
إيران الباليستية ما بين الوهم والأحداث الأمنية الخطرة
تخرج التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية عن مصادر متنوعة سياسية وعسكرية وإعلامية لتحجم من القدرات الصاروخية الباليستية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن الأخيرة تمتلك فقط ما بين 2500 – 4500 صاروخ باليستي بعيد المدى، وأن صمودها في مواجهة الكيان لن يدوم طويلاً، خصوصاً إذا ما استطاعت إسرائيل إقناع الولايات المتحدة الأميركية بالدخول في حرب لأيام قتالية معدودة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية وبعض المنشآت المحصنة التي تحتوي على مخزون صاروخي باليستي.
وبالرغم من محاولة الاستخبارات الإسرائيلية زعزعة البيئة الداخلية والخارجية المؤيدة لإيران بهذه التقارير المزيفة وتقليل من الهيبة العسكرية للحرس الثوري الإيراني، إلا أن وجود 2500- 4500 صاروخ باليستي متوسط وبعيد المدى جاهزة للإطلاق بوجه الكيان الغاصب كما تزعم هذه المصادر يشكل بحد ذاته كارثة وأزمة عسكرية للجيش الإسرائيلي ولحكومة نتنياهو، فأي منظومة دفاع جوي ستصمد أمام هذا الكم الهائل من الصواريخ، وإلى أي مدى قادرة إيران بهذه الصواريخ إطالة أمد الحرب بوجه الكيان الذي يستنفد منذ حرب 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وإذا أردنا ان نتجه أكثر باتجاه معرفة حقيقة القوة الصاروخية الباليستية لإيران فلا بد من قراءة تاريخ الصناعات الصاروخية الباليستية في إيران. فبعد الحرب الإيرانية- العراقية انتهجت إيران إستراتيجية تصنيع الصواريخ الباليستية وفق مسارات أربعة، مسار تطوير الصواريخ قصيرة المدى، مسار تطوير صواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى، مسار تطوير صواريخ جوالة من نوع كروز، وصواريخ قادرة على حمل أقمار صناعية إلى الفضاء الخارجي.
ووفق هذه الاستراتيجية عملت إيران على هذه المسارات بشكل تناسبي مع الأخطار الخارجية المحدقة بها، وكان أكبر خطرين يهددان الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الكيان الغاصب الذي يبعد عن أراضيها ما يزيد عن 1500 كلم، والقواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في مختلف دول بحر الأبيض المتوسط على مسافات قريبة ومتوسطة منها، لذلك تركزت الصناعات العسكرية الإيرانية على الصواريخ الباليستية متوسطة وطويلة المدى التي بإمكانها الاستجابة لأي حالة عدائية ضدها من هذين الخطرين الحقيقيين.
وفي خضم تقوية إيران حلفاءها في المنطقة وتشكيل حصار صاروخي باليستي على إسرائيل والقواعد الأميركية، نقلت إيران هذه التكنولوجيا إلى اليمن الذي نجح وفق التجارب في تأسيس مدرسة خاصة به في صناعة الصواريخ الباليستية وأصبح يسد حاجته من هذه الأسلحة بتصنيع محلي، أما الحليف الأقوى لإيران في لبنان وهو حزب الله فاستحوذ على مجموعة كبيرة من الصواريخ الباليستية قريبة ومتوسطة المدى التي يمكن أن يحتاجها في قصف عاصمة الكيان الغاصب وما بعدها، وتبين في الحرب الأخيرة أن حزب الله ضرب تل أبيب وضواحيها بصواريخ باليستية من نوع "قادر 1" ولا يزال يحتفظ بمخزون استراتيجي لم تستطع إسرائيل تدميره في الحرب الأخيرة.
بذلك عملت إيران على مدار أكثر من ثلاثين عاماً على صناعة صواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى، والأهم أن الصواريخ التي تصنعها مرنة التطوير والتعديل، إذ أنها قادرة على إسقاط تكنولوجيا الصواريخ الحديثة على الصواريخ القديمة التي كانت قد صنعتها، وهذا أيضاً ما استفاد منه حزب الله اللبناني الذي حول جزءاً من مخزونه من الصواريخ الهجينة إلى صواريخ دقيقة ونقطوية داخل لبنان وفق مشروع الصواريخ الدقيقة الذي أعلن عنه الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله في عام 2018-2019.
وفي معادلة بسيطة إذا ما استطاعت إيران أن تنتج شهرياً من صواريخها الباليستية متوسطة وبعيدة المدى ما يقارب الخمسين صاروخاً، فإنه في عشر سنوات فقط ستمتلك ما يقارب الستة ألاف صاروخ باليستي، ناهيك عن صناعات الصواريخ الجديدة والمتطورة كالهايبر سونيك وغيرها التي تنفرد في صناعتها منشآت خاصة وفق بروتكولات صناعية تكنولوجية مختلفة.
هنا تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن للاستخبارات الإسرائيلية تحجيم القدرة الصاروخية البالستية لإيران بما بين 2500-4500 صاروخ باليستي، فإيران التي تهيأت لخوض حروب لسنوات ضد العدو الإسرائيلي وحليفها الأميركي، وهي تطلق حالياً بشكل يومي وسطي 20 صاروخاً باليستياً، فمن المفترض أن مخزونها البالسيتي سينفذ خلال ما يقارب 4-6 أشهر، في حين أن الحقيقة تشيير إلى أن إيران تضاعف يوماً بعد يوم من أعداد الصواريخ البالسيتية التي تطلقها على الكيان، وتشير التقارير المقابلة إلى أن معظم ما أطلقته إلى حد هذه اللحظة من صواريخ هو من مخزونها الإستراتيجي من الصناعات الصاروخية الباليستية التقليدية، وهي تطلق مع هذه الرشقات بعض الصواريخ الجديدة ولكن ليس كل ما هو حديث، وهذا ما تجلى اليوم بإطلاق إيران لأول مرة صاروخ سجيل الذي أعلن عنه عام 2008.
بعد عدة أيام من انطلاق الحرب بدأت إسرائيل تشعر بالخيبة خصوصاً عندما اكتشفت أنها أمام نموذج جديد من حرب تموز عام 2006 ضد حزب الله، ففي الحرب عام 2006 بدأ الحزب تدريجياً استخدام صواريخه الهجينة تناسباً مع المرحلة التي وصلت إليها الحرب، ولا شك أن الحرس الثوري الإيراني يستخدم الإستراتيجية نفسها، ولا زال بجعبته آلاف الصواريخ الباليستية القادرة على شل إسرائيل، فإسرائيل في هذا الظرف تواجه أسلحة صاروخية لا تعلم عنها شيئاً، بل كل ما تعرفه أن دفاعاتها الجوية ستنهار بعد خمسة عشر يوماً إن لم تنقذها الولايات المتحدة الأميركية وتشعل حرباً عالمية ثالثة.
في الخلاصة إن إيران الباليستية لا يمكن حدها بعشرة آلاف صاروخ باليستي متوسط وطويل المدى، والميدان إن إستمرت إسرائيل في المجازفة سيثبت ما سيفعله الباليستي من نسخه المتطورة بإسرائيل الكيان المؤقت إذا ما استمر سياسيوها بشؤم الحسابات الخاطئة ونذير الاستراتيجيات القاصرة عن رؤية أبعد مما خطط له ، فإسرائيل هي من أشعلت هذه الحرب وأوقد نارها، ولكن السؤال الأوحد من سيتحكم بهذه الحرب والسؤال الأخطر من سيُنهي حرباً من هذا النوع؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 32 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
خلفيات الحملات على حاكم مصرف لبنان لأنه ينصف المودعين... فمتى المحاسبة؟
لاحظت مصادر مالية أن الصحف ووسائل الإعلام التي تدور في فلك الممانعة شنّت وتشنّ حملات على حاكم مصرف لبنان كريم سعيد بمجرّد أن عدّل التعميمين 158 و166 لمضاعفة السحوبات للمودعين من 400 دولار إلى 800 دولار ومن 300 دولار إلى 600 دولار، وذلك في إطار العمل الحثيث على إعادة جزء من الودائع لأصحابها ومستحقيها، ضمن خطة يعمل عليها الحاكم بهدوء وبعيداً عن الضجيج لإنصاف المودعين. واستغربت المصادر عبر وكالة "اخبار اليوم" كيف أن وسائل الاعلام نفسها لم تعترض يوماً على تبديد أكثر من 10 مليار دولار على الدعم الذي نفّذته حكومة "حزب الله" برئاسة حسّان دياب، على المحروقات التي كانت تذهب لحساب نظام بشار الأسد والدعم على الكاجو والكافيار وغيرها، والذي ذهب الى جيوب بعض المحظيين والمنتفعين على حساب الاقتصاد الوطني ووضع البلد المالي وعلى حساب أصحاب الحقوق الحقيقيين أي المودعين. وتستنتج المصادر أنه لطالما كان مصرف لبنان وحاكميته يخضعان لطلبات المحور ورغباته ويمعنان مرغمين في تبديد أموال المودعين لصالح محور الممانعة، لطالما كانت وسائل اعلام المحور راضية وتبتعد عن أي انتقاد لمصرف لبنان. وعندما يتخذ مصرف لبنان وحاكمه أي قرار يصبّ في إطار إعادة الحقوق لأصحابها تنطلق الحملات في محاولة لإخضاع الحاكمية لأجندة المحور، وخصوصاً بعدما بات هذا المحور منهكاً وفي أمسّ الحاجة لمصادر تمويل. وتختم المصادر بالتأكيد أنه وفي هذا السياق، فإن حاكم مصرف لبنان الحالي، الذي تصرف بضمير ووفقاً لأخلاقيات المهنة، يبدو أكثر وطنية ممن ضغطوا وأمروا لإهدار أموال البلد، لا بل أمعنوا بين عامي 2021 و2023 في تمويل حرب عبثية في سوريا، وتهريب المحروقات والسلع الأساسية إلى تلك البلاد من دون أي محاسبة. ونأمل أن يأتي اليوم الذي يُحاسَب فيه هؤلاء، وأن تُعاد الأموال التي جُمعت بطرق غير مشروعة إلى أصحابها الحقيقيين، أي إلى المودعين". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 32 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
خلف التحذير الاميركي للحزب خشية من "المتفلتين" ...بري: انا الضامن والمنقذ
يُصِر رئيس مجلس النواب نبيه بري على تكرار موقفه المؤكد ان حزب الله لن يتدخل في الصراع الاقليمي الدائر بين تل ابيب وطهران. اصرار كثرت التحليلات حول خلفياته وما اذا كان "الاخ الاكبر" استحصل على وعد قاطع من "الشيخ نعيم" ان مهما حصل وبلغ مستوى التقاتل والمواجهات، سيبقى الحزب على حياد يُقدم مصلحة لبنان على مُمَوله ومؤمن مأكله ومشربه و...ايران، ام انه أخذ على عاتقه طمأنة اللبنانيين والعهد والخارج ان دعم الحزب مبدئي لا اكثر، في انتظار مآل الحرب ومصير الاقليم. إصرار لا يبدو يقنع الولايات المتحدة الاميركية التي سارعت سفيرتها في بيروت ليزا جونسون، بُعيد توجيه الضربة – الصاعقة لمفاعل ايران النووية الثلاثة الى توجيه تحذير شديد اللهجة لحزب الله عبر السلطات السياسية والدبلوماسية في لبنان من مغبّة الاقدام على اي تحرك باتجاه اي قاعدة اميركية او ما يخص بلادها في لبنان لأنه سيتلقى ،إن فعل، ردا مؤذيا جدا. فهل تملك واشنطن معطيات من خارج القنوات الرسمية ام ان رسالتها مجرد تأكيد المؤكد وتذكير بالمُحرّمات؟ تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان في خلفيات الرسالة الاميركية قلق من تحرك جماعات من الحزب من خارج فلك ضمانات الرئيس بري للتدخل في الصراع ، في ضوء معلومات حول اتجاهات ثلاثة تسود داخل البيئة الشيعية بعد اغتيال الامين العام السابق للحزب السيد حسن نصرالله ، الاول يوالي الجمهورية الاسلامية، راعيته الاقليمية، التي سلّفته الكثير وأمّنت للطائفة قوة ونفوذا فاضا عن حدهما، ويميل الثاني الى مرجعية النجف العراقية المعتدلة فيما يلتقي الثالث عند مركزية لبننة الشيعة. وتشير الى ان رئيس المجلس يبدو يمون على الفئتين الثانية والثالثة فيما تبقى الثالثة خارج فلك الضمانات والخشية الاميركية من تحرك الفئة اياها تحديدا ضد مصالح واشنطن في بيروت. يسعى بري للمّ الحالة الشيعية، تضيف المصادر، وجمعها تحت عباءته لإعادتها الى الدولة اللبنانية ، بعدما انهكها الحزب بحروبه العبثية، ليصبح هو المنقذ و"الوكيل الشرعي" لشيعة لبنان الذين لمسوا لمس اليد ان سلاح الحزب لم يحمِهم من همجية اسرائيل وقد قتلتهم وهجرتهم ودمرت منازلهم وحرقت ارزاقهم، فيما لم تساندهم ايران في الحرب الاخيرة عليهم الخريف الماضي. هذه اذا الضمانة، تؤكد المصادر، وهو ما أسَرّ به بري الى السفير الأميركي لدى تركيا المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى سوريا، توماس برّاك،، وما حمل الاخير على ابداء ارتياحه لما سمعه من رئيس البرلمان خلال اجتماعهما ،وقد وصلت اصداؤه الى المملكة العربية السعودية ايضاً. انا الضامن عدم انخراط الحزب في الحرب، قالها بري للرئيسين جوزاف عون ونواف سلام وكل "من يعنيهم الامر"، لكنّ الحذر يبقى واجباً وعين واشنطن تسهر وتراقب، تختم المصادر. المركزية – نجوى أبي حيدر انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون ديبايت
منذ ساعة واحدة
- ليبانون ديبايت
"حزب الله ملتزم"... وهذا ما تعتمد عليه إيران في حربها مع إسرائيل!
ويؤكد ريفي، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، "أنه على بعض التيارات السياسية الداخلية أن تتوقف عن التمني بدخول لبنان في هذه الحرب عبر حزب الله، لأنه للأسف هناك جهات تتمنى ضمنيًا أن ينخرط لبنان في المواجهة بهدف معاودة الحرب على المقاومة، وبعضها يمارس بروباغندا إعلامية هدفها تخويف اللبنانيين من إمكانية تدخل حزب الله". ويوضح أنه "عندما تحدّث أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، قال بوضوح إننا لسنا على الحياد بين حقّ إيران وباطل إسرائيل، لكن بعض التيارات السياسية تلقّت هذا الكلام وكأنّه اقتصر على "لسنا على الحياد"، متجاهلة تمامًا الجزء المتعلّق بالحق والباطل، وبدأت في البناء عليه للتحريض على المقاومة وعلى حزب الله". أما بالنسبة إلى التحذيرات الأميركية من دخول حزب الله، فيراها أنها "طبيعية في سياق الصراع القائم، لكن البعض يعمد إلى تضخيمها في محاولة لتوظيفها سياسيًا فيما بعد، سواء عبر الضغط لسحب سلاح المقاومة، أو لمزيد من الحصار على حزب الله وبيئته". في المقابل، يشير إلى أن "حزب الله ما يزال ملتزمًا بالتفاهم القائم مع الحكومة اللبنانية، ويحترم اتفاق وقف إطلاق النار، رغم كل ما يتعرض له لبنان من اعتداءات إسرائيلية متكررة، كان آخرها الاعتداء الغادر ليلة عيد الأضحى المبارك في الضاحية الجنوبية، ورغم هذه الاعتداءات لا يزال حزب الله يترك للدولة اللبنانية هامشًا للتحرك السياسي والدبلوماسي، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار، ووقف الخروقات والاغتيالات، وإطلاق الأسرى، وبعد ذلك يمكن مناقشة مسألة سلاح المقاومة ضمن استراتيجية دفاعية تعزز الأمن الوطني، كما سبق وطرح رئيس الجمهورية لكن هناك بعض المسؤولين اللبنانيين والتيارات السياسية الذين يتحركون وفق أجندات خارجية، ويتعاملون مع هذه المرحلة بعقلية نقيضة لمفهوم السيادة الوطنية". أما في البعد العسكري، فلا يعتقد ريفي أن "دخول حزب الله في الحرب سيكون حاسمًا لمعادلة قائمة، لأن خريطة فلسطين المحتلة التي أصدرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية ظهرت بالكامل باللون الأحمر، ما يعني أن كل أراضيها باتت تحت مرمى الصواريخ الإيرانية، وبالتالي إيران تضرب اليوم في كل الاتجاهات في إسرائيل، في الجنوب، وفي الوسط، في الشمال، في الشرق، وفي الغرب، ولا يبدو أنها بحاجة لأي جهة تُساندها ميدانيًا في هذه المرحلة من المواجهة، لا سيما بعد أن نجحت في امتصاص الضربة الأولى الإسرائيلية، والضربة الثانية الأميركية، التي فشلت في تحقيق أهدافها، ومنها ضرب البرنامج النووي واليورانيوم المخصّب". ويقول: "الإيرانيون، على ما يبدو، كانوا يدركون خطورة هذا السيناريو، فقاموا بتخزين اليورانيوم المخصّب في مواقع عميقة لا يمكن حتى للقنبلة الأميركية GBU-57 أن تصل إليها، ما وفر حماية إضافية للبرنامج النووي". ويضيف: "نحن اليوم أمام حرب تقليدية طويلة الأمد، ليست في مصلحة الإسرائيليين ولا الأميركيين، فهؤلاء يفضلون حربًا خاطفة تُضعف إيران وتُجبرها على التفاوض من موقع الضعف، وهذا ما عبّر عنه سابقًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن إيران كسرت هذه المعادلة، لقد أدخلت المجتمع الإسرائيلي في قلب المعركة، وهو الآن تحت الاستهداف المتواصل، وهذا أمر لا يستطيع الإسرائيلي تحمّله، وهو ما يدفع أعدادًا متزايدة للمطالبة بالهجرة من فلسطين المحتلة". ويشدّد ريفي على أن "إيران تعتمد على صبرها الاستراتيجي، وتمضي في حرب ردّ وردّ مضاد، وهي تدرك أن استمرار هذه المواجهة لا يخدم مصلحة تل أبيب أو واشنطن، في وقت لم تعد فيه إسرائيل قادرة على خوض حرب في الشرق الأوسط من دون دعم أميركي مباشر، سواء بالصواريخ، أو التكنولوجيا، أو المشاركة الفعلية".