logo
مخاوف يهودية أميركية إزاء استبعاد ترامب لإسرائيل في المنطقة

مخاوف يهودية أميركية إزاء استبعاد ترامب لإسرائيل في المنطقة

العربي الجديدمنذ 2 أيام

أثارت وتيرة التنافر في الآونة الأخيرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو
الصورة
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023.
، وما زالت مخاوف يهودية أميركية جدّية من أن يكون ذلك مؤشراً على حصول تغييرات في قواعد "لعبة النفوذ" الإسرائيلي في واشنطن حتى لو تحت سقف العلاقات الخاصة بينهما.
ولعل أكثر ما يقلق هذه الجهات أن الكونغرس الذي طالما لعب دور الحارس والضامن لهذا النفوذ وامتيازاته، اضمحل دوره أكثر وأكثر في مجال السياسة الخارجية، خاصة في شؤون الشرق الأوسط، مع رئاسة ترامب الثانية، وتجلّى ذلك مؤخراً حين اكتفى بـ"التفرّج" إزاء استبعاد الرئيس لحكومة نتنياهو حتى من التشاور معها في قرارات وسياسات إقليمية كان عادة يجري التنسيق بين واشنطن وتل أبيب بخصوصها مثل،
الصفقة مع الحوثيين
، و
التفاهمات
مع حركة حماس بشأن إخلاء سبيل الجندي الإسرائيلي الذي يحمل جنسية أميركية عيدان ألكسندر، والتفاوض مع إيران وبشأن الملف السوري، إذ كانت المؤسسة الأميركية التي تستقوي بها ضد أي إدارة تحاول كبحها وإن بالحد الأدنى، ما عادت قادرة على القيام بهذا الدور في ظل رئاسة تمسك بإحكام الأغلبية الجمهورية المسيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب.
وعملت القوى اليهودية الأميركية المحسوبة بصفة مفاتيح إسرائيلية، منذ خمسينات القرن الماضي لبناء علاقات قوية تربط إسرائيل بالحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس، وأنشأت لهذا الغرض مؤسسات على رأسها اللوبي الإسرائيلي، وفروع ناشطة انتخابياً وسياسياً وثقافياً في كل الولايات لمساندة ودعم المرشحين المؤيدين لإسرائيل لضمان وصول أكثرية مؤيدة للاستمرار في تقديم المساعدات لإسرائيل، كما في تبني التشريعات المواتية لها واجتناب أي قرار أو مشروع قانون يتعلق بالشرق الأوسط لا يخدم مصالحها.
تحليلات
التحديثات الحية
تجاهل ترامب لإسرائيل: تهميش لنتنياهو أم تجاوز للحليف؟
أما الآن فقد "انطوى هذا الكتاب"؛ إذ إنه مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض ازداد انحسار دور الكونغرس في الملفات الخارجية عموماً والشرق أوسطية خصوصاً وذلك نتيجة لتجاهل الرئيس للكونغرس في هذا الخصوص. فمن غير المتوقع مثلاً أن يعرض على هذا الأخير أي اتفاق نووي قد يتم التوصل إليه مع إيران. يقول إليوت أبرامز المبعوث السابق لإيران وفنزويلا "تراجع دور الكونغرس في هذا الحقل تفاقم بعد عودة ترامب وجنوحه إلى تعزيز سلطاته الرئاسية". ويضيف "في أي شيء يتعلق بالسياسة الخارجية عليك بحث الموضوع مع ترامب أو المبعوث ستيف ويتكوف". يشار في هذا السياق إلى تزايد الكلام حول أن كثرة المبعوثين (آخرهم توماس باراك مبعوثاً لسورية وهو سفير واشنطن في أنقرة) بدأت تحجب حضور وزير الخارجية ماركو روبيو، حتى لو كان ذلك عن غير قصد.
وبرز ضمور دور الكونغرس على هامش تنامي الخلاف بين الرئيس ونتنياهو، حول النووي الإيراني بشكل رئيسي وبصورة أخف حول وقف النار في غزة، إذ إن إصرار ترامب كما بات واضحاً، على صفقة مع طهران اصطدم بإصرار نتنياهو المعاكس. وفي ضوء ما سبق، أثارت الخطوات السابقة التي اتخذها الرئيس رداً على معاكسة نتنياهو، خشية الأوساط اليهودية التي رأت فيها خفضاً "لمنزلة الأولوية" التي كانت إسرائيل تتمتع بها "كحليف هو الأقرب لها" في المنطقة، في معادلة جديدة يتحكم فيها ترامب الذي "لا يتحدى هذا الكونغرس رغباته".
وترجح التوقعات مضي نتنياهو في خطه عبر ورقة التخريب قدر الإمكان على الاتفاق مع إيران، وتبدو الغارات الإسرائيلية الجمعة على مناطق في الساحل السوري، جزءًا من هذه الورقة، مع عدم استبعاد قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، بحسب ما ذكرت معلومات في أواخر الاسبوع المنصرم. وكانت مكالمة ترامب الجمعة مع نتنياهو ساخنة وبلهجة "التحذير" من الاستمرار في خط المشاكسة، كما ألمح الرئيس في رده على سؤال في هذا الخصوص. مشكلة نتنياهو أن استعانته بالكونغرس غير واردة وغير مجدية لو حاولها، وواقع الحال أن ترامب يمسك بالمبادرة وبما يربك نواطير إسرائيل في واشنطن. فهل تتوسع دائرة التباين بينهما وإلى أي حدّ؟.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الملف النووي الإيراني يبلغ مرحلة حاسمة
الملف النووي الإيراني يبلغ مرحلة حاسمة

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

الملف النووي الإيراني يبلغ مرحلة حاسمة

تتسارع تطورات الملف النووي الإيراني على نحو غير مسبوق وفي اتجاهات عدة، ففي موازاة استمرار المفاوضات الإيرانية الأميركية وتلقي طهران مقترحاً أميركياً بشأن صفقة محتملة السبت الماضي عبر وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، وترقب ردها عليه، وإن كان ما نقلته وكالة رويترز أمس الإثنين يشير إلى توجه طهران لرفضه ، يتجه الوضع نحو تصعيد في أروقة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد تقريرها "غير المسبوق" عن برنامج إيران النووي وعلى ضوء تحركات أوروبية لاستصدار قرار جديد ضد إيران، فضلاً عن تهديدات أوروبية مستمرة بتفعيل آلية الزناد أو فضّ النزاع المنصوص عليها بالاتفاق النووي المترنح (الموقّع في عام 2015 والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2018)، ما سيعيد فرض العقوبات والقرارات الأممية الصعبة على البلد، منها قرار يدخله مرة أخرى تحت الفصل السابع الذي يجيز العمل العسكري ضده. بالإضافة إلى ذلك، تتصاعد التهديدات الإسرائيلية والتسريبات الإعلامية بقرب مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وتتجه الأنظار حالياً نحو فحوى المقترح الذي أرسلته الإدارة الأميركية إلى طهران، السبت الماضي، عبر الوسيط العُماني، بعد خمس جولات تفاوضية في عهد ترامب بشأن الملف النووي الإيراني أنجزت الخامسة منها في 23 مايو/ أيار الماضي، والرد الإيراني بعدما نقلت وكالة رويترز أمس عن دبلوماسي إيراني كبير قوله إن إيران تعتزم رفض الاقتراح الأميركي لإنهاء النزاع النووي المستمر منذ عقود، ووصفه بأنه "غير قابل للتنفيذ" ولا يراعي مصالح طهران ولا يتضمن أي تغيير في موقف واشنطن بشأن تخصيب اليورانيوم. وأبلغ الدبلوماسي الكبير، المقرب من فريق التفاوض الإيراني، الوكالة، أن "إيران تُعد ردا سلبيا على المقترح الأميركي وهو ما يمكن تفسيره على أنه رفض للعرض". كما أوضح أنه "بموجب هذا المقترح، يبقى موقف الولايات المتحدة من التخصيب على الأراضي الإيرانية من دون تغيير ولا يوجد بيان واضح بشأن رفع العقوبات"، لافتاً إلى أن التقييم الذي أجرته "لجنة المفاوضات النووية الإيرانية"، تحت إشراف المرشد علي خامنئي، وجد أن الاقتراح الأميركي "منحاز تماما" ولا يخدم مصالح طهران.وأضاف الدبلوماسي الإيراني أنه لذلك تعتبر طهران هذا المقترح "غير قابل للتنفيذ" وتعتقد أنه يحاول الانفراد بفرض "اتفاق سيئ" على إيران من خلال مطالب مبالغ فيها. من جهتها، قالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن المقترح الأميركي "ليس مقترحاً لاتفاق، إنما يركز على حلّ عقدة تخصيب اليورانيوم بما يسمح للتأسيس لإطار عام" لاتفاق محتمل على ضوء تباعد المواقف بين الطرفين، حيث يصر الجانب الإيراني على استمرار التخصيب باعتباره خطاً أحمر، فيما يتمسك الجانب الأميركي بوقفه. مصادر مطلعة: إنشاء مقر الاتحاد النووي داخل إيران ربما يشكل حلّاً وسطاً لعقدة التخصيب وبحسب المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها فإن المقترح الأميركي "إعادة صياغة لاقتراحات عُمانية بطريقة تلبي المطالب الأميركية" قدمت للطرفين في الجولة الخامسة، لافتة إلى أنه يركز على "وقف تخصيب اليورانيوم في موازاة إنشاء مركز إقليمي لتخصيب اليورانيوم". ولفتت إلى أن المقترح لا يوضح طريقة وآليات عمل المركز "فهناك تفاصيل لم تتضح بعد بهذا الشأن وهي غامضة"، معتبرة أن "إنشاء المقر داخل إيران في حال وافقت أميركا على ذلك ربما يشكل حلّاً وسطاً لعقدة تخصيب اليورانيوم". ووفق المصادر، فقد تضمنت المقترحات العُمانية وقف تخصيب اليورانيوم لمدة ستة أشهر. وأوضحت المصادر، في حديثها مع "العربي الجديد"، أنه بالنسبة للمفاوضات الإيرانية الأميركية، فإن الوصول إلى حلّ في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم "سيسمح بالوصول إلى إطار عام للاتفاق وثم الدخول في التفاصيل في مواضيع مهمة أخرى، وخاصة مسألة رفع العقوبات"، مؤكدةً أن المفاوضات "لم تدخل بعد في بحث رفع العقوبات وهو ما يستغرق وقتاً". ولفتت المصادر إلى أن "الخيار الأكثر ترجيحاً في الوقت الراهن، في ظلّ صعوبة التوصل إلى اتفاق شامل، هو اتفاق مؤقت أو إعلان مؤقت بين الطرفين"، مضيفةً أن هذا الاتفاق سيؤسّس لمرحلة "بناء الثقة والاختبار بما يسمح لإجراء مفاوضات أكثر عمقاً وصولاً إلى اتفاق شامل حول الملف النووي ورفع العقوبات". موقف التحديثات الحية هل ستتجاوز إسرائيل ترامب وتهاجم إيران؟ وعقب التسريبات الإيرانية بالتوجه لرفض المقترح، كشف موقع أكسيوس الأميركي، أمس الاثنين، بعض تفاصيل المقترح الأميركي، مؤكدًا أنه سيسمح بتخصيب محدود لليورانيوم منخفض المستوى على الأراضي الإيرانية لفترة زمنية محددة، وهو ما يتناقض مع التصريحات العلنية لكبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ونقل "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين، قولهما إن الاقتراح الأميركي يُقدّم مسارًا أوضح للتوصل إلى اتفاق. وبحسب ما ذكره الموقع، يصف الاقتراح الذي قدمه ويتكوف يوم السبت "أفكارًا أولية" ستُناقش في الجولة المقبلة من المحادثات. وبموجب الاقتراح، لن يُسمح لإيران ببناء أي منشآت تخصيب جديدة، ويجب عليها "تفكيك البنية التحتية الحيوية لتحويل ومعالجة اليورانيوم". وينص الاقتراح أيضًا على وجوب توقف إيران عن إجراء أبحاث وتطوير جديد لأجهزة الطرد المركزي المعنية بتخصيب اليورانيوم . وأفاد "أكسيوس" بأن الاتفاق النووي سيركز وفقًا للاقتراح على إنشاء تحالف إقليمي للتخصيب يستوفي شروطاً عدة. وكان موقع أكسيوس الأميركي قد نقل عن مصادره، السبت الماضي، أن المقترح الأميركي (الذي وصفته الخارجية الإيرانية بأنه عنصر من اقتراح وليس مسودة كاملة)، تضمن فكرة إنشاء اتحاد نووي سلمي في المنطقة أو الاعتراف الأميركي بحقّ إيران في التخصيب مع تعليق إيران عملية التخصيب. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أمس الاثنين، أن بلاده تدرس حالياً المقترح الأميركي الذي تلقته، و"سنقدم الرد المناسب للطرف المقابل استناداً إلى مبادئ حقوق ومصالح الشعب الإيراني"، مضيفاً في الوقت نفسه أنه "بعيداً عن هذا، فمن الواضح أنه لن يحظى حتماً أي نصّ يتضمن مطالب متطرفة ويتجاهل الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الإيراني برد إيجابي منا ". وأضاف أن رد إيران سيبنى على خطوطها الحمراء، لكنه علّق على فكرة التحالف النووي الإقليمي لتخصيب اليورانيوم بقوله إنه "لا يمكنه أن يشكل بديلاً عن التخصيب الداخلي" في إيران. وأكد أن طهران ستُقرّر بشأن استمرار المفاوضات في مشاوراتها مع سلطنة عُمان. وشدّد بقائي أيضاً، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، على أن "أحد خطوطنا الحمراء في المفاوضات هو موضوع رفع العقوبات"، لافتاً إلى أن بلاده لطالما أعلنت وأكدت أنها لا تريد السلاح النووي وبرنامجها النووي "سلمي"، ومعلناً استعداد طهران لاتخاذ "خطوات بناء ثقة وشفافة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وجدد تأكيده أن "ما يهمنا في هذه المعادلة هو التأكد من انتهاء العقوبات بشكل حقيقي"، مضيفاً أن الجانب الأميركي "لم يبد شفافية لازمة في هذا الموضوع". وتعليقاً على التهديدات الأوروبية بتفعيل آلية فضّ النزاع، قال إن هذه الخطوة " ستُواجه بردّ إيراني مناسب "، موضحاً "أننا قد أعددنا سيناريوهات متعددة بناء على تحركات الأطراف الأخرى، وحال وقوع أيٍّ منها سنتخذ إجراءات لازمة ردّاً عليه". من جهته، تطرق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس، خلال زيارته إلى القاهرة التي وصل إليها مساء الأحد، إلى المفاوضات الإيرانية الأميركية، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي إن "أميركا إذا أرادت حرماننا من التقنية النووية فلن يكون هناك اتفاق حتماً"، مؤكداً أن "برنامجنا النووي سلمي وليس لدينا ما نخفيه حوله". وأكد أن بلاده ستستمر في المفاوضات حتى تأمين مصالحها و"الدبلوماسية هي الحل"، داعياً إلى جعل الشرق الأوسط خالياً من الأسلحة النووية. كما شدّد عراقجي على وجود إرادة لدى كلّ من القاهرة وطهران لتطوير العلاقات. مع العلم أن عراقجي التقى أمس الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره المصري. وكان حاضراً في اللقاء الذي جمعه مع عبد العاطي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي شدّد إثر الاجتماع على أنه "عندما يتعلّق الأمر بالملف النووي يجب أن يكون كل شيء سلمياً". بدوره، أكد وزير الخارجية المصري دعم بلاده تسوية سياسية وسلمية لقضية الملف النووي الإيراني، مؤكداً أن التصعيد العسكري لا يخدم أهداف الاستقرار بالمنطقة. وشدّد على رفض أي تحريض على الخيار العسكري، قائلاً "مستعدون لدعم المسار السلمي بشأن الملف النووي الإيراني". إسماعيل بقائي: الجانب الأميركي لم يبد شفافية لازمة في موضوع العقوبات إمكانية حلّ العقدة الرئيسية وعما إذا كان ثمّة حلّ وسط لمسألة تخصيب اليورانيوم، ردّ الدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد، بـ"نعم" على سؤال لـ"العربي الجديد"، شارحاً أن هذا الحل يتمثل في إنشاء الاتحاد الإقليمي لتخصيب اليورانيوم، والذي طرحه الوسيط العُماني في الجولة الرابعة من المفاوضات "ولم ترفضه إيران". وكشف في حديثه أنه "تقرر" حينها أن يقدّم المفاوض الأميركي ستيف ويتكوف هذا المقترح "بشكل مكتوب إلى الجانب الإيراني لمناقشته"، متوقعاً أن ترد إيران خلال اليومين أو الأيام الثلاثة مقبلة. وأكد الدبلوماسي الإيراني السابق في الوقت نفسه أن "ذلك لا يعني أن مسألة الملف النووي الإيراني قد حلّت بل يعني عدم وجود مشكلة في الخطوط العريضة، لكن الأمر رهن بالتفاصيل وهي ما لا نعلمها". وشدّد على أن إيران "لن تقبل أن يكون مقر التحالف الإقليمي لتخصيب اليورانيوم خارج البلاد". وتابع: "إذا تأسّس المركز داخل إيران تحت إشراف كافٍ بمشاركة إيران وأميركا والسعودية والإمارات فيمكنه أن يتحول إلى مشروع ناجح" في الخليج "ستتجاوز آثاره الملف النووي وتقليل المخاوف إلى انسحابه إيجاباً من الناحية الأمنية والاقتصادية وغيرها على العلاقات بين ضفتيه"، أي بين إيران وجيرانها في الجنوب. وأوضح فرجي راد أنه في حال أُنشئ المركز الإقليمي لتخصيب اليورانيوم داخل إيران "سيتغير شكل التخصيب وسيتم ذلك بتعاون بين الدول الأربع". ولم يستبعد عدم الاتفاق بين الطرفين على إنشاء هذا المركز و"حينها يمكن أن تقبل أميركا في نهاية المطاف بما هو أدنى"، أي بتخصيب اليورانيوم في إيران. ماذا يعني التصعيد الأممي الأوروبي؟ وبالنسبة لتقريري الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجديدين (الدوري والشامل) بشأن الملف النووي الإيراني واللذين كشفت مضمونهما وكالات الأنباء العالمية الأسبوع الماضي، وأكدا أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة 60% زاد خلال الأشهر القليلة الماضية، كما استعادا أنشطة نووية إيرانية تُثير شبهات بشأن إدارة طهران برنامجاً نووياً غير سلمي، اعتبر الخبير الإيراني عبد الرضا فرجي راد أن التقريرين "كانا غير متوقّعين في هذا التوقيت على أعتاب الجولة السادسة من المفاوضات" الإيرانية الأميركية، مضيفاً أن ذلك "تصرّف سياسي جاء معاكساً لتصريحات ووعود السيد (المدير العام للوكالة رافائيل) غروسي خلال الأشهر الأخيرة". وبرأي فرجي راد، فإن التقرير الشامل "السلبي يحفّز الأوروبيين لتفعيل آلية الزناد، ما يشكّل تصعيداً على ضوء تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل". لعبة مركبة في الملف النووي الإيراني وعمّا إذا كان الجانب الأميركي يمارس لعبة مركبة معقدة ضد إيران بمشاركة أممية وأوروبية وإرسال مقترحات، قال المتخصص الإيراني في الملف النووي الإيراني والعلاقات الإيرانية الأميركية، هادي خسرو شاهين، لـ"العربي الجديد"، إنه لا يُمكن القول إن أميركا "حتماً خطّطت لهذه اللعبة لكنها ستنتفع"، في نهجها التفاوضي من منطق القوة بتقرير غروسي "الشامل وغير المسبوق" والتهديد باستصدار قرار في اجتماع مجلس المحافظين الأسبوع المقبل ضد إيران. مع ذلك، رأى الخبير الإيراني أن أوروبا لديها دوافع تخصها لممارسة التصعيد بسبب تغييبها من المفاوضات الإيرانية الأميركية، لافتاً إلى أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا كانت سابقاً دول لاعبة في الاتفاق النووي والمفاوضات النووية مع إيران، لكن منذ انهيار مجموعة 1+5 (الموقعة على الاتفاق النووي السابق، وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا)، ثم انهيار الاتفاق النووي، لم يعد لهؤلاء اللاعبين دور في مفاوضات الملف النووي الإيراني التي باتت مقتصرة ما بين طهران وواشنطن. وأوضح أن الأوروبيين والروس لم يكونوا مستعدين للجلوس خلف طاولة تفاوض مشتركة مع إيران بحسب الصيغة التفاوضية السابقة، معتبراً أنه "في هذا الفضاء الجديد يسعى الجانبان الإيراني والأميركي للمضي قدماً في مفاوضاتهما"، بعيداً عن اللاعبين السابقين الذين "يشعرون بالخسارة" نتيجة تبلور هذا المسار الثنائي. هادي خسرو شاهين: أوروبا لديها دوافع تخصها لممارسة التصعيد بسبب تغييبها من المفاوضات وأضاف الخبير الإيراني أن الترويكا الأوروبية "لديها اليوم دوافع لازمة وقوية في هذه المرحلة التي اقتربت فيها المفاوضات الإيرانية الأميركية من نقطة حسّاسة لتستخدم أدوات ضغطها ويكون لها تأثيرها ونفوذها في المفاوضات والاتفاق المحتمل". واعتبر أن الولايات المتحدة، رغم انتفاعها من السلوك الأوروبي الراهن وتوجهات غروسي وتشكيل هذه المواقف "ميزة" لها في نهجها التفاوضي مع إيران، "لكن لهذا أيضاً سقفاً من وجهة النظر الأميركية، حيث ستعارض الولايات المتحدة اتخاذ تلك الأطراف خطوات أكثر شدة تطيح مبدأ التفاوض مع إيران نفسه". وعليه، توقّع خسرو شاهين أن تمنع أميركا اتخاذ خطوات تصعيدية ضد إيران في مجلس المحافظين إذا شعرت بأن مفاوضاتهما "وصلت إلى نقطة حسّاسة" نحو الاتفاق، "لكن إذا لم تفض هذه المفاوضات إلى نتيجة مرجوة أميركياً، فحينئذ سنشهد المزيد من التناغم بين الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية". مأزق استراتيجي من جهته، رأى الخبير الإيراني صلاح الدين خديو أن الملف النووي الإيراني قد وصل في الأيام الأخيرة إلى "مأزق استراتيجي" حول موضوع تخصيب اليورانيوم، لافتاً إلى أن الجانب الإسرائيلي "يتحمل المسؤولية الرئيسية عن هذا المأزق والتشدد الذي تبديه أميركا برفضها حتى الآن أي مستوى من تخصيب اليورانيوم داخل إيران خلافاً للقوانين الأممية الموجودة في هذا الخصوص"، وذلك نتيجة مشاورات وتحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأضاف خديو أن وقف التخصيب "أمر غير مقبول إيرانياً"، مستبعداً وجود أفق لحل هذا الموضوع على المدى القصير وإن لم تحصل "انفراجة" سيزداد احتمال قيام إسرائيل بشنّ هجمات، خصوصاً في ظلّ "ضيق الوقت للوصول إلى اتفاق في المفاوضات الراهنة ووصول إيران إلى مشارف الاختراق النووي أو ربما تجاوزته". وأكد الخبير نفسه أن الملف النووي الإيراني "لم يمض خلال أكثر من عقدين من عمره بتوقيت حسّاس أكثر مما هو حالياً، كما أن الظروف من وجهة النظر الإسرائيلية لم تكن مواتية في السابق كما هي اليوم لضرب المنشآت النووية". وأوضح خديو أن "ما يحفّز إسرائيل على القيام بذلك هي ضربات وجّهت إلى حلفاء إيران في المنطقة والأضرار التي لحقت بجزء من الدفاع الجوي الإيراني طيلة العام الأخير"، لافتاً إلى أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل "على الأغلب سيكون محدوداً في البداية، أي سيستهدف المنشآت النووية ويتجنب البنى التحتية والصناعات النفطية والغازية والبتروكيماويات والبنى الاقتصادية"، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هذا يتوقف على طبيعة الرد الإيراني على أي هجوم، إذ يتوقع أن يكون "ردّاً صعباً، وحينها يمكن أن يحصل هجوم واسع، يجرّ أميركا إلى التدخل من غير إرادتها للدفاع عن إسرائيل أمام الهجمات الصاروخية الإيرانية من خلال الدعم اللوجستي والاستخباري". تقارير دولية التحديثات الحية الغرب يخطط للضغط لإعلان عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية

أبرز توقعات الاقتصاد الإسرائيلي في ظلّ توسّع العدوان على غزّة
أبرز توقعات الاقتصاد الإسرائيلي في ظلّ توسّع العدوان على غزّة

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

أبرز توقعات الاقتصاد الإسرائيلي في ظلّ توسّع العدوان على غزّة

حدثت وزارة المالية الإسرائيلية توقعات نمو الاقتصاد الإسرائيلي للعام الحالي بالخفض من 4.3% إلى 3.6%، ولعام 2026 من 5.4% إلى 4.4%. وأشار مسؤولون في المالية إلى أنه من غير المتوقع أن ينخفض ​​التضخم إلى ما دون 3% قبل عام 2026. ويعود تحديث التوقعات بشكل رئيسي إلى توسع نطاق الحرب في غزة إلى جانب التطورات العالمية مثل فرض الرسوم الجمركية. نشر المكتب المركزي للإحصاء بيانات جديدة عن الاقتصاد ، والتي أثرت أيضاً على التوقعات. وبالإضافة إلى ذلك، وبناء على البيانات الجديدة فقد تضطر الحكومة إلى اتخاذ خطوات لم يتم تحديدها بعد. وبحسب البيانات الجديدة، من المتوقع أن يصل النمو هذا العام إلى معدل 3.6% فقط، مقارنة بتوقعات بلغت 4.3% في توقعات يناير/ كانون الثاني التي حُدّدت الميزانية على أساسها. يشير الانخفاض بنسبة 0.7% بشكل رئيسي إلى انخفاض النشاط الاقتصادي وانخفاض تحصيل الضرائب. ويأتي ذلك على الرغم من تحصيل الضرائب على الأرباح المحتجزة، والتي جرى تنظيمها في الموازنة الحالية، مما أدى إلى زيادة تحصيل الضرائب بشكل كبير في بداية العام. وقد خُفّضت توقعات النمو لعام 2026 بنقطة مئوية كاملة - من 5.4% إلى 4.4%، وهو معدل مرتفع نسبياً. وقد أدى توسع الحرب وحده إلى خفض توقعات النمو بنسبة 0.3%. تأثيرات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي أوضح مسؤولون في وزارة المالية الإسرائيلية أن تراجع التوقعات للعام الجاري يرجع إلى التطورات الأمنية التي أضرت بالنمو بنسبة 0.3%؛ أدت التطورات العالمية والأضرار التي لحقت بالتجارة العالمية في أعقاب خطة التعريفات الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى انخفاض توقعات النمو بنسبة 0.3%؛ وأظهرت البيانات الجديدة الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي بشأن النشاط الاقتصادي خفض معدل النمو المتوقع بنحو 0.1% أخرى. اقتصاد دولي التحديثات الحية الاقتصاد الإسرائيلي: الحرب على غزّة من أكبر المخاطر وأشارت وزارة المالية إلى أن التضخم لن ينخفض ​​إلى ما دون 3% قبل عام 2026، على عكس التوقعات السابقة. ويرجع ذلك إلى ارتفاع المؤشرات في الآونة الأخيرة. وجرى تعديل توقعات الإيرادات من الضرائب والإيرادات الأخرى بالزيادة بنسبة 517.1 مليار شيكل، والتي كانت متوقعة عند بناء الميزانية لعام 2025، إلى 538.6 مليار شيكل. وقد عُدّلت توقعات إيرادات الضرائب في عام 2026 من 550.3 مليار شيكل إلى 556.9 مليار شيكل. وتوقعت الوثيقة أيضاً بيانات السنوات من 2026 إلى 2028، على الرغم من التأكيد أن الاقتصاد في حالة من عدم اليقين الكبير: من المتوقع أن تصل الإيرادات في عام 2027 إلى 587.1 مليار شيكل وفي عام 2028 إلى 613.8 مليار شيكل. وأشارت وزارة المالية إلى أن إنفاق الحكومة للسنة الحالية والأعوام المقبلة ما زال لا يأخذ في الاعتبار توصيات لجنة "ناجل" بزيادة ميزانية الحرب بمليارات الشيكلات سنوياً، وبالتالي من الواضح أن الإنفاق سيزداد تبعاً لذلك. ولم توافق الحكومة حتى الآن على توصيات لجنة "ناجل". وسوف يصل الفائض عن سقف الإنفاق إلى 4.5 مليارات شيكل في عام 2027 و3.4 مليارات شيكل في عام 2028. ولا يتوقع حالياً أي استثناء في العام المقبل 2026. ومن المتوقع أن يبلغ العجز في عامي 2026 و2027 نسبة 2.8%، وفي عام 2028 من المتوقع أن يبلغ العجز 2.9%. وأشارت وزارة المالية إلى أن هذا المسار جرى اعتماده سابقاً ومن المتوقع أن يتغير ربما نحو الأعلى.

خرق متبادل يشعل الحرب التجارية بين أميركا والصين... والأسواق تعود للهبوط
خرق متبادل يشعل الحرب التجارية بين أميركا والصين... والأسواق تعود للهبوط

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

خرق متبادل يشعل الحرب التجارية بين أميركا والصين... والأسواق تعود للهبوط

عادت التهديدات بالردود الانتقامية إلى الواجهة بين الصين و الولايات المتحدة الأميركية ، بعدما اتهم كل طرف الآخر بخرق الهدنة التجارية التي جرى التوصل إليها قبل نحو ثلاثة أسابيع، ومنحت الشركات والمستهلكين وأسواق المال على حد سواء "راحة مؤقتة"، أملاً في التوصل إلى تسوية تبعد شبح الركود والخسائر التي تلتهمها حرب تجارية عالمية. واتهمت الصين أميركا بانتهاك الاتفاق التجاري الأخير بينهما، وتوعّدت باتخاذ تدابير للدفاع عن مصالحها، الأمر الذي قلص احتمال إجراء مكالمة وشيكة بين زعيمي البلدين، والتي يأمل دونالد ترامب أن تسهم في دفع المحادثات الثنائية إلى الأمام. وفي بيان صدر، أمس الاثنين، نددت وزارة التجارة الصينية بتصريحات ترامب التي اتهم فيها بكين بخرق الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في جنيف بسويسرا في مايو/ أيار الماضي. وهددت هذه التوترات بإعادة خلط أوراق العلاقات التجارية بين الجانبين، رغم إعلان ترامب، يوم الجمعة الماضي، عن أمله في التحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، فيما توقع المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، أن تُجرى المكالمة هذا الأسبوع. اتهمت بكين واشنطن بفرض قيود تمييزية من جانب واحد، من بينها إرشادات جديدة للحد من تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، وقيود على مبيعات برامج تصميم الشرائح الإلكترونية إلى الصين، بالإضافة إلى سحب تأشيرات الطلبة الصينيين. وقالت الوزارة: "إذا أصرت الولايات المتحدة على المضي في نهجها، وأصرت على الإضرار بمصالح الصين، فإننا سنواصل اتخاذ إجراءات حازمة وقوية لحماية حقوقنا ومصالحنا المشروعة". ويعيد هذا التصعيد التوتر إلى الواجهة مجدداً بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد نحو ثلاثة أسابيع من التهدئة في ملف الرسوم الجمركية. وكانت إدارة ترامب قد أعلنت الأسبوع الماضي عزمها على البدء في إلغاء تأشيرات الطلبة الصينيين، إلى جانب خطوات للحد من بيع برامج تصميم الرقائق إلى الصين، كما منعت تصدير قطع غيار حيوية ومحركات طائرات أميركية الصنع إلى الصين، وفقاً لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز. لم يوضح ترامب تفاصيل اتهامه لبكين بخرق الهدنة الجمركية في تصريحاته، يوم الجمعة الماضي، لكن ممثل التجارة الأميركي جيميسون غرير، أعرب عن استيائه من أن الصين لم تسرع في تصدير المعادن الحيوية اللازمة للإلكترونيات المتقدمة. وفي بيانها، قالت وزارة التجارة الصينية إنها "ترفض بشكل قاطع هذه الاتهامات التي لا أساس لها"، مشيرة إلى أن الصين طبقت التفاهمات بدقة. اقتصاد دولي التحديثات الحية تعليق الحرب التجارية... الصين وأميركا تتفقان على خفض كبير للرسوم جاءت تصريحات ترامب بعد يوم واحد من إعلان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أن المحادثات التجارية مع الصين وصلت إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن إجراء مكالمة بين ترامب وشي قد يكون ضرورياً لكسر الجمود. وكانت إدارة ترامب قد فرضت في إبريل/ نيسان الماضي رسوماً جمركية بنسبة 145% على البضائع القادمة من الصين، ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، لترد الصين بفرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 125%، ليتوصل بعدها الطرفان إلى هدنة جمركية، حيث أعلنا في 12 مايو الماضي عن اتفاقهما على خفض الرسوم بنسبة 115% لمدة 90 يوماً، لتصبح 30% على السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة و10% على السلع الأميركية المتجهة إلى الصين، وذلك في إطار رغبة الجانبين في منح الشركات والمستهلكين الذين يعانون من حالة عدم اليقين وخطر ارتفاع الأسعار نتيجة الحرب التجارية راحة مؤقتة. وتراجعت الأسهم الصينية المتداولة في بورصة هونغ كونغ، أمس، على ضوء تصاعد التوترات التجارية مجدداً. وانخفض مؤشر "هانغ سنغ" للشركات الصينية بما يصل إلى 2.9%، مسجلاً أكبر تراجع له منذ أكثر من ستة أسابيع، متأثراً بخسائر أسهم شركات التكنولوجيا والسيارات الكهربائية. وجاء أداء المؤشر دون نظرائه في آسيا، إذ هبط مؤشر "إم إس سي آي" لدول آسيا والمحيط الهادئ 0.8%. قيود أميركية جديدة على الرقائق الإلكترونية وأسهمت خطط إدارة ترامب لتوسيع القيود المفروضة على قطاع التكنولوجيا في الصين، وفرض قيود على تأشيرات الطلاب الصينيين، في زيادة مخاوف المستثمرين. وقال بيلي ليونغ، خبير الاستثمار لدى شركة "غلوبال إكس إي تي إف إس" في سيدني، إن ضعف أداء الأسهم الصينية "يعكس تصاعد الضغوط والمخاوف مثل القيود الجديدة على الرقائق الإلكترونية". وأضاف ليونغ في تصريح لوكالة بلومبيرغ الأميركية: "على المدى القريب، ربما تُبقي حالة عدم اليقين التجاري، وضعف سوق العقارات، والضغوط على السيولة في يونيو/حزيران الجاري تدفقات المستثمرين الأجانب عند مستويات منخفضة". ورغم موجة التراجع الأخيرة، لا تزال مؤشرات الأسهم الصينية في الأسواق الخارجية من بين الأفضل أداء على مستوى العالم منذ بداية العام الجاري، بدعم من آمال تحفيز داخلي إضافي، وتفاؤل مدفوع بالذكاء الاصطناعي، إثر الإنجاز الذي حققته شركة "ديب سيك" الناشئة. وسجل كل من مؤشر "إتش إس سي إي آي" ومؤشر "هانغ سنغ" ارتفاعاً بأكثر من 12% منذ بداية العام الحالي، ليتفوقا على مكاسب 6.7% حققها مؤشر "إم إس سي آي" لدول آسيا والمحيط الهادئ. في الوقت نفسه، تُثير موجة من عمليات الإدراج التي تقوم بها شركات صينية في هونغ كونغ توقعات بأن تُسهم هذه الطروح في تعزيز صعود السوق الأوسع نطاقاً بوتيرة أكبر. وعلى صعيد سوق المال الأميركية، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي، و"ستاندرد آند بورز 500"، وناسداك 100 بنسبة 0.4% أو أكثر، أمس، في أول يوم تداول من شهر يونيو الحالي. وفي مايو الماضي، حققت الأسهم الأميركية أفضل أداء شهري لها منذ عام 2023، على ضوء الهدنة التجارية مع الصين. اقتصاد دولي التحديثات الحية الحرب التجارية الكبرى: ترامب يركّز ضرباته على الصين لتقليص العجز لكن الرئيس الأميركي كثيراً ما يقلل من تداعيات حرب الرسوم الجمركية التي يشنها على الصين على سوق المال في بلاده. وسلّط ترامب الضوء، يوم الجمعة، على تقرير أظهر انكماش عجز تجارة السلع بشكل ملحوظ في إبريل الماضي، حيث انخفض بنحو 75 مليار دولار عن مستويات مارس/ آذار. ويُرجّح أن يكون ذلك قد حدث لأن الشركات توقفت عن استيراد كميات كبيرة من السلع أثناء سريان الرسوم الجمركية. ففي وقت سابق من هذا العام، كانت الشركات تُخزّن المنتجات تحسباً للرسوم. وقد فرض تصعيد الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة على الشركات والمستهلكين الأميركيين، الذين اعتمدوا لعقود على تجارة مفتوحة إلى حد كبير بين البلدين. وقد أدت الحرب التجارية وعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية إلى فرض رسوم مفاجئة، وانخفاض الشحنات من الصين، وتباطؤ إنفاق المستهلكين، في حين كانت العائلات الأميركية تنتظر لمعرفة كيف ستتطور حالة عدم اليقين المتعلقة بالرسوم الجمركية. ورغم تراجع العجز التجاري الأميركي مع الصين كثيراً منذ أن بدأ ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017 ـ 2021) في فرض رسوم جمركية كبيرة على السلع الصينية واستمرارها خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، إلا أن العجز لا يزال عند مستويات مرتفعة، حيث بلغ 295.4 مليار دولار في العام الماضي 2024، بزيادة قدرها 5.8% عن عام 2023. وكان العجز قد بلغ مستوى قياسياً عند 418 مليار دولار في 2018، وفق البيانات الأميركية. أضرار صناعية وتجارية لاقتصادات آسيوية وأظهرت مؤشرات اقتصادية في العديد من الدول الآسيوية تضرر الصناعة والتجارة فيها بسبب الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وفي فيتنام، تراجعت طلبات التصدير الجديدة في مايو الماضي للشهر السابع على التوالي، فيما انخفضت تكاليف المدخلات لأول مرة منذ نحو عامين، حسب بيانات مؤسسة "ستاندرد آند بورز غلوبال" الصادرة، أمس. وفي تايوان، انخفض الإنتاج ومبيعات التصدير الجديدة للشهر الثاني على التوالي، وسجلت إندونيسيا أكبر تراجع في الطلبات الجديدة منذ أغسطس/ آب 2021، كما شهدت المصانع الكورية الجنوبية أكبر انخفاض في الإنتاج منذ نحو ثلاث سنوات. اقتصاد دولي التحديثات الحية الصين تسعى لتفادي الحرب التجارية مع أميركا سجلت فيتنام وإندونيسيا وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية انكماشاً في النشاط العام، مع بقاء مؤشر مديري المشتريات دون مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش. أما في الفيليبين، فقد استمر النمو لكن بوتيرة أبطأ. وتعكس هذه الأرقام حالة الضبابية المستمرة في ظل حملة الرسوم الجمركية التي يقودها ترامب، والطبيعة المتقلبة للسياسات التجارية الأميركية. وقال محافظ بنك كوريا المركزي، ري تشانغ ـ يونغ، إن نتائج المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين سيكون لها تأثير على جميع اقتصادات آسيا، مشيراً إلى أن هذه الأهمية تتعدى العلاقات الثنائية بين الطرفين. وأضاف محافظ المركزي، أمس، وفق "بلومبيرغ": "عندما نقيس فعلياً تأثير الرسوم الجمركية الأميركية علينا، فإن التأثير غير المباشر عبر الصين يُعد بالغ الأهمية لأننا مرتبطون بها بشدة من خلال سلاسل التوريد". في الأثناء عقدت حكومة كوريا الجنوبية، اجتماعاً طارئاً مع كبرى شركات صناعة الصلب المحلية، أمس الاثنين، لمناقشة تأثير خطة الولايات المتحدة لمضاعفة رسومها على جميع واردات الصلب إلى 50% في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حسبما أفادت وزارة الصناعة. وحضر الاجتماع، الذي استضافته وزارة التجارة والصناعة والطاقة، مسؤولون من مجموعة "بوسكو" وشركة "هيونداي ستيل" وغيرها من شركات الصلب الكبرى في البلاد، وفقاً لما نقلت وكالة يونهاب الكورية للأنباء عن مسؤولين في الوزارة. وفي مايو الماضي، انخفضت صادرات كوريا الجنوبية من الصلب بنسبة 12.4% على أساس سنوي لتصل إلى 2.6 مليار دولار، مع انخفاض الشحنات إلى الولايات المتحدة بنسبة 20.6% خلال الفترة المذكورة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store