logo
ألبانيز تفضح تورط 60 شركة عالمية في إبادة غزة.. هل من تأثير؟

ألبانيز تفضح تورط 60 شركة عالمية في إبادة غزة.. هل من تأثير؟

الجزيرةمنذ 8 ساعات
أجمع خبراء ومحللون سياسيون على أن تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز حول تورط الشركات العالمية في "اقتصاد الإبادة" ب فلسطين يمثل نقطة تحول مفصلية في كشف حجم الدعم المؤسسي للعدوان الإسرائيلي.
وقالت ألبانيز في كلمة لها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن هناك دولا تساند إسرائيل في مشروعها للهيمنة وتهجير الفلسطينيين، وطالبت بتعليق الاتفاقات التجارية كلها مع إسرائيل التي تسهم في " حرب الإبادة" ب قطاع غزة.
وأضافت أن شركات أسلحة عالمية وفرت لإسرائيل 35 ألف طن من المتفجرات ألقتها على القطاع، وهي تعادل 6 أضعاف القوة التدميرية للقنبلة النووية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية.
وأوضح التقرير الموثق الذي اعتمد على أكثر من 200 تقرير وبلاغ من دول وأكاديميين ومنظمات حقوقية، أن أكثر من 60 شركة عالمية كبرى تتورط في دعم ما وصفته ألبانيز بـ"اقتصاد الإبادة الجماعية" ضد الشعب الفلسطيني.
وتكمن أهمية التقرير -وفقا للأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي – في كونه يفضح تورط شركات عالمية كبرى في حرب الإبادة الجارية في قطاع غزة بدون تردد في تسمية هذه الشركات بأسمائها.
وتشمل القائمة عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل و مايكروسوفت التي تشارك في عمليات التجسس وتزود إسرائيل بالبرمجيات اللازمة للمراقبة، إضافة إلى شركات الأسلحة مثل لوكهيد التي تقدم القنابل والقاذفات، وشركات الآليات الثقيلة مثل كاتربيلر وهيونداي التي توفر الجرافات المستخدمة في تدمير البيوت الفلسطينية.
وفي السياق نفسه، لفت الناشط عبده محمد من حملة "لا أزور" للفصل العنصري إلى عمق التورط التكنولوجي، موضحا أن مايكروسوفت تمثل العمود الفقري التكنولوجي للفصل العنصري وحرب الإبادة الجماعية.
وبحسب التقرير، فإن شراكة مايكروسوفت مع إسرائيل تمتد منذ تسعينيات القرن الماضي عبر مراكز تطوير متخصصة وعقود مع جيش الاحتلال وهيئات الشرطة والكهرباء والمياه، إذ تقدم الشركة أنظمة الحوسبة السحابية و الذكاء الاصطناعي التي أصبحت جزءا من ترسانة جيش الاحتلال.
وكانت مايكروسوفت وشركات أميركية وغربية أخرى قد واجهت اتهامات بدعم حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتحدثت تقارير عن تقديم هذه الشركات خدمات رقمية لإسرائيل استخدمتها في تعقب "أهدافها" في غزة وفقا لما أوردته وكالة أسوشيتد بريس في تحقيق نشرته في 18 فبراير/شباط 2025.
وقد ارتفع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي المُقدمة من مايكروسوفت و"أوبن إيه آي" (تعد مايكروسوفت أكبر المستثمرين فيها) إلى قرابة 200 ضعف بعد شن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهذا مكّنه من تحديد الأهداف بسرعة غير مسبوقة.
وتمتد دائرة التورط -وفقا لخبراء- لتشمل القطاع المصرفي والتأميني، إذ تورطت بنوك مثل باركليز البريطاني وبي إن بي الفرنسي في تمويل العمليات الإسرائيلية، بينما تسهم شركات التأمين مثل أليانز في دعم المنظومة الاقتصادية للاحتلال.
خصخصة مصادر السلاح
ووفقا لتحليل الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي، فإن ردود الأفعال الأميركية الغاضبة تعكس ضيقا واضحا من انتقاد النظام الرأسمالي الذي خصخص مصادر السلاح وجعلها بعيدة عن الضوابط القانونية والأخلاقية.
وحسب تفسيره، تقوم هذه الشركات متعددة الجنسيات على نظرية رأس المال والعرض والطلب وتحقيق المنفعة بصرف النظر عن البعد القيمي لهذا المنتج، وهذا يجعلها تعمل بمنأى عن المساءلة الأخلاقية والقانونية.
وفيما يتعلق بردود الفعل الإسرائيلية، أكد الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى أن اتهام "معاداة السامية" فقد قيمته في التداول السياسي والإعلامي، وأن إسرائيل بدأت تدرك أن استعمالها لمعاداة السامية أمام أي نقد أفقد هذه التهمة من جوهرها ومعناها، خاصة مع صعود حركات الاحتجاج العالمية التي تنتقد السياسات الإسرائيلية من دون أن تكون معادية لليهود.
وحول آفاق التأثير المستقبلي، اتفق الخبراء على أن التقرير سيكون له "تأثير هائل" على عدة مستويات.
واعتبر البرغوثي أن هذا التقرير يمثل "استفزازا للضمير الإنساني" وكشفا لحجم انهيار المنظومة الأخلاقية العالمية، وهذا قد يؤدي إلى تصاعد الحركات الشعبية العالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاطعة الشركات المتورطة في "اقتصاد الإبادة"، على غرار ما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقا.
ورفضت إسرائيل هذا التقرير، ووصفته بأنه تلويث للحقائق وإساءة لاختصاص المقررة الأممية، وزعمت أنه لا يستند إلى أسس قانونية.
أما البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة فقد وصفت اتهامات ألبانيز بالمزاعم الكاذبة والمسيئة، ونقلت طلب واشنطن بأن يدين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنشطة السيدة ألبانيز بشكل مباشر، وأن يدعو كذلك إلى إقالتها من منصب المقررة الخاصة.
إعلان
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إطلاق الشعار الجديد والشرع يؤكد أن سوريا "لا تقبل التجزئة"
إطلاق الشعار الجديد والشرع يؤكد أن سوريا "لا تقبل التجزئة"

الجزيرة

timeمنذ 44 دقائق

  • الجزيرة

إطلاق الشعار الجديد والشرع يؤكد أن سوريا "لا تقبل التجزئة"

أطلقت الرئاسة السورية -مساء أمس الخميس- الشكل النهائي للهوية البصرية الجديدة للدولة (الشعار الجديد) ورافقت ذلك احتفالات أعلن خلالها الرئيس أحمد الشرع أن سوريا "لا تقبل التجزئة". وفي الهوية الجديدة للجمهورية العربية السورية، حل طائر العقاب الذهبي محل النسر، وأضيفت إليه 3 نجوم تعلوه، وهي تمثل تحرر الشعب، وفق ما أفاد بيان لوزارة الإعلام. كما تنسدل من ذيل العقاب 5 ريشات تمثل المناطق الخمس في سوريا الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية والوسطى، محلّقا بـ 14 ريشة، كل واحدة منها تمثل محافظة و14 سنة من الثورة. خطوات أخرى ومن المقرر أن يُتبع إشهار الهوية البصرية بخطوات عملية، أبرزها استبدال الوثائق الشخصية، وعلى رأسها بطاقة الهوية الوطنية، وكذلك جوازات السفر لاحقا، لتتوافق مع الشعار الجديد. وفي كلمة له خلال حفل بالمناسبة في قصر الشعب بدمشق، قال الشرع إن الهوية البصرية الجديدة تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحّدة. وأضاف أن احتفال اليوم عنوان لهوية سوريا وأبنائها بمرحلتها التاريخية الجديدة، هوية تستمد سماتها من هذا الطائر الجارح (العقاب الذهبي) وتنهل منه القوة والعزم والسرعة والاتقان والابتكار في الأداء. "واقع متهالك" من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أنه "خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي". وأضاف "أردنا إعادة دمشق إلى مكانتها كبوابة للشرق، وتكللت جهودنا باستعادة سوريا مكانتها بين الدول، وتحولت عودتنا إلى الساحات الدولية من أمنية مؤجلة إلى حقيقة قائمة".

مصادر للجزيرة: حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات في موقع الحدث
مصادر للجزيرة: حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات في موقع الحدث

الجزيرة

timeمنذ 44 دقائق

  • الجزيرة

مصادر للجزيرة: حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات في موقع الحدث

عاجل | مصادر للجزيرة: حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات في موقع الحدث عاجل | مصادر للجزيرة: الحدث الأمني وقع في منطقة شمال خان يونس والاشتباكات ما زالت مستمرة عاجل | مصادر للجزيرة: الطائرات الإسرائيلية تقصف المنطقة التي وقع فيها الحدث الأمني في خان يونس عاجل | مواقع إعلامية إسرائيلية: غارات جوية وتحليق مكثف على علو منخفض وقصف مدفعي عنيف في شمال غرب خان يونس عاجل | مواقع إعلامية إسرائيلية: إطلاق نار كثيف خلال الدقائق الأخيرة في خان يونس عاجل | الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في غلاف غزة

فزغلياد: لماذا تَجدد الحربِ بين إسرائيل وإيران لا مفر منه؟
فزغلياد: لماذا تَجدد الحربِ بين إسرائيل وإيران لا مفر منه؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

فزغلياد: لماذا تَجدد الحربِ بين إسرائيل وإيران لا مفر منه؟

في ظل العداء القائم بين إسرائيل وإيران تزداد التوقعات بقرب اندلاع جولة جديدة من التصعيد، وسط سباق تسلّح محموم واستعدادات عسكرية مكثّفة من الجانبين. ففي تقرير له بصحيفة "فزغلياد" الروسية، يستعرض ألكسندر تيموخين الأسباب التي تجعل من وقوع جولة جديدة من التصعيد العسكري بين ايران وإسرائيل حتمية، مستشرفا موعد ذلك وكاشفا كيفية استعداد جيشي الطرفين لهذا السيناريو. فرغم إعلان كلٌّ من إيران وإسرائيل تحقيق النصر في الحرب الأخيرة التي اندلعت في يونيو/حزيران الماضي، فإن الكاتب يوضح أن الواقع يُظهر أن أياً من الطرفين لم يحقق انتصارًا حاسمًا، كما تدل المؤشرات العسكرية والسياسية على أن المواجهة لم تُحسم بعد، بل تم تأجيلها فحسب. وذكر أن إسرائيل دخلت هذه الحرب وهي في موقع قوة واضح، حيث أطلقت عملية عسكرية بدت منسقة وفعالة، وساعدها في ذلك عنصر المفاجأة والتفوق الجوي التقني وشبكات الاستخبارات والتخريب داخل الأراضي الإيرانية، بالإضافة إلى الدعم الأميركي النشط والمساعدة اللوجستية من دول فتحت مجالها الجوي للطائرات الإسرائيلية. وأشار التقرير إلى أن هذه الضربة الإسرائيلية من حيث الأداء العملياتي كانت ناجحة إلى حد كبير، إذ مكنت سلاح الجو الإسرائيلي من تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية. فشل إسرائيلي لكن الكاتب استدرك قائلا إن إسرائيل رغم هذا التفوق الأولي فشلت في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، فصور الأقمار الصناعية تكشف أن إيران -على عكس ما تروج له الرواية الإسرائيلية- تمكنت من نقل جزء من اليورانيوم المخصب لديها من منشأة "فوردو" قبل الضربة. ولا توجد أي مؤشرات تؤكد أن اليورانيوم لا يزال مخزناً تحت الأرض. كما لم تُنشر أي بيانات رسمية حول حجم الأضرار، في ظل تكتم إيراني محسوب. المؤشر الحاسم في الفشل في تدمير المفاعلات النووية هو غياب أي تسرب إشعاعي بالغلاف الجوي، وهو ما يحدث في حال تدمير مخازن اليورانيوم، وهذا يشير إلى أن المنشآت الحساسة لم تُمس بشكل جوهري وأن الضربة الأميركية أخفقت في تحقيق غايتها الكبرى أما المؤشر الحاسم فهو غياب أي تسرب إشعاعي في الغلاف الجوي، وهو ما يحدث في حال تدمير مخازن اليورانيوم. وهذا يشير إلى أن المنشآت الحساسة لم تُمس بشكل جوهري وأن الضربة أخفقت في تحقيق غايتها الكبرى. ويضيف الكاتب أن تداعيات الهجوم الإسرائيلي لم تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل امتدت إلى التصعيد النووي. فقد أعلنت إيران وقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة أنها ستواصل عمليات تخصيب اليورانيوم دون قيود. وبحسب تقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية، فإن المكونات الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني لم تُدمّر خلال الهجوم. أما على الصعيد الداخلي، فقد تمكن النظام السياسي الإيراني من الصمود. وهكذا، لم تنجح إسرائيل في تحقيق أي من الأهداف التي أعلنتها قبل شن الحرب. بل على العكس، أدت العملية إلى نتيجة معاكسة تمامًا: قطع إيران لأي مسار تفاوضي مستقبلي مع الغرب. وفي هذا السياق، تبدو الولايات المتحدة وكأنها تسعى للحد من التصعيد دون الانخراط الكامل. فالضربة التي نفذها الجيش الأميركي حملت طابعًا استعراضيًا أكثر منها عملياتيًا. ويبدو أن هدفها الرئيسي لم يكن تحقيق مكاسب عسكرية، بل توجيه رسالة داخلية للّوبي الإسرائيلي في واشنطن بأن الإدارة الأميركية "لم تقف مكتوفة الأيدي" وفي الوقت ذاته ممارسة ضغط على طهران لدفعها نحو وقف إطلاق النار. ويرى الكاتب أنه رغم أن إسرائيل لم تُهزم عسكريًا في هذه الحرب -حيث فقد خرجت بخبرة ميدانية جديدة وتكبدت خسائر محدودة- فإنها لم تنتصر أيضًا. وبالإضافة إلى عدم تحقيق أهدافهم المعلنة، أدرك الإسرائيليون حدود قدرتهم العسكرية. وقد أظهرت الحرب أن إسرائيل، لو استمرت في تبادل الضربات مع إيران، كانت ستدخل في حرب استنزاف مرهقة، لا يمكنها تحملها أكثر من 3 أشهر، خاصة في ظل الصعوبات المتزايدة في تعويض الذخائر لمنظومات الدفاع الجوي والأسلحة الدقيقة المستخدمة من قبل سلاح الجو، كما أن شبكات الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران باتت مهددة بالتفكيك بعد انكشافها. هزيمة إيرانية في المقابل، يمكن اعتبار نتائج الحرب -وفقا للكاتب- هزيمة واضحة لإيران، حيث خرجت من المواجهة في وضع أسوأ مما كانت عليه قبل اندلاعها. فقد كشفت الضربات الإسرائيلية عن حقيقة القدرات العسكرية الإيرانية وأظهرت محدوديتها أمام العالم بعد أن كانت تُصوَّر كقوة إقليمية تصعب مواجهتها. وقد جاءت هذه الضربة ضمن سلسلة من الانتكاسات الإستراتيجية لطهران. فهي لم تتصدّ للضربة الأولى عندما تمكنت إسرائيل من إضعاف " حزب الله" اللبناني، ولم تتدخل بشكل حاسم عندما انهار نظام بشار الأسد في سوريا، وكانت الورقة الأخيرة بيد إيران هي قدرتها العسكرية المباشرة لكنها سقطت الآن أيضًا، وفقا للكاتب. الحرب لم تُنهِ التوتر القائم بل أجّلت الانفجار المقبل، ومع بقاء الجذور الأساسية للأزمة من دون حل فإن اندلاع جولة جديدة من الصراع بين الطرفين ليس سوى مسألة وقت. ورغم ما يعلنه المرشد الأعلى علي خامنئي من "نصر" على إسرائيل والولايات المتحدة، فإن الشارع الإيراني يدرك الواقع جيدًا، فقد تبخّرت سنوات من الدعاية حول القوة الإيرانية في أيام معدودة. ومع أن إسرائيل لم تحقق أهدافها بالكامل، فإن إيران من جهتها تعرضت لإهانة إستراتيجية كبيرة على المستويين العسكري والسياسي. ولذلك، فإن هذه الحرب لم تُنهِ التوتر القائم، بل أجّلت الانفجار المقبل. ومع بقاء الجذور الأساسية للأزمة من دون حل، فإن اندلاع جولة جديدة من الصراع بين الطرفين ليس سوى مسألة وقت. ماذا ستفعل إيران وإسرائيل بعد ذلك؟ ويرى تيموخين أن الفكرة القائلة "إن إيران قد تبادر بمهاجمة إسرائيل" إما ضرب من الخيال، أو مجرد جزء من الدعاية العسكرية الإسرائيلية لأن طهران ليست في موقع يؤهلها لذلك، فقوتها الجوية شبه معدومة وصواريخها -رغم وصول بعضها إلى الأجواء الإسرائيلية- تم اعتراض أغلبها. وعلاوة على ذلك، يرى الكاتب أن طهران فقدت أدواتها التقليدية في خوض الحروب غير المتكافئة ضد إسرائيل، وعلى رأسها "حزب الله". فبعد الضربات الإسرائيلية، لم يعد لديها ما تعتمد عليه في شن عمليات شبه عسكرية أو تكتيكية عبر وكلائها. ومع ذلك، فإن تيموخين يؤكد أن ما ستفعله إيران بالتأكيد هو الاستعداد للجولة المقبلة من المواجهة مع إسرائيل. وستبدأ هذه الاستعدادات في المرحلة الأولى بتطوير ترسانتها الصاروخية وتسليح قواتها الصاروخية، بهدف تحسين قدرتها على اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي. أما الخطوة الثانية بحسب الكاتب، فستكون الاستمرار في برنامج تخصيب اليورانيوم. فوفقًا للاتفاق النووي السابق، كان يُسمح لإيران بتخصيب 300 كيلوغرام من اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.7%. لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، ألغت إيران كل القيود المفروضة عليها. ورجح بهذا الصدد أن إيران ستظل في المرحلة المقبلة على بُعد خطوة واحدة فقط من امتلاك السلاح النووي، دون أن تُقدم فعليًا على إنتاج قنبلة نووية أو تجميعها، وهذا ما سيوفر لها ورقة ضغط دبلوماسية. ويعتقد تيموخين أن مهمة إسرائيل أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة، فإذا كانت تسعى لتنفيذ ضربة ثانية ضد إيران، فإن عليها أولًا أن تعزز قدرتها الدفاعية ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية المحتملة، وأن تتمكن من صدّها بكفاءة أعلى من الجولة السابقة، وهو ما يتطلب إنشاء مخزون كافٍ من الصواريخ الاعتراضية يكفي لعدة أسابيع أو حتى أكثر من 100 يوم من القتال، وهي ذخائر باهظة الكلفة وتحتاج إلى وقت طويل في الإنتاج. وإلى جانب ذلك، تحتاج إسرائيل إلى تأمين مخزون مماثل من الذخائر الجوية عالية الدقة لقواتها الجوية، بما يسمح بشنّ عمليات جوية طويلة المدى. كما يتعين عليها إعادة بناء شبكتها الاستخباراتية داخل الأراضي الإيرانية، بعد أن تكبّدت خسائر كبيرة، فضلًا عن العمل على تعطيل الإجراءات المضادة التي بدأ الإيرانيون باتخاذها. كيف تسير الحرب الجديدة بين إسرائيل وإيران؟ ويرجح الكاتب إمكانية تحقيق إيران في العام الحالي قفزة نوعية بقدرات قواتها الصاروخية، على أن يترافق ذلك لاحقًا مع زيادة في الكمّ، مما يعزّز قدرتها على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد. وفي المقابل، ستواصل إسرائيل تخزين الذخائر عالية الدقة والصواريخ الاعتراضية لعدة أشهر، ومع كل زيادة بهذا المخزون سترتفع احتمالية تنفيذ هجوم جديد ضد إيران. ووفقا لتيموخين فإن احتمال اندلاع هجوم واسع النطاق سيبدأ بالتصاعد اعتبارًا من سبتمبر/أيلول القادم، ومن المحتمل أن تنفّذ إسرائيل هجومًا جديدًا العام المقبل، لكن في حال حصولها على ضمانات أميركية بالمساندة العسكرية، فقد تقدم على ذلك أواخر هذا العام. وفي حال استخدمت إسرائيل السلاح النووي في الجولة الثانية، فمن المؤكد أن إيران سترد بتطوير سلاح نووي خاص بها، إذ لن يبقى لديها ما تخسره. ويتوقع الكاتب أن أداء الصواريخ الإيرانية سيكون أكثر فاعلية في الجولة المقبلة، نظرًا لاعتمادها على خبرة المعركة الأولى، مستبعدا في ذات الوقت نجاح الدفاعات الجوية الإسرائيلية في استعادة كفاءتها السابقة على المدى القصير. وفي ختام التقرير، يتوقع الكاتب أن تكرر واشنطن نمط تدخلها السابق، من خلال دعم غير مباشر منذ البداية، وقد تتحوّل إلى طرف مشارك في القتال إذا بدأت إسرائيل تخسر حرب الاستنزاف. أما إيران، وفي حال تعرضها لهجمات أميركية متكررة، فسترد بمهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة بشكل مباشر، دون تحذيرات مسبقة كما حدث في الجولة الماضية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store