logo
فرنسا ستحظر التدخين في الشواطئ والحدائق وقرب المدارس

فرنسا ستحظر التدخين في الشواطئ والحدائق وقرب المدارس

BBC عربيةمنذ 3 أيام

قالت وزيرة الصحة الفرنسية، كاثرين فوتران، إن بلادها ستحظر التدخين في جميع الأماكن الخارجية التي يمكن أن يرتادها الأطفال.
وسيدخل قرار الحظر حيز التنفيذ في الأول من يوليو/تموز، وسيشمل الشواطئ والحدائق والمتنزهات العامة، ومحيط المدارس، ومحطات الحافلات، والأماكن الرياضية.
وقالت فوتران في مقابلة نشرتها صحيفة "ويست فرانس" اليومية، "يجب أن يختفي التبغ من الأماكن التي يوجد فيها أطفال".
وأضافت أن "حرية التدخين يجب أن تنتهي عندما تبدأ حرية الأطفال في تنفس هواء نقي".
لكن المناطق خارج المقاهي والحانات ستستثنى من قرار الحظر، وفق فوتران.
وأوضحت أن مخالفة القرار ستعرض مرتكبها لغرامة قدرها 135 يورو (قرابة 153 دولاراً أمريكياً).
وقالت إن الشرطة ستتولى إنفاذ قرار الحظر، لكنها أضافت أنها تؤمن بشدة بـ "الرقابة الذاتية".
هل حققت الدول التي تفرض حظرًا على التدخين أهدافها في الحد منه؟
مليون فرنسي يقلعون عن التدخين في عام واحد
ورغم أن السجائر الإلكترونية مستثناة من الحظر، قالت فوتران إنها تعمل على وضع حدود لكمية النيكوتين التي تحتوي عليها.
وبحسب المرصد الفرنسي للمخدرات والإدمان، فإن 23.1 بالمئة من سكان فرنسا يدخنون يومياً، وهي أدنى نسبة تُسجل على الإطلاق، وانخفاض يزيد على خمس نقاط مئوية منذ عام 2014.
وتقول اللجنة الوطنية الفرنسية لمكافحة التدخين إن أكثر من 75000 مدخن يموتون سنوياً بسبب أمراض مرتبطة بالتبغ، أي ما يعادل 13 بالمئة من إجمالي الوفيات.
والتدخين محظور في أماكن كالمطاعم والنوادي الليلية في فرنسا منذ عام 2008.
وكان من المقرر أن تدخل التدابير واسعة النطاق لحظر التدخين في الشواطئ والحدائق والأماكن العامة الأخرى حيز التنفيذ في عام 2024، لكن المرسوم اللازم لذلك لم يُعتمد.
ومع ذلك، حظرت أكثر من 1500 بلدية التدخين في الأماكن العامة طواعية، كما أن مئات الشواطئ في جميع أنحاء فرنسا أصبحت خالية من التدخين منذ سنوات عدة.
وأظهر تقرير حديث صادر عن جمعية السرطان الفرنسية أن نحو 80 بالمئة من الفرنسيين يؤيدون حظر التدخين في أماكن عامة مثل الغابات والشواطئ والحدائق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مداهمات إسرائيلية مستمرة في الضفة الغربية، والسفير الأمريكي ينتقد دعوة فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية
مداهمات إسرائيلية مستمرة في الضفة الغربية، والسفير الأمريكي ينتقد دعوة فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية

BBC عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • BBC عربية

مداهمات إسرائيلية مستمرة في الضفة الغربية، والسفير الأمريكي ينتقد دعوة فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية

قالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي نفّذ خلال ليل الأحد/الإثنين سلسلة مداهمات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها هجمات شنها مستوطنون ضد سكان وممتلكات فلسطينية، ما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار مادية. وأفادت المصادر بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت بلدة دورا جنوبي مدينة الخليل، وداهمت عشرات المنازل هناك، واعتقلت عدداً من الشبان الفلسطينيين، من بينهم سجناء سابقون. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن شاباً أُصيب بالرصاص في قرية برقا إلى الشرق من مدينة رام الله، مساء الأحد، خلال مواجهات أعقبت هجوماً نفذه مستوطنون على اثنين من أبناء القرية، تعرّضا للضرب المبرح، وتعرضت مركبتهما للتخريب. وأضافت المصادر أن إطلاق نار وقع عقب محاولة السكان التصدي للمستوطنين، ما أسفر عن إصابة شاب ثانٍ بجروح. وفي مدينة أريحا، أُصيب شاب فلسطيني بجروح وكدمات، بعد أن أوقفته قوة عسكرية إسرائيلية على أحد الحواجز عند مدخل المدينة، واعتدت عليه بالضرب، وفقاً لمصادر فلسطينية، إذ نُقل على إثر ذلك إلى المستشفى لتلقي العلاج. من جانب آخر، انتقد السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكابي، بشدة دعوة باريس للاعتراف بدولة فلسطينية، مقترحاً في تصريح ساخر أنه "إذا كانت فرنسا مصممة على ذلك، فلتقتطع جزءاً من الريفييرا الفرنسية وتُقيم دولة فلسطينية هناك". وتترأس فرنسا هذا الشهر، بالشراكة مع السعودية، مؤتمراً دولياً في الأمم المتحدة يهدف إلى إحياء مسار حل الدولتين، الذي تعارضه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أعلنت باريس أنها قد تعترف بدولة فلسطينية هذا العام. وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" السبت، وصف هاكابي المبادرة في الأمم المتحدة بأنها "غير مناسبة على الإطلاق في وقت تخوض فيه إسرائيل حرباً"، وقال: "السابع من أكتوبر/ تشرين أول بدّل الكثير من الأمور"، في إشارة إلى هجوم حماس على إسرائيل عام 2023، الذي اشتعلت فيه الحرب في غزة. وأضاف: "إذا كانت فرنسا مصممة على رؤية دولة فلسطينية، لدي اقتراح لها: اقتطعوا جزءاً من الريفييرا الفرنسية وأقيموا عليها دولة فلسطينية، هذا أمر مرحّب به لهم، لكن غير مرحّب بهم أن يفرضوا هذا النوع من الضغط على دولة ذات سيادة". وفي السياق نفسه، اتهمت إسرائيل الجمعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشن "حملة صليبية على الدولة اليهودية" بعد دعوته الدول الأوروبية إلى تشديد موقفها تجاه إسرائيل إذا لم تخفف من حصارها على قطاع غزة. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت في اليوم السابق أنها بصدد إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، فيما تعهّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ببناء "دولة يهودية إسرائيلية" في الضفة الغربية المحتلة. وتدين الأمم المتحدة هذه المستوطنات بانتظام باعتبارها غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتعدها عقبة رئيسية أمام حل الدولتين، لكن هاكابي، المدافع البارز عن إسرائيل، قال إنه "لا يوجد احتلال" في الأراضي الفلسطينية.

السودانيون في مواجهة الكوليرا والحرب
السودانيون في مواجهة الكوليرا والحرب

BBC عربية

timeمنذ 2 أيام

  • BBC عربية

السودانيون في مواجهة الكوليرا والحرب

يعيش السودان أوضاعاً صحية كارثية نتيجة لتفشّي وباء الكوليرا، مع دخول الحرب عامها الثالث. ويواجه السودانيون واقعاً مزرياً؛ إذ بجانب الكوليرا، تنتشر الملاريا وحُمّى الضنك، في ظل نظام صحيّ مُتداع. وما كاد كثير من السودانيين يعودون إلى الجيش بعد استعادة الجيش سيطرته على العاصمة الخرطوم، حتى بات هؤلاء يرغبون في المغادرة مجدداً خاصة بعد تفشي مرض الكوليرا في العاصمة وعدد من الولايات. وأعلنت وزارة الصحة السودانية انتشار المرض في كل من (شمال كردفان، وسنار، والجزيرة، والنيل الأبيض ونهر النيل). مشاعر أحمد، التي عادتْ إلى البلاد منذ ما يقارب الشهر، تعيش في محلية كرري بمدينة أمدرمان - التي تشهد أعلى معدلات الإصابة بالكوليرا وفقا لوزارة الصحة السودانية. وقالت مشاعر لبي بي سي إنها عادت بعد انتشار أخبار بتحسُّن الأوضاع في مدينتها وسيطرة الجيش على العاصمة، إلا أن الأوضاع سرعان ما ساءت جداً بسبب انقطاعات الكهرباء وانعدام المياه، وتفشِّ الكوليرا. وتوفي ثلاثة أشخاص متأثرين بالوباء في الحيّ الذي تقطن فيه مشاعر، بجانب تسجيل عدد من الإصابات. وتُعدّ مشاعر واحدة من أكثر من 134 ألف شخص عادوا إلى منازلهم التي دمرتها الحرب، وسط انعدام تام للخدمات. وإلى جانب "الانفتاح" في منطقتَي الصالحة جنوبي أمدرمان وجبل أولياء جنوبي الخرطوم، والتي سيطر عليها الجيش السوداني، تُعتبر عودة النازحين إلى ديارهم أحد أهم أسباب تفشّي المرض، بجانب عدم توفُّر طعام جيد ومياه شرب نظيفة، بحسب وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم. ووصفت منظمة أطباء بلا حدود المرض بالوباء، ويبدو أن السيطرة عليه أمر صعب؛ إذ تتطلب عودة الكهرباء المقطوعة للأسبوع الثالث على التوالي عن مدينة أمدرمان بفعل الهجمات المتكررة على محطات الكهرباء بالمُسيّرات من قبل قوات الدعم السريع -كما تقول الحكومة السودانية. وأدى ذلك إلى انقطاع مياه الشرب ولجوء المواطنين لشُرب المياه من مصادر غير آمنة، ما زاد وتيرة تفشّي المرض، خاصة في مدينة أمدرمان - حيث لجأ المواطنون لشراء مياه الشرب من الباعة المتجولين الذي يستخدمون عربات نقل بدائية تجرُّها الدواب. ويبلغ سعر برميل المياه ثلاثين ألف جنيه سوداني، أي ما يُقارب خمسة دولارات، حيث يجلبون المياه من نهر النيل، أو من آبار مفتوحة غير خاضعة للمعالجة ولا الرقابة. وتنتشر مقاطع فيديو لصفوف من المواطنيين وعربات "الكارو" الشعبية لشراء مياه شرب غير نظيفة من نهر النيل، فيما يقول وزير الصحة السوداني لبي بي سي إن المعالجة النهائية فيما يتعلق بتوفير مياه شرب نظيفة أمر صعب في المرحلة الأولى. وتعتمد حكومة ولاية الخرطوم على كلوَرة المياه (إضافة الكلور إلى الماء بنسب معينة)، كمعالجة أوّلية بالعمل مع المنظمات الأممية وأطباء بلا حدود. وتشرف منظمة أطباء بلا حدود على ثمانية مراكز للعزل، موزعة على العاصمة تقول إنها ممتلئة بالمصابين. وتبلغ سعة مراكز العزل التابعة لأطباء بلا حدود في مدينة أمدرمان فقط حوالي 300 سرير، بحسب محمد نديم أحد المسؤولين بالمنظمة بينهم (مركز عزل مستشفى النو، والذي تم إخلاؤه قبل يومين، ومركز عزل الجزيرة اسلانج، ومستشفى أمدرمان). ويقول صحفيون زاروا مراكز عزل إنها تشهد تكدّسا وتوافدا لمصابين يفوق سعة المراكز على مدار الساعة. ومن جهتها، أعربت وزارة الصحة السودانية عن قلقها إزاء تدهور الأوضاع الصحية جرّاء انتشار الوباء بالبلاد؛ إذ تمّ تسجيل 2,729 إصابة بالكوليرا خلال أسبوع واحد و 172 حالة وفاة، مع تركُّز نحو 90 في المئة من الإصابات الجديدة في ولاية الخرطوم، خاصة في محليات كرري، وأم درمان وأمبدة، بحسب آخر إحصائيات رسمية. وانتشر المرض في ولاية سنار، ووفقاً لإبراهيم العوض أحمد وزير الصحة بالولاية الذي تحدث لبي بي سي، فإن الولاية سجّلت 51 إصابة بالكوليرا وخمس وفيات مع تعافي 14 حالة، وقال العوض إن عدد الحالات الموجودة في مركزَي عزل مستشفى سنار وسنجة بلغ 32 حالة. وتُعدّ حركة المواطنين بين ولايتَي الجزيرة وسِنار أحد أسباب انتشار المرض بالولاية، بجانب استخدام المواطنين مياه الشرب من النيل مباشرة دون معالجتها. وتتخوّف لجان مقاومة وَد مدني من انتشار الكوليرا، بعد تسجيل عدة حالات بالمدينة الواقعة وسط السودان وثاني أكبر المدن كثافة سكانية بعد الخرطوم. يشار إلى أن لجان مقاومة وَد مدني، هي لجان أهلية نشطت في احتجاجات ديسمبر 2018 التي أدت إلى إسقاط نظام عمر البشير، وتقوم الآن بأدوار خدمية. وتقول هذه اللجان إن المدينة ورثت نظاماً صحيا منهاراً نتيجة الحرب التي ضربت البنى التحتية للولاية فيما تشهد مستشفى ود مدني نقصا حاداً في الكوادر الطبية وسط نقص للدواء وتدهور في بيئة المستشفى. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا المسجّلة في السودان بلغ نحو 60 ألف حالة، منذ بداية تفشي المرض في البلاد، وسط تحذيرات من تدهور الأوضاع الصحية؛ بسبب النزاع المستمر وانهيار البنية التحتية. وقالت "اليونسيف" إن أكثر من مليون طفل معرّضين للخطر في السودان؛ بسبب انتشار الكوليرا حيث أُبْلِغ عن أكثر من 7,700 حالة إصابة بالكوليرا منذ بداية العام الجاري في الخرطوم من بينها ألف حالة إصابة لأطفال دون سِن الخامسة. وقالت ميرا ناصر مديرة الإعلام والاتصال باليونسيف أن محليتَي جبل أولياء والخرطوم هما الأكثر تضرراً كما تواجهان خطر المجاعة، مع وجود عشرات الآلاف من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد. وتقول المنظمة التي تعاني ضعف التمويل إن حالات الإصابة اليومية بالكوليرا قد تضاعفت تسع مرات خلال عشرة أيام فقط، ما يُنذِر بالخطر. وتحتاج المنظمة الأممية المعنيّة بالطفولة إلى دعم كبير من المجتمع الدولي والممولين للحدّ من تفشّي الكوليرا بشكل أكبر لإنقاذ الأرواح. ومع تمدُّد رقعة الحرب، واستمرار الهجمات على البنى التحتية، والنقص الحادّ في الغذاء وخروج أكثر من 80 في المئة من المستشفيات والمؤسسات المعنيّة بتقديم العلاج من العمل - يُحذّر محمد سيد أحمد المتحدث باسم نقابة الأطباء السودانيين من خروج الوباء عن السيطرة، في حال عدم تدخُّل المنظمات الدولية والأممية. فيما تتوقع وزارة الصحة السودانية انحسار الإصابات خلال الأسابيع القادمة.

تعرف على القديسة المراهقة التي قادت جيوش فرنسا وألهمت الحركات السياسية والنسائية
تعرف على القديسة المراهقة التي قادت جيوش فرنسا وألهمت الحركات السياسية والنسائية

BBC عربية

timeمنذ 3 أيام

  • BBC عربية

تعرف على القديسة المراهقة التي قادت جيوش فرنسا وألهمت الحركات السياسية والنسائية

في مثل هذا اليوم 30 مايو/ آيار من عام 1431 أعدم الإنجليز حرقاً جان دارك، بعد أن اتُهمت ب"الهرطقة" وعمرها 19 عاماً فقط، وقادت الشابة الفرنسية المقاومة ضد الإنجليز خلال حرب المائة عام بين فرنسا وإنجلترا. وتُعد جان دارك، المعروفة أيضاً باسم "عذراء أورليان"، واحدة من أكثر الشخصيات شهرة في التاريخ العالمي، إذ زعمت فتاة مراهقة من عامة الشعب أنها تلقت إرشادات إلهية ثم قادت جيوشاً إلى النصر ثم أُعدمت حرقاً، وهو الأمر الذي أسر خيال الأجيال على مر العصور. وتُعتبر جان دارك شهيدة وقديسة، ولا تزال حياتها تلهم الأعمال الفنية والأدبية والحركات السياسية. البدايات وحرب المئة عام تقول دائرة المعارف البريطانية، إن جان دارك وُلدت في حوالي عام 1412 في قرية دومريمي الواقعة في شمال شرق فرنسا، على حدود دوقيتي بار ولورين، لأب مزارع يستأجر الأرض التي يفلحها، وتميزت منذ طفولتها بإيمانها العميق وقوة إرادتها، الأمر الذي جعلها مختلفة عن باقي الفتيات في قريتها، ورغم أنها كانت أمية، فإنها تمتعت بذاكرة قوية وبلاغة لافتة. وقد نشأت جان وسط أهوال حرب المئة عام، وهي نزاع طويل الأمد بين المملكتين الفرنسية والإنجليزية بسبب الخلاف حول من يملك الحق في العرش الفرنسي. فقد نصّت معاهدة تروا عام 1420 على حرمان شارل (لاحقًا شارل السابع) ، ابن ووريث ملك فالوا شارل السادس، من العرش لصالح ملك لانكستر الإنجليزي هنري السادس، وهو طفل حينها، فيما تحالفت دوقية بورغندي القوية مع الإنجليز. وكانت المعنويات في فرنسا في أدنى مستوياتها في ذلك الوقت حيث شكك كثيرون في شرعية شارل، كما كانت البلاد غارقة في الفقر والمجاعة والمرض والفوضى، فيما كانت باريس ومناطق واسعة من شمال فرنسا تحت سيطرة الإنجليز. وزاد من الوضع سوءاً بالنسبة لشارل أنه لم يُتوج حتى نهاية عام 1427 أي بعد 5 سنوات من وفاة والده، وكانت مدينة ريمس، المكان التقليدي لتنصيب ملوك فرنسا، تقع ضمن الأراضي التي يسيطر عليها أعداؤه. النصر في أورليان وفي سن الـ 13، بدأت جان ترى رؤى وصفتها لاحقاً بأنها رسائل من السماء، وذكرت أن القديس ميخائيل، والقديسة كاترين من الإسكندرية، والقديسة مارغريت من أنطاكية ظهروا لها وأمروها بمساندة ولي العهد الفرنسي شارل، ومساعدته في طرد الإنجليز من من مملكة فالوا الفرنسية، وأصبحت هذه الرؤى جوهر رسالتها ومصدر قناعتها العميقة. وكانت قرية جان، دومريمي، تقع على الحدود بين فرنسا الأنجلو-بورغندية ومملكة فالوا الفرنسية. وكان سكان القرية قد اضطروا بالفعل إلى هجر منازلهم أمام تهديدات البورغند. وبتوجيه من أصوات قديسيها، سافرت جان في مايو/ آيار من عام 1428، من دومريمي إلى فوكولور، أقرب معقل لا يزال موالياً لشارل، حيث طلبت من قائد الحامية روبرت دي بودريكورت مساعدتها لترتيب لقاء مع شارل. ولم يأخذ دي بودريكورت الفتاة البالغة من العمر حينئذ 16 عاماً ورؤاها على محمل الجد، فعادت أدراجها، لكنها رجعت إلى فوكولور مرة أخرى في يناير/ كانون الثاني من عام 1429. وهذه المرة، أكسبها ثباتها الهادئ وتقواها، احترام الناس، وسمح لها القائد بودريكورت، مقتنعاً بأنها ليست ساحرة وليس لديها مشاكل عقلية، بالذهاب إلى شارل في شينون، فغادرت فوكولور حوالي 13 فبراير/ شباط، مرتدية ملابس رجال، وبرفقتها 6 رجال مسلحين، وعبرت أراض يسيطر عليها العدو، وسافرت لمدة 11 يوماً، حتى وصلت شينون. وتوجهت جان فوراً إلى قلعة شارل، الذي كان متردداً في البداية في استقبالها حيث قدّم له مستشاروه نصائح متضاربة، لكنه بعد يومين سمح لها بمقابلته. وفي لقائها الأول به، قيل إنها استطاعت التعرف عليه رغم أنه كان متنكراً بين الحاضرين، وهو ما أثار دهشة الجميع، وأخبرته أنها ترغب في خوض الحرب ضد الإنجليز، وأنها ستقوم بتتويجه في ريمس. وبعد سلسلة من التحقيقات اللاهوتية في بواتييه للتأكد من أنها ليست مهرطقة، أُعلن أنها سليمة العقيدة وجديرة بالثقة. وفي أبريل/ نيسان من عام 1429، حصلت على الموافقة لقيادة جيش لإنقاذ مدينة أورليان، ورغم افتقارها للتدريب العسكري، فإن شجاعتها وخطاباتها النارية لعبت دوراً كبيراً في تحفيز الجنود. وتم حشد قوات فرنسية قوامها عدة مئات من الرجال في بلوا، وفي 27 أبريل/نيسان من عام 1429، انطلقت نحو أورليان. وكانت المدينة، المحاصرة منذ 12 أكتوبر/تشرين الأول 1428، محاطة بشكل شبه كامل بقوات الإنجليز. ومساء 4 مايو/ آيار، بينما كانت جان تستريح، نهضت فجأة، وأعلنت أنها يجب أن تذهب لمهاجمة الإنجليز على الفور، واندلع القتال الذي استمر ثلاثة أيام وانتهى بهزيمة الإنجليز وانسحابهم، وشكل هذا النصر نقطة تحول كبيرة في الحرب، ورفع من معنويات الفرنسيين. وغادرت جان أورليان في 9 مايو/ آيار، والتقت بشارل في تور حيث حثته على الإسراع بالتوجه إلى ريمس ليُتوج، ورغم تردده لأن بعض مستشاريه الأكثر حكمة نصحوه بغزو نورماندي، إلا أن إلحاح جان حسم الأمر في النهاية. وخلال المسير نحو ريمس، فتحت المدن أبوابها للجيش الواحدة تلو الأخرى. وفي 16 يوليو/ تموز، وصل الجيش الفرنسي إلى ريمس، التي فتحت أبوابها، وفي 17 يوليو/ تموز من عام 1429، تُوّج شارل ملكاً في كاتدرائية ريمس بحضور جان، التي وُصفت آنذاك بأنها بطلة الأمة الفرنسية. وكانت هذه لحظة تحقيق النبوءة بالنسبة لجان، وفي اليوم نفسه، كتبت إلى دوق بورغندي، تُناشده فيها إحلال السلام مع الملك. الأسر والمحاكمة والإعدام استمرت المعارك بين الفرنسيين والإنجليز، وفي عام 1430، أثناء مشاركتها في الدفاع عن مدينة كومبيين ضد قوات بورغوندية موالية للإنجليز، أُسرت جان وسُلمت إلى دوق بورغوندي، الذي بدوره سلمها للإنجليز الذين رأوا فيها تهديداً سياسياً ودينياً، وقرروا محاكمتها بتهمة الهرطقة بدلاً من معاملتها كأسيرة حرب. ونُقلت إلى روان حيث جرت محاكمتها تحت إشراف الأسقف بيير كوشون، أحد المؤيدين لبورغوندي، واستمرت المحاكمة عدة أشهر، وخضعت جان لاستجوابات مرهقة من قبل رجال دين موالين للإنجليز. ورغم صغر سنها، أظهرت جان ثباتاً وقوة شخصية أثناء المحاكمة، وتدل سجلات المحكمة على قدرتها اللافتة على التفكير السريع والدفاع عن نفسها، وكانت التهم تشمل ارتداء ملابس الرجال، وادعاء تلقي وحي من الرب، وممارسة السلطة الدينية بشكل غير مشروع. وفي 30 مايو/ آيار من عام 1431، أُدينت جان بتهمة الهرطقة وأُحرقت حيّة في ساحة بمدينة روان وهي في الـ 19 من عمرها، وروى الشهود أنها واجهت الموت بشجاعة، وقد جُمع رمادها وأُلقي في نهر السين. القداسة والإرث وأثارت وفاتها صدمة واسعة، وبعد سنوات بدأت تظهر دعوات لإعادة الاعتبار لها. وفي عام 1456، أمر الملك شارل السابع بإعادة فتح القضية، وتمت محاكمة جديدة انتهت بإعلان براءتها واعتبارها شهيدة. وخلال القرون التالية، ارتفعت مكانة جان دارك، ففي عام 1803، أعلن نابليون بونابرت أنها رمز وطني لفرنسا، وجرى تطويبها في الكنيسة الكاثوليكية عام 1909، وتم إعلان قداستها في عام 1920، وتُعد اليوم إحدى شفيعات فرنسا، ويُحتفل بذكراها سنويًا في 30 مايو/ آيار من كل عام. وقد استخدمتها الحكومات الفرنسية لتعزيز الروح المعنوية سواء في الحرب العالمية الأولى أو الثانية، وتبنتها تيارات سياسية متباينة من الملكيين والجمهوريين إلى اليمين المتطرف واليسار، وكلٌ وفقاً لرؤيته. وفي الأدب والفنون، كانت مصدر إلهام لكبار الكُتّاب مثل شكسبير وفولتير ومارك توين، الذي كتب عنها بإعجاب بالغ في روايته "مذكرات جان دارك الشخصية"، أما جورج برنارد شو، فقد قدمها كرمز مأساوي يواجه قوة المؤسسات باسم الضمير الفردي. وتُعتبر جان دارك من الناحية السياسية رمزاً للمقاومة الشعبية، ودليلاً على أن الشجاعة الفردية قادرة على تغيير مجرى التاريخ، وهي بالنسبة للعديد من الفرنسيين تُجسد أيقونة للوطنية النقية. ورغم أنها لم تقدم نفسها كمدافعة عن حقوق النساء، فإن جان دارك تُعد اليوم من رموز القوة النسائية، فقد تحدت الأعراف الاجتماعية، وارتدت زي الرجال، وقادت جيوشاً، وتحدثت باسم الرب إلى ملوك وقساوسة، لقد أدت شجاعتها واستقلاليتها إلى جعلها مصدر إلهام للنساء في مختلف العصور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store