
آلية اليد الميتة.. هكذا تضمن روسيا ردا نوويا تلقائيا
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم لوكاس كروزيه- أن عبارة "اليد الميتة" التي نطق بها الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف زادت من حدة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة، حتى إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عن تقريب غواصتين نوويتين من الساحل الروسي.
وتشير هذه العبارة إلى نظام يفترض أن يضمن تشغيل الأسلحة النووية الروسية باستقلالية تامة، وحتى من دون قيادة تقريبا. وقال جان دي غلينياستي، السفير الفرنسي السابق لدى روسيا ومدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية، للصحيفة، إن هذا النظام يهدف إلى تحذير الأميركيين كأنه يقول: "احذروا. إذا هاجمتمونا على حين غرة فسنضمن لكم الرد على أي حال".
ويعتمد هذا النظام، الذي طوّر خلال الحقبة السوفياتية والمعروف أيضا باسم "بريميتر"، على شبكة من أجهزة الاستشعار المنتشرة عبر الأراضي الروسية، القادرة على رصد أي هجوم نووي ضخم. ويقول الباحث إتيان ماركوز في مؤسسة البحوث الإستراتيجية إن "هذه الأجهزة حساسة لكل من الانفجارات والومضات المميزة للانفجار النووي. وعند وقوع هجوم مفاجئ واسع النطاق، فإنه يسمح لروسيا بشن هجوم انتقامي بشكل مستقل ومن دون أي أوامر".
وكان الهدف من نظام "بريميتر" هذا في ظل النظام السوفياتي هو تهدئة المخاوف من ضربة أميركية قاضية، تهدف إلى تحييد جميع مراكز التفكير والقيادة السوفياتية لمنع أي رد نووي، لأن "السوفياتيين ومن بعدهم الروس -حسب إتيان ماركوز- كانوا يخشون هذا السيناريو منذ زمن، ولكن بفضل نظام بريميتر لن تفكر الولايات المتحدة ولا غيرها في توجيه ضربة أولى"، علما أن هذا النظام صمّم تاريخيا لضرب الولايات المتحدة.
خطر احتمال إنذار كاذب
وقد تطور هذا النظام تطورا كبيرا منذ إنشائه، إذ كان يعمل في البداية بشكل شبه آلي ويشكل خطرا هائلا بسبب خطر احتمال وقوع إنذار كاذب، ففي عام 1983، على سبيل المثال، رفض ضابط سوفياتي تصديق نظام الكمبيوتر الذي تنبأ بهجوم صاروخي أميركي على الاتحاد السوفياتي، كان من الممكن أن يغير وجه العالم، ويقول جان دي غلينياستي "لقد خدعت انبعاثات الحرارة الطبيعية النظام".
ومنذ ذلك الحين، يبدو أن الروس أضافوا خطوة وسيطة للحد من هذا الخطر، إذ يقول جان دي غلينياستي إن القرار الآن بيد "مقر صغير محمي في ملجأ"، ومن ثم لا يزال التدخل البشري موجودا، وهو أمر "مطمئن نوعا ما"، حسب الدبلوماسي الفرنسي.
لكن أنظمة الاستجابة هذه التي تحافظ على الردع النووي لا تزال غامضة للغاية، لأن الدول لا ترغب في الكشف عن تفاصيلها، تماما كما لا تكشف عن مواقع غواصاتها، مع أن شن هجوم نووي يتطلب قرارا سياسيا.
وختمت الصحيفة بأن الولايات المتحدة -كما يقال- تمتلك أنظمة مماثلة، لكن طبيعتها الدقيقة غامضة، وفي فرنسا يوجد نظام لضمان إرسال أمر الإطلاق لدى وقوع ضربة نووية تودي بحياة رئيس الجمهورية وخليفته الدستوري المباشر، و"لكن القرار سيتخذه دائما شخص طبيعي"، كما يقول إتيان ماركوز، لأن الأسبقية للبشر دائما على الآلات في ما يتعلق بالشؤون النووية، حتى الآن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
تحذيرات من سباق تسلح نووي عالمي جديد
مع بقاء اتفاقية واحدة فقط للأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا ، يرجح الخبراء بدء سباق تسلح جديد، مما يعيد للأذهان خطر الصراع النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا حيث وصل حافة الهاوية، إبان أزمة الصواريخ الكوبية في أوائل ستينيات القرن الماضي. لكن في مطلع سبعينيات القرن الماضي، بدأ القادة الأميركيون والسوفييت في اتخاذ خطوات نحو خفض التصعيد، نتج عنها إبرام عدد من المعاهدات المهمة، منها معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى عام 1987 التي ألغت فئة كاملة من الصواريخ ذات القدرة النووية لكنها انتهت عام 2019 بعد انسحاب الولايات المتحدة. وأمس الثلاثاء، أعلنت روسيا أنها ستنهي القيود التي فرضتها على نشر الصواريخ التي تغطيها الاتفاقية ما يعني أن اتفاقية واحدة بين موسكو واشنطن لاتزال قائمة وهي معاهدة "ستارت الجديدة" والتي من المقرر أن تنتهي في فبراير/شباط المقبل، ويرى الخبراء أنها على وشك الانهيار حتى قبل حلول هذا التاريخ. ويقول ألكسندر بولفراس، الخبير في مجال ضبط الأسلحة النووية في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية "إن انتهاء اتفاقيات الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا لا يزيد بالضرورة من احتمالية الحرب النووية، إلا أنه بالتأكيد لا يقلل من احتمالية نشوبها". ولا تزال موسكو وواشنطن موقعتين على معاهدات دولية متعددة الأطراف تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية واستخدامها، إلا أن ازدياد التوتر في العلاقة بين البلدين، إلى جانب تضاؤل المعاهدات، يثير قلق الكثيرين. وأعرب ناجون من القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية قبل 80 عاما اليوم الأربعاء، عن إحباطهم من تزايد دعم قادة العالم للأسلحة النووية كوسيلة ردع. ووفقا لاتحاد العلماء الأميركيين تمتلك الولايات المتحدة وروسيا رؤوسا حربية أقل بكثير مما كانت عليه قبل عقود، ففي عام 1986، كان لدى الاتحاد السوفياتي أكثر من 40 ألف رأس نووي، بينما كان لدى الولايات المتحدة أكثر من 20 ألف رأس، حيث أدت سلسلة من اتفاقيات ضبط الأسلحة إلى خفض هذه المخزونات بشكل حاد. و في مارس/آذار 2025 قدر اتحاد العلماء الأميركيين أن روسيا تمتلك 5459 رأسا نوويا، بينما تمتلك الولايات المتحدة 5177 رأسا. ويمثل ذلك مجتمِعا حوالي 87% من الأسلحة النووية في العالم. معاهدات وانسحابات وقّعت واشنطن وموسكو سلسلة من المعاهدات الرئيسية بهذا الصدد، ففي مايو/أيار 1972 وبعد مرور 10 سنوات على أزمة الصواريخ الكوبية، وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أولى محادثات الحد من الأسلحة الإستراتيجية ( سالت 1) وهي أول معاهدة تضع قيودا على عدد الصواريخ والقاذفات والغواصات التي تحمل أسلحة نووية. وفي الوقت نفسه، وقع الجانبان أيضا معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية (إيه بي إم) التي تضع قيودا على أنظمة الدفاع الصاروخي التي تحمي من الضربة النووية. في عام 1987، وقع الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف والرئيس الأميركي في ذلك الوقت رونالد ريغان معاهدة "الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى" (آي إن إف) التي حظرت الصواريخ التي يتراوح مداها بين 500 و5500. انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من هذه الاتفاقية خلال ولايته الأولى، معللا ذلك بانتهاكات روسية نفتها موسكو. وأعلن البيت الأبيض وقتئذ أن الاتفاقية وضعت الولايات المتحدة في موقف إستراتيجي غير مؤات مقارنة بالصين وإيران ، اللتين لم تكن أي منهما طرفا في الاتفاقية، واللتين قال إن كلا منهما تمتلك أكثر من ألف صاروخ متوسط المدى. من جهته، أكد الكرملين في البداية التزامه بأحكامها، لكنه أنهى هذا التعهد أمس الثلاثاء، وحتى قبل ذلك، اختبرت موسكو صاروخها الجديد متوسط المدى " أوريشنيك" فائق السرعة على أوكرانيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيتم نشر هذه الصواريخ في بيلاروسيا، جارة روسيا وحليفتها، في وقت لاحق من هذا العام. وفي الوقت نفسه، قلصت معاهدة "ستارت1" لخفض الأسلحة النووية، الموقعة عام 1991، الترسانات الإستراتيجية للرؤوس النووية الأميركية والروسية، بالإضافة إلى الصواريخ والقاذفات والغواصات التي تحملها. وقد انتهت صلاحيتها منذ ذلك الحين. وتم توقيع معاهدة أخرى، وهي "ستارت 2″، لكنها لم تدخل حيز النفاذ. في عام 2002، انسحب الرئيس جورج دبليو بوش من اتفاقية الحد من الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، بسبب مخاوف من أن الاتفاقية قد تحد من قدرات الولايات المتحدة على التصدي للهجمات، بما في ذلك من دول مثل إيران وكوريا الشمالية. عارضت روسيا هذه الخطوة بشدة، خوفا من أن تسمح للولايات المتحدة بتطوير قدرة من شأنها أن تضعف ردعها النووي. وكانت آخر معاهدة ثنائية متبقية، وهي معاهدة ستارت الجديدة، الموقعة في أبريل/نيسان 2010، تهدف إلى وضع قيود على الأسلحة النووية وقاذفاتها المنتشرة، وفرض عمليات تفتيش ميدانية. وتُعد هذه المعاهدة أيضا "ميتة وظيفيا"، كما قال سيدهارث كوشال، الزميل البارز في العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن. إعلان وتنتهي هذه المعاهدة في 5 فبراير/شباط 2026، وقد علقت روسيا مشاركتها بالفعل بعد غزوها لأوكرانيا، مما أدى إلى توقف عمليات التفتيش الميدانية للمواقع النووية الروسية. ورغم ذلك أكدت موسكو أنها ستواصل الالتزام بالقيود التي تفرضها الاتفاقية على قواتها النووية. القوى البازغة ويرى ألكسندر بولفراس، الخبير في مجال ضبط الأسلحة النووية، أن روسيا والولايات المتحدة "ليستا اللاعبين الوحيدين. فقد أدت معاهدتا الأسلحة النووية متوسطة المدى وستارت الجديدة على وجه الخصوص، إلى عمليات تفتيش ميدانية جادة خفضت التوترات في أوروبا. وقد يؤدي انتهاء هاتين المعاهدتين إلى تصعيد التوترات بين الطرفين". ويرى الخبراء أن انتهاءهما قد يزيد من حدة التوترات بين خصمي الحرب الباردة، ويعكسان أيضا اهتماما أوسع بالصواريخ متوسطة المدى المسلحة تقليديا، مشيرين إلى النشر الأميركي المخطط له لهذه الصواريخ في أوروبا والمحيط الهادي، بالإضافة إلى استخدام إسرائيل وإيران للصواريخ خلال حربهما الأخيرة. ويستبعد كوشال من المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية في بريطانيا إبرام اتفاقيات ثنائية جديدة بشأن الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا في المستقبل القريب مبررا ذلك بـ"انعدام مستوى الثقة اللازم للتفاوض على اتفاقية للحد من الأسلحة والمضي قدما فيها". و يوضح أن الولايات المتحدة "تنظر بشكل متزايد إلى تهديدات أخرى. فقد انسحبت كل من إدارتي بوش وترامب من معاهدات مع روسيا، جزئيا بسبب مخاوف من أن الاتفاقيات لم تضع قيودا على تكديس الدول الأخرى للأسلحة النووية". ويرى كوشال أنه مع تزايد تنافس الصين مع الولايات المتحدة وروسيا نوويا، "فقد يؤدي ذلك إلى دوامة تنافسية يمكن لواشنطن من خلالها تطوير المزيد من الأسلحة النووية، بالإضافة إلى الأسلحة التقليدية، لمواجهة ما تعتبره تهديدا من بكين، أيّ زيادة في الأسلحة الأميركية متوسطة أو طويلة المدى قد تدفع روسيا بدورها إلى زيادة ترسانتها النووية". ولكن حتى مع انتهاء معاهدات الحرب الباردة، قد يستمر تفكير الحرب الباردة قائما ما يدفع الخبراء إلى التحذير من "احتمال الدمار المتبادل" مؤكدين أن الأمر يتطلب ضبط النفس.


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
ما حجم التقدم في مباحثات ويتكوف وبوتين لإنهاء حرب أوكرانيا؟
تتصاعد التساؤلات بشأن حجم التقدم الذي أفرزته مباحثات المبعوث الرئاسي الأميركي ستيفن ويتكوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن مستقبل حرب أوكرانيا بعد حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مباحثات "مثمرة للغاية". ويتمثل التقدم بإيجاد حلول وسط "قد تتضمن تنازلات روسية ليست جوهرية"، مثل توافق على وقف مؤقت للهجمات الجوية بين موسكو وكييف، وهدن إنسانية لتبادل الأسرى والجثث، وفق حديث الباحث السياسي والإستراتيجي رولاند بيجاموف لبرنامج "ما وراء الخبر". وتمثل المباحثات بداية مناقشات نحو إطار جديد يتضمن التعامل مع شروط روسية -حسب كبيرة الباحثين في معهد كوينسي كيلي فلاهوس- مثل عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ووضع أوكرانيا بعد الحرب بحيث لا توجد قوات عسكرية أوروبية وأميركية على أراضيها. ولا يمكن إحداث تطور جوهري والمضي قدما في مفاوضات حقيقية لإنهاء حرب أوكرانيا من دون "معالجة هاتين المسألتين"، فالتوصل لوقف إطلاق النار "غير ممكن" من دون تسوية ذلك. ووفق فلاهوس، فإن هاتين المسألتين هما الأساس للتوصل إلى حل، وليس وقف إطلاق النار وفرض عقوبات وتعريفات جمركية، فهذه "أدوات دبلوماسية حربية لن تؤدِي إلى نتائج مرجوة". لكن ليست من مصلحة موسكو وقف حرب أوكرانيا "إلا إذا نفذت مطالبها، وحصلت على ضمانات، ورفعت العقوبات عنها"، إذ "تكسب في ميدان الحرب وفي سباق التسلح"، حسب حديث بيجاموف. وتتفق كبيرة الباحثين في معهد كوينسي مع ذلك، فموقف روسيا قوي، ويواصل جيشها مهاجمة أوكرانيا ويسيطر على مزيد من أراضيها، وباستطاعتها وضع الشروط على طاولة المفاوضات، وليست كييف التي تتموضع في موقع دفاعي. وبناء على هذه المعطيات، تحاول روسيا كسب الوقت لكي تصبح الأمور لصالحها في ظل "أفضليتها العسكرية في الميدان، وقدرتها على إطالة الحرب أكثر من أوكرانيا". مهلة ترامب كما تبدو روسيا هادئة مع اقتراب المهلة التي حددها ترامب لروسيا لوقف حرب أوكرانيا، إذ "لم تأخذها على محمل الجد، ولم يعلق عليها بوتين، في وقت أظهر فيه المسؤولون الروس صبرا إستراتيجيا"، وفق بيجاموف. ورجح مواصلة الحوار بين واشنطن وموسكو في ظل الحديث عن "شراكة إستراتيجية"، وقلل في الوقت نفسه من شراء أوكرانيا أسلحة أميركية جديدة بـ200 مليون دولار، مؤكدا أنه لا يمكن مقارنة هذه الصفقة بفترة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. وفي هذا الإطار، قال مسؤول أميركي رفيع إن اجتماع ويتكوف في روسيا "سار بشكل جيد"، مشيرا إلى أن "موسكو حريصة على مواصلة التنسيق مع الولايات المتحدة". كما أن واشنطن قد لا تستمر طويلا في مساعيها الرامية لإنهاء حرب أوكرانيا، فترامب قد ينسحب تاركا هذه الساحة الأوروبية للتركيز على الصراع مع الصين، في حين "تستعد النخبة الأوروبية الأيديولوجية الحاكمة لحرب مع الروس عام 2030″، كما يقول بيجاموف.


الجزيرة
منذ 8 ساعات
- الجزيرة
أي أثر لزيارة ويتكوف إلى روسيا؟
ناقش برنامج 'ما وراء الخبر' -في حلقته بتاريخ (2025/8/6)- أبرز الرسائل التي حرصت موسكو وواشنطن على إيصالها خلال زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف إلى روسيا. اقرأ المزيد