logo
ما المنتظر من تراجع معدلات الإنجاب في مصر؟

ما المنتظر من تراجع معدلات الإنجاب في مصر؟

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد
أثار انخفاض المتوسط اليومي للمواليد بمعدل 220 طفلاً، تساؤلات بشأن المنتظر من تراجع معدلات الإنجاب في مصر، وهل يؤثر ذلك على خطط التنمية والوضع الاقتصادي والخدمات الصحية؟
ووفق نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان المصري، الدكتور خالد عبد الغفار، حققت مصر «انخفاضاً ملحوظاً في المتوسط اليومي للمواليد بمعدل 220 مولوداً يومياً، حيث انخفض من 5385 إلى 5165، وفقاً لإحصاءات «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء».
وقال عبد الغفار في إفادة رسمية، الأحد: «هذا الإنجاز جزء من الجهود المستمرة لوزارة الصحة والسكان في تنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان، التي تهدف إلى التحكم في معدلات الزيادة السكانية وتحقيق التنمية المستدامة»، مؤكداً أن «الإحصاءات الرسمية تُظهر تراجعاً مطرداً في أعداد المواليد خلال السنوات الخمس الماضية، وفقاً لبيانات (الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء) والمسح الصحي للأسرة المصرية»، وهو ما يعكس، وفق إفادته «نجاح الجهود الميدانية للوزارة في مواجهة تحديات الزيادة السكانية، من خلال تعزيز برامج التوعية، وتحسين خدمات تنظيم الأسرة، وتوفير الرعاية الصحية الشاملة».
وتسعى مصر إلى وضع حد للزيادة السكانية التي سبق أن وصفها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنها «أكبر خطر يواجه مصر في تاريخها»، إذ قال السيسي في سبتمبر (أيلول) 2023 خلال افتتاحه «المؤتمر العالمي الأول للسكان والصحة والتنمية»: «يجب أن يتم تنظيم الإنجاب، وإن لم يتم تنظيمه فإنه يمكن أن يتسبّب في كارثة للبلد».
المدير السابق لـ«صندوق الأمم المتحدة للسكان»، عضو «اللجنة الاستشارية العليا لتنظيم الأسرة» بوزارة الصحة المصرية، الدكتور مجدي خالد، يرى أن «تراجع معدلات الإنجاب له تأثير إيجابي على البشر في كل المناحي»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «السياسة السكانية المصرية تهدف إلى ضبط النمو السكاني (غير المنضبط) كي يشعر المواطنون بعوائد التنمية»، مؤكداً أن «التحكم في الزيادة السكانية وتراجع المواليد له تأثيرات كثيرة على حياة المواطنين، منها أنه يؤدي على الأمد الطويل إلى تحسن الوضع الاقتصادي، الذي يعني التحسن في كل المناحي».
وحسب المدير السابق لـ«صندوق الأمم المتحدة للسكان» فإن «ضبط النمو السكاني سيعني قدرة أكبر للدولة على توفير كل الخدمات لمواطنيها بجودة أعلى، بمعنى خدمات صحية أفضل، وفرص تعليم أكثر جودة، ووظائف أكثر، وفرص أكبر للتنمية الاقتصادية، والحد من استهلاك الموارد الطبيعية».
مسؤولون مصريون خلال جولة في إحدى عيادات تنظيم الأسرة بمصر (المجلس القومي للسكان)
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان المصرية، الدكتور حسام عبد الغفار، في إفادة رسمية، الأحد، إن «عدد سكان مصر بلغ 108 ملايين نسمة في الداخل بزيادة مليون نسمة خلال 287 يوماً، في الفترة من 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 حتى 16 أغسطس (آب) 2025»، موضحاً أن «هذه الفترة الزمنية أطول بـ19 يوماً مقارنة بالفترة التي استغرقتها الزيادة من 106 إلى 107 ملايين نسمة (268 يوماً) مما يظهر تباطؤ معدل الزيادة السكانية».
وأكد متحدث «الصحة المصرية» أن «هذا الانخفاض يعكس التزام الوزارة بتنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان، التي تركز على تعزيز الوعي المجتمعي، وتحسين جودة خدمات تنظيم الأسرة، وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً» معتبراً أن «الزيادة السكانية لا تزال تمثل تحدياً كبيراً يؤثر على الموارد الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، ويعيق جهود الدولة لتحسين مستوى المعيشة في ظل التحديات العالمية»، لافتاً إلى أن «معدل الإنجاب شهد انخفاضاً كبيراً من 3.5 طفل لكل سيدة عام 2014 إلى 2.41 طفل عام 2024»، وفقاً لبيانات «مركز المعلومات» بوزارة الصحة.
الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور وائل النحاس، استبعد أن يؤدي تراجع المواليد إلى تحسن الوضع الاقتصادي أو شعور المواطنين بأي تحسن، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حدة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر في الوقت الراهن ستعيق أي تأثير إيجابي لتراجع المواليد»، موضحاً أنه «على الرغم من كل الجهود الرسمية التي تهدف إلى ضبط النمو السكاني عبر الاستراتيجية الوطنية، فإن الوضع الاقتصادي أحد أهم أسباب تراجع معدلات الإنجاب وليست حملات التوعية وغيرها، فالأسر تخفض الإنجاب بسبب عدم قدرتها على الإنفاق على عدد كبير من الأطفال»، وفق رأيه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصحة القابضة تطلق حملة "تعلّم بصحة" مع بداية العام الدراسي
الصحة القابضة تطلق حملة "تعلّم بصحة" مع بداية العام الدراسي

صحيفة سبق

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة سبق

الصحة القابضة تطلق حملة "تعلّم بصحة" مع بداية العام الدراسي

أطلقت الصحة القابضة والتجمعات الصحية التابعة لها حملة 'تعلّم بصحة' بالتزامن مع عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة في مختلف مناطق المملكة، بهدف تعزيز الوعي بالصحة المدرسية كأحد مسارات نموذج الرعاية الصحية السعودي. وتركز الحملة على تعريف الطلاب وأولياء الأمور والمثقفين الصحيين في المدارس بالخدمات الصحية المتاحة، والتي تشمل: الفحوص الطبية الدورية، استكمال التطعيمات الأساسية، وفحوص اللياقة، إضافة إلى الكشف المبكر عن الحالات الصحية عبر فحص النظر والأسنان والنمو. كما تقدم الحملة سلسلة من الإرشادات لأولياء الأمور، من بينها: ضبط مواعيد النوم قبل بدء الدراسة، تعزيز التغذية السليمة، الحد من الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، وتفعيل الأنشطة التفاعلية في الأماكن العامة. وتسعى 'تعلّم بصحة' إلى إشراك المثقفين الصحيين والأخصائيين الاجتماعيين في المدارس لرفع مستوى الوعي بممارسات الوقاية، وضمان بيئة مدرسية صحية وآمنة، في إطار التعاون بين القطاعات الصحية والتعليمية لتحقيق مستهدفات برنامج التحول الصحي ورؤية السعودية 2030.

5 مخاطر غير متوقعة للإفراط في تناول البروتين
5 مخاطر غير متوقعة للإفراط في تناول البروتين

صحيفة سبق

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة سبق

5 مخاطر غير متوقعة للإفراط في تناول البروتين

حذّر خبراء من أن الإفراط في تناول البروتين قد يسبب أضرارًا صحية. ووفقًا لموقع هيلث لاين، فإن الكمية الموصى بها يوميًا للشخص العادي هي 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، فيما قد يحتاج الرياضيون من 1.2 إلى 2 غرام. ومن أبرز المخاطر المرتبطة بالإفراط في البروتين: زيادة العبء على الكلى خصوصًا لمن لديهم مشاكل سابقة. الجفاف بسبب حاجة الجسم للماء للتخلص من نواتج الأيض. مشاكل هضمية مثل الإمساك عند نقص الألياف. زيادة الوزن أو الدهون عند استهلاك سعرات زائدة. ارتفاع مخاطر أمراض القلب نتيجة الإفراط في اللحوم الحمراء والمصنعة.

الكوابيس ليست عشوائية.. وقد تكشف عن مشكلات صحية
الكوابيس ليست عشوائية.. وقد تكشف عن مشكلات صحية

صحيفة سبق

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة سبق

الكوابيس ليست عشوائية.. وقد تكشف عن مشكلات صحية

أكد خبراء أن الكوابيس لا تأتي دائماً بشكل عشوائي، بل قد تكون إنذاراً مبكراً لمشكلات صحية أو نفسية، مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة. وتشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى 70% من المصابين باضطرابات نفسية يعانون من كوابيس متكررة. وتتراوح أكثر الكوابيس شيوعاً بين المطاردة، السقوط، الحوادث، أو وفاة الأحبة، فيما تختلف موضوعاتها بين الجنسين؛ إذ ترتبط كوابيس النساء أكثر بالمشكلات الصحية والعدوان الجسدي، بينما يواجه الرجال كوابيس عن الحوادث والعجز. كما قد تسبب بعض الأمراض مثل الصداع النصفي والربو، أو حتى بعض الأدوية، زيادة حدوث الكوابيس. ويرى الباحثون أن تفسيراتها قد ترتبط بالتوتر والقلق أو بمرحلة انتقالية في الحياة، مشيرين إلى أن تكرارها بشكل مزمن يستدعي متابعة الحالة الصحية والنفسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store