
مريم الغيثي: أحياناً يبدأ الشفاء من ضربة فرشاة
يأخذنا الفن أحياناً إلى ما هو أبعد من الجمال البصري؛ إلى مساحات داخلية تتيح التأمل، وتفتح نوافذ لفهم الذات، وتفريغ المشاعر، والتعبير عما لا يُقال بالكلمات. في هذا الإطار تبرز تجربة الفنانة التشكيلية مريم الغيثي، التي اختارت أن توظف الفن أداة للتشافي النفسي والعاطفي.
«البيان» تسلط الضوء على هذه التجربة المختلفة في حديث مع الغيثي، التي تتحدث عن بداياتها والأساليب التي تتبعها، مؤكدة أن الفن هو لغة داخلية قادرة على التعبير والشفاء.
كيف بدأت رحلتكِ مع العلاج بالفن؟
بدأت رحلتي مع العلاج بالفن من خلال مشاركتي في ورش تأملية فنية، وكانت تجربة فارقة بالنسبة لي. شعرت بعمق التأثير الذي يمكن أن يحدثه الفن حين يتجاوز كونه وسيلة للتعبير الجمالي، ليصبح أداة لفهم الذات وتهدئة المشاعر، عندها أدركت أنني أرغب بمشاركة هذا النوع من التجربة مع الآخرين، لاسيما أنني أمارس الفن التشكيلي منذ سنوات.
ما الذي يميز ورشكِ عن غيرها من جلسات العلاج الفني أو التأمل الإبداعي؟
ورشي تدمج بين التأمل والخيال، حيث أطلب من المشاركات الانفصال عن الواقع مؤقتاً، والدخول في حالة تأمل عميق، ثم تحويل ما شاهدنه أو شعَرنه في تلك الحالة إلى عمل فني. هذه الرحلة بين الخيال والواقع تمنح المشاركات فرصة فريدة للتعبير عن مشاعرهن وأفكارهن بطريقة صادقة وعفوية.
في إحدى الورش، توزّعين مفاتيح رمزية على المشاركات. ما معناها؟ وكيف تفاعلن معها؟
في تلك الورشة حصلت كل مشاركة على مفتاح رمزي يمثل قدرتها على فتح «صناديقها الداخلية». خلال التأمل تتخيل المشاركة نفسها في حديقة سرية مليئة بالصناديق، وكل صندوق يرمز إلى عطايا ومعانٍ خاصة. عند فتح أحدها بخيالها يظهر لها رمز أو صورة تُلهمها لترسمه. كان التفاعل رائعاً، فالفكرة عززت شعور المشاركات بالاختيار والتمكين.
ما نوع التحولات التي شهدتِها لدى المشاركات بعد حضورهن الورش؟
كثير من المشاركات عبّرن عن شعورهن بالراحة والتفريغ بعد الجلسة. التأمل يكشف مشاعر دفينة قد لا ننتبه لها في زحمة الحياة، والرسم يمنح مساحة للتعبير عنها بشكل غير مباشر.
وسيلة للتعبير
كيف تختارين مواضيع أو تمارين الورشة؟
أختار المواضيع من وحي خيالي، وأحاول دائماً أن أبتعد بالمشاركات عن المألوف والمعتاد، لأمنحهن مساحة للتجدد والاكتشاف. بالطبع أراعي الفئة العمرية.
هل ترين أن كل شخص قادر على الاستفادة من العلاج بالفن؟
بكل تأكيد الفن لا يشترط مهارة تقنية، بل هو وسيلة للتعبير. حتى من لا يعرف الرسم يمكنه اختيار الألوان وتوزيعها على اللوحة بطريقة تعبّر عن مشاعره. الأهم هو التواصل مع الذات، وليس إنتاج لوحة متقنة.
كيف يتكامل الفن مع مشاعركِ في أعمالكِ الشخصية؟
كل عمل فني أُنتجه هو انعكاس لحالتي النفسية في لحظة ما. أعتبر الفن سجلاً صامتاً لمشاعري وتحولاتي. من بين الأعمال الأقرب إلى قلبي تلك التي أشتغل فيها على الفخار، لأنها تحمل طابعاً حسياً وتجريبياً عميقاً يلامس الروح مباشرة.
لغة داخلية
ما الأدوات أو الألوان التي تعبّرين بها أكثر خلال جلساتك؟
في أعمالي الشخصية أستخدم عادة الألوان الزيتية، لكن خلال الورش أفضّل الألوان المائية أو السريعة الجفاف لتتناسب مع وقت الجلسة.
ما الرسالة التي تحاولين إيصالها من خلال هذه التجربة الفنية المشتركة؟
رسالتي أن لكل إنسان عالماً داخلياً يستحق أن يُكتشف ويُفهم. الفن هو لغة داخلية تساعدنا على رؤية هذا العالم بوضوح. عبر اللون والرمز والتأمل يمكننا أن نقترب من أنفسنا أكثر.
وفي نهاية هذه الرحلة الفنية التأملية يتضح أن تجربة مريم الغيثي تتجاوز حدود اللوحة والفرشاة، لتعيد تعريف الفن وسيلة للتواصل مع الذات والبحث عن التوازن والسكينة. من خلال جلساتها يتحوّل اللون إلى لغة، والخيال إلى أداة استكشاف، والرسم إلى مساحة حرة تُنصت فيها المشارِكة إلى صوتها الداخلي، وتكتشف أن الشفاء قد يبدأ أحياناً من ضربة فرشاة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 40 دقائق
- صحيفة الخليج
«لابوبو» تظهر في «دبي مول» وسط طوابير شرائها
في صباح اليوم الباكر، شهد أحد المحال التجارية في «دبي مول» مشهداً لافتاً جذب الأنظار، إذ اصطف عشرات من أفراد المجتمع في طوابير طويلة، وسط زحام كبير امتد منذ ساعات الصباح الأولى، وكل ذلك من أجل دمية صغيرة بحجم الكف «دمية لابوبو» ذات الشكل الغريب والمخيف بعض الشيء، خطفت الأضواء وأثارت فضول المارة. طوابير طويلة وفي دبي، كما في عدد من المحال التجارية حول العالم، تكررت مشاهد الطوابير الطويلة التي تبدأ منذ الصباح الباكر، خصوصاً أمام متاجر تعرضها حيث يحرص المعجبون على أن يكونوا من أوائل من يحصلون على الإصدارات الجديدة، ما يؤكد أن «لابوبو» لم تعد مجرد دمية، بل أصبحت علامة وترنداً عالمياً. وبحسب بحث بسيط على الإنترنت متوسط سعرها يزيد على 700 درهم. دمية «لابوبو» ظهرت لأول مرة عام 2015 وظهرت دمية «لابوبو» لأول مرة عام 2015، حين خرجت من صفحات عالم خيالي رسم ملامحه فنان الرسم كاسينغ لونغ، مستلهماً من الأساطير الإسكندنافية ثلاثية قصصية مصورة حملت اسم «الوحوش». في هذا العالم الساحر، وُلدت شخصيات غريبة، بعضها طيب والآخر شرير، إلا أن «لابوبو» سرعان ما خطفت الأنظار. تتميّز «لابوبو» بمظهر استثنائي؛ فهي وحش صغير، ذو أذنين مدببتين وأسنان بارزة، يجمع بين ملامح البراءة والغرابة. ورغم شكله المشاغب، صوّره لونغ ككائن طيب النية يسعى دوماً لمساعدة الآخرين، لكن حماسه غالباً ما يقوده لنتائج غير متوقعة. تعاون لونغ مع شركة الألعاب الصينية الشهيرة «Pop Mart» لإنتاج الدمية التي قُدّمت للجمهور ضمن صناديق مغلقة لا يُعرف محتواها إلا بعد فتحها، ما أضفى عنصر المفاجأة والتشويق وأسهم في نجاح الفكرة بين أوساط الشباب ومحبي جمع الدمى. وبلغت شعبية الدمية ذروتها بعد أن ظهرت معلقة على حقيبة إحدى نجمات الفرق الموسيقية الكورية الشهيرة، فانتشرت صورها بسرعة على مواقع التواصل، لتتحول إلى رمز جمالي يُكمل الإطلالة اليومية ويعكس ذوقاً شخصياً مميزاً. تحوّلت «لابوبو» من شخصية في عالم الرسوم الخيالية الآسيوي إلى رمز عصري يتصدر «الترند» ويُعلّق على حقائب من علامات فاخرة، سواء كانت لليد أومدرسية أو حتى رياضية، ما يعكس انتشارها الواسع وتحوّلها إلى عنصر ثابت في الإطلالة اليومية. وترتدي الدمية أزياءً مصغرة مستوحاة من أشهر دور الأزياء العالمية، بل شهدت السوق ظهور خطوط إنتاج لتصميم ملابس خاصة لها، بالإضافة إلى إكسسوارات مثل الأحذية، الحقائب، الكاميرات وعلب عرض فاخرة تُعامل فيها «لابوبو» كقطعة فنية. على منصة «تيك توك»، باتت الدمية قطعة أساسية تُرفق بالحقيبة كرمز للتميز الشخصي.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
مكتبة الإمارات .. منصة وطنية تحتفي بإبداع الكتاب وتوثق الذاكرة الثقافية الإماراتية
في يوم الكاتب الإماراتي الذي يوافق 26 مايو من كل عام، تبرز "مكتبة الإمارات" بوصفها أيقونة ثقافية تحتضن الإبداع المحلي داخل مكتبة محمد بن راشد، وتُجسد التزام المؤسسة بدعم الكتّاب الإماراتيين وتسليط الضوء على إسهاماتهم الأدبية والفكرية. وتعد المكتبة منصة حيوية للمعرفة، إذ يتردد عليها يوميا عدد كبير من الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات، لا سيما طلاب المدارس والشباب، الذين يشغلون أركانها للبحث والقراءة والمشاركة في الفعاليات القرائية وورش العمل المتنوعة. وتضم مكتبة الإمارات بين رفوفها أعمالا لمؤلفين إماراتيين في مجالات متعددة وبعدد من اللغات، مما يعكس تنوع وثراء المشهد الثقافي الوطني، وتزخر بمجموعة قيّمة من إصدارات أبرز الأدباء الإماراتيين، من بينهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والدكتور سعيد خليفة المزروعي، والدكتور حمد محمد بن صراي، وخلود المعلا، وآمنة الدرمكي، وعلي أبو الريش، وسارة الأحبابي، ونورة الخوري، وآخرون. ويمتد دعم المكتبة للمبدعين من خلال مبادرات تسهم في تمكين الكتّاب الإماراتيين والموظفين الموهوبين في مجالات الكتابة والتأليف، وتشجيعهم عبر جلسات قرائية وأمسيات شعرية وندوات فكرية، إلى جانب ورش عمل متخصصة، وفعاليات توقيع كتب، وتبنّي الإصدارات الجديدة، في إطار رؤية مكتبة محمد بن راشد الرامية إلى تعزيز حضور الكُتّاب الإماراتيين في الساحتين العربية والعالمية. وتوفر مكتبة الإمارات لزوارها أكثر من 70 ألف كتاب بلغات متعددة تشمل العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والهندية والألمانية، وتغطي مجالات متنوعة تلبي احتياجات الباحثين والقراء من جميع الأعمار، كما تسلط الضوء على الثقافة الإماراتية من خلال مجموعات متخصصة توثق تاريخ وجغرافيا وسياسة الدولة، وتراثها الغني، إلى جانب كتب في القانون والمجتمع والأدب والموسيقى والمطبخ المحلي والبيئة والثروات الطبيعية. ويقود هذه التجربة المعرفية فريق إماراتي متخصص يتمتع بالشغف والمعرفة، ومن بين أفراده فاطمة لوتاه، مساعد ضابط مكتبات في مكتبة محمد بن راشد، التي أكدت حرصها على توفير تجربة سلسة وغنية للزوار من خلال مساعدتهم في الوصول إلى مصادرهم المعرفية بدقة، وتقديم توصيات مبنية على اهتماماتهم، خصوصا في مجالات التراث والتاريخ الإماراتي. ولفتت لوتاه إلى أن هذه الجهود تُنفذ ضمن عمل جماعي من كوادر إماراتية مدربة على أعلى المستويات العالمية، تسعى لتعزيز ثقافة القراءة وخدمة المجتمع بروح الضيافة الإماراتية الأصيلة. وتقدم المكتبة تجربة متكاملة بفضل بنيتها التحتية المتطورة ومرافقها المصممة بعناية لتناسب مختلف الأعمار والاهتمامات، وتشمل مساحات للقراءة الفردية والجماعية، ومقاعد مريحة، وطاولات مجهزة لشحن الأجهزة الإلكترونية، مع مراعاة احتياجات أصحاب الهمم عبر تصميمات توفر سهولة الحركة والتنقل. وتحتوي المكتبة على مجموعة من الكتب المتخصصة في مجالات أكاديمية ومهنية معاصرة مثل الهندسة وتكنولوجيا البيئة والعلاقات العامة والتسويق والاقتصاد والعملات الرقمية والقانون المحلي وغيرها، ما يجعلها منصة معرفية شاملة تلبي تطلعات الجمهور. وتبرز ضمن قائمة الكتب الأكثر قراءة في المكتبة إصدارات توثق مسيرة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيب الله ثراه"، مثل "زايد علامة على جبين التاريخ" و"زايد رجل بنى أمة" و"زايد نجم لا يغيب"، إضافة إلى كتب عن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، أبرزها "قصتي" و"Father of Dubai". كما تحظى كتب التراث الإماراتي باهتمام واسع، ومن بينها "من التراث الإماراتي" و"الألعاب الشعبية في الإمارات العربية المتحدة" و"تراث دولة الإمارات". يشار إلى أن مكتبة محمد بن راشد تحتضن تسع مكتبات فرعية متخصصة، بالإضافة إلى مركز معلومات في الطابق الأرضي، ما يوفّر تجربة معرفية فريدة، مدعومة بمجموعة ضخمة من الكتب والمطبوعات بأكثر من 90 لغة، فضلاً عن إتاحة الوصول إلى مليار مصدر إلكتروني، و8 قواعد بيانات تحتوي على رسائل أكاديمية وأطروحات دكتوراه وماجستير، لتجسد بذلك نموذجًا حديثًا ومتكاملًا للنهضة الثقافية في دولة الإمارات.


الإمارات اليوم
منذ ساعة واحدة
- الإمارات اليوم
بطولة الشارقة الدولية لأساتذة الشطرنج تكسر حاجز المليون مشاهدة
كسرت النسخة الثامنة من بطولة الشارقة الدولية لأساتذة الشطرنج التي ينظمها نادي الشارقة الثقافي للشطرنج برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حاجز المليون مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية العالمية المتخصصة في لعبة الشطرنج والتي تتابع البطولة. وأكد عبدالله مراد المازمي مدير البطولة أن كسر حاجز المليون مشاهدة جاء بسبب الاهتمام العالمي الكبير بالبطولة وأيضا وجود 350 لاعبا ولاعبة من 60 دولة، وهو ما يعني أن البطولة تتحدث بكل لغات العالم بالإضافة إلى المواقع العالمية التي تبث المباريات بشكل يومي والتي يتجاوز عدد المشاهدات اليوم فيها 250 ألف مشاهدة.وتتصدر المواقع التواصل الاجتماعي في الهند المقدمة في متابعة البطولة ليس فقط لوجود عدد كبير من اللاعبين الذين يمثلون الهند بل أيضا كون الشطرنج لهم أهمية كبيرة لديهم. وأضاف أن وجود عدد كبير من حملة الألقاب الدولية له مردود إيجابي كبير على البطولة، بالإضافة إلى أن بطولة الشارقة لأساتذة الشطرنج من البطولات المعتمدة لدى الاتحاد الدولي للعبة للحصول على نقاط تأهيلية لكأس العالم. من ناحية أخرى، نجح اللاعب الصيني هوانج رينجي في الحصول على لقب أستاذ دولي بعدما نجح في تحقيق 3.5 نقطة ليحصل على النورم الأخير للقب، حيث تعادل في 5 مباريات وفاز في مباراة واحدة، ليكون اللاعب الثاني الذي يحصل على لقب دولي في البطولة بعدما سبقه الكازاخستاني إدجار ماميدوف في الحصول على لقب 'أستاذ دولي كبير"، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها البطولة حصول لاعبين على ألقاب دولية. في الوقت نفسه، افتتح الجولة الثامنة من المنافسات الدكتور سلطان الطاهر عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات للشطرنج رئيس الجهاز الفني، وعمران عبدالله النعيمي رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، وعمر فتحي عفانة مدير شركة فاست للمقاولات أحد رعاة البطولة. وشهدت الجولة قبل الأخيرة صراعا مثيرا على القمة بعدما تقاسم الصدارة كلا من الهولندي أنيش جيري، والأوزبكي نوديربك عبدالستاروف المصنف الأول بالبطولة برصيد 6 نقاط وبفارق نصف نقطة عن 5 لاعبين هم الصربي ألكسندر إندجيتش ومواطنه إيفاك فلايمير والأرميني شانت سركسيان، والإيراني بارديا دانشوار ومواطنه أمين طباطبائي، يليهم 14 لاعبا برصيد 5 نقاط من بينهم سالم عبدالرحمن لاعب منتخبنا الوطني ونادي الشارقة الثقافي للشطرنج.