
هل التمارين الرياضية وحدها كافية؟ دراسة جديدة تكشف دور النظام الغذائي في تفشي السمنة
واعتمد فريق الباحثين بقيادة "أماندا ماكغروسكي" Amanda McGrosky على تحليل بيانات أكثر من 4213 شخصًا من أعمار تتراوح بين 18 و60 عامًا، ينتمون إلى 34 مجتمعًا مختلفًا في ست قارات، شملت مجموعات من الصيادين، والرعاة، والمزارعين، والسكان في المجتمعات الحديثة، وقد سمح هذا التنوع الكبير في أساليب الحياة والأنظمة الغذائية بتكوين صورة شاملة عن العلاقة بين النشاط الغذائي والبدني ومستويات السمنة.
الأطعمة المصنعة تزيد السمنة بسعرات لا يستهلكها الجسم
أظهرت النتائج الأولية أن إجمالي الإنفاق الطاقي (TEE) والنشاط البدني (AEE) ومعدل الاستقلاب الأساسي (BEE) كانت أعلى في المجتمعات الصناعية مقارنة بالمجتمعات الأقل تطورًا، ما يوحي للوهلة الأولى بأن قلة الحركة ليست العامل الوحيد. لكن بعد ضبط البيانات بحسب العمر، والجنس، والحجم الجسدي، تبيّن أن معدل النشاط البدني الفعلي لا ينخفض مع التقدّم الاقتصادي، بل يبقى مرتفعًا نسبيًا.
ووجد الباحثون أن الارتباط بين الإنفاق الطاقي والسمنة ضعيف، ولا يفسّر سوى 10% فقط من ارتفاع معدلات السمنة في الدول المتقدمة. في المقابل، أظهر التحليل أن تناول الأطعمة فائقة التصنيع (UPFs) – مثل اللحوم المصنعة والوجبات الجاهزة والكعك المُعلّب – مرتبط بشكل مباشر بزيادة نسبة الدهون في الجسم.
ويشير الباحثون إلى أن هذه الأطعمة لا تُسهم فقط في رفع كمية السعرات، بل تتداخل في إشارات الشبع، وتؤثر على طريقة امتصاص الجسم للطاقة، مما يشجّع على الإفراط في الأكل. وكتبوا: "الطَعم المُغري، وكثافة السعرات، وتركيبة المغذيات، والمظهر العام للأطعمة فائقة التصنيع قد تعطل إشارات الامتلاء وتشجّع على الاستهلاك المفرط".
ورغم أن النشاط البدني لا يُعد السبب الرئيسي للسمنة، إلا أن الباحثين يؤكدون على أهميته في دعم الصحة العامة والوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة النفسية. ويُختتم التقرير بالدعوة إلى إعادة تقييم دور النظام الغذائي المُعاصر، والتركيز على خفض استهلاك السعرات الحرارية من مصادر مُصنّعة، باعتبار ذلك خطوة حاسمة في مواجهة أزمة السمنة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- الشرق الأوسط
لماذا يحصل بعض الأشخاص على نتائج أفضل من غيرهم عند استخدام «أوزمبيك» و«ويغوفي»؟
من بين أدوية إنقاص الوزن الشائعة مستقبلات الببتيد-1 الشبيهة بالجلوكاجون (جي إل بي-1)، والتي تشمل أدوية مثل أوزمبيك وويغوفي، وهما دواءان يُستخدمان لعلاج داء السكري من النوع الثاني والسمنة، فيما استكشفت دراسة نُشرت مؤخراً في مجلة (Diabetes، Obesity and Metabolism) تقلبات الوزن بين المشاركين بعد تناول تلك الأدوية. وتشير النتائج إلى أن عوامل مثل تناول ناهضات الببتيد-1 الشبيهة بالجلوكاجون لفترة أطول، وزيادة التعرض المتراكم لها، واستخدام سيماجلوتايد، وعدم الإصابة بالسكري، قد تزيد من احتمالية نجاح بعض الأشخاص في فقدان الوزن من خلال استخدام ناهضات الببتيد-1 الشبيهة بالجلوكاجون. وشمل هذا البحث 679 مشاركاً، وكان دراسةً جماعيةً بأثر رجعي. كان جميع المشاركين يعانون من زيادة الوزن، أو السمنة، وتم تحديد ذلك من خلال مؤشر كتلة الجسم (بي إم إي). كما كان بعض المشاركين مصابين بداء السكري من النوع الثاني. وخضع جميع المشاركين لثلاثة أشهر على الأقل من المتابعة، وسُجِّلت ثلاثة قياسات وزن على الأقل خلال فترة المتابعة. وحصل الباحثون على بيانات من زيارات متابعة المشاركين، بما في ذلك عوامل مثل تكوين الجسم، وقياسات وظائف الكبد والكلى. وتناولت بياناتهم العلاج بسبعة مثبطات (جي إل بي-1) مختلفة، بما في ذلك سيماغلوتايد، وليكسيسيناتيد، وليراغلوتايد. ودرس الباحثون تقلبات الوزن بين المشاركين، وقسموهم إلى ثلاث مجموعات: فقدان الوزن بنجاح، والحفاظ على الوزن نفسه، أو استعادة الوزن. وفي تحليلاتهم، صنّفوا المشاركين أيضاً على أنهم نجحوا أو فشلوا في إنقاص وزنهم. وشملت فئة الفشل في استعادة الوزن والحفاظ على الوزن نفسه. صورة مركبة تُظهر قلم حقن زيباوند دواء إنقاص الوزن من شركة «إيلي ليلي» وعلب ويغوفي من إنتاج «نوفو نورديسك» (رويترز) وأجرى الباحثون تحليلاتهم بعد ثلاثة أشهر، وستة أشهر، ثم بعد عام واحد. وكان متوسط أعمار المشاركين سبعة وثلاثين عاماً، وكان نحو 21 في المائة منهم مصابين بداء السكري. وكان المشاركون الذين تناولوا مثبطات «جي إل بي-1» لفترة أطول أكثر عرضة لفقدان الوزن بنجاح بعد ستة أشهر، واثني عشر شهراً. وعند علامتي الشهر الثالث والسادس، كان المشاركون الذين نجحوا في فقدان الوزن أقل عرضة للإصابة بداء السكري، وأكثر عرضة لبدء علاجهم باستخدام سيماغلوتايد. كما لاحظ الباحثون أن المجموعة التي حافظت على مستويات ثابتة من الجلوكوز في البلازما أثناء الصيام كانت لديها مستويات أعلى من المجموعات الأخرى، ووظائف خلايا بيتا ومقاومة الإنسولين أسوأ من المشاركين الذين نجحوا في فقدان الوزن. وحدد الباحثون عدة عوامل قد ترتبط بنجاح فقدان الوزن. وشملت هذه العوامل طول فترة العلاج، واستخدام سيماغلوتايد، وانخفاض مستويات السكر في الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الجسم. كما لاحظوا أن ارتفاع مستويات تقييم نموذج التوازن الداخلي لوظائف خلايا بيتا، والذي يساعد على قياس وظيفة خلايا بيتا في البنكرياس ومقاومة الإنسولين، كان مرتبطاً بنجاح انخفاض الوزن. وبالنسبة للنساء، ارتبط انخفاض كتلة العضلات الهيكلية أيضاً بنجاح فقدان الوزن. وبعد تعديل عوامل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم، وجد الباحثون أنه كلما طالت مدة استخدام مثبطات «جي إل بي-1»، زادت نسبة نجاح فقدان الوزن في جميع نقاط المتابعة. بعد ثلاثة وستة أشهر، ارتبط بدء استخدام سيماغلوتايد، مقارنةً بمثبطات «جي إل بي-1» الأخرى، بنجاح فقدان الوزن. وبالنسبة للرجال، ارتبطت نسبة دهون الجسم التي تزيد عن 30 في المائة بنجاح فقدان الوزن بعد ثلاثة أشهر، بينما لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للنساء. بعد ثلاثة أشهر، ارتبط عدم الإصابة بمرض السكري ومستويات الهيموغلوبين السكري بنجاح فقدان الوزن. كما كشفت تحليلات المجموعات الفرعية أن التعرض المتراكم الأعلى للسيماغلوتيد أو الليراغلوتيد ارتبط كلاهما بنجاح فقدان الوزن. بعد ثلاثة أشهر، كان لدى مستخدمي الليراغلوتيد والسيماغلوتيد الذين نجحوا في فقدان الوزن مستويات أعلى من الجلوكوز في البلازما أثناء الصيام. أما بالنسبة للرجال الذين استخدموا السيماغلوتيد، فقد ارتبطت نسبة أكبر من الدهون في الجسم بنجاح فقدان الوزن بعد متابعة استمرت ستة أشهر. وعند دراسة استخدام سيماغلوتايد وليراغلوتايد تحديداً في تحليلات المجموعات الفرعية، حلل الباحثون بيانات متابعات الثلاثة أشهر والستة أشهر فقط. كما تمكنوا فقط من دراسة التعرض المتراكم لنوعين من مثبطات «جي إل بي-1»، وكان وصول المشاركين غير المصابين بداء السكري من النوع الثاني إلى مثبطات «جي إل بي-1» محدوداً، وربما أثر ذلك على نتائج الدراسة. أشارت سيلينا راينز، طبيبة تقويم العظام، المتخصصة في طب الأسرة وعضو الجمعية الأميركية لتقويم العظام، والتي لم تشارك في الدراسة، إلى القيود التالية لهذه الدراسة لموقع «ميديكال نيوز توداي»: «من المهم الإشارة إلى القيود، وتحديداً صغر حجم العينة، والعدد الأقل من المشاركين الذين واصلوا العلاج طوال فترة المتابعة التي استمرت 12 شهراً... لا تستكشف هذه الدراسة آثار التوقف عن العلاج، وهو جانب بالغ الأهمية؛ نظراً للأدلة التي تُظهر استعادة ملحوظة للوزن لدى العديد من الأفراد بعد إيقاف مثبطات «جي إل بي-1»، حتى مع الاستمرار في تعديل نمط الحياة. كما أنها لا تشمل دواء تيرزباتيد، الذي رغم أنه ليس مثبطاً للجلوكوكورتيكويد فقط، فإنه يُظهر حالياً بيانات واعدة أكثر لفقدان الوزن مقارنةً بدواء سيماغلوتيد في التجارب السريرية الحالية»، وأفادت أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لدراسة بعض جوانب الدراسة، مثل اختلافات فقدان الوزن لدى مرضى السكري مقارنةً بغيرهم. كما قد يكون من المفيد إجراء المزيد من البحث حول دور وظائف الكلى في كل شيء.


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- الشرق الأوسط
النظام الغذائي أم قلة التمارين... أيهما المتسبب الأكبر في السمنة؟
شككت دراسة جديدة في الاعتقاد السائد بأن قلة النشاط البدني هي السبب الرئيسي للسمنة، مشيرة إلى أن النظام الغذائي يلعب دوراً أكبر في هذا الشأن. وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد وجدت الدراسة، التي تناولت استهلاك الطاقة ومعدلات الأيض لأكثر من 4 آلاف رجل وامرأة من 34 دولة، إلى أن الخمول ليس السبب الرئيسي للسمنة، وأن سكان الدول المتقدمة، على الرغم من قلة حركتهم، يحرقون كميات مماثلة من السعرات الحرارية مقارنةً بسكان الدول الأقل نمواً ذات أنماط الحياة النشطة، مثل المزارعين والرعاة والصيادين وجامعي الثمار. وكتب الباحثون في دراستهم التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم: «رغم أن ممارسة التمارين الرياضية لا تزال ضرورية للصحة العامة، فإن نتائجنا تشير إلى أن جهود الصحة العامة لمكافحة السمنة ينبغي أن تركز في المقام الأول على تحسين النظام الغذائي، وخاصة فيما يتصل بالأطعمة فائقة المعالجة». ولفتوا إلى أن الدراسة تشير إلى أن «زيادة تناول الطاقة كانت أكثر أهمية بنحو 10 مرات من معدل حرق الطاقة في تفاقم أزمة السمنة الحديثة». ومن جهته، صرح هيرمان بونتزر، الباحث في مجال التمثيل الغذائي، والمؤلف الرئيسي للدراسة بأن هذه النتائج مهمة بشكل خاص لأنها تساعد مسؤولي الصحة على فهم أسباب السمنة بشكل أفضل، مما يؤدي إلى علاجات أكثر نجاحاً للمرضى. وأكد بونتزر أن هذا لا يعني أن ممارسة الرياضة غير مهمة لصحتنا العامة، وأوضح قائلاً: «نعلم أن ممارسة الرياضة ضرورية للصحة. وهذه الدراسة لا تغير ذلك. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أنه لمكافحة السمنة، يجب أن تركز جهود الصحة العامة على النظام الغذائي، وخاصة الأطعمة فائقة المعالجة». ومن جهته، قال باري بوبكين، الأستاذ في كلية جيلينغز للصحة العامة العالمية بجامعة نورث كارولينا وخبير السمنة، والذي لم يشارك في الدراسة: «تؤكد هذه النتائج ما كنت أقوله، وهو أن النظام الغذائي هو السبب الرئيسي في وباء السمنة الحالي». وأضاف: «هذه دراسة متقنة»، وهو ما اتفق عليه خبراء آخرون أيضاً.


الرجل
منذ 2 أيام
- الرجل
هل التمارين الرياضية وحدها كافية؟ دراسة جديدة تكشف دور النظام الغذائي في تفشي السمنة
رغم الاعتقاد السائد بأن نقص التمارين هو السبب الأبرز وراء تفشي السمنة، تشير نتائج بحث حديث نُشر في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences إلى أن النظام الغذائي المرتفع بالسعرات الحرارية يلعب دورًا أكبر بكثير من النشاط البدني في تفسير انتشار السمنة، خاصة في الدول الصناعية المتقدمة. واعتمد فريق الباحثين بقيادة "أماندا ماكغروسكي" Amanda McGrosky على تحليل بيانات أكثر من 4213 شخصًا من أعمار تتراوح بين 18 و60 عامًا، ينتمون إلى 34 مجتمعًا مختلفًا في ست قارات، شملت مجموعات من الصيادين، والرعاة، والمزارعين، والسكان في المجتمعات الحديثة، وقد سمح هذا التنوع الكبير في أساليب الحياة والأنظمة الغذائية بتكوين صورة شاملة عن العلاقة بين النشاط الغذائي والبدني ومستويات السمنة. الأطعمة المصنعة تزيد السمنة بسعرات لا يستهلكها الجسم أظهرت النتائج الأولية أن إجمالي الإنفاق الطاقي (TEE) والنشاط البدني (AEE) ومعدل الاستقلاب الأساسي (BEE) كانت أعلى في المجتمعات الصناعية مقارنة بالمجتمعات الأقل تطورًا، ما يوحي للوهلة الأولى بأن قلة الحركة ليست العامل الوحيد. لكن بعد ضبط البيانات بحسب العمر، والجنس، والحجم الجسدي، تبيّن أن معدل النشاط البدني الفعلي لا ينخفض مع التقدّم الاقتصادي، بل يبقى مرتفعًا نسبيًا. ووجد الباحثون أن الارتباط بين الإنفاق الطاقي والسمنة ضعيف، ولا يفسّر سوى 10% فقط من ارتفاع معدلات السمنة في الدول المتقدمة. في المقابل، أظهر التحليل أن تناول الأطعمة فائقة التصنيع (UPFs) – مثل اللحوم المصنعة والوجبات الجاهزة والكعك المُعلّب – مرتبط بشكل مباشر بزيادة نسبة الدهون في الجسم. ويشير الباحثون إلى أن هذه الأطعمة لا تُسهم فقط في رفع كمية السعرات، بل تتداخل في إشارات الشبع، وتؤثر على طريقة امتصاص الجسم للطاقة، مما يشجّع على الإفراط في الأكل. وكتبوا: "الطَعم المُغري، وكثافة السعرات، وتركيبة المغذيات، والمظهر العام للأطعمة فائقة التصنيع قد تعطل إشارات الامتلاء وتشجّع على الاستهلاك المفرط". ورغم أن النشاط البدني لا يُعد السبب الرئيسي للسمنة، إلا أن الباحثين يؤكدون على أهميته في دعم الصحة العامة والوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة النفسية. ويُختتم التقرير بالدعوة إلى إعادة تقييم دور النظام الغذائي المُعاصر، والتركيز على خفض استهلاك السعرات الحرارية من مصادر مُصنّعة، باعتبار ذلك خطوة حاسمة في مواجهة أزمة السمنة.