
ناشط حقوقي جزائري لـكشـ24: مذكرتي توقيف كمال داود فضيحة سياسية تدين نظام حظيرة الكابرانات
في خطوة أثارت استنكارا واسعا، أصدرت السلطات الجزائرية مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود، الحائز على جائزة غونكور 2024 عن روايته "حوريات"، التي تسلط الضوء على إحدى الناجيات من "العشرية السوداء"، الفترة الدموية التي عصفت بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي.
ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من إدانة الكاتب بوعلام صنصال بالسجن خمس سنوات بتهم بينها المساس بوحدة الوطن، في سياق يعتبره مراقبون حملة ممنهجة تستهدف حرية التعبير.
وفي تصريح خص به موقع "كشـ24"، اعتبر الإعلامي والناشط الحقوقي وليد كبير أن مذكرة التوقيف ضد كمال داود تمثل فضيحة سياسية وأدبية مدوية بامتياز، مشيرا إلى أن النظام الجزائري يحاول إسكات الأصوات الحرة التي تكسر جدار الصمت حول جرائم التسعينات، على حد تعبيره.
وأضاف كبير، كمال داود لم يفعل سوى قول الحقيقة، الرواية سلطت الضوء على جراح لم تندمل، والنظام يحاول طمسها لأن من كان مسؤولا حينها لا يزال في السلطة، وعلى رأسهم قائد الأركان الحالي سعيد شنقريحة.
وأردف مصرحنا، أن إصدار مذكرات توقيف دولية ضد كتاب رأي لا يعكس سوى عجز النظام عن مواجهة الفساد داخل حدوده، فلجأ إلى أساليب التأديب السياسي عبر ملاحقة رموز الأدب والفكر.
وشدد كبير، على أن هذه الممارسات تمثل امتدادا لنظام يخاف من الكلمة الحرة ويعتبر المثقف خصما والصحفي عدوا، معتبرا أن تصعيد السلطات ضد كمال داود يدخل أيضا في سياق التوتر الدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا، كمحاولة للضغط غير المباشر عبر ورقة الأدب، على حد تعبيره.
وأنهى المتحدث ذاته تصريحه بالقول بدل ملاحقة الرواية، على هذا النظام أن يحاسب الجلادين الحقيقيين، لا يمكن أن تتحول الأقلام الحرة إلى ضحايا سياسية في دولة تزعم الإصلاح والانفتاح.
الجدير بالذكر أن كمال داود، أحد أبرز الأقلام الجزائرية المعاصرة، حظي بإشادة واسعة إثر تتويجه بجائزة غونكور، لكن اختياره الغوص في أحداث العشرية السوداء عبر روايته "حوريات"، أثار غضب السلطة، وفتح الباب أمام فصل جديد من ملاحقة الكتاب في الجزائر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كش 24
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- كش 24
ناشط حقوقي جزائري لـكشـ24: مذكرتي توقيف كمال داود فضيحة سياسية تدين نظام حظيرة الكابرانات
في خطوة أثارت استنكارا واسعا، أصدرت السلطات الجزائرية مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود، الحائز على جائزة غونكور 2024 عن روايته "حوريات"، التي تسلط الضوء على إحدى الناجيات من "العشرية السوداء"، الفترة الدموية التي عصفت بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي. ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من إدانة الكاتب بوعلام صنصال بالسجن خمس سنوات بتهم بينها المساس بوحدة الوطن، في سياق يعتبره مراقبون حملة ممنهجة تستهدف حرية التعبير. وفي تصريح خص به موقع "كشـ24"، اعتبر الإعلامي والناشط الحقوقي وليد كبير أن مذكرة التوقيف ضد كمال داود تمثل فضيحة سياسية وأدبية مدوية بامتياز، مشيرا إلى أن النظام الجزائري يحاول إسكات الأصوات الحرة التي تكسر جدار الصمت حول جرائم التسعينات، على حد تعبيره. وأضاف كبير، كمال داود لم يفعل سوى قول الحقيقة، الرواية سلطت الضوء على جراح لم تندمل، والنظام يحاول طمسها لأن من كان مسؤولا حينها لا يزال في السلطة، وعلى رأسهم قائد الأركان الحالي سعيد شنقريحة. وأردف مصرحنا، أن إصدار مذكرات توقيف دولية ضد كتاب رأي لا يعكس سوى عجز النظام عن مواجهة الفساد داخل حدوده، فلجأ إلى أساليب التأديب السياسي عبر ملاحقة رموز الأدب والفكر. وشدد كبير، على أن هذه الممارسات تمثل امتدادا لنظام يخاف من الكلمة الحرة ويعتبر المثقف خصما والصحفي عدوا، معتبرا أن تصعيد السلطات ضد كمال داود يدخل أيضا في سياق التوتر الدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا، كمحاولة للضغط غير المباشر عبر ورقة الأدب، على حد تعبيره. وأنهى المتحدث ذاته تصريحه بالقول بدل ملاحقة الرواية، على هذا النظام أن يحاسب الجلادين الحقيقيين، لا يمكن أن تتحول الأقلام الحرة إلى ضحايا سياسية في دولة تزعم الإصلاح والانفتاح. الجدير بالذكر أن كمال داود، أحد أبرز الأقلام الجزائرية المعاصرة، حظي بإشادة واسعة إثر تتويجه بجائزة غونكور، لكن اختياره الغوص في أحداث العشرية السوداء عبر روايته "حوريات"، أثار غضب السلطة، وفتح الباب أمام فصل جديد من ملاحقة الكتاب في الجزائر.


كواليس اليوم
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- كواليس اليوم
ما خفي في استمرار اعتقال الكتاب والمؤرخين من طرف عصابة بلاد العالم الآخر؟
سليم الهواري لم يفهم أي أحد الأساليب الدنيئة التي تستعملها عصابة النظام العسكري في بلاد العالم الآخر، بتلفيق تهم لكتاب ومؤرخين، في هذه الظرفية بالذات، وفي هذا الصدد كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان قد كشف يوم الأربعاء الأخير، إن فرنسا تلقت إخطارا بأن القضاء الجزائري أصدر 'مذكرتي توقيف دوليتين' بحق الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود. وأضاف الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان 'إننا نتابع وسنواصل متابعة تطور هذا الوضع عن كثب'، مؤكدا أن كمال داود 'مؤلف معروف ويحظى بالتقدير' وفرنسا ملتزمة بحرية التعبير… وتزامن تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بعقد أول جلسة استماع في شكوى في باريس بشأن انتهاك الخصوصية التي رفعتها ضد داود امرأة جزائرية تدعى سعادة عربان تتهمه فيها باستخدام قصتها الشخصية في روايته 'حوريات' الحائزة على جائزة غونكور العام 2024. ولم تعرف بعد الأسباب الدقيقة لأوامر الاعتقال هذه، وفق المحامية لافونت، التي ترى أن 'دوافع مثل هذه الأوامر الجزائرية لا يمكن أن تكون إلا سياسية وجزء من سلسلة إجراءات تم تنفيذها لإسكات كاتب تستحضر روايته الأخيرة مجازر العشرية السوداء في الجزائر'. وأضافت أنه سيتم تقديم 'طلب استباقي' و'دون تأخير' إلى لجنة مراقبة ملفات الإنتربول للطعن في نشر أوامر الاعتقال هذه. هذا وسبق لحكام قصر المرادية بحر الأسبوع المنصرم، اعتقال الكاتب والمؤرخ محمد الأمين بلغيث، على خلفية تصريحاته التي أدلى بها لقناة 'سكاي نيوز عربية'، والتي اعتبر فيها أن 'الأمازيغية مشروع صهيوني فرنسي'، مع توجيه تهم جنائية ثقيلة له تتعلق بالمساس بالوحدة الوطنية ونشر خطاب الكراهية. وعلى إثر ذلك أمرت نيابة الجمهورية بفتح تحقيق ابتدائي، أسفر عن توقيف بلغيث وتقديمه أمام القضاء، حيث وُجّهت له تهم تتعلق بجناية 'القيام بفعل يستهدف الوحدة الوطنية'، والاعتداء على رموز الأمة والجمهورية'، بالإضافة إلى 'نشر خطاب الكراهية والتمييز عبر وسائل الإعلام والاتصال'. وزعمت السلطات في بلاد العالم الآخر ان التصريحات الواردة تمثل 'انتهاكاً للمبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري، وتعدّيا على مكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية، ومساساً بالوحدة الوطنية ورموز وثوابت الأمة'، وقد قرر قاضي التحقيق إيداعه رهن الحبس المؤقت، في انتظار استكمال إجراءات التحقيق. وحسب تقارير اوربية، فالخروج المستفز لعصابة الشر في حق الكتاب، ما هو الا وسيلة ومناورة للتستر على قضية تُحظى بمتابعة واسعة في الأوساط السياسية والثقافية في فرنسا والجزائر، الامر يتعلق بفضيحة محاكمة صنصال المغلقة بعشر سنوات، والتي لم يحضرها أي طرف له علاقة بالدفاع عن صنصال، مما يؤكد الاخبار المسربة عن أطباء في العاصمة الجزائرية، كون بوعلام صنصال توفي منذ أيام نتيجة التعذيب الذي تعرض له أثناء الاعتقال. مع العلم، أنه لا أحد سُمح له بزيارة بوعلام صنصال، لا في السجن، ولا في المستشفى ولا حتى في المحكمة، بحيث تم منع فرانسوا زيمراي، محامي بوعلام صنصال ، من دخول الجزائر، وما لفت انتباه المتتبعين، أن الحكم على الكاتب بوعلام، تم بسرعة فائقة بدون جلسات، ولعل تحديد مدة طويلة في الحكم عليه – عشر سنوات – يوضح بما لا يدعو الا الشك، هروب النظام العسكري، من جريمة موت صنصال تحت التعذيب، خاصة أن شخصيات كثيرة صدرت ضدها أحكام ولا يُعرف هل لازالت حية أم توفيت، مثل الوزراء السابقين أويحيى وسلال وبدوي وقيادات من الجيش. ويكفي ان تقرير لصحيفة 'لوباريزيان' الفرنسية كان قد حذر العصابة في قصاصة إخبارية جاء فيها ' فما الذي يمكننا فهمه بعد نقل صنصال عدة مرات الى المستشفى بناء على طلبه؟ على الأقل، يبدو أن المسؤولين عن احتجازه قد أدركوا أن حالته الصحية هشة للغاية، وأن وفاته ستكون أمراً بالغ الخطورة لهم أيضاً'.


بديل
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- بديل
لماذا أنا مكتئب هذا الصباح؟
استيقظت هذا الصباح بمزاج معكّر ونفسية حزينة وخاطر مكتئب… تابعت أمس إلى ساعة متأخرة صدور حكم الإدانة في حق النقيب محمد زيان، وتذكرت الساعات الطويلة التي كنت أقضيها في قبو محكمة الاستئناف بالدار البيضاء – قبوٍ متّسخ، بلا طعام، بلا مرافق، بلا هواء نقي – أنتظر أن تقرر هيئة في مصيري: هل أذهب إلى بيتي أو أعود إلى زنزانتي؟ كان الوقت الطويل الذي تستغرقه المداولة في مصير متهم واحد يبعث على الألم والسخرية في آنٍ واحد…! كانت لحظة المثول أمام قاضٍ رفض كل طلباتك ودفوعاتك وفرص إثبات براءتك طوال أشهر من المحاكمة بمثابة تحصيل حاصل، ومع ذلك، كان دائمًا هناك خيط رقيق من الأمل تجده في عقلك أو قلبك، لا تعرف مصدره، يقول: 'اللهم إنّا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه.' بعد سماع الحكم، لك أن تقول: 'إنا لله وإنا إليه راجعون' وتضيف: 'واصبر إنك بأعيننا' وإذا أردت الانتقام الرمزي تقول: 'ثم إنكم يوم القيامة عندربكم تختصمون.' تجمع ما بقي فيك من قوة وتركيز بعد مسلسل إنهاك طويل، ثم تمد يدك للأصفاد المسنّنة وتعود تحت الحراسة المشددة إلى السجن. ثم تسأل: لماذا كل هذه السيارات والدراجات التابعة للأمن العلني والسري تخفرني إلى الزنزانة؟ هل تحرسني مخافة أن أفرّ من قدري، أم تحرس الحكم الذي صدر للتو في حقي مخافة أن يسقط؟ مجرد سؤال، وليس فيه فصل للتوضيح… وسط أكوام من البشر ينتظرون قرار القضاة الذين يتداولون في مصائرهم، كنت أتطلع إلى وجوه لا حياة فيها، وعيون لا تعبير فيها، مثل عيون سمك بعد خروجه من الماء بساعات… الحكم بثلاث سنوات سجنًا على شيخ جاوز الثمانين حكمٌ قاسٍ جدًا، فيوم واحد في السجن لشيخ يجرّ وراءه اكثر من ثمانية عقود، ولائحة طويلة من الأمراض، يعادل عشرات السنين مما يعدّه الإنسان خارج السجن… كنت أتوقع الأسوأ بالنظر إلى المناخ القاري الجاف من الحرية والرحمة والعقل والحكمة الذي نتحرك داخله… فلا أحد في الدولة أو المجتمع يفصل بين قرارات المحاكم والمناخ السياسي، هذه صارت واحدة من ثوابتنا الوطنية، ماذا نفعل… الخبر الثاني الذي أدخل الهمّ إلى نفسي هو قرار القضاء الجزائري باعتقال الجزائري الوحيد الذي ما زلت أقرأ له في الصحافة: كمال داوود. فقد أصدر القضاء الجزائري (الشامخ) 'مذكرتي توقيف دوليتين' في حق الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داوود وزوجته الطبيبة النفسية عائشة دحدوح، لكشفهما عن قصة مريضة واستخدامها في كتابة روايته 'حوريات'، التي فازت بجائزة غونكور العريقة في فرنسا لعام 2024. رفعت السيدة عربان دعوى قضائية ضد داوود في فرنسا، بتهمة انتهاك الخصوصية ونشر معالم من قصتها التي تعود إلى العشرية السوداء، من تلقاء نفسها، ولم يدفعها أحد. جيش جارتنا تزعجه كلمات داوود ومقالته الأسبوعية في مجلة Le Point.كما تزعجه أعمال الحفر في صفحات الحرب الاهلية التي عرفتها الجزائر من 1992 إلى 2002 والتي قتل فيها ما يزيد عن 200 الف مواطن جزائري، لهذا يسعى لخنق هذه الكلمات … من حسن حظ كمال داوود أنه في فرنسا الآن، وإلا لكان قد اقتسم نفس الزنزانة مع مواطنه بوعلام صنصال، الذي يُحاكم في حالة اعتقال عن رأي في التاريخ والجغرافيا الجزائرية… كمال داوود سبق ان قال في حديث لمحطة 'فرانس إنتر' أن 'كل الناس في الجزائر، وخصوصاً في وهران، يعرفون قصة (عربان)، إنها قصة عامة'. وأضاف: 'أنا آسف، ولكن لا يمكنني أن أفعل شيئًا لمجرد أنها وجدت نفسها في رواية لا تأتي على ذكر اسمها، ولا تروي حياتها، ولا تتناول تفاصيل حياتها.' من جانبها، نددت دار 'غاليمار' الفرنسية الناشرة لمؤلفات داوود، 'بحملات التشهير العنيفة التي تقف وراءها بعض وسائل الإعلام القريبة من نظام طبيعته معروفة.' ما أقسى الكلمتين الأخيرتين: (طبيعته معروفة)…دارغاليمار هذه كلماتها مسمومة ما زال الناس في المغرب العربي، أو المغاربي، يذهبون للسجن على كلمات أو جُمل أو كتب أو تصريحات أو آراء في التاريخ والجغرافيا والسياسة والأدب… لا يجب أن نخاف من الآراء المختلفة، علينا أن نخاف من قمع هذه الآراء، هنا مربط الفرس لكن من يسمعك ؟. كيف تحرم السلطة المعتقل السياسي او الصحافي او المؤرخ او الحقوقي من تعاطف الجمهور عندما تدخله إلى الكوليماتور القمعي ؟ أي كيف نقلل من كلفة القمع؟ كيف نقتله دون ان ندفع احدا لذرف الدموع عليه ؟ فلا أحد في العالم يمكنه أن يقبل اليوم سجن صحافي أو سياسي أو حقوقي أو أديب، على مجرد أنه عبّر عن رأي. هنا تأتي الحيلة غير المبتكرة : إنها التهم البديلة، دائمًا، هذه جاهزة، والمشتكون موجودون (وعلى قفا من يشيل) بالتعبير المصري، والإعلام (المخدوم) جاهز لتنشيط حفلات سلخ اللحم البشري هذه، في انتظار أن 'يطبخه' الآخرون على نار هادئة، ويلقوا به إلى غياهب السجن… وكلّه بالقانون يا باشا، على حد تعبير أحمد زكي في فيلم 'ضد الحكومة'… قال جون ستيوارت ميل منذ زمن: 'إسكات رأي، حتى لو كان خاطئًا، هو حرمان الإنسانية من فرصة تصحيحه.' على من تتلو مزاميرك يا ستيوارت؟ هل يحق لي أن أكتئب أم لا؟