
طابور الخيانة يضع المحتال "المهدي حيجاوي" على "عمارية" "بيغاسوس"
ما يعكس حالة التيه التي يتخبط فيه المتربصون بالمغرب من الداخل والخارج، ونفاذ ما في جعبهم من سفائف الاتهامات والادعاءات هو عودتهم إلى المحتال "المهدي حيجاوي"، المطلوب للعدالة المغربية منذ شتنبر 2024، الذي يقدم نفسه بأنه كان الرجل الثاني في جهاز "المديرية العامة للدراسات والمستندات" المعروف اختصارا بـ"DGED"، عبر محاولة بئيسة منهم لتلميع صورته وربط قضيته ذات الطابع الجنائي بأبعاد سياسية مثيرة للجدل.
فما الذي حدث؟
لقد انفلت سعاة التشويش من عقالهم، وهم يفترون أن مدعاة هروب المحتال من المغرب هو كونه كان مسؤولًا عن برامج تجسسية من قبيل "بيغاسوس"، وهي البرمجية التي فندت صاحبتها شركة "NSO" الإسرائيلية، أي شبهة في توفر المغرب عليها، كما أكدت على ذلك، أيضا، كل التحقيقات التي بوشرت في هذا الشأن في فرنسا وإسبانيا وغيرهما.
وبعيدا عن مواصلة خدام خصوم الوطن، لوك أسطوانة "بيغاسوس"، فإنهم أسقطوا أنفسهم في تناقض صارخ، بل وفضحوا أنفسهم بأنفسهم وهم يتبنون طرحا جديدا، ينسف كل الحملات التلفيقية الدنيئة التي استهدفت "المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني "DST"، ومديرها عبد اللطيف الحموشي.
وفي خضم الحملات المغرضة التي سعت إلى تشويه صورة المغرب والضرب في مؤسساته، انبرى طابور الخيانة إلى اتهام "DST" باستخدام مزعوم لبرمجية التجسس "بيغاسوس"، لكن وبعدما فشلت كل مساعيهم في إثبات ذلك، عادوا الآن لينسبوا إلى المحتال "المهدي حيجاوي"، هذا الأمر، غير أن غايتهم لم تكن البتة مشابهة، فكما كانت في المرحلة الأولى تروم "الازدراء"، إنما يدعون ذلك، الآن، بغرض "التمجيد" لمطلوب للعدالة.
ويحمل انقلاب طابور الخيانة من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، في طياته ما يدحض كل الادعاءات ويأتي على أباطيلهم مثلما تأتي النار على الهشيم، فـ"مسيو بيغاسوس" الذي يضعونه على "العمارية"، لم يشتغل يوما ضمن أسلاك "المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني"، وهو أمر يكشف أن كل ما قيل حول "DST" وبرمجية "بيغاسوس" لم يكن غير محض خيال، وفي طياته رد على أن كل ما قيل وراج على ألسن الطابور ليس غير افتراءات.
ولقد خاض طابور الخيانة كثيرا في اتهامات وتلفيقات تضع عبد اللطيف الحموشي و"مديرية مراقبة التراب الوطني"، في عين العاصفة، لكنهم الآن يبرؤونه والمؤسسة الأمنية، دون أن يدروا من كل ذلك، وهم ينقلبون على أعقابهم وينسبون إلى الهارب من العدالة "فضل" الإشراف على "بيغاسوس"، طمعا في تسييس قضيته الجنائية الصرفة.
وإن كانت الأسطوانة الجديدة التي يرددها أزلام أعداء الوطن، تجعل من الفرار القضائي للمحتال "المهدي حيجاوي" وتكليفه المزعوم بإدارة برمجيات التجسس ضربًا من التناقض والتلفيق، فإن الترويج له بصفته "مسيو بيغاسوس" إنما يظنونه يخدم هدف تبرئته سياسيًا، في حين أن ذلك يكشف أنهم مجرد قطيع من الضباع لا يبغي للحقيقة سبيلا.
نعم إن الامر يتعلق بضباع يتقنون النهش، فقد انزاحوا، وهم يتبنون الكذب، عن أي محاولة لمساءلة "المهدي حيجاوي"، بقدر ما حاولوا تلميع صورته وتقديمه مثل "بطل"، بخلاف ما كان مع عبد اللطيف الحموشي، ولو أن المقارنة بينهما لا تستقيم بوجود الفارق الشاسع بين الخيانة والوطنية، أما عزاء الضباع في ذلك أن الغاية تبرر الوسيلة في ترسيم وضيع لفهمهم للـ"ميكيافيلية".
لكن، ومن بين كل هذا تنبثق أسئلة حقيقية حول دوافع هذا التوجه الجديد في خطاب طابور الخيانة، الذي ما فتئ يهاجم الأجهزة الأمنية الوطنية، ليضع نفسه في موقع الدفاع عن شخص فارّ من العدالة متورط في قضايا مالية، تتعلق بالنصب والاحتيال ذهب ضحيتها رجال أعمال مغاربة وأجانب.
الأكيد أن محاولة إقحام ملف "بيغاسوس" من جديد في قضية المحتال "المهدي حيجاوي" لتكشف عن حربائية وازدواجية الخطاب لدى هؤلاء، والذي لا ينفكون عن جعل قضايا أمن واستقرار المغرب منصة لتصفية حسابات سياسية أو شخصية، رغم أن كل الدلائل والقرائن تفيد بأن المغرب براء من استخدام برمجية "بيغاسوس"، بخلاف ما يفترون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كش 24
منذ 18 ساعات
- كش 24
بعد عملية 'كريساج' استهدفت سائحة.. توقيف مجرم خطير بقلعة السراغنة
أوقفت المصالح الأمنية بقلعة السراغنة مساء أمس الثلاثاء 5 غشت الجاري، شخصا موضوع مذكرة بحث، كان قد عرّض، باستعمال السلاح الأبيض أجنبية من أصل دنماركي للتهديد وسرقة هاتفها النقال. وتعود وقائع هذه القضية حسب مصادر "كشـ24" إلى مساء يوم الجمعة فاتح غشت الجاري،حيث قام الشخص الموقوف بتهديد الدنماركية بالسلاح الأبيض خلال مرورها بحي المرس،وسرقة هاتفها النقال،ولاذ بالقرار إلى خارج مدينة قلعة السراغنة في محاولة منه، للافلات من قبضة عناصر الأمن الوطني ويشار ان الموقوف وهو من مواليد سنة 2002،تم توقيفه مساء أمس بضواحي قلعة السراغنة بتنسيق مع رجال مديرية حماية التراب الوطني DST ،وتم نقله إلى مقر المنطقة الاقليمية للأمن الوطني،لوضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، ومباشرة مسطرة البحث التمهيدي،الذي أمرت النيابة العامة المختصة، بإجرائه في محاضر قانونية حول ملابسات القضية ،وتقديمه أمام أنظار العدالة للنظر في المنسوب إليه. اقرأ أيضاً سلطات مراكش ترد على فوضى التاكسيات باجراءات حاسمة وكشـ24 تكشف التفاصيل لم تتأخر مصالح ولاية جهة مراكش كثيرا قبل الرد بقوة على تنامي مظاهر الفوضى التي يتسبب فيها مهنيو سيارات الاجرة بصنفيها بمراكش، والتي وصلت اصداءها للرأإي العام المحلي والوطني وحتى الدولي، بعد توثيق مجموعة من التجاوزات الخطيرة و تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وحسب مصادر كشـ24 فقد شنت لجنة من القسم الاقتصادي بولاية جهة مراكش آسفي خلال الساعات الماضية حملة استثنائية على اصحاب سيارات الأجرة بنوعيها، وتم خلالها تسجيل مخالفات بالجملة في حق مهنيين في القطاع. ووفق المصادر ذاتها، فقد تم خلال هذه الحملة تسجيل 6 مخالفات ضد سيارات اجرة بسبب الزيادة في التسعيرة، كما تم تسجيل 3 مخالفات بسبب اللباس غير اللائق، فيما تقرر سحب 9 رخص. ومن المنتظر وفق مصادرنا ان تتواصل هذه الحملة وتشمل زيارات مراقبة لمحطات سيارات الاجرة بمختلف مناطق المدينة ،وكذا مراقبة بعض الخطوط للتأكد من مدى احترام المهنيين لمختلف الضوابط والقوانين الجاري بها العمل. مجتمع


مراكش الآن
منذ 19 ساعات
- مراكش الآن
الأمن يوقف شخصًا متهمًا بسرقة سائحة دنماركية بقلعة السراغنة
ألقت المصالح الأمنية بمدينة قلعة السراغنة القبض على شخص مطلوب للعدالة، كان قد قام بتهديد سائحة دنماركية بالسلاح الأبيض وسرقة هاتفها النقال. تعود تفاصيل الحادثة إلى مساء يوم الجمعة الماضي، عندما اعترض المشتبه به طريق السائحة في حي المرس وقام بتهديدها قبل أن يسرق هاتفها. وبعد ارتكاب جريمته، لاذ بالفرار خارج المدينة. تمكنت السلطات الأمنية، بتنسيق مع عناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DST)، من تحديد مكان المشتبه به وإيقافه مساء أمس الثلاثاء بضواحي قلعة السراغنة. وقد جرى نقله إلى مقر الأمن الإقليمي ووضعه رهن الحراسة النظرية للتحقيق معه، تمهيدًا لتقديمه أمام العدالة.


عبّر
منذ 2 أيام
- عبّر
باماكو تُعلن تحرير 4 سائقي شاحنات مغاربة بعد أكثر من ستة أشهر رهن التوقيف
باماكو 4 غشت أعلن حكومة جمهورية مالي في بلاغ رسمي مساء الأحد 3 غشت 2025 عن تحرير أربعة سائقي شاحنات مغاربة كانوا قد اختُطفوا يوم السبت 18 يناير 2025 في منطقة شمال شرق بوركينا فاسو قرب الحدود مع النيجر وأوضح البلاغ أن السائقين الأربعة أُفرج عنهم سالمين في مساء 3 غشت وأنهم في حالة صحية جيدة وفق ما نقلت وكالة الأنباء الماليّة (APA) عن التلفزيون الوطني المالي وأفاد المصدر ذاته أن المخطوفين كانوا في قبضة ما يُعرف بـالجماعة الإرهـ…..ـابيّة ولاية الساحل التابعة لتنظيم الدولة الإسـ….ـلامية التي تنشط في مناطق ثلاثي الحدود بين مالي وبوركينا نيزرفاو وجاءت هذه الخطوة بعد تنسيق مشترك على مستوى استخباراتي بين الوكالة الوطنية للأمن الداخلي الماليّة (ANSE) والمديرية العامة للدراسات والمستندات المغربيّة (DGED) والتي ترأست عمليّة جمع المعلومات منذ اللحظة الأولى للاختطاف بمهنية عالية ووفقًا للمعلومات المتوفرة ظل السائقون ممنوعين من الاتصال بالعالم الخارجي لما يقارب ستة أشهر ونصف وخلال هذه الفترة لم تُكشف ملابسات ظروف احتجازهم إذ لم يتم التأكد من دفع أي فدية ولا تم تحديد هوية الخاطفين بشكل رسمي وكان السائقون المغاربة قد اختفوا بينما كانوا يقودون ثلاثة شاحنات متوجهة من الدار البيضاء نحو نيامي محملة بمعدات كهربائية لحساب شركة NIGELEC النيجيرية. وفشلوا بحسب شهود أوليين في الالتزام بتوصيات السفر مع قافلة مصحوبة بتدابير أمنية في تلك المنطقة المعروفة بنشاط الجماعات الإرهابـ….ـية وأشار مسؤول نقابي إلى أن الشاحنات والبضائع لا تزال مفقودة حتى يوم أمس، ولم تُستعد بعد ما يرفع سقف الخسائر الاقتصادية المحتملة لمشغّلي النقل وفي لفتة رمزية استقبل الرئيس الانتقالي المالي الفريق عاصمي غويتا، السائقين فور وصولهم إلى العاصمة باماكو حسبما ذكرت وسائل إعلام ماليّة محلية، في خطوة تُظهر الاهتمام الرسمي بحماية المواطنين المغاربة خارج أوطانهم وإعلاء روح التضامن بين البلدين أخويين تأتي هذه العملية الأمنية في سياق متوتر تشهده منطقة الساحل الإفريقي حيث تتزايد الهجمات واختطافات المسافرين والنقل التجاري. وتعكس تطوّرًا لافتًا في التعاون الأمني بين المغرب ومالِي في مكافحة الإرهـ….ـاب والاستخبارات الإقليمية