
الجزائر تحاول تحطيم هذا المشروع المغربي العملاق؟
في الوقت الذي تُواصل فيه الجزائر استخدام منصاتها الإعلامية لبثّ سرديات مُضللة حول المشاريع الإقليمية، عادت جريدة 'الشروق' الجزائرية إلى واجهة المشهد بإطلاق ادعاءات غير دقيقة حول مشروع خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب، في محاولةٍ لطمس الحقائق وتزييف الوقائع خدمةً لأجندة سياسية ضيقة. فخلافًا للرواية الجزائرية، التي زعمت أن المغرب 'تخلّى عن المشروع'، تؤكد المعطيات الميدانية والدعم الدولي المتزايد أن المشروع يسير وفق البرنامج المُعدّ له، بل يحظى بدعم مالي جديد من قوى كبرى، أبرزها الصين والولايات المتحدة، ما يُعزز مكانته كرافعة للتعاون الإفريقي-الأطلسي.
مناورات إعلامية جزائرية.. وإصرار مغربي على التنمية
استندت 'الشروق' في مقالها إلى 'مصدر خاص' نقلته من منصة 'الطاقة'، لتزعم أن المغرب أرجأ إصدار دراسات الجدوى النهائية للمشروع إلى 2026 بسبب 'عجزه عن تمويل المشروع أو تأمين مشترين للغاز'، مع تضخيمٍ مبالغ فيه لارتفاع التكلفة إلى 30 مليار دولار. لكن هذه الادعاءات تتناقض مع الوقائع:
الجداول الزمنية المرنة.. إدارة واقعية لا تراجع
:
تأخر إصدار دراسات الجدوى — إن صحّ الخبر — ليس دليل فشل، بل جزء من التعامل الاحترافي مع مشروعٍ استراتيجي يُعتبر الأضخم في إفريقيا، حيث يُراعي المغرب والدول الشريكة التعقيدات الفنية والقانونية لعبور 14 دولة، مع الحفاظ على شروط الجدوى الاقتصادية والبيئية. وفي هذا الصدد، أكدت مصادر رسمية مغربية أن المشروع 'يسير وفق المراحل المُتفق عليها'، مع الإشارة إلى أن الشركاء الدوليين — ومنهم المكتب الفيدرالي الأمريكي للتنمية (DFC) — أعلنوا مؤخرًا عن ضخ استثمارات جديدة لدعم الدراسات الفنية، ما يُثبت ثقة المجتمع الدولي في المشروع.
دعم مالي دولي.. ومكاسب جيوسياسية
:
لم تذكر 'الشروق' أن المشروع حصل على التزامات تمويلية من تحالف صيني-أمريكي، يُقدّر بحوالي 2 مليار دولار كمرحلة أولى، وفقًا لوثائق صادرة عن بنك التصدير والاستيراد الصيني. كما أن الاتحاد الأوروبي — المُدرك لأهمية تنويع مصادر الطاقة — يُشارك في تمويل المشروع، نظرًا لقدرته على نقل 30 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز إلى أوروبا عبر المغرب، ما يُقلص الاعتماد على الروايات الأحادية التي تروجها الجزائر.
رؤية تكاملية تُحيي إفريقيا
:
بينما يُقلل المشروع الجزائري (TSGP) من فرص التنمية في دول الساحل الإفريقي — بمروره عبر ثلاث دول فقط — يُقدّم المشروع المغربي-النيجيري نموذجًا تكامليًا يربط 14 دولة إفريقية بشبكة غازية واحدة، مما يُنشئ سوقًا طاقية موحدة، ويُحفز نقل التكنولوجيا، ويخلق آلاف الوظائف. وهذا ما دفع نيجيريا — أكبر منتج للغاز في إفريقيا — إلى التأكيد مرارًا أن المشروع 'أولوية قصوى'، خلال كلمة رئيسها محمد بخاري في قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة.
لماذا تُحارب الجزائر مشروع المغرب؟
لا يخفى على المراقبين أن الحملة الإعلامية الجزائرية ضد المشروع المغربي-النيجيري تأتي في سياق تنافس جيوسياسي، حيث تسعى الجزائر — التي تعتمد على الغاز في 90% من إيراداتها — إلى إجهاض أي منافس محتمل في السوق الأوروبية، خاصة بعد خسارتها جزءًا من حصتها السوقية لصالح الغاز المسال الأمريكي والقوقازي. لكن المغرب — العازم على تنويع شراكاته — يرفض تحويل الطاقة إلى سلاح سياسي، معتبرًا المشروعَ جسرًا للتعاون جنوب-جنوب، وهو ما عبّر عنه الملك محمد السادس في خطاب سابق: 'مشروع الغاز الإفريقي-الأطلسي سيُحوّل التحديات إلى فرص لشعوبنا'.
إقرأ ايضاً
حين تُغلق الجزائر أبوابها.. يُضيء المغرب مصابيح التنمية
تاريخيًا، عوّلت الجزائر على الإعلام كأداة لتعويض تراجع نفوذها الإقليمي، لكن حقائق الجغرافيا السياسية والاقتصاد تتحدث اليوم بلغة أخرى: فبينما يُحقق المغرب تقدمًا ملموسًا في مشروعه الطاقي بدعم أممي، تواجه الجزائر عزلةً متزايدة بسبب تحالفاتها المشبوهة مع روسيا، وتعثّر مشروعها (TSGP) — رغم مرور 14 عامًا على إطلاقه — بسبب خلافات أمنية مع النيجر ومالي، وتداعيات الأزمة الأوكرانية على شراكتها مع أوروبا.
اليوم، يتطلب الوضع من الإعلام الجزائري التوقف عن تصدير الأوهام، والاستثمار في الشفافية. أما المغرب، فسيواصل — كالعادة — بناء تحالفاته بعيدًا عن الضجيج، مقتنعًا أن مصداقية الإنجازات أقوى من أي أكاذيب مُضللة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كواليس اليوم
منذ ساعة واحدة
- كواليس اليوم
إعلان مشترك: سلوفاكيا تعتبر الحكم الذاتي أساس التسوية النهائية لقضية الصحراء
الرباط – في إطار الدينامية الدولية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه وللمخطط المغربي للحكم الذاتي 'تعتبر سلوفاكيا المبادرة المغربية، المقدمة إلى الأمين العام للأمم المتحدة في 11 أبريل 2007، بمثابة أساس من أجل تسوية نهائية تحت إشراف الأمم المتحدة' لقضية الصحراء المغربية. وعبرت جمهورية سلوفاكيا عن هذا الموقف في إعلان مشترك تم توقيعه عقب لقاء جرى، اليوم الخميس بالرباط، بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ونظيره السلوفاكي، يوراي بلانار، وزير الشؤون الخارجية والأوروبية. وجاء في الإعلان المشترك أن 'سلوفاكيا تشيد بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب من أجل الدفع بالمسار السياسي نحو تسوية، وتدعم حلا سياسيا عادلا ودائما ومقبولا من لدن الأطراف، قائما على التوافق، تماشيا مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار S/RES/2756 الصادر في 31 أكتوبر 2024'. وبموقفها المعزز الجديد، تساهم جمهورية سلوفاكيا في الزخم المتزايد لفائدة مغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي، التي تحظى بإشادة المجتمع الدولي.


أريفينو.نت
منذ ساعة واحدة
- أريفينو.نت
سلعة مغربية غامضة تغزو فرنسا هذه الأيام ؟
أريفينو.نت/خاص كشفت تقارير إعلامية دولية عن توسع جديد لافت لعلامة مستحضرات التجميل المغربية الفاخرة 'marocMaroc'، التي تعود ملكيتها، بحسب ذات المصادر، إلى الملك محمد السادس عبر شركة 'سيجر' القابضة الملكية. فبعد أن رسخت حضورها في قلب العاصمة الفرنسية باريس قبل نحو ثلاث سنوات، افتتحت العلامة مؤخراً ثاني متجر خاص بها في مدينة أمستردام الهولندية، في خطوة تعكس طموحاً للتوسع في الأسواق الأوروبية الراقية. المثير للانتباه، وفق ما أوردته المصادر، هو أن علامة 'marocMaroc'، التي تأسست عام 2007 بهدف إبراز ونقل تراث الجمال المغربي العريق، لا تمتلك حتى الآن أي متاجر فعلية تحمل اسمها داخل حدود المملكة المغربية، على الرغم من أن منتجاتها تستلهم بالكامل من الطقوس التقليدية المغربية وتعتمد على مكونات طبيعية محلية فاخرة. وتضم محفظة العلامة نحو 24 منتجاً للعناية بالوجه والجسم والشعر، تعيد من خلالها ابتكار تجربة الحمام المغربي التقليدي وتوظف خلاصات نباتات البحر الأبيض المتوسط المعروفة بفوائدها. إقرأ ايضاً وتؤكد العلامة عبر منصاتها الرسمية أنها تستخدم أجود المواد الخام الطبيعية، مدعومة بمكونات تقنية عالية الأداء، مع إخضاع معظم منتجاتها النهائية لاختبارات فعالية وسلامة جلدية مثبتة في المختبرات. وتشمل منتجاتها الأيقونية مستحضرات مثل 'Miel d'Ambre' المقشر للجسم و'Roses de Sucre' الكريم المغذي، والتي تعكس فلسفة العلامة في دمج الأصالة المغربية مع معايير الجودة العالمية. وتندرج 'marocMaroc' ضمن استثمارات شركة 'سيجر' القابضة، التي تعتبر الذراع الاستثماري الرئيسي للملك محمد السادس، ولها مساهمات في شركات كبرى أخرى تنشط في قطاعات حيوية بالاقتصاد المغربي، مثل مجموعة 'المدى' وشركة 'الضيعات الفلاحية'. وبينما يمكن للمستهلكين في المغرب اقتناء منتجات 'marocMaroc' عبر متجرها الإلكتروني الرسمي، يبقى قرار عدم افتتاح متاجر فعلية في السوق المحلي نقطة استفهام تثير التكهنات حول الاستراتيجية التسويقية للعلامة، التي قد تركز بشكل أساسي على الأسواق الدولية ذات القدرة الشرائية العالية أو على استهداف السياح والزبائن الدوليين في المنتجعات والفنادق الفخمة التي قد تعرض منتجاتها.


المنتخب
منذ 2 ساعات
- المنتخب
عائدات سياحية واقتصادية كبيرة متوقعة خلال مونديال 2030
خلال اجتماع استراتيجي عقد بمركب محمد السادس لكرة القدم، نظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تم التركيز على التآزر الذي سيتأسس بين كل القطاعات حول كأس العالم 2030، التي ينظمها المغرب مع إسبانيا والبرتغال احتفالا بالمائوية الأولى للمونديال الكوني. وأبرزت السيدة فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في كلمتها الزخم الاستثنائي الذي يعرفه قطاع السياحة الوطني حاليا، والذي حقق رقما قياسيا، باستقبال المغرب ل 17.4 مليون سائح سنة 2024، وهو رقم تاريخي يضع المغرب على رأس أفضل الوجهات الإفريقية. في هذا السياق الواعد، أكدت الوزيرة أن تنظيم كأس العالم 2030 يُمثل "فرصة ذهبية للانتقال إلى بُعد جديد. وتشير التوقعات إلى تدفق ما بين مليون ومليوني زائر إضافي خلال البطولة، مع فوائد اقتصادية كبيرة. وقالت إن ما يقرب من 40% من هذه الفوائد ستؤثر بشكل مباشر على قطاع السياحة". وبعيداً عن التأثير الذي سيخلفه الحدث على أعداد السياح، فإنه سيقدم عرضاً عالمياً استثنائياً، إذ يقدر عدد مشاهدي التلفزيون التراكمي بأكثر من خمسة مليارات مشاهد. وقالت الوزيرة إن "رؤية غير مسبوقة لوجهة المغرب، التي من المقرر أن تتألق عبر القارات الخمس". وأكدت عمور أيضًا التزام وزارتها الكامل بالتحضيرات لهذا الحدث العالمي. وتتضمن الاستراتيجية المعتمدة ليس فقط تعزيز قدرات الإقامة، بل وتطوير عرض ترفيهي سياحي غني وشامل. وأضافت "نريد أن يستمتع زوارنا بوقت رائع معنا"، مؤكدة عزمها على توفير ترحيب يرقى إلى طموحات المملكة.