
ما بين العمل العسكري والصفقة والوساطة الروسية .. إلى أين يمكن أن يصل الاتفاق النووى بين إيران وأميركا ؟
خاص: كتبت- نشوى الحفني:
خيرت 'واشنطن'؛ 'طهران'، ما بين العمل العسكري أو إبرام اتفاق حول ملفها النووي.
ورد 'البيت الأبيض'؛ السبت، على رفض 'إيران' دعوة الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، للتفاوض على اتفاق نووي، بالتأكيد على أنه: 'يمكن التعامل مع طهران إما عسكريًا أو من خلال إبرام صفقة'.
وقال المتحدث باسم 'مجلس الأمن القومي' بالبيت الأبيض؛ 'براين هيوز'، في بيان: 'نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب'، وفقًا لـ (رويترز).
رفض 'خامنئي'..
وجاءت هذه التصريحات بعد أن شدّد مرشد إيران؛ 'علي خامنئي'، على أن 'طهران' لن تُرغم على الدخول في مفاوضات.
وقال 'خامنئي'؛ إن: 'طهران لن تتفاوض تحت ضغط البلطجة'، وذلك بعد يوم من إعلان 'ترمب' أنه أرسل رسالة إلى مرشد 'إيران' للتفاوض على اتفاق نووي.
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن 'خامنئي' قوله؛ خلال اجتماع مع كبار المسؤولين، إن العرض الذي تقدمت به 'واشنطن' لبدء المفاوضات: 'يهدف إلى فرض توقعاتها. لن نقبل أبدًا مطالب كبح البرنامج الصاروخي'.
أعاد فرض سياسة 'الضغوط القصوى'..
وكان 'ترمب' عبّر عن استعداده للتوصل إلى اتفاق مع 'طهران'؛ لكنه أعاد في نفس الوقت فرض سياسة 'الضغوط القصوى'؛ التي طبقها خلال فترته الرئاسية الأولى لعزل 'إيران' عن الاقتصاد العالمي؛ ودفع صادراتها النفطية إلى الصفر.
وخلال فترة رئاسته الأولى بين عامي (2017 و2021)، انسحب 'ترمب' من اتفاق بين 'إيران' والقوى الكبرى؛ فرض قيودًا صارمة على أنشطة 'طهران' النووية مقابل تخفيف للعقوبات.
وبعد انسحاب 'ترمب' من الاتفاق في 2018؛ وإعادة فرض العقوبات، ارتكبت 'إيران' عدة انتهاكات وتجاوزات للاتفاق، حسّب مزاعم (رويترز).
نفاد الوقت أمام الطرق الدبلوماسية..
وقال المدير العام لـ'الوكالة الدولية للطاقة الذرية'، التابعة للأمم المتحدة؛ 'رافائيل غروسي'، إن الوقت ينفدّ أمام الطرق الدبلوماسية لفرض قيود جديدة على أنشطة 'إيران'، مع استمرار 'طهران'؛ في تسّريع تخصيّب (اليورانيوم) إلى درجة قريبة من صنع أسلحة.
وتُصّر 'طهران' على أن أنشطتها النووية مخصَّصة للأغراض السلمية فقط.
'حسين رويوران'؛ أستاذ العلوم السياسية في جامعة (طهران)، أوضح أن 'إيران' مستَّعدة لتقديم ضمانات حول سلمية برنامجها النووي مقابل رفع كامل للعقوبات.
وقال 'رويوران': 'طريق الحل هو المفاوضات، لأن البديل عسكري، وهو ما لا يرغب به أحد. لكن إيران لن تدخل في مفاوضات تحت التهديد أو العقوبات القصوى'.
مناورات إسرائيلية وأخرى إيرانية..
وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) قد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين؛ تأكيدهم أن اللحظة الحالية هي الأنسب لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن تنفيذ مثل هذا الهجوم يتطلب دعمًا لوجستيًا وعسكريًا أميركيًا واسع النطاق.
وحاليًا تُجري 'إسرائيل' تدريبات على قمة 'جبل الشيخ'، التي تُشّبه في تضاريسها مناطق إيرانية، والتي تُشير إلى أن 'تل أبيب' تأخذ خيار العمل العسكري على محمل الجد، وتقول عنها مصادر عسكرية إسرائيلية أن هذه المناورات تُحاكي سيناريوهات معقدة تتضمن إنزالًا جويًا واشتباكات في مناطق جبلية وعرة.
لكن 'إيران' بدورها؛ لا تقف مكتوفة الأيدي؛ فقد أجرت مناورات عسكرية واسعة النطاق تضمنت اختبار صواريخ متطورة، من بينها صاروخ (خيبر 4)؛ الذي يتمتع بقدرة تدميرية تُعادل (60) طنًا من الـ (TNT).
كذلك أكدت أنها ستَّرد بقوة على أي هجوم إسرائيلي أو أميركي، مشيرة إلى أن منشآت 'إسرائيل' النووية ستكون ضمن أهداف الرد.
خيارات مفتوحة ونهاية غير محسومة..
ومع استمرار العقوبات الأميركية وتزايد الضغوط الإسرائيلية؛ تبدو 'إيران' في موقف صعب. فهي من جهة لا تُريد الانصياع للإملاءات الأميركية، ومن جهة أخرى تُدرك أن العمل العسكري قد يكون كارثيًا.
الدبلوماسي الإسرائيلي السابق؛ 'مئير كوهين'، في حديثه مع (سكاي نيوز عربية)، قال: 'نحن نقترب من لحظة الحقيقة. إما تسوية شاملة، أو خيار عسكري سيُكلف الجميع ثمنًا باهظًا'.
وبينما يُحاول كل طرف تعزيز موقعه التفاوضي، يبقى مستقبل المنطقة معلقًا على خيط رفيع، في انتظار ما إذا كان 'ترمب'، أو أي رئيس أميركي آخر، سيلجأ في النهاية إلى خيار القوة، أم سيُبقي الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية.
الوساطة الروسية بين 'طهران' و'واشنطن'..
والأيام الماضية؛ تناقلت عدة وكالات إعلامية أن 'روسيا' عرضت لعب دور الوساطة بين 'الولايات المتحدة' و'إيران'، في مباحثات تتناول الملف النووي وقضايا شائكة وعالقة أخرى.
ونقلت قناة (زفيزدا) الحكومية الروسية؛ الثلاثاء، عن المتحدث باسم (الكرملين)؛ 'دميتري بيسكوف'، قوله إن الرئيس؛ 'فلاديمير بوتين'، وافق على التوسط بين 'طهران' و'واشنطن' في محادثات بشأن الأسلحة النووية.
وكانت وكالة (بلومبيرغ) قد أوردت؛ الثلاثاء أيضًا، أن: 'روسيا وافقت على مساعدة إدارة الرئيس الأميركي؛ دونالد ترمب، على التواصل مع إيران بشأن قضايا مختلفة'، منها برنامج 'طهران' النووي ودعمها وكلاء في الشرق الأوسط.
وقالت مصادر إن 'ترمب' طلب ذلك من نظيره الروسي؛ 'فلاديمير بوتين'، خلال مكالمة هاتفية في 12 شباط/فبراير الماضي، وإن هذه القضية نوقشت من قبل الوفدين الروسي والأميركي في 'الرياض'؛ في 18 من الشهر نفسه.
تاريخيًا؛ لعبت 'روسيا' دورًا محوريًا في المفاوضات بين 'إيران' والغرب، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي، إذ كانت 'موسكو' طرفًا أساسيًا في مجموعة (5+1)، وتُحاول اليوم استعادة هذا الدور عبر قنوات خلفية، سواء من خلال اللقاءات الدبلوماسية أو عبر دول وسيطة مثل 'الصين' أو 'قطر' أو 'عُمان'.
وينبع اهتمام 'روسيا' بهذا الملف من خشيتها من أثر أي مواجهة مباشرة بين 'إيران' و'الولايات المتحدة' على الاستقرار الإقليمي ومصالحها في المنطقة.
فرصة لممارسة النفوذ الدبلوماسي..
كما تنظر 'موسكو' إلى إحياء 'الاتفاق النووي'؛ (الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018)، كفرصة لممارسة نفوذ دبلوماسي على 'إيران' يضمن بقاءها داخل الإطار الدبلوماسي، بدلًا من التوجه نحو تطوير قدرات نووية عسكرية. كما يُشكل هذا الملف مدخلًا لـ'موسكو' لتحقيق مجموعة من الأهداف الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.
فمن جهة؛ سيَّشكل نجاح 'موسكو' في هذه الوساطة فرصة لها لتظهر كقوة دولية قادرة على التأثير في ملفات شائكة، على الرغم من العزلة الدولية (تحديدًا الغربية)؛ التي تواجهها، (بسبب الحرب على أوكرانيا). كما من شأن نجاحها في هذا الملف أن يُعزز علاقاتها مع عمالقة النفط والغاز في المنطقة، 'السعودية والإمارات'، اللتان طالما ما نظرتا لـ'إيران' بعين الريبة.
اقتصاديًا، أي تصعيد عسكري بين 'إيران' و'الولايات المتحدة' سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز بسبب الآثار المباشرة التي سيُفرضها على خطوط الإمداد، ما سيضرب استقرار الأسواق الحالي ويحرم 'موسكو' من المكاسب التدريجية التي تحققها الآن بالالتفاف على العقوبات الدولية وتأمين أسواق بديلة لمنتجاتها من الطاقة.
عقبات أمام الوساطة الروسية..
رغم سعي 'روسيا' للعب هذا الدور، إلا أن هناك تحديات كبيرة قد تعرقل نجاح جهودها، فعلى الرغم من كل المؤشرات إلا أن 'الولايات المتحدة' مازالت لا تثق بالروس، وقد لا توافق 'واشنطن' على أن تستخدم 'موسكو'؛ 'طهران'، لتكريس نفوذ إقليمي وربما دولي. كما أن تمسك 'إيران' بسياستها العدائية تجاه 'واشنطن' لا يساعد الجهود الروسية المحتملة للتهدئة، يضاف إليه الانقسام الداخلي في 'إيران' بين المتشددين والإصلاحيين حول كيفية التعامل مع الغرب، مما سيعقد أي مبادرة روسية للمصالحة.
كما أن لـ'إسرائيل' ودول الخليج موقف من هذا الملف، فهذه الدول تراقب الدور الروسي بقلق وقد تعارض أي اتفاق قد يعزز قوة 'إيران' في المنطقة على حسابها، ما قد يفسر إصرار 'إسرائيل' على ضرورة توجيه ضربة عسكرية لمشروع 'إيران' النووي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الزمان
منذ 6 ساعات
- الزمان
إيران وأمريكا تعقدان جولة خامسة من المباحثات
طهران (أ ف ب) – wwmتُعقد الجمعة في إيطاليا الجولة الخامسة من محادثات إيرانية-أميركية حول البرنامج النووي لطهران تجرى بوساطة عُمانية، في حين تبدو المفاوضات متعثّرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم. وبدأت طهران وواشنطن، العدوتان اللدودتان منذ الثورة الإسلامية في إيران التي أطاحت حكم الشاه الموالي للغرب في العام 1979، محادثات في 12 نيسان/أبريل بشأن البرنامج النووي الإيراني. وتعد المحادثات التي تجرى بواسطة عُمانية التواصل الأرفع مستوى بين البلدين منذ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران في العام 2015 حول برنامجها النووي والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب (2017-2021) في العام 2018. عقب ذلك، أعاد ترامب فرض عقوبات على إيران في إطار سياسة 'الضغوط القصوى'. وهو يسعى إلى التفاوض على اتفاق جديدة مع طهران التي تأمل برفع عقوبات مفروضة عليها تخنق اقتصادها. لكن مسألة تخصيب اليورانيوم ستكون النقطة الخلافية الرئيسية في المحادثات. وفي حين اعتبر الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يمثّل واشنطن في المحادثات أن الولايات المتحدة 'لا يمكنها السماح حتى بنسبة واحد في المئة من قدرة التخصيب'، ترفض طهران التي تتمسّك بحقّها ببرنامج نووي لأغراض مدنية، هذا الشرط مشددّة على أنه يخالف الاتفاق الدولي المبرم معها. – 'لن يكون هناك اتفاق' – وشدّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على أن إيران لا تنتظر الإذن من 'هذا أو ذاك' لتخصيب اليورانيوم، مبديا شكوكا بإمكان أن تفضي المباحثات مع الولايات المتحدة إلى 'أي نتيجة'. وعشية المحادثات، أعلنت إيران أنها منفتحة على 'مزيد من عمليات التفتيش' لمنشآتها النووية. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي 'نحن واثقون بالطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي، وبالتالي لا مشكلة لدينا من حيث المبدأ في مزيد من عمليات التفتيش والشفافية'. وأضاف أن 'خلافات جوهرية' ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة محذرا من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم 'فلن يكون هناك اتفاق'. وأوضح خبير العلوم السياسية الإيراني محمد ماراندي في تصريح لوكالة فرانس برس 'إن سيادة إيران خط أحمر، وإيران لن تتخلى بأي حال من الأحوال عن الحق بتخصيب اليورانيوم'. وتابع 'إذا كانت الولايات المتحدة تتوقع أن توقف إيران التخصيب، فلن يكون هناك أي اتفاق. الأمر بهذه البساطة'. خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن إيران تعتبر تخصيب اليورانيوم 'مسألة فخر وطني' و'وسيلة ردع'. وحدّد الاتفاق الدولي المبرم مع طهران حول برنامجها النووي سقف تخصيب اليورانيوم عند 3,67 في المئة. إلا أن الجمهورية الإسلامية تقوم حاليا، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60 في المئة، غير البعيدة عن نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري. وردا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق المبرم بين إيران وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا (والولايات المتحدة قبل انسحابها)، وكذلك الصين وروسيا، تحرّرت إيران تدريجا من الالتزامات التي ينص عليها. – طيف العقوبات – وتشتبه بلدان غربية وإسرائيل التي يعتبر خبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، أن إيران تسعى لحيازة قنبلة ذرية، الامر الذي تنفيه طهران مشدّدة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية حصرا. ونقلت شبكة 'سي إن إن' الأميركية عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم الثلاثاء أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وجاء في رسالة تحذيرية وجّهها وزير الخارجية الإيراني إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نشرت الخميس 'إذا تعرضت المنشآت النووية لجمهورية إيران الإسلامية لهجوم من قبل النظام الصهيوني، فإن الحكومة الأميركية (…) ستتحمل المسؤولية القانونية'. ويشغّل القطاع النووي الإيراني أكثر من 17 ألف شخص، بمن فيهم في مجالي الطاقة والطبابة، وفق المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي. وأوضح كمالوندي في وقت سابق من الشهر الجاري أن 'هولندا وبلجيكا وكوريا الجنوبية والبرازيل واليابان تخصّب (اليوارنيوم) من دون حيازة أسلحة نووية'. وتُعقد المحادثات الجمعة قبيل اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرّر في حزيران/يونيو في فيينا، وسيتم خلاله التطرّق خصوصا إلى النشاطات النووية الإيرانية. وينصّ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران والذي بات اليوم حبرا على ورق رغم أن مفاعيله تنتهي مبدئيا في تشرين الأول/أكتوبر 2025، على إمكان إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران في حال لم تف بالتزاماتها. وفي هذا الإطار، أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الشهر الماضي أنّ بلاده وألمانيا وبريطانيا لن تتردّد 'للحظة' في إعادة فرض العقوبات على إيران إذا تعرّض الأمن الأوروبي للتهديد بسبب برنامجها النووي.


شفق نيوز
منذ 8 ساعات
- شفق نيوز
ما صحة الاتهامات التي وجهها ترامب لرئيس جنوب أفريقيا خلال لقائهما في البيت الأبيض؟ بي بي سي تقصي الحقائق
في مشهد مشحون بالتوتر داخل البيت الأبيض، يوم الأربعاء، وجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لرئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، اتهامات مثيرة للجدل بشأن ما قيل عن استهداف المزارعين بيض البشرة في بلاده. بدأ اللقاء بين الرئيسين بأجواء اتسمت بالود والمرح، لكن سرعان ما اتخذ اللقاء منحى مختلفاً عندما طلب ترامب من فريقه عرض مقطع فيديو يُظهر في معظمه أحد المعارضين البارزين في جنوب أفريقيا، يوليوس ماليما، وهو يردد أغنية يحثّ فيها على العنف ضد المزارعين بيض البشرة. كما اشتمل الفيديو على مشاهد أظهرت صفوفاً من الصلبان، ادعى ترامب أنها تشير إلى موقع دُفن فيه مزارعون بيض البشرة بعد قتلهم، كما سلّم ترامب للرئيس رامافوزا نسخاًً من مقالات ادعى أنها توثّق حالات عنف مستشرية تستهدف الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا. ولطالما لجأ داعمو إدارة ترامب إلى المبالغة في طرح الادعاءات الرامية إلى ممارسة العنف ضد الأقلية البيضاء، ومن أبرز هؤلاء الداعمين، إيلون ماسك، والمذيع السابق في قناة فوكس نيوز، تاكر كارلسون، الذي قدّم تقارير بشأن ما وصفه بإبادة جماعية مزعومة خلال الولاية الأولى للرئيس، وقد ثبت أن بعض هذه الادعاءات غير صحيح على نحو جلي. هل تدل صفوف الصلبان على قبور مزارعين بيض البشرة؟ YouTube تضمّن المقطع الذي عرضه ترامب في المكتب البيضاوي مشاهد لصفوف من الصلبان البيضاء تمتد على جانب طريق ريفي، وقال ترامب: "هذه مواقع دفن هنا، إنها مدافن، أكثر من ألف مزارع أبيض". بيد أن تلك الصلبان لا تدل على قبور حقيقية، فالفيديو يعود لاحتجاجات نُظّمت تنديداً بمقتل زوجين من المزارعين بيض البشرة هما، غلين وفيدا رافيرتي، كانا قد قُتلا رمياً بالرصاص في مزرعتهما، بعد تعرّضهما لكمين عام 2020. وتداول مستخدمون المقطع عبر منصة يوتيوب بتاريخ السادس من سبتمبر/أيلول، أي في اليوم التالي للاحتجاجات. وقال روب هوتسون، أحد منظّمي الفعالية، لبي بي سي: "لم يكن الموقع مقبرة، بل كان نُصباً تذكارياً"، مضيفاً أن الصلبان وُضعت كـ "نصب تذكاري مؤقت" تكريماً للزوجين. Google ولفت هوتسون إلى أن الصلبان جرى تفكيكها لاحقاً. واستطاع فريق بي بي سي لتقصي الحقائق تحديد الموقع الجغرافي للفيديو، وتبين أنه في منطقة ضمن مقاطعة كوازولو-ناتال، بالقرب من مدينة نيوكاسل، وتُبيّن صور خدمة "غوغل ستريت فيو" الملتقطة في مايو/أيار 2023، أي بعد قرابة ثلاث سنوات من نشر الفيديو، أن الصلبان لم تعد قائمة في المكان. هل وقعت إبادة جماعية بحق مزارعين بيض البشرة؟ قال ترامب خلال الاجتماع: "كثيرون يساورهم القلق بشأن ما يحدث في جنوب أفريقيا. لدينا العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يتعرضون للاضطهاد، ويهاجرون إلى الولايات المتحدة، ولذلك نقبل طلبات من عدة أماكن إذا شعرنا بوجود اضطهاد أو إبادة جماعية". كان ترامب قد أدلى سابقاً، في عدة مناسبات، بتصريحات بشأن موضوع "إبادة بيض البشرة"، ويبدو أنه كان يشير إلى هذا الأمر. فخلال مؤتمر صحفي عُقد في وقت سابق الشهر الجاري، قال: "هذه إبادة جماعية تحدث الآن"، في إشارة إلى مقتل مزارعين بيض البشرة في جنوب أفريقيا. وتُعدّ جنوب أفريقيا من بين الدول الأعلى عالمياً من حيث معدلات القتل. ووفقاً لإحصائيات خدمة شرطة جنوب أفريقيا، شهد العام الماضي ما يزيد على 26 ألف حالة قتل. من بين هذه الحالات، بلغ عدد القتلى داخل مجتمع المزارعين 44 شخصاً، من بينهم ثمانية مزارعين. ولا تتضمن الإحصائيات العامة المتاحة لدينا تصنيفاً لهذه الأرقام بحسب العِرق. وعلى الرغم من ذلك، فهي لا تقدم دليلاً يدعم الادعاءات المتكررة التي أدلى بها ترامب بشأن "إبادة بيض البشرة". وفي شهر فبراير/شباط، رفض قاضٍ من جنوب أفريقيا فكرة حدوث إبادة جماعية، ووصفها بأنها "وهمية على نحو واضح" و"غير واقعية". ويجمع اتحاد الزراعة في ترانسفال، الذي يمثل المزارعين، بيانات تقدم نظرة بشأن الهوية العرقية للضحايا، ويعتمد الاتحاد على تقارير وسائل الإعلام، ومنشورات منصات التواصل الاجتماعي، وتقارير أعضائه. وتشير أرقام الاتحاد للسنة الماضية إلى حدوث 23 حالة قتل لأفراد بيض البشرة خلال هجمات على المزارع، فضلاً عن مقتل 9 من أصحاب البشرة السوداء. وحتى الآن خلال هذا العام، سجّل اتحاد ترانسفال الزراعي مقتل ثلاثة من ذوي البشرة البيضاء، وأربعة من ذوي البشرة السوداء في مزارع جنوب أفريقيا. هل دعا مسؤولون في جنوب أفريقيا إلى العنف ضد مزارعين بيض البشرة؟ عرض ترامب، خلال اللقاء المتوتر، مقاطع من تجمعات سياسية شارك فيها الحضور بأداء أغنية "اقتل البور"، وهو مصطلح في جنوب أفريقيا يشير إلى المزارعين من أصل أوروبي، وهي أغنية مناهضة للفصل العنصري يصفها النقاد بأنها تحث على العنف ضد المزارعين بيض البشرة. وكانت محاكم جنوب أفريقيا قد وصفت هذه الأغنية بأنها دعوة تحض على الكراهية، إلا أن أحكاماً قضائية حديثة قضت بجواز غنائها قانونياً في التجمعات، واعتبر القضاة أنها تعبر عن وجهة نظر سياسية ولا تحرض مباشرة على العنف. وادعى ترامب أن الذين كانوا يقودون الغناء "مسؤولون" و"أفراد يشغلون مناصب حكومية". وكان من بين الذين قادوا التجمع يوليوس ماليما، الذي سبق له قيادة جناح الشباب في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، وكان قد غادر الحزب في عام 2012 ولم يشغل أي منصب رسمي في الحكومة، ويتزعم حالياً حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية"، الذي حصل على نسبة 9.5 في المئة في انتخابات العام الماضي، ودخل صفوف المعارضة ضد التحالف الحزبي الجديد متعدد الأحزاب. ورداً على اتهامات ترامب، أكد رامافوزا أن حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية" يُعد "حزباً صغيراً لأقلية"، مشيراً إلى أن "سياسة حكومتنا تتعارض تماماً مع التصريحات التي أدلى بها". في الفيديو، سُمع شخص آخر يغني عبارة "أطلق النار على البور" في تجمع آخر. إنه الرئيس السابق جاكوب زوما، الذي انتهت ولايته في 2018، ويعود الفيديو إلى عام 2012 عندما كان يشغل منصب الرئاسة، وكان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي قد تعهد بالتوقف عن أداء هذه الأغنية في وقت لاحق. وقد غادر زوما حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لاحقاً، ويتزعم حالياً حزب "رمح الأمة" المعارض، الذي حصل على ما يزيد على 14 في المئة من الأصوات في انتخابات العام الماضي. ما هي الوثائق التي عرضها ترامب كأدلة؟ Reuters عرض ترامب، خلال اللقاء، عدداً من المقالات التي ادعى أنها تقدم دليلاً على قتل مزارعين بيض البشرة في جنوب أفريقيا. وظهرت صورة واضحة أثناء حديث ترامب الذي قال: "انظروا! هنا مواقع دفن منتشرة في كل مكان. هؤلاء جميعهم مزارعون بيض البشرة دُفنوا". وتبين أن الصورة ليست من جنوب أفريقيا، بل هي فعلياً من تقرير عن قتل النساء في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد تحققت خدمة بي بي سي لتقصي الحقائق من الصور، مؤكدة أنها مقتطفة من فيديو لوكالة رويترز للأنباء جرى تصويره في مدينة غوما بجمهورية الكونغو الديمقراطية في فبراير/شباط.


شفق نيوز
منذ 8 ساعات
- شفق نيوز
بعد العقوبات الجديدة .. إيران تشكك بجدية أمريكا للانخراط في الدبلوماسية
شفق نيوز/ نددت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، بالعقوبات الأمريكية الجديدة التي فرضتها واشنطن على طهران. أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، أنها فرضت عقوبات على قطاع البناء والتشييد في إيران، بالإضافة إلى 10 مواد صناعية ذات تطبيقات عسكرية. وردا على ذلك قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن "العقوبات الأميركية الجديدة على طهران تلقي بمزيد من الشكوك على استعداد واشنطن للانخراط في الدبلوماسية". ووصف بقائي العقوبات بأنها "غير قانونية وعدائية ضد الشعب الإيراني". وأضاف أن "هذا التصرف مستفز بقدر ما هو غير قانوني وغير إنساني. فالعقوبات متعددة الطبقات والإجراءات القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران صُممت بعناية لحرمان كل مواطن إيراني من حقوقه الإنسانية الأساسية". واختتم بقائي تصريحاته قائلا إن "هذه العقوبات، التي أُعلنت عشية الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تُلقي بمزيد من الشكوك على جدية واشنطن واستعدادها الحقيقي للانخراط في الدبلوماسية". ويتوجه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى روما، الجمعة، لعقد جولة جديدة من المحادثات مع وفد إيراني بشأن برنامج طهران النووي، وستكون هذه هي الجولة الخامسة من المحادثات. وفي الوقت نفسه، ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفاوضات مع إيران خلال اتصال هاتفي، الخميس، في أعقاب مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين خلال تقديم تفاصيل مكالمة ترامب ونتنياهو إن الرئيس الأميركي يعتقد أن المفاوضات مع إيران "تسير في الاتجاه الصحيح".