logo
مطار القليعات: "بيقلع.. ما بيقلع".. حزيران شهر الحسم

مطار القليعات: "بيقلع.. ما بيقلع".. حزيران شهر الحسم

مع مطلع حزيران، تدخل زيارة رئيس الحكومة نواف سلام، التي رافقه فيها وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني وعدد من الوزراء، إلى مطار الشهيد رينيه معوض في "القليعات" – عكار، شهرها الثالث، من دون أن تظهر بعد أي بوادر تنفيذية لتشغيل المطار، الذي وضعته الحكومة الحالية ضمن أولوياتها لعكار، كنوعٍ من التعويض عن حرمان المنطقة من التوزير.
لكن، حتى الآن، لا يزال المطار قاعدةً عسكرية للجيش اللبناني، ولم تُسمع فيه ضربة مسمار واحدة تشير إلى وجود توجّه فعلي لدى الدولة اللبنانية لتحويله إلى مطار مدني، كما تطالب فاعليات المنطقة.
وما زاد من المخاوف حيال استمرار حالة المراوحة في ملف المطار، أن الحراك السياسي الذي تجدد مع مطلع عام 2025 بدأ يخفت تدريجياً، وتراجع الحديث عن تشغيله، في حين تحوّل الاهتمام الرسمي إلى ملفات جديدة، لا يندرج تشغيل مطار القليعات ضمنها بطبيعة الحال.
حتى إنّ الأحاديث التي راجت في الأوساط العكارية عن زيارة استطلاعية مزعومة لوفد سعودي إلى المطار، بهدف بحث إمكانية مساهمة المملكة في المشروع، لم تثبت صحتها.
في السياق ذاته، حملت الأيام الأخيرة أنباء غير سارّة بشأن مطار القليعات، تداولتها عدة وسائل إعلام، تفيد بأنّ "تراجع الحديث الرسمي حول تشغيل المطار يعود إلى أحد سببين".
السبب الأول، وفق هذه المصادر، هو قناعة لدى الحكومة بعدم وجود إمكانية جدية لافتتاح المطار، خصوصاً أن أياً من الشركات لم تتقدّم حتى الآن بعرض لتشغيله، كما لم تُبدِ أي جهة عربية أو أجنبية اهتماماً ملموساً بالمشروع. ويُعزى ذلك إلى انشغال هذه الجهات بالتطورات الجارية في سوريا والانفتاح الدولي والإقليمي عليها، ما أدى إلى تحويل بوصلة الاستثمارات من لبنان نحو سوريا ومنشآتها.
أما السبب الثاني، فيتمثل في أن "الفيتو" الذي يفرضه حزب الله على المشروع لا يزال قائماً. وقد تعزّزت هذه الفرضية استناداً إلى ما نقلته مصادر متابعة للحراك حول مطار القليعات، عن النائب حسين جشي (عضو كتلة الوفاء للمقاومة)، الذي أعاد خلال إحدى جلسات اللجان النيابية، التأكيد على الخطوط الحمراء التي يضعها الحزب تجاه هذا المشروع وغيره.
وقال جشي حينها: "لا أحد يتوقّع أن يتم تمرير مطار القليعات أو غيره من دون رأينا... نحن لا نزال هنا.
أمام هذه المعطيات، خيّم الإحباط من جديد على المنطقة، بعدما دخل ملف تشغيل المطار، المنتظَر منذ سنوات، في دائرة الشك والتعثر مجددًا، وذلك بعد موجة تفاؤل سادت منذ تشكيل حكومة "الإصلاح والإنقاذ" برئاسة نواف سلام، وما تبعها من زيارة لرئيس الحكومة ووزير الأشغال العامة فايز رسامني إلى المطار، لمعاينة أوضاعه تمهيدًا لتشغيله.
"بيقلّع..ما بيقلّع": أحجية القليعات
تحوّلت قضية مطار القليعات إلى ما يشبه الأحجية. "بيقلّع.. ما بيقلّع؟" — لا أحد يملك الجواب الحاسم، حتى أعضاء كتلة "الاعتدال الوطني" النيابية الذين منحوا حكومة نواف سلام الثقة في مجلس النواب، استنادًا إلى ما سموه "النية الصادقة" لدى الحكومة لتشغيل المطار وتعزيز التنمية في عكار.
وكان رئيس الحكومة نواف سلام، خلال زيارته إلى المطار، قد أعلن أن المهلة المطلوبة لاستكمال المخططات الفنية اللازمة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، ما يعني أن الوقت لم يُستنفد بعد لإنهاء الدراسات، التي تتولاها دار الهندسة، تمهيدًا لإطلاق العمل بالمطار.
في المقابل، فإن الأجواء الضبابية والتشاؤمية التي طُرحت مؤخراً دفعت عضو كتلة "الاعتدال الوطني"، النائب وليد البعريني، إلى زيارة وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، للإطلاع على حقيقة ما يجري في ملف المطار. وبعد اللقاء، صرّح البعريني لموقع "المدن" قائلاً:
"حتى الآن، يمكن القول إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. الدراسات، الجدوى الاقتصادية، وطرح المشروع على أساس BOT أمام مجلس النواب كلها تسير كما يجب".
وأضاف:"لمست اهتماماً حقيقياً من الوزير رسامني بالملف. هناك بعض العقبات القانونية التي يتم العمل على تذليلها، لكن ذلك لا يعني أننا سنركن إلى الراحة. سنبقى في حالة متابعة مستمرة، وإذا ما لاحظنا أي عرقلة، من أي جهة كانت، فلن نتردّد في اتخاذ الموقف الذي يحمي هذا الحق المشروع، الذي يشكّل حلماً إنمائيًا لعكار والشمال ولبنان ككل". وفي الانتظار، أفادت مصادر متابعة للحراك المرتبط بالمطار لـ"المدن"، بأنّ شهر حزيران الجاري سيكون حاسمًا في تحديد مصير المشروع: "إما أن يسلك طريقه الإداري والمؤسساتي ويُدرج على سكّة التلزيم، أو يبقى مجرّد ورقة بيد الحكومات، تُستخدم كلما دعت الحاجة لتحقيق مكاسب سياسية من أبناء المنطقة وفاعلياتها".
وفي تصريح لموقع "المدن"، قال النائب وليد البعريني: "حتى الآن، يمكن القول إن الأمور المتعلقة بتشغيل مطار القليعات تسير في الاتجاه الصحيح. الدراسات، الجدوى الاقتصادية، وطرح المشروع على أساس BOT في مجلس النواب، كلها تسير كما هو مطلوب".
وأضاف:"لا شك أن الملف يواجه بعض العقبات القانونية التي يجري العمل على تذليلها. حصلنا على بعض التطمينات، لكن ذلك لن يجعلنا ننام على حرير. سنبقى في حالة متابعة دائمة، وإذا ما لاحظنا أي عرقلة، في أي مكان أو من أي جهة، فلن نتردد في اتخاذ الموقف الذي يحمي هذا الحق، المرتبط بمشروع يشكّل حلمًا إنمائيًا لعكار، وللشمال، ولبنان بأسره".
وفي الانتظار، قالت مصادر متابعة للحراك حول المطار لـ"المدن"، إنّ شهر حزيران الجاري سيكون حاسمًا: "إما أن يسلك المشروع مساره الإداري والمؤسساتي، ويُدرج على سكّة التلزيم، أو سيبقى مجرد ملف تستخدمه الحكومات عند الحاجة، للحصول على مواقف ومكاسب من سياسيي المنطقة وفاعلياتها. ومن الآن إلى ذلك الحين... لا تقول فول، إلا لما يصير بالمكيول"
مايز عبيد - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من عبد الناصر إلى "حزب الله": أمين الجميل يروي كيف نجا لبنان من السقوط
من عبد الناصر إلى "حزب الله": أمين الجميل يروي كيف نجا لبنان من السقوط

المركزية

timeمنذ ساعة واحدة

  • المركزية

من عبد الناصر إلى "حزب الله": أمين الجميل يروي كيف نجا لبنان من السقوط

اليوم، بعد كل هذه العقود من الصدامات، يطل الرئيس أمين الجميل برؤية جديدة نسبياً. فالأخطار الوجودية كما يراها قد تراجعت، والفرصة تلوح لإعادة ترميم لبنان، شرط ألا يُفوّت اللبنانيون هذه اللحظة كما أضاعوا سابقاتها. على امتداد أكثر من 50 عاماً من تاريخ لبنان، يكاد اسم الرئيس أمين الجميل يتداخل مع مسار الجمهورية نفسها، من نشوء التيارات القومية العربية في خمسينيات القرن الماضي، مروراً بانفجار الصراع الفلسطيني على الأرض اللبنانية وصولاً إلى الحرب الأهلية فالاجتياح الإسرائيلي والهيمنة السورية، ثم دخول لبنان مرحلة النفوذ الإيراني عبر "حزب الله"، كان الجميل شاهداً ومشاركاً كما فاعلاً في معركة "التصدي" لتغيير وجه لبنان، في آنٍ معاً. منذ أن واكب بدايات الصراع اللبناني الداخلي في ظل "المد الناصري"، وتصدى لمحاولات ضم لبنان إلى وحدة دمشق – القاهرة، ثم عايش تمدد المنظمات الفلسطينية وتحويل جنوب لبنان إلى منصة صراع مفتوح مع إسرائيل، كان الجميل يرى في كل محطة مشروعاً مهدداً لكيان الدولة. لكن المشهد الأكثر دراماتيكية في مسيرته السياسية بدأ بعد اغتيال شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميل عام 1982، وبعدها انتُخب أمين رئيساً للجمهورية وسط الاحتلال الإسرائيلي لبيروت، وتحت أعين العالم المشتعل من حول لبنان. منذ ذلك الحين، ظلت الرئاسة بالنسبة إليه ساحة صراع وجودي: مرة في مواجهة السوري، وأخرى في مواجهة الإسرائيلي، وثالثة في التصدي لمشروع تحويل لبنان إلى وطن بديل للفلسطينيين، ورابعة في وجه السلاح الإيراني الممتد عبر "حزب الله". اليوم، بعد كل هذه العقود من الصدامات، يطل الرئيس أمين الجميل برؤية جديدة نسبياً. فالأخطار الوجودية كما يراها قد تراجعت، والفرصة تلوح لإعادة ترميم لبنان، شرط ألا يُفوّت اللبنانيون هذه اللحظة كما أضاعوا سابقاتها. في هذا السياق، أجرت "اندبندنت عربية" حواراً شاملاً مع الرئيس الجميل، تناول فيه محطات المواجهة الوطنية، وواقع الدولة والسلاح، ومآلات الهيمنة الخارجية، وفرص الخروج من النفق، والسلام في المنطقة. نكون أو لا نكون يبدأ الجميل حديثه بسرد مرحلة دخوله المعترك السياسي في ستينيات القرن الماضي، وهو الذي عايش سلسلة من المحطات التي لم تكن مجرد أحداث سياسية أو منازعات داخلية، بل صراعات وجودية حقيقية على هوية لبنان وبقائه ككيان مستقل. ويعتبر أن تاريخه وتاريخ الجمهورية اللبنانية مسارين متداخلين، حيث مثلت كل مرحلة من مراحل الصراع الإقليمي والدولي تحدياً مباشراً لكيان لبنان ولفكرته كدولة ذات سيادة. ويكشف عن أنه في مطلع حياته السياسية واجه المرحلة الناصرية، حين شكل مشروع الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر للوحدة العربية خطراً فعلياً على استقلال لبنان، ويقول "اندلاع ثورة 1958 لم يكن مجرد تمرد داخلي بل نتيجة مباشرة لمحاولات إخضاع لبنان لمسار سياسي إقليمي لا يُشبه نسيجه الوطني. بلدنا كان أول ضحايا النزعة الوحدوية الناصرية، وقد تسببت تلك المرحلة بتوترات طائفية وأمنية كادت تطيح كيان الدولة الناشئة". يرى رئيس لبنان السابق أن مرحلة هيمنة منظمة التحرير الفلسطينية كانت أخطر محاولة لتصفية الكيان اللبناني وتحويله إلى "وطن بديل". لم يكن الأمر مجرد دعم للقضية الفلسطينية كما سُوق في الإعلام العربي آنذاك، بل خطة متكاملة لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وإغلاق ملف العودة على حساب التركيبة اللبنانية والسيادة الوطنية. وهكذا تحول جنوب البلاد إلى منصة عسكرية تطلق منها العمليات الفدائية ضد إسرائيل، مما أعطى الأخيرة مبرراً لـ "عملية الليطاني" عام 1978 ثم اجتياح عام 1982، وصولاً إلى العاصمة بيروت. ذلك الاجتياح لم يكن الحدث الوحيد الخطر في تلك المرحلة، إذ ترافق مع اغتيال شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميل في 14 سبتمبر (أيلول) 1982، فانتُخب هو في واحدة من أصعب لحظات تاريخ الجمهورية، ليقود ما تبقى من مؤسسات الدولة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ثم التدخل السوري المباشر. مع ذلك، يعتبر الجميل أن لبنان صمد، لا بمعنى الانتصار العسكري، بل ببقائه قائماً كدولة. كيف صمد لبنان؟ على رغم اختلال موازين القوى، يصر الرئيس الجميل على أن لبنان قاوم ونجا. "المقاومة لم تكن متكافئة، بل محلية في وجه دول" كما يقول، لكنها نجحت في منع اندثار الكيان. ويعدد محطات الصمود: من 1958 إلى مواجهة المشروع الفلسطيني، ومن ثم الصراع مع النظام السوري، فرفض الوصاية الكاملة، إلى تحدي "حزب الله" لاحقاً. ويرى أن الصمود لم يكن فقط بالسلاح، بل بالتمسك بفكرة لبنان: بالدستور، بالتعددية، بالدولة. هذا المفهوم، بحسب الجميل، هو الذي مكَّن لبنان من الحفاظ على جوهره حتى اليوم، على رغم الحروب والتدخلات الخارجية ومرحلة الاغتيالات. يؤكد الجميل أن الثمن كان باهظاً، من الدماء إلى الانقسامات، لكن الخط الأحمر الذي لم يُتجاوز هو بقاء لبنان كدولة غير مندمجة في مشاريع الآخرين. ويذكّر بأن "بيت بكفيا" (في دلالة إلى عائلتهم التي تنحدر من بلدة بكفيا) نفسه قدم من أبنائه، من شقيقه بشير إلى ابنه الوزير بيار الجميل، الذي اغتيل عام 2006، ومايا ابنة بشير التي قتلت بعمر السنتين، ومانويل وأمين أسود ابن شقيقته بعمر الـ16، وغيرهم، في سبيل بقاء هذه الدولة. بالنسبة إلى الجميل فإن هذه التجربة تحمل درساً واضحاً، "لبنان لا يُهزم إذا تماسك داخلياً"، مهما كان حجم الأخطار. وفي نظره، فإن المرحلة الحالية تتطلب قراءة دقيقة لهذه التجربة، من أجل البناء على الصمود السابق، لا فقط لتوثيقه. فرصة تاريخية في لحظة سياسية شديدة التعقيد، يعبر الرئيس الجميل عن تفاؤل استثنائي، إذ يرى في انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً، وتكليف الرئيس نواف سلام تشكيل الحكومة، مؤشراً إلى بداية مرحلة جديدة. ويعتبر أن هذه اللحظة هي الأولى منذ عقود التي تتراجع فيها التهديدات الوجودية، ويفتح المجال أمام ترميم فعلي للدولة. ويذكّر بأن لبنان كثيراً ما ضيع الفرص بسبب الصراعات الداخلية، لكنه يرى في الظرف الحالي تلاقياً نادراً بين استقرار نسبي إقليمي، وتوفر نخب لبنانية قادرة على الإنجاز. ويقول بوضوح "هذه فرصة أكيدة للبنان، إذا عرفنا كيف نستفيد منها يمكننا أن نبني أجمل بلد في العالم". "أعطونا السلام وخذوا ما يدهش العالم"، وهو الذي قالها في الأمم المتحدة عام 1983. يشدد الجميل على الطاقات البشرية في لبنان والانتشار اللبناني العالمي، مستعرضاً نماذج من النجاح اللبناني في الخارج، ويؤكد أن رأس المال الفكري وحده كفيل بإعادة بناء الدولة والاقتصاد إذا توفر الاستقرار السياسي. لكنه يربط النجاح بشرطين: الأول، تخلي القوى السياسية عن الأنانيات الصغيرة. والثاني، حشد الطاقات الوطنية خلف مشروع دولة. ويختم بالتأكيد أن هذه المرحلة "لا تشبه شيئاً مما سبق"، وأن الأمل لم يكن أقوى مما هو عليه اليوم. من ورقة مواجهة إلى عبء استراتيجي في مقاربته لملف سلاح "حزب الله"، يتناول الجميل القضية من زاوية استراتيجية، لا فقط سياسية. ويسأل مباشرة: ما مغزى هذا السلاح اليوم؟ وهل لا يزال قابلاً للاستخدام؟ ويجيب بأن الحزب يملك قوة كبيرة، لكنه فقد القدرة على استعمالها في ظل المتغيرات الحالية. ويعتبر أن السلاح الذي كان يُسوّق بوصفه أداة لمحاربة إسرائيل، أصبح اليوم عبئاً على الحزب نفسه. ويطرح تساؤلات حول كلفته، وظيفته، مستقبله، في ظل التفاهمات الإيرانية – الأميركية التي يُحكى عنها، وواقع المنطقة المتغير. ويشير إلى أن أي استخدام جديد لهذا السلاح سيضع الحزب في مواجهة مع البيئة اللبنانية نفسها، لأن الداخل لم يعد يحتمل سلاحاً خارج الدولة. ويرى أن على "حزب الله" أن يعترف بأنه أمام منعطف، وأن المطلوب هو إدماج السلاح ضمن المؤسسة الرسمية، لا الاحتفاظ به كورقة تفاوض، ما دام أنه على الصعيد الاستراتيجي فقد دوره وفاعليته. وفي ظل المتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية، من مصلحة الحزب، إن أراد أن يؤدي دوراً سياسياً في الداخل، أن يتخلى عن منطق القوة العسكرية. ويذهب الجميّل أبعد من ذلك، معتبراً أن مستقبل "حزب الله" السياسي مرهون بكيفية تصرفه في هذا الملف، لأن "من يراهن على السلاح بعد اليوم، سيخسر كل شيء"، في ظل نظام إقليمي متبدل وسقف دولي صارم. 17 مايو 1983... اتفاق سلام منسي فهل ظلم التاريخ أمين الجميل؟ يتعامل الجميل مع ملف السلاح الفلسطيني من منظور تاريخي واستراتيجي، فيراه اليوم "عبئاً لا قضية". فبعدما كان يُقدّم كأداة ضد إسرائيل، تحول إلى وسيلة لتصفية الحسابات بين الفصائل داخل المخيمات. ويقول "سلاح أبو فلان ضد سلاح أبو علتان. لم يعد لهذا السلاح خارج الدولة أية وظيفة وطنية أو قومية". ويعتبر أن "اتفاقية القاهرة" التي شرعت هذا السلاح داخل لبنان لم تكن إلا خدعة سياسية، استخدمها الفلسطينيون لتقوية نفوذهم على حساب الدولة اللبنانية. لكن الزمن انقلب، والفصائل الفلسطينية نفسها أصبحت مفككة وعاجزة عن إنتاج رؤية موحدة أو مشروع فاعل. يرى الجميل أن السلاح الفلسطيني اليوم لا يُهدد إسرائيل بل يهدد لبنان والأنظمة العربية، وأنه لا بد من إنهاء هذه الحال وإعادة الاعتبار للمخيمات بوصفها مناطق مدنية لا أمنية. كذلك يؤكد أن القضية الفلسطينية لا تُخدم بسلاح منفلت، بل بخطة سياسية واضحة تضع حداً للتمزق والانقسام، وحشد الدعم والطاقات على الصعيد الإنمائي والاجتماعي ليكون عنوان المرحلة القادمة: الإنماء والسلام. من الهيمنة إلى الانهيار علاقة الجميل بسوريا معقدة وملأى بالصدامات، وهو يروي كيف واجه نظام حافظ الأسد، الذي يصفه بأنه "نظام رعب وفساد ولا منطق فيه". ويؤكد أنه حين تحاور مع الأسد كان دائماً يطالب بالحديث في الوقائع والمنطق والسلام للجميع، لكنه كان يصطدم بمنظومة العنف والغطرسة والأنانية غير القابلة للتفاهم. يعتبر أن الانهيار الذي شهدته سوريا خلال العقد الماضي كان متوقعاً، لأن النظام القائم لم يكن راسخاً، بل هشاً في جوهره. ومع ذلك، يدعو اليوم إلى فتح صفحة جديدة في العلاقة بين لبنان وسوريا. ويؤكد أن بين لبنان وسوريا علاقات إنسانية واقتصادية وتاريخية لا يمكن قطعها، لكنه يشترط أن تبنى العلاقة الجديدة على التكافؤ واحترام السيادة، مشيراً إلى أن لبنان بحاجة إلى سوريا قوية، مستقرة، غير مهيمنة، وسوريا بدورها بحاجة إلى لبنان داعم لا تابع. في ختام حديثه، يستعرض الجميل المشهد الإقليمي والدولي، ويرى أن المنطقة تسير نحو منطق جديد لا يقوم على الحروب، بل على التفاهمات، مشيراً إلى أن المبادرة العربية للسلام التي وقعت في لبنان عام 2002 لا تزال تمثل إطاراً صالحاً، وأن التفاهم مع إسرائيل، حتى لو لم يكن سلاماً كاملاً، أصبح جزءاً من معادلات المنطقة. ويحذر من تفويت اللحظة الراهنة، داعياً إلى "تفاهم لبناني داخلي" يعيد ترتيب الأولويات، ويؤسس لدولة قادرة على مواكبة التحولات والتطورات الجديدة في المنطقة ككل، وإلا سنبقى الى جانب الطريق بينما الآخرون يتقدمون ويتطورون. ويختم "لا يمكن أن نبقى في حال حرب دائمة، هذا المنطق سقط، المطلوب هو التفاهم، والاستقرار وإعادة بناء لبنان كدولة رائدة ذات دور طليعي في المنطقة، وتستحق الحياة". الحديث أجراه الصحافي طوني بولس في الاندبندنت - العربية

أدرعي ينشر محادثة لبنانية عقب الغارات على الضاحية ويعلق على 'بيئة الحزب'
أدرعي ينشر محادثة لبنانية عقب الغارات على الضاحية ويعلق على 'بيئة الحزب'

سيدر نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • سيدر نيوز

أدرعي ينشر محادثة لبنانية عقب الغارات على الضاحية ويعلق على 'بيئة الحزب'

نشر المتحدث باسم جيش العدو الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، صورة من محادثة بين شخصين لبنانيين، عقب العدوان الاسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية. أدرعي ينشر محادثة لبنانية عقب الغارات على الضاحية ويعلق على 'بيئة الحزب' — Cedar News (@cedar_news) June 7, 2025 وفي التفاصيل، أظهرت المحادثة أن أحدهم أبلغ الآخر بأن منزله استُهدف بالقصف، ليأتي رده 'السيد راح بدنا نزعل عالحجر'. هذه المحادثة دفعت أدرعي إلى انتقاد 'بيئة حزب الله' في منشوره عبر منصة إكس.

جعجع: أصدقاء لبنان ليسوا مستعدّين لمساعدة دولة لا تمتلك حصرية السلاح
جعجع: أصدقاء لبنان ليسوا مستعدّين لمساعدة دولة لا تمتلك حصرية السلاح

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

جعجع: أصدقاء لبنان ليسوا مستعدّين لمساعدة دولة لا تمتلك حصرية السلاح

اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّه "ليس من البطولة بشيء تسمية العدو عدواً ومهاجمته لفظياً، لأن هذا الأمر من البديهيات التي يفعلها أي مواطن لبناني، إنما البطولة في اتخاذ المسؤولين الخطوات العملية اللازمة لتجنُّب شر هذا العدو". وأضاف عبر "إكس": "ليس من المقبول بأي شكل من الأشكال أن يبقى المواطن اللبناني معرّضاً لخطر العدوان في كل يوم وساعة". ليس من البطولة بشيء تسمية العدو عدوا ومهاجمته لفظيا، لأن هذا الأمر من البديهيات التي يفعلها أي مواطن لبناني، إنما البطولة في اتخاذ المسؤولين الخطوات العملية اللازمة لتجنُّب شر هذا العدو. ليس من المقبول بأي شكل من الأشكال ان يبقى المواطن اللبناني معرضا لخطر العدوان في كل يوم وساعة… — Samir Geagea (@DrSamirGeagea) June 6, 2025 وأضاف: "لقد أصبح واضحاً أن لبنان بحاجة لمساعدة أصدقائه العرب والأوروبيين والأميركيين من أجل إيقاف العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على لبنان، وإخراج إسرائيل من النقاط التي ما زالت تحتلها، ولكن يعرف القاصي والداني ان أصدقاء لبنان هؤلاء ليسوا مستعدّين لمساعدة دولة لا تمتلك حصرية السلاح واستطرادا قرار الحرب والسلم". وأردف: "هذا من جهة، أما من جهة أخرى فاتفاق الطائف والقرارات الدولية 1559 و1680 و 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقعت عليه الحكومة التي كان يملك فيها "حزب الله" الأكثرية الوزارية في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بالإضافة إلى إرادة الغالبية العظمى من اللبنانيين، تلتقي كلها على مطالبة الدولة اللبنانية بتفكيك التنظيمات العسكرية غير الشرعية وجمع السلاح كل السلاح داخل الدولة فقط لا غير، لكي تقوم دولة فعلية في لبنان. وختم: "لذلك، وبوجود هذه الأسباب الموجبة كلها لا شيء يبرِّر إطلاقا تأخُّر الدولة عن القيام بواجباتها درءاً للمخاطر التي يواجهها لبنان واللبنانيون. ومن لديه أي حل آخر عملي غير نعي الظلمة ليلا نهاراً، والبقاء فيها ليلا نهاراً، فليتفضّل". وشهدت الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان سلسلة غارات إسرائيلية، عشية عيد الأضحى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store