
"ثلاث أكاذيب" في قلب جامعة هارفارد.. ما الحقيقة؟
يجذب تمثال جون هارفارد في قلب الجامعة الأميركية التي تحمل اسمه أعدادا كبيرة من السياح، ويحظى بمكانة رمزية خاصة لدى المنتسبين إلى ذلك الصرح الجامعي العريق. ورغم أن شعار الجامعة هو "الحقيقة"، فإن ذلك المعلم البارز في وسطها يلقب بـ"تمثال الأكاذيب الثلاث"، وذلك على خلفية معلومات غير دقيقة. فما قصة ذلك؟
يُعدّ تمثال جون هارفارد معلما بارزا في "ساحة هارفارد"، وهي المساحة الخضراء التاريخية والمركزية داخل حرم الجامعة في مدينة كامبردج بولاية ماساتشوستس، شمال شرق الولايات المتحدة.
ويحرص كثير من السياح الذين يزورون ذلك الفضاء التاريخي على التقاط صور إلى جانب تمثال جون هارفارد (1607-1638)، وهو رجل دين ارتبط اسمه بالجامعة التي تحمل اسمه وكان من أوائل المتبرعين لها.
ويعتقد السياح أن لمس القدم اليسرى للتمثال -وهي مصنوعة من البرونز لكن لونها أصبح يميل إلى اللون الذهبي اللامع- يجلب الحظ السعيد. كما أن طلاب الجامعة بدورهم يقدمون باستمرار على الحركة نفسها، وهم في طريقهم إلى الفصول الدراسية، آملين أن يُحالفهم الحظ في الاختبارات الأكاديمية.
لكن الإقبال الكثيف على ذلك التمثال، والسمعة الراسخة للجامعة التي تعتمد "الحقيقة" شعارا لها، يجعلان كثيرا من الزوار لا يعيرون كبير اهتمام للقب الذي يحمله، وهو "تمثال الأكاذيب الثلاث" وذلك بسبب أخطاء منقوشة عليه، وفق موقع إلكتروني تابع للجامعة الذي يسلط الأضواء على تلك "الأكاذيب" ويكشف حقيقتها.
رأس جون هارفارد؟
"الكذبة" الأولى التي يقف عندها الموقع الإلكتروني هي هوية جون هارفارد، وتحديدا عدم تطابق التمثال مع ملامح من يحمل اسمه. فعلى الرغم من أن اسم "جون هارفارد" مكتوب على قاعدة التمثال، فإنه ليس من المؤكد أنه يشبه في الواقع ملامح جون هارفارد، والسبب أنه لا توجد أي صور حية لجون هارفارد، ولا تروج في أدبيات الجامعة توصيفات لشخصه وشكله، وغير ذلك من المعلومات الخاصة.
كما أن التمثال تم تصميمه عام 1884 أي بعد أكثر من قرنين على وفاة جون هارفارد. واستوحى مصمم التمثال النحات دانيال تشيستر فرينش رأس جون هارفارد من نموذج رأس شيرمان هوار (1860-1898) وهو سياسي وحقوقي بارز من ولاية ماساتشوستس.
جون هارفارد ليس "المؤسس"
يسود اعتقاد شبه راسخ لدى كثيرين أن جون هارفارد هو مؤسس الجامعة الأميركية العريقة التي تحمل اسمه. ومما يزيد في تثبيت ذلك الاعتقاد أن النقش على التمثال يشير إلى الرجل باعتباره "المؤسس". وهذا غير صحيح، وفق الموقع الإلكتروني للجامعة.
ويشير الموقع إلى أن هارفارد لم يكن حتى طالبًا في الكلية، لكنه كان أول المتبرعين لذلك الصرح الجامعي بنصف ممتلكاته وبمكتبته التي تضم أكثر من 400 كتاب.
تاريخ التأسيس
ويشير نقش التمثال إلى أن جامعة هارفارد أُسست عام 1638، وهذا ليس صحيحا. فالجامعة أُسست رسميا يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 1636، وكانت في البداية تسمى "الكلية الجديدة"، ولم تحمل اسمها الشهير "جامعة هارفارد" إلا عام 1639 بعد أن أصبح جون هارفارد أول المتبرعين لها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
تاريخ الصلاحية.. كذبة لذيذة تفسد العالم!
في زمن الوفرة المزيفة، تتحوّل عبوات الزبادي المغلقة، وأكياس الخضار النضرة، وأرغفة الخبز الطازجة، إلى ضحايا ملصق صغير يحمل رقمًا غامضًا، فيلقى بها إلى مصير النسيان في حاويات الهدر التي تئن تحت وطأة طعام لم يذقه أحد! هنا، حيث يتحول التاريخ المدون إلى سيف مسلط على رقاب الأغذية، تسقط بين أنيابه مليارات الأطنان سنويًا، تذرف كدموع الأرض التي نستهين بثمارها. فهل نحن أمام كذبة تاريخية، صنعتها أيادٍ خفية تلاعب وعي المستهلك وتبدد موارد الكوكب؟ تشير الأرقام إلى أن 40% من إنتاج العالم الغذائي يتحول إلى نفايات مروعة تقدر بـ 1.3 مليار طن سنويًا، بينما تهدر مياه عذبة تكفي لملء 68 مليون حوض سباحة في زراعة محاصيل تصل نهايتها إلى المطامر! بين نار الجوع وثلج الهدر: إحصاءات تجمد القلب! تشير الأرقام إلى أن 40% من إنتاج العالم الغذائي يتحول إلى نفايات مروعة تقدر بـ 1.3 مليار طن سنويًا، بينما تهدر مياه عذبة تكفي لملء 68 مليون حوض سباحة في زراعة محاصيل تصل نهايتها إلى المطامر! وفي الولايات المتحدة وحدها، تدفع الأسر ضريبةً خفيةً تصل إلى 2200 دولار سنويًا لقاء طعام لم يلمس إلا بالعينين قبل إعدامه.. ترى، أليس هذا استنزافًا لحاضر البشرية ومستقبلها؟ "انتهت صلاحيته!".. جملة اختُزلت فيها حياة المنتج الغذائي، رغم أنها في حقيقتها مجرد إشارة إلى ذروة نكهته، لا نهاية أمانه. ففي غياب تشريع عالمي موحد، تتحكم الشركات بصياغة هذه التواريخ كفن تسويقي لضمان "تجربة تذوق مثالية" تكرس ولاء الزبون، لا لحمايته. حتى إن متجر "مارك أند سبنسر" البريطاني اعتمدها في السبعينيات كحيلة لتفريغ المخازن بسرعة، فتحولت مع الأيام إلى عقيدة استهلاكية عمياء. المستهلك.. ضحية التضليل بين القوانين والوهم "هل أتجرأ على أكل هذا؟".. تساؤل يطارد كل من يمسك بعلبة تجاوزت تاريخها بأيام. لكن الحقيقة المُرَّة تكمن في أن 90% من الأغذية المعلبة تبقى صالحةً لشهور بعد التاريخ المذكور، إذا وضعت في ظروف تخزين سليمة، بينما تفسد لحوم السوبرماركت أحيانًا قبل الموعد المدون بسبب سوء التعامل مع سلسلة التبريد! هنا، يتحول المستهلك إلى رهينة خوف مبرمج، يدفعه إلى التخلص من كنوز غذائية كان بإمكانها إنقاذ جائع. في غياب تشريع عالمي موحد، تتحكم الشركات بصياغة هذه التواريخ كفن تسويقي لضمان "تجربة تذوق مثالية" تكرس ولاء الزبون، لا لحمايته كل لقمة تهدر، تهدر معها أيام مُزارع سهر تحت الأمطار، ووقود شاحنات قطعت الصحاري، ودموع أم لا تجد قوت أطفالها ثقافة الهدر: جريمة اجتماعية بثوب حضاري لم يعد الهدر مجرد إهمال فردي، بل صار صناعةً تدعمها معايير جمالية ظالمة: خضراوات تُرفض لعدم استدارتها، وفواكه تهمل لشكلها غير "الإنستغرامي"، وموائد تزين بأطباق فاخرة لا تؤكل إلا بالكاميرات! حتى المتاجر تتبارى في تكديس الرفوف كدليل وهمي على الرفاهية، بينما تحرق الفائضات في الخفاء. وفي المقابل، يعيش 828 مليون إنسان على كفّ الجوع، كأن الكوكب يدار بمنطق "المائدة للعرض فقط"! صحوة الحواس: ثورة ضد طغيان الأرقام بدأت بعض الدول في انتفاضة ضد هذه الأوهام: فبريطانيا ألغت تواريخ "يباع قبل" على منتجاتها، ودول أوروبية اعتمدت ملصقات واضحةً تفرق بين "الأفضل قبل" للجودة و"الاستخدام قبل" للسلامة. أما "موريسونز"، فحثت زبائنها على استعادة حسهم البديهي: "شموا، انظروا، جربوا.. فالطعام يخبركم عن نفسه!". لنستبدل ثقافة "التاريخ المقدس" بوعي إنساني يقدر الدور الطبيعي للطعام، ويعيد الاعتبار إلى حواسنا كأقدم جهاز فحص غذائي؛ لأن الكوكب لا يتحمل المزيد من أكاذيب تزينها أرقام بلا روح من مطبخك يبدأ التغيير: دليل الناجحين من براثن الهدر البيض: ضعه في كوب ماء، إن غاص أفقيًا فهو طازج، وإن وقف عموديًا استخدمه سريعًا، وإن طفا فتخلص منه. اللبن: رائحة حامضية أو ملمس متكتل يعنيان فساده، لا مجرد تاريخ منتهٍ. المعلبات: ما دامت العلبة سليمة ولم تنتفخ، فمحتوياتها غالبًا آمنة لسنوات. الخبز: العفن الظاهر يعني التخلص الفوري، أما الجفاف فيصلحه تحميص أو تحويل إلى بقسماط. إعلان الغذاء ليس رقمًا.. إنه حكاية أرض وإنسان كل لقمة تهدر، تهدر معها أيام مُزارع سهر تحت الأمطار، ووقود شاحنات قطعت الصحاري، ودموع أم لا تجد قوت أطفالها. فلنستبدل ثقافة "التاريخ المقدس" بوعي إنساني يقدر الدور الطبيعي للطعام، ويعيد الاعتبار إلى حواسنا كأقدم جهاز فحص غذائي؛ لأن الكوكب لا يتحمل المزيد من أكاذيب تزينها أرقام بلا روح.


الجزيرة
منذ 7 أيام
- الجزيرة
روبرت بريفوست أول أميركي على كرسي الفاتيكان
بروفايل انتُخب الكاردينال الأميركي روبرت بريفوست على رأس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية خلفا للبابا فرنسيس، وسيحمل اسم ليو 14، ليصبح البابا 67 بعد المئتين على رأس الكنيسة الكاثوليكية. اقرأ المزيد المصدر : الجزيرة


الجزيرة
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
"ثلاث أكاذيب" في قلب جامعة هارفارد.. ما الحقيقة؟
يجذب تمثال جون هارفارد في قلب الجامعة الأميركية التي تحمل اسمه أعدادا كبيرة من السياح، ويحظى بمكانة رمزية خاصة لدى المنتسبين إلى ذلك الصرح الجامعي العريق. ورغم أن شعار الجامعة هو "الحقيقة"، فإن ذلك المعلم البارز في وسطها يلقب بـ"تمثال الأكاذيب الثلاث"، وذلك على خلفية معلومات غير دقيقة. فما قصة ذلك؟ يُعدّ تمثال جون هارفارد معلما بارزا في "ساحة هارفارد"، وهي المساحة الخضراء التاريخية والمركزية داخل حرم الجامعة في مدينة كامبردج بولاية ماساتشوستس، شمال شرق الولايات المتحدة. ويحرص كثير من السياح الذين يزورون ذلك الفضاء التاريخي على التقاط صور إلى جانب تمثال جون هارفارد (1607-1638)، وهو رجل دين ارتبط اسمه بالجامعة التي تحمل اسمه وكان من أوائل المتبرعين لها. ويعتقد السياح أن لمس القدم اليسرى للتمثال -وهي مصنوعة من البرونز لكن لونها أصبح يميل إلى اللون الذهبي اللامع- يجلب الحظ السعيد. كما أن طلاب الجامعة بدورهم يقدمون باستمرار على الحركة نفسها، وهم في طريقهم إلى الفصول الدراسية، آملين أن يُحالفهم الحظ في الاختبارات الأكاديمية. لكن الإقبال الكثيف على ذلك التمثال، والسمعة الراسخة للجامعة التي تعتمد "الحقيقة" شعارا لها، يجعلان كثيرا من الزوار لا يعيرون كبير اهتمام للقب الذي يحمله، وهو "تمثال الأكاذيب الثلاث" وذلك بسبب أخطاء منقوشة عليه، وفق موقع إلكتروني تابع للجامعة الذي يسلط الأضواء على تلك "الأكاذيب" ويكشف حقيقتها. رأس جون هارفارد؟ "الكذبة" الأولى التي يقف عندها الموقع الإلكتروني هي هوية جون هارفارد، وتحديدا عدم تطابق التمثال مع ملامح من يحمل اسمه. فعلى الرغم من أن اسم "جون هارفارد" مكتوب على قاعدة التمثال، فإنه ليس من المؤكد أنه يشبه في الواقع ملامح جون هارفارد، والسبب أنه لا توجد أي صور حية لجون هارفارد، ولا تروج في أدبيات الجامعة توصيفات لشخصه وشكله، وغير ذلك من المعلومات الخاصة. كما أن التمثال تم تصميمه عام 1884 أي بعد أكثر من قرنين على وفاة جون هارفارد. واستوحى مصمم التمثال النحات دانيال تشيستر فرينش رأس جون هارفارد من نموذج رأس شيرمان هوار (1860-1898) وهو سياسي وحقوقي بارز من ولاية ماساتشوستس. جون هارفارد ليس "المؤسس" يسود اعتقاد شبه راسخ لدى كثيرين أن جون هارفارد هو مؤسس الجامعة الأميركية العريقة التي تحمل اسمه. ومما يزيد في تثبيت ذلك الاعتقاد أن النقش على التمثال يشير إلى الرجل باعتباره "المؤسس". وهذا غير صحيح، وفق الموقع الإلكتروني للجامعة. ويشير الموقع إلى أن هارفارد لم يكن حتى طالبًا في الكلية، لكنه كان أول المتبرعين لذلك الصرح الجامعي بنصف ممتلكاته وبمكتبته التي تضم أكثر من 400 كتاب. تاريخ التأسيس ويشير نقش التمثال إلى أن جامعة هارفارد أُسست عام 1638، وهذا ليس صحيحا. فالجامعة أُسست رسميا يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 1636، وكانت في البداية تسمى "الكلية الجديدة"، ولم تحمل اسمها الشهير "جامعة هارفارد" إلا عام 1639 بعد أن أصبح جون هارفارد أول المتبرعين لها.