logo
غزة ... حرب طويلة تستنزف روحها..!

غزة ... حرب طويلة تستنزف روحها..!

قدس نت١٧-٠٣-٢٠٢٥

بقلم: أكرم عطا الله
لا خلاف بين الموقفين الإسرائيلي والأميركي حول الملف الفلسطيني بتفاصيله، هذا الأمر لم يعد يحتاج إلى دلائل كثيرة بعد رحلة امتدت لعقود، وتأكد ذلك في السلم وفي الحرب. ففي السلام وقفت الولايات المتحدة طويلاً خلف المناورات الإسرائيلية، أما في الحرب فكانت أكبر داعم، ومع دونالد ترامب تصبح القصة ذات طابع أكثر عمقاً، فإذا كانت الإدارات السابقة سواء جمهورية أو ديمقراطية في علاقة تبني مع إسرائيل تساندها ظالمة أو ظالمة فإن ترامب لديه تصنيف عرقي يضع إسرائيل كعرق أبيض ينتمي للجنس الأعلى الذي يتبناه وبالتالي تكتمل الحكاية.
في غزة التي دخلت حرب التجويع من جديد بعد كل هذا العذاب الذي مرت به ومازالت، أغلب الظن أنه لن يكون سوى ما يريده لها الإسرائيلي، وبالتالي كل النقاش الفلسطيني المأزوم حد الاشتباك البيني لن يغير كثيراً في مسار منطقة يعيد تشكيلها وهندستها وتجفيفها بتفويض من الإدارة الأميركية، والتي ربما تطوع موظف أميركي مثل آدم بولر للخروج على التفويض ليجد من يعيده الى السكة ويتراجع عن موقفه بتصريحات جديدة ثم يدفع ثمن الخروج، فإدارته من تكفل بالأمر.
ما الذي تفعله اسرائيل في غزة وما الذي تريده منها؟ سؤال شغل الكثير من المراقبين والمحللين والمفسرين والمنجمين والنشطاء ومؤيدي الفصائل، طغت عليها تحليلات رغائبية لم تغص عميقاً فيما حدث ويحدث. وتداعيات الحرب بقي بعضها يقف على سطح الأحداث وبعضها يتمنى أن تتوقف، حرب بات واضحا أنها حرب الحسم بالنسبة لإسرائيل ولن تُفوّتها، وأن نهاية الحرب وعودة الأوضاع كما نهايات كل الحروب السابقة هو نوع من التمنيات لا أكثر. طبعاً كل الفلسطينين يتمنون ذلك لكن الواقع لا يسير بالأماني بل بقراءة دقيقة، وإذا كان لإسرائيل قبل السابع من أكتوبر مصلحة ببقاء استمرار حكم حماس لغزة، فقد تغير الأمر لحظة أن ظهر ما اعتبرته خطراً وجودياً من تلك المنطقة.
لم تكن اسرائيل هذه المرة تبحث عن صورة نصر كما اعتقد الكثيرون الذين لم يتوقفوا عن الإشارة منذ البداية لاقتراب نهاية الحرب، بل كانت تبحث عن النصر الكامل كما أسماه نتنياهو، والنصر بالنسبة لنتنياهو هذه المرة كان يعني سحق المكان وتدميره وضمان ألا يشكل تهديداً مستقبلياً، وتفريغ مخزونه الكفاحي وتحويله إلى صحراء قاحله ينتظر سكانه أية فرصة للهجرة أو الهروب من واقع تنعدم فيه إمكانيات الحياة مع الخوف الدائم.
ومن أجل ذلك، كان لا بد من حرب استنزاف طويلة تستنزف فيها الروح الفلسطينية، لذا لم يكن من المصادفة أن يخرب نتنياهو كل محاولات الوسطاء منذ بداية الحرب حتى وإن كان الثمن التضحية بالأسرى الإسرائيليين الذين قتل العشرات منهم في الأسر. فلم ترسل إسرائيل جيشها لغزة في حرب يموت فيها مئات الجنود من أجل إعادة عشرات الأسرى، فتلك معادلة لا تستوي مع دولة تضع اعتباراً للعنصر البشري وخاصة الجندي، بل إن الأمر أبعد كثيراً منذ أن أطلقت عليها «الحرب الوجودية» أو حرب «الاستقلال الثانية».
ومن أجل تحقيق مرادها كان لا بد أن يتم تعذيب سكان غزة على مدى أشهر طويلة وعدم حسم الحرب مبكراً. لذا كان نتنياهو يرفض أي مبادرة كانت ستؤدي لإنهاء الحرب وعودة الحياة لسكان غزة، فقد سخِرَ من كل المشاريع التي كانت تبحث في اليوم التالي بضمنها مشاريع كان يضعها الجيش، ومن نظام عشائر أو خطة الفقاعات أو عودة السلطة أو مسؤولية عربية أو أية خطة يكون نتيجتها بقاء السكان، بل حافظ على بقاء الوضع على ما هو عليه وعلى حكم متآكل وعاجز لحماس يبرر استمرار الحرب، وهذا يحقق أكثر من مسألة:
الأولى: تحويل حركة حماس إلى عبء على سكان القطاع، بل وجعلها على النقيض من حياتهم واستقرارهم ومستقبلهم، هذا كان يتطلب مزيداً من الوقت لتعزيز ذلك بهدف إخراج الحركة من حياة الغزيين. فلو انتهى الأمر سريعاً لتحولت للحركة الشهيدة التي حافظت على وجودها كفكرة في الوجدان الفلسطيني، لكن إسرائيل تقوم بعكس ذلك.
الثانية: تحويل الكفاح الفلسطيني إلى عبء على سكان القطاع، أي تغيير الوعي الفلسطيني في منطقة تكفلت مبكراً بالصدام مع إسرائيل، وإبقاء جذوة النضال الفلسطيني متقدة فشلت إسرائيل في إطفائها لعقود. وهذه المرة وجدت فرصة تحظى بغطاء دولي تقول فيها للغزيين: أرأيتم ما فعل بكم الصدام مع اسرائيل؟ لقد دمركم وبيوتكم وأولادكم ومصانعكم ومزارعكم وحولكم إلى متسولين.
الثالثة: مع إطالة الحرب وإطالة التدمير وتصحير الحياة وإيصال الناس بغزة إلى قناعة فقدان الجدوى بالمكان، حيث لا تعليم للأبناء ولا عمل ولا بنية تحتية ولا كهرباء ولا مياه نظيفة، وتحويل الإنسان من منتج إلى بقايا إنسان محطم يعيش على المساعدات والإعانات، ذليلاً كسيراً بعد أن فقد كل شيء، ويتغذى هذا الشعور على النقطتين السابقتين؛ بقاء حماس كحكم عاجز، وفقدان الثقة بالكفاح الوطني. هذا هو النصر بعيون نتنياهو وليس غير ذلك، فما العمل إذاً؟ وقف الحرب بأية وسيلة، هذا هو الهدف للحفاظ على ما تبقى، أما كيف، فتلك بحاجة لنقاش آخر بعد أن أعطت الولايات المتحدة مزيداً من التفويض لإسرائيل لتحدد شكل النهايات، وهي بالقطع كوابيس بالنسبة للفلسطيني ...!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة
مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة

شبكة أنباء شفا

timeمنذ ساعة واحدة

  • شبكة أنباء شفا

مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة

شفا – أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته على مقترح المبعوث الأمريكي الجديد الخاص بصفقة تبادل اسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وافادت القناة 12 العبرية بأن نتنياهو ابلغ عائلات الأسرى أن إسرائيل ستقبل بمقترح ويتكوف الجديد. من جهة أخرى قال مصدر مطلع على تفاصيل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لموقع 'واللا' العبري اليوم الخميس إن حماس غير راضية عن الاقتراح الجديد الذي قدمه مبعوث البيت الأبيض ويتكوف. وبحسب المصدر فإن المقترح الجديد لا يتضمن ضمانة أميركية واضحة بأن وقف إطلاق النار المؤقت سيؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأنه إذا استمرت المفاوضات لأكثر من 60 يوماً فإن وقف إطلاق النار سيستمر أيضاً ولن تتمكن إسرائيل من انتهاكه من جانب واحد كما فعلت في مارس/آذار الماضي. واشار المصدر إلى أن كبار مسؤولي حماس لم يعطوا حتى الآن ردا سلبيا على المقترح، لكنهم أعربوا عن خيبة أملهم من محتواه. وأشار المصدر إلى أن المقترح الجديد منحاز أكثر لصالح إسرائيل مقارنة بالمقترحات السابقة، وأن ويتكوف قبل معظم المطالب التي قدمها الوزير رون ديرمر في اجتماع معه الثلاثاء. وأكد مسؤول إسرائيلي كبير هذه التصريحات، وقال إن التقييم في إسرائيل هو أن حماس سترفض الاقتراح الجديد. واعلنت حماس في وقت سابق اليوم أن قيادتها استلمت اقتراح ويتكوف الجديد وسوف تدرسه بمسؤولية. وتنص وثيقة ويتكوف على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، وتشير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيضمن التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال هذه الفترة. حماس ستعيد 10 رهائن أحياء و18 جثة من قائمة الـ58 رهينة التي بحوزتها، وسيتم إعادتهم في اليومين الأول والسابع من وقف إطلاق النار (5 رهائن أحياء و9 جثث في كل مرحلة). وسيبدأ إدخال المساعدات إلى قطاع غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار، وسيتم إيصال المساعدات عبر قنوات يتم الاتفاق عليها، والتي تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر. ويتوقف النشاط الهجومي الإسرائيلي خلال فترة وقف إطلاق النار، كما يتوقف النشاط الجوي وجمع المعلومات الاستخبارية بواسطة الطائرات لمدة عشر ساعات يوميا أو 12 ساعة في الأيام التي يتم فيها إعادة المختطفين. بعد كل مرحلة من مراحل إعادة المختطفين والجثث، سيتم إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وفي اليوم الأول لوقف إطلاق النار، تبدأ المفاوضات برعاية الوسطاء العرب لتنفيذ الاتفاق على الترتيبات اللازمة لضمان وقف دائم لإطلاق النار. وفي المفاوضات، سوف يناقش الطرفان شروط إطلاق سراح الرهائن المتبقين، والقضايا المتعلقة بإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي وانسحابها، والترتيبات الأمنية طويلة الأمد في قطاع غزة، ومقترحات الطرفين بشأن 'اليوم التالي' لانتهاء الحرب.

جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان غزة
جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان غزة

فلسطين اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • فلسطين اليوم

جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان غزة

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الخميس، بيانا يدعو إلى إخلاء مناطق واسعة شمالي قطاع غزة. وقال البيان المرفق بخريطة: "إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في مناطق العطاطرة وجباليا البلد والشجاعية الدرج والزيتون، تواصل المنظمات الإرهابية نشاطها التخريبي في المنطقة لذلك سوف يوسع جيش الدفاع نشاطه الهجومي في مناطق وجودكم لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية"على حد قولهم . وتابع البيان: "من هذه اللحظة، سيتم اعتبار المناطق المذكورة مناطق قتال خطيرة". وختم: "تم تحذير هذه المناطق عدة مرات. من أجل سلامتكم عليكم إخلاؤها فورا غربا". وقالت مصادر محلية إن غارات الاحتلال استهدفت جباليا البلد، بالتزامن مع غارات جوية على مناطق متفرقة شمالي القطاع، في يوم دام جديد استشهد خلاله عشرات الفلسطينيين. وتستمر العمليات العسكرية في القطاع المدمر، توازيا مع مناقشة مقترح لوقف إطلاق النار قدمته واشنطن. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، للصحفيين: "أستطيع أن أؤكد أن المبعوث الخاص (ستيف) ويتكوف والرئيس (دونالد ترامب) قدما اقتراحا لوقف إطلاق النار إلى حماس، وقد أيده كيان الاحتلال ". وأبدى مسؤولون في حركة المقاومة الإسلامية حماس ردا فاترا على مسودة الاقتراح التي وافق عليها الاحتلال الإسرائيلي، لكنهم قالوا إنهم يرغبون في دراسة الاقتراح بمزيد من التعمق قبل تقديم رد رسمي. وقال باسم نعيم أحد كبار مسؤولي حماس، لوكالة "أسوشيتد برس"، إن "الرد الصهيوني يعني في جوهره تكريس الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة"، مضيفا أن هذا الرد "لا يلبي أيا من مطالب شعبنا، وعلى رأسها وقف الحرب والمجاعة". ومع ذلك، أشار نعيم إلى أن حركة حماس ستدرس الاقتراح "بكل مسؤولية وطنية". وأسفرت هجمات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب عن ارتقاء أكثر من 54 ألف شهيداً فلسطينياً، وأدت إلى تدمير القطاع وأجبرت معظم سكانه على النزوح عدة مرات.

القوات المسلحة اليمنية تُعلن عملية عسكرية ناجحة دعمًا للشعب الفلسطيني
القوات المسلحة اليمنية تُعلن عملية عسكرية ناجحة دعمًا للشعب الفلسطيني

فلسطين اليوم

timeمنذ 6 ساعات

  • فلسطين اليوم

القوات المسلحة اليمنية تُعلن عملية عسكرية ناجحة دعمًا للشعب الفلسطيني

أصدرت القوات المسلحة اليمنية بيانًا رسميًا جاء فيه تأكيد الالتزام بمساندة الشعب الفلسطيني ومجاهديه، رافعة صوتها ضد جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني بحق الإخوةفي قطاع غزة ووفق البيان، نفذت القوة الصاروخية التابعة للقوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية استهدفت مطار اللُّد، المعروف باسم مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة. وقد تم تنفيذ العملية باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي، ما أسفر عن إجبار المئات من الصهاينة المحتلين على اللجوء للملاجئ، وتعليق حركة الملاحة الجوية بالمطار، تحقيقًا لهدف العملية بنجاحٍ بفضل الله تعالى. وأكد البيان بأن هذه الخطوة تُعد جزءًا من سلسلة من العمليات الإسنادية التي تستهدف وقف العدوان الإسرائيلي وتقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني المظلوم. كما نص البيان على أن القوات المسلحة اليمنية، وبكل يقين وتوكل على الله، مستمرة في تأدية واجبها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه إخواننا في فلسطين حتى يتم وقف العدوان ورفع الحصار عنهم، ومواجهة كل محاولات الاعتداء على الوطن بمزيد من الإجراءات والعمليات العسكرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store