
غوغل تخسر قضية مكافحة احتكار ضد وزارة العدل الأميركية ومخاوف من فصل متصفح "كروم"
فازت وزارة العدل الأميركية بقضية رفعتها ضد غوغل في يناير/كانون الثاني عام 2023 لاحتكارها الإعلان الرقمي، حيث أقرت المحكمة بأن ممارسات غوغل المنافية للمنافسة في سوقين رئيسيين ألحقت ضررا كبيرا بالناشرين والمستخدمين على الإنترنت، بحسب ما أورده موقع ذي فيرج (The Verge).
وكتبت قاضية المحكمة الجزئية الأميركية ليوني برينكيما: "أثبت المدعون أن غوغل انخرطت عمدا في سلسلة من الممارسات المناهضة للمنافسة بهدف الاستحواذ على قوة احتكارية في أسواق خوادم إعلانات الناشرين وتبادل الإعلانات على شبكة الإنترنت المفتوحة"، وأوضحت أن غوغل – على مدى أكثر من عقد – ربطت خوادم إعلانات الناشرين ومنصة تبادل الإعلانات الخاصة بها من خلال سياسات تعاقدية وتكامل تكنولوجي، وهذا مكنها من ترسيخ هيمنتها وحمايتها في هذين السوقين.
وحكمت المحكمة على غوغل بموجب المادتين 1 و 2 من قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار، حيث وجدت المحكمة أن ممارسات غوغل في مجال أدوات تكنولوجيا الإعلانات ومساحات التبادل الإعلاني هي انتهاك واضح لقانون شيرمان.
وبالمقابل قالت لي آن مولولاند نائبة رئيس الشؤون التنظيمية في غوغل: " لقد فزنا بنصف هذه القضية وسوف نستأنف النصف الآخر، ولقد وجدت المحكمة أن أدوات المعلنين لدينا وعمليات الاستحواذ الخاصة بنا – مثل الاستحواذ على شركة دبلكليك (DoubleClick) الإعلانية – لا تضر بالمنافسة"، وأضافت "نحن نختلف مع قرار المحكمة بشأن أدوات الناشرين لدينا. الناشرون يملكون خيارات عديدة، وهم يختارون غوغل لأن أدواتنا التقنية الإعلانية بسيطة ومعقولة التكلفة وفعالة".
ومن الجدير بالذكر أنه في شهر أغسطس/آب عام 2024 أصدر القاضي الفيدرالي أميت ميهتا حكما قضائيا يتهم شركة غوغل بانتهاك قانون مكافحة الاحتكار الأمريكي من خلال احتكارها على أسواق البحث والإعلان بعد دراسة وفحص دقيق لأقوال الشهود والأدلة، ومن جهتها حذرت القاضية برينكيما غوغل من فشلها في حفظ الاتصالات الداخلية، مستشهدة بتطبيق مراسلة داخلي حذف سجلات المحادثات بين الموظفين، وقالت "رغم أن هذا الفعل قد يكون خاضعا للعقوبة، فإن المحكمة لم تكن بحاجة إلى معاقبة الشركة في هذه القضية لأنها تمكنت من اتخاذ قرارها بناء على الشهادات والأدلة المقدمة".
وعلى مدى 3 أسابيع، اتهمت وزارة العدل غوغل بأنها احتكرت بشكل غير قانوني 3 أسواق منفصلة في مجال تكنولوجيا الإعلانات وهي أدوات الإعلانات للناشرين وشبكات الإعلانات للمعلنين ومنصات تبادل الإعلانات التي تسهل المعاملات. كما جادلت بأن غوغل ربطت بشكل غير قانوني بين خادم إعلانات الناشرين ومنصة تبادل الإعلانات، مما يعد انتهاكا لقانون مكافحة الاحتكار.
وبالمقابل ردت غوغل بأن رؤية الحكومة للسوق مصطنعة ولا تستند إلى الواقع، وأوضحت أن أدواتها تساعد الناشرين والمعلنين على جني الأرباح، وأن امتلاكها لأدوات في أجزاء مختلفة من السوق يساعدهم على العمل معا بشكل جيد لصالح المستهلكين، وقالت إن لديها أسبابا تجارية مشروعة لسلوكها وأن الحكومة تريد ببساطة أن تملي عليها كيفية إدارة أعمالها.
وبعد صدور قرار المحكمة بدأ التجهيز لجلسة محكمة فدرالية أخرى في واشنطن بين غوغل ووزارة العدل الأمريكية لإنجاز مرحلة تحديد سبل الانتصاف – وتعني هذه مرحلة أن المحكمة أصدرت بالفعل حكما في قضية البحث ولكنها تناقش كيفية تطبيق هذا الحكم – وفي هذه الحالة اقترحت وزارة العدل الأمريكية في عهد إدارة بايدن تفكيك غوغل من خلال فصل متصفح "كروم" الخاص بها وإجبارها على نشر نتائج بحثها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
أبرز الإعلانات في مؤتمر "غوغل" للمطورين 2025
أنهت " غوغل" مؤتمرها السنوي للمطورين الذي تطلق عليه "غوغل آي/أو" (Google I/O)، وكما جاءت التوقعات، كان لتقنيات الذكاء الاصطناعي نصيب الأسد من الإعلانات في المؤتمر، بدءًا من تعزيز بحث "غوغل" بالذكاء الاصطناعي وتعميم التجربة الخاصة به، وحتى أدوات توليد الصور ومقاطع الفيديو والنصوص المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. ضم المؤتمر أيضًا بعض التحديثات للمنتجات الجديدة من "غوغل" التي كانت الشركة أعلنت عنها في وقت سابق، وإليكم أبرز ما جاء في المؤتمر. البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي قادم للجميع أعلنت "غوغل" أن مزايا البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي قادم لجميع المستخدمين حول العالم بدءًا من مستخدمي الولايات المتحدة، وذلك بعد انتهاء الفترة التجريبية التي أمضاها النموذج في بعض الدول ومع بعض المستخدمين. قدّمت الشركة أيضًا بعض التحسينات على مزايا البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي، إذ أطلقت عليه الآن "وضع الذكاء الاصطناعي" (Ai Mode)، وهو يظهر إلى جانب قوائم البحث المعتادة الخاصة بالشركة، أي قائمة بحث الأخبار والصور ومقاطع الفيديو وهكذا. يتيح هذا الوضع للمستخدمين التواصل مباشرة مع "جيميناي" والاستفادة من المزايا الخاصة به في عملية البحث بدلًا من التوجه إلى صفحة الدردشة الخاصة به، وأضافت الشركة أن هذا الوضع يحصل على مجموعة من التحسينات والمزايا الجديدة خلال العام. "جيميناي ألترا" كشفت الشركة عن باقة اشتراك جديدة من أجل استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها "جيميناي" وهي تدعى "ألترا" وتبلغ قيمة الاشتراك بها 250 دولارا شهريًا، وتضم هذه الباقة كافة خدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركة إلى جانب الأدوات الخاصة بها. ويشمل ذلك الأدوات الجديدة التي كشفت عنها الشركة ضمن فعاليات مؤتمر "غوغل آي/ أو 2025" بدءًا من أداة "فيو 3" (Veo 3) لتوليد مقاطع الفيديو وأداة التفكير العميق التي لم تطرحها الشركة بعد، كما أن الباقة الجديدة تضم حدود استخدام أعلى لكافة هذه الأدوات وأدوات "نوت بوك إل إم" (Notebook LM) و"ويسك" (Whisk) أيضًا. ولا تنتهي مزايا الباقة هنا، بل يحصل المشتركون فيها على وصول خاص لروبوت دردشة "جيميناي" مباشرة في متصفح "كروم" إلى جانب بعض عملاء الذكاء الاصطناعي الذين تم تطويرهم باستخدام منصة "غوغل" واشتراك "يوتيوب بريميوم" (Youtube Premium) ومساحة تخزين في خدمات "غوغل" السحابية تصل إلى 30 تيرابايت. وضع تفكير عميق محسن في "جيميناي" أعلنت "غوغل" عن وضع التفكير العميق المحسن في روبوت الدردشة الخاص بها، ويعمل مع روبوت "جيميناي 2.5 برو" (Gemini 2.5 Pro)، وبحسب بيان الشركة، فإن الوضع المحسن يعمل على التفكير في أكثر من إجابة على السؤال قبل تقديم الإجابة النهائية. ورغم أن الشركة لم تدخل في الكثير من التفاصيل حول آلية عمل الوضع الجديد، إلا أنها أعلنت بدء اختباراته مع مجموعة من الشركاء المعتمدين، وأكدت أنها تأخذ وقتها في اختبارات الأمان والمنطق قبل طرحه بشكل رسمي للعامة. تغير اسم "بروجيكت ستار لاين" (Project Starline) في السنوات الماضية، أعلنت "غوغل" عن مشروع متطور لمحادثات الفيديو يدعى "بروجيكت ستار لاين"، وهو يتيح إجراء محادثات فيديو ثلاثية الأبعاد كأن الطرفين يجلسان متقابلَين، والآن أعلنت الشركة تغيير اسمه إلى "غوغل بيم" (Google Beam). المفاجأة الحقيقية كانت الإعلان عن قرب طرح المشروع الجديد للمستخدمين في تعاون مع شركة "إتش بي" (HP) التي تقدم أجهزة خاصة تدعم المشروع الجديد، وهي تضم مساحة إضاءة متصلة ب6 كاميرات مختلفة من أجل توليد صورة ثلاثية الأبعاد واقعية. "فيو 3″ (Veo 3) لتوليد مقاطع الفيديو و"إيماجين 4" (Imagen 4) لتوليد الصور كشفت "غوغل" أيضًا عن الجيل الجديد من أدوات توليد مقاطع الفيديو والصور الخاصة بها، وبحسب إعلان الشركة، فإن "فيو 3" أصبح الآن قادرًا على توليد الأصوات والضوضاء المحيطة وحتى بعض المحادثات الصوتية للمقاطع الخاصة بها، فضلًا عن تحسين جودة المقاطع المولدة من الأداة. وأما "إيماجين 4" فقد حصلت على تحسينات في السرعة والدقة، ومن المتوقع أن تزداد سرعتها بعد الإطلاق النهائي لها، إذ تنوي الشركة طرح نسخة أسرع بـ10 مرات من "إيماجين 3″، كما أصبحت الأداة الآن قادرة على توليد الصور ذات التفاصيل الدقيقة والتحكم فيها، مثل أنواع الملابس والخيوط المستخدمة إلى جانب قطرات المياه وفِراء الحيوانات. وضّحت "غوغل" أن "إيماجين 4" قادرة على التعامل مع مختلف أساليب الصور والرسم، بدءًا من الصور الواقعية وحتى التجريدية، كما أن الأداة أصبحت تدعم دقة أعلى في الصور الآن، وكلاهما متاحان منذ الآن ضمن اشتراك "جيميناي ألترا" الجديد. أداة ذكاء اصطناعي توليدي موجهة لصناع الأفلام كشفت "غوغل" خلال المؤتمر عن أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها، وهي أداة "فلو" (Flow) الموجهة لصناع الأفلام والسينما بشكل عام، وهي تأتي على شكل تطبيق منفصل يجمع بين مزايا "إيماجين" و"فلو" و"جيميناي" من أجل توليد مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 8 ثوان بناءً على الصور أو النصوص المدخلة. وتضم الأداة أيضًا ميزة بناء المشاهد والتعديل فيها كما ترغب، ومن المتوقع أن توفر الشركة نسخة احترافية قادرة على توليد مقاطع أطول من 8 ثوان في المستقبل القريب. نظارة الواقع المعزز من "غوغل" استعرضت الشركة أيضًا نظارة الواقع المعزز الخاصة بها والتي تطلق عليها مشروع "أورا" (Aura)، وهي تأتي بالتعاون مع شركة "إكس ريل" (Xreal)، ورغم أن الاستعراض تضمن عرض مقطع سريع للغاية للنظارة، إلا أن الشركة أعلنت عن دعم "جيميناي" مباشرةً منها. تنوي الشركة أيضًا التعاون مع "سامسونغ" وعدد من الشركات الرائدة لتقديم طرز متنوعة من نظارات واقع معزز مستقبلًا. أداة جديدة لتصميم واجهات التطبيقات كشفت "غوغل" عن أداة "ستيتش" (Stitch)، وهي أداة جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل بناء واجهات التطبيقات مباشرة وبشكل سريع للغاية، وتعتمد الأداة على مجموعة من السمات الخاصة المبنية بداخلها مباشرة. يمكن تعديل السمات والأشكال الموجودة داخل الأداة عبر تعديل الوصف الخاص بها، كما يمكن استخدام مزايا النماذج السلكية والرسومات الأولية ولقطات الشاشة لاقتباس التصميم من واجهات المستخدم الأخرى، ويمكن الوصول إلى الأداة مباشرة من معامل "غوغل". الترجمة المباشرة في "غوغل ميت" (Google Meet) تحصل أداة الاجتماعات الخاصة بـ"غوغل" على ميزة جديدة تتيح لك ترجمة الكلام بشكل مباشر وحي داخل المنصة من أي لغة إلى أخرى بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ولكنها في الوقت الحالي تدعم اللغة الإسبانية والإنجليزية فقط. واجهة جديدة لنظام "وير أو إس 6" (Wear OS6) كشفت "غوغل" عن واجهة جديدة لنظام الساعات الذكية الخاص بها "وير أو إس 6" (Wear OS6)، وتمتاز الواجهة الجديدة بكونها موحدة ومتسقة مع نظام "أندرويد 16" الجديد، كما يحصل النظام الجديد على خط جديد للاستخدام مع الواجهة، وهو ما يسهل على المطورين تطوير البرمجيات لها. مزايا الذكاء الاصطناعي في "أندرويد ستوديو" (Android Studio) وضحت الشركة أن واجهة التطوير البرمجية الخاصة بها "أندرويد ستوديو" تحصل على مجموعة من مزايا الذكاء الاصطناعي التي تتيح دمج عملاء الذكاء الاصطناعي مباشرة مع الواجهة واستخدامهم في تطوير البرمجيات. كما يمكن لعملاء الذكاء الاصطناعي فحص التطبيقات وتجربتها لضمان جودتها والعثور على الاخطاء البرمجية قبل نشر التطبيقات. "كروم" يساعدك على تحديث كلمات المرور المسربة منذ فترة أضافت "غوغل" إلى متصفح "كروم" إمكانية فحص الكلمات المخزنة والبحث عن الكلمات التي ظهرت في تسريبات البيانات الكبيرة، والآن تضيف خاصية جديدة تتيح لك تحديث كلمة المرور المسربة في المواقع المدعومة. ومن المتوقع أن تكون هذه الميزة مدعومة من قلة من المواقع في البداية قبل انتشارها وتبنيها من مختلف المواقع مستقبلًا.


الراية
منذ 2 أيام
- الراية
جوجل تطلق مزايا ذكاء اصطناعي جديدة لتحسين تجربة المستخدمين ذوي الإعاقات البصرية
جوجل تطلق مزايا ذكاء اصطناعي جديدة لتحسين تجربة المستخدمين ذوي الإعاقات البصرية واشنطن - قنا: أعلنت شركة جوجل طرح مجموعة من المزايا الجديدة المعزّزة بالذكاء الاصطناعي لتسهيل استخدام الأجهزة عبر أنظمة أندرويد ومتصفح كروم، في خطوة تهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين ذوي الإعاقات البصرية، وتمكين الجميع من التفاعل مع المحتوى بطريقة أكثر ذكاءً ومرونة. ومن أبرز المزايا تطوير ميزة "TalkBack" حيث تتيح للمستخدمين طرح أسئلة مباشرة والحصول على وصف دقيق للصور أو محتوى الشاشة بالكامل. وأشارت جوجل، إلى أنها قد أدمجت العام الماضي تقنيات/ Gemini في TalkBack / لتوفير أوصاف تلقائية للصور حتى عند غياب النص البديل /Alt Text) ، ومع التحديث الجديد، بات بإمكان المستخدم طرح أسئلة، والحصول على إجابة فورية ، ويمكن أيضًا الاستفسار عن العناصر الظاهرة داخل التطبيقات، كمعرفة نوع قماش منتج معين أو إذا كانت هناك حسومات متاحة. كما أطلقت جوجل أيضًا تحديثًا لميزة /Expressive Captions/ التي توفّر تسميات توضيحية لحظية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويدعم التحديث الجديد تعرّف طريقة نطق الكلمات وليس فقط معناها، وتمييز أصوات مثل الصفير أو التنحنح بوسوم واضحة للمستخدم، أما في متصفح كروم، أضافت جوجل دعمًا لقراءة ملفات/ PDF/ الممسوحة ضوئيًا، وهي ميزة كانت غائبة سابقًا، وبفضل تقنية تعرّف الحروف ضوئيًا /OCR/، أصبح بالإمكان الآن تمييز النصوص داخل هذه الملفات، مما يسمح بتحديدها، ونسخها، والبحث فيها، واستخدام قارئ الشاشة لقراءتها.


الجزيرة
منذ 6 أيام
- الجزيرة
كيف يحول "أندرويد" هاتفك إلى أستوديو احترافي؟
في عالم يتجه بسرعة نحو الاعتماد على الهواتف الذكية أداة أساسية للإبداع البصري، يبرز نظام "أندرويد 16" بوصفه منصة طموحة تستهدف المصورين المحترفين بشكل مباشر. ومن خلال سلسلة من المزايا المتقدمة التي تعزز التحكم في الكاميرا وتوفر تجربة تصوير غير مسبوقة، يسعى "أندرويد" إلى تجاوز الحدود التقليدية للهواتف الذكية، ووضعها في مصاف الكاميرات الاحترافية. هذا التوجه ليس مجرد تحسينات طفيفة، بل هو نقلة نوعية تشمل جودة الصور، ودعم التنسيقات الاحترافية، وأدوات التحرير المتطورة، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع الفوتوغرافي. ومع استمرار الأجهزة المحمولة في لعب دور متزايد الأهمية في عالم التصوير، فإن أحدث أدوات وتحسينات "أندرويد 16" تَعِد بتوفير تحكم ومرونة وجودة غير مسبوقة. ومع طرح تحديثات "أندرويد 16" التجريبية، تجري " غوغل" بعض التغييرات لتحسين تجربة الكاميرا للمستخدمين عبر مجموعة من الميزات الجديدة المصممة لمنافسة معدات التصوير التقليدية. التعريض التلقائي الهجين في السابق، كان تطبيق الكاميرا في "أندرويد" يمنح المصورين خيار التحكم اليدوي الكامل في إعدادات التعريض الضوئي أو ترك التعريض الضوئي التلقائي يتولى كل شيء، ولكن "أندرويد 16" يقدم نهجًا هجينا حيث يمكن التحكم في جوانب محددة يدويًا، في وقت يدير فيه التعريض الضوئي التلقائي الباقي. ويسمح وضع التعريض التلقائي الهجين للمصورين بالتحكم يدويًا في سرعة الغالق وحساسية الضوء وتوازن اللون الأبيض وحتى التركيز البؤري اليدوي مع الحفاظ على الضبط التلقائي لفتحة العدسة، وهي معايير طالما ظلت حكرًا على الكاميرات الاحترافية من الفئة العليا. ويفتح هذا التوجه الباب أمام تطبيقات الكاميرا المستقلة لتوفير تجارب تصوير احترافية بمعايير دقيقة تلبي متطلبات الأستوديوهات والمصورين المتخصصين. ويوفر هذا الوضع التوازن المثالي بين التحكم اليدوي والدقة الآلية، مما يسمح للمستخدمين بالتقاط الصور حتى في ظروف الإضاءة الصعبة. ومع النظام الهجين الجديد، يستطيع المستخدمون ضبط خيارات عديدة يدويًا، في حين يتولى نظام التعريض التلقائي الخوارزمي التعامل مع الجوانب المتبقية. ويتيح التحكم الدقيق في التعريض التقاط صور أفضل ذات نطاق ديناميكي عالٍ وصور بانورامية ولقطات فنية في ظروف إضاءة صعبة. وعادة ما يقدم مصنعو الهواتف الذكية أسلوبهم الخاص في ضبط التعريض التلقائي، لكن النتائج التي يقدمونها ليست مرضية للجميع. ويمنحك النهج الهجين تحكمًا في جانب أساسي دون أن ترهقك مقاييس الوضع الاحترافي. وتسمح غوغل أيضًا لتطبيقات خارجية، مثل " إنستغرام" و "سناب شات"، باستخدام الأوضاع الليلية المدمجة في الهواتف لالتقاط صور أفضل في الإضاءة المنخفضة. وسّعت غوغل نطاق تعديلات توازن اللون الأبيض، التي تقتصر حاليًا على قائمة من الإعدادات المسبقة، بما في ذلك الغائم والمتوهج والشفق، مع التحكم الدقيق في درجة شدة اللون ومستويات التدرج اللوني والتظليل. ويسمح هذا للمصورين بالتعويض عن ظروف الإضاءة الصعبة، وضمان التقاط صور ومقاطع فيديو دقيقة الألوان دون الحاجة إلى تطبيق تصحيحات الألوان لاحقًا. كما يتيح أيضًا مزيدًا من الإبداع في مظهر الصور مباشرة من الكاميرا. ويعد هذا المستوى من التحكم مفيدًا بشكل خاص للأعمال الاحترافية، حيث تكون دقة الألوان أمرًا بالغ الأهمية. صور الحركة إذا كنت من محبي تصوير صور الحركة، فإن لديك الآن خيارات إضافية. وتدمج هذه الميزات مقاطع الفيديو القصيرة مع الصوت، بالإضافة إلى مجموعات من الصور الثابتة. كما يمكنك التحكم الكامل في مكان تخزين صور الحركة عبر جهازك. ويقدم التحديث أيضًا دعمًا محسنا لالتقاط صور الحركة. ووفرت غوغل نظامًا مشابهًا إلى حد ما لالتقاط صور الحركة عبر هواتف "بيكسل" (Pixel)، حيث ربطته بوضعي "تصوير الحركة" (Action Pan) و"التعريض الضوئي الطويل" (Long Exposure). كما يتوفر أيضًا وضع "اللقطة المثالية" (Top Shot) الذي يتيح للمستخدمين اختيار الإطار المثالي من داخل مقطع أو صورة التقطوها. ومع ذلك، فإنه ليس متطابقًا مع نظام "الصور الحية" (Live Photo) الموجود في أجهزة "آيفون"، وهناك تطبيق مشابه له على بعض الهواتف الذكية الأخرى مثل "ون بلس 13" (OnePlus 13). ومع وصول "أندرويد 16″، أصبح التقاط وعرض صور الحركة أمرا موحدًا. دعم متقدم للتنسيقات يحسن نظام "أندرويد 16" دعم تنسيق "راو" (Raw)، حيث أصبح المستخدم قادرًا على التقاط الصور الخام غير المضغوطة التي تحتفظ بكامل البيانات البصرية التي التقطها المستشعر، مما يتيح معالجة لاحقة دقيقة باستخدام أدوات تحرير متقدمة. ويسمح هذا الأمر للمصورين بالتقاط الصور وتحريرها بأقل ضغط ممكن وأعلى تفاصيل ممكنة، مما يضمن مرونة أكبر للمستخدمين أثناء مرحلة ما بعد المعالجة، ويسهل تحقيق المظهر المطلوب دون المساس بجودة الصورة. ويدعم نظام "أندرويد 15" صور النطاق الديناميكي العالي "إتش دي آر" (HDR)، ولكن "أندرويد 16" يدعم تقنية "ألترا إتش دي آر" (UltraHDR)، مما يمنح صورك نطاقًا ديناميكيا أوسع بكثير. وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم هذه الصور تنسيق "هيك" (HEIC)، وهو تنسيق أعلى جودة من "جيه بي إي جي" (JPEG)، مع استهلاك أقل للمساحة بفضل تقنيات الضغط المحسنة. ومثل ملفات "ألترا إتش دي آر جي بي إي جي" (UltraHDR JPEG)، تحتوي ملفات "ألترا إتش دي آر هيك" (UltraHDR HEIC) على خريطة مضمنة في البيانات الوصفية بحيث يمكن عرضها بشكل صحيح على الأجهزة القديمة ذات شاشات النطاق الديناميكي القياسية. أما على الأجهزة الحديثة ذات شاشات النطاق الديناميكي العالي، فتظهر تفاصيل إضافية للألوان والسطوع والتباين. وتقول غوغل إنها تعمل أيضًا على إضافة دعم تنسيق "أفيف" (AVIF) لتقنية "ألترا إتش دي آر" لاحقًا. ختامًا، تمثل ميزات المصور الاحترافي في "أندرويد 16" قفزة نوعية في مجال التصوير الفوتوغرافي بالهواتف المحمولة، حيث يوفر أدوات كانت في السابق حكرًا على الكاميرات المتطورة. ومع استمرار اضمحلال الخط الفاصل بين التصوير الفوتوغرافي عبر الهاتف المحمول والتصوير الاحترافي، يضمن "أندرويد 16" للمصورين، سواءً كانوا هواةً أو محترفين، الحصول على الموارد اللازمة لالتقاط وإنشاء محتوى بصري مذهل، ويؤكد على أهمية التصوير الفوتوغرافي في عالمنا الرقمي المتزايد.