
لحية الشرع تتراجع
هذا التغيير البصري الذي قد يبدو تفصيلًا سطحيًا لدى الكثيرين، يكشف في الواقع عن منعطف سياسي ونفسي عميق في سيرة الرجل الذي انتقل من قيادة فصيل مسلح إلى موقع مسؤولية انتقالية في مشهد سوري متصدع.
لحية الشرع سليل تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام وغيرها، آخذة في الانحسار. برز ذلك خلال اللقاء الذي جمعه بالمبعوث الأمريكي توم براد، قبل أيام، والذي كشف عن استمرار تراجع لحية الرئيس السوري نحو منبتها.
في علم النفس السياسي، ينظر إلى التغييرات الشكلية لدى القادة باعتبارها تحولات رمزية تعكس تبدل الأدوار والهويات. وهذا ما ذهب إليه البروفيسور فيليب زيمباردو حين اعتبر أن المظهر الخارجي قد يكون أحيانًا طريقة لتقمص دور جديد أمام الذات والمجتمع.
اللحية الكثيفة التي ظهر بها الشرع أواخر 2024 حملت دلالة واضحة على جذوره السلفية والجهادية، وانتمائه لبيئة مشبعة بالتدين الميداني والحسم العقائدي وحتى التطرف الفكري القائم على تغيير الواقع السياسي بالقوة المسلحة.
أما اللحية المشذبة القصيرة التي اعتمدها بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، فقدمت صورة مختلفة تمامًا حيث بدا قائدًا أكثر واقعية، حريص على الانضباط، ويبحث من خلال استبدال الجلباب والعمامة بالبدلة وربطة العنق والتخلص من اللحية عن القبول المحلي والدولي كـ"رجل دولة" لا كـ"أمير جماعة".
لم يكن الشرع أول من اعتمد على المظهر الخارجي في إيصال رسائل مبطنة، فقاسم سليماني، على سبيل المثال، حافظ على لحية متوسطة الطول، تعكس سلطة روحية وعسكرية في آن، بينما حافظ حسن نصر الله على كثافة اللحية كوسيلة للثبات على المبدأ في نظر جمهوره، في حين فضل رجب طيب أردوغان لحية خفيفة أو معدومة، لتقديم توازن بين خلفيته الدينية وهويته الجمهورية.
ما فعله الشرع أشبه بعملية "تجميل سياسي محسوب، ورسالة للداخل بأنه لم يعد رجل البندقية فقط، ورسالة للخارج مفادها يمكن الحديث معي، يمكن الوثوق بي.
تقول الباحثة البريطانية الدكتورة أماندا باكستون، المتخصصة في التحولات البصرية بعد الحروب، "حين ينتقل مقاتل إلى دور مدني أو إداري، غالبًا ما نلاحظ تغيرًا في اللحية أو الملابس، كدليل على خروجه من العنف النفسي إلى التوافق المجتمعي." وتحول اللحية ليس فقط تموضعًا سياسيًا، بل تعبيرًا عن تغير داخلي نفسي.
قد يكون الشرع بالفعل يعيد تشكيل نفسه كـ"واجهة توافق" في مرحلة انتقالية غامضة المعالم، فاختار أن يبدأ تلك الرحلة... من المرآة فالشرع حين يقف أمام الكاميرات بلحيته الجديدة، فهو لا يقول فقط "أنا هنا"، بل يقول بطريقة ناعمة: "أنا لست كما كنتم تظنون."

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 20 ساعات
- الدستور
السويداء تحت حصار مزدوج: عندما يُسجن الناس وتُخفى الحقيقة
منذ 14 يوليو 2024، تئن محافظة السويداء، الواقعة في جنوب سوريا، تحت وطأة حصار خانق تفرضه قوات الأمن العام والجيش التابعان لما يُعرف بـ"السلطة الانتقالية السورية" ورئيسها المؤقت أحمد الشرع، مدعومين بعشرات الآلاف من مقاتلي أبناء العشائر. ما يجري في هذه المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، ليس مجرد عملية عسكرية، بل هو حصار متعدد الأوجه، يطال الأرض والإنسان والحقيقة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية. السويداء أشبه بجزيرة في محيط، فالمحافظة محاطة من ثلاث جهات بمناطق تسيطر عليها قوات السلطة الانتقالية وعشائر البدو التي تشن عليها الحرب، وتحديدًا من محافظة درعا. أما من الجهة الرابعة، فلديها حدود مع الأردن، لكن لا يوجد أي طريق أو ممر إنساني. هذا الواقع الجغرافي يحول المحافظة بأسرها إلى سجن كبير، وليس أمام أهلها البالغ عددهم نحو نصف مليون نسمة أي فرصة في الخروج أو النجاة. يستهدف الحصار شل الحياة المدنية بالكامل، عزل المحافظة عن العالم الخارجي، إخضاع الناس بالقوة، وإجبارهم على التخلي عن مطالبهم في المشاركة بالحياة العامة. وهو يشمل الاتصالات، الكهرباء، الماء، الوقود، الأدوية والمواد الطبية، المواد الغذائية بما فيها الطحين وحليب الأطفال. (دخلت في الأيام الأخيرة بعض المساعدات عن طريق الهلال الأحمر تشمل الطحين والماء والأدوية والوقود لكنها كميات قليلة جدا لا تسد جزءا صغيرا جدا من حاجات المحافظة) يشتد الحصار في وقت تعاني فيه السويداء من كارثة إنسانية داخلية، حيث نزح مئة وسبعون ألف مواطن من بيوتهم (حسب تقرير المبعوث الدولي جير بيدرسون) نتيجة هربهم من الاعتداءات المسلحة التي تعرضوا لها، ومن جرائم الإبادة، وحرق المنازل على أيدي القوات العسكرية وقوات الأمن العام وأبناء العشائر والفصائل الجهادية التكفيرية الداعشية. هؤلاء النازحون يعيشون الآن دون مأوى أو ملابس، ويكافحون للبقاء على قيد الحياة في ظل ظروف بالغة القسوة. في تقرير صادم نشرته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية يوم الأحد 27 يوليو، كشفت الصحفية كريستينا لام CHRISTINA LAMB، المعروفة بتوثيقها لقصص الإبادة الجماعية والقتل الممنهج، عن تفاصيل مروعة لما جرى في السويداء. وكانت لام قد تمكنت من دخول السويداء قبل إحكام الحصار الكامل عليها، واستمعت لشهادات حية مرعبة تكشف وحشية ما حدث. روى لها شخص من آل قرضاب ما شاهده بعينيه:"شاهدتُ المسلحين وهم يطلقون النار على أبنائي.. صرخوا: (أنتم الدروز خنازير!) ثم فتحوا النار.. واستمروا في إطلاق النار لمدة دقيقتين.. رأيتُ اللحم يتطاير في الهواء.. كانت زوجتي تصرخ: أولادي.. أريد أولادي.. ولم أكن أعرف ماذا أفعل". وتلفت لام إلى أن هذه الأحداث أثارت تساؤلات جدية حول الإدارة الجديدة للرئيس أحمد الشرع، الذي جاء إلى السلطة في ديسمبر الماضي وسط ابتهاج عام بعد إطاحة قواته ببشار الأسد. لكن كثيرين يخشون أن الشرع وأنصاره لم يتخلّوا عن ماضيهم الجهادي،" حسب وصف "ذا تايمز". ويؤكد التقرير هذا التخوف، حيث ذكرت لام أنها شاهدت رجال قبائل عند حاجز قرب بصرى الشام "يرتدون زيًّا مطابقًا لما يرتديه الجهاديون، مع رقع سوداء وبيضاء مكتوب عليها الشهادة: لا إله إلا الله، وهو الشعار الذي يستخدمه عناصر تنظيم داعش". وتضيف أن هؤلاء المقاتلين "قالوا لي أن القوات الحكومية هي من قدمت لهم الطعام (نفس الحكومة التي تقول إنها تطالبهم بالانسحاب)". هذا التناقض الصارخ يكشف عن ازدواجية في التعامل ويزيد من الشكوك حول نوايا السلطة. انتهاكات صريحة للقانون الدولي يشكل هذا الحصار انتهاكًا واضحًا وصريحًا للقانون الدولي الإنساني (IHL) والأعراف الدولية، التي تحظر في البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، المادة 54، والبروتوكول الإضافي الثاني، المادة 14 استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، وتعتبرها جريمة حرب بموجب المادة 8(2)(ب)(25) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. كما تعد إعاقة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين المحتاجين انتهاكًا جسيمًا. حسب المادة 59 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 التي تُلزم الأطراف المتحاربة بالسماح بمرور شحنات الإغاثة للمدنيين، وتؤكد القاعدة 55 من القانون الدولي الإنساني العرفي على ضرورة تسهيل مرورها "بسرعة وبدون عرقلة". هذا بالإضافة إلى المخالفات المرتبطة بالهجمات على المدنيين والمنشآت المدنية (تعرضت مشفى السويداء إلى أكثر من هجمة باستخدام أسلحة ثقيلة، وتمكنت قوات السلطة من اقتحامها والدخول إلى أقسامها، قبل أن تنسحب لاحقا). حصار الحقيقة الأبعاد المادية والقانونية للحصار تتكامل مع حصار آخر لا يقل خطورة وهو حصار الحقيقة. فالأمن العام والسلطة الانتقالية لا يمنعان أبناء السويداء من الخروج فحسب، بل يمنعان بقية السوريين من الدخول إلى المحافظة أو التواصل مع أهلهم وأصدقائهم هناك، وسماع صوت السياسيين والوجهاء والتحاور معهم. هذا العزل الشامل يخدم هدفًا استراتيجيًا للسلطة: السيطرة الكاملة على السردية وتقويض أي صوت معارض. يترافق ذلك مع إعاقة القادة الأمنيين للسلطة الانتقالية بشكل واضح دخول أي منظمة دولية أو صحفيين مستقلين إلى السويداء، مما يصعب إمكانية نقل الحقائق ويزيد من معاناة السكان. ويسمح باستفراد وسائل الإعلام الرسمية التابعة للسلطة بالساحة الإعلامية، حيث تقدم سيلًا من "الأخبار الكاذبة" و"موجات التحريض الممنهج" عبر قنواتها وشبكات التواصل الاجتماعي، وتعمل على قلب الحقائق، وشيطنة المجتمع بأكمله، وتبرير الانتهاكات الجسيمة ضده. الحصار الإعلامي يخلق ضبابية تامة في المشهد، حيث تسود التوقعات والتكهنات، وتضيع المعلومات الحقيقية القليلة وسط جو من عدم الثقة حتى بين الأصدقاء ورفاق النضال ضد النظام السابق. هذه الفوضى المفتعلة هي في حد ذاتها أداة قمع، تزرع الشكوك، وتكسر وحدة الصف، وتحرم الشعب السوري من القدرة على فهم ما يجري، وبالتالي، القدرة على الاستجابة الفعالة والتعاطف المشترك. وبالنتيجة فالحصار يعمل في الاتجاهين بذات الوقت، فكما أن السويداء محاصرة عسكريا، فإن بقية السوريين محاصرون وممنوعون من معرفة الحقيقة والتواصل مع أبناء بلدهم. لا أحد يعلم كيف سينتهي هذا الصراع. لكن من المؤكد أن الثقة قد انعدمت بين السلطة الانتقالية وأبناء محافظة السويداء، مع غياب أية محاولة للبحث عن نقاط مشتركة والعودة للحوار. بالإضافة إلى رفض السلطة لنقاش المبادرات التي طرحتها مجموعات مدنية وسياسية عبر نداءات عاجلة للسلطة، والإصرار على الاستفراد بالحل. حيث تفاوضت مع أطراف خارجية (عقدت اجتماعات في باريس ضمت سورية وأمريكا وإسرائيل وفرنسا) ولم تعلن نتائج تلك الاجتماعات، ولم تعرض خارطة الطريق التي توافقت عليها مع تلك الدول. لذلك يسود قلق كبير بين جميع السوريين، الذين يخشون أن تنزلق البلاد إلى صراع أوسع، في ظل سعي الحكام الجدد إلى فرض سلطتهم على شعب مُنهك من سنوات الحرب الأهلية، ومن خمسين عامًا من الحكم الديكتاتوري. إن ما يعيشه أهالي السويداء اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية، بل هو اختبار لمبادئ الإنسانية والقانون في القرن الحادي والعشرين. ولذا على المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، ووسائل الإعلام المستقلة، وأصوات الشرفاء في كل مكان، أن تضغط بكل قوة لكسر هذا الحصار المزدوج: حصار المدنيين وحصار الحقيقة. وأن تعمل لضمان وصول المساعدات الإنسانية الفورية لجميع المحتاجين دون أية شروط وبرعاية المنظمات الدولية المستقلة، دون تدخل السلطات الحكومية التي تعد طرفا في النزاع، أيضا فرض رقابة دولية صارمة على المنطقة، وإرسال فرق تحقيق دولية لتوثيق الجرائم والانتهاكات وتحديد مرتكبيها تمهيدا لتقديمهم للعدالة. يجب أن يحصل أبناء السويداء على حقهم بالعيش الآمن الكريم وحرية التنقل والوصول إلى الجامعات وأماكن العمل، وحقهم في التعبير عن آرائهم ومواقفهم السياسية ورؤيتهم لمستقبلهم دون خوف من التخوين والتجويع أو القتل وتدمير وحرق بيوتهم. مستقبل سوريا لا يمكن أن يُبنى على سياسة الأرض المحروقة، أو إقصاء مكوناتها، أو تزييف تاريخها، بل على العدالة، الشفافية، احترام كرامة كل مواطن، وحماية الحق في التعبير عن الاختلاف. السويداء اليوم ليست وحدها المحاصرة، بل الحقيقة هي المحاصرة أيضا.


نافذة على العالم
منذ 21 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "أنا أقود منظمة حقوق إنسان إسرائيلية بارزة: بلدنا يرتكب إبادة جماعية" - مقال رأي في الجارديان
الخميس 31 يوليو 2025 06:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، BASHAR TALEB/AFP via Getty Images التعليق على الصورة، فلسطينيون يسيرون حاملين أكياس دقيق تم تسليمها بعد دخول شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى شمال غزة في 27 يوليو/تموز 2025 قادمة من معبر زيكيم الحدودي. قبل ساعة واحدة في عرض الصحف اليوم نطالع عدداً من الموضوعات، من بينها مقال يثير تساؤلاً حول إمكانية للناس العاديين أن يتصالحوا مع ما يحدث في غزة. ومقال آخر يناقش مدى سيطرة رئيس السلطة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، على قوات وزارة دفاعه، وأخيراً نتطرق إلى مقال يصنف أقوى خمس زلزال في العالم. اتهمت الإسرائيلية يولي نوفاك، المديرة التنفيذية لمنظمة بتسيلم، مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، إسرائيل "بأنها تركب إبادة جماعية في قطاع غزة". وتساءلت نوفاك في بداية المقال،: كيف يمكن للناس العاديين أن يتسامحوا مع هذه الفظائع؟" . وتوضح نوفاك أنه في خارج إسرائيل، يعرف الملايين الإجابة بالفعل، " لكن الكثيرين منا هنا لا يستطيعون ذلك، أو لا يريدون. ربما لأن الحقيقة تُهدد بهدم كل ما آمنا به عن هويتنا، وما أردنا أن نكون. إن ذكرها يعني الاعتراف بأن المستقبل سيتطلب محاسبة، ليس فقط مع قادتنا، بل مع أنفسنا أيضاً". وتشير الكاتبة إلى أنه بالنسبة للإسرائيليين من جيلها، "كان من المفترض أن تبقى كلمة إبادة جماعية كابوساً من كوكب آخر وكلمة مرتبطة بصور أجدادنا وأشباح الأحياء اليهودية الأوروبية، لا بأحيائنا"، فيما يبدو أنها إشارة إلى الهولوكوست أو المحرقة اليهودية. وتسترسل الكاتبة في الشرح "منذ ما يقرب من عامين، سمعنا مسؤولين إسرائيليين - سياسيين وجنرالات على حد سواء - يصرحون جهاراً بما ينوون فعله: تجويع غزة وتسويتها بالأرض ومحوها. سنقضي عليهم. سنجعلها غير صالحة للسكن. سنقطع الطعام والماء والكهرباء". لم تكن هذه زلات لسان، بل كانت الخطة. ثم نفذها الجيش الإسرائيلي. وحسب التعريف التقليدي، هذه إبادة جماعية: استهداف متعمد لسكان ليس لكونهم أفراداً، بل لانتمائهم إلى جماعة - هجوم مصمم لتدمير الجماعة نفسها". وتقول يولي "ما زلتُ أتذكر أول مرة انفتحت لي فيها الحقيقة. بعد شهرين مما كنتُ لا أزال أسميه حربًا"، وتضيف "حوصر ثلاثة من زملائي في منظمة بتسيلم - وهم عاملون فلسطينيون في مجال حقوق الإنسان عملنا معهم لسنوات - في غزة مع عائلاتهم. أخبروني عن أقارب دُفنوا تحت الأنقاض، وعن عجزهم عن حماية أطفالهم، وعن الخوف الكبير". كما تقول كاتبة المقال الإسرائيلية "الإبادة الجماع لا تحدث دون مشاركة جماهيرية: شعب يدعمها، أو يمكّنها، أو يغض الطرف عنها". وتستطرد يولي بالقول "لا تحدث الإبادة الجماعية دون مشاركة جماهيرية: شعب يدعمها، أو يُمكّنها، أو يُغض الطرف عنها. هذا جزء من مأساتها. لم تُدرك أي دولة تقريباً ارتكبت إبادة جماعية، في حينها، ما كانت تفعله. القصة هي نفسها دائماً: دفاع عن النفس، حتمية، المستهدفون هم من جلبوا الإبادة على أنفسهم". وتسلط الكاتبة الضوء على الرواية المتداولة في إسرائيل، حول 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتقول "عندما حدثت مذبحة حماس ضد المدنيين في جنوب إسرائيل. كان ذلك اليوم رعباً حقيقياً، انفجاراً بشعاً للوحشية الإنسانية: مدنيون يُذبحون، ويُغتصبون، ويُؤخذون رهائن. صدمة وطنية مُركّزة استدعت، لدى العديد من الإسرائيليين، شعوراً عميقاً بالتهديد الوجودي". وترى كاتبة المقال إن ما حدث في السابع من أكتوبر "لم يكن فشلاً عسكرياً فحسب، بل كان انهياراً لخيالنا الاجتماعي: وهماً بأننا نستطيع حصر كل العنف واليأس خلف سياج والعيش بسلام إلى جانبنا. وقد حدث هذا الانهيار في ظل حكومة اليمين الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، وهي حكومة يحلم وزراؤها علناً بمحو غزة. وهكذا، في أكتوبر2023/تشرين الأول، تلاشت كل أحلامنا في أحلك كوابيسنا". وتختتم يولي نوفاك مقالها داعية إلى مواجهة "الإبادة الجماعية، وهي ترى أنه يجب أن يفهمها الشعب الإسرائيلي أو أن ينظر إليها من منظور البشر الذين يعيشون على هذه الأرض". هل يستطيع الشرع السيطرة على قوات الجيش؟ صدر الصورة، Ibrahim Ezzat/NurPhoto via Getty Images التعليق على الصورة، رئيس السلطة الانتقالية في سوريا،أحمد الشرع. ونطالع مقالاً آخر في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، لأحمد شعراوي وهو محلل أبحاث في مجموعة "فاونديشن فور ديفنس أوف ديموكراسي (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات)، ويحمل المقال عنوان "هل يستطيع الرئيس السوري السيطرة على قواته؟" يقول شعراوي إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب،" وضعت ثقة كبيرة في رئيس السلطة الانتقالية الجديد في سوريا، أحمد الشرع، وإنه "بدأ قوياً عندما سيطر على دمشق بسرعة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن المجازر الأخيرة التي ارتكبتها القوات الحكومية بحق المدنيين كشفت عن حدود سيطرته". ويضيف شعراوي إنه يجب على الولايات المتحدة "الضغط على الشرع لإصلاح الجيش السوري". ويبدأ الكاتب في استحضار ذاكرته، قائلاً إنه بعد إسقاط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في أسبوعين، ظهر الشرع من معقله في مدينة إدلب كالحاكم الفعلي لسوريا. ويستدرك قائلاً:"لقد تمكن (الشرع) من توحيد فصائل مسلحة متعددة، وأعلنه رسمياً حلفاؤه رئيساً مؤقتاً للبلاد في يناير/كانون الثاني الماضي". غير أن كاتب المقال يشير إلى أن جلب الاستقرار إلى سوريا بعد حرب أهلية دامت 14 عاماً، "كان من المؤكد أنه سيشكل تحدياً هائلاً". ويضيف: "لكنه بات واضحاً الآن أن الشرع قلل من شأن تعقيد بناء الدولة، وتشكيل هيكل أمني موحد، وضمان تمثيل جميع شرائح السكان". كما أنه يستعين بتصريحات السفير الأمريكي السابق في دمشق، رايان كروكر، والذي قال خلالها إن "هناك فرقاً كبيراً بين إدارة محافظة واحدة في سوريا، هي إدلب في الشمال، وإدارة بلد بأكمله بكل طوائفه ومجموعاته العرقية والطائفية المتنوعة". فخلال حكم الشرع، وقعت "مذبحتان" بحسب ما يقول أحمد شعراوي، "واحدة ضد العلويين، حيث حددت لجنة تحقيق مستقلة، بتكليف من الدولة أن 298 شخصاً يُشتبه في ارتكابهم انتهاكات ضد أشخاص من الطائفة العلوية". وبحسب ما أورد شعراوي في مقاله،"كان العديد من المستهدفين من عناصر القوات الحكومية، وكان العديد منهم أيضاً جهاديين أجانب قدموا إلى سوريا في مهمة طائفية صريحة: التخلص من نظام الأسد، العلوي الكافر في نظرهم". ويوضح الكاتب أن حكومة الشرع حاولت "أن تنأى بنفسها عن المجازر، مدعية أن مرتكبي تلك الانتهاكات تجاهلوا التوجيهات التي أُعطيت لهم بعدم استهداف المدنيين". في يوليو/تموز 2025، ظهرت أدلة جديدة تُشير إلى تورط القوات الحكومية في انتهاكات ضد الطائفة الدرزية. وأظهرت مقاطع فيديو مُتداولة على الإنترنت جنوداً يقتلون مدنيين في تحدٍ لأمر وزارة الدفاع بـ"تجنب استهداف الأشخاص بناء على طائفتهم" ويطرح شعراوي خلال مقاله سؤالاً: "لماذا تتحدى القوات الحكومية الأوامر؟ ولماذا يُقررالشرع بشكل انتقائي أي من الميليشيات التي يمكن دمجها في الجيش كوحدات سليمة وأيها يجب حلها أولاً؟" ويذكر أيضاً أن الجهود المتسرعة لتوحيد الفصائل المسلحة السورية تركت العديد من الميليشيات المناهضة للأسد تعمل بشكل مستقل تحت قياداتها الأصلية. ويضرب الكاتب مثالاً إذ يقول "دُمجت الجماعات المدعومة من تركيا، مثل عمشات وحمزات، بقيادة أبو عمشة وسيف بولاد، وهما شخصيتان خاضعتان لعقوبات أمريكية لارتكابهما جرائم ضد الأكراد، وسلّم الشرع الرجلين قيادة فرق الجيش. ومع ذلك، طُلب من قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، الاندماج كأفراد فقط". ويتهم الكاتب رئيس السلطة الانتقالية "بانتهاجه تلك السياسات وخلق ما وصفه باختلال طائفي في الجيش السوري الجديد". كما يرى الكاتب أن ذلك دفع الأكراد وبعضاً من أفراد المجتمع الدرزي إلى الدعوة إلى الفيدرالية واللامركزية، "ما يسمح لكل منهما بإنشاء دولتهم الخاصة والانفصال عن الحكومة المركزية في دمشق". ويختتم الكاتب مقاله، "مقترحاً أنه يجب إجراء تغييرات في الجيش السوري الجديد، تشمل إخراج المقاتلين الجهاديين الأجانب من صفوفه". لكنه يقول إنه في نهاية المطاف، يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لمعاقبة الوحدات العسكرية والقادة المسؤولين عن ما وصفه بالـ"المجازر"، في إشارة إلى ما ذكره سالفاً في بداية المقال من أحداث السويداء والانتهاكات التي ارتكبت ضد دروز هناك، وما وصفه أيضاً باستهداف العلويين". أقوى خمسة زلازل في العالم صدر الصورة، THE CHIEF DIRECTORATE OF THE MINISTRY OF EMERGENCY SITUATIONS OF RUSSIA FOR KAMCHATKA TERRITORY التعليق على الصورة، صورة لمبنى انهار جراء زلزال ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية. ونطالع مقالاً في مجلة تايم الأمريكية، لجيفري كلوغر محرر المجلة، الذي يُغطي الفضاء والمناخ والعلوم. المقال بعنوان "ما أقوى خمسة زلازل تم تسجيلها على الإطلاق؟" والذي يوضح خلاله أنواع الزلازل المختلفة، في أعقاب حدوث الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية في في 30 يوليو/تموز. ويستهل كلوغر مقاله، قائلاً "منذ اللحظة الأولى لوقوعه، دخل الزلزال الهائل الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، إلى عالم الزلازل، متصدراً قائمة أكبر الزلازل المعروفة". ويوضح أن هذا الزلزال كانت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر، ما جعله يحتل المركز السادس بالتساوي مع زلزال تشيلي الكبير الذي وقع عام 2010، وزلزالي كولومبيا والإكوادور اللذين وقعا عام 1906. ويقول الكاتب أن عدد ضحايا الزلزال أحياناً لا تتناسب مع قوته أو تعكسها، بل إن قوته تُحدد بـ"كثافة السكان في المنطقة التي ضربها الزلزال أيضاً". ووفقاً لكاتب المقال، يُعد زلزال هايتي الذي وقع عام 2010، وبلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر، وخلف أكثر من 316 ألف قتيلاً ومفقوداً، ثالث أشد الزلازل فتكاً منذ عام 1950، غير أنه لا يُدرَج ضمن قائمة أقوى الزلازل استناداً فقط على قوته على مقياس ريختر". و ينطبق الأمر نفسه على زلزال كشمير الذي وقع عام 2005 والذي بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر وأودى بحياة ما لا يقل عن 79 ألف شخص. ويبدأ الكاتب في ذكر أقوى خمسة زلازل مُسجلة وتسببت في أضرار جسيمة ووفيات كثيرة. كامتشاتكا -روسيا: يحتل الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في روسيا، في 4 نوفمبر/تشرين الأول عام 1952 وكانت قوته تسع درجات على مقياس ريختر، المركز الخامس. وقد لقي ما يُقدر بنحو 10,000 شخص حتفهم في أعقاب الزلزال مباشرةً". ووفقاً للكاتب الذي يعزى ذلك في الغالب إلى تسونامي أعقب الزلزال الأول، وصلت أعالي البحار إلى جزيرة ميدواي وميناء هونولولو، متسببةً في أضرار بلغت مليون دولار في هاواي، أي ما يعادل 12.1 مليون دولار اليوم. زلزال توهوكو باليابان: ويأتي في المركز الرابع، زلزال توهوكو باليابان الذي وقع في 11 مارس/آذار عام 2011، وبلغت قوته 9.1 درجة على مقياس ريختر، ووقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة هونشو اليابانية في خندق اليابان بالمحيط الهادئ. وربما يُعرف أكثر باسم زلزال فوكوشيما، نسبةً إلى مفاعلات فوكوشيما داييتشي النووية التي تعطلت جراء تسونامي الذي ضرب الساحل في غضون 30 دقيقة من الهزة الأولى. وقد تسبب في تسرب نووي من مفاعلات فوكشيما. وقد لقى ما لا يقل عن 18 ألف شخص حتفهم في هذا الزلزال والتسونامي الذي أعقبه مباشرة، وفُقدت جثث الآلاف إلى الأبد. المحيط الهندي: أما ثالث أكبر زلزال مسجل، بقوة 9.1 درجة على مقياس ريختر، فكان في المحيط الهندي في 26 ديسمبر/كانون الأول عام 2004. وكانت احتفالات عيد الميلاد قد انتهت للتو،عندما انفجر قاع المحيط على بعد 150 ميلاً قبالة سواحل سومطرة، مطلقاً طاقة تقدر بما يعادل 23 ألف قنبلة من نوع قنبلة هيروشيما. وقد لقي ما لا يقل عن 230 ألف شخص حتفهم في 13 دولة، وكان إقليم آتشيه في سومطرة مسؤولاً عن 200 ألف حالة وفاة من بين هؤلاء أما الخسائر المادية فتجاوزت 10 مليارات دولار. ألاسكا - الولايات المتحدة: وأتى في المركز الثاني، زلزال ألاسكا الذي بلغت قوته 9.2 درجة على مقياس ريختر في 27 مارس/آذار عام 1964.، فقد اهتزت الأرض لمدة أربع دقائق ونصف الدقيقة، تخللها رعب، ويعد هذا الزلزال الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة. وقد شعر الناس به في مناطق بعيدة، مثل إقليم يوكون ومقاطعة بريتش كولومبيا الكندية، واستمرت الهزات الارتدادية لمدة ثلاثة أسابيع. غير أن عدد الضحايا كان قليلاً نسبياً ووصل إلى 130 شخصاً. بيوبيو تشيلي: ووفقاً لجيفري كلوغر، سُجِّل أكبر زلزال على الإطلاق في منطقة بيوبيو بتشيلي، في 22 مايو/أيار عام 1960،على بُعد حوالي 160 كيلومتراً من ساحل تشيلي، و" بدأ الزلزال عندما اندسَّت صفيحة نازكا تحت صفيحة أمريكا الجنوبية، مطلقةً طاقة تعادل 2.67 جيجا طن، أو مليار طن، من مادة تي إن تي. وبلغت قوة الزلزال ذروتها عند 9.5 درجة على مقياس ريختر. وهزَّت المحيط موجات تسونامي، وصل ارتفاعها إلى 24 متراً على طول ساحل تشيلي". وبعد حوالي 15 ساعة، وصلت أمواج بارتفاع 10 أمتار إلى جزر هاواي، وبعد سبع ساعات، ضربت أمواج بارتفاع 18 متراً جزيرة هونشو اليابانية.

مصرس
منذ يوم واحد
- مصرس
«لافروف» خلال لقائه وزير خارجية سوريا: نأمل في حضور الشرع «القمة الروسية العربية الأولى»
عبر سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، اليوم الخميس، عن أمل روسيا في حضور الرئيس السوري أحمد الشرع القمة الروسية العربية الأولى المقررة في موسكو في أكتوبر المقبل، بحسب ما نقلته وكالة «روسيا اليوم». وجاءت تصريح لافروف خلال استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والوفد المرافق له في موسكو اليوم، في أول زيارة لمسؤول سوري بهذا المستوى منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.وقال وزير الخارجية الروسي، في مستهل اللقاء: «نتمنى أن يتجاوز الشعب السوري التحديات، ونتطلع لزيارة الرئيس أحمد الشرع إلى روسيا»، مردفا: «روسيا تأمل في عودة الوضع في سوريا إلى طبيعته بالكامل».من جانبه قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: «تتطلع سوريا إلى إقامة علاقات صحيحة وسليمة مع روسيا وتكون قائمة على التعاون والاحترام».وأشار وزير خارجية سوريا، إلى التحديات التي تواجه البلاد، قائلا :«نمر بمرحلة مليئة بالتحديات وهناك فرص كبيرة لسوريا ونطمح لأن تكون روسيا بجانبنا».وتابع :«هناك بعض الحكومات التي تفسد العلاقة بين سوريا الجديدة وروسيا ونحن هنا لنمثل سوريا الجديدة، ونرغب في فتح علاقة سليمة وصحيحة بين بلدينا ونطمح أن تكون روسيا إلى جانبنا في مسارنا».وعن وصول السلطة الجديدة للحكم عقب سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي، قال :«عملنا منذ 8 ديسمبر على ملء الفراغ السياسي واستطعنا الحفاظ على مؤسسات الدولة».وفي وقت سابق، أعلن سيرجي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي أن الوزير لافروف سيبحث مع نظيره السوري الشيباني في موسكو العلاقات الثنائية، والوضع الإقليمي.وأشار إلى أن المباحثات ستولي اهتماما خاصا لسبل خروج سوريا من الوضع الصعب الذي تعيشه، مردفا: «لا بد من مراعاة مصالح جميع الشرائح الوطنية والطوائف والمجموعات العرقية شرطا أساسيا لتسير سوريا على الطريق الذي يجمع عليه أبناء الشعب السوري».وأكد فيرشينين استمرار روسيا وسوريا في بحث عمل القواعد العسكرية الروسية على الأراضي السورية.