
استثمارات تكنولوجية في مطار أتاتورك بإسطنبول
أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، محمد فاتح كاجير، أن مباني الركاب في مطار أتاتورك قد أُعلنت رسمياً "تكنوبارك" بموجب قرار رئاسي نُشر في الجريدة الرسمية، بتوقيع
الرئيس رجب طيب أردوغان
. ويكشف كاجير خلال منشور على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، أن المشروع الجديد، الذي يحمل اسم "Terminal İstanbul"، سيُدار تحت إشراف "وادي المعلومات" المصنف واحداً من أضخم مشاريع ريادة الأعمال التكنولوجية في تركيا، بل ويطمح لأن يكون الأكبر على مستوى العالم في هذا المجال.
ويوضح الوزير التركي أن آلاف
الشركات الناشئة
في مجال
التكنولوجيا
ستولد في هذا المركز، وستنمو وتلتقي بالمستثمرين، مؤكداً أن المشروع سيساهم في جعل إسطنبول مركزاً عالمياً لريادة الأعمال، بالتعاون مع عدد كبير من المؤسسات من القطاعين العام والخاص. مؤكداً أن مشروع "Terminal İstanbul" لن يقتصر على دعم الشركات الناشئة، بل سيضم أيضاً مركزاً علمياً، ومدرسة متخصصة في البرمجيات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ورش عمل تكنولوجية مخصصة لمختلف الفئات العمرية.
Bugün Cumhurbaşkanımız Sayın
@RTErdogan
'ın imzasıyla Resmi Gazetede yayımlanan kararla, Atatürk Havalimanı Terminal Binaları 'teknopark' ilan edildi.
@BilisimVadisiTR
'ne bağlı kurulan teknopark, 'Terminal İstanbul' markasıyla dünyanın en büyük teknoloji girişimciliği merkezi…
pic.twitter.com/1fh0eo97mM
— Mehmet Fatih KACIR (@mfatihkacir)
May 6, 2025
وتسارع تركيا بدخول نادي الكبار بالتكنولوجيا، بعد تأسيس مناطق حرة متخصصة معفية من الضرائب وإعلان الرئيس التركي، بعد إغلاق مطار أتاتورك عام 2020 " سنجعل تركيا قاعدة عالمية للإنتاج والتكنولوجيا" معلناً أن الفترة المقبلة فترة تعبئة رقمية، وذلك بعد مبادرة عرفت باسم (end-to-end localization) أي: التوطين الشامل، بغية التقليل من استيراد السلع الاستراتيجية والتي تكلف تركيا ما قيمته 30 مليار دولار وزيادة الصادرات التكنولوجية التركية، وزيادة حجم مساهمتها في الناتج المحلي التركي.
وفيما يرى متخصصون أن تحويل قسم كبير ومجهّز بمطار أتاتورك لحاضنة للشركات التكنولوجية، يقول المتخصص "عابد 32 عاماً" إن تركيا حسمت أمرها، ومنذ سنوات، لتبوء مركز عالمي بصناعة التكنولوجيا، بل وصلت قبل ثلاثة أعوام لمركز متقدم وفق مؤشر الابتكار العالمي وانتقلت من بلد مستورد للتكنولوجيا إلى دولة من أكبر المصدرين لها، بعد أن وصلت نسبة 69% من البرمجيات المستخدمة محلية الإنتاج، وزادت صادرات منتجات التكنولوجيا، 213 ملياراً مع تراجع نسبة الصادرات، والأهم نسب النمو المتسارعة بهذا القطاع.
ويضيف صاحب شركة مبيع وصيانة الحواسب والبرمجيات بمنطقة الفاتح بإسطنبول لـ"العربي الجديد" إن اقبال الاستثمار على القطاع التكنولوجي بتركيا، هو الأعلى ضخاً للأموال، بسبب التشجيع والأرباح والشهرة التي نالتها تركيا، مشيراً إلى أن قيمة شركة "غيتير" (Getir) السوقية مليارات الدولارات، وشركة ـ"ترنديول" (Trendyol) و"هيبسيبورادا" (Hepsiburada)، وكذلك شركات تطوير الألعاب، "بيك غيمز" (Peak Games)، و"دريم غايمز" (Dream Games)، وهذا إن لم نشر لاستخدام تركيا التكنولوجيا بالصناعات العسكرية، لأن تركيا باتت واحدة من أربع دول فقط تمتلك أحدث التقنيات في مجال صناعة الطائرات دون طيار والمعروفة باسم "درون".
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
"مطار إسطنبول" بديلاً عن "أتاتورك"... تعرّف إلى مميزاته
وخصصت تركيا أسوة بوادي السيلكون بالولايات المتحدة "وادي التكنولوجيا" في منطقة "غبزة" التابعة لولاية قوجه إيلي ليكون مركزاً للشركات المنتجة للتكنولوجيا ورواد الأعمال الباحثين عن العالمية في صناعة التكنولوجيا.
ويقول المدير العام لوداي التكنولوجيا، أرقم توزغن إن أنشطة الوادي تتركز في أربعة مواقع رئيسية موجودة في مدن إسطنبول وقوجه ايلي وإزمير وجمهورية أذربيجان. مشيراً خلال تصريحات سابقة، أن الوادي الذي تأسس عام 2019 تحت رعاية وزارة الصناعة والتكنولوجيا، يضم اليوم 600 شركة متخصصة، يعمل فيها أكثر من ثمانية آلاف موظف، وأكثر من ستة آلاف موظف آخرين ينشطون في مجال البحث والتطوير والبرمجيات، ويساهمون مباشرة في الإنتاج التكنولوجي.
ويحتوي وادي التكنولوجيا، بحسب مديره تورغن على صندوقين استثماريين بحجم يزيد عن 500 مليون ليرة تركية كما يقدم وادي التكنولوجيا الدعم اللازم لجميع أنواع التقنيات ومستعد لتوفير الدعم اللازم في أي مرحلة من أجل إنضاج الفكرة والدخول في مرحلة الإنتاج.
ولا يستبعد مراقبون أن ينضم مطار أتاتورك، بعد تخصيص احتضانه لشركات البرمجيات ولاحقاً الذكاء الاصطناعي، إلى المناطق الحرة للتكنولوجيا البالغة 81 منطقة في تركيا، التي أنشأتها بالتعاون بين الجامعات، والشركات المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات، وتتمتع بإعفاءات ضريبية جزئية أو كلية. ضمن جهود تركيا لتعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال، واستغلال البنية التحتية الحالية في مشاريع مستقبلية تدعم الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة.
وكان مطار أتاتورك الدولي بالشطر الأوروبي لمدينة إسطنبول، وما حوله، قد تحوّل لبيئة استثمارية جاذبة، نظراً لاتساع المساحة والبنى المتطورة، بعد أن أعلن الرئيس التركي، عن مشروعي المدينة الطبية وأكبر حديقة بتركيا بالمطار، بعد إغلاقه وتحويل الرحلات إلى مطار إسطنبول الجديد بالقسم الأوروبي ومطار صبيحة بالقسم الآسيوي. كما كانت وزارة النقل التركية قد انتهت من نقل كامل مُتعلقات مطار أتاتورك في السادس من إبريل/نيسان 2019، وقت شهد المطار إقلاع الطائرة الأخيرة باتجاه مطار إسطنبول الجديد الذي بلغت تكلفته الأولية نحو 14 مليار دولار، وهو من أضخم المطارات في العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 6 أيام
- العربي الجديد
تركيا تكتشف احتياط غاز بحجم 75 مليار متر مكعب في البحر الأسود
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا اكتشفت احتياطيات جديدة من الغاز الطبيعي بحجم 75 مليار متر مكعب خلال عملية تنقيب في البحر الأسود. وقال خلال فعالية أقيمت في إسطنبول: "بهذا الكشف، سنلبي احتياجات المنازل من الغاز الطبيعي في تركيا لمدة 3 أعوام ونصف العام". وذكر أردوغان أن هذا الاكتشاف، الذي تقارب قيمته الاقتصادية 30 مليار دولار، عُثر عليه في بئر على عمق 3500 متر، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز. وبلغ إنتاج تركيا اليومي من الغاز الطبيعي من حقل سكاريا الرئيسي في البحر الأسود نحو 9.5 ملاين متر مكعب، وتسعى لتعزيز طموحاتها في مجال الطاقة محلياً ودولياً. وتستورد تركيا أكثر من 90 % من احتياجاتها من الطاقة، وتسعى لخفض فاتورة الواردات وتعزيز أمن الإمدادات من خلال تطوير الموارد المحلية وتوسيع الشراكات الدولية في مجال استكشاف النفط والغاز. وفي مطلع الشهر الجاري، أكد أردوغان عزم حكومته جعل تركيا فاعلاً عالمياً في مجال التنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط، مؤكداً أن "تركيا تتمتع بمكانة استراتيجية في معادلة الطاقة العالمية بفضل مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي وقربها من احتياطيات الهيدروكربون". وأشار إلى أن تركيا تساهم بشكل كبير في أمن الإمداد والتوريد بصفتها مسار عبور رئيسياً للطاقة، موضحاً أن أمن الطاقة في تركيا قضية تهم العالم بأسره عن قرب بشكل مباشر أو غير مباشر. واعتبر أردوغان أن حكومته طورت سياسات الطاقة دائما في ضوء هذه الحقيقة، وتعاملت مع القضية من هذا المنظور، مشدداً على أن الحكومة حققت قفزات مهمة جداً في الفترة الأخيرة لجعل تركيا ملاذاً ومركزاً آمنين للطاقة العالمية. وأكد أنه سيجعل تركيا فاعلاً عالمياً في مجال التنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط. وتابع أنه في هذه المرحلة الجديدة، ستعقد تركيا علاقات تعاون جديدة في جميع أنحاء العالم في قطاعي الطاقة والتعدين، وستقدم مساهمات فريدة في أمن الطاقة العالمي. اقتصاد دولي التحديثات الحية تركيا تُحيي مشروع قناة إسطنبول بتكلفة 1.95 مليار دولار وفي تطور لافت، سجل إنتاج تركيا اليومي من النفط رقماً قياسياً جديداً، حيث تجاوز حاجز 135 ألف برميل يومياً بحلول نهاية مارس/ آذار 2025، وفقاً لما أعلنه وزير الطاقة التركي بفضل المشاريع المنفذة في حقل "غابار" الواقع في ولاية شرناق جنوب شرقي البلاد. ويُعد هذا الحقل من أبرز مشاريع الطاقة البرية في تركيا، ويعكس نجاح الحكومة في دفع عجلة الإنتاج المحلي في قطاع الطاقة. (رويترز)


العربي الجديد
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
استثمارات تكنولوجية في مطار أتاتورك بإسطنبول
أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، محمد فاتح كاجير، أن مباني الركاب في مطار أتاتورك قد أُعلنت رسمياً "تكنوبارك" بموجب قرار رئاسي نُشر في الجريدة الرسمية، بتوقيع الرئيس رجب طيب أردوغان . ويكشف كاجير خلال منشور على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، أن المشروع الجديد، الذي يحمل اسم "Terminal İstanbul"، سيُدار تحت إشراف "وادي المعلومات" المصنف واحداً من أضخم مشاريع ريادة الأعمال التكنولوجية في تركيا، بل ويطمح لأن يكون الأكبر على مستوى العالم في هذا المجال. ويوضح الوزير التركي أن آلاف الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا ستولد في هذا المركز، وستنمو وتلتقي بالمستثمرين، مؤكداً أن المشروع سيساهم في جعل إسطنبول مركزاً عالمياً لريادة الأعمال، بالتعاون مع عدد كبير من المؤسسات من القطاعين العام والخاص. مؤكداً أن مشروع "Terminal İstanbul" لن يقتصر على دعم الشركات الناشئة، بل سيضم أيضاً مركزاً علمياً، ومدرسة متخصصة في البرمجيات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ورش عمل تكنولوجية مخصصة لمختلف الفئات العمرية. Bugün Cumhurbaşkanımız Sayın @RTErdogan 'ın imzasıyla Resmi Gazetede yayımlanan kararla, Atatürk Havalimanı Terminal Binaları 'teknopark' ilan edildi. @BilisimVadisiTR 'ne bağlı kurulan teknopark, 'Terminal İstanbul' markasıyla dünyanın en büyük teknoloji girişimciliği merkezi… — Mehmet Fatih KACIR (@mfatihkacir) May 6, 2025 وتسارع تركيا بدخول نادي الكبار بالتكنولوجيا، بعد تأسيس مناطق حرة متخصصة معفية من الضرائب وإعلان الرئيس التركي، بعد إغلاق مطار أتاتورك عام 2020 " سنجعل تركيا قاعدة عالمية للإنتاج والتكنولوجيا" معلناً أن الفترة المقبلة فترة تعبئة رقمية، وذلك بعد مبادرة عرفت باسم (end-to-end localization) أي: التوطين الشامل، بغية التقليل من استيراد السلع الاستراتيجية والتي تكلف تركيا ما قيمته 30 مليار دولار وزيادة الصادرات التكنولوجية التركية، وزيادة حجم مساهمتها في الناتج المحلي التركي. وفيما يرى متخصصون أن تحويل قسم كبير ومجهّز بمطار أتاتورك لحاضنة للشركات التكنولوجية، يقول المتخصص "عابد 32 عاماً" إن تركيا حسمت أمرها، ومنذ سنوات، لتبوء مركز عالمي بصناعة التكنولوجيا، بل وصلت قبل ثلاثة أعوام لمركز متقدم وفق مؤشر الابتكار العالمي وانتقلت من بلد مستورد للتكنولوجيا إلى دولة من أكبر المصدرين لها، بعد أن وصلت نسبة 69% من البرمجيات المستخدمة محلية الإنتاج، وزادت صادرات منتجات التكنولوجيا، 213 ملياراً مع تراجع نسبة الصادرات، والأهم نسب النمو المتسارعة بهذا القطاع. ويضيف صاحب شركة مبيع وصيانة الحواسب والبرمجيات بمنطقة الفاتح بإسطنبول لـ"العربي الجديد" إن اقبال الاستثمار على القطاع التكنولوجي بتركيا، هو الأعلى ضخاً للأموال، بسبب التشجيع والأرباح والشهرة التي نالتها تركيا، مشيراً إلى أن قيمة شركة "غيتير" (Getir) السوقية مليارات الدولارات، وشركة ـ"ترنديول" (Trendyol) و"هيبسيبورادا" (Hepsiburada)، وكذلك شركات تطوير الألعاب، "بيك غيمز" (Peak Games)، و"دريم غايمز" (Dream Games)، وهذا إن لم نشر لاستخدام تركيا التكنولوجيا بالصناعات العسكرية، لأن تركيا باتت واحدة من أربع دول فقط تمتلك أحدث التقنيات في مجال صناعة الطائرات دون طيار والمعروفة باسم "درون". اقتصاد دولي التحديثات الحية "مطار إسطنبول" بديلاً عن "أتاتورك"... تعرّف إلى مميزاته وخصصت تركيا أسوة بوادي السيلكون بالولايات المتحدة "وادي التكنولوجيا" في منطقة "غبزة" التابعة لولاية قوجه إيلي ليكون مركزاً للشركات المنتجة للتكنولوجيا ورواد الأعمال الباحثين عن العالمية في صناعة التكنولوجيا. ويقول المدير العام لوداي التكنولوجيا، أرقم توزغن إن أنشطة الوادي تتركز في أربعة مواقع رئيسية موجودة في مدن إسطنبول وقوجه ايلي وإزمير وجمهورية أذربيجان. مشيراً خلال تصريحات سابقة، أن الوادي الذي تأسس عام 2019 تحت رعاية وزارة الصناعة والتكنولوجيا، يضم اليوم 600 شركة متخصصة، يعمل فيها أكثر من ثمانية آلاف موظف، وأكثر من ستة آلاف موظف آخرين ينشطون في مجال البحث والتطوير والبرمجيات، ويساهمون مباشرة في الإنتاج التكنولوجي. ويحتوي وادي التكنولوجيا، بحسب مديره تورغن على صندوقين استثماريين بحجم يزيد عن 500 مليون ليرة تركية كما يقدم وادي التكنولوجيا الدعم اللازم لجميع أنواع التقنيات ومستعد لتوفير الدعم اللازم في أي مرحلة من أجل إنضاج الفكرة والدخول في مرحلة الإنتاج. ولا يستبعد مراقبون أن ينضم مطار أتاتورك، بعد تخصيص احتضانه لشركات البرمجيات ولاحقاً الذكاء الاصطناعي، إلى المناطق الحرة للتكنولوجيا البالغة 81 منطقة في تركيا، التي أنشأتها بالتعاون بين الجامعات، والشركات المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات، وتتمتع بإعفاءات ضريبية جزئية أو كلية. ضمن جهود تركيا لتعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال، واستغلال البنية التحتية الحالية في مشاريع مستقبلية تدعم الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة. وكان مطار أتاتورك الدولي بالشطر الأوروبي لمدينة إسطنبول، وما حوله، قد تحوّل لبيئة استثمارية جاذبة، نظراً لاتساع المساحة والبنى المتطورة، بعد أن أعلن الرئيس التركي، عن مشروعي المدينة الطبية وأكبر حديقة بتركيا بالمطار، بعد إغلاقه وتحويل الرحلات إلى مطار إسطنبول الجديد بالقسم الأوروبي ومطار صبيحة بالقسم الآسيوي. كما كانت وزارة النقل التركية قد انتهت من نقل كامل مُتعلقات مطار أتاتورك في السادس من إبريل/نيسان 2019، وقت شهد المطار إقلاع الطائرة الأخيرة باتجاه مطار إسطنبول الجديد الذي بلغت تكلفته الأولية نحو 14 مليار دولار، وهو من أضخم المطارات في العالم.


BBC عربية
٢١-١٠-٢٠٢٤
- BBC عربية
لماذا تريد تركيا الانضمام إلى التحالف الاقتصادي الذي تقوده روسيا والصين؟
"رئيسنا أعلن بوضوح عن رغبة تركيا في المشاركة بكل المنصات الهامة، بما في ذلك بريكس"، هكذا تحدّث عمر جيليك، الناطق باسم الحزب الحاكم في تركيا والذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان. ولم يؤكد جيليك التقارير المتعلقة بما إذا كانت تركيا قد تقدّمت رسميا بطلب الحصول على عضوية مجموعة بريكس، لكنه قال إن هناك "عملا جاريا في هذا الصدد". ومن المتوقع أن تناقش مجموعة بريكس مسألة ضَمّ أعضاء جُدد، وذلك في اجتماع بمدينة قازان غربي روسيا، والذي من المقرر انعقاده في الفترة ما بين 22 إلى 24 أكتوبر/تشرين أول الجاري. نبذة عن مجموعة "بريكس" ماذا لو انضمّت تركيا إلى مجموعة بريكس؟ إذا حدث ووُجّهت دعوة انضمام لتركيا، فستكون بذلك أول دولة عضوة بحلف شمال الأطلسي (الناتو) تحمل عضوية في تحالف اقتصادي غير غربي تقوده روسيا والصين. الباحث السياسي كريم هاس، المتخصص في العلاقات التركية الروسية رأى في تلك الخطوة حال حدوثها "أهمية رمزية، ليس لتركيا ومجموعة بريكس فحسب، وإنما لحلف الناتو وللكُتلة الغربية كذلك". ونوّه كريم هاس إلى احتياج تركيا للاستثمارات، ولتنويع علاقاتها في ظل ما تعانيه من أزمة اقتصادية طاحنة، قائلا "لو انهار الاقتصاد التركي، فسيكون لذلك الانهيار آثاراً ضارة على البنوك الأوروبية، نظراً لاعتماد الاقتصاد التركي بشكل كبير على هذه البنوك؛ فنحو نصف تجارة تركيا هي مع دول الاتحاد الأوروبي". وبشكل كبير، يُعدّ الاتحاد الأوروبي أكبر شركاء تركيا التجاريين، بنحو 31.8 في المئة من حجم التجارة التركية، وفقاً لمجلس الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2022، بلغت القيمة الإجمالية للتجارة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا نحو 200 مليار يورو (حوالي 223 مليار دولار). ولهذا السبب، تغضّ الدول الأوروبية الطرف عن عدم مشاركة تركيا في العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، حسبما يرى الباحث كريم هاس. يقول هاس: "الغرب يغضّ الطرف عن تنامي العلاقات الاقتصادية التركية مع روسيا، وغيرها من دول مجموعة بريكس". ويضيف: "علاوة على ذلك، فإن تركيا بحُكم عضويتها في حلف الناتو إذا ما انضمت إلى مجموعة بريكس، فسيكون أحد أدوارها هناك خفْض النغمة المناهضة للغرب في هذا التحالف الاقتصادي". ويتابع: "الدور غير المعلَن لتركيا في مجموعة بريكس، لا سيما من وجهة نظر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، سيكون الحيلولة دون تحوُّل بريكس من تكتُّل غير غربي إلى منظمة مناهضة للغرب". ما هي مجموعة بريكس؟ مجموعة "بريكس" هي منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006 وعقدت أول مؤتمر قمة لها في عام 2009. وكان أعضاؤها هم الدول ذوات الاقتصادات الصاعدة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين تحت اسم "بريك" أولاً، ثم انضمت جنوب أفريقيا إلى المنظمة في عام 2010 ليصبح اسمها "بريكس". وتتميز دول المنظمة بأنها من الدول النامية الصناعية ذوات الاقتصادات الكبيرة والصاعدة. ويستهدف هذا التحالف الاقتصادي مجابهة النفوذ الاقتصادي والسياسي الذي تحظى به الأمم الأكثر ثراء في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية. وشهد التحالف توسعاً كبيرا في السنوات الأخيرة؛ حيث أصبح يضم كلا من إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة. وتقول السعودية إنها تنظر في مسألة الانضمام للبريكس، فيما تقدمت أذربيجان بطلب رسمي للانضمام للتحالف. وكان الرئيس أردوغان قد عبّر عن اهتمامه بعضوية مجموعة بريكس منذ عام 2018، في أثناء انعقاد القمة الثامنة للمجموعة في جوهانسبرغ، بجنوب أفريقيا. لماذا اتجهت تركيا إلى مجموعة بريكس؟ على مدى أكثر من عقدين في حُكم تركيا، عبّر أردوغان عن إحباطه إزاء عدم إحراز تقدّم على صعيد حصول بلاده على عضوية الاتحاد الأوروبي. ولطالما عبّر أردوغان عن حاجة تركيا إلى تحسين علاقاتها مع الشرق والغرب على السواء "وبالتوازي". "لسنا مضطرين إلى الاختيار بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة شنغهاي للتعاون"، هكذا قال أردوغان في إشارة إلى منظمة التعاون الإقليمية التي تقودها الصين وروسيا. وأضاف أردوغان: "على العكس، يجب أن نطوّر علاقاتنا مع هاتين المنظمتين، ومع غيرهما من المنظمات على أساس المنفعة للجميع". في عام 2022، بلغ حجم تجارة تركيا مع روسيا حوالي 11 في المئة من إجمالي التجارة التركية، فيما بلغ حجم هذه التجارة مع الصين 7.2 في المئة. الباحث السياسي التركي كريم هاس، يعتقد أن عضوية تركيا في مجموعة بريكس ستحظى بدعم قوي من روسيا. وقال: "أولى أولويات روسيا هي الحفاظ على اقتصادها مستقراً في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، وضمان ألا ينهار هذا الاقتصاد تحت ضغوط العقوبات الغربية". وأضاف: "وعليه، ستعمل موسكو طوال الوقت على أن تظل تركيا قريبة. فالبلدان يربطهما الكثير من الروابط، بدءا من الطاقة إلى السياحة، مروراً بالتجارة". على أن الباحث يوسف جان، زميل مركز ويلسون (مؤسسة بحثية أمريكية)، يرى أن اهتمام تركيا المتزايد بمجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من التحالفات لا ينبغي النظر إليه باعتباره تحولاً جذريا في التحالفات. ويوضح جان قائلا: "حلف الناتو يمكن أن ينتفع من وجود أحد أعضائه في تلك الدوائر". اقتصاد متأزم الأزمة الاقتصادية الطاحنة في تركيا واعتمادها على الاستثمار الأجنبي يُنظر إليها باعتبارها أحد الأسباب وراء سعي أنقرة لعمل توازُن جيوسياسي. ويحتل الاقتصاد التركي المرتبة الـ 17 على مستوى العالم، وفقاً لإحصاءات صندوق النقد الدولي في عام 2023. ومع ذلك، سجّل مؤشر أسعار المستهلك (الذي يستخدم لتتبع معدل التضخم وتكلفة المعيشة) في تركيا 71.6 في المئة، بعد زيمبابوي والأرجنتين والسودان وفنزويلا، وفقاً لصندوق النقد الدولي. وبحسب كافة استطلاعات الرأي الحديثة، فإن تكلفة المعيشة تشكّل الهَمّ الرئيسي للأتراك. ويواصل الرئيس أردوغان ضغوطه على البنك المركزي التركي للإبقاء على تكلفة الاقتراض منخفضة. ومن وجهة نظره، يرى أردوغان أن معدلات الفائدة هي السبب، وأن التضخم يأتي تبعاً لذلك السبب؛ لكنه مع ذلك، قام بتغيير السياسة الاقتصادية على مدار العام الماضي. ومع ذلك، يرى وزير الخزانة والمالية التركي الحالي محمد شيمشك أن البرنامج الجديد يعمل بشكل جيد، وأن "الأسوأ قد انتهى" فيما يتعلق بالتضخم. لكن كثيرين لا يزال لديهم شكوك بشأن المستقبل الاقتصادي التركي. أُميد أكاي، الباحث بكلية برلين للاقتصاد والقانون، يقول: "منذ تعيين شيمشك، تضاعف حجم التضخم، وشهدت الليرة التركية انخفاضا ملموسا في قيمتها، رغم ارتفاع معدلات الفائدة من 8 إلى 50 في المئة". وهذا يدلّ على أن برنامج شيمشك، الذي يعزي التضخم بالأساس إلى زيادة الطلب المحلي وارتفاع الأجور، هو "برنامج غير فعّال"، على حدّ تعبير الباحث أكاي. فما الذي ينتظر الاقتصاد التركي مستقبلاً؟ هذا غير واضح، بحسب خبراء. الباحث أميد أكاي على سبيل المثال، يرجّح أن "تشهد معدلات التضخم تراجعا في الأشهر المقبلة، على أن هذا التراجع في معدلات التضخم لا يعني بالضرورة انتهاء أزمة تكلفة المعيشة". ويوضح أكاي: "بدون زيادات حقيقية في الأجور أو دعم ملموس للطبقات الفقيرة، تبقى هذه الأزمة (تكلفة المعيشة) مرشحة للاستمرار". وإذا نجحت تركيا في الانضمام لتحالف اقتصادي غير غربي، فإن ذلك قد ينعكس بالإيجاب على اقتصادها كعنصر استقرار. لكن من المحتمل كذلك أن يكون الباعث التركي على الاتصال ببريكس أكثر ميلاً إلى السياسة، على نحو يوضح الاستراتيجية الشمولية التي ينتهجها أردوغان على صعيد السياسة الخارجية.