logo
تاريخ الصلاحية.. كذبة لذيذة تفسد العالم!

تاريخ الصلاحية.. كذبة لذيذة تفسد العالم!

الجزيرة١٨-٠٥-٢٠٢٥
في زمن الوفرة المزيفة، تتحوّل عبوات الزبادي المغلقة، وأكياس الخضار النضرة، وأرغفة الخبز الطازجة، إلى ضحايا ملصق صغير يحمل رقمًا غامضًا، فيلقى بها إلى مصير النسيان في حاويات الهدر التي تئن تحت وطأة طعام لم يذقه أحد!
هنا، حيث يتحول التاريخ المدون إلى سيف مسلط على رقاب الأغذية، تسقط بين أنيابه مليارات الأطنان سنويًا، تذرف كدموع الأرض التي نستهين بثمارها. فهل نحن أمام كذبة تاريخية، صنعتها أيادٍ خفية تلاعب وعي المستهلك وتبدد موارد الكوكب؟
تشير الأرقام إلى أن 40% من إنتاج العالم الغذائي يتحول إلى نفايات مروعة تقدر بـ 1.3 مليار طن سنويًا، بينما تهدر مياه عذبة تكفي لملء 68 مليون حوض سباحة في زراعة محاصيل تصل نهايتها إلى المطامر!
بين نار الجوع وثلج الهدر: إحصاءات تجمد القلب!
تشير الأرقام إلى أن 40% من إنتاج العالم الغذائي يتحول إلى نفايات مروعة تقدر بـ 1.3 مليار طن سنويًا، بينما تهدر مياه عذبة تكفي لملء 68 مليون حوض سباحة في زراعة محاصيل تصل نهايتها إلى المطامر!
وفي الولايات المتحدة وحدها، تدفع الأسر ضريبةً خفيةً تصل إلى 2200 دولار سنويًا لقاء طعام لم يلمس إلا بالعينين قبل إعدامه.. ترى، أليس هذا استنزافًا لحاضر البشرية ومستقبلها؟
"انتهت صلاحيته!".. جملة اختُزلت فيها حياة المنتج الغذائي، رغم أنها في حقيقتها مجرد إشارة إلى ذروة نكهته، لا نهاية أمانه.
ففي غياب تشريع عالمي موحد، تتحكم الشركات بصياغة هذه التواريخ كفن تسويقي لضمان "تجربة تذوق مثالية" تكرس ولاء الزبون، لا لحمايته. حتى إن متجر "مارك أند سبنسر" البريطاني اعتمدها في السبعينيات كحيلة لتفريغ المخازن بسرعة، فتحولت مع الأيام إلى عقيدة استهلاكية عمياء.
المستهلك.. ضحية التضليل بين القوانين والوهم
"هل أتجرأ على أكل هذا؟".. تساؤل يطارد كل من يمسك بعلبة تجاوزت تاريخها بأيام. لكن الحقيقة المُرَّة تكمن في أن 90% من الأغذية المعلبة تبقى صالحةً لشهور بعد التاريخ المذكور، إذا وضعت في ظروف تخزين سليمة، بينما تفسد لحوم السوبرماركت أحيانًا قبل الموعد المدون بسبب سوء التعامل مع سلسلة التبريد! هنا، يتحول المستهلك إلى رهينة خوف مبرمج، يدفعه إلى التخلص من كنوز غذائية كان بإمكانها إنقاذ جائع.
في غياب تشريع عالمي موحد، تتحكم الشركات بصياغة هذه التواريخ كفن تسويقي لضمان "تجربة تذوق مثالية" تكرس ولاء الزبون، لا لحمايته
كل لقمة تهدر، تهدر معها أيام مُزارع سهر تحت الأمطار، ووقود شاحنات قطعت الصحاري، ودموع أم لا تجد قوت أطفالها
ثقافة الهدر: جريمة اجتماعية بثوب حضاري
لم يعد الهدر مجرد إهمال فردي، بل صار صناعةً تدعمها معايير جمالية ظالمة: خضراوات تُرفض لعدم استدارتها، وفواكه تهمل لشكلها غير "الإنستغرامي"، وموائد تزين بأطباق فاخرة لا تؤكل إلا بالكاميرات!
حتى المتاجر تتبارى في تكديس الرفوف كدليل وهمي على الرفاهية، بينما تحرق الفائضات في الخفاء. وفي المقابل، يعيش 828 مليون إنسان على كفّ الجوع، كأن الكوكب يدار بمنطق "المائدة للعرض فقط"!
صحوة الحواس: ثورة ضد طغيان الأرقام
بدأت بعض الدول في انتفاضة ضد هذه الأوهام: فبريطانيا ألغت تواريخ "يباع قبل" على منتجاتها، ودول أوروبية اعتمدت ملصقات واضحةً تفرق بين "الأفضل قبل" للجودة و"الاستخدام قبل" للسلامة. أما "موريسونز"، فحثت زبائنها على استعادة حسهم البديهي: "شموا، انظروا، جربوا.. فالطعام يخبركم عن نفسه!".
لنستبدل ثقافة "التاريخ المقدس" بوعي إنساني يقدر الدور الطبيعي للطعام، ويعيد الاعتبار إلى حواسنا كأقدم جهاز فحص غذائي؛ لأن الكوكب لا يتحمل المزيد من أكاذيب تزينها أرقام بلا روح
من مطبخك يبدأ التغيير: دليل الناجحين من براثن الهدر
البيض: ضعه في كوب ماء، إن غاص أفقيًا فهو طازج، وإن وقف عموديًا استخدمه سريعًا، وإن طفا فتخلص منه.
اللبن: رائحة حامضية أو ملمس متكتل يعنيان فساده، لا مجرد تاريخ منتهٍ.
المعلبات: ما دامت العلبة سليمة ولم تنتفخ، فمحتوياتها غالبًا آمنة لسنوات.
الخبز: العفن الظاهر يعني التخلص الفوري، أما الجفاف فيصلحه تحميص أو تحويل إلى بقسماط.
إعلان
الغذاء ليس رقمًا.. إنه حكاية أرض وإنسان
كل لقمة تهدر، تهدر معها أيام مُزارع سهر تحت الأمطار، ووقود شاحنات قطعت الصحاري، ودموع أم لا تجد قوت أطفالها.
فلنستبدل ثقافة "التاريخ المقدس" بوعي إنساني يقدر الدور الطبيعي للطعام، ويعيد الاعتبار إلى حواسنا كأقدم جهاز فحص غذائي؛ لأن الكوكب لا يتحمل المزيد من أكاذيب تزينها أرقام بلا روح.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

موسم في مهبّ الريح.. مزارعو البقاع اللبناني يواجهون قسوة المناخ وتخلّي الدولة
موسم في مهبّ الريح.. مزارعو البقاع اللبناني يواجهون قسوة المناخ وتخلّي الدولة

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

موسم في مهبّ الريح.. مزارعو البقاع اللبناني يواجهون قسوة المناخ وتخلّي الدولة

البقاع- على امتداد سهل البقاع، حيث كانت خضرة الأرض تحاكي زرقة السماء، يقف المزارع اللبناني اليوم في مواجهة أقسى موسم زراعي في تاريخه الحديث، وسط أزمة مناخية واقتصادية خانقة. ولم تعد الأمطار تغيث الأرض، ولا الدولة تمدّ يد العون. وفي ظل هذا الفراغ، جاءت ضريبة المازوت لتقصم ظهر الفلاح، وترفع كلفة الإنتاج إلى مستويات لم يعهدها من قبل. في الماضي، كانت السماء تمنح الأرض ماءها، أما اليوم فيرويها المزارع من عرقه، بعدما تضاعفت تكلفة الري لتشكل نحو 30% من إجمالي النفقات، مقارنة بـ10% فقط في السنوات السابقة. هذا الواقع دفع كثيرين إلى تقليص المساحات المزروعة، بل التخلي عنها تماما في بعض الحالات. ومن ضجيج القذائف إلى صمت الحقول، ومن أرض كانت تزهر إلى أرض تتشقّق من العطش، يعيش الفلاح البقاعي تحت حصار متعدد الأوجه: مناخي، واقتصادي، وسياسي، يهدد ليس فقط موسمه الحالي، بل مصير الزراعة برمّتها في لبنان. وفي حديث خاص للجزيرة نت، وصف رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع، إبراهيم الترشيشي، واقع القطاع الزراعي بـ"السلسلة المتشابكة من الأزمات التي وضعت الموسم بأكمله في مهبّ الريح"، مؤكدا أن حجم الإنتاج تراجع بشكل مقلق هذا العام، في ظل انسداد الأفق وغياب أي دعم فعلي من الدولة. وأوضح الترشيشي أن الموسم الزراعي بدأ هذا العام تحت القصف، إذ عاش المزارعون 66 يوما في ظل الحرب، وما إن انتهى رعب القذائف حتى حلّ شبح الجفاف، الذي خيّم على المنطقة وجعل الأمل في محصول جيد يتلاشى. أمطار شحيحة وأشار الترشيشي إلى أن معدلات الأمطار سجّلت تراجعا غير مسبوق هذا العام، موضحا أن المعدل السنوي الطبيعي للأمطار في البقاع يتراوح بين 600 و625 ملم، بينما لم يتجاوز هذا العام 230 ملم فقط، أي ما يقارب 35% من المعدل المعتاد. هذا النقص الحاد في الهطول تسبّب في خسائر متفاوتة بين المزارعين، نحو 15% منهم فقدوا محاصيلهم بالكامل، في حين لم يحصد نصفهم سوى نصف الكمية المعتادة، رغم أنهم تحمّلوا تكاليف الإنتاج نفسها. أما الباقون، فقد اضطروا إلى رفع كلفة الري إلى 4 أضعاف. وأضاف الترشيشي: "في السابق، كانت كلفة الري تشكّل نحو 7% من إجمالي تكاليف الإنتاج، أما اليوم فقد تجاوزت 30%، وهو ما يثقل كاهل الفلاحين بشكل خطير". وأكد أن محصول القمح كان الأكثر تضررا من غياب الأمطار، مشيرا إلى أن بعض المزارعين راهنوا على شتاء متأخر، لكن الشهور من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان مضت دون أن تحمل غيثا يُرتجى، مما أسفر عن تراجع كبير في إنتاج الأشجار المثمرة أيضا. وحذّر الترشيشي من أن بساتين يعود عمرها لعشرات السنين باتت مهددة بالموت، وهو ما يصعب تعويضه بأي شكل من الأشكال. ونوّه إلى أن تقلص المساحات المزروعة سيؤدي حتما إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع الأسعار، مشدّدا على أن "الغلاء ليس نتاج جشع، بل نتيجة لندرة المعروض وارتفاع كلفة الزراعة"، وضرب مثالا بسعر الكرز الذي وصل إلى 20 دولارا للكيلوغرام، نتيجة تأثر الإنتاج الشديد بالتقلّبات المناخية. التصدير في مأزق وفي ما يتعلّق بتسويق المحاصيل، أشار الترشيشي إلى أن الطريق البري إلى الدول العربية -الذي يُعد شريانا حيويا للقطاع- لا يزال مغلقا منذ أكثر من 3 سنوات ونصف سنة. وقال: "نحتاج سنويا إلى تصدير نحو 200 ألف طن من البطاطا، لكن الطريق البري ما زال مقفلا". وكشف عن اقتراح قدمه المزارعون إلى الدولة اللبنانية يقضي بنقل البضائع إلى الحدود السعودية أو الأردنية، ثم إعادة تحميلها على غرار ما يقوم به السوريون، لكن حتى اليوم لم يصدر أي رد رسمي على هذا المقترح. أما خيار التصدير البحري، فقد ضاعف كلفة الشحن من 1800 دولار إلى أكثر من 5500 دولار للحاوية، وهو ما يجعل من المستحيل منافسة دول مثل مصر وسوريا وباكستان. غياب الدولة في ختام حديثه، حمّل الترشيشي الدولة اللبنانية مسؤولية التقاعس في مواجهة الجفاف، قائلا: "صحيح أن المناخ ليس بيد أحد، لكن الدولة مسؤولة عن بناء السدود وتخزين مياه الشتاء، وهذه المشاريع لا تزال غائبة بالكامل". وأضاف بأسى: "عندما تفيض السيول نصرخ، بينما كان يفترض أن نكون قد خزّناها قبل أن تضيع. نحتاج إلى تفعيل الدعم الزراعي فعليا، وليس بمسميات فقط. مؤسسة إيدال كانت توفّر دعما حقيقيا، أما اليوم فيُحسب على سعر صرف 1500 ليرة (للدولار)، بينما تجاوز الدولار 60 ألفا". القطاع المنكوب من جهته، أكد المزارع حمزة الموسوي أن الموسم الحالي هو "الأسوأ منذ سنوات"، مشيرا إلى أن آبار الري قد جفّت بالكامل، وأنهم باتوا يعتمدون على مضخات تعمل بالمازوت بكلفة باهظة، ازدادت بعد فرض ضرائب إضافية على المحروقات. وحذّر الموسوي من أن نسبة كبيرة من المزارعين ستتوقف عن الزراعة هذا الصيف، متوقعا أن تصل نسبة الأراضي غير المزروعة إلى 70%، وهو ما يشكّل تهديدا مباشرا للأمن الغذائي في لبنان. وأشار إلى أن أسعار المحاصيل تتراجع في الأسواق رغم ارتفاع كلفة الإنتاج، مما يعكس أزمة حادّة في التسويق وغياب قنوات البيع الفاعلة. وختم حديثه بحسرة: "لا نشعر بوجود الدولة. لا توجد خطة إنقاذ، ولا دعم حقيقي، المزارع يستيقظ كل يوم على كارثة جديدة دون أن يجد من يصغي إليه". نداء المزارعين وسط هذه الظروف القاسية، وجّه المزارع حسن نداء مباشرا إلى الدولة اللبنانية، داعيا إلى التفاتة عاجلة تجاه المزارعين الذين يعانون من غلاء فاحش في الأسعار والتكاليف، خصوصا في ظل موجة الجفاف القاسية التي ضربت البلاد. وطالب برفع سعر البطاطا قليلا، في محاولة لتعويض الارتفاع الحاد في تكاليف الإنتاج، مؤكّدا أن القطاع الزراعي يشكّل "ركيزة أساسية في اقتصاد لبنان، بل قد يكون أهم من القطاع الصناعي في بعض المناطق، لأنه يوفر فرص عمل كثيرة ولا ينبغي تركه يتهاوى".

رحلة التعب والمشقة.. نساء يُجدن لغة الصبر والإرادة
رحلة التعب والمشقة.. نساء يُجدن لغة الصبر والإرادة

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

رحلة التعب والمشقة.. نساء يُجدن لغة الصبر والإرادة

الساعة الرابعة فجراً بتوقيت فلسطين، بدأ صوت المؤذن عالياً وواضحاً.. تستيقظ في الصباحات لكي ترتشف كوباً من الشاي مع كسرة خبز يابسة، قضمتان أو ثلاثة، تستعد حتى تقلها السيارة إلى وجهتها الجديدة للعمل في الأراضي الزراعية. فور وصولها إلى عملها ترتدي القفازات وتمسك المنجل بيمينها، وتبدأ بقص الزعتر المروي من سهول قريتها، قرية النصارية، شمال شرق مدينة نابلس. ألم من نوع آخر شهد جسد المرأة الخمسينية وخزات الشوك بأنواعة، والقفازات لم تحمِ يديها مرة من لدغة أفعى كانت تتربص تحت العشب الجاف، ولا من لسعة النحل في موعد إزهار المحاصيل، وهي لا تجد الحماية من ضربات الشمس الساطعة، التي تضرم في العقل جنوناً من نوع آخر، فتوقع بذاك الجسد المترامي ألماً من نوع آخر. وكي لا ننسى، هناك برد الشتاء الذي يتسلل إلى أطراف الأقدام، حيث العمل في ساعات النهار الباردة الباكرة؛ فيحبس الدم في مقدمة الأصابع تاركاً علامات التصبغ ظاهرة للعيان، وكأنك اضطررت لتسلق مكان عالٍ، والفرق هنا أن العمل أمر مجبولة عليه تلك الخمسينية، حيث لا حل آخر، وأن التسلق للأعالي هواية لا اضطرار. رغم ذلك، لا يكفي أن تعمل الشهر كله دون انقطاع، بل إنها تجد نفسها ملزمة للعمل في مناطق أخرى، حتى تتمكن من تلبية كافة الالتزامات المفروضة عليها. وعلى الرغم من أنها لا تحمل شهادة إتمام الثانوية العامة فإنها كانت مواظبة على تعليم أبنائها في المدارس، وبعد انتهاء دوام المدارس تقوم بجمع الحقائب المدرسية لتضع الماء والطعام.. بعد أن كانت الحقائب المدرسية أداة توضع في داخلها الكتب المدرسية، أضحت وسيلة لحفظ الكرامات، ووسيلة لكسب الرزق الممزوج بالتعب والمشقة. في الأغوار، تعمل الغالبية العظمى من السكان في الأراضي الزراعية؛ ما يجعلهم في عزلة عن العالم الخارجي وعن مجريات الأحداث، فهم مطالبون بالعمل في الخضراوات؛ حتى يتم توزيعها على مدن الضفة الغربية. الانعزال داخل المزارع جعلهم بعيدين كل البعد عن الانخراط في العمل السياسي، ولعل ساعات العمل المتواصلة تحرمهم من التمتع بالحياة اليومية. لا إجازات في عملها، تعمل في أجور متدنية لا تكفي الشهر بأكمله؛ والتغيب ليوم واحد يحرمها من الأجرة اليومية، انحناء الظهر يعطيها عمراً يتجاوز بكثير عمرها الحقيقي، وكل واحد من خطوط الوجه يحكي قصة ومعاناة، ولعل الخطوط ازدادت بعد وفاه زوجها، وفرض مسؤولية مضاعفة عليها. تقول الحاجة: "لا انتهاء من هذا العمل إلا بانتهاء العمر، لا قوانين واضحة تفرض حماية للنساء الأرامل، ونشاط الجمعيات الخيرية ضعيف وغير كافٍ، لا توجد حلول جذرية مفروضة على الأرض، تشعر بالتعب، مريض… عليك العمل". الحاجة الخمسينية هي مثال لعشرات النساء اللواتي يعملن وقت السلم والحرب -وفي جميع الظروف- دون أن يجدن سنداً، في ظل غياب نظام تأمين قادر على توفير كافة الاحتياجات عدو من نوع آخر بينما الحرب مستمرة منذ ما يقارب العامين، يواصل الاحتلال الإسرائيلي توسعه في أراضي الضفة الغربية على حساب السكان، لا يكفي أن تكون ظروف العمل صعبة على حاجة في الخمسين من عمرها.. الاحتلال يضيق الخناق والرزق على السكان؛ فمنذ بداية الحرب يستولي المستوطنون على أراضي السكان، ويحرمونهم من العمل في أراضيهم أو استصلاحها. مع كل صباح، على الحاجة الخمسينية أن تلتفت للإنارة القريبة من المزرعة خلسة، وأن تُبعد أحفادها حتى لا يعبروا إلى الطرف الآخر من الشارع، كي لا يعتدي عليهم المستوطنون، ممن استولوا على أراضي القرية عنوة، وحرموا السكان من حصاد محصول القمح في تلك الأراضي الوعرة، التي يصعب الوصول إليها. الحاجة الخمسينية هي مثال لعشرات النساء اللواتي يعملن وقت السلم والحرب -وفي جميع الظروف- دون أن يجدن سنداً، في ظل غياب نظام تأمين قادر على توفير كافة الاحتياجات، أولئك اللواتي يسطرن عنوان الصمود والتحدي، ولا يأبهن أكتب عنهن أم لا؛ فكل ما يعرفن العمل، وهنَّ يُجدن لغة الصبر والإرادة.

كرات تنس بدورة ويمبلدون تتحوّل لمساكن للفئران
كرات تنس بدورة ويمبلدون تتحوّل لمساكن للفئران

الجزيرة

timeمنذ 5 أيام

  • الجزيرة

كرات تنس بدورة ويمبلدون تتحوّل لمساكن للفئران

تكتسب فكرة تحويل كرات بطولة ويمبلدون للتنس إلى مساكن لفئران الحصاد لحمايتها من الانقراض زخما متزايدا، على الرغم من أنها ليست مبادرة جديدة تمامًا. وبالتعاون مع صندوق الحياة البرية في أفون وغلامورغان ونورثمبرلاند، تم التبرع بالكرات لحماية فئران الحصاد. هذه "المبادرة العبقرية" موجودة في الواقع منذ عدة سنوات، حيث تشارك ويمبلدون مع منظمات مختلفة للحفاظ على الحياة البرية، وخاصة تلك التي تركز على فئران الحصاد. بدأت المبادرة عام 2000 عندما أصبحت فئران الحصاد مهددة بالانقراض بعد فقدان موطنها نتيجةً للزراعة والفيضانات. كل عام، تستخدم ويمبلدون أكثر من 55 ألف كرة تنس خلال البطولة. وبينما يعاد استخدام بعضها أو بيعها، يتم التبرع بجزء كبير منها لأندية الحفاظ على البيئة في جميع أنحاء بريطانيا. يثقب دعاة الحفاظ على البيئة ثقبا صغيرا في كرات التنس المستعملة، ثم غالبًا ما يثبتونها على أعمدة أو يضعونها في النباتات الطويلة، على بعد حوالي متر واحد من الأرض. فئران الحصاد، وهي كائنات صغيرة لا يتجاوز وزنها 4 غرامات، تبني بشكل طبيعي أعشاشًا معقدة من العشب المنسوج. ومع ذلك، أدت أساليب الزراعة الحديثة والتوسع الحضري وأحداث مثل الفيضانات إلى تقليص موائلها الطبيعية بشكل كبير. يعد الجزء الداخلي المجوف والمقاوم للعوامل الجوية لكرة التنس من الأماكن الدافئة والمغلقة التي تفضلها هذه الفئران للتكاثر والمأوى. ويساعد الوضع المرتفع على حمايتها من الحيوانات المفترسة مثل الثعالب وابن عرس والطيور الجارحة، التي تكون أكبر من أن تمر عبر الثقب الصغير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store