الإعمار في لبنان بصورة مستدامة "لا يمكن أن يحدث من دون أن تلقي جماعة حزب الله سلاحها".
وتمارس إسرائيل ضغطاً لخنق موارد "حزب الله" المالية.
وقال الجيش الإسرائيلي في 25 حزيران/يونيو إنّه قتل مسؤولاً إيرانياً كان يشرف على تحويلات بمئات الملايين من الدولارات سنوياً إلى جماعات مسلحة في المنطقة، بالإضافة إلى شخص في جنوب لبنان كان يدير شركة صرافة ساعدت في إيصال بعض هذه الأموال إلى "حزب الله".
ولم تعلّق إيران في ذلك الوقت، ولم ترد بعثتها بالأمم المتحدة بعد على أسئلة من "رويترز".
ومنذ شباط/ فبراير، يحظر لبنان الرحلات الجوية التجارية بين بيروت وطهران، وذلك بعد أن اتّهم الجيش الإسرائيلي "حزب الله" باستخدام طائرات مدنية لجلب أموال من إيران وهدّد باتخاذ إجراءات لوقف ذلك.
وأفاد مسؤول ومصدر أمني مطّلع على العمليات في مطار بيروت بأن السلطات اللبنانية شدّدت أيضاً الإجراءات الأمنية في المطار الذي كانت جماعة "حزب الله" تتمتّع بحرّية التحرّك فيه لسنوات، ما جعل من الصعب على الجماعة تهريب الأموال بهذه الطريقة.
وحقّقت الجماعة فوزاً ساحقاً في الانتخابات المحلية التي جرت في أيار/مايو إلى جانب حركة "أمل" الشيعية المتحالفة معها، وهو ما شمل الفوز بالعديد من المقاعد بالتزكية. وستسعى الجماعة إلى الحفاظ على هيمنتها في الانتخابات التشريعية العام المقبل.
وقال نائب رئيس تحرير صحيفة "النهار" نبيل بو منصف إن انتخابات العام المقبل جزء من "معركة وجود لحزب الله".
وأضاف "سيستعمل كل الوسائل التي يستطيع القيام بها أولاً ليستفيد من مسألة الوقت بالكامل على قد ما بيقدر لحتى ما يسلم سلاحه، وثانياً قدر ما يستطيع تحقيق مكاسب بالسياسة وبالشعبية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


MTV
منذ ساعة واحدة
- MTV
نعيم قاسم عن تسليم السلاح: طالبوا أولًا برحيل العدوان
ردّ الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على من يطالب المقاومة بتسليم سلاحها، قائلاً: 'طالبوا أولًا برحيل العدوان. لا يُعقل أن لا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه. من قبل بالاستسلام فليتحمل قراره، أما نحن فلن نقبل. نحن أبناء مدرسة الحسين (ع)، وهيهات منا الذلة'. وخاطب قاسم "من يراهنون على الخارج أو يختبئون خلف القوى المعادية": 'أخطأتم التقدير. شعب المقاومة لا يهاب الأعداء، ولا يسلّم بحقوقه. الإنجاز الحقيقي هو تحرير الأرض، واستعادة السيادة، ونحن لهذه الدعوة حاضرون، وجاهزون دائمًا'. وشدّد قاسم خلال كلمته في الليلة التاسعة من المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع)، على أن إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع) هو إحياءٌ لتعاليم الإسلام بآفاقه الواسعة، ومنهجه الذي يواكب مستقبل الإنسان. وأكد أن الإسلام ليس طقوسًا جامدة، بل مشروع متكامل للإنسان، يقوم على ثوابت ترتبط بالفطرة الإنسانية، ويترك مساحة متغيرة تتفاعل مع الزمن والظروف والتجربة الفردية. وقال إن' الإسلام الذي دافع عنه الإمام الحسين (ع) وأهل بيته، يحاكي فطرة الإنسان الثابتة، ويحدّد مسؤوليات كل من الرجل والمرأة وفق طبيعة الدور المنوط بهما. فالرجل مكلّف بالدفاع وحمل السلاح، والمرأة ليست مطالبة به، لكنها شريكة في الجهاد من خلال دورها في دعم الجبهة الخلفية، عبر التربية، والرعاية، وتوفير المعنويات والاحتياجات، وهو دور لا يقل أهمية عن القتال في الميدان'. وأضاف أن' الإمام الحسين (ع) خاض معركته لإحقاق الحق في زمن صعب، ونجح في ترسيخ قضيته، لأنها استمرت حيّة في الوجدان حتى اليوم، وستبقى إلى يوم القيامة، وهو ما يُعدّ تجسيدًا لانتصار الحق على الباطل'. واعتبر قاسم أن' ظهور شخصيات رائدة في لبنان تتمسّك بالنهج الإسلامي، وتُجسّد الثوابت، هو ترجمة عملية لما نؤمن به ونلتزم به. واستشهد بسيد شهداء المقاومة، السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه)، الذي وقف بثبات في زمن التحديات الكبرى، مؤمنًا بالنصر الإلهي، رافعًا راية فلسطين وتحرير الأرض، على نهج الإمام الحسين (ع)'. وتابع: 'في معركتينا الأخيرتين، 'أولي البأس' و'طوفان الأقصى'، خضنا المواجهة إلى جانب شعب غزة، وقدمنا عددًا كبيرًا من الشهداء، بينهم نساء وأطفال، شاركوا في ساحة المعركة، لأن المقاومة شاملة، لا تميّز في التضحية والعطاء'. وأشار إلى أن' المقاومة قدّمت السيد الشهيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) سيد شهداء الأمة، الذي أسّس لمسيرة حسينية نابضة بالوعي والجهاد، وقدم نجله الشهيد هادي فداءً للقضية، وعمل جنبًا إلى جنب مع المجاهدين والجمهور'. وقال قاسم : 'لبيك يا حسين، نقولها دائمًا، لأنها تختصر الطريق، وتُعلن أن معركة الحق مسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة، وأن نهج الحسين (ع) هو نهج الأمانة والصدق في حمل الرسالة'. و شدد على أن' الوطنية الحقيقية هي التمسك بالأرض، والدفاع عنها، وتربية الأجيال على حبها والانتماء إليها. وقال: 'نحن نؤمن ببلدنا، وننتمي إلى أرضنا، ولا تعارض بين الإسلام والوطن، بل الإسلام يحثّ على حب الوطن والدفاع عنه، والتمسك بأرض الآباء والأجداد، والعيش بنموذج طاهر وصادق في رحابه'. وأكّد أن التعددية اللبنانية تتطلب تفاهمًا على مستوى القوانين والتشريعات، قائلاً: 'إذا لم يكن الجميع يريد التشريع الإسلامي، فلا مانع من التفاهم على تشريع آخر، وهذا ما حصل. ونحن ملتزمون بالدستور اللبناني والقوانين كجزء من العيش المشترك الذي نؤمن به ونحرص عليه'. وأضاف: 'نحن نمارس دورنا السياسي في قلب لبنان بشكل طبيعي، من خلال نوابنا ومشاركتنا في الحكومة، وتقديم اقتراحات القوانين، وإبداء الرأي ضمن إطار الدستور والقانون، تمامًا كما يفعل الآخرون'. وأشار إلى أن خيار المقاومة في لبنان مستمد من الإسلام، ومن نهج الإمام الحسين (ع) والسيدة زينب (ع)، وقال: 'مقاومتنا ليست شعارًا، بل خيارٌ راسخ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يعبث بأرضنا. لا بد أن يرحل، ولا خيار أمامنا سوى مقاومته ومواجهته حتى يخرج'. وأكد أن' الدفاع عن الوطن لا يحتاج إلى إذن من أحد، وعندما يُطرح بديل جادّ وفعّال للدفاع، 'نحن جاهزون ان نناقش كل التفاصيل، ولسنا بعيدين عن البحث والتفاهم مع من يدّعي القدرة على الحماية'.


بيروت نيوز
منذ 2 ساعات
- بيروت نيوز
كيف أخطأت طهران في اتّباع سياسة كوريا الشماليّة؟.. تقرير ايراني يكشف
ذكرت صحيفة 'كيهان لندن' الإيرانية أن 'قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمسكوا منذ فترة طويلة برؤية استراتيجية تتبع المسار الذي اتخذه نظام كيم الشيوعي في كوريا الشمالية: ضمان بقاء النظام من خلال التهديدات العسكرية، وتوسيع البرنامج النووي، والقمع الداخلي، والابتزاز الجيوسياسي من قبل القوى العالمية. ولم تكن المقارنة سطحية وخاطئة فحسب، بل تضمنت خطأً خطيراً في الحسابات بشأن بقاء النظام الإسلامي نفسه. ولقد كان القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة في الثاني والعشرين من حزيران بالتدخل المباشر في حرب إسرائيل ضد إيران بمثابة الدليل الأوضح على هذا الخطأ الاستراتيجي بالنسبة لكثيرين. فبعد اثني عشر يوماً من الصراع، لم يعد أمام إيران الضعيفة خيار سوى الموافقة على وقف إطلاق النار، في ظل الشكوك الكبيرة التي تحيط بمستقبل برنامجها النووي وخطر حقيقي بتغيير النظام'. وبحسب الصحيفة، 'كوريا الشمالية هي دولة معزولة وفقيرة، وغير استراتيجية بالأساس، من حيث أسواق الطاقة والتجارة العالمية والنفوذ الجيوسياسي. أما إيران، فهي دولة ذات مصالح أكبر بكثير، تشترك في حدود مع سبع دول آسيوية، وتتحكم في الوصول إلى الخليج العربي ومضيق هرمز، أحد أهم شرايين الطاقة في العالم. وبشكل عام، تتمتع طهران بموقع حيوي عند مفترق الطرق بين آسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية. إن هذا الموقع الاستراتيجي يجعل حضور إيران في التطورات الإقليمية والدولية أمرًا حتميًا، ولكنه يُثقل كاهل حكوماتها بمسؤوليات أكبر. وفي الواقع، لا يمكن للعالم أن يتجاهل إيران أو يعزلها ببساطة كما حاول أن يفعل مع كوريا الشمالية، لأن عواقب ذلك على المنطقة والعالم أشد وطأة'. وتابعت الصحيفة، 'ثم هناك مسألة السلوك. فرغم تهديداتها النووية والصاروخية، وما يصاحبها من خطاب صاخب، لا تتدخل كوريا الشمالية كثيرًا في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. أما النظام الإيراني، فشارك لسنوات في دعم فصائل بالوكالة مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق وسوريا، بل وسعى حتى إلى ممارسة النفوذ في أفريقيا وأميركا الجنوبية. لقد أكسبت هذه الأنشطة سلطات طهران سمعة سيئة باعتبارها عاملاً ثابتاً لعدم الاستقرار وتهديداً عابراً للحدود الوطنية، مما أدى إلى تحويل الطبيعة الإشكالية للنظام من مجرد أزمة محلية إلى تهديد دولي. إن الدول العربية وإسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا وحتى بعض الدول الآسيوية تنظر إلى الجمهورية الإسلامية ليس باعتبارها دكتاتورية مغلقة فحسب، بل باعتبارها 'جهة فاعلة مزعزعة للاستقرار'.' الاختلافات الداخلية بحسب الصحيفة، 'على عكس المجتمع الكوري الشمالي، يتميز المجتمع الإيراني بشبابه وثقافته، وقدرته على الوصول إلى الفضاء الإلكتروني، وتاريخه الحافل بالحركات الاحتجاجية. فمن الحركة الخضراء عام 2009 إلى الاحتجاجات الوطنية في تشرين الثاني 2019 وحركة مهسا أميني عام 2022، نجحت إيران في التحول إلى مجتمع نابض بالحياة، يزخر بإمكانيات التحول من الداخل. وعلى النقيض من ذلك، فإن المجتمع الكوري الشمالي يخضع لسيطرة عسكرية كاملة، ويعيش في فقر مدقع، ويفتقر إلى القدرة على المقاومة الداخلية على نطاق واسع. لقد تصور قادة الجمهورية الإسلامية، وما زالوا يتصورون، أنهم قادرون على الاستمرار في الوجود بالأسلحة النووية والقمع الداخلي ودبلوماسية 'الابتزاز'، مثل نظام كيم جونغ أون، لكن هذا كان حسابًا ساذجًا للغاية. فإيران ليست كوريا الشمالية، والعالم ليس مستعداً لمعاملة قوة مزعزعة للاستقرار وراعية للإرهاب بنفس النهج الاسترضائي، في منطقة مهمة مثل الشرق الأوسط'. وتابعت الصحيفة، 'أخيرا، لقد رأينا كيف أن استمرار هذا المسار وسوء تقدير النظام الديني لم يؤد فقط إلى عزل إيران وتفاقم الضغوط الاقتصادية والأمنية في السنوات الأخيرة، بل أدى في نهاية المطاف إلى إثارة حرب تفرض الآن تكاليف باهظة على إيران والإيرانيين. إن الطريق لإنقاذ إيران لا يتمثل في تقليد بيونغ يانغ، بل في العودة إلى العقل والشرعية والتفاهم البناء والتقارب مع العالم، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال تغيير جذري في بنية الحكم، وتغيير النظام'.


بيروت نيوز
منذ 3 ساعات
- بيروت نيوز
تصعيد أوروبي ضد جوجل.. البحث بالذكاء الاصطناعي في مرمى الانتقادات
تواجه شركة جوجل تصعيدًا قانونيًا جديدًا في الاتحاد الأوروبي، بعدما تقدم بعض أصحاب المواقع المستقلين بشكوى رسمية يتهمون فيها الشركة بانتهاك قوانين المنافسة، على خلفية اعتمادها ميزة 'مطالعات الذكاء الاصطناعي AI Overviews' التي تُقدّم ملخصات مباشرة للمستخدمين ضمن نتائج البحث. وتُعد هذه الميزة من أكثر المشاريع طموحًا لجوجل، إذ تهدف إلى توفير إجابات فورية ومُبسطة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى زيارة الروابط أو المواقع الأصلية، مما يُحدث تحولًا جذريًا في آلية عمل محرك البحث. لكن، في المقابل، يرى أصحاب المواقع أن هذه الخطوة تُهدد بنحو مباشر مواقعهم المعتمدة على عدد الزيارات والإعلانات والاشتراكات. المحتوى يُعرض.. والمصدر يتلاشى وبحسب وكالة رويترز، فإن الشكوى تركز على أن جوجل تعيد استخدام محتوى المواقع دون تعويض عادل أو إعادة توجيه الزيارات إلى المصدر الأصلي، مما يُشكل ضررًا بالغًا للمدونات والمواقع الإخبارية المستقلة التي تعتمد على الزيارات المحوّلة من محركات البحث لتأمين أرباحها. ويقول أصحاب المواقع إن جوجل 'تلتهم' المحتوى وتعيد تغليفه في هيئة إجابات مختصرة داخل صفحة البحث، مما يُقلل فرص النقر على الروابط الأصلية ويُضعف المنافسة في سوق النشر الرقمي، إذ لم يعد لدى المستخدمين سبب فعلي للدخول إلى المواقع بعدما حصلوا على الإجابة من واجهة البحث مباشرة. جوجل تحت مجهر الاتحاد الأوروبي مجددًا وليست هذه أول مرة تواجه فيها جوجل تدقيقًا من السلطات الأوروبية، إذ سبق أن واجهت قضايا بسبب سيطرتها على سوق البحث وسلوكيات يُنظر إليها على أنها غير تنافسية. لكن هذه الشكوى تُسلّط الضوء على مستوى جديد من التحديات المرتبطة بإدماج الذكاء الاصطناعي في محركات البحث، وما يترتب عليه من آثار اقتصادية على قطاع النشر. ويطالب مقدمو الشكوى بفتح تحقيق معمّق حول مدى توافق ميزة AI Overviews مع قوانين المنافسة الأوروبية، خاصةً أن التأثيرات المحتملة تمتد إلى مستقبل صناعة المحتوى وحقوق الناشرين في عصر الذكاء الاصطناعي. ويرى مراقبون أن هذه القضية تتجاوز جوجل، وتمس بنحو مباشر الطريقة التي يجب أن تتفاعل بها نماذج الذكاء الاصطناعي مع المحتوى المحمي بحقوق النشر. فالقرار الذي سيتخذ في هذه القضية قد يُحدد الإطار القانوني لكيفية تعويض صنّاع المحتوى عندما تُستخدم أعمالهم لتدريب أو تغذية أنظمة الذكاء الاصطناعي.