
رياح احتجاجات لوس أنجلوس... هل تُغير خارطة رئاسيات 2028؟
تم تحديثه الخميس 2025/6/12 07:16 م بتوقيت أبوظبي
مع تطور أكبر موجة احتجاجات في ولاية دونالد ترامب الثانية، بات كبار القادة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، تعيد تشكيل السياسة الأمريكية
مع تطور أكبر موجة احتجاجات في ولاية دونالد ترامب الثانية، بات كبار القادة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يواجهون حسابات محفوفة بالمخاطر وتعديلات سريعة.
فمظاهرات لوس أنجلوس، المناهضة للهجرة باتت أكثر من كونها مجرد احتجاجات، مع انعكاساتها على السياسة الأمريكية، بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية، التي قالت إنها قد تحدد مسار رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومدى نجاح أو فشل مسيرة الديمقراطيين، فضلا عن كونها أداة قد تُشكل الانتخابات المستقبلية.
وفي حين يعتقد البيت الأبيض أنه يمتلك كل الأوراق، يتواصل تصعيد الأحداث في لوس أنجلوس مهد الاحتجاجات التي تحدد موضوعين رئيسيين في الولاية الثانية لترامب وهما رغبته في الظهور بمظهر القوي، والاستيلاء على مزيد من السلطة، بحسب الشبكة الأمريكية.
وأشارت «سي إن إن» إلى أنه في الوقت الذي يواصل فيه الديمقراطيون البحث عن تفسير لهزيمتهم في انتخابات 2024 والتعامل مع سياسات ترامب الصادمة مع مواجهة خطر الظهور كضعفاء وغير مؤهلين، ظهر حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، ليصبح أخيرا الصوت الذي يدافع عنهم، ويواجه الرئيس الجمهوري، حتى لو كان ذلك بسبب طموحه بشأن انتخابات 2028.
ويمتلك الديمقراطيون قاعدة سياسية تتطلع إلى مواجهة الرئيس، لكن على الحزب أن يشعر بالقلق من «ردود الفعل المتطرفة» من جناحه اليساري التي ستؤدي إلى نفور الناخبين الذين صوتوا ضدهم العام الماضي، بحسب الصحيفة الأمريكية.
مأزق سياسي
وربما يكون البيت الأبيض مقتنعًا بأن أزمة الاحتجاجات ستضع الديمقراطيين في مأزق سياسي حاليا، لكنّ ترامب «يؤجج التوترات بشكل قد يجعل من الصعب السيطرة عليها لاحقا، مع وضع القوات بالقرب من المتظاهرين الأمر الذي يشكل مقامرة يُخاطر خلالها الرئيس باندلاع صدامات قد تتحول إلى مأساة».
ويُعيد الجمهوريون إحياء رواية ناجحة ساعدت ترامب على الفوز بالسلطة مرتين، وهي أن الديمقراطيين يكرهون الشرطة؛ فاعتبرت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن معارضة الديمقراطيين لترامب «أجبرتهم على الانحياز إلى جانب المجرمين الأجانب غير الشرعيين في مجتمعاتهم، ومثيري الشغب على حساب ضباط إنفاذ القانون».
وهاجمت ليفيت وطنية الديمقراطيين وزعمت أنهم يقفون إلى جانب الأعداء، قائلة: «لم تكن هذه الهجمات تستهدف إنفاذ القانون فحسب، بل الثقافة والمجتمع الأمريكي نفسه. أحرق مثيرو الشغب الأعلام الأمريكية، وهتفوا (الموت لدائرة الهجرة والجمارك) ورسموا شعارات معادية لأمريكا على المباني».
هذه الرواية مُصممة لإخفاء أزمة دستورية متفاقمة حول ما إذا كان ترامب يملك سلطة استخدام القوات العاملة على الأراضي الأمريكية.
ويبدو أن بعض خطابات الإدارة تهدف -أيضًا- إلى إعطاء زخم لحملة الترحيل، التي خيّب حجمها ظن بعض المسؤولين، وإلى تطبيع استخدام الجيش في هذا الجهد.
وفي مقال رأي بصحيفة "وول ستريت جورنال"، كتب السيناتور الجمهوري توم كوتون "أرسلوا القوات، بكل جدية"، ودعا إلى "استعراض قوة ساحق لإنهاء أعمال الشغب".
وفي بودكاست "بود فورس وان" التابع لصحيفة "نيويورك بوست"، قال ترامب: "أستطيع أن أكون أقوى في الهجوم على لوس أنجلوس"، مشيرا إلى هامش الحرية الأكبر الذي يشعر به في ولايته الثانية في حين قالت المدعية العامة بام بوندي: "لسنا خائفين من المضي قدمًا.. إذا لزم الأمر".
هل سيحظى ترامب بدعم شعبي؟
وإذا استطاع ترامب إقناع الجمهور بأن الوضع خطير حقًا، فقد يحظى بدعم لانتهاكه أحد المحرمات المتعلقة باستخدام القوات الأمريكية على الأراضي الأمريكية، وغالبا ما حظيت خطابات ترامب الأكثر قوة بأكبر قدر من هتاف ناخبيه حيث تحظى التكتيكات المتشددة ضد المهاجرين والمتظاهرين باستحسان قاعدته الانتخابية.
ويعتقد مسؤولو البيت الأبيض -أيضًا- أن سياسة ترامب الصارمة بشأن الحدود وخطته للترحيل قد استحوذت على تأييد شريحة أوسع من الناخبين. ومع ذلك يكمن الخطر في أن الاحتجاجات قد تثير أزمة تخرج عن السيطرة وتُودي بحياة الناس.
وإذا تفاقم العنف ستقع المسؤولية على عاتق ترامب بشكل يفقده ثقة الجمهور ويجعل من المستحيل استعادتها، وقد تصل الأمور إلى نقطة الانهيار إذا اتسع نطاق عمليات الترحيل.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، أنه رغم تأييد الأمريكيين لعمليات الترحيل فإنهم لا يتفقون معها عندما تطال الأصدقاء والجيران والملتزمين بالقانون.
وضع ديمقراطي صعب
في المقابل، يواجه الديمقراطيون وضعًا سياسيًا بالغ التعقيد في غياب قائد وطني يعترف به معظم أنحاء البلاد.
وفي حين بدا خطاب نيوسوم مُخططًا جزئيًا لإضفاء بعض التوجيه والقوة على الحزب وأنصاره، إلا أن كل ما يقوله ويفعله سينعكس في الاعتقاد السائد بأنه يخطط للترشح للرئاسة.
وبالنسبة لنيوسوم وغيره من الحكام الديمقراطيين الذين يفكرون أيضًا في الترشح، تُمثل هذه الأزمة فرصة ومخاطرة في آن واحد، حيث يمكن لرد قوي أن يكسبهم رضا الناخبين الأساسيين، إلا أنه نادرا ما يتفوق الديمقراطيون في مواجهة ترامب باستثناء رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.
وسيستخدم ترامب نفوذ منصبه لإيذاء منافسيه، وبالفعل كان يحاول قبل احتجاجات لوس أنجلوس، خفض المساعدات الفيدرالية لكاليفورنيا ساعيًا إلى معاقبة سكان الولاية على طريقة تصويتهم.
ومن بين التحديات التي يواجهها نيوسوم وغيره من الديمقراطيين هي معضلة تجنّب إثارة غضب الناخبين المتعاطفين مع المهاجرين، مع حشد الدعم بين الوسطيين والمستقلين والجمهوريين المعتدلين الذين ما زالوا يطالبون بسياسات حدودية أكثر صرامة.
وتُشكّل احتجاجات «حياة السود مهمة» في عام 2020 تحذيرًا للديمقراطيين، حين تحوّلت الدعوات إلى "سحب تمويل الشرطة" التي أطلقتها بعض الجهات المعزولة داخل القاعدة التقدمية إلى كارثة سياسية طاردت الحزب في الانتخابات اللاحقة.
aXA6IDgyLjI3LjIxMC4xMjcg
جزيرة ام اند امز
LV

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 3 ساعات
- سكاي نيوز عربية
محمد بن سلمان يبحث مع ماكرون وميلوني التصعيد الأخير بالمنطقة
وبحث الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس ماكرون مستجدات الأحداث في المنطقة وتداعيات العمليات الإسرائيلية على إيران وضرورة بذل كافة الجهود لخفض التصعيد، وأهمية ضبط النفس وحل الخلافات كافة بالوسائل الدبلوماسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس". وخلال الاتصال مع رئيسة وزراء إيطاليا ، بحث ولي العهد السعودي، العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، حيث شدد الطرفان على ضرورة حل الخلافات كافة بالوسائل الدبلوماسية. وفي وقت سابق من يوم الجمعة بحث ولي العهد السعودي في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب التطورات التي تشهدها المنطقة بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. وجرى خلال الاتصال التأكيد على أهمية ضبط النفس والتهدئة وحل جميع النزاعات بالسبل الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وفقما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
نكسة قضائية لترامب في رده على تظاهرات لوس أنجلوس
أصدر قاضٍ فيدرالي أميركي حكماً بعدم قانونية قرار الرئيس دونالد ترامب نشر الحرس الوطني في ولاية كاليفورنيا للتصدي للاحتجاجات التي تشهدها، في نكسة قضائية جديدة للرئيس الجمهوري. وطعنت وزارة العدل على الفور في القرار، معتبرة أنه يشكل «تدخلاً استثنائياً في السلطة الدستورية للرئيس بصفته القائد الأعلى». وقال القاضي تشارلز براير، إن الرئيس لم «يتبع الإجراءات القانونية الواجبة التي يفرضها الكونغرس على أفعاله»، وأمر بإعادة السلطة على هذه القوة العسكرية الاحتياطية إلى حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي، غافين نيوسوم، الذي طعن في نشر هذه القوة أمام القضاء، مندداً بـ«خطوة نحو الاستبداد». وبعد صدور القرار، صرح نيوسوم الذي دخل في الآونة الأخيرة في سجال حاد وعلني مع ترامب، خلال مؤتمر صحافي، بأن الرئيس «ليس ملكاً، وعليه أن يتوقف عن التصرف كملك». وعلق القاضي براير تنفيذ قراره حتى أمس، غير أن المحكمة العليا أرجأت المهلة حتى الثلاثاء المقبل، لتتمكن من النظر في طعن وزارة العدل. وبذلك يحتفظ ترامب بالسلطة الفيدرالية على الحرس الوطني في كاليفورنيا خلال عطلة نهاية الأسبوع. وشهدت لوس أنجلوس تظاهرات الأسبوع الماضي، احتجاجاً على تصعيد حملة توقيف مهاجرين مقيمين بصورة غير قانونية في البلاد، غير أنها بقيت محصورة في بعض شوارع المدينة الشاسعة. وإن كانت الاحتجاجات بقيت سلمية بشكل أساسي، إلا أنها شهدت حوادث متفرقة تضمنت أعمال تخريب ونهب وإحراق سيارات واشتباكات مع قوات الشرطة. غير أن القاضي رأى في قراره الواقع في 36 صفحة أن العنف المسجل «بعيد جداً» عن «التمرد» الذي وصفه ترامب لتبرير نشر القوات. وأعلن ترامب أول من أمس، أن عودة الهدوء النسبي إلى لوس أنجلوس هو نتيجة ردّه الشديد، غير أن حظر التجول الذي أعلنته بلدية المدينة قد يكون له دور في ذلك. وكتب ترامب قبل صدور قرار القاضي، أن غافين نيوسوم «فقد السيطرة تماماً على الوضع»، مضيفاً: «يجدر به أن يقول شكراً، لأنني أنقذته بدلاً من محاولة تبرير أخطائه وعدم كفاءته». ويعتبر نيوسوم (57 عاماً)، الشخصية المحورية في المعارضة الديمقراطية، ومرشحاً محتملاً للانتخابات الرئاسية في عام 2028. وأصدر القاضي قراره بعد تصاعد مواجهة كاليفورنيا مع الإدارة، أول من أمس، عندما تم تكبيل سيناتور أميركي وإخراجه من مؤتمر صحافي كانت تعقده وزيرة الأمن القومي، كريستي نويم، حول حملة توقيف المهاجرين. وكان السيناتور أليكس باديلا، تعرض للدفع وأُخرج بالقوة من قاعة مبنى فيدرالي في لوس أنجلوس لدى محاولته توجيه سؤال لنويم، حول عمليات التوقيف في ثاني أكبر مدينة أميركية.


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
بكين تستخدم «المعادن النادرة» ورقة ضغط على واشنطن بالمفاوضات التجارية
مستخدمةً ورقة المعادن النادرة للضغط على واشنطن، استطاعت بكين أن تكسب الوقت لبناء نقاط قوتها وإطالة أمد المفاوضات مع الولايات المتحدة، لتجعلها ترضخ لمطالبها. هذه هي الاستراتيجية التي اتبعتها بكين منذ أن رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية في أبريل الماضي، سعياً لدفع الصين إلى استيراد المزيد من السلع الأميركية وتقليل صادراتها إلى الولايات المتحدة. لكن بدلاً من أن ترضخ الصين لمطالب ترامب، اعتمدت على ورقة رابحة، هي سيطرتها على المعادن النادرة التي تعتمد عليها الولايات المتحدة، في حين ركزت على محادثات مطولة بدلاً من الوصول إلى نتائج ملموسة. وإذا افترضنا أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، كتب كتاباً بعنوان «فن التعامل مع ترامب»، على غرار كتاب ترامب «فن الصفقة»، فمن المرجح أنه سيدعو إلى استغلال نقاط ضعف الرئيس الأميركي لممارسة أقصى قدر من الضغوط، ثم استخدام الوقت المكتسب لتعزيز موقفه. خطوات غامضة وذكر محللون أن اجتماعات كتلك التي اختتمت أخيراً في لندن بين واشنطن وبكين، وتلك التي عُقدت الشهر الماضي في جنيف، تُبقي الولايات المتحدة غارقة في مفاوضات حول خطوات إجرائية غامضة، مثل وضع «إطار عمل» للمحادثات. وهذا يسمح للصين بتجنب الخوض في النزاعات الشائكة، مثل اتهامات واشنطن لها بدعم الصناعات بشكل غير عادل، وإغراق الأسواق بالبضائع، وتقييد قدرة الشركات الأجنبية على ممارسة الأعمال التجارية في الصين. وقال الزميل في مؤسسة «بروكينجز»، جوناثان كزين، الذي عمل سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في تحليل السياسة الصينية: «أعتقد أن الصين مرتاحة للغاية لهذه الدورة من المناوشات الاقتصادية مع الولايات المتحدة والتي تليها حلقات من الدبلوماسية التي تعود فقط إلى الوضع الراهن». وأضاف: «لعبة القط والفأر هذه تمنع الولايات المتحدة من إحراز أي تقدم في معالجة أي من المخاوف الأميركية الأساسية بشأن سياسات الصين غير العادلة وغير الملتزمة بالسوق». تجنب الضغوط لدى الصين تاريخ طويل في إحباط الولايات المتحدة في حوارات اقتصادية غالباً ما لا تُفضي إلى نتائج. ويقول النقاد إن هذا التفاعل يسمح لبكين بتجنب الضغوط الأميركية مع الاستمرار في بناء اقتصادها وقدرتها التصنيعية كما تراه مناسباً. المعادن النادرة خير مثال على ذلك، حيث تُهيمن الصين على إمدادات العالم من هذه المعادن والمغناطيسات المصنوعة منها، والتي تُستخدم في السيارات والطائرات و«الروبوتات» وأشباه الموصلات. ورداً على رسوم إدارة ترامب الجمركية، أوقفت بكين شحنات هذه المعادن. وحتى مع تفاوض البلدين على استئناف هذه الصادرات، كانت الصين تُشدد قبضتها على تهريب المعادن النادرة خارج البلاد. واجتمع كبار المسؤولين من وكالات الجمارك والتجارة والشرطة والتجسس الصينية في التاسع من مايو الماضي، لوضع استراتيجية لحملة تهدف إلى منع تهريب المعادن النادرة. وبعد ثلاثة أيام، اجتمع مسؤولون من 11 وزارة وطنية وسبع مقاطعات، وأصدروا بياناً مشتركاً عبر وزارة التجارة. وأشار البيان إلى أن «مراقبة صادرات المعادن الاستراتيجية مرتبطة بالأمن القومي ومصالح التنمية، وأن تعزيز الرقابة على سلسلة التصدير بأكملها هو الأساس»، كما دعا البيان إلى التتبع الشامل للمعادن النادرة في كل مرحلة من مراحل الإنتاج والنقل. مؤشرات وقالت مستشارة الاستخبارات السابقة في وزارة الدفاع الأميركية، كيرستن أسدال، والتي ترأس حالياً شركة «أسدال» الاستشارية المُتخصصة في شؤون الصين: «نرى تماماً الإجراءات المتزايدة التي تتخذها الصين خلف الكواليس لإحكام قبضتها المركزية على صادرات المواد الاستراتيجية». وأضافت: «بهذه الطريقة يُمكن لبكين أن تُشدد أو تُخفف سياستها بدقة عالية واستجابة للظروف السياسية، وهي مؤشرات على استعدادها لاستخدامها كورقة ضغط مُتكررة لفترة طويلة مقبلة». لم يتضح بعد ما اتفق عليه البلدان بالضبط بعد محادثات لندن، التي وُصفت بالتوتر، فقد قال ترامب في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء الماضي بأحرف كبيرة، إن «الصين ستوفر مسبقاً جميع المغناطيسات، وأي معادن أرضية نادرة ضرورية»، مضيفاً: «تم الاتفاق بيننا وبين الصين، وهو يخضع للموافقة النهائية من جانبي أنا والرئيس شي». لكن الصين لم تعلن صراحة أن شحنات المعادن الأرضية النادرة ستعود إلى الولايات المتحدة كما في السابق. ورداً على سؤال حول ذلك، اكتفى المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، هي يادونغ، خلال مؤتمر صحافي، بالقول إن الصين «وافقت على عدد معين من الطلبات المطابقة لشحنات المعادن الأرضية النادرة، وستواصل تعزيز هذه الموافقات». وقال مدير معهد الاقتصاد الدولي في جامعة بكين، وانغ يوشينغ، إن «الصين تُحاول على الأرجح التهرب من التهديد بفرض قيود على الصادرات كوسيلة ضغط.. إنه ليس تخفيفاً كاملاً، وليس حظراً كاملاً كما كان من قبل»، مضيفاً: «هذه الحالة الوسيطة تسمح للصين بأن تكون أكثر استباقية نسبياً إذا قمعتها الولايات المتحدة». مخاطر استراتيجية الرئيس الصيني ليست خالية من المخاطر، وحتى مع تفوق بلاده على أميركا في ما يتعلق بالمعادن النادرة، فإن ترامب، على الرغم من تقلباته، قد يقرر اللجوء إلى فرض رسوم جمركية مجدداً أو فرض إجراءات عقابية أخرى ضد بكين إذا شعر بالإحباط من المفاوضات أو رأى أن صادرات الصين من المعادن النادرة لاتزال متأخرة. كما أن اقتصاد الصين ليس قوياً كما كان في الحرب التجارية الأولى، حيث إن الصادرات، والتي تُعتبر المحرك الاقتصادي الرئيس للصين، تباطأت، والرسوم الجمركية على السلع الصينية التي ذكر ترامب أنها تبلغ 55%، ستظل ضارة باقتصاد البلاد. ولاتزال سوق العقارات الصينية تحاول الخروج من الأزمة التي ألمت بها، كما تضررت إحدى أكثر الصناعات الواعدة في البلاد، وهي صناعة السيارات الكهربائية، من فائض الطاقة الإنتاجية وحرب أسعار قاسية. وفي إشارة محتملة إلى قلق الحكومة إزاء تداعيات تباطؤ الاقتصاد الصيني على المواطنين العاديين، أعلنت الحكومة الصينية الاثنين الماضي عن توجيهات تهدف إلى «تلبية احتياجات الشعب العاجلة والصعبة والملحة» في الحصول على التعليم وخدمات رعاية المسنين والأطفال والتأمين الاجتماعي، على الرغم من أنها لم تُقدم سوى تفاصيل قليلة. ومع ذلك، يراهن الرئيس الصيني على قدرته على الصمود أكثر من ترامب في حرب تجارية طويلة الأمد، مستغلاً تعرض ترامب للاستياء العام في الولايات المتحدة، وفقاً لمحللين صينيين. ويقول الباحث في العلاقات الدولية في شنغهاي، شين دينغلي، إن «السياسة الداخلية هي الجانب الضعيف» للولايات المتحدة. عن «نيويورك تايمز» • بكين استطاعت أن تكسب الوقت لبناء نقاط قوتها وإطالة أمد المفاوضات مع الولايات المتحدة لتجعلها ترضخ لمطالبها. هدنة هشة وفر الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين، والذي تم التوصل إليه بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، الأسبوع الماضي، هدنة هشة للغاية في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحافي أول من أمس: «لطالما أوفت الصين بالتزامها وحققت نتائج.. الآن وقد تم التوصل إلى توافق في الآراء يجب على الجانبين الالتزام به». وأنهى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين أزمة اندلعت بعد أسابيع فقط من التوصل إلى اتفاق مبدئي في جنيف. وسرعان ما أعقب الاتصال المزيد من المحادثات في لندن قالت واشنطن إنها أكملت اتفاق جنيف لتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة. بكين - رويترز