
تنظيم التبغ في أوروبا: بين الصحة العامة والتعقيد...
⏹ ⏵
https://www.alwakeelnews.com/story/739472
تم
الوكيل الإخباري-
في أوروبا اليوم، يبدو أن المعركة ضد التبغ ومنتجات النيكوتين لم تعد فقط قضية صحية، بل باتت جزءاً من مشروع سياسي أوسع يحمل طابعاً تدخلياً سياسياً. آخر فصول هذه المواجهة قادها وزير الصحة الهولندي، فينسنت كاريمانس، الذي دعا المفوضية الأوروبية إلى تسريع وضع إطار تنظيمي جديد، يشمل قيوداً صارمة ليس فقط على السجائر التقليدية، بل أيضاً على البدائل الأقل خطورة مثل السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين. اضافة اعلان
هذه الإجراءات تتجاوز حدود السياسة الصحية التقليدية، وتتعداها لتعمل كنموذج صارخ لما يمكن وصفه بـ "التقدم العلاجي الزائف"؛ تحت غطاء "حماية الصحة"، في الوقت الذي يتم فيه فرض ضرائب جديدة من شأنها تثبيط وعرقلة تقدم الابتكار.
في هذا السياق، فإن المفارقة التي تلفت الانتباه تتمثل في أن مثل هذه الحملات تصمم وتطلق ويتم تنفيذها على أنها موجهة لخدمة الصالح العام، بينما أنها في حقيقتها ما هي إلا أداة للربح السياسي والمالي، ويدفع المواطنون والمستهلكون ثمنها؛ إذ أنها تستهدف في الغالب الشركات التي تقود جهود الابتكار في تقنيات الحد من المخاطر.
في لحظة تعاني فيها أوروبا من أزمة تنافسية حقيقية، لا تبدو الزيادة في الأعباء الضريبية والتنظيمية إلا وصفة فاشلة، ذلك أنها تُفرض على قطاعات تسعى للخروج بحلول بديلة ومبتكرة، كما يتم توجيه الخطاب السياسي نحو التضييق التقييد بدلاً عن دعم التطوير والاستثمار، وهو الأمر الذي يعكس النهج التقليدي الذي لم يثبت فعاليته على الإطلاق على مدار سنين طويلة.
ويحذر محللون من أن الاتحاد الأوروبي يقترب من تبنّي أشد أشكال التدخل البيروقراطي، في وقت يحتاج فيه بشدة إلى المرونة والتعاون لتعزيز موقعه الاقتصادي. وكما جاء في تقرير حديث للاقتصادي والسياسي الإيطالي البارز ماريو دراجي الذي يُعرف بدوره المؤثر في السياسة النقدية الأوروبية، فإن العودة إلى المنافسة تتطلب تقليص البيروقراطية، لا زيادتها، وتحفيز الاستثمار لا تثبيطه، إلا أن السياسات الحالية تسير في الاتجاه المعاكس، مما يثير تساؤلات جدية حول أولويات صناع القرار في بروكسل.
وبالنظر لتجارب ناجحة في القضاء على التدخين، فإن التحول نحو بدائل أقل خطورة لا يجب أن يُعامل كخطر يجب تقييده، بل كفرصة يجب إدارتها بذكاء، لذلك، فإنه يتوجب على أوروبا إذا أرادت فعلاً تحسين الصحة العامة دون التضحية بالابتكار أو التنافسية، أن تبني سياساتها على التمييز بين المنع والإدارة وبفهم الواقع وتحفيز التغيير والمسؤول.
ومع اقتراب مؤتمر الأطراف الحادي عشر (COP 11) في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ (FCTC) والذي من المقرر أن ينعقد في جنيف بسويسرا في نوفمبر القادم، يراقب العالم الجدل الأوروبي ويدعو مختصون ومستهلكون على حد سواء إلى تحوّل جذري في السياسات، من الحظر والتقييد، إلى الاعتراف بالبدائل الخالية من الدخان كوسيلة فاعلة لتقليل الأمراض والوفيات المرتبطة بالتدخين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 5 ساعات
- خبرني
وكالة الأدوية الأوروبية توافق على حقن للوقاية من الإيدز
خبرني - أوصت وكالة الأدوية الأوروبية، يوم الجمعة، بالموافقة على استخدام حقن تستخدم مرتين سنويا للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، قال علماء إنها يمكن أن تساعد على إنهاء انتقال الفيروس. وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) هو فيروس يهاجم جهاز المناعة في الجسم ويضعفه. إذا لم يتم علاجه، يمكن أن يؤدي إلى متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وهي المرحلة الأكثر تقدما من المرض. وقالت هيئة تنظيم الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي في بيان "إن تقييماتها لعقار "ليناكابافير" الذي تبيعه في أوروبا شركة "جيليد ساينسيز" بالاسم التجاري "يزتوجو" أظهرت أن العقار "شديد الفعالية" ويعتبر ضمن المصالح الصحية العامة الكبرى. وبمجرد موافقة المفوضية الأوروبية على إرشادات الهيئة، سيتم السماح باستخدام العقار في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ 27.


أخبارنا
منذ 16 ساعات
- أخبارنا
"إرادة النيابية " ترحب باعتزام فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين
أخبارنا : رحبت كتلة إرادة والوطني الإسلامي بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في شهر أيلول المقبل، معتبرة أن هذه الخطوة، في حال تنفيذها، تمثل موقفًا إيجابيًا من فرنسا واعترافًا بنضالات الشعب الفلسطيني الممتدة على مر السنين، وانسجامًا مع قرارات الشرعية الدولية. وأكدت، في تصريح صحفي، أن اعتزام فرنسا اتخاذ هذه الخطوة يحمل دلالات سياسية مهمة تصب في صالح القضية الفلسطينية، خاصة وأن فرنسا كانت أحد الأطراف المشاركة في اتفاقيات سايكس بيكو وسان ريمو، التي مهدت الطريق لإصدار وعد بلفور المشؤوم. وأشارت إلى أن هذه الخطوة المحتملة من شأنها، أن تشكل دعمًا مهمًا للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع لنيل حقوقه التاريخية، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ودعت الكتلة برلمانات الاتحاد الأوروبي إلى أداء دورهم وتحمل مسؤولياتهم التاريخية، من خلال إيصال رسائل واضحة لحكوماتهم تدعو إلى كسر حالة الجمود السياسي، ودفع المجتمع الدولي نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة. كما جددت الكتلة دعمها الكامل لموقف الأردن الثابت، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وحماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والعمل الجاد من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة. --(بترا)


جو 24
منذ 17 ساعات
- جو 24
وكالة أدوية توصي بالموافقة على دواء يبطئ الزهايمر
جو 24 : مهدت الوكالة الأوروبية للأدوية الطريق يوم الجمعة، أمام استخدام دواء آخر لعلاج مرض الزهايمر. وبعد المراجعة، أوصت لجنة المنتجات الطبية للاستخدام البشري التابعة للوكالة بمنح ترخيص تسويق في الاتحاد الأوروبي للجسم المضاد "دونانيماب" لعلاج المراحل المبكرة من مرض الزهايمر. وفي ألمانيا وحدها، يعاني نحو 1.2 مليون شخص من الزهايمر، لكن التقديرات تشير إلى أن المادة الفعالة للعلاج الجديد مناسبة فقط لنحو 10 في المئة منهم. ولا يمكن للدواء إيقاف أو علاج الزهايمر، لكنه قادر على إبطاء تقدم المرض في مراحله المبكرة. ويتعين الآن على المفوضية الأوروبية أن تقرر ما إذا كان يمكن استخدام "دونانيماب" في الاتحاد الأوروبي ومتى. وحصل الدواء بالفعل على الموافقة في الولايات المتحدة واليابان والصين وبريطانيا تحت الاسم التجاري "كيسونلا". وفي حال أقرّت بروكسل العمل بتوصية الوكالة الأوروبية للأدوية، سيكون "دونانيماب" هو ثاني دواء من الأجسام المضادة يتم الموافقة عليه في الاتحاد الأوروبي لعلاج الزهايمر. تابعو الأردن 24 على