
مجلس النواب يجتاز قطوع تعطيل التشريع... ويُقرّ 10 قوانين زيادة للعسكريين... وتعهّد حكومي للمتقاعدين المدنيين... و200 مليون دولار للزراعة
نجح مجلس النواب في اجتياز امتحان الجلسة التشريعية العامة التي امتدت ليومين، بعد محاولة فرطها من قبل نواب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" وبعض الحلفاء في الجلسة الصباحية اول امس، ثم بسبب فقدان النصاب لمرتين أول امس، لاسباب متنوعة لعدد من النواب الذين حضرت كتلهم الجلسة.
المحصلة للجلسة التشريعية بلغت اقرار 10 مشاريع واقتراحات قوانين على مدى اليومين الماضيين، وتأجيل 3 اقتراحات لزيادة درسها.
وكان مجلس النواب استأنف الجلسة التشريعية عند حوالى الثانية عشرة من ظهر امس، بسبب عدم تأمين النصاب في هذا الموعد، ما اضطر الرئيس بري الى التدخل بقوة مع اعضاء مكتب المجلس والامانة العامة للمجلس، من اجل تأمين النصاب والعمل على توجه ما يقارب الـ 12 نائباً الى المجلس لهذه الغاية. ووفقاً لما جرى، فان هؤلاء النواب الذين تأخروا في الحضور ينتمون الى كتل نيابية حضر نوابها للمشاركة في الجلسة، او يدورون في فلكها.
فلليوم الثاني على التوالي، تغيب عن الجلسة نواب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"تجدد"، وبعض النواب الذين يدورون في فلك هذا الفريق لا سيما النواب: مارك ضو، وضاح الصادق وميشال الدويهي. وجاء هذا التغيب في اطار خطوة سياسية اعتراضية، على عدم تلبية الرئيس بري طلبهم بادراج اقتراح قانون معجل مكرر، يلغي المقاعد الستة للمغتربين ويسمح لهم بالاقتراع لـ 128 نائباً وفقاً لدوائرهم في بلدان الانتشار.
اما النواب الآخرون الذين لم يحضروا الجلسة، فان غيابهم وضع اكثر من خانة خارج الموقف السياسي.
وبدا واضحاً في فترة الانتظار الطويلة لتأمين نصاب الجلسة، ان الرئيس بري كان مصمماً على اكمالها والمحافظة على سلامة وصولها الى هدفها، وهو تشريع قوانين مالية وانمائية واجتماعية مهمة.
كما بدا واضحاً ايضاً التعاون بين المجلس والحكومة لانجاح الجلسة التشريعية، من اجل اقرار القوانين التي تعول الحكومة عليها في شتى المجالات، ومنها الطاقة والزراعة.
وادى خطر انفراط نصاب الجلسة امس الى تسريع عملية التشريع، فتم تلاوة محضر الجلسة خلال وجود النصاب، لكي لا تطير مشاريع واقتراحات القوانين التي اقرها المجلس على مدى اليومين الماضيين.
واستؤنفت الجلسة قبيل ظهر امس برئاسة الرئيس بري، وجرت متابعة مناقشة مشروع قانون قرض البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار للزراعة. وركز النواب على وجوب وضع الحكومة لخطة زراعية، من اجل الافادة من هذا القرض بشكل جيد ومفيد، وطالبوا بتعديل بعض بنود الاتفاقية.
وأعطى الرئيس بري الكلام لعدد من النواب في اطار مناقشة هذا الموضوع. وبعد حوالى الربع ساعة تأمّن النصاب لتمكين المجلس من التصويت على مشاريع القوانين، ووصل عدد النواب الى 66 نائباً، ثم حضر النائب ميشال المر ليصبح عددهم 67 نائباً.
وصوت المجلس على مشروع القانون وصدقه من دون اعتراض.
وطرح مشروع قانون اعتماد اضافي في الموازنة بحوالى 16 ألف مليار ليرة، لاعطاء منحة مالية للعسكريين (14 مليون) وللمتقاعدين العسكريين (12 مليون).
وبرز في مداخلات معظم النواب من كتل مختلفة، مطالبتهم باضافة لتعديل على المشروع من اجل ان يشمل المتقاعدين المدنيين والموظفين.
- ادغار طرابلسي اكد اهمية هذا القانون لاعطاء منحة للعسكريين، لكنه طالب بانصاف المتقاعدين المدنيين اسوى بالمتقاعدين العسكريين.
- وأعلن بلال عبدالله ان "اللقاء الديموقراطي" أعد اقتراح تعديل المشروع المطروح ينصف المتقاعدين في القطاع العام والتعليم، لافتاً الى ان ذلك يكلف بين ألفين و3 آلاف مليار ليرة فقط، واشار الى التقدم بهذا التعديل.
- واعتبر فراس حمدان ان القانون المطروح لا يحتمل التأجيل، مطالباً في الوقت نفسه بأن يشمل أيضاً المتقاعدين المدنيين.
- وحذر سيزار ابي خليل من ورود موضوع التخصيص في مشروع القانون في ما يتعلق بتخصيص الضريبة على المحروقات لتحويل هذه المنحة المالية للعسكريين لأن التخصيص لا يجوز في ادارة المال العام، واكد على حق العسكريين بهذه المنحة وكذلك المتقاعدين المدنيين.
- وأيد محمد يحيى هذا الطلب أيضاً.
- طالب سليم عون باضافة تعديل على مشروع القانون المطروح ، ليشمل المتقاعدين المدنيين. وشدد على الحل الشامل بسلسلة رواتب جديدة عادلة وشمولية.
- ورد وزير المال ياسين جابر على النواب قائلاً: بدأت الحكومة بموضوع لأن اجحافاً اكثر يطالهم، وانني اتعهد أمام المجلس انه من الآن لشهر وللجلسة المقبلة نعد دراسة من اجل موضوع المدنيين.
- واستمر النقاش على هذا المنوال، فقدم علي فياض مداخلة طالب فيها بانصاف المتقاعدين المدنيين الذين يعيشون غبناً واضحاً. وقال "أنا لا اوافق على تأجيل هذا الموضوع ويجب اقراره".
- وهنا تدخل نائب رئيس المجلس الياس بو صعب لافتاً الى تعهد الوزير بدرس الأمر خلال شهر، وقال "أطالب بتسجيل هذا التعهد بمحضر الجلسة".
- عندها أعلن الرئيس بري تسجيله في المحضر. وجرى تصديق مشروع القانون كما هو.
- وجرى نقاش حول اقتراح قانون مزاولة مهنة الصيدلة، وبعد مداخلات نيابية متباينة طلب رئيس الحكومة نواف سلام تأجيله. وقرر المجلس تأجيله لدرسه أكثر.
- ودار نقاش حول اقتراح قانون تمكين البلديات، فصدق بتعديل طاول المادة الرابعة بحذف كلمة المحاكم، لكي لا يؤدي طلب افادة البلدية الى عرقلة قضايا عديدة أمام المحاكم.
ما هي مشاريع واقتراحات القوانين العشرة التي أقرها المجلس في جلسته على مدى اليومين الماضيين؟
1- اتفاقية قرض مع البنك الدولي لمشروع الطاقة المتجددة وتعزيز نظام الطاقة في لبنان بقيمة 250 مليون دولار.
2- اتفاقية قرض مع البنك الدولي لتمويل مشروع التحول الاخضر في قطاع الاغذية الزراعية من اجل التعافي الاقتصادي بقيمة 200 مليون دولار.
3- فتح اعتماد اضافي الموازنة بحوالى 16 ألف مليار لاعطاء منحة مالية شهرية للعسكريين (14 مليون ليرة) والمتقاعدين العسكريين (12 مليون ليرة).
4- تخفيض الرسوم على الكحول المصنعة في لبنان وعلى الفنادق والمطاعم والمقاهي والملاهي ومحلات بيع التبغ والتنباك.
5- أعفاء المتضررين من الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان من بعض الضرائب والرسوم لا سيما الكهرباء والماء والهاتف واعادة البناء.
6- فتح اعتماد اضافي بقيمة 1500 مليارة ليرة في الموازنة لاعطاء مساهمة لصندوق تعاضد القضاة.
7- فتح اعتماد اضافي في الموازنة لاعطاء مساهمة لصندوق تعاضد اساتذة الجامعة اللبنانية.
8- قانون تمكين البلديات بزيادة رسومها وفقاً لارقام أسعار الصرف وذلك بمضاعفتها 60 مرة.
9- تنظيم مزاولة مهنة علوم الاشعة.
10- انضمام لبنان الى بروتوكول اتفاق مدريد بشأن التسجيل الدولي للعلامات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 27 دقائق
- IM Lebanon
محاولات تهريب الأموال عبر مطار بيروت مستمرة رغم الرقابة
كتب يوسف دياب في 'الشرق الأوسط': تُشكّل عمليات تهريب الأموال عبر مطار رفيق الحريري الدولي، تحدياً كبيراً للدولة اللبنانية وجهاز أمن المطار، الذي ورغم تشدده في إجراءات المراقبة، لا تزال هناك إمكانية لتهريب الأموال نقداً من الخارج ولو على نطاق ضيّق، وآخرها ضبط أكثر من 8 ملايين دولار مهرّبة من أفريقيا إلى بيروت. وأفاد مصدر قضائي بارز بأن جهاز أمن المطار «ضبط يوم الأربعاء الماضي ثلاث حقائب بداخلها 8.2 مليون دولار، اثنتان منها قادمة من كنشاسا على متن طائرة تابعة للخطوط الإثيوبية والثالثة من إسطنبول». وكشف المصدر لـ«الشرق الأوسط» عن أن «عملية التهريب هذه حصلت من قبل ثلاثة أشخاص جرى توقيفهم، اعترفوا بأنهم اعتادوا نقل الأموال لرجال أعمال لبنانيين ومتولين يعملون في أفريقيا»، مشيراً إلى أن «التحقيق الأولي مع الموقوفين الثلاثة توصّل إلى تحديد أسماء مرسلي الأموال والأشخاص المرسلة إليهم الأموال مع التحفّظ على ذكر أسمائهم»، مؤكداً أن النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار «أمر بضبط هذه الأموال وحجزها لدى خزينة الدولة في مصرف لبنان المركزي ريثما ينتهي التحقيق». وفي 28 فبراير (شباط) الماضي، ضبط أمن المطار 2.5 مليون دولار نقداً يعتقد أنها كانت في طريقها من إيران إلى «حزب الله» عبر تركيا، وسارع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في الدخول على خط القضية، ووجه كتاباً إلى القضاء اللبناني يؤكد فيها أن هذه الأموال تعود للمجلس، مطالباً باستردادها، إلّا أن القضاء رفض طلبه، وخلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، ضبط الجيش اللبناني مبلغ 4 ملايين دولار خلال محاولة تهريبها من سوريا إلى لبنان من قبل رجال أعمال مقربين من نظام بشار الأسد. ويعاني المتمولون اللبنانيون في أفريقيا صعوبة في تحويل الأموال إلى لبنان بسبب القوانين الصارمة التي تمنع إخراج الأموال من أفريقيا، وتحدّث مصدر مصرفي عن «تقاطع مصالح ما بين (حزب الله) وأثرياء أفريقيا من اللبنانيين الذين كانوا ينقلون ملايين الدولارات بالحقائب عبر أشخاص محسوبين على الحزب الذي كان يتمتع بنفوذ واسع وشبكة عملاء ناشطين في نقل الأموال من الخارج، سواء عبر طائرات خاصة أو عبر الرحلات التجارية، وكانت لديه سطوة واسعة في المطار، لكن بعد الحرب تغيّر الوضع وتقلّص نفوذ الحزب إلى حدّ كبير». وأشار لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الحزب «كان يستفيد بما نسبته 20 في المائة من الأموال التي ينقلها من الخارج، وكان مصدر تلك الأموال أميركا اللاتينية وأفريقيا، بالإضافة إلى إيران التي كانت تؤمن له موازنته السنوية». وقال: «لا معلومات مؤكدة عمّا إذا كان (حزب الله) مستفيداً من الأموال التي ضبطت أخيراً وكانت قادمة من أفريقيا، ويمكن للقضاء الذي وضع يده على التحقيق أن يحدد ذلك، لكن مصالح الطرفين ما زالت قائمة حتى الآن». ومنذ دخول قرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وضع مطار بيروت الدولي تحت مراقبة مشددة خصوصاً من قبل الأميركيين، وهو ما أدى إلى منع الطيران الإيراني من الهبوط في هذا المطار، كما فرضت إجراءات رقابة وتفتيش دقيق على الطيران القادم من العراق، وحصلت إشكالات بين جهاز أمن المطار ودبلوماسيين إيرانيين كانوا ينقلون حقائب تحتوي على ملايين الدولارات ويزعمون أنها عائدة إلى مصاريف السفارة. وفرض قرار وقف إطلاق النار بين لبنان إسرائيل «منع استخدام الحدود والموانئ اللبنانية لتهريب الأسلحة والأموال وكل المواد ذات الصلة إلى (حزب الله)». وقال مصدر أمني في مطار رفيق الحريري، إن سلطات المطار «اتخذت تدابير مشددة لمنع تهريب الأموال بطريقة غير شرعية». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الإجراءات تشمل كل الوافدين إلى المطار، تنفيذاً لقرار مكافحة عمليات تبييض الأموال والحؤول دون تحويل المطار معبراً لذلك»، مشيراً إلى أن «كافة الحقائب تخضع للتفتيش سواء من جهاز أمن المطار أو الجمارك اللبنانية، وهذا ما يصعّب عمليات إدخال الأموال بكميات كبيرة»، لكنه استدرك قائلاً: «هذا لا يعني ضبط كل عمليات التهريب، فقد ينجح أشخاص بإدخال مبالغ في جيوبهم لكن بكميات قليلة قد لا تتجاوز الـ30 أو الـ40 ألف دولار، وإن كشفها يؤدي إلى مصادرتها في حال لم يصرّح عنها مسبقاً». لا تقف عمليات التهريب على الأموال، بل على المعادن الثمينة؛ إذ كشفت معلومات عن «إدخال ما يزيد على 28 كيلوغراماً من الذهب حاول شخص سوري إدخالها إلى لبنان عبر المطار في الأسبوع الأول من شهر مايو (أيار) الماضي». ولفت المصدر الأمني إلى أن القضاء «أمر بمصادرتها ويستكمل التحقيق بشأنها، لكن لم يتوصل إلى كشف الجهات المرسلة إليها كميات الذهب، لأن الشخص الذي وصل بها إلى المطار وضعها في خزنة الأمانات لدى الجمارك، وتعهّد بتأمين غرامة مالية لقاء تحريرها، لكنه فرّ إلى سوريا ولم يعد». ولفت إلى أنه «لدى مراجعة كاميرات المراقبة تبيّن أن هذا الشخص أدخل عدداً من الحقائب في أوقات سابقة قبل الاشتباه به وضبط الشحنة الأخيرة»، مشدداً على أن التحقيق «لم يثبت حتى الآن ما إذا كانت كميات الذهب عائدة لـ(حزب الله) أو غيره، ما دام أن الشخص المعني بها لم يخضع للتحقيق بعد».


IM Lebanon
منذ 27 دقائق
- IM Lebanon
التعويضات معلّقة… مأساة أهالي الضاحية بين الوعود والانتظار
جاء في 'الشرق الأوسط': في أحياء الضاحية الجنوبية، وبين المباني التي تحمل ندوب الحروب يعيش السكان مأساة مستمرة بفعل الأضرار الكبيرة التي لحقت بمنازلهم خلال الحرب الأخيرة. في منطقة المريجة والسانت تيريز، يقف الأهالي أمام واقع مؤلم من بيوت مهدّمة، وتعويضات معلّقة، ووعود لم تُنفّذ، في حين تتوقف مشاريع إعادة الإعمار وسط غموض شديد يلفّ الملف. وعود كاذبة وواقع مؤلم في المريجة في منطقة المريجة، حيث لا تزال آثار الدمار واضحة على جدران البيوت، تحدث علي، أحد السكان، لـ«الشرق الأوسط» عن وضع منزله الذي تعرّض لدمار شبه كامل. وقال: «بعد أن تضرّر منزلي بالكامل، قيل لنا إن هناك خطة عاجلة لإعادة الإعمار، وإنّ التعويضات ستُصرف في غضون أشهر قليلة. لكن الواقع مختلف تماماً. كل ما حصلنا عليه فعلياً كان بدل إيواء لأربعة أشهر فقط، بدءاً من شهر يناير (كانون الثاني)، بقيمة إجمالية لا تتجاوز ألفي دولار. بعد ذلك، توقفت المساعدات كلياً، ولم نتلقَّ أي دعم مالي لإصلاح ما تهدّم». وحول حجم الخسائر قال: «منزلي لم يعد صالحاً للسكن. تضرّر بشكل كامل، من الجدران إلى الأرضيات، ومن شبكات المياه والكهرباء إلى الأثاث الذي تلف بالكامل. لم أتمكن من استرجاع شيء تقريباً. ومع ذلك، لم أتلقَّ أي تعويض عن الخسائر. منذ وقوع الضرر وأنا أتحمّل كل التكاليف من جيبي الخاص. دفعت حتى الآن أكثر من عشرة آلاف دولار، ومع ذلك ما زلت في أول الطريق. بحسب تقديري، أحتاج إلى ما لا يقل عن ثلاثين ألف دولار إضافية لإعادة المنزل إلى وضع قابل للسكن». لكن الصدمة الكبرى جاءت مع إبلاغهم بشكل رسمي، خلال الأسابيع الماضية، بتوقف أعمال الترميم في المبنى «حتى إشعار آخر». إذ أوضح أنّ الجهة المسؤولة عن التنفيذ، والمكلّفة من قبل «حزب الله» أوضحت و«قالت لنا صراحة إنّ التمويل متوقف، وبالتالي لا يمكن استكمال أي عمل. كل ما أنجزوه هو ترميم حائط دعم في الطابق الأرضي، ثم توقفوا وغادروا، وكأنّ شيئاً لم يكن». المبنى أصبح مهدداً بالكامل، وعائلات عديدة إما هُجّرت أو تعيش في ظروف غير إنسانية. وحول ما أبلغوه من الجهات المسؤولة قال: «كل مراجعاتنا تُقابل بجواب موحّد: (لا يوجد تمويل حالياً، انتظروا)». وبحسرة من فقد ذاكرته قال علي: «نحن لا نطلب أكثر من حقّنا. خسرنا منازلنا، خسرنا أثاثنا، خسرنا استقرارنا. وكل ما نسمعه عبارة عن وعود مؤجلة وتعابير غامضة مثل الصبر والمتابعة. لا نعلم من المسؤول، ولا متى تنتهي هذه المهزلة». ثمانيني ينتظر الفرج بعد دمار بيته وذكرياته في منزل آخر بالضاحية، يروي محمد، وهو رجل ثمانيني، تفاصيل معاناة كبيرة مع تعويضات لم تصل حتى اليوم. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «دمّروا بيتي وذكرياتي… منزلي الذي عشت فيه طوال حياتي أصبح غير صالح للسكن؛ فقد تهدمت الجدران والسقف، فضلاً عن أن شبكة المياه والكهرباء تعرضت لأضرار جسيمة ولم تُصلح حتى الآن». وعن الأمور التي لم تُنجز أفصح: «المصعد الذي تكفلت الجهات المعنية بإصلاحه لم يُستكمل تشغيله حتى اليوم، بالرغم من أنه كان أحد الشروط الأساسية لضمان إمكانية العيش في هذا المبنى، خاصة بالنسبة لي وأنا في هذا العمر». وأشار إلى أن تعويضات الأثاث التي حصل عليها لم تتجاوز 8 آلاف دولار، رغم أن الخسائر الحقيقية في الأثاث تتخطى 15 ألف دولار، في حين أن إعادة تأهيل المنزل تتطلب نحو 25 ألف دولار، «ومع كل ذلك لم أتلقَ أي تعويض عن الأضرار التي لحقت بالبناء نفسه». وأضاف محمد أنه بدل الإيواء الذي كان يُصرف لمدة أربعة أشهر فقط قد انتهى، ولم يتسلم أي مبلغ يعوّضه عن الفترة التي تلت ذلك. كاشفاً أنه «بعد مراجعات عديدة للجهات المعنية، كدنا نصل إلى قناعة بأن التعويضات توقفت أو شبه معدومة، وأن الوعود المتكررة لا تتحقق». وبمرارة أضاف: «أنا مضطر لأن أبدأ ترميم منزلي على نفقتي الخاصة، لأنني لا أستطيع البقاء بعيداً عن بيتي، وأفضل العودة إليه مهما كان وضعه على أن أعيش في مكان غريب بعيداً عن كل ذكرياتي». وختم قائلاً: «كل ما نريده هو إنصاف حقيقي، وتعويض عادل يمكننا من استعادة بيوتنا، والعيش فيها بأمان وكرامة». مالك المنزل محروم من حقه في التعويض في منطقة السانت تيريز، يقف قاسم، مالك منزل كان يؤجره، أمام مأساة مالية وإنسانية كبيرة. إذ ذكر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «خسرت منزلي ولم أتلقَ أي تعويض. كان هذا المنزل جزءاً من دخلي الأساسي، إذ كنت أعتمد على بدل إيجاره لدفع بدل المنزل الذي أقطنه حالياً مع عائلتي، إضافة إلى تغطية جزء من قسط مدرسة بناتي. هذا الدخل كان يشكل أماناً لنا، لكن مع فقدانه تغيرت حياتنا بشكل جذري». وأضاف: «رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها، صرفت التعويضات للمستأجرين فقط، وعندما راجعت الجهات المعنية عدّة مرّات، أخبروني أن تعويضات المالكين ستصرف في مرحلة مستقبلية وغير محددة المدى». وتابع: «نعيش اليوم في منزل مستأجر أقل تكلفة، وأتحمل كامل نفقات الإيجار، إلى جانب أعباء تعليم بناتي التي ازدادت صعوبة بعد فقدان مصدر الدخل الأساسي. حاولت مراراً استرداد حقي، لكن كل ما ألقاه هو وعود الانتظار دون أي خطوات عملية ملموسة». وختم قائلاً: «كل ما أريده هو إنصاف أصحاب المنازل، وتأمين تعويضات عادلة تمكننا من إعادة بناء حياتنا وتأمين مستقبل أفضل لأطفالنا في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها».


سيدر نيوز
منذ 27 دقائق
- سيدر نيوز
ترامب يمارس 'ضغوطا هائلة' لتمرير مشروع قانون يثير قلق الجمهوريين والديمقراطيين
بعد ما يقرب من 24 ساعة من النقاش، الذي بدأ صباح الاثنين وامتد طوال الليل، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون ضخم للرئيس دونالد ترامب، الخاص بالتخفيضات الضريبية والإنفاق. وأقر المجلس مشروع القانون بأغلبية ضئيلة، ووفقا لصيغته الحالية الأخيرة التي ظهرت يوم الثلاثاء، فقد تضمن أجزاء رئيسية من الأجندة الانتخابية التي أعلن عنها ترامب العام الماضي. واحتفل ترامب بإقرار مشروعه التشريعي، خلال زيارته إلى مركز احتجاز المهاجرين في فلوريدا. وقال: 'إنه مشروع قانون رائع، ويتضمن ما يرضي الجميع'. وعلى أرض الواقع، فإن المشرعين في مجلس الشيوخ ربما قد حصلوا على 'شيء ما' سعوا إليه أثناء مناقشة مشروع القانون، لكنهم ربما قدموا في المقابل تنازلات لتحقيق هذا، ولكن في النهاية تم تمرير مشروع القانون إلى مجلس النواب يوم الثلاثاء، للموافقة عليه. في أول انتقاد علني، ماسك يصف مشروع قانون ترامب الضريبي بـ'البشع والمثير للاشمئزاز' Reuters وأكدت عضوة مجلس الشيوخ الجمهورية عن ولاية ألاسكا، ليزا موركوفسكي، بأنها بذلت أقصى جهد لتضمن أن يلبي مشروع القانون احتياجات ولايتها، وكشفت أنها أيدته في النهاية، لكنها لا تزال غير راضية بشكل كامل. ووصفت عملية التصويت بأنها 'متسرعة'. وقالت ليزا للصحفيين خارج قاعة مجلس الشيوخ، بعد لحظات من التصويت: 'آمل أن يفحص مجلس النواب هذا الأمر (مشروع القانون)، ويدرك أننا لم نقم بهذا الأمر بشكل كامل.' في إطار لعبة تبادل الأدوار في الكونغرس، يعود مشروع القانون الآن إلى مجلس النواب، رغم أنه أقر نسخته الخاصة بالمشروع قبل أسابيع. إذا وافقت الأغلبية الجمهورية الضئيلة في المجلس عليه بصورة نهائية، وهو ما قد يحدث يوم الأربعاء، فقد يتم في النهاية عرض التشريع على الرئيس ترامب لتوقيعه. لكن حتى الآن قد يكون من الصعب على بعض الجمهوريين في مجلس النواب تقبّله. ويتضمن مشروع القانون تمويلاً جديداً ضخماً، بحوالي 70 مليار دولار، لمواجهة قضية الهجرة، التي تمثل أولوية لترامب. كما يعزز الإنفاق الدفاعي، ويجعل التخفيضات الضريبية التي أقرها الجمهوريون في ولاية ترامب الأولى دائمة، ولتعويض هذه الخسارة من الضرائب يخفض مشروع القانون تمويل البرامج البيئية التي أقرها بايدن، وبرنامج التأمين الصحي للأمريكيين ذوي الدخل المنخفض. ومع كل هذه التخفيضات فإن الوضع المالي لا يزال غير متوازن، حيث سيرتفع الدين الفيدرالي بأكثر من 3 تريليونات دولار، وترفع سلطة الاقتراض الأمريكية سقف الاقتراض بأكثر من خمسة تريليونات دولار. واشتكى متشددون برلمانيون تجاه السياسات المالية، من أن مجلس الشيوخ خفف بعض تخفيضات ميزانيته الأصلية. وقال تجمع الحرية اليميني في مجلس النواب، إن اقتراح مجلس الشيوخ قد يزيد العجز المالي بحوالي 650 مليار دولار سنوياً. وقال أعضاء التجمع في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الاثنين: 'هذا ليس ما اتفقنا عليه'. ومازال هناك قلق بين المعتدلين بشأن التخفيضات المالية في مشروع القانون، وخاصة تلك المتعلقة بالمدفوعات الفيدرالية التي تغطي التأمين الصحي للأمريكيين ذوي الدخل المنخفض. كانت النسخة الأصلية من مشروع القانون في مجلس النواب تراعي نوعا من التوازن ساعدت مختلف التيارات داخل الحزب الجمهوري على التوافق والتصويت بنعم. أما نسخة مجلس الشيوخ التي عادت الآن إلى مجلس النواب مرة أخرى، فقد تؤدي إلى خلل في هذا التوازن.