logo
نتنياهو في مرمى الضغوط الدولية.. هل اقتربت نهاية حكومته؟

نتنياهو في مرمى الضغوط الدولية.. هل اقتربت نهاية حكومته؟

سكاي نيوز عربيةمنذ 14 ساعات

فبين عواصم الغرب التي تستدعي سفراء تل أبيب، وتعليق اتفاقات، وفرض عقوبات، وبين غضب متصاعد داخل الشارع الإسرائيلي ضد الحرب المستمرة في غزة ، تتسع الهوة بين الحكومة الإسرائيلية والعالم، وتبدأ التساؤلات تتزايد: هل اقتربت نهاية حكومة نتنياهو، وهل ستُسقطها التداعيات السياسية للحرب، أم يعصف بها الانقسام الداخلي؟.
كانت المملكة المتحدة السباقة إلى خطوات غير معهودة في علاقاتها مع تل أبيب ، إذ استدعت السفيرة الإسرائيلية في لندن ، وجمّدت مفاوضات التجارة الحرة، وفرضت عقوبات على عدد من المستوطنين.
هذه الخطوات جاءت نتيجة لما وصفته لندن بـ"استخدام غير أخلاقي للقوة" في غزة ، وانتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية.
المواقف الأوروبية لم تقف عند هذا الحد، فقد توالت الدعوات في بروكسل و ستوكهولم و باريس لمراجعة اتفاق الشراكة الأوروبية الإسرائيلية، لا سيما في مجالات البحث العلمي والتكنولوجي.
وفي قراءة لهذا التصعيد، أكد الباحث السياسي فراس ياغي خلال استضافته في "غرفة الأخبار" على سكاي نيوز عربية، أن "المحيط قد فاض، وليس فقط طفح الكيل"، في إشارة إلى أن سلوك حكومة نتنياهو تجاوز القدرة على التحمل، حتى من قبل أقرب حلفائها.
واشنطن.. بداية إعادة التموضع؟
في واشنطن، ومع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم، بدأت تظهر إشارات واضحة لتبدل في الموقف الأميركي.
وبحسب ما أورد موقع "أكسيوس"، طلب ترامب من مساعديه إيصال رسالة مباشرة إلى نتنياهو بضرورة إنهاء الحرب، وهو ما اعتبره فراس ياغي تحولا مفصليا في تعاطي الإدارة الأميركية مع الأزمة، خصوصا أن ترامب يقود مشروعا إقليميا لإعادة هندسة العلاقات في الشرق الأوسط، توّج سابقا باتفاقيات أبراهام.
ويرى ياغي أن استمرار الحرب يعطل هذا المشروع، ويدفع ترامب إلى رؤية نتنياهو كعقبة أمام خطته للسلام الإقليمي، لا كشريك سياسي موثوق.
ويضيف: "نتنياهو لم يعد يستجيب لأحد. إنه يدير حربا لأجل نفسه، وليس من أجل إسرائيل".
أزمة الداخل.. عندما تتحول الحكومة إلى عبء
الوضع الداخلي لا يبدو أفضل حالا من الخارجي. فبحسب استطلاعات الرأي، فإن ما يقرب من 70 بالمئة من الإسرائيليين يطالبون بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
ومع ذلك، تصرّ الحكومة على نهجها، ما دفع ياغي إلى وصفها بأنها "حكومة أقلية داخل إسرائيل ، رغم أنها تمتلك أغلبية برلمانية".
واعتبر أن هذا الانفصام يعكس أزمة شرعية عميقة، تتجاوز الحسابات الحزبية لتصل إلى تهديد الاستقرار المؤسساتي في الدولة العبرية.
ووفق ياغي فإن نتنياهو يسعى إلى صناعة إرث سياسي مختلف، يمحو من خلاله تاريخه الملوث بملفات الفساد وخيانة الأمانة، لكنه "يستخدم الحرب كغطاء لتلميع نفسه، فيما إسرائيل تنهار سياسيا ودبلوماسيا".
الصحافة الإسرائيلية نفسها لم تعد تغفر لنتنياهو، فقد كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت أن "إسرائيل تهزم نفسها بنفسها"، في توصيف حاد لما اعتبرته فشلا إستراتيجيا يمتد من الجبهة العسكرية إلى حلبة السياسة الخارجية.
الحصار المفروض على غزة، والذي طالما استخدمته إسرائيل كأداة لإضعاف حماس، بات يرتد عليها، إذ تزايدت الدعوات في العواصم الغربية لإدخال مساعدات إنسانية عاجلة، مع تحذيرات أممية من مجاعة تلوح في الأفق.
وفي هذا الإطار، يقول ياغي: "إسرائيل تُجبر الآن على إدخال المواد الغذائية، ليس رحمة بسكان غزة، بل خوفا من خسارة أصدقائها القلائل الباقين".
ياغي يقرأ تحول الموقف الأميركي ضمن سياق أوسع يتعلق بطبيعة المرحلة التي يريد ترامب ترسيخها في المنطقة.
فبعد أن عقد انفتاحات مع إيران، وتواصل مع الحوثيين، بات واضحا أن الرئيس الأميركي يسعى إلى تقليص بؤر التوتر، وليس إشعالها.
وفي هذا السياق، يُصبح نتنياهو بحسب ياغي عائقا لا يمكن تجاهله.
ويتابع ياغي موضحا: "ترامب يعرف أنه لا يستطيع المضي في توسيع اتفاقيات أبراهام مع استمرار هذه الحرب. هو يريد منطقة مستقرة، ونتنياهو يريد إرثا شخصيا على حساب الجميع".
خسائر بالجملة.. ومعارك تدار بالخسارة
على المستوى الإستراتيجي، تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة، تتجاوز الميدان العسكري. فكما يوضح ياغي: "إسرائيل تخسر المجتمع الدولي، وتخسر الإقليم، وتخسر حلفاءها التقليديين".
حتى على الصعيد الداخلي، فإن الصحفي الإسرائيلي الشهير أموس هاريل كتب: "نتنياهو ينتحر ويأخذ إسرائيل معه إلى الهاوية".
تفكك الائتلاف.. هل تكون بداية الانهيار؟
رغم تماسك الائتلاف الحاكم ظاهريا، إلا أن هشاشته تتزايد، لا سيما في ظل الخلاف المحتدم حول "قانون التجنيد"، فالتيارات الدينية المتشددة (الحريديم) ترفض الانخراط في الخدمة العسكرية، وهو ما قد يؤدي إلى انسحابها من الحكومة إذا لم يتم تقديم إعفاءات قانونية.
وحول ذلك يرى ياغي أن هذا الملف بالذات قد يكون "المسمار الأول في نعش الحكومة"، إذا أحسنت المعارضة استخدامه لتفكيك التحالفات الهشة داخل الكنيست.
ورغم تصاعد الاحتجاجات في الشارع، إلا أن المعارضة السياسية تبدو عاجزة حتى الآن عن استثمار اللحظة التاريخية.
ويشير ياغي إلى أن إسقاط الحكومة لن يتم عبر التظاهر وحده، بل يحتاج إلى توافق برلماني دقيق حول صيغة قانونية تُحرج الائتلاف.
وفي هذا السياق، يبقى قانون التجنيد أداة محتملة للتفجير السياسي، إذا ما أحسنت المعارضة توظيفه.
العدّ التنازلي بدأ.. وسؤال النهاية يقترب
في ظل هذا المشهد المعقّد، لا يبدو أن الحكومة الإسرائيلية قادرة على الصمود طويلا دون دفع ثمن باهظ، سواء داخليا أو خارجيا.
العالم يضغط، والولايات المتحدة تغيّر موقفها، والشارع الإسرائيلي بدأ يضيق ذرعا، فيما نتنياهو يبدو كمن يهرب إلى الأمام، غير آبه بما يخلّفه وراءه من خراب.
فهل نحن أمام بداية العد التنازلي لنهاية حكومة نتنياهو، وهل يقود الداخل الإسرائيلي هذه المرة مسار التغيير، مدفوعا بزخم دولي لا سابق له؟.
أسئلة مفتوحة، لكن ما يبدو مؤكدا هو أن إسرائيل، في عهد نتنياهو، تقف على حافة خيارات مؤلمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عبدالله بن زايد يبحث هاتفياً سبل تعزيز التعاون مع إسبانيا وأرمينيا
عبدالله بن زايد يبحث هاتفياً سبل تعزيز التعاون مع إسبانيا وأرمينيا

البيان

timeمنذ 28 دقائق

  • البيان

عبدالله بن زايد يبحث هاتفياً سبل تعزيز التعاون مع إسبانيا وأرمينيا

بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال اتصال هاتفي مع خوسيه مانويل الباريس وزير خارجية مملكة إسبانيا، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات. كما ناقش الجانبان الفرص المتاحة لدعم وتطوير مسارات التعاون في عدة قطاعات ومنها الاقتصادية والتجارية، وذلك بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما. وبحث سموه وخوسيه مانويل الباريس، مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها. كما بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، خلال اتصال هاتفي مع آرارات ميرزويان، وزير خارجية جمهورية أرمينيا، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المتبادلة. كما استعرض الجانبان مسارات التعاون والعمل المشترك بين دولة الإمارات وجمهورية أرمينيا، في القطاعات الداعمة للمسارات التنموية في البلدين.

على غرار واقعة زيلنيسكي.. ترامب يواجه رامابوسا بمزاعم عن «إبادة البيض» بجنوب إفريقيا
على غرار واقعة زيلنيسكي.. ترامب يواجه رامابوسا بمزاعم عن «إبادة البيض» بجنوب إفريقيا

صحيفة الخليج

timeمنذ 40 دقائق

  • صحيفة الخليج

على غرار واقعة زيلنيسكي.. ترامب يواجه رامابوسا بمزاعم عن «إبادة البيض» بجنوب إفريقيا

واشنطن - رويترز واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا، باتهامات بارتكاب جرائم قتل جماعي، ومصادرة أراضٍ من البيض خلال لقائهما في البيت الأبيض الأربعاء، في مشهد أعاد إلى الأذهان ما حدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير/ شباط الماضي. وترفض جنوب إفريقيا اتهامات بأن البيض مُستهدفون بالجرائم على نحو متناسب. وتشهد معدلات القتل ارتفاعاً في جنوب إفريقيا، لكن الغالبية العظمى من الضحايا سود. وصل رامابوسا إلى الاجتماع قائلاً إنه يرغب في مناقشة التجارة والمعادن الأساسية، وبدأ الاجتماع الذي بثه التلفزيون بداية ودية، حيث تبادل هو وترامب ملاحظات عن رياضة الجولف. وكان بطلا الجولف، من جنوب إفريقيا، إرني إلس وريتيف جوسن حاضرين ضمن وفد رامابوسا. ولكن سرعان ما اتخذ اللقاء في المكتب البيضاوي مساراً مختلفاً، حيث عرض ترامب مقطعاً مصوراً، ومقالات مطبوعة يفترض أنها تُظهر أدلة لدعم مزاعمه التي لا أساس لها بأن البيض في جنوب إفريقيا يتعرضون للاضطهاد. وقال ترامب في واحدة من سلسلة اتهامات: «يهرب الناس من جنوب إفريقيا حفاظاً على سلامتهم. تُصادر أراضيهم، وفي كثير من الحالات، يُقتلون». وترفض جنوب إفريقيا مزاعم ترامب. وعانت جنوب إفريقيا التمييز الوحشي ضد السود لقرون خلال فترة الاستعمار، والفصل العنصري، قبل أن تصبح ديمقراطية متعددة الأحزاب عام 1994 في عهد نلسون مانديلا. ويتيح قانون جديد للإصلاح الزراعي، يهدف إلى معالجة مظالم الفصل العنصري، مصادرة الأراضي دون تعويض عندما يكون ذلك في المصلحة العامة، وعلى سبيل المثال إذا كانت الأرض بوراً. ولم تُنفذ أي عملية مصادرة من هذا القبيل، ويمكن الطعن في أي أمر صادر عنها أمام القضاء. وأظهر المقطع المصور الذي عرضه ترامب صلباناً بيضاء قال إنها قبور للآلاف من البيض، وزعماء يُلقون خطابات تحريضية. وطالب ترامب بضرورة اعتقال أحدهم وهو جوليوس ماليما. - الإصلاح الزراعي وإسرائيل خلال عرض التسجيل المصور، لم يظهر أي تعبير على وجه رامابوسا معظم الوقت، وكان يُحرك رقبته أحياناً لينظر إلى التسجيل المصور. وقال إنه لم يشاهده من قبل، وإنه يرغب في معرفة مكان تصويره. وعرض ترامب بعد ذلك نسخاً مطبوعة من مقالات قال إنها تُظهر قتلى من البيض في جنوب إفريقيا، وكان يقول: «الموت، الموت» وهو يُقلّب صفحاتها. من جهته قال رامابوسا إن هناك جرائم في جنوب إفريقيا، وإن غالبية الضحايا من السود. لكن ترامب قاطعه قائلاً: «المزارعون ليسوا سوداً». ورد رامابوسا: «هذه مخاوف نحن على استعداد للتحدث معك عنها». وحافظ الزعيم الجنوب إفريقي على رباطة جأشه طوال المشهد. وفي الأشهر القليلة الماضية، انتقد ترامب قانون الإصلاح الزراعي وقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية. وألغى ترامب المساعدات إلى جنوب إفريقيا، وأمر بطرد سفيرها، وقرر منح اللجوء للأقلية البيضاء بناء على مزاعم التمييز العنصري التي تنفيها بريتوريا.

نتنياهو يكشف حقيقة ما يتردد عن خلاف مع ترامب
نتنياهو يكشف حقيقة ما يتردد عن خلاف مع ترامب

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 40 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

نتنياهو يكشف حقيقة ما يتردد عن خلاف مع ترامب

وأسفرت زيارة ترامب لكل من السعودية وقطر و الإمارات عن مجموعة من الصفقات التجارية الكبرى، لكنها أثارت تعليقات إعلامية واسعة ركزت على أن إسرائيل ، أقرب حليف لواشنطن في المنطقة، لم تكن مدرجة ضمن الجولة. وجاءت الزيارة في أعقاب قرار ترامب إنهاء حملة أميركية لمهاجمة الحوثيين في اليمن رغم استمرار الجماعة المدعومة من إيران في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، كما جاءت وسط مساع أميركية للتوصل لاتفاق نووي مع طهران. ولم يسبق أن علق نتنياهو علنا على المسألة، لكنه قال لصحفيين في مؤتمر صحفي إنه تحدث إلى ترامب قبل نحو 10 أيام وإن الرئيس قال له: "بيبي، أريدك أن تعرف، لديّ التزام كامل تجاهك، ولدي التزام كامل تجاه دولة إسرائيل". ووسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل، يطالب ترامب بإنهاء الحرب في غزة سريعا ويتحدث عن معاناة المدنيين في القطاع حيث تسبب حجب إسرائيلي منذ 11 أسبوعا للمساعدات في أزمة إنسانية عميقة. وقال نتنياهو إن جيه.دي فانس نائب الرئيس الأميركي قال له قبل أيام "لا تكترث لكل هذه الأخبار الكاذبة حول هذا الخلاف بيننا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store