logo
"بريكليس" يستهدف قيم الجمهورية الفرنسية

"بريكليس" يستهدف قيم الجمهورية الفرنسية

جزايرسمنذ 3 ساعات

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
❊ المخزن يورّط مسؤولين فرنسيين في قضايا فساد مالي وأخلاقي❊ محام يدفع ثمن كشفه حقيقة ابتزاز اللوبي المغربي للمسؤولين الفرنسيين
خرجت النخب السياسية في فرنسا عن صمتها بعد الانحراف الذي كرّسه تيار اليمين المتطرّف على كافة الأصعدة، داقة ناقوس الخطر إزاء التهديدات التي من شأنها أن تعصف بقيم الجمهورية الفرنسية، بالنظر إلى الكم الهائل من العداء والكراهية التي تميز خطابات المتطرفين بقيادة برونو روتايو، الذي يسعى إلى ترجمة خطط الملياردير الفرنسي بيير إدوارد ستيرين صاحب مشروع "بريكليس"، الهادف إلى مساعدة صعود المتطرّفين إلى السلطة.
أبانت المخاوف التي عبّر عنها عديد السياسيين الفرنسيين عن حجم الخطر الداهم لسياسة اليمين المتطرّف على مؤسّسات الدولة، والذي انعكس بشكل كبير على مصداقيتها على المستويين الداخلي والخارجي، ما أثار استياء شرائح كبيرة من الشعب الفرنسي الذي خرج بالآلاف إلى الشوارع تنديدا بالإجراءات الاجتماعية التعسفية التي أقرها روتايو، ما انعكس بشكل واضح على المستوى المعيشي المتدهور، فضلا عن العزلة التي باتت تعيشها باريس في محيطها الإقليمي.
ويبدو أن خطة الملياردير الفرنسي المحافظ المنفي في بلجيكا والتي ترتكز على ضخ 150 مليون أورو لتمكين الانتصار الايديولوجي والانتخابي والسياسي لليمين واليمين المتطرف، لم تلق صداها على مستوى الراي العام الفرنسي، كونها حدّدت الهوية الفرنسية والليبرالية كمعايير، والاشتراكية والهجرة كأعداء معلنين وحزبي التجمّع الوطني والجمهوريين كشركاء محدّدين.
فقد سارت الأفكار التي روّجها الحزب اليميني عكس التيار، حيث تفشت مظاهر الإسلاموفوبيا والكراهية ضد الأجانب في ظاهرة غير مسبوقة في فرنسا، غير أن التركيز انصب على الجزائر بالخصوص، ما انعكس جليا على العلاقات الثنائية، التي كشفت عن حجم الضعف الذي يعتري مؤسّسات الدولة الفرنسية بسبب طغيان الأفكار اليمينية على قرارات صناع القرار في باريس.
كما يظهر أن الفكر اليميني يهدف من خلال إيديولوجيته الجديدة إحياء المجد الاستعماري القديم المتشبع بالنظرة الاستعلائية التي دفع ثمنها بالأمس غير البعيد في إفريقيا، والتي طردت منها فرنسا شرّ طردة، ما جعلها تحاول بعد فقدان بوصلتها استدراك الواقع المرّ بشنّ حملات عدائية على الجزائر بقيادة اليميني المتطرف روتايو الذي لا يمر يوم وإلا ذكر الجزائر في تصريحاته على أنها سبب مشاكل فرنسا.
والواقع أن خرجات وزير الداخلية المتطرّف ما هي إلا محاولة لتحويل الأنظار عن حجم الفساد المالي الذي تورط فيه أشخاص محسوبون على هذا التيار في عديد شبكات التمويل المشبوهة، ووجود تحالف بين المال الفاسد مع الإيديولوجية المتطرّفة، فضلا عن الشعارات العدائية التي تستهدف الإسلام والمهاجرين.
من جهة أخرى، لا نستغرب أن يتخذ نظام المخزن نفس توجّه اليمين المتطرّف الفرنسي في الابتزاز ودفع الرشاوى بالاعتماد على المال الفاسد لشراء الذمم، مثلما كان الأمر مؤخرا مع فضائح الجوسسة على مستوى قصر الإليزيه وتوريط المخزن عديد المسؤولين الفرنسيين في قضايا فساد مالي وأخلاقي. ودفع المحامي خوان برانكو ثمن كشفه حقيقة هذا الابتزاز الممارس من قبل اللوبي المغربي على المسؤولين الفرنسيين، حيث يتواجد حاليا في المستشفى بعد تعرّضه لتسمّم نتيجة التحقيق المعمّق الذي أجراه حول هذه القضية، علما أنه سبق وأن تعرّض من قبل لتهديدات عديدة بعد أن سلّط الضوء على حقيقة العلاقة المشبوهة بين الإليزيه ونظام المخزن، في حين فضّلت الاستخبارات الفرنسية الصمت لتجنّب ردة الفعل الشعبي.
ويمكن القول إن سيطرة التيار اليميني على مؤسّسات الدولة الفرنسية قد أفرغها من محتواها، الأمر الذي يثير استياء السياسيين الفرنسيين المخضرمين، الذين حذّروا من انهيارها ووقوعها في يد قبضة من الرجعيين المتطرّفين الذين لا يفقهون في أبجديات العرف الدبلوماسي قيد أنملة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"بريكليس" يستهدف قيم الجمهورية الفرنسية
"بريكليس" يستهدف قيم الجمهورية الفرنسية

جزايرس

timeمنذ 3 ساعات

  • جزايرس

"بريكليس" يستهدف قيم الجمهورية الفرنسية

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. ❊ المخزن يورّط مسؤولين فرنسيين في قضايا فساد مالي وأخلاقي❊ محام يدفع ثمن كشفه حقيقة ابتزاز اللوبي المغربي للمسؤولين الفرنسيين خرجت النخب السياسية في فرنسا عن صمتها بعد الانحراف الذي كرّسه تيار اليمين المتطرّف على كافة الأصعدة، داقة ناقوس الخطر إزاء التهديدات التي من شأنها أن تعصف بقيم الجمهورية الفرنسية، بالنظر إلى الكم الهائل من العداء والكراهية التي تميز خطابات المتطرفين بقيادة برونو روتايو، الذي يسعى إلى ترجمة خطط الملياردير الفرنسي بيير إدوارد ستيرين صاحب مشروع "بريكليس"، الهادف إلى مساعدة صعود المتطرّفين إلى السلطة. أبانت المخاوف التي عبّر عنها عديد السياسيين الفرنسيين عن حجم الخطر الداهم لسياسة اليمين المتطرّف على مؤسّسات الدولة، والذي انعكس بشكل كبير على مصداقيتها على المستويين الداخلي والخارجي، ما أثار استياء شرائح كبيرة من الشعب الفرنسي الذي خرج بالآلاف إلى الشوارع تنديدا بالإجراءات الاجتماعية التعسفية التي أقرها روتايو، ما انعكس بشكل واضح على المستوى المعيشي المتدهور، فضلا عن العزلة التي باتت تعيشها باريس في محيطها الإقليمي. ويبدو أن خطة الملياردير الفرنسي المحافظ المنفي في بلجيكا والتي ترتكز على ضخ 150 مليون أورو لتمكين الانتصار الايديولوجي والانتخابي والسياسي لليمين واليمين المتطرف، لم تلق صداها على مستوى الراي العام الفرنسي، كونها حدّدت الهوية الفرنسية والليبرالية كمعايير، والاشتراكية والهجرة كأعداء معلنين وحزبي التجمّع الوطني والجمهوريين كشركاء محدّدين. فقد سارت الأفكار التي روّجها الحزب اليميني عكس التيار، حيث تفشت مظاهر الإسلاموفوبيا والكراهية ضد الأجانب في ظاهرة غير مسبوقة في فرنسا، غير أن التركيز انصب على الجزائر بالخصوص، ما انعكس جليا على العلاقات الثنائية، التي كشفت عن حجم الضعف الذي يعتري مؤسّسات الدولة الفرنسية بسبب طغيان الأفكار اليمينية على قرارات صناع القرار في باريس. كما يظهر أن الفكر اليميني يهدف من خلال إيديولوجيته الجديدة إحياء المجد الاستعماري القديم المتشبع بالنظرة الاستعلائية التي دفع ثمنها بالأمس غير البعيد في إفريقيا، والتي طردت منها فرنسا شرّ طردة، ما جعلها تحاول بعد فقدان بوصلتها استدراك الواقع المرّ بشنّ حملات عدائية على الجزائر بقيادة اليميني المتطرف روتايو الذي لا يمر يوم وإلا ذكر الجزائر في تصريحاته على أنها سبب مشاكل فرنسا. والواقع أن خرجات وزير الداخلية المتطرّف ما هي إلا محاولة لتحويل الأنظار عن حجم الفساد المالي الذي تورط فيه أشخاص محسوبون على هذا التيار في عديد شبكات التمويل المشبوهة، ووجود تحالف بين المال الفاسد مع الإيديولوجية المتطرّفة، فضلا عن الشعارات العدائية التي تستهدف الإسلام والمهاجرين. من جهة أخرى، لا نستغرب أن يتخذ نظام المخزن نفس توجّه اليمين المتطرّف الفرنسي في الابتزاز ودفع الرشاوى بالاعتماد على المال الفاسد لشراء الذمم، مثلما كان الأمر مؤخرا مع فضائح الجوسسة على مستوى قصر الإليزيه وتوريط المخزن عديد المسؤولين الفرنسيين في قضايا فساد مالي وأخلاقي. ودفع المحامي خوان برانكو ثمن كشفه حقيقة هذا الابتزاز الممارس من قبل اللوبي المغربي على المسؤولين الفرنسيين، حيث يتواجد حاليا في المستشفى بعد تعرّضه لتسمّم نتيجة التحقيق المعمّق الذي أجراه حول هذه القضية، علما أنه سبق وأن تعرّض من قبل لتهديدات عديدة بعد أن سلّط الضوء على حقيقة العلاقة المشبوهة بين الإليزيه ونظام المخزن، في حين فضّلت الاستخبارات الفرنسية الصمت لتجنّب ردة الفعل الشعبي. ويمكن القول إن سيطرة التيار اليميني على مؤسّسات الدولة الفرنسية قد أفرغها من محتواها، الأمر الذي يثير استياء السياسيين الفرنسيين المخضرمين، الذين حذّروا من انهيارها ووقوعها في يد قبضة من الرجعيين المتطرّفين الذين لا يفقهون في أبجديات العرف الدبلوماسي قيد أنملة.

الفرع القنصلي بمكة المكرّمة.. إجراءات استثنائية خدمة للحجّاج
الفرع القنصلي بمكة المكرّمة.. إجراءات استثنائية خدمة للحجّاج

جزايرس

timeمنذ 15 ساعات

  • جزايرس

الفرع القنصلي بمكة المكرّمة.. إجراءات استثنائية خدمة للحجّاج

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. ❊ تسليم وثيقة لعائلة الحاج المتوفّى تحمل عنوان مقبرة ومربع الدفن ورقم القبر ونحن ندخل مكتب الفرع القنصلي بالبعثة الجزائرية للحجّ بمكة المكرّمة، وجدنا أنفسنا وسط خلية نحل مشكّلة من شباب مفعم بالعزيمة والفطنة وروح المسؤولية وفعالية الأداء، على خطى الدبلوماسية الجزائرية، كل في مكانه وفي تخصّصه، لا مجال للخطأ في خدمة الحجّاج المتوافدين على الفرع القنصلي خاصة كبار السن منهم. يتحوّل الفرع القنصلي بمكتب حجّاج الجزائر على مستوى فندق "سيف المجد" مقر البعثة الجزائرية للحجّ، منذ الساعات الأولى للنهار إلى غرفة عمليات بسبب تزايد الحجّاج الوافدين على مكة المكرمة باقتراب موعد وقفة عرفة، حيث وقفت "المساء" على مدار يوم كامل قضته مع أفراد الفرع القنصلي، على معالجة عديد الشكاوى والانشغالات، لا سيما ما تعلق بتضييع الوثائق الرسمية (جواز السفر، بطاقة التعريف الوطنية، رخصة السياقة.. وغيرها من الوثائق)، إضافة إلى حالات الإبلاغ عن ضياع أموال الحجّاج التي وقفنا على عدد معتبر منها، وكذا البحث عن المفقودين، مستوى عيادات ومستشفيات مكة المكرمة، إذا تمّ تسجيل حالات.شيخ يبكي بسبب تضييع أمواله خلال تواجدنا بالفرع القنصلي بمكتب شؤون حجاج الجزائر لاحظنا تواجد عدد لابأس به لحالات سرقة أو تضييع الأموال لحجّاجنا الميامين، حيث وصلت منذ بداية توافد الحجاج الجزائريين على مكة المكرمة إلى نحو 8 حالات بين السرقة (حالتان) وضياع الأموال (6 حالات)، فكان أكثرها تأثيرا الحاج مسعود من ولاية الوادي، الذي وجدناه يذرف الدموع وهو بصدد الإبلاغ عن ضياع أمواله المقدرة بنحو 3100 ريال سعودي و200 أورو، قائلا لأفراد الفرع القنصلي "يا أولادي والله ما عندي حقّ الهدي".. غير أن تعامل أفراد الفرع القنصلي وفق القوانين المعمول بها في مثل هذه الحالات طمأن الحاج. إجراءات استثنائية لتعويض الحجّاج نقدا في حال التبليغ عن ضياع أموال من قبل الحجّاج الجزائريين، يقول رئيس الوفد القنصلي ساعد بوخالفة، فإن الإجراءات المعمول بها بسيطة جدا، حيث يحرّر المعني تصريحا بضياع المبلغ الذي يعلن عنه، بعد تقدّمه إلى مكتب الفرع القنصلي بمكة المكرمة، ليدلي عندها بتصريح شرفي كتابي حول قيمة الأموال والمبالغ الضائعة وظروف الضياع، ويأتي بشهادتين من الحجاج النظاميين، ليقوم الفرع القنصلي بعدها بتحرير تصريح بضياع المبالغ المالية ويحيل الملف على لجنة الشؤون الاجتماعية المشكّلة من ممثلي مختلف القطاعات (الخارجية، الداخلية، الصحة..)، حتى يتمكن الحاج بعدها من الحصول على التعويض نقدا عن المبالغ الضائعة. وأوضح المتحدث، لدى شرحه لعمليات التعويض من قبل الفرع القنصلي، أن أغلب التصاريح بضياع الأموال، تكون بسبب نسيان الحاج مكان وضع نقوده بعد القدوم إلى مكة المكرمة عبر رحلات طويلة من المدينة المنورة أو جدة، نظرا للإرهاق والتعب، وغالبا ما يعود الحجاج إلى الفرع القنصلي للإبلاغ عن العثور على أموالهم كاملة. وتأتي هذه الإجراءات يقول بوخالفة في إطار التيسير على حجاجنا الميامين، وهو ما يدخل في صلب العمل القنصلي المتعلق بحماية مواطنينا بالخارج، وفقا للتعليمات التي يشدّد عليها السيد رئيس الجمهورية.هذه هي الإجراءات المتبعة في حال وفاة حاج جزائريفي حال وفاة حاج جزائري بالمستشفى السعودي، تقوم إدارة المستشفى بإجراءات معاينة الوفاة مع المطوفين المكلّفين ومندوبي المؤسّسات العربية الذين يحضرون إلى مقر الفرع القنصلي لاستلام رخصة الدفن مقابل تقديمهم لإشعار بوفاة الحاج. بدوره، يحرّر الفرع القنصلي وثيقة التبليغ عن الوفاة ويرسلها فورا إلى القنصلية العامة بجدة عبر الفاكس، مرفقا بإشعار بالوفاة الصادر عن المستشفى ونسخة من جواز السفر البيومتري وشهادة ميلاد المعني، مع نسخة كاملة تطلب من عائلة الحاج المتوفى عبر الفاكس، ليتابع بعدها الفرع القنصلي مع مصلحة الجنائز إتمام مراسيم الدفن. أما إذا كانت الوفاة ناجمة عن حادث مرور جسماني أو تدافع أو وفاة في الشارع أو في أحد الفنادق، فيجب أولا، الحصول على محضر الشرطة وإرساله مع أو بعد تبليغ الوثائق السابقة الذكر، حسب وقت الحصول عليها من السلطات السعودية المعنية. وبعد استكمال وثائق وإجراءات الدفن، يتم التنسيق مع مصالح مغاسل الأموات داخل منطقة مكة المكرمة، عن طريق نظام خدمات الجنائز الالكتروني أو تنقل الأعوان القنصليين إليهم. وبعد التغسيل والتكفين، تنقل الجنائز في سيارات الإسعاف التابعة لمغاسل الأموات إلى غاية ساحة الحرم لتنقل عبر عربات كهربائية إلى مصلى الجنائز أمام الكعبة المشرفة عن طريق "باب إسماعيل عليه السلام" والعودة بها في نفس الاتجاه بعد أداء صلاة الجنازة بالتنسيق مع إدارة "سقيا زمزم". كما توفّر إدارة الجنائز حافلات صغيرة لنقل أقارب ومعارف المتوفى إلى مقابر الدفن.جرد ممتلكات الحاج المتوفى وتبليغ ذويه بمربع الدفن ورقم القبر ويقوم الفرع القنصلي في حال تسجيل وفاة حاج جزائري بالبقاع المقدسة، بجرد مخلفات الحاج الفقيد لاسيما المبالغ المالية والأغراض ذات قيمة، بحضور أعوان الحماية المدنية، وتسلّم الأمانات إلى أحد أقارب أو مرافقي المتوفى ويسلم وصل استلام مع وثيقة تبين عنوان مقبرة الدفن والمربع ورقم القبر لكي يتسنى لأقاربه زيارته في المواسم القادمة.

روتايو وراء تسريب تقرير سريّ.. ومسجد باريس يحذّر!
روتايو وراء تسريب تقرير سريّ.. ومسجد باريس يحذّر!

الشروق

timeمنذ يوم واحد

  • الشروق

روتايو وراء تسريب تقرير سريّ.. ومسجد باريس يحذّر!

انتقد مسجد باريس الكبير التقرير المسرّب المتعلق بجماعة الإخوان المسلمين ومسمى الإسلام السياسي في فرنسا، وهو التقرير الذي وضع على طاولة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال اجتماع مجلس الدفاع والأمن، ولاحظ المسجد بأن الوثيقة من شأنها أن تزيد من 'التمييز ضد المسلمين وتجعلهم عرضة لأجندات سياسية معينة'. وكشفت الستار عن هذا التقرير في وقت تعيش العلاقات الجزائرية – الفرنسية أزمة غير مسبوقة، كما أن التقرير وضع على طاولة اجتماع ترأسه ماكرون وحضره وزراء السيادة في حكومته، الوزير الأول فرانسوا بايرو، ووزير الداخلية برونو روتايو، ووزير الخارجية، جون نويل بارو، ووزير العدل، جيرالد موسى دارمانان. وعمّم مسجد باريس الكبير، الذي يقوده شمس الدين حفيز، بيانا حمل انتقادات للسلطات الفرنسية على خلفية التقرير المذكور، وجاء فيه: 'يذكّر المسجد الكبير في باريس بأنه دافع دائما عن رؤية للإسلام تتوافق مع نص وروح مبادئ الجمهورية. وندّد بالتطرف الإسلامي والإرهاب وكل مظاهر الكراهية التي تظهر باسم الإسلام'. وسجلت المؤسسة الدينية الأولى للمسلمين في فرنسا: 'منذ تأسيسه عام 1926، عمل المسجد الكبير في باريس على نشر الإسلام المتجذر في قيم السلام والإخاء والتضامن، والتي تمتزج بانسجام مع المبادئ الجمهورية وتنوع مجتمعنا. وهو رمز لمساهمة المسلمين في تاريخ فرنسا، ويدعّم مواطنتهم الكاملة'، غير أنه، بالمقابل، 'يرفض أيضا السماح بأن يصبح القتال المشروع ضد الإسلاموية ذريعة لوصم المسلمين وخدمة أجندات سياسية معينة'. ويؤكد البيان على أن 'المسجد الكبير في باريس يريد أن يحمل صوت أغلب المسلمين الفرنسيين الذين يعتزمون أن يعيشوا إيمانهم بطريقة كريمة وسلمية، غير أنهم يقفون على فبركة مشكلة تستهدف الجالية المسلمة يرافقها تطوّر خبيث لخطاب تمييزي متنام ضدهم'. وخلّفت التسريبات المتعلقة بجماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في فرنسا، حالة من الاستنكار الواسع بين أفراد الجالية المسلمة، واعتبروها فضلا ثانيا من الحملة التي تحالف فيها اليمين واليمين المتطرف، ويقودها وزير الداخلية برونو روتايو، وتجلّت بشكل واضح في تعاطي هذا الوزير مع الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الشاب المالي، أبو بكر سيسي، وقبلها رفض تلبيته دعوة الإفطار التي تلقاها من عميد مسجد باريس الكبير. وربط مراقبون بين فوز برونو روتايو برئاسة حزب 'الجمهوريون' اليميني، وعملية التسريب التي تخص قطاع الأديان الذي يقع تحت وصايته، والتي لا تخدم سوى طموحات وزير الداخلية الفرنسية، الذي يستعد لتقديم ترشّحه للانتخابات الرئاسية على بعد سنتين من الآن، لاسيما وأنه بات على يقين بأن استهدافه للجزائر بتصريحاته العدائية والمتكررة، قد لعبت دورا بارزا في فوزه على منافسه لوران فوكيي. ومنذ تكليفه بحقيبة وزارة الداخلية، بلوّر برونو روتايو سياسة معادية للمهاجرين، وهي الباب التي نفد من خلالها لمهاجمة الجزائر عبر استهداف جاليتها، فهو الذي ابتكر ما أسماه 'الرد التدريجي'، والذي وصل مداه الخميس قبل الماضي، عندما خرجت الناطق باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريما، قبل أزيد من أسبوع، لتقول بأن الخطوة المقبلة في التصعيد ضد الجزائر، ستستهدف جاليتها. ولا يستبعد أن يكون اجتماع ماكرون بوزراء سيادته، الأربعاء المنصرم، قد تناول استهداف الجالية الجزائرية وفق تأكيدات المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، وفي غياب أي تفاصيل عمّا دار في هذا الاجتماع، يعتقد مراقبون أن برونو روتايو، هو من سرّب التقرير الذي يستهدف الجالية المسلمة، ليكون بذلك إيذانا ببداية توظيف هذه الورقة في أجندته السياسية. ووفق ما أكد النائب بالمجلس الشعبي الوطني، سعد لعناني، عن منطقة جنوب فرنسا في تصريح سابق لـ'الشروق'، فإن أي قرار يستهدف المهاجرين، فهو يستهدف بالدرجة الأولى الجالية الجزائرية التي تعتبر الأكبر في فرنسا، ومن ثمّ، فإن التقرير المسرّب، وإن كان يستهدف ما أسماها 'جماعة الإخوان المسلمين'، إلا أنه في الواقع يستهدف ضرب الجالية الجزائرية، وقد أكدتها المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريما يوم 15 ماي الجاري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store