logo
لقاء "مفصلي" لعراقجي مع "حزب الله" يحدّد مستقبل لبنان

لقاء "مفصلي" لعراقجي مع "حزب الله" يحدّد مستقبل لبنان

صحيح أن زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إلى بيروت تأتي في سياق جولة إقليمية يضع فيها العواصم العربية في أجواء المفاوضات النووية الأميركية - الإيرانية، إلا أن محطته اللبنانية بالغة الأهمية بما أن لِطهران هنا، ذراعاً عسكرية تُعتبر أو كانت تُعتبر، حتى "حرب الإسناد"، الأقوى لها في الشرق الأوسط. فالمحادثات بين طهران وواشنطن، التي تقترب من مرحلة الحسم، تركّز في شكل أساس على سلاح إيران النووي، غير أنها تلحظ أيضاً ضرورة أن تلجم الجمهورية الإسلامية فصائلها في المنطقة وتُصفّيها كمنظمات مسلحة، لتتحول تدريجياً إلى قوى سياسية عادية.
لغة هادئة
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"نداء الوطن"، أن سلاح "حزب الله"، يشكّل اليوم أمّ العقد اللبنانية الداخلية، والملف الذي سيُحدَد على ضوئه، الطريق الذي سيسلكه لبنان في المرحلة المقبلة. فإما أن يركب قطارَ الازدهار في المنطقة الذي يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أو يبقى خارجه.
الدبلوماسي الإيراني في كل محطاته اللبنانية، تحدّث بلغة هادئة، إيجابية و"جديدة". خلا خطابه من أي ذكر لـ "المقاومة"، وقال "لطالما دعمنا سيادة لبنان ووحدة أراضيه في كل المراحل وما زلنا ندعمه في ظل الظروف الحالية الصعبة. نأمل فتح صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان على أساس الاحترام المتبادل ونحن نحترم شؤونه الداخلية ولا نتدخل فيها".
بين الحقيقة والتقيّة
هل تنوي القيادة الإيرانية فعلاً فتح صفحة جديدة مع لبنان وكتابتها بحبر جديد؟ أم أن مواقف عراقجي جزء من التقية الإيرانية حيث يقول الإيرانيون شيئاً في العلن لكنهم يضمرون عكسه؟ انطلاقاً من التجارب السابقة، لا يمكن البناء على كلام عراقجي والتسليم به، وفق المصادر، غير أن المتغيرات في المنطقة، لناحية حاجة طهران إلى اتفاق مع واشنطن يفك عن عنقها طوق العقوبات ويحمي نظامها من ضربة عسكرية آتية لا محالة إذا فشلت المفاوضات، يرفع احتمال أن تكون الجمهورية الإسلامية هذه المرة، في صدد الإقلاع فعلاً عن انتهاك سيادة لبنان وتالياً الإقلاع عن دعم تَجبّر "حزب الله" على الدولة والقانون، تماماً كما فعلت مع الحوثيين حين طلبت منهم إنهاء عمليات استهداف السفن التجارية الأميركية في البحر الأحمر.
تبريد أم تصعيد
لقاء عراقجي الأبرز لبنانياً، هو ذاك الذي بقي بعيداً من الأضواء، مع قيادة "حزب الله"، تتابع المصادر. فعلى ضوئه، إما سيُبرّد "الحزبُ" من حماوة خطابه ويتخلّى عن التخوين ولغة قطع الأيادي، وينعطف تدريجياً نحو التعاون مع المساعي الرئاسية لحصر السلاح بيد الدولة، ويعيد ترميمَ الجسور بينه والحكومة، رئاسة ووزراء، فينطلق مسارُ خروج لبنان من الحفرة وتفوز بيروت بالدعم الدولي على الصعد كافة، اقتصادياً وسياحياً ومالياً وفي إعادة الإعمار وفي إخراج الإسرائيلي من الجنوب.
وإما، يبلّغ عراقجي "الحزبَ" أنه لا يزال في حاجة إلى ورقته لتحسين شروط طهران التفاوضية مع واشنطن. وعندها سيستمر "الحزب" في التشدد والتمسك بالسلاح وتعطيل العودة العربية والدولية إلى لبنان ومسار إعادة الإعمار، مما يعزز فرضية عودة الحرب الإسرائيلية على لبنان، ويُفوّت على العهد واللبنانيين فرصة استثنائية، لتحويل بلدهم مِن جديد إلى "سويسرا الشرق". الجواب مع الأسف في جعبة عراقجي، تختم المصادر.
لارا يزبك - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تحذّر الأوروبيين من ارتكاب 'خطأ استراتيجي' في اجتماع الوكالة الذرية
إيران تحذّر الأوروبيين من ارتكاب 'خطأ استراتيجي' في اجتماع الوكالة الذرية

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

إيران تحذّر الأوروبيين من ارتكاب 'خطأ استراتيجي' في اجتماع الوكالة الذرية

حذّرت إيران، اليوم، على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي، الدول الأوروبية من مغبة ارتكاب 'خطأ استراتيجي' في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، غداة تأكيد مصادر دبلوماسية أن الغربيين سيطرحون قراراً ضد طهران. وكتب عراقجي على 'إكس' 'بدلاً من التفاعل بحسن نية، يختار الثلاثي الأوروبي (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) التصرف الخبيث ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية'. وأضاف 'احفظوا كلامي، بينما تفكر الدول الأوروبية بخطأ استراتيجي كبير آخر: إيران ستردّ بقوة على أي انتهاك لحقوقها'. وكانت مصادر دبلوماسية أفادت وكالة 'فرانس برس'، أمس، بأن الدول الأوروبية الثلاث، وهي أطراف في اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، إضافة الى الولايات المتحدة، تعتزم أن تطرح على مجلس المحافظين قراراً ضد الجمهورية الإسلامية، مع تهديد بإحالة ملفها على الأمم المتحدة. وقال مصدر دبلوماسي مطلع إنه بعد نشر الوكالة التابعة للمنظمة الدولية تقريراً يؤكد 'عدم تعاون كاملاً من جانب طهران، سيتم تقديم قرار لعدم احترامها التزاماتها النووية'. وأكد دبلوماسيان آخران المبادرة الهادفة إلى 'تشديد الضغط' على إيران. غروسي: المفاوضات الأميركية الإيرانية 'جادة للغاية' في سياق متصل، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، اليوم، عن تفاؤله بشأن المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة. ووصف غروسي في حديثه مع صحيفة 'فاينانشال تايمز' البريطانية هذه المحادثات بأنها 'جادة للغاية'، قائلاً 'لقد شهدت حالات كان يتعين فيها إقناع الدول بالرغبة في التفاوض. هنا لا يوجد مثل هذا الوضع. المحادثات جادة للغاية'. ونقلت الصحيفة عن المدير العام للوكالة قوله إن القدرات النووية الإيرانية لا يمكن القضاء عليها بهجوم محدود، حيث كشف أنه 'توجد أكثر الأشياء حساسية على عمق نصف ميل تحت الأرض – لقد كنت هناك عدة مرات. للوصول إليها عليك النزول عبر نفق متعرج إلى الأسفل، ثم الأسفل أكثر فأكثر'. وحتى الآن، جرت خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عُمان. والخلاف الرئيسي في هذه المحادثات يدور حول تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات. وفي حين تطالب الولايات المتحدة بوقف كامل للتخصيب وحتى تفكيك البرنامج النووي غير العسكري الإيراني، تعتبر إيران التخصيب للأغراض السلمية حقاً لها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) وتشترط رفع العقوبات بالكامل كشرط مسبق للاتفاق.

إيران تهدد بالتصعيد قبيل اجتماع "مجلس محافظي الطاقة الذرية"
إيران تهدد بالتصعيد قبيل اجتماع "مجلس محافظي الطاقة الذرية"

المركزية

timeمنذ ساعة واحدة

  • المركزية

إيران تهدد بالتصعيد قبيل اجتماع "مجلس محافظي الطاقة الذرية"

حذّرت إيران، الجمعة، على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي، الدول الأوروبية من مغبة ارتكاب "خطأ استراتيجي" في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، غداة تأكيد مصادر دبلوماسية أن الغربيين سيطرحون قرارا ضد طهران. وكتب عراقجي على "إكس": "بدلا من التفاعل بحسن نية، يختار الثلاثي الأوروبي (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) التصرف الخبيث ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضاف: "احفظوا كلامي بينما تفكر الدول الأوروبية بخطأ استراتيجي كبير آخر: إيران ستردّ بقوة على أي انتهاك لحقوقها". وكانت مصادر دبلوماسية أفادت وكالة فرانس برس الخميس بأن الدول الأوروبية الثلاث، وهي أطراف في اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، إضافة الى الولايات المتحدة، تعتزم أن تطرح على مجلس المحافظين قرارا ضد إيران، مع تهديد بإحالة ملفها على الأمم المتحدة. وقال مصدر دبلوماسي مطلع إنه بعد نشر الوكالة التابعة للمنظمة الدولية تقريرا يؤكد "عدم تعاون كاملا من جانب طهران، سيتم تقديم قرار لعدم احترامها التزاماتها النووية". وأكد دبلوماسيان آخران المبادرة الهادفة إلى "تشديد الضغط" على إيران. وشدد عراقجي على أن طهران التزمت "على مدى أعوام بتعاون جيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أثمر قرارا طوى صفحة المزاعم المغرضة بشأن +بعد عسكري محتمل+ للبرنامج النووي السلمي لإيران". وأشار إلى أن "بلادي متهمة مرة أخرى بعدم التعاون"، عازيا ذلك إلى "تقارير واهية ومسيّسة". وكانت الوكالة التابعة للأمم المتحدة نددت في تقرير الأسبوع الماضي بتعاون إيران "الأقل من مرض" بشأن برنامجها النووي، مشيرة في الوقت عينه إلى أن الجمهورية سرّعت من وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب. واتهمت طهران إسرائيل بتقديم "معلومات غير موثوقة ومضللة" إلى الوكالة الدولية، وتوعدت بالرد في حال "استغل" الأوروبيون التقرير "لأغراض سياسية".

عراقجي: إيران ستردّ بقوة على أي انتهاك لحقوقها
عراقجي: إيران ستردّ بقوة على أي انتهاك لحقوقها

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

عراقجي: إيران ستردّ بقوة على أي انتهاك لحقوقها

حذّرت إيران، على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي، الدول الأوروبية من 'مغبة ارتكاب خطأ استراتيجي في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل'، غداة تأكيد مصادر دبلوماسية أن الغربيين سيطرحون قراراً ضد طهران. وكتب عراقجي على 'أكس': 'بدلاً من التفاعل بحسن نية، يختار الثلاثي الأوروبي (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) التصرف الخبيث ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية'. وأضاف: 'احفظوا كلامي بينما تفكر الدول الأوروبية بخطأ استراتيجي كبير آخر: إيران ستردّ بقوة على أي انتهاك لحقوقها'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store