رفض أوروبى لخطة ترامب
رشا عامر
فرنسا وألمانيا وصفتا اقتراح الرئيس الأمريكى بأنه «غير مقبول» فى حين قالت إسبانيا إنه يجب على سكان غزة البقاء فيها
موضوعات مقترحة
لم يلق اقتراح الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بتهجير الفلسطينيين فى غزة، إلى كل من مصر والأردن أى صدى فى العالم العربى، بل إنه صدم حلفاء الولايات المتحدة، مثل فرنسا وألمانيا بهذا الاقتراح.
وكان توقيت ومحتوى فكرة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بما سماه «تطهير»، غزة من خلال دفع الدول العربية إلى «أخذ الناس»، من الأراضى الفلسطينية، بمثابة مفاجأة غير سارة بالمرة حتى بالنسبة للعالم، الذى اعتاد على القنابل السياسية الأمريكية الصادرة من الرئيس الجديد للبيت الأبيض.
عندما قال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، إن بعض الدول العربية، قد «تبنى مساكن فى موقع مختلف» لسكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة، كان كثيرون يأملون فى أن تكون هذه هى المرة الأولى التى يسمعون فيها عن فكرة مختلفة لواحد من أكبر مشاريع الإعمار فى العالم فى المنطقة الأكثر اشتعالا، لكن بعد مرور 48 ساعة فقط تحطمت آمالهم، ففى أثناء رحلة أخرى مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية كان ترامب يقول ذلك مرة أخرى، لكنه هذه المرة استشهد بمصر والأردن كشركاء محتملين فى مخططه، استنادا إلى مساندة الولايات المتحدة لهما.
كانت صحيفة 'هآرتس'، الإسرائيلية ذات التوجه اليسارى أكثر صراحة فى رفضها لهذا الأمر، حيث جاءت افتتاحيتها ساخرة وقالت إنه من المرجح أن يقترح ترامب إرسال سكان غزة 'طواعية'، إلى الفضاء والاستيطان فى المريخ، ومن المحتمل أن شريكه إيلون ماسك يعمل على ذلك بالفعل.
يأتى تأييد ترامب للحلم الإسرائيلى اليمينى المتطرف بطرد الفلسطينيين من قطاع غزة المحتل، فى وقت حرج فى الحرب الدائرة، والتى استمرت 15 شهرًا، وأسفرت عن مقتل أكثر من 47 ألفًا من سكان غزة، ودمرت الجزء المحاصر فى أعنف صراع منذ 2003، بين إسرائيل والفلسطينيين، وبعد أكثر من عام من المفاوضات الشاقة دخل وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل حيز التنفيذ فى 19 يناير، عشية تنصيب ترامب، وبموجب الاتفاق بدأت المحادثات، بشأن المرحلة الثانية الأكثر صعوبة من وقف إطلاق النار، التى تهدف إلى إنهاء الحرب.
اقتراح ترامب بين الجد والهزل
وفى حين انتقدت وزارات الخارجية والافتتاحيات الصحفية، التراجع الواضح لترامب عن حل الدولتين للصراع الإسرائيلى - الفلسطينى، تساءل العديد من المحللين فى الشرق الأوسط، عما إذا كان ينبغى لهم أن يأخذوا الأمر على محمل الجد أم لا؟
هيو لوفات، المحلل السياسى البارز فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، يرى أنه لا يجب أخذ الأمور على محمل الجد، فهو مجرد اقتراح لصرف الانتباه نهائيا عن العمل الجاد، المتمثل فى التوصل إلى وقف إطلاق النار، كما أنه يصرف الانتباه عن التخطيط للسيناريوهات، فيما يتعلق بما قد يحدث بالفعل فى غزة فى المستقبل، لكن من ناحية أخرى يطالب لوفات بأن على المرء أن يتفكر فى الأمر جيدا، خصوصا أنه صدر عن رئيس الولايات المتحدة.
فمن وجهة نظره، فإن دعوة ترامب لإخراج الفلسطينيين من غزة، تجعل فكرة الدولة الفلسطينية فى سلة المهملات، وتخاطر بالرأى العام العربى والإسلامى، فى وقت يفضل فيه جزء كبير من المنطقة حل الدولتين.
رفض أوروبى للمقترح
كما كتب دورسى فى عموده الشهير فى الصحف الفرنسية، أن أوروبا تسعى إلى 'جوار مستقر'، وليس إلى المهاجرين، فلم تكن الدول العربية هى الوحيدة التى اعترضت على خطة ترامب للطرد، إذ وصفت فرنسا وألمانيا القرار بأنه 'غير مقبول'، فى حين قال وزير الخارجية الإسبانى، إن موقف مدريد واضح حيث يجب على سكان غزة البقاء فيها.
وقال لوفات، إن الموقف العام للأوروبيين تجاه أى شىء يقوله ترامب هو تجاهله فى البداية، والأمل فى أن ينساه ترامب، وينتقل إلى شىء آخر، لكن إذا فكرت الحكومات الأوروبية فى هذا الأمر بشكل أكثر عمقا، سيكون هناك قلق قوى من أن يؤدى هذا إلى زعزعة الاستقرار، ليس فقط للشركاء الأوروبيين الأساسيين، بل من شأنه أيضا أن يقوض المصالح الأوروبية فأوروبا لديها مصلحة فى وجود جوار مستقر، كما أن لها مصلحة فى منع الهجرة غير النظامية من خلال تدفق اللاجئين.
وأضاف لوفات، أن الفلسطينيين لديهم القدرة على التصرف إلا أن ترامب لا يفهم مدى ارتباط الناس بمنازلهم وخصوصا الفلسطينيين، فحتى لو كان هذا العرض على الطاولة، فإن الفلسطينيين لن يتخلوا عن غزة وحتى لو هاجر بعض سكان غزة، فإن الغالبية العظمى منهم سوف تظل هناك لأسباب متنوعة، وكل هذا سيقلل بشكل كامل أو يتجاهل المشاعر المعقدة التى يشعر بها الفلسطينيون تجاه غزة، التى ستظل وطنهم إلى النهاية، لأنهم لو خرجوا منها فلن يتمكنوا أبداً من العودة إليها، ففى كل مرة يتم تهجيرهم بشكل جماعى تحت الضغط الإسرائيلى، لا يتمكنون قط من العودة إلى ديارهم.
توماس فيسكوفى، الباحث ومؤلف العديد من الأعمال عن الأراضى الفلسطينية المحتلة، يرى أن تصريح الرئيس الأمريكى يشكل استعمارا جديدا لقطاع غزة، ويدفن حل الدولتين الذى يدعمه جزء من المجتمع الدولى لإنهاء الصراع الإسرائيلى - الفلسطيني.
ويوضح لوريك هينيتون، المحاضر فى جامعة فرساي، أنه لا يمكن لدولة أن توجد من دون أرض، وبالتالى فإذا تم إفراغ قطاع غزة من سكانه، فإنه لم يعد من الممكن إنشاء دولة فلسطينية. ولهذا السبب يتوجه مئات الآلاف من السكان إلى شمال قطاع غزة، فحتى لو تم تدمير 70% من المبانى، فإنهم يدركون أن الرحيل المطول يعنى خسارة أراضيهم، وبالتالى فهم من خلال العودة إلى الشمال، والبدء فى إعادة الإعمار بالوسائل المتاحة، فإنهم يريدون أن يظهروا أنهم قادرون على تحقيق أهدافهم، فهم حاضرون ومتجذرون ومشاركون فى إعادة إعمار غزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 12 دقائق
- خبر صح
خبير دولي يؤكد أن قرار وقف الهجمات بين إسرائيل وإيران نتج عن مبادرة أمريكية أحادية
أكد نعمان توفيق العابد، الباحث في العلاقات الدولية والشؤون القانونية، أن الإعلان عن وقف الهجمات المتبادلة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران لم يكن نتيجة لمفاوضات تقليدية أو اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، بل جاء كقرار أحادي من الرئيس الأمريكي، الذي يسعى دائمًا للظهور كـ'صانع للسلام'. خبير دولي يؤكد أن قرار وقف الهجمات بين إسرائيل وإيران نتج عن مبادرة أمريكية أحادية ممكن يعجبك: خسائر الحوثي تصل إلى 1.3 مليار دولار مع اتهامات لإسرائيل وأمريكا بجرائم حرب وأشار نعمان العابد في تصريح خاص لـ 'نيوز روم' إلى أن ترامب أراد أن يُنسب إليه هذا القرار بشكل مباشر، وقد يكون ذلك دون علم مسبق من الجانب الإسرائيلي، مضيفًا أن إيران قد تكون تلقت إشارات مسبقة من وسطاء، وخاصة من دولة قطر، التي يُعتقد أنها كانت على تواصل مع طهران بعد الهجوم الصاروخي على قاعدة العديد. اقرأ كمان: خسائر كبيرة لموسكو في المال والجيش بعد عملية 'شبكة العنكبوت' وأوضح 'العابد' أن التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي في الأيام التي تلت وقف الهجمات كانت تؤكد أنه هو من ألحق الهزيمة بإيران، متفاخرًا بتفوق الطائرات والطيارين والأسلحة الأمريكية، وادعى أنه دمّر المفاعلات النووية الإيرانية بالكامل، ما جعل إيران عاجزة عن الاستفادة من قدراتها النووية. وفي المقابل، عندما ألقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خطابًا جماهيريًا، اعتبر أن إيران هي المنتصرة في هذه الجولة، وأكد أن الكيان الإسرائيلي هو من طلب وقف الهجمات المتبادلة، كما زعم أن واشنطن لم تتمكن من تدمير البرنامج النووي الإيراني كما ادعت. وأضاف العابد أن هذه التصريحات الإيرانية شكلت تحديًا للرواية الأمريكية وأثارت غضب ترامب، الذي لطالما قدم نفسه كرجل الإنجازات القوية وصاحب المبادرات الحاسمة، خاصة في القضايا المتعلقة بالسلام والقوة العسكرية. نعمان العابد: ترامب لم يكن دقيقًا في تقييمه لشخص المرشد الإيراني الذي حرم امتلاك السلاح النووي وأكمل أن الرئيس الأمريكي لم يكن دقيقًا في تقييمه لشخص المرشد الإيراني، مشيرًا إلى أن أحد الأسباب الجوهرية لعدم سعي إيران لامتلاك القنبلة النووية هو الفتوى التي أصدرها علي خامنئي بتحريم السلاح النووي، والتي تمثل التزامًا عقائديًا للنظام الإيراني والشعب على حد سواء. وحذر من أن غياب المرشد الحالي قد يفتح الباب أمام إعادة النظر في هذه الفتوى، خاصة إذا جاء من يخلفه بتوجهات مختلفة، لافتًا إلى أن النظام الإيراني بطبيعته العقائدية يلتزم بفتاوى المرشد، لكن التغير في القيادة قد يبدل هذا الالتزام. وأكد نعمان العابد أن احتمال تجدد الهجمات المتبادلة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي يظل قائمًا في أي لحظة، خاصة في ظل عدم رضا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الوضع الراهن، وسياسته المستمرة التي تعتمد على الحسم العسكري والضربات الاستباقية، مضيفًا أن إسرائيل قد تجد في أي ذريعة، كما حدث في سوريا واليمن ولبنان، مبررًا لتوجيه ضربات جديدة لإيران أو حلفائها في المنطقة.


24 القاهرة
منذ 13 دقائق
- 24 القاهرة
أعلن الحرب على المسؤولين عن التسريبات.. ترامب يقرر الحد من مشاركة المعلومات السرية مع الكونجرس
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزمه على الحد من مشاركة المعلومات السرية مع الكونجرس بعد تسريب معلومات عن أضرار القصف الإيراني. وتخطط إدارة ترامب للحد من تبادل المعلومات السرية مع الكونجرس، بعد أن سرب شخص ما تقييما داخليا يشير إلى أن تفجيرات المنشآت النووية الإيرانية يوم السبت، لم تكن ناجحة كما ادعى الرئيس ترامب، حسبما ذكرت 4 مصادر لموقع أكسيوس. وقالت المصادر إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق أيضًا في التسريب، وذلك بعدما أثار تسريب التقييم الأولي لأضرار المعركة الذي أجرته وكالة استخبارات الدفاع، غضب ترامب وكبار المسؤولين الأمريكيين، الذين قالوا إنه غير مكتمل وأن نشره يهدف إلى تقويض مزاعم ترامب بأن المواقع النووية الإيرانية تم طمسها. ترامب والتسريبات وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض يوم الأربعاء: نعلن حربا على المسربين، فيما أوضح مصدر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في التسريب، كما يعمل مجتمع الاستخبارات على إيجاد طريقة لتشديد عملياته حتى لا يكون لدينا جهات فاعلة في الدولة العميقة تقوم بتسريب أجزاء من تحليلات الاستخبارات التي تتمتع بثقة منخفضة لوسائل الإعلام. وتم نشر تقييم وكالة استخبارات الدفاع بشأن التفجيرات الإيرانية على موقع CAPNET في وقت متأخر من يوم الاثنين، وبعد ظهر اليوم التالي، نشرت شبكة سي إن إن ثم صحيفة نيويورك تايمز مقتطفات من التقييم. ترامب: وقف إطلاق النار في غزة قد يكون الأسبوع المقبل ترامب يهاجم خامنئي بعد حديثه عن النصر: أنقذتك من موت مهين.. وإيران باتت دولة محروقة بلا مستقبل

مصرس
منذ 43 دقائق
- مصرس
ترامب: اتفاق قريب لإنهاء حرب غزة واحتفال مرتقب في البيت الأبيض
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد أصبح قريبًا جدًا، ومن المتوقع التوصل إليه خلال الأسبوع المقبل، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام أمريكية. وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الضغوط الأميركية على إسرائيل، وتحديدًا على رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، لإنهاء العملية العسكرية الجارية في غزة، التي أثارت انتقادات دولية ومخاوف من تصعيد إقليمي جديد.ترامب: اتفاق وقف النار في غزة بات وشيكًاصرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن جهود التهدئة في غزة وصلت إلى مراحل متقدمة، مرجحًا التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار خلال أيام، وذلك بالتوازي مع صفقة تشمل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.وأكدت مصادر لموقع "أكسيوس" أن ترامب يدفع بقوة في اتجاه اتفاق شامل ينهي النزاع في القطاع. نتنياهو تحت الضغط الأميركي المباشرحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا شديدة من ترامب لوقف العملية العسكرية في قطاع غزة، وهي الضغوط التي بدأت قبل الضربة الجوية ضد إيران واستؤنفت بعدها فورًا.وذكرت الصحيفة أن الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة قد تم التوافق عليه بالفعل بين الجانبين، على أن يُنفذ خلال أسبوعين كحد أقصى، وهي المهلة التي يبدو أن واشنطن تعتبرها حاسمة للانتقال إلى ملفات أخرى أكثر حساسية، مثل الملف الإيراني. البيت الأبيض قد يستضيف احتفالًا مشتركًا بعد الهجوم على إيرانفي مؤشر على تنسيق عسكري وسياسي عميق بين واشنطن وتل أبيب، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن نتنياهو يسعى للقاء ترامب في البيت الأبيض قريبًا، للاحتفال علنًا بالقصف المشترك على برنامج إيران النووي، في حال تم تنفيذه كما هو مخطط له.ويعكس هذا التوجه رغبة من الطرفين في إظهار التحالف السياسي والعسكري الاستراتيجي بين البلدين، وسط تصاعد التوتر في المنطقة، وتزايد انتقادات المجتمع الدولي للعمليات الإسرائيلية في غزة.