logo
هذا ما يجب أن تفعله بريطانيا والغرب فورًا

هذا ما يجب أن تفعله بريطانيا والغرب فورًا

الجزيرةمنذ 5 ساعات

إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن الحكومة البريطانية بشأن الجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل في غزة تمثل إدراكًا، مرحبًا به، بأن إسرائيل- الحليف الموثوق لديهم – تمارس وحشية مروعة ضد شعب غزة.
فقد وقف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في 20 مايو/ أيار، في مجلس العموم، وأدان الحصار الإسرائيلي على غزة، واصفًا إياه بأنه"خطأ أخلاقي" و"إهانة لقيم الشعب البريطاني".
وبهذا الموقف، علّق أيضًا مفاوضات اتفاقية التجارة الحرّة مع إسرائيل، وفرض عددًا محدودًا من العقوبات الانتقائية والبسيطة نسبيًا كنوع من الاحتجاج.
وقبل ذلك بيوم، وجّه رئيس الوزراء كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني تحذيرًا مشتركًا لإسرائيل، طالبوا فيه باتخاذ "إجراءات ملموسة"، إن لم توقف هجومها العسكري المتجدد وتسمح بتدفق المساعدات إلى غزة.
تشكل هذه التصريحات أوضح انتقاد توجهه دول الغرب لإسرائيل في الذاكرة الحديثة، غير أنها جاءت فقط بعد أكثر من عامٍ ونصفٍ من المجازر المتواصلة بحق المدنيين؛ إذ قُتل أكثر من 50 ألف غزيّ منذ عام 2023، من بينهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال.
فكم من الأرواح البريئة، بما فيها أرواح الأطفال، كان يمكن إنقاذها لو صدرت مثل هذه الإدانات لجرائم إسرائيل قبل عام مضى من قبل حلفائها الغربيين؟
السؤال المطروح الآن هو: هل ستُترجم هذه الصحوة الأخلاقية المتأخرة إلى تدابير فعّالة تحدث تغييرًا حقيقيًا؟ فكلمة "فعالة" هي الكلمة المحورية هنا.
لماذا، إذن، قرر حلفاء إسرائيل المخلصون – والذين طالما غضّوا الطرف عن أفعالها الشنيعة – التحدث فجأة، وبصوت مرتفع؟
أظن أن هذا التحول لا يعود إلى شعور جديد بمعاناة البشر، بل إلى دوافع جيوسياسية، وإدراك آخذ في التبلور، لما قد تجلبه المحاسبة من تداعيات.
فقد أفادت تقارير في الأسابيع الماضية بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد بدأ يشعر بالإرهاق والانزعاج من بنيامين نتنياهو، معتبرًا أن إستراتيجيات رئيس الوزراء الإسرائيلي، تمثل عبئًا على إرثه في صفقات السلام.
ولم تفت الأنظار إشارة ترامب الواضحة عندما تجاهل إسرائيل في جولته الأخيرة في الخليج، رغم الضغط المكثف من حكومة نتنياهو؛ في دلالة على اتساع الفجوة بين واشنطن وتل أبيب.
هذه الشروخ فتحت المجال أمام بريطانيا، وكندا، وفرنسا لطرح قلقها العميق تجاه سلوك إسرائيل دون الخوف من معارضة أميركية صريحة أو، ما هو أسوأ، توبيخ من البيت الأبيض.
ويضاف إلى ذلك التدخلات القوية التي صدرت عن دبلوماسيين مخضرمين، وخبراء مشهود لهم، وعمال إغاثة إنسانيين.
ففي الإحاطة التي قدّمها لمجلس الأمن الدولي في 13 مايو/ أيار، حذر منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، توم فليتشر، من "جريمة القرن الحادية والعشرين" التي تتكشف في غزة، مشددًا على أن أي مساعدات لم تدخل القطاع منذ أكثر من عشرة أسابيع، وأن 2.1 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة الوشيكة.
وقد وجّه سؤالًا بسيطًا لكنه حاسم لمناصري إسرائيل والمجتمع الدولي عامة: "هل ستتحركون – بحسم – لمنع الإبادة الجماعية وضمان احترام القانون الإنساني الدولي؟ أم ستكتفون بالقول: لقد فعلنا كل ما في وسعنا؟"
ثم أطلق فليتشر نداءً مفجعًا: إن لم تصل المساعدات الحيوية إلى العائلات في غزة خلال 48 ساعة، فإن نحو أربعة عشر ألف رضيع قد يفقدون حياتهم. إن لم يهزّ ذلك ضميركم الأخلاقي، فحقًا لا شيء سيفعل.
إن هذا الشاهد الصادم الصادر عن دبلوماسي وإنساني خَبِر النزاعات عقودًا، يؤكد ما قاله كثيرون غيره: غزة أصبحت جحيمًا على الأرض، والظروف فيها تجاوزت حدود الإنسانية.
ومع تزايد الصور والبث المباشر لمعاناة المدنيين، تجد الدول التي دعمت وسلّحت ومولت إسرائيل نفسها مضطرة إلى مواجهة تواطئها. إن الغضب الأخلاقي وحده لا يكفي. فإذا كانت حكومات الغرب تؤمن حقًا بأن ما تقوم به إسرائيل "وحشي"، "لا يُطاق"، و"غير مقبول" – كما صرّحت الحكومة البريطانية خلال الساعات الـ48 الماضية – فعليها أن تتخذ خطوات ملموسة، لا أن تكتفي بعقوبات رمزية أو تعليق محادثات تفاوضية لم تُعقد أصلًا منذ شهور.
فيما يلي ثلاث خطوات ملموسة يجب على المملكة المتحدة وحلفائها الغربيين اتخاذها، وبشكل فوري:
أولًا، يجب على المملكة المتحدة وحلفائها أن يعلّقوا فورًا كل صادرات الأسلحة والمكونات المرتبطة بها إلى إسرائيل. إن التدابير البريطانية الحالية- التي تعلّق فقط 10% من تراخيص تصدير الأسلحة – تعدّ غير كافية إلى حدٍ شنيع.
فإذا كان وزير الخارجية يصف الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بأنها "إهانة للقيم البريطانية"، فكيف يبرر بيع أسلحة وذخائر ومكونات بريطانية – بما في ذلك أجزاء لطائرات إف- 35 – تُستخدم في ارتكاب هذه الفظائع؟
ثانيًا، على المملكة المتحدة فرض عقوبات ذات معنى. لا تكفي تجميد أصول عدد محدود من الشخصيات الإسرائيلية. ينبغي أن تشمل العقوبات مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، مثل الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي وُصفت تصريحاته الأخيرة بشأن "تطهير وتدمير غزة" بالتطرف من قِبل وزير الخارجية نفسه.
إعلان
كما ينبغي فرض عقوبات على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ويجب أيضًا فتح نقاش جادّ حول فرض حظر تجاري ومقاطعة ثقافية، على غرار تلك التي فُرضت ذات يوم على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، لعزل حكومة أدانتها محكمة العدل الدولية بانتهاك حظر الفصل العنصري والتمييز العنصري.
أخيرًا؛ يجب على المملكة المتحدة وحلفائها الغربيين أن يعترفوا فورًا بدولة فلسطين، على خطى حلفائها الأوروبيين في أيرلندا، والنرويج، وإسبانيا.
فإن كانت بريطانيا تؤمن حقًا بأن حل الدولتين هو طريق السلام، فلا يجوز لها الاكتفاء بالتصريحات الجوفاء، وهي تعترف بدولة واحدة فقط. فنحن نعلم أن لا حل عسكريًا لمسألة فلسطين/ إسرائيل.
لن تُحل هذه القضية إلا من خلال الدبلوماسية والمفاوضات. ولا يمكن أن يتحقق تقدم جادّ نحو السلام إذا كانت حقوق شعب بأكمله تُنفى تمامًا.
إن التصريحات الصادرة خلال الأيام القليلة الماضية من لندن وباريس وأوتاوا جاءت متأخرة كثيرًا – لكنها مرحب بها – ومع ذلك يجب أن تكون مقدمة لإجراءات وعقوبات فعالة لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعب غزة.
لقد فات الأوان على عشرات الآلاف من الغزيين الذين قُتلوا، وعلى الجرحى الذين لا يُحصون، وعلى الذين اقتلعتهم آلة الحرب من بيوتهم. ومع ذلك، فإن بوادر النقد الغربي المتزايد تشير إلى إدراك آخذ في التنامي بأن الدعم غير المشروط لإسرائيل قد وضع هذه الحكومات في الجانب الخاطئ من التاريخ. وهو خطأ قد يُحاسبون عليه يومًا ما.
المقياس الحقيقي لجدّيتهم لن يكون في فصاحة خطابهم، بل في الأفعال الحقيقية التي يتخذونها الآن.
ومن أجل أربعة عشر ألف رضيع يقفون على عتبة الموت، آمل أن يأتي هذا التحرك عاجلًا، لا آجلًا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القسام تبث مشاهد لكمين "نوعي" ضد جيش الاحتلال قبل 6 أشهر
القسام تبث مشاهد لكمين "نوعي" ضد جيش الاحتلال قبل 6 أشهر

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

القسام تبث مشاهد لكمين "نوعي" ضد جيش الاحتلال قبل 6 أشهر

بثت كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الخميس مشاهد من استهداف قوات وآليات إسرائيلية في كمين محكم وقع في أواخر العام الماضي شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. وكشفت القسام -في مقطع الفيديو- أن الكمين المركب تم تنفيذه على مهبط الإخلاء شرقي جباليا في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2024 خلال ما وصفته بـ"معركة جباليا الثالثة". وأشارت القسام إلى أن تأخير نشر التوثيق يعود إلى ظروف ودواعٍ أمنية. ونفذ هذا الكمين قبل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي أبرمته المقاومة الفلسطينية و جيش الاحتلال في يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن تتنصل إسرائيل منه وتستأنف الحرب على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي. وبشأن تفاصيل الكمين، فإن مقاتلي القسام نفذوا عملية تسلل خلف خطوط القوات الإسرائيلية في منطقة مهبط الطيران، وهي نقطة إخلاء القتلى والمصابين شرقي جباليا، وفق ما ورد في الفيديو. وأظهرت المشاهد عملية رصد دقيقة لقوات الاحتلال وآلياته في منطقة الكمين، وكذلك زراعة المقاتلين العبوات الناسفة، قبل تنفيذ الكمين وتحقيق إصابات مباشرة. وكشفت القسام أن مقاتليها استهدفوا عربتين عسكريتين إسرائيليتين وعددا من جنود الاحتلال بعبوتي "شواظ" و"تلفزيونية"، إضافة إلى قذيفة " الياسين 105" المضادة للدروع. وتضمنت اللقطات عملية إخلاء للقتلى والمصابين في جيش الاحتلال وهبوط مروحية لنقل الخسائر البشرية، في حين توعد قيادي ميداني بالقسام باستمرار العمليات ضد القوات الإسرائيلية. ودأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال. كما دأبت على نصب كمائن محكمة ناجحة ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات إسرائيلية بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.

حادث السفارة وعاصفة "هواية قتل الأطفال" يشعلان الجدل في إسرائيل
حادث السفارة وعاصفة "هواية قتل الأطفال" يشعلان الجدل في إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

حادث السفارة وعاصفة "هواية قتل الأطفال" يشعلان الجدل في إسرائيل

في ذروة الأزمة السياسية التي أثارتها تصريحات زعيم حزب الديمقراطيين، يائير غولان عن "هواية قتل الأطفال" في الدولة غير العاقلة، صب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، الزيت على نار الأزمة بحديثه عن جرائم الحرب الجارية وعن إرهاب بن غفير وسموتريتش. وبينما استغل قادة اليمين عملية قتل موظفي السفارة في واشنطن لاتهام غولان بأن دم القتيلين على يديه، رد عليهم إن الدماء على أيادي وزراء ما سماها "حكومة كهانا حي"، في إشارة للعنصري الحاخام مئير كهانا، الذي أسس رابطة الدفاع اليهودية الفاشية. وانضم إلى الحلبة في نوع من التأييد أو التفهم لتصريحات غولان تجاه وزيري الحرب السابقين، إيهود باراك وموشي يعلون اللذين كانا من أوائل المعارضين لنتنياهو ونهجه. تبادل القصف وبعد أن شن قادة في اليمين حملة دعائية على أولمرت بسبب تصريحاته للبي بي سي، والتي قال فيها إن "إسرائيل تقترب من ارتكاب جرائم حرب في غزة" عاد وأكد في مقابلة إذاعية "أن هذه السياسة ستجلب الكارثة إلى دولة إسرائيل". وهاجم أولمرت حكومة نتنياهو بشدة صباح الخميس. وفي مقابلة على محطة 103 إف إم، حيث وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأنهما "إرهابيان"، وحذر من أن إسرائيل تسير على طريق الكارثة والعزلة الدولية. وقال أولمرت في المقابلة: "أنا لا أدعو الجنود إلى الرفض". "هذه الحرب لم تبدأ فجأة هذا الصباح، ثم وقف رجل كان رئيس وزراء إسرائيل وقال: أيها الرجال، ليس لهذا أي هدف". نحن نتحدث عن نحو 19 شهرًا من القتال، نحن نتحدث عن استنزاف مستمر". وأكد أن انتقاداته موجهة إلى الحكومة وليس إلى الجيش الإسرائيلي: "نحن ندعو إلى وضع حد لفوضى الحكومة وغطرسة الحكم". "ندعو إلى وضع حد لهذه السياسة التي تسبب كارثة لدولة إسرائيل -وستؤدي إلى عزلتها ونبذها من العالم أجمع، نظرا للسياسة التي يقودها إرهابيان- بن غفير وسموتريتش". وتساءلت المذيعة جيئولا إيفن ساعر، وهي زوجة وزير الخارجية جدعون ساعر باستغراب: "إرهابيان؟" – أجاب أولمرت: "نعم، بالتأكيد. إرهابيان". ولم يتراجع أولمرت عن تصريحه في مقابلة مع هيئة الإذاع البريطانية (بي بي سي) بأن "ما تفعله إسرائيل في غزة يقترب من جرائم الحرب". وقال "لقد استخدمت لغة حذرة، وقلت إن الحرب كان يراد لها أن تستمر وتطول من أجل تجنب الحاجة إلى إنهائها". وأضاف أن أغلبية الجمهور الآن لم يعد يجد أي معنى لذلك. "إنها حرب بلا هدف، بلا وجهة، بلا أي فرصة للنجاح". وحمل بشدة على سلوك الحكومة: "لا توجد أهداف. كل هذا مجرد خدعة، احتيال، خداع، غطرسة، تباهي، لا أساس له من الصحة". وحذر من أن توسع نطاق القتال في قطاع غزة يشكل خطرا حقيقيا: "إن ما يحدث في الأساس هو أعمال تقربنا كثيرا من فقدان رهائننا، وتؤدي للأسف أيضا إلى مقتل جنودنا، وتتسبب في عدد هائل من القتلى والجرحى بين السكان الفلسطينيين غير المشاركين". دوافع انتخابية غير أن الحملة الموجهة ضد غولان لم تتوقف، فالتركيز عليه من جانب الفاعلين في الحلبة السياسية يخدم أيضا أغراضا حزبية خصوصا في ظل احتمالات تفكك الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة. وكانت استطلاعات الرأي تمنح غولان الذي أفلح في توحيد حزبي العمل وميرتس فرصة أكبر لتحقيق إنجاز انتخابي. ولذلك ما أن وقعت عملية واشنطن ضد اثنين من مستخدمي السفارة الإسرائيلية حتى تصاعدت الحملة ضده تحت شعار "دماء الاثنين على يديك". إذ اتهم وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، وهو من حزب بن غفير وسبق أن طالب بقصف غزة بقنبلة نووية، رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع في واشنطن. وكتب على حساب X "مؤامرات يائير غولان الدموية تجد صدى بين النازيين وكارهي إسرائيل في جميع أنحاء العالم". وأضاف: "يائير، دماء موظفي السفارة على يديك ويدي أصدقائك". وقال وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار: "عندما يقوم السياسيون الحقيرون وغير المسؤولين بتشويه سمعة إسرائيل باتهاماتها الكاذبة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، كان من الواضح أن معاداة السامية سوف ترفع رأسها وسوف يحصل الإرهابيون الفلسطينيون على الدعم لتنفيذ الهجمات". كما اتهم وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية، عميحاي شيكلي، غولان: "كل من ينشر الأكاذيب، أو يقارن إسرائيل بالنازيين، أو يتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، أو يروج لـ"هواية" جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل بقتل الأطفال، هو شريك كامل في النتيجة". ولم تتخلف عن الحملة ضد غولان وزيرة النقل ميري ريغيف فقالت: "قُتل زوجان شابان كانا على وشك الزواج الليلة على يد إرهابي حقير. إن سفك دمائنا مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتصريحات الوهمية والكاذبة ليائير غولان وأولمرت وآخرين". وقد ردّ يائير غولان على كلام إلياهو والوزراء: "حكومة نتنياهو، حكومة كاهانا حي، هي التي تُغذّي معاداة السامية وكراهية إسرائيل، والنتيجة عزلة سياسية غير مسبوقة وخطرٌ يُهدِّد كل يهودي في كل مكان في العالم. سنستبدلهم ونعيد الأمن لكل يهودي في إسرائيل وفي كل مكان من العالم". "أشارك حزن عائلات الضحايا الذين قتلوا في الهجوم وأدعم جميع موظفي الخدمة الخارجية لدولة إسرائيل". واضطر الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ الذي كان من السباقين لإدانة تصريحات غولان إلى التدخل لتخفيض منسوب اللهب في الأزمة قائلا للسياسيين: "أوقفوا هذه المعارك القبيحة بالتراشق بالطين". وأضاف أنه "بالنسبة للقاتل الحقير في واشنطن، لا قيمة للآراء السياسية الإسرائيلية الداخلية. أناشد الجمهور في إسرائيل: أوقفوا هذه المناوشات القبيحة. أنتم مطالبون بإدراك حجم مسؤوليتكم في هذا الوقت، كبح جماح تصريحاتكم، والقيام فقط بما يُسهم في تعزيز دولة إسرائيل ودعم الجاليات اليهودية في العالم". لاعبان ثقيلان ولكن دعوة هرتسوغ للتهدئة لم تنفع إذ استمرت عاصفة تصريحات غولان، عن هواية قتل الأطفال. وقد انضم إلى الحلبة لاعبان ثقيلان، أحدهما رئيس وزراء ووزير دفاع ورئيس أركان سابق هو إيهود باراك ـالذي أيد غولان علناً وقال: "إنه على حق". وأشاد باراك بشجاعة غولان وقال:"يائير غولان رجل شجاع ومباشر. رجل هجومي". لو خُيّرتُ بين الخروج الليلة في غارة أو غدًا في حملة سياسية صعبة، لفضّلتُ وجوده إلى جانبي، على جميع منتقديه ومناكفيه في الساعات القليلة الماضية. وحتى لو كان من الأفضل لو اختار كلمة أو كلمتين مختلفتين، فمن الواضح أنه كان يقصد القيادة السياسية، لا المقاتلين". وعزز باراك موقف غولان في تصريحاته السابقة المثيرة للجدل، مضيفاً: "وحتى في سابقة "الإجراءات" أيضاً كان على حق!". وهذا، بطبيعة الحال، يرتبط ارتباطاً مباشراً بكلمات غولان قبل نحو عقد من الزمان، عندما أشار إلى أنه تجري في إسرائيل سياقات مماثلة لصعود ألمانيا النازية. والثاني كان وزير الدفاع ورئيس الأركان السابق موشي يعلون، الذي أكد أن المشكلة ليست تصريحات غولان، وإنما "الحكومة التي لا تريد إنهاء الحرب" وتعمل على تحويل الجنود إلى "مجرمي حرب رغما عنهم". وفي مقابلة إذاعية قال يعلون، إن الإدانة كان يجب أن تتوجه نحو التصريحات التي تقول بعدم وجود أبرياء في غزة. وتصريحات من قبيل "إننا ننفذ خطوة عسكرية، ولن نترك هناك شيئا، وسوف نطرد السكان، وسوف تصبح غزة خالية من العرب وسوف نستوطنها باليهود". هذه هي الأشياء التي تجعل من دولة إسرائيل مجرمة حرب، وليس الجنود. هناك آلة سمّ، تُثير فورًا النقاش بين المتحدثين والجيش الإسرائيلي. لم أسمع غولان يهاجم الجيش الإسرائيلي، كما لم أهاجم الجيش الإسرائيلي عندما تحدثت عن التطهير العرقي، بل تحدثت عن حكومة مجنونة". واعتبر يعلون استخدام غولان كلمة "هواية" غير موفق بالتأكيد، وتساءل: هل المشكلة تكمن في التصريح؟ هل قتل أحدًا بهذا التصريح؟ المشكلة هي أن حكومةً تضم سموتريتش وبن غفير، برؤية عالمية مسيحانية، لا تريد إنهاء الحرب. لم يذكر غولان شيئًا عن جنود الجيش الإسرائيلي. سمعتُ المقابلة. نصبتُ مرآةً بناءً على طلبات من ضباط ميدانيين. ما يفعلونه الآن هو إخلاء السكان، وقد أُبلغوا بذلك لأسباب عملياتية، لكنهم يدركون شيئًا آخر. في الوقت نفسه، يتحدث سموتريتش وبن غفير ودانييلا فايس وآخرون عن تطهير غزة من العرب، وإننا "سنملأها باليهود". هذا يُحوّل الجنود إلى مجرمي حرب رغماً عنهم. بعد أن قلتُ ذلك، تلقيتُ من القادة أنفسهم الذين تواصلوا معي، إننا وفّرنا عليهم ما كان من المفترض أن يجعلهم مجرمي حرب. لا يُمكن تجاهل الحقائق. آلة السم تُوجّه النار فوراً كما لو كنا مُذنبين. من يُدير هذه السياسة هو المسؤول، من يُتيح لسموتريتش وبن غفير قيادة سياسة تتحدث أيضاً عن التضحية بالرهائن، وكيف يتباهى بن غفير بأنه نسف الصفقات. أقول هذا بمسؤولية: من منع إطلاق سراح الرهائن منذ بداية الحملة وحتى الآن، للأسف، هي هذه الحكومة الإسرائيلية الوهمية. عاصفة لا تنتهي واضح أن تصريحات غولان عن هواية القتل شكلت أساسا لتقديرات حزبية متناقضة. بعضهم رأى أنها قضت على فرص المعارضة في توحيد نفسها ضد نتنياهو، خصوصا وأن زعماء المعارضة سارعوا إلى إدانة هذه التصريحات. وآخرون من منطلقات مخالفة لاحظوا، أن تصريحات غولان وجرأته تؤشر إلى نمط جديد من القيادة يمكن أن يجر خلفه الجمهور الطامح للتغيير. ولذلك تتصاعد المواقف وتحتد ويزداد الاستقطاب حولها. فنتنياهو كان حمل على غولان واعتبره تجسيدا لـ"الانحلال الأخلاقي". ورد غولان إن نتنياهو، وخصوصا في مؤتمره الصحفي كان "شخصا كاذبا، متوترا، ومُطاردا، يُلقي الوحل على الجميع، ولا يتحمّل مسؤولية أي شيء. لديّ وعدان لنتنياهو الليلة: 1ـ سأقاضيك بتهمة التشهير بسبب الأكاذيب التي تنشرها ضدي. 2ـ سنهزمك في الانتخابات قريبًا جدًا ونُرسلك إلى صفحات التاريخ". ويبدو أن تصريحات كل من غولان وأولمرت وباراك ويعلون تطمح إلى فرض إنشاء خط رفيع يفصل بين قتل المدنيين عرضا، وقتلهم عمدا جراء سياسة حكومية معلنة. الأول يمكن تبريره أنه يقع ضمن مفهوم "الأضرار العرضية"، بينما الثاني لا تسمية فعلية له سوى "جرائم حرب". وفي حكومة إسرائيل من يطالب علنا بتجويع الأطفال وقتلهم في غزة، بل وإلى إحراق غزة والقضاء على من فيها . ومنهم أيضا سموتريتش الذي اعتبر تجويع مليوني فلسطيني عملا عادلا وأخلاقيا. ومنهم الوزير عميحاي إلياهو الذي اعتبر استخدام السلاح النووي أحد الخيارات ضد غزة، وهو الذي دعا أيضا لاعتقال يائير غولان وإيهود باراك وإيهود أولمرت لاتهامهم الجيش بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.

الإمارات تدين قتل موظفيْن بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن
الإمارات تدين قتل موظفيْن بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الإمارات تدين قتل موظفيْن بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن

أعربت دولة الإمارات عن إدانتها الشديدة لإطلاق النار الذي أدى إلى مقتل موظفيْن بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن ليل الأربعاء. وقالت الخارجية الإماراتية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية اليوم الخميس، إنها تستنكر بشدة "هذه الأعمال الإجرامية". كما أعربت عن "خالص تعازيها ومواساتها وتضامنها مع أهالي الضحايا وذويهم ومع الشعب الإسرائيلي جراء هذا الهجوم الآثم"، وفقا للبيان. ووقع إطلاق النار قرب فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن، في حادث صنفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن " معاداة السامية". وتعرض الموظفان، وهما رجل وامرأة، لإطلاق النار ولقيا حتفهما في منطقة قريبة من المتحف الذي كان يستضيف في ذلك الوقت حفل استقبال للدبلوماسيين الشباب. وقالت شرطة العاصمة واشنطن إن مطلق النار يدعى إلياس رودريغيز (30 عاما) من مدينة شيكاغو، وأوضحت أن سجله يخلو من أي سوابق معروفة تجعله محل مراقبة من قبل أجهزة إنفاذ القانون. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن منفذ الهجوم هتف "الحرية لفلسطين"، وقال "فعلت ذلك لأجل غزة". إعلان

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store