
موضوع خطبة الجمعة اليوم عن إعلاء قيمة السعي والعمل
موضوع خطبة الجمعة
وأكدت
لا يفوتك
وتُعد خطبة الجمعة من أهم وسائل التوجيه والإرشاد في الإسلام، حيث يجتمع المسلمون في المساجد للاستماع إلى دروس دينية تُنير قلوبهم وتُرشدهم إلى الصواب.
وجاء النص كالتالي:
نص موضوع خطبة الجمعة اليوم
«الحمدُ للهِ الذي أمرَ بالسعيِ والعملِ، وجعلَهُ طريقًا للعزِّ والأملِ، ونهى عنِ البطالةِ والكسلِ، وأمرَ بالتوكّلِ المقرونِ بالأخذِ بالأسبابِ، فقالَ في مُحكمِ الكتابِ: {فَامشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}، وأشهدُ ألّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، خيرُ من سعى، وأكرمُ منِ اكتسبَ، وأعفُّ منْ طلبَ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليه، وعلى آلِه وصحبِه أُولي العزمِ والهممِ، أمّا بعدُ:
فإنَّ الإسلامَ دينُ الجدِّ والاجتهادِ، لا دينُ الكسلِ والركودِ، هو دينُ السعيِ المبرورِ، لا التّواكّلِ المذمومِ والمردودِ، فليسَ العملُ في شرعِ اللهِ مجردَ سعيٍ دنيويٍّ، بل هو عبادةٌ يبتغي بها العبدُ وجهَ اللهِ، ووسيلةٌ للعفةِ والكفافِ، وسبيلٌ للكرامةِ والشرفِ، قال تعالى: {وَقُلِ ٱعمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلمُؤْمِنُونَ}.
عبادَ الله تأمَّلوا، لقد سوّى النبيُّ ﷺ بينَ السعيِ على العيالِ وبينَ الجهادِ في سُبُلِ المعالِي، فقد مرَّ رجلٌ على النبيّ ﷺ، فرأى الصحابةُ جلدَهُ ونشاطَهُ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، لو كانَ هذا في سبيلِ الله؟ فقالَ ﷺ: «إنْ كانَ خرجَ يسْعَى على ولدِهِ صِغارًا فهُوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كَانَ خرجَ يسْعى على أبويْه شيخيْن كبيريْن فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كانَ يسعَى على نفسِهِ يعفُّها فهوَ في سبيلِ اللهِ'.
أيُّها المسلمون
علّموا أولادَكُم أنَّ العملَ بابٌ من أبوابِ العزَّة، وركنٌ من أركانِ الكرامةِ، ووسيلةٌ لبناءِ الذاتِ، وتحقيقِ الاستقلالِ عن الخَلقِ والارتباطِ بالخالقِ وحدَهُ، فقد ربَّى النبيُّ ﷺ أصحابَهُ على ذلك، فعن أنسٍ رضي اللهُ عنهُ أنّ رجلًا جاءَ يسألهُ، فأرشدَهُ إلى بيعِ ما يملكُ؛ ليبدأَ الكسبَ، وقال له: «اشترِ طعامًا لأهلِكَ، وقدومًا فاحتطِبْ، ولا أراكَ خمسة عشرَ يومًا»، ففعلَ، وجنى عشرةَ دراهمَ، واشترى بثمنِها طعامًا وثوبًا، فقال له النبيُّ ﷺ: «هذا خيرٌ لكَ من أن تجيءَ يومَ القيامةِ والمسألةُ في وجهِك نُكتةٌ، لا تصلحُ إلا لذي فقرٍ مدقعٍ، أو غرمٍ مفظع، أو دمٍ موجعٍ»، تأملوا أيُّها الكرامُ هذا التوجيهَ النبويَّ العظيمَ، كيفَ يجعلُ العملَ الحرَّ الكريمَ أفضلَ من ذلِّ السؤالِ؛ ليغرسَ في النفوسِ معنى التوكلِ الصادقِ الذي لا ينفي بذلَ الجهد، ولا يُسقطُ عن المرءِ التكليفَ بالسعيِ.
أيها المكرَّم، إن المسلمَ مأمورٌ أن يأخذَ بالأسبابِ، ويجتهدَ في تحصيلِ المعاشِ بالحلالِ، وأن يُحسنَ النيةَ في كلِّ عملٍ، فيتحول سعيُهُ إلى عبادةٍ، ويصيرُ كسبُهُ في موازينِ الحسناتِ، وفي ذلك هذا البيانُ النبويُّ البديعُ ﷺ: «ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِهِ، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليه السلامُ كانَ يأكلُ من عملِ يدِهِ'.
فيا من تطلبونَ المجدَ وتبتغونَ الكرامةَ: اعلموا أنَّ الرزقَ لا يُنالُ بالأماني، ولا تُنالُ الرفعةُ بالتمنّي، ولكن بالسعيِ والبذلِ، والعملِ والمثابرةِ، فقد قالَ سبحانَهُ: {وَأَن لَّيسَ لِلإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعيَهُۥ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجزَىٰهُ ٱلجَزَآءَ ٱلأَوْفَىٰ}.
ويا أبناءَ مصرَ جِدُّوا
فإنَّ نهضةَ الأممِ لا تكونُ بالأحلامِ، بل بالأعمالِ، ولا تقومُ بالأماني، بل بالتضحيةِ والبذلِ والإتقانِ، والوطنُ لا يرتقي إلا إذا قدَّر أبناؤُهُ قيمةَ العملِ، واحترموا الحِرَفَ والمِهَنَ، وشجعوا شبابَهُم على الإنتاجِ والابتكارِ، وزرعوا فيهم أنَّ اليدَ العاملةَ أحبُّ إلى اللهِ من اليدِ المتسوّلةِ، وأنَّ الساعيَ في كسبِ رزقِه بعزٍّ خيرٌ من المتكئِ على الأعذارِ والتبريرِ!
أنسيتُمْ أيُّها الكرامُ أنَّ حضارةَ الإسلامِ المجيدةَ قامتْ على أكتافِ العُلماءِ والعمّالِ، والفلاحينَ والصناعِ، والتجارِ والمفكرينَ، فأشرقتْ في السماءِ، وامتدَّتْ في الأرضِ، وما كانَ ذلكَ إلا لأنهم جمعوا بينَ الدينِ والدُّنيا، بينَ العبادةِ والعملِ، بينَ العلمِ والإنتاجِ.
نص الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ ﷺ وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.
وبعدُ:
فيا أيُّها المؤمنون: إنَّ التكاتفَ والتعاونَ في أوقاتِ الأزماتِ، وتقديمَ العونِ لكلِّ ملهوفٍ ومحتاجٍ فريضةٌ شرعيةٌ، وسنةٌ نبويةٌ، وعنوانُ أمةٍ راقيةٍ قويةٍ، فالتكافلُ ليس فضيلةً فرديةً فحسب، بل هو مدادُ تماسكِ المجتمعاتِ وعنوانُ وحدةِ الأمةِ، تأمّلوا قولَ اللهِ جلَّ جلالُه: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلبِرِّ وَٱلتَّقوَىٰ}، وقولَهُ سبحانه: {وَٱعتَصِمُواْ بِحَبلِ اللهِ جَمِيعا وَلَا تَفَرَّقُواْ}، وتدبّروا هذا البيانَ النبويَّ الشريفَ «المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلمهُ ولا يسلمُه، ومن كانَ في حاجةِ أخيهِ، كانَ اللهُ في حاجتِه، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كربةً، فرَّج اللهُ عنه كربةً من كربِ يومِ القيامة'.
فلنتكاتفْ أيُّها الكرامُ على الخيرِ، ولنتراحمْ فيما بينَنا، ولنحسنِ الظنَّ بالناسِ، ولنقابلِ الخلافاتِ بالرفقِ والمودةِ، ولنفتحْ قلوبَنا قبلَ أيدينا؛ فبالتكافلِ تحيا القلوبُ، وتُطفأ نارُ الفتنِ والحروب، وبالتعاونِ تشتدُّ أركانُ الأمةِ وتعلو الدروبُ، وإنَّ أعظمَ ما نزرعُه في نفوسِ أبنائنا أنَّ العملَ ليس مذلةً بل كرامةٌ، وأنَّ التعاونَ ليس ضعفًا بل قوةٌ وسلامةٌ، وأنَّ الأمةَ التي تتقنُ السعيَ والتكاتفَ لا تُقهرُ، ولا تُكسرُ، ولا تُهزمُ مهما اشتدَّتِ الخطوبُ وتوالتِ النوائبُ.
اللهمّ ارْزُقْنا السعيَ المباركَ والعملَ الصالحَ والتعاونَ النافعَ
واجعلْنَا ممَّن يسْعَى في رِضاك ويتعاونُ على مرضَاتِكَ»
اقرأ أيضًا:

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 24 دقائق
- مصرس
محافظ أسوان ناعيًا شيخ المصالحات في الصعيد: كان نموذجاً فى إنهاء النزاعات والخلافات بين العائلات والقبائل
نعى اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان، السيد تقادم أحمد الليثى رجل المصالحات والإصلاح بين الناس، والذى وافته المنية عن عمر يناهز ال 95 عامًا حيث أفنى عمره بالسعى في رئاسة لجان المصالحات ووأد الفتن بين العائلات والقبائل ومختلف الفئات ليس فقط على مستوى محافظة أسوان، ولكن بجميع محافظات الصعيد بالكامل . وأكد محافظ أسوان بأن الفقيد كان أحد رموز العمل الأهلى، ونموذجًا مشرفًا لرجل الحكمة والعطاء حيث بذل جهوداً مخلصة على مدار عقود في إنهاء النزاعات والخلافات بين العائلات والقبائل، وساهم بدور بارز في تعزيز روح المحبة والتسامح ليظل اسمه علامة مضيئة في سجل رجال الخير والإصلاح، مشيراً إلى أن محافظة أسوان فقدت قامة كبيرة ورمزاً وطنياً مخلصاً له أيادى بيضاء في ميادين الخير والعمل المجتمعى، داعياً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان .

مصرس
منذ 25 دقائق
- مصرس
«اقترن اسمه بحقن الدماء ووأد الخصومات».. صعيد مصر يودع الشيخ تقادم الشريف
ودع صعيد مصر الشيخ تقادم أحمد الليثي بن العارف بالله الشريف ابن إسماعيل الجعفري النقشبندي، حيث وافته المنية اليوم عن عمر ناهز 95 عامًا في قرية العوينية بإدفو. وعُرف الشيخ تقادم الشريف بمهابته وهيبته الممزوجة بالمحبة، ولقب ب«شيخ المصالحات الثأرية»، فكان إذا دخل في نزاع سرعان ما سارع المتخاصمون إلى قبول الصلح إجلالًا لمكانته.ولم يكتف الشيخ بأه يصلح بين الناس في محيطه الاجتماعي في أسوان، بل كان عليه أن يخوض رحلات الأقناع في عموم الصعيد كله؛ ما جعله يستحق أن يكون شيخ المصالحات، معتمدًا على حجته القوية ومكانته الاجتماعية والدينية.ساحة الشيخ تقادمبرغم مكانته الرفيعة، إلا أن الشيخ تقادم عُرف عنه التواضع والزهد، مع كرم غير متكلَّف وبذل دائم في وجوه الخير، ووصفه الشيخ الحبيب على الجفري، الذي كان دائم الزيارة لساحته العتيقة في صعيد مصر، بأنه «كبير قومه بين ظهرانيهم».وتحوّلت ساحة الشيخ تقادم في العوينية إلى واحدة من أبرز ساحات الإصلاح في الصعيد، حيث تولى هذه المهمة منذ شبابه بعد وفاة والده، واضعًا لنفسه منهجًا يقوم على التأنّي والمشاورة قبل إصدار الكلمة الفصل في أي نزاع حتى صارت كلمة منه تحقن الدماء منذ أن تولى المسؤلية في العشرين من عمره بعد وفاة والده الذي تولى مسؤلية الإصلاح بين الناس، وقد كانت له مدرسته الخاصة وهو أن يتأنى في إطلاق رأيه، ويحتاج إلى مشاورة لجنة من الأهالي، ثم يقول كلمته في الصلح.من هو الشيخ تقادم الشريف؟كان تقادم يمتاز بوطنيته وعشقه لوطنه مصر، وأفنى حياته في خدمة الصلح والإصلاح بين العائلات والقبائل، حتى صار اسمه مرادفًا لحقن الدماء ووأد الخصومات التي طالما ابتُلي بها الصعيد.وكان يؤمن أن التوفيق من عند الله هو الذي يهدي النفوس، وقد كانت مدرسته تجتذب له كل عموم مصر من القاهرة والإسكندرية والدلتا والصعيد؛ مما جعله ينهى آلاف المشكلات الثأرية.


بوابة ماسبيرو
منذ 26 دقائق
- بوابة ماسبيرو
ما هي شروط إخراج زكاة المال؟
ورد إلى برنامج (بريد الإسلام )رسالة من مستمتعة تقول فيها:" لدى مبلغ فى حساب جارى فى البنك ويتناقص سنويا لانى أخذ منه وأسحب منه لإنى منفصلة وأنفق على أولادى وكنت اقوم بإخراج الزكاة على هذا المال لأنه بالغ النصاب فهل تجب على الزكاة؟ أجاب دكتور محمود شلبى امين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إذا كان المال بعد مرور سنة كاملة عليه بالغا النصاب وهو قيمة خمسة وثمانين جرام من الذهب عيار ٢١ ، تجب الزكاة على الرقم الموجود بنسبة ربع العشر، أما إذا كان المال الموجود فى نهاية السنة أقل من النصاب فلا تجب الزكاة. وذكر أن الله فرض الزكاة على المسلمين وجعلها ركن من الأركان الخمسة التى يقوم عليها الإسلام لقول رسول اللهﷺ "بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ، شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا". وتابع حديثه قائلا إن زكاة المال تجب إذا بلغ المال النصاب ويشترط أن يحول حول هجرى كامل على المال لقول رسول اللهﷺ «لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول". واتفق الفقهاء على أنه لابد أن يكون المال فى اخر العام بالغ النصاب واشترطوا فى وجوبها أن يكون المال موجود طوال العام وذهب البعض الآخر فى وجود المال فى طرفى الحول فقط أول السنة وآخرها ما لم ينعدم المال كلية فإن انعدم فلا تجب عليه الزكاة وهو قول الاحناف . وليس الغرض من فرض الزكاة إفقار الغنى بل حقق الشرع الموازنة بين مصلحة الغنى والفقير فلم يفرض الزكاة بلا قيود أو شروط وفى نفس الوقت لم يمنعها فيتضرر الفقير. إذا كان المال بالغ النصاب فى أول العام فأخرجى الزكاة تطهيرا للمال وجلب الرزق، فإن نقص المال فى آخر العام فلا تجب الزكاة ويستحب الصدقة لأنها سبب لمغفرة الذنوب وقضاء الحوائج وتفريج الهموم والكروب