logo
سَقَطَات ترامب الدبلوماسية ترسم حركته في روسيا والشرق الأوسط

سَقَطَات ترامب الدبلوماسية ترسم حركته في روسيا والشرق الأوسط

شبكة النبأمنذ 20 ساعات

إن غياب نتائج كبيرة في ملف الدبلوماسية مع روسيا يرسل إشارات إلى أنحاء العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، عن فشل ترامب في تحقيق أهدافه المعلنة، إلى ذلك فإن سجل ترامب في الشرق الأوسط خلال أول ثلاثة أشهر له في حكم البيت الأبيض كان مختلطًا؛ وعلى الرغم من...
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الراحة، متحدثاً بغضب عبر الإنترنت إلى الصحفيين عن حرب روسيا المستمرة ضد أوكرانيا، وهو نفسه الذي وعد قبيل انتخابه رئيسا بقدرته على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، نعم لقد كانت الأسابيع الأولى من سياسته الخارجية تركز على الوفاء بهذا الوعد، لكن جهوده لم تحقق النتائج المرجوة، ليستمر النزاع على وتيرته السابقة.
مثل هذه المفارقة في نطاق السياسة الخارجية الأمريكية ليست أمرا جديدا، فجميع الرؤساء الأمريكيين السابقين لم يعيشوا أجواء طموحاتهم العالمية المعلنة حتى النهاية، ولكن الفشل المتكرر على جبهات متعددة يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على مناطق أخرى، ومع استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتندر على ترامب، سيتابع الخصوم والمنافسون الأمريكيون في جميع أنحاء العالم بانتباه ما سيفعله الرئيس الأمريكي بعد ذلك.
ولأن الشرق الأوسط هو مسرح رئيسي للمنافسة العالمية، لاسيما مسألة إيران والقضية الفلسطينية- الإسرائيلية، فما زالت عثرات ترامب في قضايا السياسة الخارجية الأخرى تؤثر على مدى تقدير أصدقاء أمريكا وأعدائها لجهوده في المنطقة، وفي هذا السياق مازالت إحباطات ترامب بخصوص عجزه عن وقف إطلاق النار، وإجبار الزعيم الروسي على الطاعة تعلن عن نفسها في الأسابيع الأخيرة، لقد قال ترامب للصحفيين في احد المؤتمرات الصحفية: "لا أعرف ماذا حدث لبوتين"، ونشر لاحقاً عبر الإنترنت تدوينة تقول: "إن الرئيس الروسي أصبح مجنونًا تمامًا"!، فعلى عادة ترامب، حين تفشل معالجاته للأمور فإنه يلجأ إلى استخدام لغة ساخرة، ولكن المشكلة الرئيسية في طريقته اللاذعة أنها مهما بلغت من قوة في تحويل الانتباه العام وتسيد المشهد الإعلامي (ترند)، فإنها في كثير من الأحيان لا تنتج مكاسب ملموسة أو نتائج واضحة في العالم الحقيقي.
إن تصريحات ترامب المثيرة للجدل ما تزال أقل من أن تفعل شيئًا لمعالجة القضايا الأساسية للحروب أو النزاعات التي ما تزال من دون حل، سواء في أوكرانيا أو في ما يخص حروب ترامب التجارية تلك التي افتعلها هو بنفسه، لقد تراجع هذا الرجل في الجبهة التجارية، فعمد للضغط على زر الإيقاف مؤقتاً في تحصيل الرسوم الجمركية ضد المحركات الرئيسية الأخرى للاقتصاد العالمي، في كل من الصين وأوروبا، مع هذا بقي شبح الأسعار يراوح في مكانه.
نعم، لقد تحسنت وضعية ترامب السياسية الداخلية في شهر حزيران الجاري بعد أن انخفضت بشدة في نيسان، وذلك نتيجة لرحلته الموفقة إلى الشرق الأوسط! ثمة عامل رئيسي يساعد في تحديد قاعدة ترامب الشعبية -وفقا لأبحاث حديثة- هو أن العديد من أشد أنصاره لا يتابعون الأخبار أو التفاصيل متابعة دقيقة! ولكن مع مرور الوقت، ستبدأ تلك التفاصيل في الانتشار بشكل أوسع في الوعي العام، وسيجري تشكيل وضعية ترامب السياسية بناءً على ما إذا كان نهجه يحقق النتائج أم لا، والحدث الرئيسي التالي لمراقبة أدائه هو مصير مشروع الضرائب والموازنة الذي يحاول حاليا دفعه إلى الكونغرس.
ينتمي نهج السياسة الخارجية لترامب، في بعض الأحيان إلى عصر "دوائر النفوذ" التي مارستها القوى الكبرى في القرن التاسع عشر، يقابله سلوك متقلب في الدبلوماسية، على حد تعبير الدبلوماسي الأمريكي دينيس روس طرحه أمامي عبر بودكاست عُرض في وقت سابق من هذا الشهر.
من المحتمل أن تخفيضات ترامب الأخيرة في طاقم مجلس الأمن القومي، وهو الجهة الأساسية التي تنسق السياسة بين الوكالات، من المحتمل أن تؤثر على مدى فعالية إدارة سياسته الخارجية وكفاءتها في مدة لاحقة على أوضاع إيران وفلسطين وإسرائيل، وهما المتغيران الأساسيان غير المحسومين في معادلة الشرق الأوسط حتى الآن.
إن غياب نتائج كبيرة في ملف الدبلوماسية مع روسيا يرسل إشارات إلى أنحاء العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، عن فشل ترامب في تحقيق أهدافه المعلنة، إلى ذلك فإن سجل ترامب في الشرق الأوسط خلال أول ثلاثة أشهر له في حكم البيت الأبيض كان مختلطًا؛ وعلى الرغم من أن زيارته إلى المنطقة في شهر اذار/مايس الماضي كانت مليئة بالإعلانات التجارية لكنها لم تسفر عن تقدم كبير في استقرار المنطقة.
فمازالت المعادلة المعقدة للشرق الأوسط اليوم تتمحور حول المتغيرين الأساسين اللذين ما يزالان غير محسومين والمقصود بهما إيران والجبهة الإسرائيلية، وما يزال من غير الواضح طبيعة المسار الذي ستتخذه إدارته حيال هذين الملفين.
فيما يخص إيران، قد تكون العودة الى المحادثات معلقة، ويبدو أن ترامب يرى أن العودة للمحادثات إلى حين إبرام صفقة ما أفضل من أي خيار عسكري، وقد ورد أنه حذر إسرائيل من اتخاذ خطوات قد تفسد هذا الاتفاق المحتمل بصرف النظر عن المخاوف القديمة بشأن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة! وعلى الرغم من أن ترامب عقد صفقة منفصلة مع الحوثيين شركاء إيران في ربيع هذا العام لكن إسرائيل ما تزال تواجه هجمات حوثية مستمرة!.
إن ملف فلسطين-إسرائيل هو الحلقة الأضعف في نهج ترامب تجاه الشرق الأوسط، فقد دخل ترامب الرئاسة أثناء عملية وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لكن العملية انهارت قبل أكثر من شهرين، مع إعلان إسرائيل نيتها السيطرة على 75% من غزة في عملية عسكرية ماتزال مستمرة، ومع أن إسرائيل قالت إنها قضت على قيادي كبير آخر في حماس، لكن التكلفة البشرية والتأثير الإنساني لهذه العمليات يستمران في التصاعد، وما تزال جهود الإغاثة تفشل في إيصال الطعام والمساعدات إلى فلسطين وغزة جراء الحصار الإسرائيلي الكامل المضروب على هذه المنطقة منذ شهور، وكذلك ما تزال المحادثات جارية بخصوص إبرام اتفاق وقف إطلاق نار جديد وتبادل للأسرى؛ لكن لم يتضح حتى الآن فيما إذا كان فريق ترامب قادرًا على تحقيق نتيجة دائمة تنهي القتال وتعيد الرهائن المتبقين إلى ديارهم.
صحيح أن عمر الإدارة الثانية لترامب ما تزال في بواكيرها الأولى، لكن غياب نتائج واضحة وإيجابية بخصوص جهود دونالد ترامب لإنهاء حرب روسيا ضد أوكرانيا لا تبشر بالخير، تماما كما هو الحال في طموحاته لحل النزاعات في الشرق الأوسط بطريقة تجعل أمريكا وشركائها -كما يزعم- أكثر أمنًا وازدهارًا!.
* مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية/ 2001 – 2025 Ⓒ

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب مستعجل: اتفاق في غزة وصفقة في لبنان؟
ترامب مستعجل: اتفاق في غزة وصفقة في لبنان؟

النشرة

timeمنذ 22 دقائق

  • النشرة

ترامب مستعجل: اتفاق في غزة وصفقة في لبنان؟

لا شك ان شخصية الرئيس الاميركي ​ دونالد ترامب ​ تحمل الكثير من المعطيات التي تجعل من شبه المستحيل التوافق على رأي واحد حولها، فهو شخص مليء بالتناقضات، ولا يقيم للدبلوماسية اي وزن، وبعيد كل البعد عن الكياسة واخفاء الاسرار في ما يتعلق بالعلاقات السياسية والدبلوماسية بين رؤساء وقادة الدول اي بمعنى آخر قرر نفي البروتوكول المعتمد عادة في التعاطي بين الرؤساء حتى ما بعد انتهاء ولايته الرئاسية.... ولكن، رغم كل ذلك، واذا كنت تؤيد اسلوبه ام لا، لا يمكن لاحد ان ينفي ان ما يقوم به الرجل يعطي ثماره، ربما خوفاً من "جنونه"، وربما خوفاً من "سلطته"، ولكن الثمار موجودة وغير خفية على احد. خفف ترامب من حدة النزاع بين روسيا واوكرانيا، وعلى الرغم من انه لم يحقق ما وعد به بانهاء الحرب خلال ايام، الا ان مقاربة كل من روسيا واوكرانيا لها قد تغيّرت. وكانت وساطته من جهة ثانية، اساسية في انهاء التوتر العالي الذي ساد بين الهند وباكستان وهدد باندلاع مواجهات ساخنة بينهما تصل الى حدود الحرب. اما في ما خص الحرب بين اسرائيل وايران، فكان حاسماً في انهائها بلهجة قاسية، بعد 12 يوماً فقط على اندلاعها، فيما اعتقدت غالبية الناس انها ستكون حرباً طويلة وقد تكون الفتيل الذي يشعل الحرب العالمية الثالثة. وكي لا نستفيض بالاكلام عن امور باتت معروفة، ها هو ترامب يوحي ويعمل بجدية هذه المرة على ما يظهر، للوصول الى اتفاق في غزة، وهو يضغط بفاعلية على المسؤولين الاسرائيليين في هذا السياق، كما يضغط بطريقة غير مباشرة على "حماس" (عبر القطريين والمصريين والاتراك) لملاقاته في مشروعه. اما في ​ لبنان ​، فكما بات معروفاً، سيصل المبعوث الاميركي السفير توماس برّاك ومعه رد ترامب على المقترحات التي تسلمها من المسؤولين اللبنانيين خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها، وستتضح الصورة اكثر فأكثر حول مستقبل الوضع في هذا البلد. ووفق التسريبات والتحليلات، فإن برّاك كان متقبّلاً لفكرة "المبادلة" بين لبنان واسرائيل، اي انه اقتنع بفكرة ان نزع سلاح ​ حزب الله ​ (او تسليمه) من دون مقابل، هو امر بالغ الصعوبة والتعقيد، ويحرج رئيس الجمهورية ومن ينادي معه بحصول التغييرات المطلوبة، كما ان انسحاب اسرائيل من دون مقابل ايضاً سيرتد سلباًعلى المسؤولين هناك، وهو ما لن يقبلوا به. من هنا كانت مقاربة "الخطوة مقابل خطوة"، وهي تشمل ليس فقط تسليم السلاح، انما ​ ترسيم الحدود ​، تمهيداً للحديث عن اتفاق دائم لاطلاق النار، وربما بعدها جس النبض حول التطبيع، في خطوة لاحقة. ووفق ما يدور من احاديث في هذا الشأن، فليس معروفاً بعد اي خطوة ستكون الاولى، اي انه اذا بدأ الحديث عن تسليم السلاح، فلا شك ان الحديث مع الاسرائيليين سيكون عن انسحابات من لبنان، وبعد انتهاء هذه الخطوات، قد تشمل بوادر حسن النية الافراج عن اسرى لبنانيين، على ان تستكمل الخطوات في هذا المجال مقابل الحصول على امور ملموسة لجهة انهاء الجناح العسكري لحزب الله والاكتفاء بالجناح السياسي (وجوده كحزب وفي مجلسي النواب والوزراء). وبالتالي، من الطبيعي ان يتأخر البحث في مسألة ترسيم الحدود البرية، والتي تؤثر بكل مباشر على الحدود البحرية على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل اليه سابقاً في هذا المجال، والنقطة المتنازع عليها (B1) التي اما سيؤول الاتفاق عليها اما الى اعادة النظربكل الترسميات التي حصلت، واما ابقاء الامور على ما هي عليه، علماً ان الخرائط والوثائق القديمة تظهرانها لبنانية بالفعل. عمل دبلوماسي شاق ينتظر لبنان، ولكن الايجابية تكمن في ان الاميركيين باتوا اكثر تفهماً اليوم للوضع اللبناني عما كانوا عليه في السابق، وانه اذا استمر برّاك في حمل هذا الملف، فقد يستفيد لبنان من هذا الوضع (تسلّم برّاك هويته اللبنانية منذ مدة كونه مولود من ابوين لبنانيين، وهو يبلغجميع من التقاهم اعتزازه بلبنان وبأصوله اللبنانية). لا يعني هذا الامر ان برّاك سيكون متحيزاً للبنان ضد اسرائيل، فهذا مجرد حلم غير قابل للتحقيق، انما التعبير الدقيق هو "اكثر تفهماً"، ومن الواضح انه يجب البناء على هذا الامر للحصول على اكبر قدر من المكاسب.

نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات #عاجل
نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات #عاجل

سيدر نيوز

timeمنذ 27 دقائق

  • سيدر نيوز

نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات #عاجل

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي لبي بي سي، على ضرورة أن تستبعد الولايات المتحدة فكرة تنفيذ أي ضربات أخرى على إيران، إذا ما كانت تريد استئناف المحادثات الدبلوماسية. وقال تخت روانجي إن إدارة ترامب أبلغت إيران عبر وسطاء أنها تريد العودة إلى المفاوضات، لكنها 'لم توضح موقفها' بشأن 'المسألة المهمة للغاية' المتعلقة بتنفيذ هجمات أخرى أثناء إجراء المحادثات. وأخفت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد ان وصلت إلى جولتها السادسة، إذ أدت العملية العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت في الساعات الأولى من صباح 13 يونيو/حزيران، إلى وقف الجولة التي كان من يُفترض أن تُعقد في العاصمة العُمانية مسقط، بعد يومين من تلك العملية. بينما أصبحت الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في التصعيد بين إسرائيل وإيران، عندما استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية بغارة جوية نهاية الأسبوع الماضي. وقال تخت روانجي إن إيران 'ستُصر' على موقفها حول تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية كما تقول، رافضاً الاتهامات بتحرك إيران سراً لصناعة قنبلة نووية. وأضاف نائب وزير الخارجية الإيرانية أن طهران 'حُرمت من الوصول إلى المواد النووية' اللازمة لبرنامجها البحثي، وبالتالي فهي بحاجة إلى 'الاعتماد على نفسها'، موضحاً أنه 'يمكن مناقشة مستوى ذلك، ويمكن مناقشة قدرات طهران، ولكن قول إنه لا ينبغي أن هناك تخصيب، ويجب أن يكون معدّل التخصيب صفراً وإذا لم توافقوا فسوف نهاجمكم – يعتبر هذا قانون الغاب'. وبدأت إسرائيل هجماتها على إيران، باستهداف مواقع نووية وعسكرية، بالإضافة إلى اغتيال قادة وعلماء في إيران، في 13 يونيو/حزيران، مدعية أن طهران تقترب من انتاج سلاح نووي. وردّت إيران بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ، إذ استمرت الأعمال العدائية بين الطرفين اثني عشر يوماً، أسقطت خلالها الولايات المتحدة قنابل على ثلاثة مواقع نووية إيرانية: فوردو، ونطنز، وأصفهان. ولم يتضح بعد مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني بسبب الضربات الأمريكية، وقال تخت روانجي إنه لا يستطيع إعطاء تقييم دقيق لتلك الضربات. من جانبه، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن الضربات تسببت في أضرار جسيمة لكنها 'ليست كاملة'، في حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية 'دمرت بالكامل'. وقال غروسي إن إيران قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم في غضون 'أشهر' ، بينما ردّ تخت روانجي على ذلك قائلاً: إنه لا يعلم إن كان ذلك سيحدث. في غضون ذلك، ازداد التوتر في العلاقة ما بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ قرر البرلمان الإيراني يوم الأربعاء، تعليق التعاون مع الوكالة، متهماً إياها بالانحياز إلى إسرائيل والولايات المتحدة. في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه 'سيفكر بالتأكيد' في قصف إيران مرة أخرى إذا ما تبيّن أنها قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مثيرة للقلق. وقال نائب وزير الخارجية الإيرانية، إنه لم يتم الاتفاق على موعد محتمل للعودة إلى المحادثات، وإنه لا يعرف ما سيكون على جدول الأعمال، تعليقاً على إشارة ترامب إلى أن المناقشات قد تجري هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن طهران 'تبحث الآن عن إجابة عماّ إذا سنرى تكراراً لعمل عدواني بينما ننخرط في الحوار؟'. وقال تخت روانجي إن الولايات المتحدة يجب أن تكون 'واضحة تماماً بشأن هذه المسألة المهمة للغاية'، بالإضافة إلى 'ما الذي ستقدمه لنا من أجل توفير الثقة اللازمة لمثل هذا الحوار'. وعندما سُئل عما إذا كانت إيران قد تفكر في إعادة النظر في برنامجها النووي كجزء من أي اتفاق، ربما في مقابل تخفيف العقوبات والاستثمار في البلاد، قال تخت روانجي: 'لماذا يجب أن نوافق على مثل هذا الاقتراح؟'، مؤكداً أن برنامج إيران، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة ، هو 'لأغراض سلمية'. وبموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية عام 2015، لا يُسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم لحد يتجاوز نسبة نقاء 3.67 في المئة – وهو المستوى المطلوب للوقود لمحطات الطاقة النووية التجارية – بالإضافة إلى منعها من إجراء أي تخصيب في محطة فوردو لمدة 15 عاماً. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى، قائلاً إنه لم يفعل الكثير لمنع الطريق إلى القنبلة، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية على طهران. ورداً على ذلك، انتهكت إيران القيود المفروضة عليها، لا سيما المتعلقة بالتخصيب، واستأنفت التخصيب في منشأة فوردو عام 2021، وخزّنت ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة لصنع تسع قنابل نووية، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. واتهم تخت روانجي بعض الزعماء الأوروبيين والغربيين بـ'التأييد السخيف' للضربات الأمريكية والإسرائيلية، وذلك في سياق ردّه على سؤال حول عدم ثقة الزعماء الأوروبيين والغربيين في إيران. وقال تخت روانجي، إن أولئك الذين ينتقدون إيران بسبب برنامجها النووي 'يجب أن ينتقدوا الطريقة التي تم التعامل بها معنا'، ويجب أن ينتقدوا الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفاً أنه 'إذا لم تكن لديهم الشجاعة لانتقاد أمريكا، فعليهم الصمت، وعدم محاولة تبرير العدوان'. وأوضح تخت روانجي أن إيران تلقت رسائل عبر وسطاء مفادها أن الولايات المتحدة 'لا تريد الانخراط في تغيير النظام في إيران' من خلال استهداف المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي. وفي وقت سابق، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإيرانيين إلى 'الثورة من أجل حريتهم' لإسقاط الحكم في إيران، ولكن بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي إنه لا يريد الإطاحة بالنظام الإيراني. وفي ذات السياق، أصرّ تخت روانجي على أن إسقاط النظام في إيران لن يحدث أبداً، مشيراً إلى أن هذه الفكرة 'تعادل سلوكاً عقيماً'. وأوضح المسؤول الإيراني أنه على الرغم من أن بعض الإيرانيين 'قد يكون لديهم انتقادات لبعض تصرفات الحكومة، فإنهم عندما يتعلق الأمر بالعدوان الأجنبي سوف يتحدون لمواجهته'. وحول اتفاق وقف إطلاق النار، قال تخت روانجي، إنه 'ليس من الواضح تماماً' ما إذا كان وقف إطلاق النار مع إسرائيل سيستمر، لكن إيران ستواصل الالتزام به 'طالما لم يكن هناك هجوم عسكري ضدنا'. وأوضح المسؤول الإيراني أن حلفاء إيران العرب في الخليج 'يبذلون قصارى جهدهم لتهيئة الأجواء اللازمة للحوار'، إذ أن قطر لعبت دوراً رئيسياً في التوسط لوقف إطلاق النار الحالي. وأضاف تخت روانجي: 'لا نريد حرباً، بل نريد الحوار والدبلوماسية. لكن علينا أن نكون مستعدين، وعلينا أن نكون حذرين، حتى لا نُفاجأ مرة أخرى'. وسُمح لمراسلة بي بي سي ليز دوسيه بإنتاج تقارير من داخل إيران، بشرط ألا تستخدم خدمة بي بي سي الفارسية أياً منها، وهذه القيود الصادرة عن السلطات الإيرانية، تُطبّق على جميع وكالات الإعلام الدولية العاملة في إيران.

"لا أعرف إن كانت سوريا ستوقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل".. ترامب: قد نرفع العقوبات عن إيران إذا أبدت حسن النية
"لا أعرف إن كانت سوريا ستوقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل".. ترامب: قد نرفع العقوبات عن إيران إذا أبدت حسن النية

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

"لا أعرف إن كانت سوريا ستوقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل".. ترامب: قد نرفع العقوبات عن إيران إذا أبدت حسن النية

العربية (بتصرف) قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الأحد: "قد نرفع العقوبات عن إيران إذا أبدت حسن النية". كما قال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، إن إيران لا تفكر الآن بالعودة إلى المشروع النووي، مضيفاً أنها "مرهقة جداً". وأضاف "إيران لم تملك الوقت لنقل اليورانيوم قبل الضربات الأميركية". وأوضح الرئيس الأميركي أن الحرب الأخيرة كانت مكلفة على إيران، مشيرا إلى أن طهران كانت على بعد أسابيع من الحصول على سلاح نووي. كذلك قال ترامب في المقابلة إن التخصيب كلمة سيئة يجب ألا تستخدمها إيران. ومنذ 13 يونيو الجاري اندلعت مواجهات متبادلة غير مسبوقة بين الجانبين لمدة 12 يوماً، فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ شنت الولايات المتحدة غارات وهجمات على 3 منشآت نووية، مساء السبت الماضي، طالت منشأة فوردو ونطنز وأصفهان. لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن ترامب بعد ساعات وبشكل مفاجئ وقف إطلاق النار. وفي ما يتعلق بسوريا، قال ترامب: "لا أعرف إن كانت سوريا ستوقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل لكنني رفعت العقوبات عنها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store