logo
لماذا امتنعت إيران ومحور المقاومة عن قصف مفاعل ديمونة في حين قصفت إسرائيل منشآت نووية إيرانية..؟

لماذا امتنعت إيران ومحور المقاومة عن قصف مفاعل ديمونة في حين قصفت إسرائيل منشآت نووية إيرانية..؟

يمرسمنذ 17 ساعات
عادل السياغي*
1. مدخل الإشكالية
شكّل تصاعُدُ المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية في ربيع وصيف 2024-2025 وصولاً إلى العملية الإسرائيلية الواسعة داخل إيران في يونيو 2025 مفارقة بارزة: إسرائيل استهدفت عشرات المواقع المرتبطة ببرنامج طهران النووي والصاروخي، بينما لم يُسجَّل أيّ هجوم صاروخي أو مسيَّر من جانب إيران أو حلفائها ضد مفاعل ديمونة الإسرائيلي، على الرغم من تهديدات متكررة من قيادات محور المقاومة، وفي مقدمتهم أمين عام حزب الله حسن نصر الله. فكيف يُفسَّر هذا «اللا-فعل»؟ وما الذي يمنع طهران وحلفاءها من ضرب أحد أهم رموز الردع النووي الإسرائيلي؟
2. أهمية ديمونة في معادلة الردع
يقع المفاعل في قلب المنظومة النووية الإسرائيلية غير المعلَنة رسميًّا. ويُصنَّف، وفق تقديرات غربية، على أنه ينتج البلوتونيوم المستخدم في ترسانة يُقدَّر حجمها بما بين 80-100 رأس نووي. ضربُه سيُثير احتمال تسرُّب إشعاعي ويهز صورة «المناعة المطلقة» التي تروّجها تل أبيب منذ عقود. لهذا السبب حوَّلته إسرائيل إلى هدف ذي حساسية ردعية قصوى، تحيطه بطبقات من الدفاع الجوي (حيتس-3، مقلاع داود، والقبة الحديدية) وبإجراءات حماية مدنية داخلية تجعل الوصول إليه وإحداث أضرار كارثية مهمة شبه مستحيلة من دون قدرات صاروخية دقيقة وكثيفة في آن واحد.
3. سجل الضربات الإسرائيلية الحديثة على إيران
الهجمات الإسرائيلية في أبريل 2024 ثم «عملية نارنيا/ Rising Lion» في يونيو 2025 جسَّدت عقيدة «الضربة الوقائية» الإسرائيلية: تدمير البنى التحتية النووية قبل أن تبلغ «نقطة اللاعودة». أكثر من 250 طائرة مسيَّرة ومقاتلة F-35I شاركت في قصف مواقع من نطنز إلى أصفهان وكيرمانشاه، مع دمج هجمات سيبرانية وتشويش GPS. الهدف المعلن: إطالة الجدول الزمني للوصول إلى سلاح نووي، وإضعاف قدرات الصواريخ الباليستية التي يفترض أن تحمل هذا السلاح مستقبلاً. التكرار والجرأة في هذه العمليات يعكسان الثقة بقدرة سلاح الجو الإسرائيلي على العمل بعيداً عن الحدود، وتأييداً أميركياً ضمنياً، مقابل إدراك بأن ردّ إيران سيكون «تحت العتبة».
4. ميزان الردع وعدم تماثل القدرات
يملك إيران ومحورها وفرة في الصواريخ الباليستية (حتى 2 000 كم) والمسيَّرات الانتحارية، لكنها تفتقر إلى التفوق الاستخباري والجوي المطلوب لاختراق عمق النقب وتنفيذ ضربة دقيقة تُعطِّل المفاعل. في المقابل، يتمتع الجيش الإسرائيلي بمنصات اعتراض متراكبة مع تغطية رادارية كثيفة، إلى جانب إمكانية رد تقليدي ساحق ضد أهداف حساسة داخل إيران ولبنان وسوريا ، وربما رد نووي تكتيكي إذا تعرضت «مواقع سيادية نووية» لهجوم كارثي. معادلة الردع هذه تُفسر أن كِلا الطرفين يتجنب استهداف «نواة» قدرة الخصم الردعية، مكتفياً بضربات «حولية» ومحدودة.
5. الكلفة البيئية-الإنسانية والحساب السياسي
أي صاروخ دقيق يضرب قلب ديمونة قد يُطلق مواد مشعة ويعرّض مئات الآلاف في النقب وجنوب الأردن للخطر، ما قد يستجلب إدانة دولية واسعة. يحرص إيران على تقديم نفسها خصوصاً بعد فتوى خامنئي بحرمة السلاح النووي بوصفها طرفاً «مسؤولاً» لا يستهدف منشآت نووية مدنية حتى لدى خصومه. بالمقابل، تُسوّق إسرائيل ضرباتها بأنها وقائية ومُوجَّهة إلى منشآت عسكرية أو أجهزة طرد مركزي «غير مشغَّلة»، لتتفادى اتهامها بارتكاب «تشيرنوبل شرق أوسطي». هذا البُعد الأخلاقي-الدعائي يجعل قرار ضرب المفاعل الإسرائيلي محفوفاً بخسارة «الحرب الإعلامية» التي يوليها محور المقاومة أهمية متزايدة.
6. رسائل طهران: التهديد بلا تنفيذ
منذ خطاب نصر الله عام 2016 وإعادته التهديد عام 2017، تُستخدم ديمونة كورقة تخويف لردع إسرائيل عن استهداف لبنان وإيران ، لا كهدف يُنوى ضربه فعلاً. فيديوهات الدعاية التي أصدرتها وحدة الإعلام الحربي في حزب الله أظهرت شعارات «لا خطوط حمر»، لكنها في الجوهر رسائل سيكولوجية تستند إلى مفهوم الردع بالإيحاء. فالمعركة الإعلامية أرخص ثمناً وأكثر قابلية للضبط من عمل عسكري قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة.
7. استراتيجية «الرد في الساحات» بدلاً من «الرد في ديمونة»
أثبتت إيران بعد الهجمات الإسرائيلية أنها تفضّل الرد عبر وكلاء في اليمن أو العراق ، أو عبر هجمات سيبرانية ونقل أسلحة متطورة إلى غزة ولبنان ، لأنها أدوات تسمح بتدرُّج تصعيدي يمكن ضبطه. استهداف ناقلات نفط في بحر عُمان، أو إطلاق مسيَّرات على قواعد أميركية في سوريا ، يُحقِّق هدف «الثأر» دون تجاوز خط أحمر قد يُفجِّر مواجهة مع الولايات المتحدة وحلف «أبراهام» العربي-الإسرائيلي.
8. الحسابات القانونية والدبلوماسية
على رغم انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، ما زالت طهران حريصة على عدم منح مجلس الأمن ذريعة لقرارات عقابية جديدة. ضربُ منشأة نووية مدنية حتى لو كانت إسرائيل خارج معاهدة عدم الانتشار سيُتَرجَم كخرق صريح لقرار 1998 الصادر عام 2011 القاضي بعدم استهداف منشآت نووية محمية بمنطقة خالية من السلاح النووي. ومن ثمّ، امتناع المحور عن قصف ديمونة يُبقي إيران داخل هامش «المظلومية المقبولة» دوليًّا، في حين يسلّط الضوء على إسرائيل كطرف يخرق القواعد باستهدافه منشآت نووية معلَنة وخاضعة للوكالة الدولية.
9. خلاصات واستشراف
يمتزج الامتناع الإيراني -الحزبللاوي عن ضرب ديمونة بمجموعة طبقات: (أ) معادلة ردع غير متماثلة تُفضّل فيها إيران الحفاظ على القدرة الصاروخية للمساومة لا للمقامرة بوجودها، (ب) فجوة تكنولوجية واستخبارية تجعل الوصول إلى المفاعل مخاطرة عالية مقابل عائد رمزي قد يكون محدوداً، (ج) كلفة بيئية-إنسانية-دبلوماسية هائلة قد تُفقد طهران ما تبقى لها من تعاطف دولي، (د) توفر بدائل رد غير مباشرة أقل كلفة وأقرب لمفهوم «حرب الظل». في المقابل، تُظهر العمليات الإسرائيلية الأخيرة أن تل أبيب مستعدة لاختبار سقف الردع كلما سمحت البيئة الدولية وخصوصاً الدعم الأميركي بذلك. ومع تصاعد الأصوات الإيرانية الداعية إلى «رد متماثل» أو حتى «تسريع برنامج الردع النووي»، فإن عدم استهداف ديمونة حتى الآن لا يعني انتفاء الخطر مستقبلاً، بل يدل على أن طهران تُدير صراعها ضمن سلّم تصعيد دقيق، تدرك فيه أن رصاصة واحدة على المفاعل قد تُشعل الحريق النووي الذي تخشاه جميع العواصم.
* كاتب وباحث سياسي عسكري يمني

المصادر والمراجع (مرتَّبة أبجديًّا)
1. The Wall Street Journal – تقرير «عملية نارنيا»، 27 يونيو 2025.
2. Wikipedia (June 2025 Israeli strikes on Iran) – تفاصيل المواقع المستهدفة.
3. The Guardian – «Monday Briefing: Four ways Iran could retaliate...»، 23 يونيو 2025.
4. Diplomat Magazine – «The Iranian - Israeli confrontation...»، 8 أكتوبر 2024.
5. The Times of Israel – تصريح رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق حول أمان ديمونة، 2017.
6. The Sun – فيديو تهديد حزب الله لديمونة، نوفمبر 2024.
7. The Jerusalem Post – مقابلة نصر الله: «لا خطوط حمر»، فبراير 2017.
8. Anadolu Agency – خطاب نصر الله يطالب بتفكيك المفاعل، 16 فبراير 2017.
9. Modern Diplomacy – «Striking Complexity: The 2025 Israel - Iran War...»، 23 يونيو 2025.
10. Institute for the Study of War – «Iran Updates (Oct. 7 War)»، يناير 2025.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مفترق طرق.. ترتيبات أمريكا وإسرائيل لبناء «شرق أوسط جديد»
مفترق طرق.. ترتيبات أمريكا وإسرائيل لبناء «شرق أوسط جديد»

الدستور

timeمنذ 3 ساعات

  • الدستور

مفترق طرق.. ترتيبات أمريكا وإسرائيل لبناء «شرق أوسط جديد»

فى الأشهر الأخيرة بدا الشرق الأوسط وكأنه «رواية إثارة»، وأصبح «اليوم التالى» مجهولًا، حيث تغيرت التحالفات والتهديدات والتصريحات بسرعة مذهلة، من غزة وطهران إلى الرياض والدوحة، ومن واشنطن إلى تل أبيب، ولكن فى وسط هذه الفوضى تبرز استراتيجية أكبر، وربما خطة، تستهدف إعادة ترتيب محتملة للشرق الأوسط. ويرى المراقبون أن تحركات واشنطن، وسياسات إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تهدف لـ«صفقة شاملة» لتسوية النزاعات فى المنطقة، وبناء شرق أوسط جديد، مع ضمان التفوق العسكرى للدولة العبرية، عبر إطلاق عملية تحديث شامل للجيش الإسرائيلى، وهو ما نسلط الضوء عليه فى السطور التالية. «صفقة شاملة» لتسوية النزاعات تتضمن التطبيع مع سوريا ولبنان وعزل المقاومة الفلسطينية حسب تحليل الكاتب الإسرائيلى دانيال م. روزن، فإن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يسعى إلى ترسيخ مفهوم يعرف بـ«الصفقة الشاملة»، وهو مفهوم معروف فى إطار السياسة الدولية وحل النزاعات، والذى من المفترض أن يلعب دورًا مهمًا فى كسر الجمود والتوصل إلى اتفاقيات مستدامة، موضحًا أنه «مع واقع معقد مثل الشرق الأوسط فإن المسألة ستكون شديدة الارتباك وتنطوى على مخاطر أو تغييرات كبيرة فى المنطقة». وقال «روزن»: «يتردد الحديث فى واشنطن وتل أبيب هذه الأيام عن الرغبة فى وقف الحرب على غزة، فربما رأوا أن الفرصة سنحت عقب الهجوم الإسرائيلى الاستباقى على إيران فى الساعات الأولى من صباح ١٣ يونيو، وقصف الولايات المتحدة المواقع النووية فى إيران، وما سبقه من تدمير محور إيران فى المنطقة (حزب الله فى لبنان، ونظام الأسد فى سوريا)، ولم يتبق إلا بعض الهجمات العشوائية من الحوثيين فى اليمن، فيما تم القضاء على قيادة الجناحين العسكرى والسياسى لحركة حماس فى غزة بشكل كبير، بالإضافة إلى فقدان معظم قدراتها العسكرية وقواها البشرية». وأضاف: «أن مسألة (الصفقة الشاملة) تطرح السؤال القديم: هل هذا جيد أم سيئ لليهود؟». وتابع: «تم تخفيف العقوبات على سوريا، ومُنح زعيمها الجديد، أحمد الشرع، شرف لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.. قبل أقل من عشرة أشهر، كانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدى إلى القبض عليه». وتساءل المحلل الإسرائيلى: هل نشهد سذاجةً أمريكيةً أم هناك استراتيجية أعمق قيد التنفيذ؟، وهى استراتيجية لا تستطيع إسرائيل تنفيذها بمفردها». واستطرد: «ربما تُهيئ جهود ترامب الظروف ذاتها التى تحتاجها إسرائيل لتحقيق السلام فى نهاية المطاف. فإذا ما تم ضمّ الدول العربية إلى صف الولايات المتحدة، من خلال الصفقات والمجاملات والحوافز الاقتصادية، فستجد نفسها حتمًا أقرب إلى إسرائيل، إما من خلال المصالح المشتركة أو ببساطة كنتيجة ثانوية. والسلام مع سوريا ولبنان ودول الخليج ليس مجرد حلم بعيد المنال فى هذا الإطار؛ بل هو نتيجة محتملة». واعتبر أن تلك الصفقة حال نجاحها من شأنها أن «تعزل القيادة الفلسطينية، ليس بالعمل العسكرى، بل بنقص مصادر الدعم لمواصلة مقاومتها». وأردف: «المقاومة لا تنجح إلا بتمويلها وإضفاء الشرعية عليها.. تخيّل عالمًا يعيش فيه الأردن، ومصر، وسوريا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والمغرب، وعُمان، والسودان، وليبيا، والبحرين، وغيرها، فى سلام مع إسرائيل؟، مع أن كل هذا قد يبدو خياليًا، إلا أنه طموح واقعى، استنادًا إلى الأحداث الجارية اليوم». ونوه المحلل الإسرائيلى إلى أن سجل ترامب حافل بتحقيق الصفقات الصعبة، فقد دبّرت إدارته السابقة «الاتفاقيات الإبراهيمية»، وتوسطت فى اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل ودول عربية، ونقلت السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترفت بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وانسحبت من الاتفاق النووى الإيرانى، وشنت حملة ضغط قصوى على طهران. التحديث التكنولوجى ودعم التسلح الإسرائيلى وتعزيز القوات البرية تؤكد تقارير دولية مختلفة أنه رغم السير فى «طريق السلام»، بدفع من الولايات المتحدة، إلا أن الجيش الإسرائيلى يستعد لسباق تسلح هائل فى الشرق الأوسط، ويعتزم مع واشنطن إطلاق عملية تحديث تكنولوجى وعسكرى شامل، مع التركيز على مدى عملياتى يصل إلى ٢٠٠٠ كيلومتر، وأنظمة دفاع متطورة، وأسلحة جديدة، وأدوات تحت الأرض، وشراكات استراتيجية مع أمريكا. ونقلت عدة تقارير، من بينها تقرير لموقع «والا» العبرى، عن مصادر أمنية قولها إن الجيش الإسرائيلى سيطلب من الولايات المتحدة جلب أدوات جديدة وأكثر تطورًا إلى ساحة المعركة. وأفادت بأنه تجرى حاليًا، خلف الكواليس، عملية مكثفة لبناء قدرات الجيش الإسرائيلى للسنوات المقبلة، بقيادة المدير العام لوزارة الدفاع، ونائب رئيس الأركان، ورئيس مديرية التخطيط فى الجيش الإسرائيلى، خاصة أن الإيرانيين من المرجح أن يدرسوا كيفية مواجهة الجيش الإسرائيلى والاستعداد للمستقبل، بعد الحرب الأخيرة. وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل تستهدف إضافة سفن وتطوير أنواع جديدة من القنابل، وأنظمة الكشف والتنبيه والتحكم، والمبادئ العملياتية المتطورة، والتقنيات السرية، وإعادة التزويد بالوقود، مع زيادة مخزون الصواريخ الاعتراضية، وتطوير أنظمة الدفاع الجوى، بما فى ذلك أشعة ليزر أرضية وجوية، وأيضًا حلول للتعامل مع الطائرات المُسيّرة الثقيلة. وبيّنت أنه من المتوقع أن يتم تعزيز القوات البرية بشكل كبير فى مجال الدبابات، وناقلات الجند المدرعة، ومراكز جمع المعلومات الاستخبارية التابعة لشعبة الاستخبارات، وأنظمة الاتصالات، والبنية التحتية للتدريب، وحماية القواعد، وزيادة المخزونات، فضلًا عن تعزيز أنظمة الدفاع الجوى، فى أعقاب حوادث مثل الهجوم الصاروخى الباليستى الإيرانى على «بات يام»، والذى ألحق أضرارًا بـ١٠٢ مبنى شاهق. ونوهت إلى أن تطوير البحرية من بين القضايا المُلحة الأخرى لإسرائيل، للدفاع عن السواحل والمياه الاقتصادية والمشاركة فى الهجمات ضد الحوثيين فى اليمن، مع تطوير القدرات القتالية لتشمل وسائل فعالة والعمل على مسافات بعيدة، مع الإشارة إلى أن التطوير سيتم عن طريق التعاون مع الحلفاء الأجانب، وفى مقدمتهم الولايات المتحدة. مخاوف إسرائيلية من انفراد واشنطن بالقرارات وتغير المواقف برحيل ترامب وفقًا للتقارير العبرية، فإن هناك من يربط بشكل ما بين مدى التوافق بين الإدارة الأمريكية والإسرائيلية، وبين نجاح الاستراتيجية المعنية بتحقيق «صفقة شاملة» تهدف إلى إعادة ترتيب الشرق الأوسط، لكن ما يتردد داخل إسرائيل هو أن ثمة مخاوف من أن الشراكة الحالية مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنيت بشكل رئيسى على القادة الحاليين، الذين سيغادرون مع مرور الوقت دون أن يكونوا قد ثبتوا الأسباب والمصالح الأساسية والقيم المشتركة، والأهمية الاستراتيجية، والأهمية الجيوسياسية، وما سيجعل تلك الخطة قادرة على الصمود مع مرور الزمن. ويرى المحللون فى إسرائيل أن لأمريكا مصالحها، ولإسرائيل مصالحها، ولحسن حظ كلا البلدين، تتحالف مصالح الأمن القومى الأمريكى مع إسرائيل فى أغلب الأحيان بالنسبة للجمهوريين والديمقراطيين المهتمين بالأمن. ويشير بعضهم إلى أنه مع صعود الانعزاليين ومنتقدى إسرائيل، تظهر شكوك حول خلافات محتملة مستقبلية، لأن الجناح الانعزالى فى الحزب الجمهورى، الذى يحظى بموافقة الرئيس، والجناح التقدمى الصاعد المعادى صراحةً فى الحزب الديمقراطى، لا يعتبران إسرائيل حيوية لتعزيز مصالح السياسة الخارجية الأمريكية. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، فإنه بالنسبة لجمهور «أمريكا أولًا»، لا تستطيع إسرائيل تقديم صفقات بمليارات الدولارات، كما يفعل السعوديون والإماراتيون، بل هى بدلًا من ذلك تجر الولايات المتحدة إلى حروب الشرق الأوسط، أما بالنسبة للتقدميين، فإن إسرائيل منبوذة، فهى دولة احتلال وفصل عنصرى، ولن توافق على حل الدولتين. من ناحية أخرى، ترى الصحيفة أن المسألة تتعلق بالرئيس ترامب نفسه، الذى يهمش إسرائيل فى المفاوضات مع سوريا، وهمشها سابقًا مع الحوثيين والمحادثات المباشرة مع حماس، مرجحة أنه ليس بعيدًا أن يقوم بإعلان مفاجئ عن اتفاق نووى أمريكى- إيرانى، مُعاد صياغته ضمن «خطة العمل الشاملة المشتركة»، يُهمل المصالح الوجودية لإسرائيل. وأشارت إلى ما حدث عندما «صافح ترامب الزعيم السورى الجديد ووعده برفع العقوبات، وكان ذلك دليلًا واضحًا على أن دبلوماسيته فى الشرق الأوسط قد همّشت إسرائيل تقريبًا».

حزب الله يعيد تقييم ترسانته ودوره في لبنان وفقاً لوكالة رويترز
حزب الله يعيد تقييم ترسانته ودوره في لبنان وفقاً لوكالة رويترز

خبر صح

timeمنذ 5 ساعات

  • خبر صح

حزب الله يعيد تقييم ترسانته ودوره في لبنان وفقاً لوكالة رويترز

أفادت تقارير ومصادر لبنانية مطلعة بأن حزب الله بدأ إجراء مراجعة داخلية شاملة تتعلق بتقييم دوره العسكري والسياسي بعد التصعيد الأخير مع إسرائيل. حزب الله يعيد تقييم ترسانته ودوره في لبنان وفقاً لوكالة رويترز اقرأ كمان: ألمانيا تُخلي 20 ألف شخص في أكبر عملية لتفكيك قنابل منذ الحرب العالمية الثانية المقاومة الإسلامية في لبنان ' حزب الله '. مؤشرات على احتمال تخفيف العبء العسكري تتم هذه المراجعة في أجواء من السرية، مع ظهور مؤشرات تدل على إمكانية تخفيف العبء العسكري للجماعة دون التخلي التام عن السلاح. ووفقًا لما ذكرته وكالة 'رويترز' عن مصدر أمني ومسؤول لبناني رفيع، فإن النقاشات داخل الحزب تتناول حجم الأسلحة التي يمتلكها، وسط تساؤلات حول مدى الدعم الإيراني المتوقع في المستقبل، خاصة مع الضغوط المتزايدة والتكاليف السياسية العالية التي باتت تثقل كاهل الحزب داخليًا وخارجيًا. وصرح أحد المسؤولين المطلعين على تفاصيل الاجتماعات بأن لجانًا صغيرة من كوادر الحزب تجتمع بشكل دوري، سواء بشكل مباشر أو عبر الإنترنت، لمناقشة قضايا حساسة تتعلق ببنية القيادة، ودور الحزب في الحياة السياسية، والأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى مستقبل ترسانته. المقاومة الإسلامية في لبنان ' حزب الله '. قناعة الحزب بتخفيف القوة العسكرية الهائلة وحسب مصادر أخرى، فقد توصل الحزب إلى قناعة بأن القوة العسكرية الكبيرة التي جمعها، خصوصًا الصواريخ والطائرات المُسيّرة، أصبحت عبئًا أكثر من كونها وسيلة ردع، في ظل المخاوف من حدوث مواجهة شاملة مع إسرائيل، وهو ما وصفه أحدهم بأن 'فائض القوة بات عبئًا ثقيلًا'. وتتضمن المداولات اقتراحًا بتسليم جزء من الأسلحة المنتشرة في مناطق مختلفة من لبنان، خصوصًا تلك التي تشكل تهديدًا نوعيًا كالصواريخ المتقدمة والطائرات بدون طيار، وذلك ضمن شروط أبرزها انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب ووقف الغارات الجوية. المقاومة الإسلامية في لبنان ' حزب الله '. مقال له علاقة: ألمانيا توافق على تصدير أسلحة لإسرائيل بقيمة نصف مليار يورو منذ 7 أكتوبر ومع ذلك، تؤكد المصادر أن الحزب لا يعتزم التخلي كليًا عن سلاحه، بل يخطط للاحتفاظ بقدرات محددة مثل الأسلحة الخفيفة والصواريخ المضادة للدروع، تحسبًا لأي تهديدات قد تظهر في المستقبل. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه تعليق رسمي من حزب الله بشأن هذه الأنباء، جدد الجيش الإسرائيلي تأكيده على استمراره في عملياته في الشمال، مشددًا على التزامه بمنع أي تهديد محتمل من الأراضي اللبنانية، وفقًا لتصريحاته.

الشرق الأوسط على صفيح ساخن
الشرق الأوسط على صفيح ساخن

فيتو

timeمنذ 6 ساعات

  • فيتو

الشرق الأوسط على صفيح ساخن

الحروب أصبحت لغة الشرق الأوسط، فهى المنطقة التى تشهد صراعات عسكرية لم يسبق لها مثيل من العنف والقهر ومحاولات للهيمنة والسيطرة من جانب الصهاينة، لإثبات القدرات العسكرية المتطورة بمساندة أمريكية وفرض النفوذ فى المنطقة. الصهاينة يرتكبون كل الأفعال التى تخالف القانون الدولى والمواثيق الدولية من حرب إبادة جماعية وجرائم حرب وقتل متعدد للمدنيين فى قطاع غزة، ونهج سياسة التجويع ومنع وصول المساعدات الإنسانية على مرأى ومسمع من العالم أجمع، لكنه يقف ساكنا دون التحرك لمعاقبة المجرمين المسئولين عن تلك المذابح التى ترتكب فى حق الفلسطينيين العزل. باستثناء الشجب وعبارات الرفض والمطالبة بوقف الحرب وضرورة وصول المساعدات وكل ذلك يحدث ويتم تجاهله من خلال السفاح المجرم الصهيونى اليمينى المتطرف نتنياهو رغم جرائمة على مدار اليوم بقتل متعمد للأبرياء. الصهاينة يريدون إشعال النار فى المنطقة وجرائمهم متعددة فى فلسطين والجولان ولبنان واليمن بدعم واضح من الأمريكان وهم أيضا المحتلون لأراضٍ عربية فى سوريا ولبنان وفلسطين، ويتوسعون فى بناء المستوطنات فى الضفة الغربية ويطمعون فى قطاع غزة. وهم أيضا من قاموا بالاعتداء على إيران بحجة منعهم من تخصيب اليورانيوم وامتلاك السلاح النووي، وهم أيضا من قاموا بحملة اغتيالات ممنهجة لقادة حزب الله وحماس وإيران السياسيين والعسكريين والعلماء النوويين عن طريق عملائهم الخونة فى تلك البلاد، مما أفقدها القدرة على المواجهة. الحرب الإيرانية الصهيونية أظهرت أن أمريكا حاضرة بمشاركتها عمليا فى المواجهة بطائرات الشبح، بعد أن تلقى الصهاينة ضربات موجعة من قبل الجيش الإيراني، وكان لا سبيل من وقف القتال بعد استجابة إيران لدعوة ترامب. ليست هناك جهة تدعى النصر ومن يرى أن النصر حليفه فهو موهوم أو فاقد للوعي، لأن كلا الفريقين تضرر بشكل كبير، ويبقى السؤال ماذا تريد أمريكا من كل هذه الصراعات فى المنطقة؟ هل تريد سلاما أم قتالا؟ أزعم أن ترامب يريد مزيدا من الحصول على الإتاوات وجلب الدولارات من الدول التى تخشى فقدان حكمها، وتصدير رسالة لهم بأن بقاءهم فى الحكم مرهون بحجم رضا الأمريكان. على العموم هناك حالة من التوتر تشهدها منطقة الشرق الأوسط قد لا يحمد عقباها، وأصبحت على صفيح ساخن خاصة بعد رفع الأقنعة عن وجوه الخونة والعملاء، وظهور ترامب وأفكاره الخبيثة التى من شأنها زعزعة الاستقرار بأيدٍ صهيونية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store