
"حزب الله ملتزم"... وهذا ما تعتمد عليه إيران في حربها مع إسرائيل!
ويؤكد ريفي، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، "أنه على بعض التيارات السياسية الداخلية أن تتوقف عن التمني بدخول لبنان في هذه الحرب عبر حزب الله، لأنه للأسف هناك جهات تتمنى ضمنيًا أن ينخرط لبنان في المواجهة بهدف معاودة الحرب على المقاومة، وبعضها يمارس بروباغندا إعلامية هدفها تخويف اللبنانيين من إمكانية تدخل حزب الله".
ويوضح أنه "عندما تحدّث أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، قال بوضوح إننا لسنا على الحياد بين حقّ إيران وباطل إسرائيل، لكن بعض التيارات السياسية تلقّت هذا الكلام وكأنّه اقتصر على "لسنا على الحياد"، متجاهلة تمامًا الجزء المتعلّق بالحق والباطل، وبدأت في البناء عليه للتحريض على المقاومة وعلى حزب الله".
أما بالنسبة إلى التحذيرات الأميركية من دخول حزب الله، فيراها أنها "طبيعية في سياق الصراع القائم، لكن البعض يعمد إلى تضخيمها في محاولة لتوظيفها سياسيًا فيما بعد، سواء عبر الضغط لسحب سلاح المقاومة، أو لمزيد من الحصار على حزب الله وبيئته".
في المقابل، يشير إلى أن "حزب الله ما يزال ملتزمًا بالتفاهم القائم مع الحكومة اللبنانية، ويحترم اتفاق وقف إطلاق النار، رغم كل ما يتعرض له لبنان من اعتداءات إسرائيلية متكررة، كان آخرها الاعتداء الغادر ليلة عيد الأضحى المبارك في الضاحية الجنوبية، ورغم هذه الاعتداءات لا يزال حزب الله يترك للدولة اللبنانية هامشًا للتحرك السياسي والدبلوماسي، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار، ووقف الخروقات والاغتيالات، وإطلاق الأسرى، وبعد ذلك يمكن مناقشة مسألة سلاح المقاومة ضمن استراتيجية دفاعية تعزز الأمن الوطني، كما سبق وطرح رئيس الجمهورية لكن هناك بعض المسؤولين اللبنانيين والتيارات السياسية الذين يتحركون وفق أجندات خارجية، ويتعاملون مع هذه المرحلة بعقلية نقيضة لمفهوم السيادة الوطنية".
أما في البعد العسكري، فلا يعتقد ريفي أن "دخول حزب الله في الحرب سيكون حاسمًا لمعادلة قائمة، لأن خريطة فلسطين المحتلة التي أصدرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية ظهرت بالكامل باللون الأحمر، ما يعني أن كل أراضيها باتت تحت مرمى الصواريخ الإيرانية، وبالتالي إيران تضرب اليوم في كل الاتجاهات في إسرائيل، في الجنوب، وفي الوسط، في الشمال، في الشرق، وفي الغرب، ولا يبدو أنها بحاجة لأي جهة تُساندها ميدانيًا في هذه المرحلة من المواجهة، لا سيما بعد أن نجحت في امتصاص الضربة الأولى الإسرائيلية، والضربة الثانية الأميركية، التي فشلت في تحقيق أهدافها، ومنها ضرب البرنامج النووي واليورانيوم المخصّب".
ويقول: "الإيرانيون، على ما يبدو، كانوا يدركون خطورة هذا السيناريو، فقاموا بتخزين اليورانيوم المخصّب في مواقع عميقة لا يمكن حتى للقنبلة الأميركية GBU-57 أن تصل إليها، ما وفر حماية إضافية للبرنامج النووي".
ويضيف: "نحن اليوم أمام حرب تقليدية طويلة الأمد، ليست في مصلحة الإسرائيليين ولا الأميركيين، فهؤلاء يفضلون حربًا خاطفة تُضعف إيران وتُجبرها على التفاوض من موقع الضعف، وهذا ما عبّر عنه سابقًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن إيران كسرت هذه المعادلة، لقد أدخلت المجتمع الإسرائيلي في قلب المعركة، وهو الآن تحت الاستهداف المتواصل، وهذا أمر لا يستطيع الإسرائيلي تحمّله، وهو ما يدفع أعدادًا متزايدة للمطالبة بالهجرة من فلسطين المحتلة".
ويشدّد ريفي على أن "إيران تعتمد على صبرها الاستراتيجي، وتمضي في حرب ردّ وردّ مضاد، وهي تدرك أن استمرار هذه المواجهة لا يخدم مصلحة تل أبيب أو واشنطن، في وقت لم تعد فيه إسرائيل قادرة على خوض حرب في الشرق الأوسط من دون دعم أميركي مباشر، سواء بالصواريخ، أو التكنولوجيا، أو المشاركة الفعلية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 21 دقائق
- صدى البلد
جنيف للدراسات: لا توجد تقارير رسمية توثق تدميرا كاملا للمفاعلات الايرانية
أكد رضا سعد، مدير مركز جنيف للدراسات السياسية، أن الضربة الأميركية الإسرائيلية للمواقع النووية الإيرانية تمثل "نسفا كاملا" للمسار الدبلوماسي الذي كانت طهران تسير فيه بالتوازي مع المحادثات غير المباشرة مع واشنطن. أوضح سعد، خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا النمط من الخداع السياسي ليس جديدا على الولايات المتحدة، حيث تُستخدم القنوات الدبلوماسية كغطاء لتحركات عسكرية تُحضّر في الخفاء، كما حدث قبل المفاوضات المقررة في سلطنة عُمان. وأشار سعد إلى أن إيران لم تتخل عن المسار الدبلوماسي رغم التصعيد العسكري، لكنها لن تقبل الدخول في مفاوضات تحت التهديد أو وفق شروط أميركية مسبقة، مضيفا أن طهران كانت قد أبدت مرونة عبر لقاءات في جنيف ومباحثات غير مباشرة عبر الترويكا الأوروبية، لكن الضربة الأخيرة وسّعت فجوة الثقة، مما يصعّب استئناف أي مفاوضات في الوقت الراهن. وفي رده على تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي تحدث فيها عن "نهاية البرنامج النووي الإيراني"، شكك سعد في مدى صحة هذه الادعاءات، مؤكدًا أنه لا توجد تقارير رسمية توثق تدميراً كاملاً للمفاعلات، مشيرا إلى أن منشأة فوردو تحديدا لم تمس في عمقها، بحسب مسؤولين إيرانيين، كما تم نقل جزء من اليورانيوم المخصب إلى مواقع آمنة قبيل الضربة، الأمر الذي يقلل من فعالية الهجوم المعلن.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 22 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
عن "قصف لبنان".. بيانٌ إسرائيلي وهذا ما جاء فيه
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أعلن الجيش الإسرائيليّ، اليوم الإثنين، مُهاجمة مواقع عسكرية ومنصات صاروخيّة لـ"حزب الله" شمال منطقة الليطاني في جنوب لبنان. وزعم جيش العدو أن تلك المواقع تحتوي على منصات قذائف صاروخية إلى جانب مستودعات وسائل قتالية، وأضاف: "يشكل وجود أسلحة وأنشطة حزب الله في هذه المنطقة خرقاً فاضحاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وسيوصل الجيش الإسرائيلي العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


بيروت نيوز
منذ 42 دقائق
- بيروت نيوز
ماذا تبقى من نووي إيران؟
ويقول التقرير إن البرنامج النووي شكل مشكلة عصية على الحل منذ أن بدأت إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة مرتفعة تسمح لها بالوصول من صناعة قنبلة نووية وهو ما دفع واشنطن لقصف المنشآت النووية. وذكر التقرير أنه 'بحسب تصريحات من إدارة ترامب، استهدفت الضربات الجوية والصاروخية البنية التحتية النووية الإيرانية وكانت ضربة قاصمة موجعة، من المرجح أنها أعاقت البرنامج النووي الإيراني لسنوات طوال'. وأضاف: 'على الرغم مما سبق، يبدو أن إسرائيل والولايات المتحدة تجدان أن المعركة التي خاضتاها لعقود ضد الأنشطة النووية لطهران يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى إذا تمكن الإيرانيون من نقل بعض مخزوناتهم من اليورانيوم عالي التخصيب ومعدات أخرى قبل الهجوم العسكري الأميركي وهو ما صرحت به مصادر إيرانية في وقت سابق'. ماذا تبقى من 'نووي إيران'؟ في السياق، قال المفاوض السابق مع إيران خلال إدارتي بايدن وأوباما ريتشارد نيفيو: 'يمكننا الافتراض بشكل معقول أن أجهزة الطرد المركزي في فوردو ونطنز قد دُمرت. لكننا ما زلنا لا نعرف ما إذا كانت كل أجهزة الطرد المركزي. لا نعرف ما الذي ربما أزالوه قبل الهجوم، وخاصة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب القريب من صناعة السلاح النووي ولطالما أصرت إيران على أن برنامجها النووي سلمي بحت، ومُخصص للأغراض المدنية'. مع هذا، ترى الصحيفة أنه لم يتضح بعد كيف تخطط إدارة ترامب لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات بعد تعرضها لهجوم أميركي، مشيرة إلى أن 'هذا يعني أن استخلاص صورة واضحة عن وضع البرنامج النووي الإيراني قد يظل صعباً خلال أشهر مقبلة'. أيضاً، أوضح تقرير 'وول ستريت جورنال' نقلاً عن محلليين أن إيران اكتسبت على مدى 3 عقود الكثير من المعرفة اللازمة لصنع قنبلة، وهو ما لا يُمكن القضاء عليه بالحملات العسكرية. هنا، يقول نائب مساعد وزير الدفاع السابقة لشؤون الشرق الأوسط في إدارة بايدن دانا سترول: 'لا يوجد حل عسكري يقضي تماماً على هذا البرنامج'. في الوقت نفسه، يعتقد بعض الخبراء والمسؤولين السابقين أن الضرر الذي ألحقته القوات الأميركية والإسرائيلية سيُعقّد بشكل كبير أي محاولة إيرانية لتطوير قنبلة نووية سراً. وختم التقرير بخلاصة هامة تحدثت عن أن العديد من المكونات التي تحتاجها إيران لبرنامج نووي يمكن إعادة بنائه ممكنة، إلا أن إعادة إنشاء 'سلسلة توريد' معدات الأسلحة سراً ستكون صعبة، لا سيما بسبب مدى فعالية الاستخبارات الإسرائيلية في التجسس على العمل النووي الإيراني كما أصبحت طهران تحت المجهر عالمياً بعد تطويرها برنامجها النووي الذي كان سبباً في استهدافها أخيراً من واشنطن. (24)