logo
ترامب يتجه نحو تدخل "محدود" في الحرب ضد إيران بضرب منشأة فوردو

ترامب يتجه نحو تدخل "محدود" في الحرب ضد إيران بضرب منشأة فوردو

العربي الجديدمنذ 6 ساعات

في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة تدحرج موقف البيت الأبيض بسرعة باتجاه
تقديم الخيار العسكري على الدبلوماسي
في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، إذ عقد مجلس الأمن القومي لأول مرة اجتماعاً خاصاً لبحث خيارات الإدارة في هذا الخصوص. وبذلك غادر الرئيس ترامب الموقف المتقلّب ليستقر على آخر حاسم من المتوقع أن يُكشف عنه قبل نهاية الأسبوع.
وحسب معظم التقديرات التي يذهب بعضها إلى ما يشبه التأكيد، فإن الرئيس طوى صفحة المفاوضات لاستبدالها بـ"خيار ميداني" يؤدي إلى ترجيح كفة إسرائيل العسكرية ضد إيران. وفي الاعتقاد أن انتقاله إلى هذا الموقع بعد وعده بعدم الدخول في نزاعات خارجية جاء نتيجة "لاستدراج" متقن حبك خيوطه العسكرية والجيوستراتيجية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تماماً كما سبق له أن تمكّن من الحصول على "الضوء الاخضر - الأصفر" من البيت الأبيض لإشعال الحرب.
تحليلات
التحديثات الحية
حرب إيران وزئبقية موقف البيت الأبيض
في الأيام الثلاثة الأولى، تبدّل الموقف على إيقاع العمليات الميدانية، بين التلويح بالجزرة وهزّ العصا. في اليوم الأول، الجمعة، أشاد ترامب بـ"النجاح الكبير" للهجمات الإسرائيلية، مع التذكير بأنه "ما زال يعتقد بإمكانية التوصل إلى حلّ دبلوماسي". في الوقت ذاته حثّ إيران على ضرورة "عقد صفقة قبل أن لا يبقى لها شيء". السبت، تباحث في الموضوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علّه يساهم في التسوية. لكنه على ما بدا، توجّه إلى العنوان الخطأ ولو أن الرئيس الروسي أبدى تأييده لـ"إنهاء الحرب". الأحد، جدّد مطالبة إيران بعقد صفقة، ملوحاً بـ"سلام قريب بين إيران وإسرائيل"، وكشف أن هناك "اتصالات ولقاءات جارية" في هذا الخصوص.
مع نهاية الاثنين، انقلب وعد "السلام" إلى لغة التهديد باستخدام القوة. مغادرته لقمة السبع قبل يوم من انتهائها، بالترافق مع تصريحات نارية، كانت إشارة واضحة إلى حصول انقلاب جذري في الموقف، كان تعبيره الأبلغ مطالبة إيران بـ"استسلام غير مشروط" مع التلويح بخيار "اغتيال" المرشد الأعلى والدعوة إلى "إخلاء طهران"، ما أثار الاستغراب والتساؤل حول حقيقة الغرض من مطالبة الملايين من سكان العاصمة بإخلائها.
الانتقال السريع من الدبلوماسية إلى "العصا" وبهذه الصورة، عزّز التكهنات التي توالت أخيراً حول احتمال دخول أميركي ميداني ما إلى جانب اسرائيل، كما حول إمكانية "إسقاط النظام" الذي يطرحه نتنياهو وأنصاره في واشنطن. الاحتمال المرجح للتدخل أن يأمر الرئيس ترامب القوات الجوية الأميركية بضرب مفاعل فوردو بالقنبلة الخارقة. وثمة من يتحدث بثقة عن هذا الخيار، مثل أيان بريمر، رئيس مؤسسة "يوراسيا". لكن "لا ضمان مؤكداً لتدميره"، حسب خبراء عسكريين. وكذلك هي الحال بالنسبة لهدف "تغيير النظام" الذي لا يخلو من المجازفة. وهنا يجري التذكير دائماً بتجربة العراق ومخاطرها وما يتصل بمثل هذا القرار من أسئلة، أهمها المتعلق بـ"اليوم التالي" فضلاً عما ينطوي عليه فخ التغيير من تورط، كما حصل في العراق، علما أن معظم المراقبين لا يخفون شكوكهم بتحقيق التغيير في "وضع إيران المتماسك".
على ضوء هذا السبب وغيره، احتدم الجدل في اليومين الأخيرين حول خطوة الرئيس ترامب المتوقعة، إذ جرى طرح مشاريع قرارات وقوانين في الكونغرس لتقييد صلاحيات ترامب ومطالبته بالحصول على موافقته مسبقاً بشأن أي قرار عسكري ينوي اتخاذه. لكن للرئيس صلاحية استخدام القوة العسكرية في الخارج في حالات "طارئة" وعاجلة، لفترة شهر قابل للتجديد مرة واحدة، ينبغي بعدها الحصول على تفويض من الكونغرس باستخدام القوات المسلحة، مع ذلك تحايل الرؤساء على النص وخاضوا حروباً، من بينها في فيتنام، من غير تفويض مسبق من الكونغرس. والرئيس ترامب لن يشذ عن القاعدة، وفي كل حال بإمكانه تحصيل موافقة كونغرس له مونة كبيرة على أغلبيته الجمهورية، لكنه يواجه انقساماً حاداً في قاعدته الخاصة بخطة "أميركا أولاً "، إذ يؤيد قسم منها تدخله إلى جانب إسرائيل ضد إيران، وقسم آخر ضدّ ويحذر من "نهاية رئاسته" إذا فعل. لكن مع ذلك لا تبدو هذه الصعوبات عوائق جدّية في طريق قراره الذي يبدو أنه صار بحكم الأمر الواقع، خاصة الشق المتعلق منه بضرب "فوردو"، حتى الآن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رسالة تحذير إيرانية لواشنطن: سنرد دون ضبط للنفس
رسالة تحذير إيرانية لواشنطن: سنرد دون ضبط للنفس

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

رسالة تحذير إيرانية لواشنطن: سنرد دون ضبط للنفس

قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف علي بحريني لمجلس حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بأنها سترد عليها بحزم إذا انخرطت بشكل مباشر في الهجوم الإسرائيلي ضدها، معربًا عن اعتقاده أن الولايات المتحدة "متواطئة في ما تفعله إسرائيل". يأتي ذلك في وقت يسود فيه ترقب لقرار الرئيس دونالد ترامب بشأن مشاركة مرجحة في الهجمات التي تشنها إسرائيل على إيران منذ فجر الجمعة. وقال بحريني للصحافيين، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، إن الهجمات الإسرائيلية تمثل "حربا على الإنسانية"، وانتقد الدول التي لا تندد بالأفعال التي قال إنها تعرض الناس لإشعاعات خطيرة. وأضاف "الاستهداف المتعمد للمنشآت النووية الإيرانية لا يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة فحسب، ولكنه يخاطر أيضا بتعريض جميع الأشخاص في منطقتنا لتسرب خطير محتمل. هذا ليس عملا حربيا ضد بلدنا، بل هو حرب ضد الإنسانية". وانتقد تقاعس الدول في التنديد بالهجمات الإسرائيلية، وقال "لا نسمع أي شيء تقريبا من هؤلاء الذين أعلنوا أنفسهم أنصارا لحقوق الإنسان". واستطرد قائلا إن أميركا منحت إسرائيل الحصانة، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية تحاول تبرير العدوان بادعاءات لا أساس لها، كما قال إن بلاده سترد على الضربات الإسرائيلية "بقوة... ودون ضبط للنفس". وأضاف "لن نظهر أي تردد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا. سنرد بجدية وقوة ودون ضبط للنفس". وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد قال، الأحد الماضي، إن ما لدى إيران من وثائق تؤكد دعم القواعد الأميركية في المنطقة للهجمات الإسرائيلية على إيران، مضيفا أن "أميركا شريكة في هذه الهجمات وعليها أن تتقبل هذه المسؤولية". تقارير دولية التحديثات الحية إيران تقصف إسرائيل بصواريخ "فتاح" للمرة الأولى يأتي ذلك في وقت يسود فيه ترقب لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بالمشاركة في توجيه ضربات لإيران، وذلك بحسب كثير من المؤشرات والتصريحات التي ارتفعت حدتها في اليومين الماضيين. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 يدرس مجموعة من الخيارات، من بينها توجيه ضربة محتملة لإيران، وقد التقى بكبار مستشاريه في غرفة العمليات بالبيت الأبيض أمس الثلاثاء لهذا الغرض. وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مسؤولين قولهم إن ترامب يدرس بجدية الانضمام إلى الحرب عبر تنفيذ ضربة أميركية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في "فوردو" التي لا تمتلك إسرائيل القنابل الخارقة للتحصينات اللازمة لتدميرها. وأمس الثلاثاء، قال ترامب إن الولايات المتحدة تعرف مكان اختباء المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، واصفاً إياه بـ"الهدف السهل"، لكنّه أكّد أن الولايات المتحدة لا تعتزم تصفيته "على الأقل في الوقت الحالي". وأوضح ترامب في سلسلة منشورات عبر "تروث سوشال" أن بلاده "لا تريد صواريخ تُطلق على المدنيين أو الجنود الأميركيين"، محذراً من أنّ "صبرنا بدأ ينفد"، طالباً من إيران الاستسلامَ "غير المشروط".

ترامب سيمدد مهلة "تيك توك" 90 يوماً رغم القيود القانونية
ترامب سيمدد مهلة "تيك توك" 90 يوماً رغم القيود القانونية

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب سيمدد مهلة "تيك توك" 90 يوماً رغم القيود القانونية

أعلن البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيوقّع هذا الأسبوع أمراً تنفيذياً جديداً يمنح تطبيق تيك توك (TikTok) مهلة إضافية تمتد لتسعين يوماً، ما يتيح لشركته الأم الصينية "بايتدانس" (ByteDance) مزيداً من الوقت للتفاوض على بيع أصول التطبيق داخل الولايات المتحدة. ويأتي هذا التمديد رغم القانون الذي أقرّه الكونغرس سابقاً، والذي يشترط إتمام صفقة البيع أو إغلاق التطبيق نهائياً في حال عدم إحراز تقدم ملموس. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس "سيوقّع أمراً تنفيذياً إضافياً للإبقاء على تيك توك قيد التشغيل"، مؤكدة أن هذا القرار يهدف إلى "حماية المستخدمين الأميركيين وإتاحة الوقت اللازم للتوصل إلى اتفاق نهائي يراعي المصالح الوطنية". وكان ترامب قد صرّح في مايو/أيار أنه يعتزم تمديد مهلة 19 يونيو/ حزيران، مشيراً إلى أن التطبيق ساعده في استقطاب الناخبين الشباب خلال انتخابات 2024. وفي وقت سابق من أمس الثلاثاء، خاطب ترامب الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" قائلاً إنه يتوقع تمديد المهلة مجدداً. ورداً على سؤال حول ما إذا كان سيفعل ذلك، أجاب: "على الأرجح، نعم. من المحتمل أن نحتاج إلى موافقة من الصين، لكنني أعتقد أننا سنحصل عليها. أعتقد أن الرئيس شي سيوافق في النهاية". وكان القانون الأميركي المعروف باسم "حماية الأميركيين من التطبيقات الخاضعة لسيطرة خصم أجنبي" (PAFACA)، قد منح " بايتدانس " مهلة تنتهي في 19 يناير/كانون الثاني 2025 لبيع أصول "تيك توك" لشركة أميركية، مع إمكانية تمديد واحد فقط مدته 90 يوماً، في حال توفرت مؤشرات واضحة إلى تقدم الصفقة. غير أن ترامب سبق أن منح تمديدين سابقين: الأول في يناير، والثاني في إبريل/نيسان، ما يثير تساؤلات قانونية حول مشروعية التمديد الثالث الحالي. سوشيال ميديا التحديثات الحية تيك توك في الولايات المتحدة... كلّ الشراة المحتملين وتوقّف تطبيق تيك توك مؤقتاً عن العمل في السوق الأميركية بمنتصف يناير، استجابة لمهلة القانون. إلا أن ترامب تدخّل حينها بتجميد تنفيذ الحظر عبر أمر تنفيذي مدته 75 يوماً، وأعقبه تمديد آخر بالمدة نفسها في إبريل، في محاولة لتفادي الإغلاق المفاجئ للتطبيق الذي يستخدمه أكثر من 170 مليون أميركي. ورغم وجود عروض أميركية سابقة للاستحواذ على عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة، من بينها شركات مثل " أوراكل "، إلا أن المفاوضات تعثرت أكثر من مرة، خاصة بعد تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، وفرض الإدارة الأميركية رسوماً جمركية جديدة، الأمر الذي دفع السلطات الصينية إلى التلويح برفض أي صفقة قسرية.

"عسكرة" البيتزا: من طبق شهي إلى مؤشر على حرب تحضر في البنتاغون
"عسكرة" البيتزا: من طبق شهي إلى مؤشر على حرب تحضر في البنتاغون

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

"عسكرة" البيتزا: من طبق شهي إلى مؤشر على حرب تحضر في البنتاغون

يعتقد مجموعة من متصفحي الإنترنت أنهم رصدوا مؤشرات استباقية قبل يومين من الضربة الافتتاحية في الحرب التي بدأتها إسرائيل على إيران ، الجمعة الماضي، عبر ما بات يُعرف باسم "مؤشر البيتزا". المؤشر المذكور ليس كوداً عسكرياً بطبيعة الحال، ولا هو رموز مشفرة تتناقلها الجيوش إلكترونياً، حتّى أن أهل اللامباردية (متحدثي الإيطالية القديمة) الذين يُرجح أنهم الأصحاب التاريخيون للطبق الإيطالي الشهير لم يخالوا يوماً، أنه بعد أكثر من نحو ألف عام سيغدو طبقهم "البيزو" أو "البيتزو" (ملء الفم) الذي درج لاحقاً باسم "بيتزا" دلالة على احتمالية اندلاع الحروب والأحداث التي تغيّر مجرى التاريخ. المتصفحون الذين ادعوا رصد المؤشرات، تعقبوا في الواقع المعطيات الشرائية لمطاعم البيتزا القريبة من مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، والتي تتمثل مهمة أكثر من مليون موظف فيها بالأساس في توجيه ومراقبة عمل القوات المُسلّحة ومعاونة الرئيس الأميركي في شؤون الأمن القومي. ولكن ما علاقة البيتزا؟ العجينة الشهية بفراغات فقاعية، وصلصة البندورة مع قطع الجبن البيضاء السائحة.. ما علاقة أوراق الريحان المنعشة في صراعات العروش؟ طبقاً لحساب "بنتاغون بيتزا ريبورت" (Pentagon Pizza Report) على منصة إكس، فإنه في الليلة التي بدأ فيها الهجوم الافتتاحي، والذي كان البيت الأبيض على علم مسبق به، لوحظ ارتفاع غير معهود في عدد الطلبات الشرائية من "ديستريكت بيتزا بالاس" وهو مطعم وجبات سريعة يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن البنتاغون، ويقدم خدمته على طريقة "تيك أواي". هكذا في الساعة السابعة مساءً في التوقيت المحلي لواشنطن، أي الساعة الثانية فجراً بتوقيت تل أبيب، ما يعني ساعة واحدة قبل بدء الهجوم فجر الجمعة الماضي، أبلغت الصفحة متابعيها البالغ عددهم 100 ألف بأنه "طرأت زيادة حادة في النشاط هناك". إعلام وحريات التحديثات الحية سحر إمامي... مذيعة تتحوّل إلى رمز إيراني يستند أصحاب الصفحة إلى نظرية قديمة تُدعى "مؤشر البيتزا"، وتقوم أُسسها على أن الكميات غير الاعتيادية من طلبات الوجبات السريعة وتحديداً البيتزا، للموظفين الذين يبقون في العمل لساعات متأخرة في البنتاغون قد تؤشر على وقوع أحداث دولية كبرى قبل الإعلان عنها للجمهور. النظرية لا تستند إلى أُسس علمية، ولكن بدأ الاعتماد عليها منذ عام 1991، عندما أبلغت مطاعم البيتزا القريبة من البنتاغون عن زيادة حادة في الطلبات منها قبيل انطلاق حرب الخليج الأولى. قبل ذلك سُجلت أيضاً زيادة حادة في طلبات توصيل البيتزا إلى البنتاغون عند بدء الغزو الأميركي لبنما عام 1989. وفي الإطار، تنقل صحيفة ذا تايمز اللندنية عن برناك مايكس، الذي كان في بداية التسعينيات صاحب أكثر من 40 فرعاً لـ"دومينوز بيتزا" في منطقة البنتاغون قوله إن "وسائل الإعلام لا تعرف دائماً أن ثمة شيئا كبيرا سيحصل، لأن الصحافيين في أوقات كهذه يقبعون في أسرتهم، أمّا عمّال التوصيل السريع لدينا فهم موزعون في الميدان حتّى الثانية صباحاً". اليوم، بات تعقب مؤشر البيتزا أكثر سهولة، والسبب في ذلك عائد إلى استخدام أدوات إلكترونية متاحة مثل "غوغل مابس"، التي تُوفر خدمات تتبع آني لحركة المشاة في المتاجر بناءً على معلومات حول مواقع المستخدمين. ولئن كانت هذه الأداة غير دقيقة تماماً، إلا أنها قد تُشير إلى زيادة حادة وغير عادية في عدد العملاء وعمّال التوصيل القادمين إلى الفروع والمنطلقين منها. وسُجلت زيادات مماثلة في إبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأوّل من العام الماضي، قبيل بدء الردود الإيرانية بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على عدوان إسرائيل على المبنى القنصلي لطهران في دمشق، ثم اغتيال كل من القيادي في "حماس" إسماعيل هنية، وأمين عام "حزب الله" حسن نصرالله. على الرغم من كل ما تقدّم فإن الباحثين والخبراء المعنيين في الشؤون العسكرية والأمنية لا يتعاملون مع "مؤشر البيتزا" بجديّة، فهذا المؤشر الذي يدعي المؤمن به أنه دليل على اقتراب موعد الأحداث الكبرى، قد يُستخدم في التضليل أيضاً. وفي العادة يستند الخبراء والمعنيون بتقدير الوضع، أو معدو أوراق تقدير الموقف التي تحمل رؤى استشرافية إلى مؤشرات علمية وذات طابع أكاديمي أكثر مثل: التوقيت، والظروف الجيوسياسية، ومؤشرات ميدانية وتحركات عسكرية ولقاءات سياسية وغيرها. وليلة أمس أيضاً أفادت صفحة "بنتاغون بيتزا ريبورت" عن نشاط يقظ أكثر من المعتاد في المطاعم الكثيرة بمحيط البنتاغون، ففي الساعة التي توجهت فيها أنظار العالم نحو واشنطن بانتظار خروج "الدخان الأبيض" من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمجلس الأمن القومي، والذي بحث فيه مسألة إشراك الجيش الأميركي في حرب إسرائيل ضد إيران، كان الموظفون الذين اضطروا للبقاء للعمل حتى ساعة متأخرة بالبنتاغون يطلبون البيتزا تلو الأخرى. وسجّل الارتفاع في الطلبات بشكل رئيس من فروع بيتزا "بابا جونز" و"بيتزا هات"، وتصدّرتها بالأساس الطلبات من فرع "دومينوز بيتزا" الأقرب إلى مقر وزارة الدفاع الأميركية. تكنولوجيا التحديثات الحية تعطل موقع بنك سبه الإيراني ومجموعة "إسرائيلية" تتبنى الهجوم اللافت أن طلبات البيتزا ليست المؤشر الوحيد الذي يحاول من خلاله أصحاب "بنتاغون بيتزا ريبورت" فهم الأحداث العالمية المتعلقة بالبنتاغون، بل يرصدون أيضاً ما يحدث في حانة قريبة من وزارة الدفاع. وهكذا في ليلة الضربة الافتتاحية على إيران، أفادت الصفحة أن حركة المرور هناك كانت خفيفة على غير العادة ليلة الخميس، وهو ما يشير على الأرجح إلى "ليلة مزدحمة في البنتاغون". أما ليلة الأمس، فقد أفادت الصفحة بازدحام غير معتاد في هذه الحانة. ما الذي يعنيه ما تقدّم؟ هل كان موظفو البنتاغون يحتفلون في الحانة بما هو قادم على شعوب منطقة أنهكتها الحروب والصراعات العسكرية لقادة أقاصي الأرض؟ لعل الوقت وحده كفيلٌ بإثباث ذلك. سنرى!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store