logo
لماذا تفشى سرطان القولون بين الشباب؟

لماذا تفشى سرطان القولون بين الشباب؟

الرأي٢٤-٠٤-٢٠٢٥

تدفع التحولات المتسارعة في أنماط الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، لا سيما بين الفئات العمرية الشابة، الأوساط الطبية والعلمية إلى البحث العميق في جذور هذه الظاهرة.
ومع ارتفاع معدلات التشخيص بين من هم دون الخمسين عاماً، تتزايد التساؤلات حول الأسباب الخفية وراء هذا التغير اللافت، والعوامل البيئية أو البيولوجية التي قد تساهم في نشوء المرض مبكراً.
وأثار فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو ضجة علمية بعد أن كشفوا عن احتمال ارتباط بكتيريا الإشريكية القولونية، التي تُلتقط غالباً خلال الطفولة، بزيادة حالات سرطان القولون والمستقيم بين الأشخاص دون سن الخمسين، وهي فئة عمرية لم تكن تعد سابقاً ضمن الفئات المعرضة لهذا المرض.
وفي الدراسة، حلل فريق البحث الحمض النووي لـ981 ورماً سرطانياً في القولون لدى مرضى تقل أعمارهم عن 40 عاماً أو تزيد على 70 عاماً. ووجدوا أن المرضى الشباب يحملون طفرات جينية فريدة ترتبط بمادة «كوليباكتين»، وهي سمّ تنتجه بعض سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية، المعروفة بانتقالها عبر الغذاء.
ويبدو أن هذه الطفرات تظهر في مرحلة مبكرة جداً من الحياة، وربما حتى قبل سن العاشرة، ما يشير إلى أن بداية تكوّن السرطان قد تعود لسنوات الطفولة، عندما يكون الجسم في طور النمو والتطور، بحسب ما نقله موقع «روسيا اليوم».
وقال الدكتور لودميل ألكساندروف، كبير معدي الدراسة: «أنماط الطفرات التي اكتشفناها تشكّل سجلاً جينياً يظهر أن التعرض المبكر لـ(كوليباكتين) قد يكون المحرك الأساسي لظهور سرطان القولون المبكر».
وأظهرت النتائج أن هذه الطفرات كانت أكثر شيوعاً بين المرضى الشباب مقارنة بكبار السن، خصوصاً في الدول التي تسجل معدلات مرتفعة للمرض مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
مصدر البكتيريا
وتعد اللحوم غير المطهوة جيداً، خصوصاً اللحم المفروم، المصدر الرئيسي لبكتيريا الإشريكية القولونية، إلا أن الخضراوات الورقية مثل السبانخ والخس الروماني، إضافة إلى الحليب الخام ومنتجات الألبان غير المبسترة والفواكه النيئة مثل التفاح والخيار، تشكّل جميعها مصادر شائعة للعدوى، خصوصاً عند تلوثها بمياه غير صالحة أو نتيجة سوء النظافة أثناء التحضير.
سلالات الإشريكية القولونية
تجدر الإشارة إلى أن معظم سلالات الإشريكية القولونية غير ضارة، إلا أن بعض السلالات – منها STEC وETEC وEPEC – قادرة على إنتاج سموم قوية تسبب أمراضاً حادة، أبرزها «كوليباكتين» المرتبط بهذه الدراسة.
ورغم أن الدراسات السابقة ركزت في الغالب على كبار السن، فإن هذه الدراسة الجديدة تعد الأولى التي توضح أن الطفرات الجينية المرتبطة بـ«كوليباكتين» أكثر شيوعاً لدى المرضى الأصغر سناً، ما يعزز فرضية وجود صلة بين العدوى البكتيرية والإصابة المبكرة بالسرطان.
وقال الدكتور ماركوس دياز-جاي، المعد المشارك في الدراسة: «لم نكن نخطط أصلاً للتركيز على المرضى الشباب، لكن البيانات أوضحت أن الطفرات المرتبطة بـ(كوليباكتين) أكثر شيوعاً بكثير في هذه الفئة».
ويخطط الباحثون لمزيد من الدراسات لمعرفة كيفية تعرّض الأطفال لهذه البكتيريا، ودور البروبيوتيك (كائنات حيّة دقيقة تعيش في الجهاز الهضمي وتعرف بفوائدها الصحية، خصوصاً لصحة الأمعاء والجهاز الهضمي بشكل عام) المحتمل في منع انتشار السلالات الضارة، كما يعتزمون دراسة التأثيرات البيئية في مراحل لاحقة من الحياة، لفهم الصورة الكاملة لأسباب الإصابة بسرطان القولون المبكر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بكتيريا الأمعاء في الصغر
تصيب بسرطان القولون في الكبر!
بكتيريا الأمعاء في الصغر
تصيب بسرطان القولون في الكبر!

الرأي

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • الرأي

بكتيريا الأمعاء في الصغر تصيب بسرطان القولون في الكبر!

توصلت دراسة إلى أن التعرض لسموم بكتيرية في القولون في مرحلة الطفولة قد يكون سبباً في زيادة حالات سرطان القولون والمستقيم لدى المرضى الأصغر سناً. وبعد أن كان سرطان القولون والمستقيم يعد مرضاً يصيب كبار السن، ارتفعت حالات الإصابة به بين الشبان في 27 دولة على الأقل. وتضاعف معدل الإصابة به لدى البالغين دون سن الخمسين تقريباً كل عقد على مدى العشرين عاماً الماضية. وسعياً لاكتشاف السبب، حلل الباحثون جينات 981 ورماً سرطانياً في القولون والمستقيم لدى مرضى أصيبوا بالمرض مبكراً أو متأخراً في 11 دولة وتتفاوت مستويات خطر المرض لديهم، بحسب «رويترز». وكانت طفرات الحمض النووي في خلايا القولون المعروفة بأنها ناجمة عن سم تنتجه بكتيريا الإشريكية القولونية، ويسمى كوليباكتين، أكثر شيوعاً بما يصل إلى 3.3 مرة لدى البالغين الذين أصيبوا بسرطان القولون قبل سن الأربعين مقارنة بمن جرى تشخيصهم بالمرض بعد سن السبعين. وذكر باحثون في مجلة نيتشر أن أنماط الطفرات يعتقد أنها تنشأ عندما يتعرض الأطفال للكوليباكتين قبل سن العاشرة. وكانت أنماط الطفرات منتشرة بشكل خاص في الدول التي تشهد ارتفاعاً في حالات الإصابة المبكرة. وقال لودميل ألكساندروف الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو في بيان «إذا أصيب شخص بإحدى هذه الطفرات قبل بلوغه العاشرة من عمره، فقد يتسارع بعقود العمر المحتمل للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، إذ يصاب به في سن الأربعين بدلاً من الستين». وأضاف «لا يترك كل عامل أو سلوك بيئي ندرسه أثراً على تكويننا الجيني. لكننا وجدنا أن الكوليباكتين هو أحد تلك العوامل التي يمكنها ذلك. في هذه الحالة، يبدو أن بصمته الجينية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسرطان القولون والمستقيم لدى الشبان». ووجد الباحثون بصمات أخرى في سرطانات القولون والمستقيم من دول بعينها خصوصاً الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وروسيا وتايلاند. ويقولون إن هذا يشير إلى أن التعرض لعوامل بيئية خاصة بالمكان قد يساهم أيضاً في خطر الإصابة بالسرطان. وقال ماركوس دياز-جاي المؤلف المشارك في الدراسة من المركز الوطني الإسباني لأبحاث السرطان في مدريد في بيان «من المحتمل أن يكون لكل دولة مسببات مجهولة مختلفة... يمكن أن يفتح ذلك الباب أمام إستراتيجيات وقائية محددة وموجهة لكل منطقة».

سرطان القولون يبدأ من الطفولة!
سرطان القولون يبدأ من الطفولة!

الجريدة

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • الجريدة

سرطان القولون يبدأ من الطفولة!

كشفت دراسة جديدة أن التعرض لسموم بكتيرية في القولون في مرحلة الطفولة قد يكون سبباً في زيادة حالات سرطان القولون والمستقيم لدى المرضى الأصغر سناً. وقال باحثون، في الدراسة التي نشرتها مجلة نيتشر ونقلتها «رويترز» اليوم، إن طفرات الحمض النووي في خلايا القولون المعروفة بأنها ناجمة عن سم تنتجه بكتيريا الإشريكية القولونية، ويسمى كوليباكتين، أكثر شيوعاً بما يصل إلى 3.3 مرات لدى البالغين الذين أصيبوا بسرطان القولون قبل سن الأربعين مقارنة بمن جرى تشخيصهم بالمرض بعد سن السبعين. وذكر الباحثون أن أنماط الطفرات يعتقد أنها تنشأ عندما يتعرض الأطفال للكوليباكتين قبل سن العاشرة.

لماذا تفشى سرطان القولون بين الشباب؟
لماذا تفشى سرطان القولون بين الشباب؟

الرأي

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • الرأي

لماذا تفشى سرطان القولون بين الشباب؟

تدفع التحولات المتسارعة في أنماط الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، لا سيما بين الفئات العمرية الشابة، الأوساط الطبية والعلمية إلى البحث العميق في جذور هذه الظاهرة. ومع ارتفاع معدلات التشخيص بين من هم دون الخمسين عاماً، تتزايد التساؤلات حول الأسباب الخفية وراء هذا التغير اللافت، والعوامل البيئية أو البيولوجية التي قد تساهم في نشوء المرض مبكراً. وأثار فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو ضجة علمية بعد أن كشفوا عن احتمال ارتباط بكتيريا الإشريكية القولونية، التي تُلتقط غالباً خلال الطفولة، بزيادة حالات سرطان القولون والمستقيم بين الأشخاص دون سن الخمسين، وهي فئة عمرية لم تكن تعد سابقاً ضمن الفئات المعرضة لهذا المرض. وفي الدراسة، حلل فريق البحث الحمض النووي لـ981 ورماً سرطانياً في القولون لدى مرضى تقل أعمارهم عن 40 عاماً أو تزيد على 70 عاماً. ووجدوا أن المرضى الشباب يحملون طفرات جينية فريدة ترتبط بمادة «كوليباكتين»، وهي سمّ تنتجه بعض سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية، المعروفة بانتقالها عبر الغذاء. ويبدو أن هذه الطفرات تظهر في مرحلة مبكرة جداً من الحياة، وربما حتى قبل سن العاشرة، ما يشير إلى أن بداية تكوّن السرطان قد تعود لسنوات الطفولة، عندما يكون الجسم في طور النمو والتطور، بحسب ما نقله موقع «روسيا اليوم». وقال الدكتور لودميل ألكساندروف، كبير معدي الدراسة: «أنماط الطفرات التي اكتشفناها تشكّل سجلاً جينياً يظهر أن التعرض المبكر لـ(كوليباكتين) قد يكون المحرك الأساسي لظهور سرطان القولون المبكر». وأظهرت النتائج أن هذه الطفرات كانت أكثر شيوعاً بين المرضى الشباب مقارنة بكبار السن، خصوصاً في الدول التي تسجل معدلات مرتفعة للمرض مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. مصدر البكتيريا وتعد اللحوم غير المطهوة جيداً، خصوصاً اللحم المفروم، المصدر الرئيسي لبكتيريا الإشريكية القولونية، إلا أن الخضراوات الورقية مثل السبانخ والخس الروماني، إضافة إلى الحليب الخام ومنتجات الألبان غير المبسترة والفواكه النيئة مثل التفاح والخيار، تشكّل جميعها مصادر شائعة للعدوى، خصوصاً عند تلوثها بمياه غير صالحة أو نتيجة سوء النظافة أثناء التحضير. سلالات الإشريكية القولونية تجدر الإشارة إلى أن معظم سلالات الإشريكية القولونية غير ضارة، إلا أن بعض السلالات – منها STEC وETEC وEPEC – قادرة على إنتاج سموم قوية تسبب أمراضاً حادة، أبرزها «كوليباكتين» المرتبط بهذه الدراسة. ورغم أن الدراسات السابقة ركزت في الغالب على كبار السن، فإن هذه الدراسة الجديدة تعد الأولى التي توضح أن الطفرات الجينية المرتبطة بـ«كوليباكتين» أكثر شيوعاً لدى المرضى الأصغر سناً، ما يعزز فرضية وجود صلة بين العدوى البكتيرية والإصابة المبكرة بالسرطان. وقال الدكتور ماركوس دياز-جاي، المعد المشارك في الدراسة: «لم نكن نخطط أصلاً للتركيز على المرضى الشباب، لكن البيانات أوضحت أن الطفرات المرتبطة بـ(كوليباكتين) أكثر شيوعاً بكثير في هذه الفئة». ويخطط الباحثون لمزيد من الدراسات لمعرفة كيفية تعرّض الأطفال لهذه البكتيريا، ودور البروبيوتيك (كائنات حيّة دقيقة تعيش في الجهاز الهضمي وتعرف بفوائدها الصحية، خصوصاً لصحة الأمعاء والجهاز الهضمي بشكل عام) المحتمل في منع انتشار السلالات الضارة، كما يعتزمون دراسة التأثيرات البيئية في مراحل لاحقة من الحياة، لفهم الصورة الكاملة لأسباب الإصابة بسرطان القولون المبكر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store