logo
انتخابات العراق 2025: انسحابات وتراجع الاهتمام الشعبي

انتخابات العراق 2025: انسحابات وتراجع الاهتمام الشعبي

العربي الجديدمنذ 3 أيام
لا يشهد حراك انتخابات العراق السياسي المقررة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ولا الاستعدادات الحزبية لها، أي تفاعل شعبي، بل إن العراقيين يتابعون أخباراً أبعد ما تكون عن حدود بلادهم، فهم مهتمون بشأن قطاع غزة وحرب الإبادة على المدنيين هناك، المستمرة منذ 21 شهراً. كذلك يتابع العراقيون أخبار الملف الإيراني بعد العدوان الإسرائيلي الأميركي الأخير، بل زاد من إهمالهم لمواكبة تقدم الأحزاب في الترغيب في المشاركة في انتخابات العراق بعد تأكيد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عدم مشاركة فيها، وكذلك زعيم "ائتلاف النصر" بزعامة حيدر العبادي، وبعض الكيانات المدنية.
الصدر يقاطع انتخابات العراق
وجدّد الصدر إعلانه عدم المشاركة في انتخابات العراق، لكنه أخيراً تحدث عن "المقاطعة"، وهي إشارة غير مباشرة إلى دعم القوى السياسية المدنية التي ترفع هذا الشعار، وتحدثت كثيراً عن مقاطعة الانتخابات والذهاب نحو مقاطعة العملية السياسية وما يصدر عن النظام الحاكم بشكلٍ كامل، في حالة معارضة داخلية سلمية تظهر ملامحها لأول مرة منذ الاحتلال الأميركي عام 2003. وذكر الصدر في تدوينة نشرها على منصة إكس: "ليكن في علم الجميع، ما دام الفساد موجوداً فلن أشارك في أي عملية انتخابية عرجاء، لا همّ لها إلا المصالح الطائفية والحزبية البعيدة كل البعد عن معاناة الشعب، وعما يدور في المنطقة من كوارث كان سببها الرئيس زجّ العراق وشعبه في محارق لا ناقة له بها ولا جمل". وأضاف: "ما زلت أعوّل على طاعة القواعد الشعبية في
التيار الوطني الشيعي
(الاسم الرسمي للتيار الصدري)، وكما أمرتهم بالتصويت، فاليوم أنهاهم أجمع عن التصويت والترشيح، ففيه إعانة على الإثم... والحق لن يُقام ولا يُدفع الباطل إلا بتسليم السلاح المنفلت إلى الدولة، وحل المليشيات وتقوية الجيش".
محمد عنوز: الانسحاب من المشاركة في الانتخابات يؤسس لفكرة أنها أداة غير موثوقة لإجراء التغيير
أما رئيس الحكومة الأسبق حيدر العبادي فقد أعلن مقاطعته للانتخابات، ثم دعا إلى "إصلاح النظام الانتخابي" في العراق، مشيراً في بيان إلى أن "النظام الانتخابي يجب أن يمنع الفاسدين من المشاركة، وأن التحديات التي تواجه الدولة، وخصوصاً في هذه اللحظة التاريخية، توجب توسيع القاعدة السياسية للنظام، وإشراك الجميع، مع ضرورة صيانة العملية الانتخابية من الفاسدين والمتلاعبين". وشدّد على أن "تجاوز الانهيارات لأي دولة يتمثل بالوحدة الداخلية السياسية والمجتمعية، وفق حفظ مصالح الشعب وكيان الدولة، وأن عدم الترشح بناءً على رؤية إصلاحية وطنية يختلف جذرياً عن عدم تمكين الآخرين من المشارَكة في الانتخابات لأسباب مصلحية".
ويُشكك مراقبون وأعضاء من الأحزاب والبرلمان في احتمالات حدوث عمليات تزوير واستيلاء على الأصوات في انتخابات العراق، فضلاً عن
شراء البطاقات الانتخابية
والأصوات، لكن مفوضية الانتخابات في العراق، تواصل نشر البيانات لتأكيد اتخاذها إجراءات قانونية تجاه من يخرق أو يهدد سلامة العملية الانتخابية. مع ذلك، فإن هذا الحديث لا يقنع غالبية النشطاء في البلاد، معتبرين أن مفوضية الانتخابات خضعت للتأثيرات السياسية والحزبية، وقد يتكرر هذا السيناريو في الانتخابات المقبلة. وأشارت المفوضية في بيان صادر في 29 يونيو/حزيران الماضي، إلى أن "عملية بيع أو شراء بطاقات الناخبين البيومترية أو الشروع بهذا الفعل واستغلال موارد الدولة لأغراض انتخابية، هي من الجرائم الانتخابية التي يعاقب عليها القانون سواء كان المخالف ناخباً، أو مرشحاً، أو تحالفاً، أو حزباً سياسياً". وأوضحت أنها "ستتخذ عقوبات رادعة أخرى قد تصل إلى استبعاد المرشحين المخالفين وإلغاء التصديق عن التحالفات والأحزاب السياسية المخالفة".
تقارير عربية
التحديثات الحية
انتهاء فترة الترشح للانتخابات البرلمانية في العراق: استبعادات مرتقبة
الانتخابات "كرنفال مفضوح"
في السياق، قال عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي، محمد عنوز، إن "الانسحاب من المشاركة في الانتخابات، سواء عبر الأحزاب والكيانات والمنظمات وحتى الأفراد، يؤسس لفكرة أن الانتخابات أداة غير موثوقة لإجراء التغيير في البلاد، بالتالي فإن هذا الأمر يعزز قيمة عدم المشاركة في الانتخابات من المشاركة فيها"، مضيفاً في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "الأحزاب السياسية التي أمسكت بالسلطة وأساءت استخدامها مسؤولة عن تحويل انتخابات العراق إلى كرنفال مفضوح يحكمه المال ويتلاعب في نتائجه، لكن لا تزال أمامنا فرصة، خصوصاً مع مشاركة بعض الأحزاب التي تحظى بشعبية جيدة بين أوساط المدنيين والطامحين إلى التغيير".
من جانبه، اعتبر الناشط في حزب الدعوة الإسلامية، فاضل السلامي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "جميع قادة الأحزاب العراقية يستشعرون مخاطر عدم المشاركة في انتخابات العراق وما يسفر عنه من مشكلات تجاه المجتمع الدولي، الذي بات ينظر إلى الحكومات العراقية الأخيرة على أنها فاقدة صفة التمثيل الشعبي الكامل، لذلك أذكت بعض هذه الأحزاب
الخطاب الطائفي
مجدداً، لتأجيج الشارع العراقي ودفعه نحو المشاركة الانتقامية في الانتخابات، لكن حتى مع هذه الحملات، إلا أن الاهتمام الشعبي بالانتخابات متراجع جداً". وخلال الشهرين الماضيين، تصاعد الخطاب الطائفي في الحملات الدعائية لأحزاب السلطة في العراق، لتزداد المخاوف من تأثيراته وانعكاساته المجتمعية، لكن الأحزاب تواصل اندفاعها إلى الشحن الطائفي أداةً مجانية في محاولة للتأثير بالناخبين الذين تثبت مراكز بحثية واستطلاعات أنهم لا ينوون المشاركة لشعورهم باليأس من الحالة السياسية غير المتجددة.
علي الحجيمي: الأحزاب شوهت فكرة الانتخابات وتنافست على شراء المرشحين والأصوات
والأسبوع الماضي، طالب تحالف سياسي يضمّ عدداً من القوى المسيحية في العراق بـ"إنهاء" وجود المليشيات والجماعات المسلحة في المناطق ذات الأكثرية المسيحية بمحافظة نينوى، شمالي البلاد، قبل إجراء الانتخابات. وذكر في بيان أن ذلك يأتي لـ"ضمان عملية انتخابية نزيهة بعيداً عن التلاعب والترهيب للناخبين بالسلاح"، وهذه هي الدعوة الثانية من نوعها، إذ كانت قوى مسيحية عراقية عدّة قد وجهت، في مارس/آذار الماضي، دعوة مماثلة بعد اتفاقها على خوض الانتخابات التشريعية المقبلة في البلاد، بقائمة واحدة تشمل كل الدوائر الانتخابية بالمحافظات المختلفة.
تشويه فكرة الانتخابات
من جهته، لفت الناشط العراقي علي الحجيمي، إلى أن "الأحزاب شوهت فكرة الانتخابات المبنية على أسس البرامج والتنافسية لخدمة المواطن العراقي، وتنافست على شراء المرشحين وأصوات المواطنين"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "الأحزاب ومفوضية الانتخابات ستتعمد إعلان نسبة مشاركة عالية بعد إجراء الانتخابات المقبلة، لكنها لن تكون إلا كذبة ضمن آلاف الأكاذيب السياسية والحزبية على الشعب العراقي الذي يرفض المشاركة في الانتخابات، مع مواصلة مقاطعة بعض الأحزاب لها".
وشهد العراق بعد
الغزو الأميركي في عام 2003
الغزو الأميركي للعراق 19 مارس 2003
الغزو الأميركي للعراق بدأ في 19 آذار/ مارس 2003 (جواً) و20 مارس 2003 (براً)، بمشاركة قوّات بريطانية وأسترالية وبولندية إلى جانب القوّة الأميركية الأساسية، قبل أن تنضم قوّات 36 دولة أخرى في فترات لاحقة.
، خمس عمليات انتخابية، أولاها في 2005 (قبلها أجريت انتخابات الجمعية الوطنية التي دام عملها أقلّ من عام)، فيما كانت الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، واعتُمد قانون الدائرة الواحدة لكل محافظة في النسخ الأربع الأولى. والانتخابات الأخيرة في عام 2021 أُجريت وفق الدوائر المتعدّدة، بعد ضغط قوي من الشارع والتيار الصدري لإجراء هذا التعديل الذي كان يعارضه "الإطار التنسيقي". وفي مارس 2023، صوّت البرلمان على التعديل الثالث لقانون الانتخابات البرلمانية العراقية الذي أعاد اعتماد نظام الدائرة الواحدة لكل محافظة.
تقارير عربية
التحديثات الحية
حملات الانتخابات البرلمانية في العراق تتراجع وسط الاهتمام بالحرب
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خلاف ماسك وترامب: لمَن تكون الزعامة الرقمية؟
خلاف ماسك وترامب: لمَن تكون الزعامة الرقمية؟

العربي الجديد

timeمنذ 11 ساعات

  • العربي الجديد

خلاف ماسك وترامب: لمَن تكون الزعامة الرقمية؟

الخلاف الحاد بين رئيس الولايات المتحدة و الرجل الأغنى في العالم تدور رحاه على منصات التواصل الاجتماعي حيث يتابعه المستخدمون لحظة بلحظة. وهو أحدث مثال، وربما الأبرز، على تحول منصة إكس إلى منبر شخصي لمالكها إيلون ماسك مقابل "تروث سوشال" المملوكة لدونالد ترامب. من وحي الخلاف بين الرجلين، أُطلق عدد لا يحصى من الرسوم الساخرة (memes) والآراء الحادة والتكهنات، وأغرقت "إكس" برمز الفشار، تعبيراً عن حماسة المستخدمين وفرحة بعضهم بعودة المنصة إلى سابق عهدها، حين كانت لا تزال تسمى "تويتر". وعلى الرغم من عدم وضوح ما إذا كان هذا الخلاف سيؤثر بشكل دائم على حجم جمهور "إكس" أو على أعمال الإعلانات على المنصة، أعاد مالكها نشر رسم ساخر، مساء الخميس الماضي، يُشير إلى أن الخلاف، أقله في الوقت الحالي، ساعد في جذب المستخدمين النشطين. وساندت الرئيسة التنفيذية لـ"إكس"، ليندا ياكارينو، هذا الرأي بتغريدة. وعلى ضوء ذلك، أشارت مديرة معهد سياسات التكنولوجيا في جامعة كورنيل، سارة كريبس، إلى أن "إكس" تعمل على أنه "منصة تتمحور حول الشخصيات، ويمكن أن تُغذّي الصراعات البارزة التي يخوضها ماسك والتفاعل، على الأقل على المدى القصير". وأضافت كريبس متحدثة لوكالة أسوشييتد برس الاثنين: "تبنّت المنصة الاستعراض استراتيجية للنمو، وغالباً ما يكون الجدل وسيلة فعالة لجذب الزوار". وبالنسبة لأعمال "إكس" الإعلانية، قالت المحللة في "إي ماركيتر"، ياسمين إنبرغ، إنها تشكّ في أن الخلاف سيكون له تأثير مادي ملموس. وأضافت متحدثة لـ"أسوشييتد برس": "المعلِنون الذين كانوا ينفقون مبالغ صغيرة على المنصة بسبب قرب ماسك من ترامب قد يعيدون النظر في التزاماتهم. في الوقت نفسه، فإن الانفصال بين ماسك وترامب لم يُلغِ التهديد بإجراءات قانونية أو تبعات تجارية، خاصة في ظل تحقيق لجنة التجارة الفيدرالية حول مزاعم بمقاطعة إعلانية، ما يبقي لدى بعض العلامات التجارية دوافع للبقاء على المنصة". وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مصادر لم تُسمّها، تُحقق لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية فيما إذا كانت نحو 12 جهة إعلانية وترويجية قد انتهكت قانون مكافحة الاحتكار من خلال تنسيق حملات مقاطعة بين المعلنين الذين لا يرغبون في ظهور علاماتهم التجارية إلى جانب محتوى يحضّ على الكراهية أو يُعتبر مسيئاً. في المقابل، نشر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تعليقاته حول الخلاف عبر منصته الشخصية تروث سوشال، حيث وجّه الخميس ثلاث رسائل مباشرة إلى ماسك. لكن جمهور "تروث سوشال" لا يُقارن بجمهور "إكس"، ولا يرى خبراء الإعلام الرقمي في هذه المرحلة أن المنصة قادرة على سحب قاعدة مستخدمي الأخيرة نتيجة لهذا الخلاف. يُذكر أن ترامب حُظر من "تويتر" عام 2021 بعد أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني من ذلك العام، ولم يعد إلى المنصة إلا بعد أكثر من عامين ونصف، عندما أعاد ماسك تفعيل حسابه. على "إكس"، لدى ترامب نحو 106 ملايين متابع، مقارنة بأقل من 10 ملايين على "تروث سوشال". أما ماسك فيتابعه 220 مليون شخص على "إكس". وعلقت سارة كريبس: "إنها منصة نخبوية ذات وصول محدود خارج القاعدة الأساسية لترامب". وأضافت: "مع ذلك، إذا قرر ترامب الانخراط الكامل في تروث سوشال والتخلي تماماً عن إكس، فقد يؤدي ذلك إلى تشرذم جمهور اليمين إلى حد ما. لكن ما لم تحدث هجرة جماعية كبيرة للمستخدمين، فإن إكس ستبقى مهيمنة على الخطاب السياسي". لم يُلمّح ترامب إلى نيته مغادرة "إكس"، كما لم يُصرّح ماسك بأنه يفكّر في حظره، إلا أن الرئيس الأميركي لم ينشر أي شيء على المنصة منذ الثالث من يونيو/حزيران، رغم أن الحساب الرسمي للبيت الأبيض واصل نشر التحديثات. ارتفاع في استخدام "إكس" و"تروث سوشال" وبحسب شركة سينسور تاور المتخصصة في تحليلات تطبيقات الهواتف المحمولة، شهد استخدام "إكس" و"تروث سوشال" ارتفاعاً حاداً الخميس، مع تصاعد الخلاف بين ماسك وترامب على منصّتيهما. ارتفع عدد المستخدمين النشطين في "إكس" داخل الولايات المتحدة بنسبة 54% بين الساعة الثانية والسادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي، بينما سجّلت "تروث سوشال" زيادة بمقدار خمسة أضعاف. وبشكل عام، تُقدّر "سينسور تاور" أن جمهور "إكس" يفوق جمهور "تروث سوشال" بنحو مائة مرة. أما "بلوسكاي"، المنصة التي شهدت صعوداً بعد نزوح المستخدمين الغاضبين من سياسات ماسك إليها، فحظيت بحصتها من التفاعل حول هذا الخلاف؛ تابع المستخدمون التنابز بين ماسك وترامب، ونشروا لقطات مأخوذة من "إكس" و"تروث سوشال". ومع ذلك، من غير المرجح أن تجذب "بلوسكاي" جمهور ترامب المتشدد. ورأت سارة كريبس أنه "من المبكر قياس أي تحولات طويلة الأمد في سلوك المستخدمين، لكن جمهور السياسة على منصة إكس أظهر في العادة قدرة على الصمود حتى في وجه الجدل". وأضافت: "من غير المرجح أن يتخلى أنصار ترامب عن المنصة جماعياً، إلا إذا استمر التوتر أو حدث تغيير ملموس في سياسة الإشراف على المحتوى. في الوقت الحالي، يبدو ما يحدث أقرب إلى صدام شخصي منه إلى انقسام أيديولوجي، لذا فإن الحديث عن هجرة المستخدمين لا يزال في إطار التكهنات". انقلاب ماسك على ترامب و"إكس" بينهما طوال ما يقرب من عام، سخّر إيلون ماسك كامل قوة "إكس"، التي تبلغ قيمتها 45 مليار دولار، لدعم الحظوظ السياسية لدونالد ترامب وسعيه نحو ولاية رئاسية ثانية. فبعد أقل من ساعة من نجاة ترامب من محاولة اغتيال في يوليو/تموز 2024، أعلن ماسك دعمه له في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واعتمد لصورته الشخصية على المنصة واحدة ارتدى فيها قبعة عليها شعار حملة ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، وأدار فعالية صوتية حية استمرت لساعات على "إكس" مع ترامب. كما نشر صوراً مزيفة مولدة بالذكاء الاصطناعي للمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس، مرتدية زياً عليه شعار الشيوعية. وفي أكثر من مناسبة، تعرضت حسابات مؤيدة لهاريس إلى تقييد مؤقت أو تعليق، مما دفع بعض الديمقراطيين للادعاء بحدوث تلاعب. وفي فبراير/شباط الماضي، وبناءً على طلب ترامب، اجتاحت "إدارة الكفاءة الحكومية" بقيادة ماسك واشنطن، وتحولت "إكس" إلى مركز قيادة رقمي للإدارة الجديدة. استخدم ماسك المنصة لتضخيم مزاعم الهدر والفساد، بعضها من دون أي دليل، في الوكالات والبرامج التي استهدفها برنامجه. كما استفزّ منتقديه بنشر صور ساخرة لنفسه تصوره على أنه "العراب"، واستطلع رأي متابعيه حول البرامج التي يجب أن يستهدفها ضمن مهامه. لكن ذلك تغير منذ الخميس، حين قال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي إن علاقته "العظيمة" مع ماسك قد تكون منتهية. على مدار الساعات التالية، اتهم ماسك ترامب وقادة جمهوريين آخرين بالخيانة وتخلّيهم عن مبادئهم، وأعاد نشر انتقادات موجهة لهم من حسابات أخرى معبراً عن موافقته عليها. كما استطلع آراء متابعيه بشأن نيته تأسيس حزب سياسي الجمعة، قبل إعلانه السبت تأسيس "حزب أميركا" الذي نعته ترامب بـ"السخافة". وفي هذا الانقلاب، استخدم ماسك أساليب مألوفة من معاركه السابقة على المنصة؛ أعاد نشر تغريدات قديمة لترامب ليشير إلى تناقضه، وروّج لمنشورات من مستخدمين آخرين ينتقدونه. كما اتهم ترامب بـ"الكذب الواضح" بشأن سبب الخلاف بينهما، وهاجمه بسبب "نكران الجميل" لدعمه السياسي، مدّعياً أنه "لولاه، لكان ترامب خسر الانتخابات". كما لجأ إلى أسلوب اعتاد على استخدامه ضد من يختلف معهم: التلميح بوجود فضائح شخصية. كتب في منشور: "حان وقت إسقاط القنبلة الحقيقية"، مضيفاً أن ترامب "مذكور في ملفات إبستين. وهذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها"، في إشارة إلى قضية جيفري إبستين التي تتعلق بإدارة شبكة اتجار جنسي استهدفت قاصرات، وارتبطت بأسماء من نخبة السياسة والمال. توفي إبستين في السجن بظروف غامضة عام 2019، ولا تزال ملفات القضية الكاملة طيّ الكتمان. الإعلام والمال والسياسة الخلاف المتصاعد بين الرجلين الثريين يكشف عن تقاطع معقد بين الإعلام والسياسة والاقتصاد في زمن المنصات الرقمية. فمن جهة، لم تعد وسائل الإعلام التقليدية أو المؤسسات السياسية وحدها تتحكم في صياغة الخطاب العام، بل باتت المنصات الخاصة، مثل "إكس"، تُمارس نفوذاً مباشراً على المزاج الجماهيري، وتُعيد تشكيل الرأي العام بما يتجاوز أطر "الإعلام الجماهيري" القديم. ومن جهة أخرى، يتجلى في هذا الصراع نمط جديد من "الزعامة الرقمية"، حيث تتداخل مصلحة المالك (ماسك) مع التوجه السياسي للمستخدمين، ويُوظَّف رأس المال التكنولوجي بكونه أداةَ تأثير سياسي صريح، سواء عبر دعم مباشر لمرشحين، أو من خلال التأثير في السياسات العامة والنقاشات الحيوية. وفي الوقت نفسه، ترتبط القرارات السياسية بردود فعل المستثمرين والمعلنين، ما يجعل من كل خلاف علني بين شخصيتين نافذتين مثل ترامب وماسك حدثاً ذا تداعيات اقتصادية ملموسة، كما هو الحال مع تقلّبات استخدام المنصة وتردّد المعلنين بين الانسحاب أو الترقب. ما نشهده، في جوهره، تفكك الحدود بين الفاعلين السياسيين، والمعلنين التجاريين، وأباطرة الإعلام الجدد. في هذا المشهد المتقاطع، تصبح الخلافات الشخصية مادة لتوجيه الأسواق، وتحقيق المكاسب السياسية، وصناعة الرأي العام، في وقت واحد. وبينما يحتدم الجدل في من يملك "منصة التأثير"، تتشكل أمامنا ملامح نظام إعلامي-سياسي-اقتصادي جديد، تتحرك فيه السلطة على هيئة تغريدة، أو "ميم"، أو قرار استثماري مفاجئ.

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن بدء تطويق بيت حانون شمال قطاع غزة
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن بدء تطويق بيت حانون شمال قطاع غزة

القدس العربي

timeمنذ 11 ساعات

  • القدس العربي

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن بدء تطويق بيت حانون شمال قطاع غزة

القدس: أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بدء تطويق بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، في إطار الحرب التي يشنها على القطاع. يأتي ذلك عقب مقتل 5 عسكريين إسرائيليين وإصابة 14 آخرين في كمين ببيت حانون، نفذته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس قبل يومين. وقال الجيش في بيان نشره عبر منصة إكس: 'انضم لواء غفعاتي القتالي، بقيادة الفرقة 162، إلى قوات الفرقة 99، وبدأ عمليات لتطويق بيت حانون'. وادعى أن اللواء يعمل على 'القضاء على العناصر وتقويض القدرات العسكرية لحماس بالمنطقة'. وتواصل إسرائيل حربها على غزة بموازاة مفاوضات غير مباشرة بقطر بين تل أبيب وحماس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار. وتشهد بيت حانون منذ أيام، غارات جوية إسرائيلية مكثفة وسط تصعيد ميداني متواصل، وفق ما أفادت به تقارير فلسطينية. وصباح الثلاثاء، قال الجيش في بيان إن 5 جنود من كتيبة 'نتساح يهودا' التابعة للواء 'كفير'، قتلوا في معارك شمال قطاع غزة، مساء الاثنين، وأصيب 14 بينهم اثنان جروحهما خطيرة'. ولاحقا كشف تحقيق له نشرته إذاعة الجيش، أن مقاتلي حماس فجروا 3 عبوات ناسفة في قوة راجلة تابعة للكتيبة في بيت حانون، ثم واشتبكوا معها بالرشاشات. وتقع بلدة بيت حانون على الحدود الشمالية لقطاع غزة، وكانت خلال الأشهر الماضية خاضعة لسيطرة نارية إسرائيلية عبر طائرات حربية والمدفعية، في حين كانت وحدات من الجيش تسير دوريات محدودة داخل البلدة وعلى أطرافها. وخلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة، دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء واسعة من البلدة، والتي وصفتها بلديتها بأنها 'منطقة منكوبة'، كما هو الحال في مناطق أخرى شمال القطاع. ومساء الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحاصر بيت حانون من الجهات كافة، ويحتل 65 بالمئة من مساحة قطاع غزة. وبحسب بيانات سابقة للجيش الإسرائيلي، تعمل خمس فرق عسكرية داخل قطاع غزة، وتضم كل فرقة لواءين أو أكثر، ما يجعل قوام كل منها يشمل آلاف الجنود. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت هذه الحرب أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. (الأناضول)

اعتقال صحافي إسرائيلي قال إن 'العالم أصبح أفضل' بعد مقتل عسكريين بغزة
اعتقال صحافي إسرائيلي قال إن 'العالم أصبح أفضل' بعد مقتل عسكريين بغزة

القدس العربي

timeمنذ 12 ساعات

  • القدس العربي

اعتقال صحافي إسرائيلي قال إن 'العالم أصبح أفضل' بعد مقتل عسكريين بغزة

القدس: اعتقلت السلطات الإسرائيلية، الأربعاء، الصحافي الإسرائيلي يسرائيل فري، بعد أن علق على مقتل 5 جنود في قطاع غزة بعبارة 'العالم أصبح أفضل بدونهم'، وفق إعلام عبري. ترجمة قدس| موقع 'والا' العبري: اعتقال الصحفي 'الحريدي' يسرائيل برّي بعد أن غرّد 'العالم أصبح مكان أفضل' تعقيبًا على مقتل الجنود 'الإسرائيليين' مؤخرًا. — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 9, 2025 وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان الثلاثاء: 'في أعقاب المنشور البغيض الذي نُشر صباح اليوم على منصة إكس، والذي عبّر فيه صحافي عن فرحه بمقتل جنود الجيش الإسرائيلي، قام طاقم مكافحة التحريض المشترك التابع لوزارة الأمن القومي ووحدة التحقيقات والاستخبارات في الشرطة، بصياغة توصية عاجلة ونقلها إلى النيابة العامة، وهي الجهة المخولة قانونيًا بإصدار قرار بفتح تحقيق'. وأضافت: 'قبل وقت قصير، صادقت النيابة العامة على فتح تحقيق جنائي بشبهة التحريض على الإرهاب'. ورغم أن الشرطة لم تكشف عن هوية صاحب المنشور، أفادت القناة 12 العبرية بأن المعتقل هو الصحافي يسرائيل فري، المعروف بمواقفه المعارضة للحرب على غزة، ورفضه للخدمة العسكرية، ويعمل لحساب وسيلة إعلام أجنبية. فري، وهو متدين إسرائيلي، سبق وأن كتب على حسابه الذي يتابعه أكثر من 100 ألف شخص، الثلاثاء: 'العالم أصبح أفضل هذا الصباح بدون خمسة شبان شاركوا في واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية'. وأضاف: 'للأسف، بالنسبة للطفل في غزة الذي يخضع الآن لعملية جراحية بدون تخدير، أو الفتاة التي تموت جوعًا، وللعائلة المتجمعة في خيمة تحت القنابل، كل هذا لا يكفي'، موجّهًا نداء للأمهات الإسرائيليات بعدم إرسال أبنائهن إلى الحرب. وأثار التعليق موجة استنكار في أوساط اليمين الإسرائيلي، حيث طالبت عضو الكنيست عن حزب الليكود، تالي غوتليب، في منشور عبر 'إكس'، بتقديم شكاوى جماعية ضد فري، واصفة تصريحاته بأنها 'عديمة الرحمة'. والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 جنود وإصابة 14 في كمين نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة 'حماس'، ضد جنود في بيت حانون شمال قطاع غزة. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت هذه الحرب أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. (الأناضول)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store