logo
تفاصيل المقترح الأميركي الجديد حول النووي الإيراني.. ما مقابل وقف التخصيب؟

تفاصيل المقترح الأميركي الجديد حول النووي الإيراني.. ما مقابل وقف التخصيب؟

يورو نيوزمنذ 2 أيام

أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أن بلاده تلقّت عرضاً رسمياً من الولايات المتحدة يتضمن مقترحات لاتفاق نووي محتمل. وبحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مطّلعة، فإن العرض الأمريكي يشمل قائمة بنقاط رئيسية وليس مسودة اتفاق شاملة، ويتركز حول وقف إيران الكامل لتخصيب اليورانيوم مقابل حزمة من الترتيبات الإقليمية والدولية.
وتضمنت الوثيقة الأمريكية مقترحًا بإنشاء كونسورتيوم نووي إقليمي يضم إيران والمملكة العربية السعودية وعدداً من الدول العربية والولايات المتحدة، ويشرف عليه كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وواشنطن، بهدف إنتاج طاقة نووية سلمية في إطار شفاف وخاضع للرقابة.
كما شمل العرض طرحاً مفاده أنه إذا وافقت طهران على تعليق التخصيب بالكامل، فإن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للاعتراف بحق إيران في التخصيب السلمي مستقبلاً، وفق ما ذكره الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد نقلاً عن مصادر أمريكية مطلعة.
وذكرت الصحيفة أن هذا المقترح جاء ثمرة لجولات متعددة من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين في كلٍّ من مسقط وروما، حيث قدّم المبعوث الأمريكي الخاص ستيف وايتكوف المقترحات أولاً شفهياً خلال الجولة الرابعة في سلطنة عمان، ثم قدّمها بشكل مكتوب خلال الجولة الخامسة في العاصمة الإيطالية، تلبيةً لطلب الوفد الإيراني بموقف مكتوب.
وفي 31 مايو/أيار، أعلن عراقجي تلقي بلاده العرض الأمريكي عبر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، مشيراً إلى أن إيران سترد عليه بما يتماشى مع مبادئها ومصالحها الوطنية وحقوق شعبها "في الوقت المناسب".
من جهته، أكّد البيت الأبيض إرسال المقترح إلى طهران، حيث قالت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أوضح بلا لبس أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً"، مضيفة أن المبعوث الخاص قدّم "عرضًا مفصلاً ومقبولًا، ومن مصلحة إيران قبوله". ورفضت ليفيت الكشف عن مزيد من التفاصيل احترامًا لسير العملية التفاوضية.
رغم هذا التطور، أبدى محللون شكوكًا كبيرة في إمكانية موافقة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على اتفاق من شأنه، عملياً، تعطيل البنية التحتية النووية الضخمة التي شيّدتها إيران على مدى سنوات بتكلفة مليارات الدولارات، والتي كانت مراراً هدفاً لهجمات سيبرانية وعسكرية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.
وتشير تقارير نيويورك تايمز إلى أن فكرة الكونسورتيوم الإقليمي ليست جديدة، إذ كانت إيران قد طرحت مقترحًا مشابهًا خلال الجولة الرابعة من المحادثات في مسقط، ويقضي بتشكيل كونسورتيوم ثلاثي تتولى طهران فيه تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة قبل نقله لاستخدامه المدني في دول عربية أخرى. إلا أن التباين لا يزال قائماً بشأن تفاصيل التطبيق، ومكان التخصيب، ومدى تطابق الطرحين الإيراني والأمريكي.
ويأتي هذا المقترح الأمريكي في ظل تقارير صدرت عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أفادت بأن إيران رفعت مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% من 274.8 كيلوغرامًا في شباط/فبراير إلى 408.6 كيلوغرامًا بنهاية مايو، ما يمكّنها نظريًا من إنتاج ما يقرب من 10 رؤوس نووية، وفقًا لمعايير الوكالة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن إيران باتت قادرة على الوصول إلى مستوى التخصيب العسكري بنسبة 90% خلال أقل من أسبوعين، الأمر الذي يشير إلى نية واضحة لدى طهران لاستخدام هذا التطور كورقة ضغط في مسار المفاوضات النووية المتعثرة مع الغرب.
في ظل هذا المشهد المتشابك، يترقّب المجتمع الدولي ردّ طهران الرسمي على العرض الأمريكي، وسط تحذيرات من انهيار العملية الدبلوماسية وتصاعد احتمالات المواجهة المفتوحة، خصوصاً مع تزايد التوترات في المنطقة والتلويح المستمر من الأطراف المتصارعة بخيارات بديلة إذا فشلت الدبلوماسية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مؤسسة غزة الإنسانية تختار رئيسا إنجيليا أيد اقتراح السيطرة الأمريكية على القطاع
مؤسسة غزة الإنسانية تختار رئيسا إنجيليا أيد اقتراح السيطرة الأمريكية على القطاع

فرانس 24

timeمنذ 37 دقائق

  • فرانس 24

مؤسسة غزة الإنسانية تختار رئيسا إنجيليا أيد اقتراح السيطرة الأمريكية على القطاع

اختارت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة الثلاثاء القس الدكتور جوني مور، المسيحي الإنجيلي، ليشغل منصب الرئيس التنفيذي، وهو أمريكي أعلن تأييده صراحة لاقتراح الرئيس دونالد ترامب بشأن تولي واشنطن إدارة القطاع الفلسطيني. وشغل مور سابقا منصب مستشار إنجيلي في البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى. وتزامن الإعلان مع إفادة مسؤولي الصحة بمصرع ما لا يقل عن 27 شخصا وإصابة أكثر من 150 آخرين خلال محاولاتهم الوصول إلى موقع مساعدات أنشأته المؤسسة. وأكد مور في بيان صادر عن المنظمة أن "مؤسسة غزة الإنسانية تثبت أنه من الممكن نقل كميات هائلة من الطعام إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه – بأمان وكفاءة وفاعلية"، مضيفا: "تؤمن مؤسسة غزة الإنسانية بأن خدمة سكان غزة بكرامة ورفق يجب أن تكون الأولوية القصوى". وباشرت المؤسسة عملها قبل أسبوع بنظام توزيع تعرض لانتقادات من الأمم المتحدة التي وصفته بأنه يضفي طابعا عسكريا على جهود الإغاثة. وتفيد المؤسسة بأنها نجحت حتى الآن في توزيع سبعة ملايين وجبة عبر ما تسميه "مواقع التوزيع الآمنة"، مستعينة بشركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة لإدخال المساعدات إلى القطاع. من جهة أخرى، رفضت الأمم المتحدة وعدد من منظمات الإغاثة التعاون مع المؤسسة، معتبرة أنها لا تمثل طرفا محايدا في العمل الإنساني. وصرح توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بأن المؤسسة "تجعل المساعدات مشروطة بأهداف سياسية وعسكرية" وتستغل التجويع "كورقة مساومة". "مؤيد لخطة ترامب" وقد يؤدي اختيار مور لهذا المنصب إلى تعميق مخاوف الأمم المتحدة، خاصة بالنظر إلى دعمه لاقتراح ترامب المثير للجدل في شباط/فبراير الماضي بسيطرة الولايات المتحدة على غزة وتطويرها اقتصاديا. وبعد إعلان ترامب عن الفكرة، نشر مور مقطع فيديو لتصريحات الرئيس عبر منصة إكس، معلقا: "الولايات المتحدة الأمريكية ستتحمل المسؤولية الكاملة عن مستقبل غزة، وستمنح الجميع الأمل والمستقبل". ولم تصدر الأمم المتحدة تعقيبا فوريا على تعيين مور، الذي اتهم المنظمة بتجاهل "الأشرار" الذين يسرقون المساعدات في غزة. وغالبا ما ألقت الأمم المتحدة باللوم على إسرائيل وفقدان القانون في غزة في عرقلة وصول وتوزيع المساعدات في مناطق الحرب، بينما اتهمت إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات، وهي اتهامات ترفضها الحركة. وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إلى أن إسرائيل "تتولى السيطرة على توزيع الغذاء" في غزة في إطار النظام الجديد الذي تشرف عليه مؤسسة غزة الإنسانية. وفي منشور بتاريخ 26 أيار/ مايو، دعا مور الأمم المتحدة وغيرها من الجهات إلى تحسين أدائها والتعاون مع الولايات المتحدة، وقال: "من المؤكد أن هذه المنظمات الإنسانية العريقة التي تمولها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لن تترك الناس يتضورون جوعا فقط لتكون 'على حق'، في حين أن ما فعلته لم ينجح بل زاد الحرب المروعة سوءا؟" وزار مور إسرائيل بعد ثلاثة أشهر من هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على الدولة العبرية، وذكر: "لم أر مثل هذا الرعب من قبل". وبعد أسبوعين نشر فيديو بعنوان "تعالوا لزيارة غزة الجميلة"، حيث حاول إبراز القطاع كوجهة سياحية محتملة لولا وجود مسلحي حماس. وكان ترامب قد قال إن غزة يمكن أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط". وظل موقف الأمم المتحدة داعما لحل الدولتين تعيشان جنبا إلى جنب في حدود آمنة، في حين يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة على أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة التي احتلتها إسرائيل عام 1967. لا مساعدات الأربعاء وفي الأثاناء، حذر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة الثلاثاء من التوجه إلى مراكز المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية الأربعاء. وقال على منصة إكس "يحظر الانتقال غدا عبر الطرقات المؤدية إلى مراكز التوزيع التي تعتبر مناطق قتال ويمنع منعا باتا الدخول إلى مناطق مراكز التوزيع". وأضاف أن السبب في ذلك يرجع إلى "أعمال التحديث والتنظيم وتحسين الكفاءة". وأكدت المؤسسة الخبر وقالت إنها لن توزع مساعدات الأربعاء.

إيران - أمريكا: الاتفاق حول النووي في طريق مسدود؟
إيران - أمريكا: الاتفاق حول النووي في طريق مسدود؟

فرانس 24

timeمنذ 6 ساعات

  • فرانس 24

إيران - أمريكا: الاتفاق حول النووي في طريق مسدود؟

مسألة تخصيب اليورانيوم لا تزال نقطة خلاف رئيسية بين طهران وواشنطن، إذ تؤكد إيران حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة. هل عادت الأمور إلى نقطة الصفر بين الولايات المتحدة وإيران؟ هل سنعود إلى منطق التهديد بالمزيد من العقوبات رغم كل الجهود التي بذلتها سلطنة عمان؟ ضيوف النقاش: أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنوب باريس سابقا، خطار أبو دياب.المستشار في القانون الدولي والفيزياء النووية، هادي عيسى دلول. والباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، حسين عبد الحسين.

هيئة البث الإسرائيلية: صاروخان أطلقا من درعا جنوبي سوريا باتجاه إسرائيل
هيئة البث الإسرائيلية: صاروخان أطلقا من درعا جنوبي سوريا باتجاه إسرائيل

يورو نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • يورو نيوز

هيئة البث الإسرائيلية: صاروخان أطلقا من درعا جنوبي سوريا باتجاه إسرائيل

الصحفيون يعملون على تحرير هذه القصة، سيتم التحديث بأسرع وقت بالمزيد من المعلومات فور ورودها أكد البيت الأبيض الثلاثاء أنه "يعمل على مراجعة وتدقيق المعلومات المتداولة حول حادثة إطلاق النار التي وقعت صباح اليوم الثلاثاء قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة"، والتي أدت إلى مقتل 27 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 90 آخرين بحسب المصادر الطبية المحلية. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت خلال مؤتمر صحفي: "نحن على علم بالتفاصيل المبدئية، ونتابع تقييم صحتها بدقة". وأضافت أن "الإدارة لا تعتمد بشكل كامل على الروايات الصادرة عن أطراف معينة، بما فيها حركة حماس"، في إشارة إلى التصريحات التي أدلت بها الجهة التي تسيطر على القطاع. من جانبه، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالواقعة، واصفًا ما حدث بأنه "غير مقبول تمامًا"، ومؤكدًا أن "المدنيين لا يجب أن يدفعوا الثمن نتيجة الصراعات المسلحة". وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن "المنظمة تجدد دعوتها لإجراء تحقيق مستقل وشفاف في الحادثة"، مشيرًا إلى تصريحات المفوض السامي لحقوق الإنسان الذي اعتبر أن "الفلسطينيين يواجهون خيارًا مريرًا بين الموت جوعى أو المجازفة بحياتهم للحصول على الغذاء". على الصعيد العسكري، أكد الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في الحادثة، وقال المتحدث باسمه إيفي ديفرين في بيان متلفز: "خلال ساعات الصباح، قامت القوات الإسرائيلية بإطلاق عيارات تحذيرية باتجاه أفراد اقتربوا من نقطة توزيع المساعدات في رفح، وكان هناك تخوف من تعرض سلامة الجنود للخطر". وأفاد بأن التحقيق سيكشف "الحقيقة الكاملة" حول الواقعة. في المقابل، ذكرت مصادر طبية في مستشفى ناصر المركزي في خانيونس، أن عدد القتلى بلغ 27 شخصًا، فيما تجاوز عدد المصابين 90، معظمهم في حالة حرجة. وأشارت إلى أن عمليات انتشال الضحايا من موقع الحادث تواجه صعوبات كبيرة بسبب خطورة المنطقة وتعرضها لعمليات قصف سابقة. وأكدت المصادر أن الحصيلة قد ترتفع في الساعات المقبلة بسبب وجود عدد كبير من المصابين تحت الأنقاض لم يتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليهم. بدوره، طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤوليته الفورية"، وشدد على ضرورة "التحقيق في هذه الحوادث ومحاسبة من يقفون وراءها، خاصة في ظل تكرار الانتهاكات بحق المدنيين العزل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store