
"فاينانشال تايمز": بوتين عرض على ترامب تجميد القتال جنوباً مقابل انسحاب كييف من دونيتسك
دونالد ترامب
استعداده لتجميد خطوط القتال في خيرسون وزابوريجيا جنوبي
أوكرانيا
، إذا ما استجابت كييف لمطلبه الأساسي بالانسحاب من إقليم دونيتسك شرقي البلاد، وهو الشرط الذي يضعه بوتين لإنهاء الحرب المستمرة.
وبحسب أربعة أشخاص مطلعين على المحادثات تحدثوا إلى الصحيفة، فقد نقل ترامب هذا الموقف الروسي إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين في اتصال هاتفي يوم السبت، حثّهم خلاله على التخلي عن مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع موسكو. وأكد ترامب أن الطريق الأمثل لإنهاء الحرب "ليس عبر اتفاقيات هدنة هشة"، بل عبر تسوية شاملة تفضي إلى سلام دائم.
كذلك، أكدت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصدر وصفته بالمطلع، أن ترامب والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أبلغا الرئيس الأوكراني بأن بوتين قال إنه لا يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل انسحاب أوكرانيا وتعهد بعدم شن أي عدوان جديد عليها في إطار هذا الترتيب.
وأوضحت "فاينانشال تايمز" أن تنفيذ هذا الطرح سيمنح روسيا سيطرة كاملة على دونيتسك، التي تحتل أجزاءً واسعة منها منذ أكثر من عقد، في مقابل تعهد بوتين بعدم شن هجمات جديدة في جبهات الجنوب. لكن الكرملين شدد في الوقت نفسه على أن موسكو لم تتراجع عن مطالبها الجوهرية المتعلقة بما وصفه بوتين بـ"معالجة الأسباب الجذرية" للصراع، وهو ما يعني عمليًا إعادة تشكيل الدولة الأوكرانية وكبح توسع "ناتو" شرقًا.
وتسيطر القوات الروسية على حوالي 70% من دونيتسك، لكن سلسلة مدنها الواقعة في أقصى الغرب لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا، وهي حيوية لعمليتها العسكرية ودفاعاتها على طول الجبهة الشرقية. وقال أشخاص مطلعون إن زيلينسكي لن يوافق على تسليم دونيتسك، لكنه سيكون منفتحًا على مناقشة مسألة الأراضي مع ترامب في واشنطن، حيث من المتوقع أن يجتمعا يوم الاثنين.
أخبار
التحديثات الحية
اختتام قمة ترامب وبوتين في ألاسكا: لا إعلان لوقف إطلاق النار
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حث ترامب القادة الأوروبيين على التخلي عن جهودهم لتأمين وقف إطلاق النار من بوتين، ونصح زيلينسكي "بعقد صفقة" مع روسيا. وكتب ترامب على موقع "تروث سوشال" بعد اتصال هاتفي مع قادة أوروبيين، بمن فيهم المستشار الألماني فريدريش ميرز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "لقد اتفق الجميع على أن أفضل سبيل لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هو التوجه مباشرةً نحو اتفاقية سلام تُنهي الحرب، وليس مجرد اتفاقية وقف إطلاق نار لا تصمد في كثير من الأحيان".
ويوم أمس الجمعة، أشار بوتين إلى أن "تفاهماً" جرى التوصل إليه مع نظيره الأميركي في
ألاسكا
قد يجلب السلام إلى أوكرانيا، لكنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية. والتقى الرئيسان في قمة منتظرة في ألاسكا لبحث الغزو الروسي وسبل تحقيق السلام، لكن لم يظهر أنه تحقّق أي اختراق يؤدي إلى اتفاق.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب عقب القمة: "نأمل أن يمهد التفاهم الذي توصلنا إليه (...) الطريق إلى السلام في أوكرانيا". وأضاف أن موسكو تتوقع "أن تعي كييف والعواصم الأوروبية كل هذا بطريقة بنّاءة، وألا تخلق أي عقبات"، محذراً إياها أيضاً من أي "محاولات لتعطيل التقدم الناشئ من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية".
وانعقدت القمة في غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي لم يُدعَ، ما أثار خشية أوروبا من تحديد موسكو وواشنطن مصير أوكرانيا من وراء ظهرها. وأشاد بوتين وترامب باجتماعهما، ووصفه الرئيس الروسي بأنه عُقد في "أجواء قائمة على الاحترام المتبادل". وفي حديثه عن أوكرانيا، قال بوتين إن روسيا "مهتمة بصدق بوضع حد" للنزاع، داعياً إلى أخذ "المخاوف المشروعة" لروسيا بالاعتبار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
قادة أوروبيون يشاركون في محادثات ترامب وزيلينسكي الاثنين بواشنطن
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، الأحد، أنها ستتوجه مع العديد من القادة الأوروبيين إلى واشنطن الاثنين، ليكونوا إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكتبت فون ديرلاين على منصة إكس "بناء على طلب الرئيس زيلينسكي، سأنضم إلى الاجتماع مع الرئيس ترامب غداً في البيت الأبيض، إضافة إلى قادة أوروبيين آخرين". وفي هذا السياق، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن الاثنين، ومثلهم الأمين العام ل حلف شمال الأطلسي نص معاهدة تأسيس حلف شمال الأطلسي (الناتو) 1949 جرى إقرار معاهدة شمال الأطلسي، التي بموجبها أُسّس حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في 4 إبريل 1949، في العاصمة الأميركية، ودخلت حيز التنفيذ في 24 أغسطس 1949، بعد إيداع تصديقات جميع الدول الموقعة عليها (بلجيكا، كندا، الدنمارك، فرنسا، أيسلندا، إيطاليا، لكسمبورغ، هولندا، النرويج، البرتغال، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة). مارك روته. وقالت الرئاسة الفرنسية إن "رئيس الجمهورية سيتوجه غداً إلى واشنطن إلى جانب الرئيس زيلينسكي والعديد من القادة الأوروبيين بهدف مواصلة العمل التنسيقي بين الأوروبيين والولايات المتحدة للتوصل إلى سلام عادل ودائم يصون المصالح الحيوية لأوكرانيا وأمن أوروبا". وفي روما، أعلن مسؤول حكومي أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ستشارك أيضاً في محادثات واشنطن مع ترامب. إلى ذلك، أعلنت فون ديرلاين أن زيلينسكي سيكون في بروكسل، بعد ظهر اليوم الأحد، للمشاركة في اجتماع عبر الفيديو مع الحلفاء الأوروبيين. والاجتماع مقرر في الساعة 13,00 توقيت غرينتش مع دول "تحالف الراغبين" من حلفاء كييف، بهدف تحضير المراحل المقبلة لمباحثات السلام حول أوكرانيا بعد قمة ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. This afternoon, I will welcome @ZelenskyyUa in Brussels. Together, we will participate in the Coalition of Willing VTC. At the request of President Zelenskyy, I will join the meeting with President Trump and other European leaders in the White House tomorrow. — Ursula von der Leyen (@vonderleyen) August 17, 2025 وسيبحث المشاركون في الاجتماع قضية الضمانات الأمنية التي ستمنح لكييف في إطار اتفاق سلام محتمل. كذلك، سيتم التطرق، وفق دبلوماسيين، إلى ما يمكن أن يشكل خطوطاً عريضة لهذا الاتفاق بين أوكرانيا وروسيا. وإثر اجتماعه الجمعة مع بوتين، أوضح ترامب أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام يتيح وضع حد للحرب، من دون المرور بمرحلة وقف لإطلاق النار. ويضم تحالف الراغبين غالبية الدول الأوروبية الكبرى والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، فضلاً عن دول غير أوروبية بينها كندا. أخبار التحديثات الحية قادة أوروبا بعد قمة ترامب وبوتين: للضغط على روسيا وضمانات لأوكرانيا "فوكس نيوز": ترامب يؤيد مقترح بوتين السيطرة على دونباس مقابل إنهاء الحرب إلى ذلك، قال دبلوماسي أوروبي لشبكة فوكس نيوز الأميركية، إنّ بوتين اقترح سيطرة موسكو على دونباس وتجميد القتال على خطوط المواجهة في بقية الجبهات مقابل إنهاء حرب بلاده مع أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا الطرح يحظى بتأييد ترامب. ويضم إقليم دونباس لوغانسك ودونيتسك. وكان ترامب قد أبلغ حلفاءه الأوروبيين بعد لقائه بوتين في ألاسكا، بأنّ الأخير أعاد التأكيد على رغبته في السيطرة على منطقتي لوغانسك ودونيتسك لكنه بدا منفتحاً بحسب قول ترامب، على إمكانية إنهاء الجمود في زابوروجيا وخيرسون مع تجميد الوضع على خطوط الجبهة. وسبق أن عبّر زيلينسكي عن رفضه فكرة التخلي عن إقليم دونباس، كما رفض الانسحاب من نسبة الـ30% المتبقية من دونيتسك التي لا تزال أوكرانيا تسيطر عليها، مؤكداً أن القيام بذلك سيكون مخالفاً للدستور، وأن هذه الأراضي يمكن أن تستخدم كنقطة انطلاق لهجمات روسية لاحقاً. (فرانس برس، العربي الجديد)


القدس العربي
منذ 3 ساعات
- القدس العربي
رغم تحذيرات بأن 'غزة ليست برلين بل بغداد ومقديشو'.. التهديد باجتياح جديد حقيقي واستمرار لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية
الناصرة- 'القدس العربي': فيما تتجدد اليوم الأحد المظاهرات في إسرائيل ضد توجهات حكومتها، واحتجاجاً على تعنّتها في مواصلة الحرب وتعطيل الصفقة، يحذّر عددٌ من المراقبين فيها من تبعات اجتياح مدينة غزة واستمرار النزيف ومن نتائج قتل فكرة تسوية الدولتين. استجابةً لنداء منتدى 'عائلات المختطفين'، بدأ عشرات آلاف الإسرائيليين، منذ صباح اليوم الأحد، إضراباً عن العمل، والمشاركة في مظاهرات متصاعدة منذ ليلة أمس، ومن المتوقع أن تستمر الاحتجاجات، مع تعطيل حركة القطارات والموانئ البرية والجوية وإغلاق عشرات الشوارع للضغط على حكومة الاحتلال من أجل وقف الحرب وتبادل الأسرى. دانئيلا لندن ديكل: هذه المبادرة تقبر نهائياً فكرة الدولة الفلسطينية، قال سموتريتش، لكن يحتمل أن تقبرنا نحن أيضاً وكل ذلك يأتي على خلفية تهديدات واستعدادات الاحتلال لبدء تنفيذ خطة عسكرية صادق عليها 'الكابنيت' لاحتلال مدينة غزة بوصفها 'آخر معاقل حماس'، كما زعم نتنياهو، الذي سبق أن عطّل الصفقة السابقة بانتهاك وقف النار في آذار الماضي، والمبادرة لعدوان جديد ضمن حملة 'مراكب جدعون' الفاشلة. ويبقى السؤال: هل ينجح 'يوم الغضب' الإسرائيلي (يوم الإضراب أو تعطيل الحياة الاعتيادية) في زحزحة حكومة الاحتلال عن غيّها ومخطّطاتها التوسعية العدوانية المدفوعة باعتبارات أيديولوجية لا حسابات سياسية داخلية فقط؟ هل تهز الاحتجاجات في طول وعرض البلاد اليوم الجدران الإسمنتية القائمة حول قلوب وزراء وأمراء هذه الحرب المتوحّشة؟ هذا يتعلّق بحقيقة موقف الإسرائيليين من حرب الإبادة، ومن جاهزيتهم للمشاركة في الاحتجاجات بشكل أوسع مما كان حتى الآن. حتى تُحدث الاحتجاجات المتزايدة اختراقاً في موقف حكومة الحرب وتؤثّر على حساباتها، ينبغي أن يكون 'يوم الغضب' اليوم بداية لا نهاية التصعيد. فنتنياهو سيأخذها بالحسبان عندما يتضاعف عدد المتظاهرين من عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف. ولذا، من غير المستبعد أن تكون التصريحات والتسريبات، في الأيام الأخيرة، عن احتمال عقد صفقة جزئية محاولة قديمة جديدة من قبل نتنياهو لتبريد الاحتجاجات وتخديرها، كما يشير أيضاً المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس' عاموس هارئيل ضمن مقال بعنوان 'توقيت مريب'. دون درجة الغليان مثلما أن الاحتجاجات في الداخل متردّدة وفاترة أو حامية أكثر لكنها لم تبلغ درجة الغليان بعد، فإن حكومة الاحتلال تستفيد أيضاً من عدم تحوّل الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العالم لمواقف رسمية وخطوات عملية من قبل حكومات العالم. حتى الآن، ما زالت انتقادات حكومات الغرب مخفّفة وملطّفة، وترافقها أحياناً اعترافات بدولة فلسطينية، أو وعود بذلك، غير أن هذه ـ رغم أهميتها للمعركة على الوعي ـ غير كافية للضغط على نتنياهو وفرملة مراكبه التدميرية. فالفلسطينيون، الذين يواجهون عمليات قتل وتهجير ومساعي تصفية قضيتهم الوطنية، يحتاجون لأفعال تضيّق الخناق على إسرائيل من أجل وقف نكبتهم الثانية، وليس اعترافاً بدولة لهم غير مطروحة لا اليوم ولا غداً أو بعد غد. كما يستفيد الاحتلال من انقلاب وكذب الإدارة الأمريكية، فحتى الآن يواصل ترامب منح نتنياهو ضوءاً أخضر لمواصلة العدوان. حتى إن مراقبين إسرائيليين باتوا يعربون عن خيبة أملهم من ترامب، كما يقول على سبيل المثال اليوم المحلّل السياسي في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' شيمعون شيفر، مشيراً إلى أن الآمال الإسرائيلية التي عُقدت على ترامب تبدّدت، معتبراً أن التغيير يكون بتغيير هذه الحكومة البليدة، داعياً الإسرائيليين للخروج من سكينتهم وتصعيد الاحتجاجات كونها مهمة لكل الإسرائيليين. وهذا ما تؤكّده صحيفة 'هآرتس' في افتتاحيتها اليوم. قوة التدمير الذاتي بما يتعلّق بالمستقبل الأبعد، يتفّق شيمعون شيفر مع التقدير الصحيح بأن حكومة الاحتلال تسعى عملياً لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية، منوهاً أن نتنياهو ـ لا سموتريتش ـ هو من يقف خلف خطة الاستيطان في منطقة الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة، في محيط أم المستوطنات معاليه أدوميم، بغية تقطيع أوصال الضفة الغربية، والحيلولة دون قيام دولة فلسطينية في الأرض المحتلة عام 67. وفي الجوهر، يرى شيفر أن من خلاصات '7 أكتوبر' خلاصة مفادها أن استمرار تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني يعني استمرار النزيف والعيش على حد السيف. يستند شيفر بذلك، في مقاله اليوم، إلى كتاب جديد للأديب الإسرائيلي الراحل عاموس عوز يجمع كل تصريحاته ومحاضراته في السنوات الأخيرة، وفيها يحذّر من 'قدرة التدمير الذاتي لدى اليهود'. وهذا ما تحذّر منه أيضاً الأديبة والمخرجة الإسرائيلية دانئيلا لندن ديكل في مقال بعنوان 'هكذا يبنون دولة واحدة'، تنبّه فيه إلى خطورة الاستيطان بين القدس وأريحا. في مقالها المنشور في صحيفة 'هآرتس' تقول ديكل إن كل واحد من الإسرائيليين، ممن لا يزال يحلم بإمكانية العيش هنا حياة لا تستند على الحروب والقتل والفقدان، يجب أن تهزّه خطة سموتريتش الاستيطانية المذكورة لقطع الاتصال الجغرافي الفلسطيني. وتعلّل ذلك بالقول: 'هذه المبادرة تقبر نهائياً فكرة الدولة الفلسطينية'، قال سموتريتش، 'لكن الحقيقة أن هناك احتمالاً أن تقبرنا الخطة نحن أيضاً'. غزة بغداد لا برلين ينضم لهذه الانتقادات المحاضر في الشؤون الفلسطينية بجامعة تل أبيب ميخائيل ميليشتاين، الذي يؤكد مجدداً أن إسرائيل تتقن إدارة شؤونها في عدة جبهات ومجالات بحكمة، عدا في موضوع غزة حيث تشهد خطوات 'مسيانية' خطيرة. في مقال تنشره 'يديعوت أحرونوت' اليوم، يرى ميليشتاين، جنرال في الاحتياط وقائد سابق لوحدة الدراسات في الاستخبارات العسكرية، أن القرار باحتلال غزة يعني أن إسرائيل توقفت عن تردّدها وباتت تسلك طريقاً واضحة: التنازل عن المخطوفين دون تبليغ الجمهور الإسرائيلي بذلك، وحياة الإسرائيليين ستتغيّر بشكل دراماتيكي إذ سنتورط في وحل غزة'. ويتساءل ميليشتاين: لماذا لا نتبنى 'الموديل اللبناني' في غزة؟ مشيراً إلى ضرورة وقف الحرب، ومهاجمة كل تهديد موضعي، واستبدال 'حماس'، لأن انتظار موافقة 'حماس' على نزع سلاحها وهم. ويمضي في تحذيراته من اللهاث خلف 'النصر المطلق' المفقود الذي سيكلف إسرائيل ثمناً إضافياً موجعاً: 'من المرجح أن يستكمل الجيش احتلال غزة في الشهور القريبة، وعندئذ سيكتشف أنه ليس في برلين بل في بغداد أو في مقديشو… وأنه قد تورط بحرب استنزاف تضطرنا لصرف الأنظار عن مساعي إيران للتسلح من جديد، وهذا هو التهديد الوجودي الحقيقي علينا اليوم'. شيفر: الآمال الإسرائيلية التي عُقدت على ترامب تبدّدت، والتغيير يكون بتغيير هذه الحكومة البليدة حرب الإبادة واستعداد الفلسطينيين لها وهناك جهات إسرائيلية غير رسمية تواصل التحذير من تبعات 'التسونامي' العالمي ضد إسرائيل، بحال استمرت الحرب ودخل الاحتلال مدينة غزة من جديد. فتخاطب حركة 'يوجد حد'، في إعلان مدفوع الأجر اليوم، الجنود الإسرائيليين بالقول: 'أيها الجنود لا تشاركوا في حرب الإبادة'، موضحة أن جنوداً وضباطاً إسرائيليين شاركوا في قتل 43 مدنياً من المواطنين العرب ضمن مذبحة كفر قاسم خلال حرب السويس عام 1956، مذكّرة بمحاكمتهم وبضرورة عدم احترام التعليمات غير القانونية أصلاً. في هذا السياق، يتحدث المعلّق اليساري في صحيفة 'هآرتس' جدعون ليفي بلغة ساخرة، ويقول إنه ينبغي تقديم كلمة شكر لرئيس الاستخبارات العسكرية المستقيل الجنرال أهارون حليوه، الذي قال، في تسريبات مسجلة قبل يومين، إننا 'قتلنا 50 فلسطينياً مقابل كل إسرائيلي قتيل، وإن الفلسطينيين بحاجة لنكبة كل فترة وفترة'، منوهاً أن هذه التسريبات تقدم دليلاً على وجود خطة مسبقة للإبادة، ما دفع العالم للخروج للشوارع والتظاهر ضد إسرائيل التي باتت دولة منبوذة. ويبقى السؤال: هل وكيف تؤثر هذه الاحتجاجات والتحذيرات الداخلية والخارجية على حكومة نتنياهوـ بن غفير؟ حالياً، يقدّم كاريكاتير صحيفة 'يديعوت أحرونوت' اليوم جواباً على ذلك، حيث يظهر فيه نتنياهو مقابل دكان مغلق (مضرب) متسائلاً: 'ماذا عدا مما بدا؟ فأنا منذ فترة طويلة لا أكترث، ولا أفعل شيئاً من أجل المختطفين'. وهذا يعني أن تهديدات الاحتلال باجتياح غزة حقيقة، وينوي قريباً الشروع بها، وليس للضغط على 'حماس' ودفعها لصفقة، بل هو جزء من خطة حكومة الاحتلال لحسم الصراع مع كل الشعب الفلسطيني بالحديد والنار وقتل فكرة الدولة. فهل يرد هذا التهديد الخطير، الذي يتجاوز حدود غزة ومستقبلها، في حسابات الجانب الفلسطيني؟


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
كيف ستتأثر صادرات "الكويز" المصرية - الإسرائيلية برسوم ترامب؟
مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخول الرسوم الجمركية المتبادلة حيّز التنفيذ، وارتفاعها على منتجات العديد من الشركاء التجاريين، من 10% إلى ما بين بين 15% و41%، أثيرت تساؤلات في مصر حول احتمالات تطبيقها على سلع "الكويز" ، التي تدخل في صناعتها مواد خام إسرائيلية، والتي يجري تصديرها للسوق الأميركية. وتبلغ هذه الرسوم على مصر 10% فقط، وقدر ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" أن الرسوم ستضخ "مليارات الدولارات" في الاقتصاد الأميركي، "معظمها من دول أساءت استغلال العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة لسنوات"، وفق تعبيره. وتؤكد مصادر اقتصادية مصرية أن الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة ستظل خاضعة للتعرِفة الجمركية الأساسية البالغة 10%، دون زيادة، لكن الولايات المتحدة لم توضح لمصر حتى الآن هل ستطبق هذه الرسوم أيضاً على صادرات "الكويز" المصرية أم لا، إذ يجري إعفاء هذه الصادرات غالباً بسبب دخول مكوّن إسرائيلي فيها واعتبارها ضمن عملية التطبيع الاقتصادي بين مصر وإسرائيل عبر الوسيط الأميركي. وقال مصدر لوكالة "إنتربرايز" الاقتصادية إنه يتوقع أن تحتفظ صادرات المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز) بمعاملة تفضيلية، لكنه أشار إلى أن الجانب الأميركي لم يؤكد ذلك بعد، إذ يجري فريق من المسؤولين المصريين محادثات مع نظرائهم الأميركيين بشأن المعاملة الضريبية للصادرات بموجب الاتفاقية. وكان الوزير المفوض يحيى الواثق بالله، رئيس جهاز التمثيل التجاري المصري، قد أكد أن حكومته تتفاوض مع الولايات المتحدة لاستثناء سلع "الكويز" المنتجة مع إسرائيل من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب والبالغة 10%. اقتصاد عربي التحديثات الحية شركات مصرية تطلب الانضمام لاتفاقية الكويز التي تضم إسرائيل وأكد الواثق بالله، خلال ندوة نظمها "المركز المصري للدراسات الاقتصادية" في إبريل الماضي، أنه في إطار مفاوضات بدأتها مصر مع أميركا من أجل خفض الرسوم التي فرضها ترامب على الصادرات المصرية ، طلبت مصر إعفاء سلع المناطق الصناعية المؤهلة، المعروفة باسم "كويز"، والتي يجري إنتاجها بمواد خام إسرائيلية وأميركية ضمن اتفاق مشترك، لكنه قال إنّ أميركا التي أبدت إمكانية لاستثناء الصادرات المصرية، تشترط "تسهيلات" لنفاذ سلع أميركا إلى السوق المصرية مقابل إلغاء الرسوم الجمركية. وأوضح أن الجانب الأميركي نبّه لوجود بعض المعوقات في الخدمات والشحن الجوي وشهادة المنتجات الحلال، ومنع استيراد تقاوي البطاطس وأجزاء الدواجن، وقيود مصرية أخرى في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأكد أن واشنطن تريد إزالة تلك المعوقات مقابل دراسة إزالة الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات من مصر. ويتوقع خبراء اقتصاد أن تفيد التعرِفة الجمركية لترامب مصر باعتبار أنها الأقل رسوماً (10%)، ما يعني ارتفاع الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للملابس الجاهزة المصنعة في مصر بسبب رفع الرسوم على دول تنافس مصر في التصدير لأميركا مثل الهند وبنغلاديش بنسبة 25% و50%. وظهر هذا في إحصاءات النصف الأول من عام 2025، إذ ارتفعت نسبة صادرات الملابس المصرية لأميركا بنسبة 16% على أساس سنوي لتصل إلى 622 مليون دولار، وفقاً لبيانات المجلس التصديري للملابس الجاهزة، وقفز إجمالي صادرات القطاع بنسبة 25% إلى 1.608 مليار دولار خلال الفترة ذاتها. ويتوقع المجلس أن تصل صادرات العام بأكمله إلى رقم قياسي قدره 3.7 مليارات دولار، مع معدلات نمو سنوية متوقعة تتراوح بين 25-30%، وتشكل الملابس الجاهزة نحو 55% من صادرات مصر إلى الولايات المتحدة. وكان الواثق بالله قد قال خلال كلمته بالندوة، إن مصر لديها "فرصة ذهبية" لتحقيق زيادة إضافية في الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات الثلاث المقبلة بقيم تتراوح بين 10 و15 مليار دولار إضافية، في حالة وافقت أميركا على خفض الرسوم وإنعاش التصنيع المصري. ماذا تعرف عن اتفاقية الكويز؟ تسمح اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز) المبرمة بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2005، ضمن التطبيع الاقتصادي، للشركات المصرية بتصدير منتجاتها إلى السوق الأميركية دون جمارك بشرط احتوائها على مكون إسرائيلي بنسبة 10.5%. وكانت نسبة المكون الإسرائيلي عند دخول الاتفاقية حيّز التنفيذ نحو 11.7%، ثم جرى تخفيضها إلى 10.5% عام 2006، وتحاول مصر منذ سنوات عدّة خفضها مجدداً. اقتصاد عربي التحديثات الحية العدوان على غزة يغلق مسارات التطبيع بين مصر وإسرائيل ويقول محللون اقتصاديون إن الهدف من سعى القاهرة لخفض رسوم ترامب عل منتجات الكويز هو جذب الاستثمار الأجنبي، إذ إنّ خفض نسبة الرسوم الجمركية البالغة الآن 10% على سلع الكويز، ورغم أنه سيفيد نسبة من المصنعين المصريين فقط لا الجميع، إلّا أنه سيفيد في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى السوق. وبسبب الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل، رغم توقيع مصر والأردن اتفاقات سلام مع تل أبيب، اقترحت الولايات المتحدة فكرة "المناطق الصناعية المؤهلة" أو "Q.I.Z" وهي اختصار لعبارة (QUALIFIED INDUSTRIAL ZONES)، أو كما عرفت باسم "الكويز"، والتي تستهدف توفير أقطان مصرية ومنتجات إسرائيلية لإنتاج منسوجات تشتريها الولايات المتحدة الأميركية بما يشجع تعاون مصانع مصرية وإسرائيلية وأردنية على نحوٍ غير مباشر. وبحسب الاتفاقية، تشارك إسرائيل بمنتجاتها وخاماتها مكوناً أساسياً في كل منتج يخرج من تلك المدن المؤهلة في مصر والأردن. ويوجد في مصر حالياً 15 من تلك المناطق التابعة للكويز، ويوجد 13 منطقة في الأردن، تمثل جميعها حوالى مليار دولار من الصادرات السنوية. وتضم مناطق الكويز الصناعية حوالى 700 شركة، وتصدر بضائع بقيمة حوالى مليار دولار إلى الولايات المتحدة وفق الأرقام التي تعلنها وزارة الخارجية الأميركية، ويعمل بها حوالى 30 ألف شخص، ويأتي نصف الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة تقريباً من مناطق الكويز الصناعية. تستهدف "الكويز" توفير أقطان مصرية ومنتجات إسرائيلية لإنتاج منسوجات تشتريها الولايات المتحدة بما يشجع تعاون مصانع مصرية وإسرائيلية وأردنية على نحوٍ غير مباشر ويقول تقرير لمجلة (فورين بوليسي) بعنوان "تجارة السلام في مصر وإسرائيل" في 23 أغسطس 2015 إنّ "توابع نجاح اتفاقيات الكويز تتجاوز كثيراً الأرباح المالية"، في إشارة لتطبيع دول عربية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ تشير إلى أنّ "واحداً من الأوجه القليلة للتطبيع الاقتصادي التي نمت على أساس اتفاقية السلام الإسرائيلية الموقعة عام 1979 مع مصر والاتفاق المترتب عليها لاحقاً مع الأردن هو اتفاق الكويز". ويقول تقرير "فوين بوليسي" الذي أعده أورين كيسلير، نائب مدير الأبحاث بمؤسسة "الدفاع عن الديموقراطيات"، إن إنجاز مناطق الكويز ليس تاماً، لأن جزءاً كبيراً من استثمارات المناطق لا يأتي من المستثمرين المحليين، بل من دول عربية أخرى ومن آسيا، كما أن معظم الأرباح تؤول إلى بعض الشركات الكبيرة في الأردن، وتعتبر أغلبية القوة العاملة في مناطق الكويز أجنبية.