logo
الرّاعي في 'قرى الدولة': حضنٌ راعويّ ونداء سلام

الرّاعي في 'قرى الدولة': حضنٌ راعويّ ونداء سلام

صوت لبنانمنذ 7 أيام
طوني عطية - نداء الوطن
تفقّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، رعيته الصامدة في الشريط الحدودي التابعة لأبرشية صور، وهي دبل، رميش، عين إبل، القوزح وعلما الشعب. إنها الجولة الأولى بعد حرب الإسناد التي أشعلها 'حزب الله'، وفتح معها أبواب الموت والنزوح والخراب. تحمل الزيارة في توقيتها دلالات مهمّة، إذ أتت بعد أن حسمت الدولة أمرها في مسألة سحب السلاح غير الشرعي، ومحاولات 'الحزب' الانقلاب على القرار باستعمال آخر أوراقه المتهاوية ألا وهي 'الشعب' ودرّاجات 'الشغب' النارية.
ليس مفاجئًا أن تكون الكنيسة حاضرة في لحظات المصير، وخصوصًا في الجنوب. قبل 105 أعوام، دفعت القرى المسيحية التي زارها الراعي أمس، مجازر وتهجيرًا بسبب تأييدها لـ 'لبنان الكبير' ورفضها الانضمام إلى حكومة فيصل آنذاك. وحافظت هذه البلدات على تاريخها وثقافتها وانتمائها الثابت للبنان أولًا. هي علامة على حضور الدولة وهوية الجنوب اللبنانية في وجه المشاريع المستوردة، أو كما وصفها أحد المعارضين الشيعة بأنها 'قرى الدولة'. هذا ما جنّبها إلى حدّ كبير ويلات الحرب الأخيرة، على الرغم من نزوح العديد من أبنائها خلال المعارك، وتضرّر بعض القرى بشكل كبير مثل علما الشعب والقوزح، بسبب توغّل عناصر 'الحزب' بين منازلها واستعمالها منصات صاروخية.
زيارة الراعي والوفد المرافق الذي ضمّ السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا الذي زار الشريط الحدودي أكثر من مرّة خلال الأزمة، راعي أبرشية صور المارونية المطران شربل عبدالله، المعاون البطريركي للشؤون الإدارية والرعوية المطران الياس نصّار، رئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود وفريق العمل البطريركي، حملت رسالة دعم معنوي وإيماني من جهة، وإنمائي وخدماتي من جهة أخرى. فالكنيسة ساهمت بشكل كبير عبر علاقاتها الخارجية ومؤسساتها وعلى رأسها 'كاريتاس'، في تطمين أهل تلك القرى وحثّهم على البقاء خلال الحرب ومدّهم بمقومات الصمود من مواد غذائية وطبيّة ومحروقات، إضافة إلى مساعدات مدرسية.
في كلمته الأولى، اختصر البطريرك فحوى زيارته بموقف حازم: 'لا للحرب… نعم للسلام'. وقال إنّ 'الحرب عابرة والسلام باقٍ؛ الخوف عابر والرجاء باقٍ. الرجاء صخرة وهو لا يخيّبنا. معكم نصلّي لأجل السلام وانتهاء الحرب كونها ضدّ جميع الناس. نصلّي من صميم قلوبنا لأجل سلام دائم وعادل. لبنان يحتاج إلى السلام وهو من طبيعته وطبيعة ناسه'. وحمّل المواطنين كما المسؤولين مسؤولية السلام ومعه الاستقرار، غامزًا من قناة العابثين بأمن الوطن والرافضين منطق سيادة الدولة.
في كل محطة، لا سيما في رميش ودبل وعين إبل، كان الراعي يُعبّر أمام الحشود لدى استقبالهم له، عن فرحته وإعجابه بحيوية هذه القرى ونسبة المقيمين فيها رغم الأزمات والتحديات الأمنية والمعيشية. كما لفته تمسّك الأهالي بعاداتهم وأنشطتهم الصيفية من مهرجانات وحفلات وأعراسٍ. أمّا في القوزح، فعبّر البطريرك عن حزنه، إذ لم يبقَ فيها سوى '72 شخصًا فقط'، آملًا 'أن يعود الجميع وأن تعود هذه البلدة إلى سابق عهدها. القوزح مستمرة وثابتة، وهي في حاجة إلى إعادة إعمار، ونحن معكم'.
في رميش التي ازدحمت كنيسة التجلّي بالمؤمنين، كان في استقباله ممثل رئيس الجمهورية جوزاف عون النائب ميشال موسى، وزميله في 'كتلة التنمية والتحرير' النائب أشرف بيضون، قائمقام بنت جبيل شربل العلم، إلى جانب كاهن الرعية الأب نجيب العميل وفاعليات سياسية وبلدية واجتماعية.
وفي حين كان رأس الكنيسة المارونية يوجه رسالة تضامن ومحبّة إلى كلّ ضحايا الجنوب، عندما قال إنهم 'إخوة لنا في الإنسانية والوطنية'، كان العديد من 'البيئة' التابعة لـ'الممانعة'، يُكيلون الشتائم والتخوين بحق الراعي ويصفونه بـ'بطريرك الصهاينة واللحديين القدامى والجدد'، إذ بات هذا الجمهور معاديًا لكل اللبنانيين. مع العلم وإنعاشًا للذاكرة، أن الراعي كان أول بطريرك زار مدينة بنت جبيل عام 2011، ومن يشتمونه اليوم كانوا في استقباله. حينها لم يكن 'عميلًا' بنظرهم. وفي 2012، ولدى جولة راعوية في الولايات المتحدة الأميركية، نظّم نادي بنت جبيل الثقافي في ميتشغن حفل استقبال على شرفه.
أمّا المحطة الحدودية الأخيرة، فكانت في علما الشعب المنكوبة، إذ كان اللقاء مؤّثرًا جدًّا، وختم الراعي كلمته مجدّدًا موقفه الذي افتتح به جولته، بالدعوة إلى إحلال السلام ثمّ السلام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقريرٌ جديد عن سلاح حزب الله.. سؤال محوري يُطرح
تقريرٌ جديد عن سلاح حزب الله.. سؤال محوري يُطرح

بيروت نيوز

timeمنذ ثانية واحدة

  • بيروت نيوز

تقريرٌ جديد عن سلاح حزب الله.. سؤال محوري يُطرح

نشرت صحيفة 'arabnews' تقريراً جديداً طرحت فيه سؤالاً أساسياً وهو: 'لماذا لا يمكن تأجيل نزع سلاح حزب الله في لبنان؟'. ]]> ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ 'لبنان24' إنّ 'لبنان يقفُ عند مفترق طرق حاسم'، مشيراً إلى أنَّ 'الخيار حتمي وقاطع، وهو استعادة احتكار الدولة لاستخدام القوة، أو مشاهدة تآكل الدولة البطيء الذي لا رجعة فيه'، وأضاف: 'تكمنُ في قلب هذه الأزمة ترسانة حزب الله الذي شكل قوة عسكرية موازية تعمل خارج نطاق سلطة الحكومة، وتخضع لهيكل قيادة خارجي، وتتمتع بنفوذ كافٍ لنقض القرارات الوطنية متى شاء'.. وأضاف: 'لعقود، بُرِّر سلاح حزب الله تحت شعار المقاومة، الذي وُضِعَ في البداية كدرعٍ ضروريٍّ ضد العدوان الإسرائيلي، إلا أن هذا السرد قد اندثر منذ زمنٍ بعيد. ما بدأ كموقفٍ دفاعيٍّ تحوّل إلى جهازٍ سياسيٍّ وعسكريٍّ يحتجز الدولة اللبنانية رهينة، ويُقوّض المؤسسات الديمقراطية، ويُشكّل ذراعاً لاستراتيجيةٍ إقليميةٍ لقوةٍ أجنبية. اليوم، لم يعد سلاح حزب الله يحمي لبنان، بل يحمي قدرة الحزب على إملاء مستقبل البلاد'. وتابع: 'أساس أي دولة ذات سيادة هو احتكارها استخدام القوة. في لبنان، يُنتهك هذا المبدأ. يحتفظ حزب الله بترسانة دائمة، وهيكل قيادة مستقل عن الجيش الوطني، وقدرة على شن الحرب أو السلام من دون استشارة الدولة، وهذا النظام الأمني المزدوج يُقوّض فكرة السيادة ذاتها'. واعتبر التقرير أنَّ 'عواقب هذا الخلل العسكري ليست نظرية'، مشيراً إلى أنَّ 'كل تصعيد إقليمي يُنذر بجرّ لبنان إلى المواجهة، سواءً من خلال تبادلات عسكرية مع إسرائيل أو عمليات سرية على الأراضي اللبنانية'، وأضاف: 'هذا الخطر الدائم يجعل البلاد ورقة تفاوض في صراعات جيوسياسية لا تستطيع السيطرة عليها ولا ينبغي لها أن تتحملها'. وذكر التقرير أن 'المنطقة نفسها تتجه نحو نموذج مختلف'، وأضاف: 'العواصم العربية تنخرط في الدبلوماسية وتعطي الأولوية للتعافي الاقتصادي على المواجهة الأيديولوجية. ومع ذلك، لا يزال لبنان عالقاً في موقف متشدد يعزله عن هذه الفرص'. وأكمل: 'بدلاً من الاستفادة من الشراكات الاقتصادية والاستثمارات الأجنبية والاندماج في نظام إقليمي مستقر، يبقى لبنان هشاً وتحت عزلة إقتصادية ناهيك عن أنه يواجه قيوداً دبلوماسية بالإضافة إلى الشلل السياسي'. ورأى التقرير أنَّ 'سلاح حزب الله لا يُمثل مشكلة أمنية داخلية فحسب، بل يُمثل عائقًا هيكليًا أمام إعادة اندماج لبنان في الشرق الأوسط المتغير'، وأضاف: 'كثيراً ما يجادل مؤيدو تسليح حزب الله بأن هذه الأسلحة تُشكّل رادعاً للعدوان الإسرائيلي. عملياً، لم تمنع الصراع، بل أدّت إليه. كل جولة تصعيد تُدمّر البنية التحتية اللبنانية، وتُشرّد المدنيين، وتُعمّق الأزمة الاقتصادية. إن تدمير جنوب لبنان في المواجهات السابقة، واستمرار خطر تجدد الحرب، دليلٌ على أن هذا الرادع، في أحسن الأحوال، ليس سوى درع مؤقت ذي ثمن باهظ'. وتابع: 'علاوة على ذلك، تحوّل التوازن العسكري بشكل يُضعف القيمة الاستراتيجية لحزب الله. لقد تطورت قدرات إسرائيل التكنولوجية والاستخباراتية، مما جعل ترسانة حزب الله أقلّ ردعاً وأكثر عبئاً.. وعليه، فإن الأسلحة ليست لحماية لبنان من التهديدات الخارجية، بل للحفاظ على نفوذ حزب الله في ميزان القوى الداخلي'. وأكمل: 'خارج ساحة المعركة، يُشوّه وجود فصيل مسلح خارج سيطرة الدولة العملية الديمقراطية في لبنان. لا يمكن لأي حكومة أن تعمل بحرية عندما يدعم طرف سياسي واحد مطالبه بالتهديد الضمني – أو الصريح – باستخدام القوة. قرارات مجلس الوزراء والمناقشات البرلمانية والمبادرات السياسية، كلها تُعقد في ظلّ نفوذ حزب الله العسكري'. وأردف: 'هذا الخلل يجعل الإصلاح الحقيقي شبه مستحيل. على القادة السياسيين، حتى المعارضين منهم لنفوذ حزب الله، أن يحسبوا مواقفهم ليس فقط بناءً على المصلحة العامة، بل أيضاً على خطر إثارة رد فعل مسلح. والنتيجة نظامٌ تتسم فيه المساءلة بالانتقائية، والحوكمة بالشلل، والفساد يزدهر في غياب ضوابط وتوازنات حقيقية'. وذكر التقرير أنه 'بسبب الشلل السياسي، تفاقم الانهيار الاقتصادي المطول في لبنان، والذي اتسم بانخفاض قيمة العملة، وإفلاس البنوك، والهجرة الجماعية، وقال: 'لقد أوضح المانحون الدوليون أن المساعدات والاستثمارات تعتمد على الاستقرار السياسي، والشفافية، ووجود دولة فاعلة. مع هذا، لا يمكن تحقيق أيٍّ من هذه الأمور في ظل وجود جماعة مسلحة تعمل خارج إطار قيادة الجيش اللبناني'. وأكمل: 'كلما طال تأجيل قضية نزع السلاح، غرق لبنان في دوامة التبعية والانقسام. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية، ستتقلص قدرة الدولة على فرض وجودها، مما يزيد من صعوبة نزع السلاح في نهاية المطاف. وعملياً، يُواجه البلد خطر الوصول إلى مرحلة يصبح فيها الوضع الراهن المسلح متجذراً لدرجة لا يمكن تفكيكه إلا من خلال الأزمة، لا بالإجماع'. أمام ذلك، رأى التقرير أنَّ 'نزع سلاح حزب الله لن يكون سهلاً'، متحدثاً عن ضرورة إقرار 'استراتيجية وطنية منسقة تجمع بين التوافق السياسي والدبلوماسية الإقليمية والدعم الدولي'، وقال: 'يجب على الدولة اللبنانية أن تُعيد تأكيد وجودها باعتبارها السلطة الشرعية الوحيدة على السلاح داخل حدودها. هذا ليس مجرد إجراء أمني، بل هو شرط أساسي للنهضة الوطنية'. وتابع: 'تتطلب هذه العملية شجاعةً من الطبقة السياسية اللبنانية، ووحدةً بين مؤسساتها المتصدعة، ورسالةً واضحةً للجهات الفاعلة المحلية والدولية مفادها إنه يجب أن ينتهي عصر السيادة المنقسمة. كذلك، يجب على الشركاء الإقليميين إدراك أن لبناناً مستقراً وموحداً يخدم مصالح الشرق الأوسط بأكمله. من دون دعمهم – السياسي والمالي والدبلوماسي – ستواجه الدولة اللبنانية صعوبةً في التحرر من دائرة التبعية والإكراه'. وختم: 'في النهاية، لا يقتصر الجدل حول سلاح حزب الله على نزع السلاح فحسب، بل يتعلق أيضاً بما إذا كان لبنان يختار أن يكون دولة حقيقية أم أداة جيوسياسية.. الخيار مُلِحّ، والتأخير لن يؤدي إلا إلى زيادة التكلفة وتفاقم العواقب. نزع السلاح ليس منّةً للقوى الأجنبية، ولا عملاً عدائياً تجاه طائفةٍ واحدة. إنه عملٌ لحفظ الذات، وهو السبيل الوحيد لاستعادة سيادة لبنان، وتأمين مستقبله، واحترام حق شعبه في العيش في دولةٍ تُمارس فيها السلطة بيد قادةٍ مُنتخبين، لا بقوة السلاح'.

لبنان أمام اختبار وخطة دفاعية موجودة... جنرال يكشف عن الوثيقة المسربة: إنذار مبكر للوحدات العسكرية!
لبنان أمام اختبار وخطة دفاعية موجودة... جنرال يكشف عن الوثيقة المسربة: إنذار مبكر للوحدات العسكرية!

ليبانون ديبايت

timeمنذ ثانية واحدة

  • ليبانون ديبايت

لبنان أمام اختبار وخطة دفاعية موجودة... جنرال يكشف عن الوثيقة المسربة: إنذار مبكر للوحدات العسكرية!

"Red Tv" لاءات لبنانية صدمت إيران في زيارة لاريجاني وصدمت إيران بوضعها خطوطًا حمراء واضحة. زيارة الموفد الأميريكي توم براك والمستشارة الأميركية مورغان أورتيغاس ستكون مختلفة في المضمون عن الزيارات السابقة، وستضع النقاط على الحروف بشأن المرحلة السياسية والأمنية المقبلة، هل نتائج الزيارة قد تكون إيجابية؟ وهل يحمل براك "هدية" للبنان؟ ماذا أثبت كلام الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير؟ هل مايزال يمثل الحزب الشيعة في لبنان أم يحمي مصالح إيران؟ هل يُجر لبنان إلى أتون صراع داخلي بناء على أوامر إيرانية؟ وهل هناك انقلاب شيعي داخل الحزب قد يكون هو السبب الحقيقي وراء تهديد اللبنانيين من قبل الشيخ نعيم؟ ما الذي سيحصل بسلاح الحزب؟ هل من تعاون وانفتاح على الحوار مع الحكومة؟ تجريد حزب الله من سلاحه ممكن أن يؤدي إلى حرب أهلية؟ ماذا عن الحدود السورية اللبنانية؟ هل هناك تحركات عسكرية لحزب الله أو الجيش اللبناني في المنطقة؟ ماذا لو دخلت سوريا إلى لبنان؟ وما هي تبعات ذلك على الاستقرار؟ انتشرت مؤخرًا وثيقة مسربة تدعو إلى اتخاذ تدابير الحيطة والحذر، بعد ورود معلومات عن قيام عناصر أصولية متطرفة في سوريا، متمركزة قرب الحدود اللبنانية، بالتخطيط لخطف عناصر من الجيش اللبناني في البقاع والشمال، لمبادلتهم بسجناء في سجن رومية. هل هذه المعلومات دقيقة، وما هي تداعياتها على الوضع الأمني في لبنان؟ وهل سيؤثر الوضع الأمني والسياسي الحالي على القرار النهائي؟ هذه التساؤلات مدار بحث مع العميد المتقاعد مارون خريش ضمن برنامج "عمق الحدث" عبر قناة RED TV.

الراعي ترأس قداساً عند قمة الصليب - فاريا: مدعوّون لأن نختار طريق الحياد الإيجابيّ
الراعي ترأس قداساً عند قمة الصليب - فاريا: مدعوّون لأن نختار طريق الحياد الإيجابيّ

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 30 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

الراعي ترأس قداساً عند قمة الصليب - فاريا: مدعوّون لأن نختار طريق الحياد الإيجابيّ

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي عند قمة الصليب - فاريا، بدعوة من رعية مار شليطا في فاريا، بحضور وزير الاعلام المحامي بول مرقص ممثلا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وزير الاقتصاد عامر بساط، النواب: ندى البستاني، شوقي الدكاش، سليم الصايغ ونعمة افرام، الوزير السابق منصور بطيش، رئيس بلدية فاريا جوزف خليل واعضاء المجلس البلدي، رئيس البلدية السابق ميشال سلامة ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات سياسية ودبلوماسية وأمنية وإعلامية وحشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان :"فيتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى 13: 43)". وقال: "هذه الآية تُطبّق على القدّيس شربل، الذي نجتمع أمام تمثاله المرتفع فوق جبل فاريا العزيزة، والمطلّ على الجبال والتلال والبلدات والقرى وصولًا إلى الساحل والبحر. القدّيس شربل من قلب صمته وعزلته، أضاء على لبنان والعالم، وصار شمسًا روحيّة لا تغيب، بل تشرق على العالم بأسره، وتتلألأ فوق كلّ شعب ودين وعرق ولون، يشفي المرضى، يعزّي المتألّمين، يعيد النفوس الضالّة إلى حضن الله". اضاف: "يسعدني أن أحيّيكم جميعًا أيّها الحاضرون الآتون من فاريا ومن كلّ مدينة وبلدة وقرية، للإحتفال بالليتورجيا الإلهيّة تكريمًا لمار شربل. وأخصّ بالتحيّة كل من له تعب في هذا المقام واصحاب هذه المبادرة، هذه المبادرة التقويّة الذين عملوا بمحبّة وتعب وسخاء القلب، لرفع هذا التمثال والمزار، تكريمًا للقدّيس شربل، وتمجيدًا لله. انجيل اليوم يدعونا لنرى حياتنا على ضوء الأبديّة. فالله لا ينظر إلى البريق الخارجيّ، ولا إلى المجد الزائل، بل إلى القلب النقيّ الذي يحيا مشيئته. لقد عاش مار شربل هذه الحقيقة حتى النهاية. لم يبحث عن مجد أرضيّ، ولا عن منصب أو راحة، بل فقط عن وجه الله وحده. بصمته وفقره وطاعته، صارًا نورًا يتلألأ كالشمس في ملكوت الله. كلّ قدّاس نحتفل به هو إشراق جديد لهذا النور. نحن هنا لا نكرّم حجرًا بل إنسانًا صار إنجيلًا حيًّا ومشعًّا في ظلمات العالم، وعبرة لكلّ واحد منّا أنّ القداسة ممكنة، وأنّها تبدأ من بساطة الحياة، وأمانة القلب. إنّه رسالة حبّ متواصلة لكلّ من يطلب شفاعته. من على هذا الجبل حيث تلتقي السماء بالأرض، لا يمكننا إلّا أن نصلّي من أجل لبنان، وطننا الحبيب. القدّيس شربل، الذي يحمل لبنان في قلبه وصلاته، يدعونا اليوم لنحمل لبنان إلى الله، بكلّ جراحه وأزماته، بكلّ شعبه المتألّم، بكلّ شبابه الحائر والمهاجر والمقيم. إنّ الرسالة التي يتركها لنا إنجيل اليوم، ورسالة هذا المزار، هي أنّنا مدعوّون لنكون نحن نورًا للبنان، هذا الوطن لا ينهض فقط بخطط إقتصاديّة أو قرارات سياسيّة، بل قبل كلّ شيء بقلوب مؤمنة، صادقة نقيّة، تتلألأ بفضائل كالشمس في حياتها اليوميّة. لقد اختار مار شربل العيش في الصمت والصلاة، ليضع سلامًا في قلبه. ونحن كلبنانيّين مدعوّون لأن نختار طريق الوحدة والمصالحة، وطريق تنقية الذاكرة، وطريق الحياد الإيجابيّ المعترف به من منظّمة الأمم المتّحدة" . وتابع: "مزار مار شربل هنا في فاريا يذكّرنا بأنّ لبنان، رغم جراحه، لا يزال أرضًا مقدّسة قادرة على أن تلد قدّيسين ينيرون العالم. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، بشفاعة القدّيس شربل، كي يملأ الله قلوبنا نورًا، ويمنح وطننا السلام والإستقرار، ويبارك عائلاتنا، ويجعلنا جميعًا شهودًا للمحبّة والقيم الروحيّة والإنسانيّة. فنرفع المجد والتسبيح لله، الآب والإبن والروح القدس، إلى الأبد، آمين" . وفي ختام القداس، ألقى كاهن الرعية الأب شربل سلامة كلمة حول شهادة يوحنا المعدان عند رؤية المسيح، وقال : "هذه الشهادة التي أطلقها يوحنا المعمدان عند رؤيته للمسيح شاهدًا بأعلى صوته لكي يسمع القاصي والداني، أن هذا هو ابن الله، لكي نطلقها اليوم مجدداً، معكم يا صاحب الغبطة والنيافة، أنتم أيها البطريرك إلى القاصي والداني، من على منبر الجليل المتهلل لكي يكون لنا المسيح هو الخلاص والحياة، الذي نختاره إيماناً وقيماً، ورؤية حياتية، ومستقبلية. 'وأنا رأيت وشهدت' هذه صرخة حق أرادها يوحنا المعمدان نبوءة للمسيح منذ هذه البقعة المباركة، بقعة نهر الأردن – قائلاً: 'وأنا رأيت وشهدت' أن هذا هو المسيح المخلص معتَرفاً أن الخلاص المسيحي متجذِّر في أمّ أساسي، في وسط كان الصعوبات والأزمات التي تتوارى علينا، لا وهم الشهادة الحقيقية وإظهارها في كل قول وعمل. حقيقة المسيح التي نؤمن بها أن تكون علامة فارقة في حياتنا ونوراً لنا في ظلمات حياتنا فترى أن الله معنا، وحقيقة كلمة الله التي نعيشها الحياة الحقة، وحقيقة الكنيسة التي نشهد لها أنها هي حياتنا المتمحورة عليها، هي حياتنا الكبيرة." اضاف :"لا يغيب عن فكرنا أن إيماننا بالمسيح حاجة دائمة لنا للجوء حقيقي، لنسعى لنكتسب الصمود في الشهادة للحق والحقيقة؛ لأننا في المسيح نكون لا يهزمون وقوة غالبة للأشرار، والدفاع عن الحق ضد الظلم، ومن الحقيقة ضد الكذب، ومن الخير ضد الشر، ومن النعمة ضد الخطيئة. 'وأنا رأيت وشهدت' عهدنا المسيحي أن نعمل على أخذ المواقف الصحيحة للقاء الحق، وعلى حمل المسؤوليات ضميرية حول أمانتنا لما نرى ونؤمن ونشهد عام اهتمت به القلوب والصعوبات. وحبنا الحقيقة في دعائنا للرب أن يسمع لنا لنتمسك بها لنكون أمناء للحقيقة التي نعيش. هذا إيماننا، هذا يقيننا، هذا عهدنا الذي نعيشه ونقدمه على الدوام." وتابع الاب سلامة :'وأنا رأيت وشهدت' هكذا يهدي الصوت في قلب كل شاهد، ويرتفع في حياته أن تكون شهادته للإيمان، لكي يبقى في الحياة ويتبع من هو 'الطريق والحق والحياة'. هكذا يكون كل إنسان تقي وخادم للكنيسة، يتنسم في فضاء النضال ليصل إلى ميناء الخلاص. أيها الأحبة، نرفع ابتهالنا ونصلي من أجلكم مع مطرانكم إلى ابننا الطريق، إلى ابننا الحياة، فهذا إيماننا، فلتكن هذه البقعة المباركة بيروتها قلوبنا وصدى نابع من حقيقتها أن الله في حياتنا ونشهد شهادة مسيحية صادقة. " وختم الاب سلامة: "نشكر لكم حضوركم يا صاحب الغبطة والبطريرك بيننا، مع السادة الأساقفة، والكهنة، والشمامسة، والجوقة، ومع هذا الجمهور المبارك من فاعليات سياسية، وبلدية، وكل المؤمنين الحاضرين. ولكن يبقى عطاؤكم لنا، صامدين بوجه الصعوبات والمشاكل كافة، شهوداً للحق والحقيقة، بصلابة أمانة يوم الغدارات، سلطانة الانتقال، وشفيع القديسين. آمين." بعدها توجه البطريرك الراعي والحضور الى منزل رئيس البلدية السابق ميشال سلامة حيث القيت كلمة ترحيبية عفوية بالبطريرك "الذي يزور فاريا والقديس شربل ، قديس لبنان الذي غير العالم بعظمة قداسته ويرفع عن لبنان امورا ثلاثة : الشدة والظلم والمآسي." وفي الختام قطع البطريرك الراعي والوزير مرقص قالب حلوى بالمناسبة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store