
"كانوا يسألون أين ملفاتكم؟"... فضل الله: ها نحن نفتح مغارة الاتصالات!
وأشار إلى أنه "طوال الفترة الماضية، واجهنا الكثير من التشكيك والتسخيف، ومحاولات إحباط، وكان يُقال لنا: أين ملفاتكم؟ أين الأدلة؟ لكن وصية الشهيد السيد حسن نصر الله (رض)، الذي أطلق ملف مكافحة الفساد وأوكله إليّ، كانت واضحة: اعملوا وفق الدستور والقانون، لا تشهير ولا اتهام لأحد، بل مستندات تُقدّم للقضاء، وإذا وُجد خلل في القضاء فنسعى لإصلاحه".
وتابع: "عملنا بصمت، وفق القانون، وقدّمنا الملفات إلى القضاء، وما بأيدينا اليوم هو جزء من ملف الاتصالات. هذه تحقيقات وإحالات قضائية استندت إلى محاضر جلسات اللجنة وتحقيقات قضائية. لطالما قلنا إن هناك هدراً بمليارات الدولارات، وقلت من على هذا المنبر سابقاً إن إمضاء الوزير كان يساوي 10 ملايين دولار. واليوم، اللبنانيون سمعوا أرقاماً وأسماء ومبالغ طائلة، وهذا القليل القليل مما هو موجود لدى القضاء".
وأوضح فضل الله أن "ما قمنا به هو إعداد طلب اتهام، وطلبنا من الزملاء النواب توقيعه كما يفرض القانون، لإحالة 3 وزراء إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وقد وقّعت كل الكتل، بمن فيهم من اعترض. هذه الجلسة مؤجّلة منذ العام 2022 لظروف معينة".
ولفت إلى أن "الاتهام مبني على إحالات من المدعي العام المالي والنائب العام التمييزي إلى مجلس النواب، ونحن أساسًا تقدّمنا باقتراح قانون لإلغاء المجلس الأعلى لصعوبة آليته، لكننا اليوم نعمل ضمن الإطار المتاح لنا. وشدد السيد نصر الله (رض) دائمًا على أن نعمل بالدستور، ليحاكم كل متهم أمام القضاء، فلا نسمي أحداً، ولا نشهّر بأيٍّ كان".
وأردف: "اليوم أنجزنا خطوة، والاستماع إلى الادعاء والدفاع حصل، وصوّت المجلس على إحالة الملف إلى لجنة التحقيق النيابية. هذه اللجنة تملك صلاحيات واسعة، ويمكن أن تستدعي وزراء آخرين ظهرت أسماؤهم في التحقيقات. نأمل أن تنجز اللجنة عملها سريعًا، خصوصًا أن ولاية المجلس تنتهي في أيار 2026، وما لدينا ملف قضائي متكامل، والمطلوب تسريع وتيرة العمل".
وأضاف: "نحن نتحدث عن هدر يتخطى 6 مليارات دولار في قطاع الاتصالات، وقد يكون المبلغ ارتفع اليوم، وهذا ليس مبالغة. المطلوب من اللجنة أن تعمل وتُنجز وتحيل الملف إلى الهيئة العامة، تمهيدًا للمجلس الأعلى. من كان بريئًا، فليُثبّت براءته".
كما أشار فضل الله إلى أن "هناك ملفين أساسيين أمام القضاء: الحسابات المالية للدولة، وقد سلّمنا فيه 2500 مستند، وملف آخر بقيمة مليار دولار يتعلق بالصرف الصحي، إضافة إلى ملفات أخرى لا تزال في عهدة قضاة التحقيق. ما حصل اليوم يجب أن يكون حافزًا لهم لمتابعة هذه الملفات".
وختم قائلًا: "نحن ضد التسييس ولن نسمح به. الملف يجب أن يسلك المسار القضائي والقانوني فقط. البريء يُبرَّأ، والمذنب يُحاسب، ويجب أن نستمر حتى النهاية من أجل استعادة المال العام".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النشرة
منذ 19 دقائق
- النشرة
ترامب يطالب جامعة كاليفورنيا بدفع غرامة قدرها مليار دولار على خلفية التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين
طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، جامعة كاليفورنيا العريقة بدفع غرامة ضخمة بقيمة مليار دولار بينما واصلت إدارته اتهام الجامعة ب معاداة السامية على خلفية طريقة استجابتها للتظاهرات الطلابية المتعلقة بحرب غزة عام 2024. واعتبر رئيس الجامعة جيمس ميليكين أن هذه الغرامة التي تعادل خمسة أضعاف المبلغ الذي وافقت جامعة كولومبيا على دفعه لتسوية اتهامات فدرالية مماثلة بمعاداة السامية، من شأنه أن "يدمر بالكامل" نظام جامعة كاليفورنيا. وأضاف ميليكين الذي يشرف على عشر حُرُم جامعية تشكل نظام جامعة كاليفورنيا، إن المديرين تلقوا طلب المليار دولار يوم الجمعة وهم بصدد مراجعته. وعندما سئل حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، عضو مجلس إدارة جامعة كاليفورنيا، عن غرامة ترامب خلال مؤتمر صحافي الجمعة، أجاب "سنقاضيه"، متهما الرئيس بمحاولة إسكات الحرية الأكاديمية. ووصف نيوسوم الغرامة بأنها "ابتزاز"، مشيدا بنظام جامعة كاليفورنيا باعتباره "أحد أسباب كون كاليفورنيا ركيزة الاقتصاد الأميركي، وأحد أسباب وجود عدد أكبر من العلماء والمهندسين والحائزين على جوائز نوبل لدينا، مقارنة بأي ولاية أخرى".


شبكة النبأ
منذ 19 دقائق
- شبكة النبأ
ملحمة الأربعين
ارتقت مناسبة الزيارة الاربعينية من مصاف الفردانية اول مرة ومن ثمّ الى مصاف الجماعية ومن ثم الى الجمعية (المليونية) واخيرا الى مصاف (العالمية)، لان القضية الحسينية هي قضية جماعية ـ عالمية ـ كونية خرجت من اطارها المحلي الضيق الى اطارها العالمي ومن ثم الانساني الواسع، وذلك بجهود المنبر... تحقيقا لنبوءة السيدة زينب (ع) الخالدة والتي أطلقتها متحدية امام الطاغية يزيد (فكدْ كيدك، واسعَ سعيك، وناصب جهدك، فو اللهِ لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا)، معلنة استمرار البرنامج الحسيني الاصلاحي وعدم توقفه باستشهاد صاحبه او وفاة من وقفوا معه مساندين إياه. ومنذ ذلك الوقت والى اليوم او الى ماشاء الله بدأ الزحف المليوني الهادر صوب كربلاء بجماهير اعلنت مواساتها وحزنها على سيد الشهداء (ع)، فكانت باكورة هذا الزحف على يد الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري (رض)، واستمر الزحف المنفرد الى ان وصل الى الملايين ومن ثمّ الى عشرات الملايين كما يحدث الان. فكربلاء لم تكن فحسب بزمنكانها المدوّي والفاجع مسرحا لحادثة تراجيدية ـ مأساوية انقضت ساعاتها في العاشر من المحرم سنة 61 للهجرة عن احداث حفرت ندوبها التي لاتُمحى في اديم الزمن وذاكرة المخيال الجمعي البشري الذي لم يشهد بشاعة لحادثة مأساوية وصلت الى درجة بشاعة ذبح طفل رضيع في حجر ابيه لمجرد ان طلب ابوه الماء، وقطع رؤوس المخالفين لمجرد ابداء الراي بعد استشهادهم. ولهذا وانطلاقا من تلك النبوءة (واللهِ لاتميت وحينا) تسعى الملايين المحبة للحسين (ع) الى استذكار مشروعه الاصلاحي (ماخرجتُ الاّ للاصلاح) ومستذكرين حادثة تسيير قافلة الحسين (ع) المكونة من النساء والاطفال والرجال المرضى في ابشع حال لا انسانية من كربلاء ومن ثمّ الى الكوفة ومنها الى الشام مرورا بالكثير من القرى والمدن المخالفة لسياسة أهل البيت العلوي الاصلاحية. تفدُ الملايين من كافة انحاء العالم فضلا عن العراق مشكّلة كرنفالا مليونيا (عالميا) تضامنيا يجمعهم حب الحسين (ع) ومن كافة الاجناس والاعراق والاثنيات والالوان والمذاهب والأديان، كلهم يرطنون بحب الحسين وفي لغات شتّى ترى أشكالهم مختلفة وألوانهم شتّى ولغاتهم ولهجاتهم متباينة، ولكن قلوبهم واحدة متفقة على حب الحسين الذي يجمعهم كنسق عالمي واحد شعارهم كلهم (ياحسين). من يمشي في شوارع وأزقة كربلاء لاسيما القريبة منها من المراقد المشرّفة والمزارات الشريفة يرى جميع ألوان البشر ويسمع مالم تسمعه أذناه من قبلُ من لغات ولهجات يرطن بها أناس قدموا من مشارق الأرض ومغاربها رنت أبصارهم صوب الحسين (ع) وولوّا وجوههم شطره وبذلوا الأموال وتكبدوا مشقات السفر ووعثاء الطريق ومخاطره شوقا الى الامام الشهيد، فهو عند المؤمنين العارفين بقدره ليس مجرد شاخص معماري ومعلَم يتغير بتغير الأيدي القائمة على التشرف بإدارة مرقده المقدس وبتغير الايام والليالي، بل هو مثابةٌ للناس كما جُعلت الكعبة مثابة للناس وأمانا لهم (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا) ومستقرا للرحمة والهداية والاتصال بالله والاعتراف باجر الرسالة (قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربى). فزيارة الحسين (ع) هي جزء من ردّ الجميل والمودة المكافِئة لأجر الرسالة فهؤلاء يرطنون بحسب أبجدياتهم المتباينة بهذه المودة ويعبّرون عنها بمختلف ألسنتهم عنها اعترافا بها وعرفانا للأجر المناط بأعناقهم وردّ الجميل للنبي صلى الله عليه وآله بزيارتهم للحسين (ع) الذي يرطنون بحبه بل ويتمنون لو يمشون على ذات النهج الذي سار عليه المؤمنون، وحسُن أولائك رفيقا رغم الثمن الباهظ الذي دفعه الكثير منهم على يد الطغاة الذين جاهدوا على منع التواصل المليوني الجماعي، فقد تعرضت زيارة الاربعين المباركة على مر العصور الى الكثير من التشويه والتزييف والمحاربة من قبل معظم الطغاة والجبابرة. لان ثورة الامام الحسين عليه السلام كانت ومازالت وستبقى اكبر صرخة وأعظم انتفاضة حدثت لحد الان في وجه كل ظالم ومتكبر وفاسق، ومن ثم جاءت زيارة الاربعين في كل عام بما تحمله من معاني ودلالات عظيمة لتشكّل نصرة مليونية كبيرة وضحمة وبيعة دائمة ومتجددة للخط الذي نهجه الامام الحسين عليه السلام واهل بيت النبوة وتحديا كبيرا وشامخا لكل من عادى نهج الحسين في الماضي والحاضر، ولكن ارادة الله كانت اقوى. وها هي كربلاء على صغر جغرافيتها وضعف امكاناتها اللوجستية والخدمية تستقبل عشرات الملايين المنخرطين في عزاء مليوني وجماعي عالمي وموحد يتسابقون على تقديم الخدمات بما اشبه الدعم الذاتي دون ان يطلبوا مساعدة من اية جهة كانت فترى الخدمات والمآكل والمشارب الجماعية مبسوطة للجميع بدون منية من أحد. ارتقت مناسبة الزيارة الاربعينية من مصاف الفردانية اول مرة ومن ثمّ الى مصاف الجماعية ومن ثم الى الجمعية (المليونية) واخيرا الى مصاف (العالمية)، لان القضية الحسينية هي قضية جماعية ـ عالمية ـ كونية خرجت من اطارها المحلي الضيق الى اطارها العالمي ومن ثم الانساني الواسع، وذلك بجهود المنبر الزينبي الذي ساهم بنشر معالم الثورة الحسينية التي لولا هذا المنبر لتوقفت مسيرة الاصلاح الحسيني عند حدود بسيطة وضيقة وانطمست الى الابد، فالفضل كل الفضل الى عالمية الزيارة الاربعينية يعود بالدرجة الاساس الى زينب(ع) التي قالت من مايقرب من 14 قرنا (فو اللهِ لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا) وهكذا كان وسيبقى.


شبكة النبأ
منذ 19 دقائق
- شبكة النبأ
الإعلام ودوره في زيارة الأربعين
هذه الأدوار التي يجب على الإعلام الحسيني أن يقوم بنشرها في إرجاع العالم وهو الوسيلة الأبرز لجذب الناس إلى الإصلاح الحسيني، وعبره سيتم نشر الوعي في الأوساط الثقافية والمجتمعية؛ لذا نجد الأنظار تتجه إلى الإعلام لأنَّه الأقرب لتناول الناس والوصول بوساطته إلى أحداث هذه الزيارة. على المؤسسات الإعلامية... يعدُّ الإعلام من أهم العوامل التي تروج لكل حدث ويبرزه بحسب ما يريد توجهه، لأنَّه يعمل على نقل وقائع وأحداث أو تسيير لحالة معيَّنة، أو إرشاد إلى قضيَّة ما، أو ما أشبه ذلك، ونقلها عبر وسائل مكتوبة أو مسموعة أو مرئية وقوامه: الإنسان، والتقنية، والفكرة، والمجتمع المتلقي، وحريَّة تداول الحقائق، وهذا يعتمد على أقطاب الإرسال النصي الذي يقوم على (المرسل، والمرسل إليه، والرسالة). وكذلك يُعدَّ الوسيلة التي يتم بوساطتها نقل المعرفة وفن صياغة الأفكار والدعوة إلى المُثل والقيم النبيلة والمفاهيم الطيبة ونشرها في الأوساط المجتمعية، وتكوين المواقف الرائدة والوعي الذاتي. وللإعلام دور بارز في تكوين المعرفة والوعي الاجتماعي في تغيير وتطوير المجتمع، وله دور أيضاً في تكوين المعارف لدى الناس ثمَّ تحويلها إلى مواقف وسلوك وعادات يتبعها الناس في حياتهم اليومية. بالإضافة إلى العمليات التي يترتب عليها نشر المعلومات وأخبار معيَّنة تقوم على أساس الصدق والصراحة واحترام قول الجمهور وتكوين الرأي العام من طريق تنويره. (العلاقات العامَّة والإعلام: 235). فالإعلام ضروري في جميع مفاصل الحياة حتّى عُدَّ (السلطة الرابعة) لما له من دور في إبراز الحقائق ونشرها، والترويج لحدث غاب عن فئة من الجماهير، فيعمل على إعلامهم وتنويرهم بالمعلومة. زيارة الأربعين حثَّ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) على زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) لما لهذه الزيارة من آثار روحية ونفسية وتثبيت المواقف الإصلاحية في نهج الإمام الحسين (عليه السلام)، وأشاروا إلى الثواب الذي يحصل عليه زائر الإمام الحسين ترغيباً منهم (عليهم السلام) بها، فقد ورد عن الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام): "مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقرُّ للحسين بالإمامة من الله عز وجل"، وفي حديث آخر له (عليه السلام) أيضاً عندما سُئلَ: ما لزائر الحسين من الثواب؟ فقال (عليه السلام): "يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر وتلقاه الملائكة بالبشارة ويقال له: لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك". وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنَّه في كلِّ صلاة يقول: "اللهم اغفر لي ولإخواني وزوّار قبر الحسين الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا ورجاءً لما عندك في صلتنا وسروراً أدخلوه على نبيك". وغيرها من الروايات التي حثَّت على زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد ورد لفظ الأربعين في أقوال أئمة الهدى (عليهم السلام) كثيراً؛ منها ما جاء عن زرارة عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في قوله: "إن السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً وما اختضبت امرأة منا ولا أدهنت ولا اكتحلت ولا رجّلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده" (مستدرك الوسائل: 215 باب 94 )، ومثلها عن الإمام الباقر (عليه السلام). وقد جعلها الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) من علامات المؤمن؛ في قوله "علامات المؤمن خمس: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وصلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين" (تهذيب الأحكام ج 2 ص 17)، وأوَّل من زار الإمام الحسين يوم الأربعين هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (رضوان الله تعالى عليه). فأخذ الناس يحجون إلى قبر الخلود ولو زحفاً على الركبِ ولا يخشوا في الله لومة لائم، وتعرضوا إلى القتل والتسليب والضريبة والتوهين والاعتقال، ولم يتوانوا في المواصلة، وبعد سقوط الطاغية في العراق حدثت انفراجة لمحبي الإمام الحسين (عليه السلام) فصاروا يسيرون إليه زرافات ووحدانا من أقصى الجنوب وأقصى الشمال إلى مهوى الفضيلة والكمال، واتجهت الأنظار إلى هذه المشاهد الحيَّة التي تأسر القلوب وتبهج النفوس وتأخذ بتلابيب الأرواح، فأراد العالم أن يعرف سبب هذا المسير؟ وإلى مَن يذهبون؟، وما هي النتيجة؟ فاحتاجت هذه الزيارة إلى البيان والتبيين، وإلى الدلالة والإيضاح؛ لذا كانت الدعوة إلى الإعلام أن يأخذ دوره في إبرازها. دور الإعلام زيارة الأربعين للإعلام أدوار عدَّة يلعبها في إيصال المعلومة، وعليه أن يوظفها في إبراز هذه الزيارة التي ملئت الدنيا وشغلت الناس منها: 1- التعريف بالمناسبة: تغيُّب زيارة الأربعين في الأوساط الإسلامية والعالمية؛ بسبب السياسات القمعية التي مُورست ضدَّها منذ استشهاد أبي الأحرار وملهم الثوار الإمام الحسين (عليه السلام)، فمن واجب الإعلام (المرئي والمسموع والمقروء) أن يُعرِّف بهذه المناسبة، واستطلاع الآراء الأخرى عبر افتراض أسئلة توجيهية إلى المشاة للإمام الحسين (عليه السلام)؛ وبذلك سيتم تعريف الناس بطريقة الحوار الممتع. 2- نشر المعلومات الخاصَّة بالزيارة: يحتاج الناس إلى تفهُّم الماهيَّة الخاصَّة التي تتمتع بها هذه الزيارة بوساطة إقامة برامج ومنتديات أو لقاءات مباشرة من طريق الزائرين، وهذا يتم بإعداد منهجية خاصَّة يجب على الإعلام الإلتفات إليها، وقد عمل عليها مجموعة من الجهات الإعلاميَّة، وندعو إلى تكثيف هذا الأمر ونشره بشكلٍ أوسع. 3- الحيادية الإعلاميَّة: يتجه الناس نحو الحيادية وعدم التسويق لأمرٍ ما، وهذا ينعكس على الإعلام بشكل كبير، فالقنوات والجهات الإعلامية المسيَّسة أو التابعة إلى جهة تعمل على توهين الآخر؛ تُجابه من قبل المجتمع العالمي على أنَّها لا تريد الحقيقة، وهذا من جهة يخدم الإعلام المستقل ويدعوه إلى أن يأخذ دوره الريادي وإبراز ما يُريده بحريَّة وقبول، ومن جهة أخرى؛ يتقهقر التسييس والتوجيه المقصود والغايات الرديئة، وينزوي الإعلام الإعلاني فيتجه الناس نحو الإعلام المستقل المحايد؛ ظنَّاً من المجتمع أنَّه لا غاية له سوى التعريف بالزيارة. 4- تغطية الفعاليات: الفعاليات التي يُمارسها الزائرون في سيرهم من البحر إلى النَّحر تحتاج إلى تغطية فاعلة وكبيرة -من نصب السرادق وتوزيع الطعام وتقديم الإسعافات الأوَّلية والكرم المقدَّم من قبل القائمين على الضيافة وغيرها من خدمات مقدَّمة على طول الطريق- لأنَّ العالم لم يشهد مثل هذا الكرنفال الذي يقر العيون ويُبهج النفوس. 5- عدم المقارنة: نرى أنَّه يجب على الإعلام أن ينأى بنفسه عن المقارنة بين هذا الكرنفال والمشاهد العالمية الأخرى، فلا يُقارن بين زيارة الأربعين وبين حج بيت الله الحرام، أو بينها وبين المهرجان البوذي، وغير ذلك من المشاهد العالمية، لأنَّ هذه المقارنة تُذكي روح الضغينة والحقد، وتجعل الآخر ينظر إلى هذه الزيارة على أنَّها تنحصر بفئة خاصَّة تدعو إلى فكِّ أواصر المجتمعات، وهذا غير ما يُريده الإمام الحسين (عليه السلام). 6- نقل الحقيقة أو الصورة الحقيقية: تزيفت الكثير من الصور في الأحداث العالمية مما جعل عدم الثقة هو السائد في أذهان الناس، فصار المجتمع يشكك في المشاهد ويسعى إلى كشف الزيف الذي يقبع خلف الصورة المنظورة، فعلى الإعلام أن يتوخى الحذر من الفبركة أو المونتاج المزيَّف، لأنَّ النقل المزيَّف يضر بكامل الزيارة، وهذا ما لا نُريده في هذا الحدث الرهيب، نحتاج إلى الدعوة بالحقيقة لا بالتزييف. هذه الأدوار التي يجب على الإعلام الحسيني أن يقوم بنشرها في إرجاع العالم وهو الوسيلة الأبرز لجذب الناس إلى الإصلاح الحسيني الذي خرج من أجله الإمام الحسين (عليه السلام)، وعبره سيتم نشر الوعي في الأوساط الثقافية والمجتمعية؛ لذا نجد الأنظار تتجه إلى الإعلام لأنَّه الأقرب لتناول الناس والوصول بوساطته إلى أحداث هذه الزيارة المباركة، فعليه تسهيل وصول المعلومات الصحيحة للناس -من الزائرين إلى المجتمع إلى المناطق الإقليمية إلى العالم بالنتيجة-. دور المؤسسات الإعلامية على المؤسسات الإعلامية أن تعمل على جميع الاتجاهات، وكما نعلم أنَّ الناس لم تقتنِ لوناً معيَّناً من ألوان الإعلام، فمنهم مَن يستهوي الصّورة الحيَّة الطويلة (التلفزيون)، فيجب أن تكون هناك تغطيات خاصَّة ومباشرة على المحطات التلفازية تنقل الحدث لجميع المجتمعات، بالإضافة إلى تعيين ذوي الاختصاص والمتمكنين من أداء الحدث بصورته الرائعة. ومن الناس مَن يستهوي برامج التواصل الاجتماعي: كالفيس بوك والانستكرام والتلكرام والواتس آب وغيرها، فليكن النشر على هذه المواقع نشراً داعياً جاذباً لا دافعاً منفِّراً. ومن الناس من يستهوي المقاطع القصيرة والسريعة؛ وهذا ما تكفَّل به تطبيق (التيك توك) فعلى الإعلام أن يأخذ دوره في تجهيز مقاطع قصيرة تشتمل على فائدة سريعة يستفيد منها المشاهد على هذه المنصَّة. بالإضافة إلى المحطَّات المسموعة (الراديو)، في مثل هذه الأيام يكون الناس كثيراً ما يخرجون من منازلهم، فالراديو يكون الأكثر استماعاً من غيره في الطرق بوساطة السيارات. إذا ما تمت هذه الأدوار يكون للإعلام السلطة الحقيقية في إبراز هذه الزيارة المباركة وسيكون مصداقاً لقول الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): "حدِّثوا الناس بمحاسن كلامنا، فإن الناس إذا سمعوا محاسنَ كلامنا اتبعونا" وهي دعوة بالتي هي أحسن، فيجب أن يأخذ دوره الحقيقي بعيداً عن المناكفات السياسية والتسييس الحقدي والضغائني، لأنَّ الحسين للجميع. * باحث في مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث/2002–Ⓒ2025